ali2004
21-08-2004, 05:21 PM
الحرب الدائرة الآن فى العراق يُخفى معالمها إعلام وضيع تهيمن عليه أمريكا بغرض تزييف الواقع ونشر صور غير حقيقية لما يحدث على أرض العراق ، وما يصلنا من أخبار لا يمثل إلا الجزء اليسير من هذه المعارك ، فأمريكا لن تسمح بأى حال من الأحوال ـ فى هذا التوقيت بالذات ـ ببث إهانتها العسكرية على الهواء مباشرة لكل أرجاء الدنيا .. هناك خسائر فادحة فى صفوف القوات الأمريكية ، وخسائر متلاحقة فى صفوف من يتعاونوا معها ، وهناك استعمال مفرط للقوة مع شعب تدعى أمريكا انها جاءت من أجل تحريره وتخليصه من الدكتاتورية المزعومة .. هناك أيضًا مدن عراقية استطاعت المقاومة تحريرها بالكامل وأصبحت تحت السيطرة الدائمة لرجال المقاومة ، ولا تملك أمريكا معها غير القصف الجوى الذى تحاول به تعويض عجزها عن دخول هذه المدن أو السيطرة عليها ـ مثل مدينة النجف والفلوجه والصدر والكوت والعماره وسامراء والدور وبعقوبه وديلى والجزء الأيمن من الموصل وأحياء كاملة فى بغداد مثل حى الأعظمية والشعلة والدورة وغيرها ، وهذا من فضل الله تعالى وفضل المقاومة التى نجحت فى تحويل الحرب من حرب ثروات إلى حرب إرادات ، ونجحت فى ذلك أيما نجاح ، فالثروات من حق العراق ولا يمكن لأحد أن يساومه عليها ، والإرادة من حق المقاومة ولا يمكن لأحد أن ينازعها فى ذلك ، ولا توجد نقطة التقاء يمكن أن تجمع ما بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال لأن الوطن لا يقبل القسمة والشرف لا يمكن تجزئته والتنازل عن جزء منه .
ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الياور لا يمكن أن يصلح لحكم العراق ، وأن علاوى لا يمكن أن يستمر رئيسًا للوزراء لأن الكلب لا يمكن أن يستريح فى عرين الأسد لأنه لا يستطيع أن يحميه أو يرعى أشباله .
وما تريده المقاومة العراقية لا يمكن لأمريكا أن تقبله بعد أن منيت بكل هذه الخسائر والفضائح فى فترة قصيرة من عمر الحرب ، وما تريده أمريكا لا يمكن لأى عراقى شريف أن يقبله بعد أن حاق ببلاده كل هذا الخراب والدمار .. المعادلة صعبة وعلى قدر صعوبتها تدور المعارك الآن فى العراق .
لقد دفعت أمريكا الكثير من سمعتها ومصداقيتها وحتى من حقيقة قدرتها العسكرية وبلغت إهانتها مبلغًا فرض عليها مزيدًا من العزلة والنفور الدولى والسخرية الفاضحة من قاتل يتخفى فى ثوب شرطى ولم يعد أمامه غير الاستمرار فى طريق التضليل والخداع .
لقد تحطم المشروع الأمريكى على أرض العراق ، وتحولت لغة الغطرسة والغرور التى سادت الخطاب الأمريكى بعد سقوط بغداد إلى لغة فيها الكثير من الأدب والاستجداء والانكسار بعد ظهور المقاومة الباسلة ، وأصبح غاية ما ترجوه الإدارة الأمريكية الآن هو الخروج من العراق بقليل من الكرامة ، وهو مطلب لن تمكنها منه المقاومة العراقية أبدًا .
