المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب من نوع خاص ضدّ أمريكا



البصري
24-08-2004, 02:40 PM
كتــب "أسد الدين" : ــ


صور من المعركة

حرب من نوع خاص




الحمدُ لله مالك الملك يؤتي الملكَ مَنْ يشاء ، وينزعُ الملكَ ممنْ يشاء ، ويعزُّ من يشاء ، ويُذلُّ مَنْ يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير ، الحمدُ لله الخافض الرافع ، والمعطي المانع ، والقابض الباسط ، الحمدُ لله الجبار القهار كاسر الأكاسرة ، قاصر القياصرة ، مذلّ الطواغيت الجبابرة ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله القائل: "إن حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه"

أما بعد...

إمبراطوريةِ الشرِّ (أمريكا) الآيلة إلى السقوطِ الرهيبِ قريباً بإذن الله ، وقد أيقنتُ بأنَّ هذه الدولةَ العظمى ستسقطُ كما سَقَطَتْ إمبراطورياتٌ عظمى قَبْلَهَا ، كانت (أمريكا) قد خَلَفَتْها واسْتَولَتْ على مستعمراتِها وغنائمَها على طريقةِ القرصنةِ المعروفة التي تأسَّستْ على ضوئِها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ : " فَمِنْ قِصَصِ المُغَامَراتِ التي أعْجَبَتْ الولاياتِ المتحدةِ قصة القُرصَانِ الشَهيرِ الكَابْتِن "مورغان" - الذي تمكَّنَتْ أُسْرَتُهُ في عُصورٍ لاحقة مِنَ العُثورِ على كَنْزِهِ واسْتَعْمَلتهُ في رأسِ مَالِ بَنْكِ مورغان العتيد - وكان الإعجابُ الأمريكي بمورغان استيعاباً لفلسفةِ ذلكَ القُرصانِ الذّكي ، وجَوهُرهَا يظهرُ في مَقُولَتِهِ:

"إن القرصان العادي هو الذي يُغيرُ على السُفُنِ المسافرة ويقتلُ رُكَّابَها الأبرياء وينهبُ حمولاتها من الأشياءِ والنقودِ ، وأما القُرصانُ الذكيُّ فإنّه لا يُغيرُ إلا على سُفُنِ القراصنةِ الآخرين ، بل ينتظرهم قُربَ مَكَامِنِهِم عائدين مُحَمَّلين بالغَنائمِ ، مُجْهَدِينَ مِنَ القَتْلِ والقِتَالِ ، ثم ينقضُّ عليهم محققاً جملةَ أهْدَافٍ:
• يحصلُ على كنوزِ عدّةِ سُفُنٍ أَغَارَ عليها القُرصانُ العاديُّ في رحلةٍ شاقةٍ وطويلة لكن القُرصانَ الذكيَّ يحصلُ عليها جاهزةً بضربةٍ واحدة.
• لا يرتكبُ بالقرصنةِ جريمةً ، لأنَّه نَهَبَ الذين سَبَقوا إلى النهبِ ، وقَتَلَ الذين سَبَقوا بالقتل وعليه فإنَّ ما قامَ به لم يكن جريمة وإنما عقابٌ عادلٌ ، ولم يكن قتلاً وإنما هو القصاصُ حقاً.
• إن القُرصانَ الذكيَّ بهذا الأسلوبِ يصنعُ لنفسهِ مكانةً وهيبةً تذكرُها تقاريرُ النهارِ وتتذكرُّها حكاياتُ الليلِ! " أ.هـ.

إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر
ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبر

الولايات المتحدة الأمريكية أعلونها حربا على الله ودين الله وعباد الله

وهذه بعض الصور من الحرب الدائرة بين الملك الملوك ومالك الكنوز والبنوك وبين طاغوت العصر وفرعون هذا الزمان المتحدي بقوة الصواريخ والمكوك....


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/08/16.jpg


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/08/17.jpg


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/08/18.jpg
وبيوتهم مثلما قصفوا ودمروا بيوت المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وفي كل مكان


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/08/19.jpg


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif

ليذقوا من كأس الدمار مثلما أذاق المسلمين من طائراتهم وصواريخهم


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif


لا يقصفون والله يقصفهم بحجارة من سجيل وبجنود لن يرونهم


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif


http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif



أما هذه الصورة فليست لأحد شوارع مدينة الفلوجة الباسلة بل شوارع أمريكا طاغوت العصر

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif


الله عزيز ذو انتقام

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif

والدمار القاضي بيد الله الأحد الصمد الجبار العظيم

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif



بعد الدمار ونهاية المعركة

http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif





وأترك لكم بقية ما تجدون من الآيات والأحاديث في هذا المقام

وستستمر المعارك في حربهم والله ينصر عباده وينتقم من أعدائه

الدعاء الدعاء على أمريكا ومن حالفها

فدعاء المظلومين ليس بينه وبين الله حجاب

فاكثروا على أعداء الله والمسلمين بدعاء ليعجل الله تدميرهم

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

وهو العزيز ذو الإنتقام

فعال لما يريد

يمهل ولا يهمل

اذا أراد شيئا أن يقول كن فيكون


ولعل القارئ للتاريخ المعاصر يدركُ كيف أنه في قرنين من الزمان ( 13 - 14 الهجريين ) ( 19 - 20 الميلاديين ) سقطت دولٌ وإمبراطوريات كبرى عديدة ، وهي إمبراطوريات أوروبية كأسبانيا والبرتغال ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وهولندا ، وألمانيا ، وإيطاليا ، وكذلك الإمبراطورية الروسية ( أسرة رومانوف ) ، والإمبراطورية النمساوية الهنغارية ( أسرة هابسبورغ ) ، ودولة خلافة ( آل عثمان ) ، واليابان ، وقبل الأخير الاتحاد السوفيتي.

وأمريكا قد جمعت كل العوامل والأسباب التي أدت إلى سقوط تلك الدول العظمى وسيصيبها بحول الله وقوته ما أصاب من خَلَفَتْهُمْ بالأمس ، وهذه سنّةٌ لا تتبدل - أعني سنة المداولة - ، فالله أمرنا أن نسيرَ في الأرضِ وأن نتدبَّرَ التاريخ ونستفيدَ من دروسه وأحداثه ، فحين تذهب إلى التاريخ تَتَلقَّى منه تَلقِّي التلميذ المتعلم وليس تلقي التلميذ المتحجر المكابر ، يَرُوعُكَ أنك تقرأ نَفْسَكَ ومجتمعك وأحداثَ عصرِك في بعض صفحاته ، وتكاد تحسّ بأن ما يدور حولك ليس إلا آخر طبعةٍ من كتابِ التاريخ ، وأن الذين يظنون أنفسهم آخر حلقات التاريخ - أي أفضلها - أو يظنون أنفسهم خارج دائرة التاريخ ..... هؤلاء وأولئك قوم مخدوعون ، يمتازون بالغباء الشديد والسذاجة المفرطة ‏.‏


إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر
ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبر


وكثيرٌ من المسلمين مع الأسف لا يقرأون تاريخ هذا القرن فضلاً عن قراءتهم لتاريخهم المشرق البعيد ففي التاريخ القريب عام 1992م - 1411هـ كان هناك قوة عظمى في السياسة الدولية تسمى الاتحاد السوفيتي أما سنة 1994م - 1413هـ فقد انهار الاتحاد السوفيتي وتشرذم وتحول إلى خمس عشرة جمهورية .
قبلها بعامين كان الاتحاد السوفيتي يجوبُ العالمَ رائحاً غادياً يوزعُ القروضَ والسلاحَ والنفطَ والغذاءَ على حلفائهِِ في العالم وكانت موسكو نقطةَ المركزِ بالنسبة لكثيرٍ من الدولِ لا بل لكثير من الشعوبِ والأممِ ، بعدها بعامين أصبحت موسكو عاصمةُ دولةٍ متهالكةٍ ورثت عن الإتحاد السوفيتي الديون والمصائب والعجز الدولي والمحلي وأصبحت شوارعُ موسكو تعجُّ بالجريمةِ والمتسولين والبغايا والمافيا واليأسِ ، كيف حدثَ كلُّ ذلك؟ ولماذا؟ وفي لحظة تاريخية؟ وهل ما حدثَ في الاتحاد السوفيتي (وهو جلل) من الممكنِ أن يحدثَ في قوى دولية أخرى؟ هل من الممكنِ أن يحدثَ للولايات المتحدة؟ سؤال مشروع.