لقد أصبح الميدان العراقى بالنسبة لأمريكا أشبه بطاولة القمار التى يخسر فيها المقامر أكثر كلما حاول تعويض خسارته ، وستستمر المعارك الدائرة فى العراق إلى أن يشاء الله ، فمثل هذه الحروب لا يمكن أن تنتهى ما بين يوم وليلة ، فأنفاس المقاومة طويلة وأسلحة أمريكا كثيرة والانتصارات لا يمكن أن تتحقق بالنتائج العسكرية فقط وإنما بتحطيم إرادة الخصم وإرغامه على قبول شروط الآخر حتى لو كانت مذلة ومهينة ، وبغير ذلك لا يمكن أن يتحقق النصر حتى لو انتهت المعارك بتمكين بعض الخونه من حكم العراق .
لقد تعجل بوش عندما أعلن من على ظهر حاملة الطائرات الأمريكية عن انتهاء المعارك الكبيرة فى العراق .. أراد نصرًا سريعًا يرعب العالم ، ولكن ليس كل ما يريده بوش يدركه فالمعارك الدائرة الآن فى العراق كلها من الحجم الكبير وتشارك فيها كل أنواع الأسلحة وتسقط فيها الطائرات وتحترق فيها الدبابات وتطلق الصواريخ من المقاتلات وعلى المقاتلات ، وكل ذلك يؤكد مقولة الرئيس صدام حسين : ( إن الحرب ستبدأ بعد انتهاء المعارك ) ونستطيع أن نؤكد اليوم أنه لولا عملاء أمريكا داخل وخارج العراق أمثال علاوى والياور والحكام العرب لحسمت النتائج لصالح المقاومة العراقية منذ أمد بعيد .
إن حال أمريكا فى العراق يشبه حال الغريق الذى يتعلق "بقـشه" وقشة أمريكا الآن فى العراق تتمثل فى الياور وعلاوى ، وهذه القشه لا يمكن أن تنقذ أمريكا من الفضيحة ، لكنها قد تؤخر الهزيمة وتعطى لأمريكا الأمل الخادع فى النجاة .
والمقاومة العراقية تعد حجر العثرة أمام طموحات القوات الأمريكية والحكومة العراقية لأنها هى التى أظهرت الوجه الحقيقى لأمريكا وهى التى أظهرت وبسرعة فائقة الوجه الحقيقى للياور وعلاوى وكل أعضاء الحكومة العراقية العميلة ، والمقاومة العراقية هى التى ستوحد العراق وهى التى ستحميه من خطر التقسيم وحكم العملاء وهى التى ستعيد للمواطن العراقى حريته وكرامته ، ولذلك فإن المقاومة العراقية تحتاج لمن يساندها لا من ينتقدها ويشوه صورتها ، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن المقاومة إذا اشتد عودها فى أمة يحكمها عملاء هَم حزب الشيطان بالتصدى لها ورميها بما ليس فيها من تطرف وإرهاب ، والقيام ببعض العمليات القذرة التى ينسبوها للمقاومة والمقاومة منها براء .
كثيرًا ما كنا نشاهد بعض العمليات الإجرامية التى تقوم بها أجهزة الشرطة فى أغلب عواصمنا العربية ـ وبالذات مصر ـ بغرض محاربة الصحوة الإسلامية وتشويه صورة المتدينين فيها من خلال إجبار بعض الساقطات على ارتداء الحجاب أو النقاب أثناء حملات الشرطة على أوكار الدعارة ، وكذلك إلصاق عمليات السرقة والتزوير وأكل أموال الناس بالباطل إلى أصحاب اللحى بهدف خلط الأوراق وإرباك المفاهيم وتنفير الناس من التدين ، وهذا ما يحدث الآن فى العراق مع المقاومة .
هل المطلوب فى مثل هذه الأحوال أن تخلع المرأة المسلمة حجابها إذا ما ارتدته ساقطة ؟!!
أو نقوم بحلق اللحى إذا ما أطلق بعض الخونه واللصوص لحاهم ليقوموا بعمليات النصب والسرقة ؟!!
هل نترك الحق للباطل ، ونترك المقاومة فى العراق من أجل بعض التفجيرات التى تنفذها أصابع الشيطان ؟!!