ما الذي حدث للجيش الأحمر الذي كان يرعب المارة في شوارع براغ وبودابست وبوخارست وكراكوف وكييف ويريفان وغيرها من المدن المكتظة بالملايين من الناس؟ تحول إلى دعابة ومادة للتهكم ومرتعاً خصباً للمافيا التي تنهب مستودعات سلاحه وتبيعها بكميات ضخمة وبأسعار خيالية في أصقاع شتى من الأرض.
ما الذي حدث للترسانة النووية السوفيتية ولأسلحة الدمار الشامل السوفيتية وللسلاح الكيماوي والبيولوجي السوفيتي؟ فرّ كثيرٌ من العاملين فيها وهم الآن يقدمون خدماتهم لمن يدفع أكثر ، وهم الآن يبيعون كل شيء بحوزتهم: الخبرة والسلاح الكيماوي والبيولوجي والتدريب والمهارات وغير ذلك ، ما الذي حدث لحلفاء الاتحاد السوفيتي السابقين؟ كيف تعايشوا مع الانكشاف السياسي والانكشاف العسكري؟

هل يحدث للولايات المتحدة ما حدث للاتحاد السوفيتي؟ هل ستسقط أمريكا؟ هل سنردد قريباً " .. خربت أمريكا"؟.

لقد قام نفوذ السوفيت على شبكة من المؤسسات السياسية والعسكرية والثقافية والحزبية والشبابية والاقتصادية الضخمة وعلى مستوى دولي وكان لهذه المؤسسات حضورها النفسي الكبير في نفوس عدد كبير من الدول والشعوب.
كان الاتحاد السوفيتي الأب والراعي لحلف وارسو الذي يضم القيادات العسكرية لكل الدول التي تحكمها الأحزاب الشيوعية وقد تدخَّل الحلف في عدة أقطار أوروبية لنصرة الأحزاب الشيوعية الحاكمة فيها وحقق عدة انتصارات في هذا المجال وكانت منظمة الكومنترن تضم كل الأحزاب الشيوعية في العالم وكان لها مؤتمراتها ومهرجاناتها شبه السنوية التي تعقد في موسكو وكان دور هذه المنظمة تنظيم وتمويل وتوجيه النشاط الحزبي الشيوعي في كل أنحاء العالم وكان يحضر هذه المؤتمرات مندوبون من كل أنحاء الأرض وكانت من ضمن الوفود أعداد من اليمن والبحرين والسعودية تحضر المؤتمرات وتحصل على التوجيه والتمويل وتعود لأقطارها لمزاولة نشاطها السياسي.
وكانت هناك منظمة الكوميكون أي المنظمة الاقتصادية التي تقوم بالإشراف وإدارة المعونات الاقتصادية السوفيتية لحلفاء الاتحاد السوفيتي التي تزودهم بالنفط والسلاح والغذاء وغير ذلك تحت مظلة الاتفاقات الثنائية.
وكانت هناك المنظمات الشبابية التي تشرف على نشاط الشبيبة الشيوعية في كل أنحاء العالم ولها ميزانيات ضخمة وإدارة كبيرة وأجهزة تنفيذية ضخمة تنظم المباريات العالمية والمعسكرات والمهرجانات وغير ذلك.
أما حركة النشر التي تقوم بها دار التقدم في موسكو فكانت استثنائية في نشاطها ولقد نشرت هذه الدارُ مئاتِ الكتبِ والدراساتِ الاختصاصية عن العالم العربي وعن الخليج والجزيرة العربية خصوصاً وكانت دراسات عميقة في معالجاتها بل إنها أكثر عمقاً من التي كانت تصدر في أوروبا والولايات المتحدة ولقد نشط كُتَّاب الاتحاد السوفيتي في تفسير تاريخ الأقطار العربية وتاريخ الجزيرة العربية وشعوبها وظهور الإسلام في الجزيرة العربية والمراحل التي مرت بها الأمة العربية وشعوب الجزيرة العربية والإسلام وكان لهم في هذه المجالات آراء خطيرة وجريئة تأثرت بها النخب العربية والمثقفون العرب ، وكان النفوذ السوفيتي أعمق - نوعياً - وعلى مستوى دولي (رسمي وشعبي) من النفوذ الأمريكي اليوم ومع ذلك انهار الاتحاد السوفيتي وذاب مثل فص الملح ، ألا يمكن أن يحدث نفس الشيء للنفوذ الأمريكي؟ .
وبعد هذا كله نتساءل : أين هي منظومة الاتحاد السوفيتي؟ أين الأنظمة الموالية لموسكو؟ ألم تسقط بسقوطها؟ ألم تكن الأعلام الحمراء ترفرف على أسوار عواصم كثيرٍ من الدول؟.
لقد انهارت كلُّها سُنّةَ الله في الظالمين ...

أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ
وأين ما حازه قارون من ذهب
أتى على الكل أمرٌ لا مرد له
وصار ما كان من مُلكٍ ومن مَلِكٍ
دار الزمان على دارا وقاتله
وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ


يقول سيد قطب رحمه الله : "وهل يُحمدُ اللهُ على نعمةٍ أجلّ من نعمةِ تطهيرِ الأرضِ من الظالمين أو على رحمةٍ أجلّ من رحمته لعباده بهذا التطهير لقد أخذ اللهُ قومَ نوح وقومَ هود وقومَ صالح وقومَ لوط كما أخذَ الفراعنةَ والإغريقَ والرومانَ وغيرهم بهذه السنة - سنة الاستدراج - ; ووراء ازدهار حضارتهم ثم تدميرها ذلك السر المغيب من قدر الله ; وهذا القدر الظاهر من سنته ; وهذا التفسير الرباني لهذا الواقع التاريخي المعروف ولقد كان لهذه الأمم من الحضارة ; وكان لها من التمكين في الأرض ; وكان لها من الرخاء والمتاع ; ما لا يقل إن لم يزد في بعض نواحيه عما تتمتع به اليوم أمم ; مستغرقة في السلطان والرخاء والمتاع ; مخدوعة بما هي فيه ; خادعة لغيرها ممن لا يعرفون سنة الله في الشدة والرخاء هذه الأمم لا تدرك أن هناك سنة ولا تشعر أن الله يستدرجها وفق هذه السنة والذين يدورون في فلكها يبهرهم اللألاء الخاطف ويتعاظمهم الرخاء والسلطان ويخدعهم إملاء الله لهذه الأمم وهي لا تعبد الله أو لا تعرفه وهي تتمرد على سلطانه وهي تدعي لأنفسها خصائص ألوهيته وهي تعيث في الأرض فساداً وهي تظلم الناس بعد اعتدائها على سلطان الله ولقد كنت في أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية أرى رأي العين مصداق قول الله سبحانه:  فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ  فإن المشهد الذي ترسمه هذه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه وشعورهم بأنه وقفٌ على الرجل الأبيض وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة وفي وحشية كذلك بشعة وفي صلف على أهل الأرض كلهم لا يقاس إليه صلف النازية الذي شهر به اليهود في الأرض كلها حتى صار عَلَماً على الصلف العنصري بينما الأمريكي الأبيض يزاوله تجاه الملونين في صورة أشد وأقسى وبخاصة إذا كان هؤلاء الملونون من المسلمين كنت أرى هذا كله فأذكرُ هذه الآية وأتوقعُ سنةَ اللهِ وأكادُ أرى خطواتها وهي تدب إلى الغافلين  حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ  فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  وإذا كان الله قد رفع عذاب الاستئصال بعد بعثة رسول الله  فهناك ألوان من العذاب باقية والبشرية وبخاصة الأمم التي فتحت عليها أبواب كل شيء تذوق منها الكثير على الرغم من هذا النتاج الوفير ومن هذا الرزق الغزير إن العذاب النفسي والشقاء الروحي والشذوذ الجنسي والانحلال الخلقي الذي تقاسي منه هذه الأمم اليوم ليكاد يغطي على الإنتاج والرخاء والمتاع ; وليكاد يصبغ الحياة كلها بالنكد والقلق والشقاء ذلك إلى جانب الطلائع التي تشير إليها القضايا الأخلاقية السياسية التي تباع فيها أسرار الدولة وتقع فيها الخيانة للأمة في مقابل شهوة أو شذوذ وهي طلائع لا تخطئ على نهاية المطاف وليس هذا كله إلا بداية الطريق وصدق رسول الله  قال: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج" ثم تلا  فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ  رواه ابن جرير وابن أبى حاتم ، غير أنه ينبغي مع ذلك التنبيه إلى أن سنة الله في تدمير الباطل أن يقوم في الأرض حقٌ يتمثلُ في أمةٍ ثم يقذفُ اللهُ بالحقِّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، فلا يقعدن أهل الحق كسالى يرتقبون أن تجري سنة الله بلا عمل منهم ولا كد ، فإنهم حينئذ لا يمثلون الحق ولا يكونون أهله ، وهم كسالى قاعدون ، والحق لا يتمثل إلا في أمة تقوم لتقر حاكمية الله في الأرض ، وتدفع المغتصبين لها من الذين يدعون خصائص الألوهية ... هذا هو الحق الأول ، والحق الأصيل ...  وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ...".

والسؤال: أليست أمريكا على وشك الانهيار والخراب؟ هل ستسقط الأنظمة الموالية لواشنطن بسقوطها؟ أليس وقتُ حرْق الأعلام الأمريكية في كل العالم قد آن؟.
هل سنقرأ حلف الناتو تاريخاً كما نقرأ اليوم تاريخ حلف وارسو؟ هل كان الثعلب العجوز اليهودي هنري كيسنجر - وزير خارجية أمريكا الأسبق - واعياً حين قال: "نحن الآن في نقطة يصبح معها الفشل في العراق كارثة للغرب ، لأن هذا سيشجع كل العناصر المتطرفة ، وكل الذين يعتقدون بأن الغرب في حالة تراجع ، ومن هنا تنبع أهمية التعاون بين أوروبا وأمريكا في العراق".
أمريكا لم تعتبر بدروس الاتحاد السوفيتي ولها أمثالُ ما للسوفيت  أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا .
هذه الآية تلفتُ نظر الكفار للاعتبار من دمار السابقين ثم تلوي أعناقهم إلى مصارع الغابرين قبلهم في شدةٍ وعنفٍ وهي لفتةٌ عنيفةٌ مروعةٌ فيها ضجةٌ وفرقعةٌ وفيها مشهدٌ للذين من قبلهم يدمر عليهم كل ما حولهم وكل ما لهم فإذا هو أنقاض متراكمة وإذا هم تحت هذه الأنقاض المتراكمة وذلك المشهد الذي يرسمه التعبير مقصود بصورته هذه وحركته والتعبير يحمل في إيقاعه وجرسه صورة هذا المشهد وفرقعته في انقضاضه وتحطمه وعلى مشهد التدمير والتحطيم والردم يلوح للحاضرين من الكافرين ولكل من يتصف بهذه الصفة بعدُ بأنها في انتظارهم هذه الوقعة المدمرة التي تدمر عليهم كل شيء وتدفنهم بين الأنقاض وللكافرين أمثالها وتفسير هذا الأمر الهائل المروع الذي يدمر على الكافرين وينصر المؤمنين هو القاعدة الأصيلة الدائمة ... .

إن أمريكا اليوم تواجهها أخطار عدة بدءاً بتنظيم القاعدة والمسلمون مِنْ وراءه - وهو الخطر الأول - ، ودخول أمريكا إلى أعماق بلاد المسلمين في حربٍ مكشوفة مع الإسلام والمسلمين ، وتفككها الداخلي ، وانحطاطها الأخلاقي .....
وتبقى هذه كلها أسباباً لتحقق سنة الله في الظالمين والله أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً ولا يُردُّ بأسه عن القوم المجرمين.




كتبه
أبو جندل الأزدي
فارس بن أحمد آل شويل الزهراني


بتاريخ 10/1/1425هـ
جزيرة العرب

مقتبس من كتاب (( الله أكبر .. خربت أمريكا ))

سياف
15-09-2004, 08:08 PM
بارك الله فيك اخى البصرى