إذا ما أراد الملوثون تشويه صورة الشرفاء دخلوا عليهم من أبواب الخير وشاركوهم فى نفس الأعمال حتى يتسنى لهم ضرب الفكرة من الداخل وتشويه الحركة من الخارج عن طريق الزج بنماذج سيئة تـُحسب أعمالها على النماذج الصالحة وتسئ إليها ، وهذا ما تقوم به قوات الاحتلال ومعها بعض العملاء فى العراق بغرض تلطيخ وجه المقاومة ببعض العمليات الإرهابية الشبيهة بأعمال المقاومة مثل تفجيرات الأسواق وتفجيرات المساجد والكنائس والمدارس بغرض تنفير الناس من المقاومة وإحداث الفتنة بين أفراد الشعب الواحد ، وهذه الأعمال الإجرامية قد لا تحتاج لجهد كبير حتى يتم التمييز بينها وبين أعمال المقاومة ، فالمقاوم أحرص الناس على ملاقاة ربه وهو على طهر ونقاء وعمل صالح يستحق تضحيته بالروح والنفس ...
يقول الدكتور محمد عباس فى معرض دفاعه عن المجاهدين ودحض دعاوى الزيف والبهتان التى يروجها العملاء حول أعمالهم البطولية : ( أحب أن أنبه القراء أن الشباب المجاهد يكون شديد الحساسية والحذر من إرتكاب معصية ـ أى معصية ـ لأنه يدرك أنه قد يستشهد فى أى لحظة ، وهو يتحرى أقصى درجات الدقة التى يعصم نفسه من كبيرة سفك دم لا يحل له سفكه ... تصوروا يا قراء كيف يكون الواحد منكم حريصًا على عدم الوقوع فى الصغائر إذا ما شعر بدنو الأجل أو هاجس الموت .. أنتم العاديون تشعرون بذلك فكيف يشعرون هم ؟! ) .
ويقول فى موضع آخر : ( كان لابد من سيناريو أيضًا والقيام بعمليات تـُنسب زورًا للمجاهدين أو اختراقهم ومدهم بمعلومات خاطئة فى الاتجاه الخطأ وتلك وسائل بدائية فى سلسلة جهنمية لا نرى منها إلا قمة جبل الثلج ) .
... من أجل ذلك علينا أن نساند المقاومة العراقية بكل ما نملك من إمكانيات ، وعلينا أن نحارب القوات الأمريكية بكل ما نملك من أسلحة ، وعلينا مطاردة العملاء بكل ما نملك من وسائل .
علاوى ليس رئيسًا للوزراء .. إنه من أقذر عملاء أمريكا وهو أشبه بالتيس المستعار الذى خرج من الاسطبل الأمريكى رأسًا إلى بغداد بعد أن قدم مصوغات تعيينه من خلال وقوفه وراء التفجيرات التى شهدتها العاصمة بغداد فى عهد الرئيس صدام حسين ، ولقد اعترف الخائن على نفسه وقال : ( إننى كنت على علاقة تنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية ) وردت عليه النيويورك تايمز وقالت له : ( لقد كنت مجندًا ولست منسقا ) وعلاوى هذا هو الذى شارك القوات الأمريكية فى ضرب الفلوجه ولم يستحى من اعترافه بذلك وقال بالحرف الواحد : ( أنا الذى أمرت قوات التحالف بضرب الفلوجه ) والجميع يعلم أنه لا حول له ولا قوة فى ذلك ، ولا يستطيع أن يأمر قوات التحالف كما يدعى لأنه هو الذى يؤمر ولا يأمر ، فالعميل يعامله الجميع باحتقار وليس له الحق فى إصدار أى قرار ، لكنها الرغبة فى الظهور وتصوير نفسه على أنه من الأهمية بمكان .
وعلاوى الآن يقف خلف العمليات الأمريكية التى تستهدف العتبات المقدسة فى النجف ، والمصيبة انه يعلم أن الذى يقود هذه العمليات جنرال إسرائيلى له خبراته الطويلة فى مقاتلة الشعب الفلسطينى والتعامل مع عناصر المقاومة وهدم المنازل وتدمير الممتلكات ، والعجيب أيضًا أن علاوى يطالب أبناء النجف بمغادرة مدينتهم ، ولا يطالب قوات الاحتلال بذلك !! ... العميل يفعل عكس ما تريده الشعوب ، ولقد أعطت جولته العربية التى قام بها لأغلب دول الجوار دفعة قوية جعلت هذا الخائن يعربد كيف يشاء ويكشف عن وجهه القبيح دون حياء .
وإننى أوجه ندائى إلى كل عراقى شريف وإلى كل شباب العرب فى كل عواصمنا العربية :
أمريكا اليوم تعيش بيننا ، وهى فرصة لو تعلمون عظيمة ..
اجمعوا أمركم عليها وخالفوا الحكام ..
اجمعوا المال والسلاح من أجل قتالها ..
اجمعوا الشباب التواق إلى الجهاد ومكنوه من بلوغ بغداد ..
قاتلوا علاوى أينما وجد .. علقوه والياور على أعمدة الإضاءة ..
طاردوا كل خسيس أتى ليحكم بلاد الأسياد والأمجاد ..
طاردوا الخونه فى كل مكان ، فأمريكا اليوم تحاربنا بالخونه وليس بالدبابات والطائرات .. أمريكا الآن تضع كل أملها فى الخونه بعد أن استنفذت كل ما تملك من وسائل وامكانيات ..
لا تصدقوا مسميات الباطل فلا يوجد شئ اسمه شرطة فى ظل قوات الاحتلال .. رجال الشرطة لا يقاتلوا اليوم مع الشعب العراقى ، بل يقاتلوا جنبًا إلى جنب مع قوات الاحتلال .. إنهم أشد خطرًا على العراق لأنهم الأدرى بالطرق والشعاب ، وأمريكا اليوم توجه كل إمكانياتها لشراء الذمم والنفوس وتجنيد أكبر قدر من العملاء لعلمها بأن الشجرة القوية لا يمكن كسرها إلا بفرع منها ، فلا تمكنوا الفروع الساقطة من المساس بجذع الشجرة المباركة التى رويت من ماء دجله والفرات ..
يا شعب العراق البطل ..
يا من صبرتم على الجوع والحصار ..
اصبروا اليوم على الجهاد والنزال ..
لا تضيعوا الحق باليأس ، ولا تقنطوا من رحمة الله ..
إن تكونوا تأملون فإن الخونه يأملون كما تأملون ، ولا يرجون من الله ما ترجون ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
ويا حكام العرب ...
كفاكم غدر وخيانة ..
كفاكم جبن ووضاعة ..
اتقوا الله فى أوطانكم ..
اتقوا الله فى إسلامكم ..
اتقوا الله فى شبابكم ..
اتقوا الله فى شعوبكم ..
كفاكم غدر وخيانة ..
ظلمنا العراق كثيرًا دون ذنب أو مبرر ..
ظلمناه فى ظل حاكم عظيم يوم خذلناه ولم ننصفه ..
وظلمناه فى ظل حاكم وضيع نصبته أمريكا ولم نلفظه ..
ظلمناه بالحصار ، وظلمناه بالقتال ..
ظلمناه بالصمت ، وظلمناه بالكلام ..
ظلمناه فى كل الأوقات حتى وهو منصاع للقرارات الدولية ..
وظلمناه بعد أن أجبرناه على فتح بلاده لجواسيس العالم بضغوط عربية ودولية ..
ظلمناه ونحن الأحق بإنصافه ..
أسأل نفسى كثيرًا : ما الذى فعله العراق فينا لكى نناصبه كل هذا العداء ونفعل فيه ما لم نفعله فى إسرائيل ؟!!
أين أخفى الحكام العرب كل هذا الحقد الأسود تجاه العراق الشقيق ؟!!
لماذا لم يفعل الحكام العرب مع العراق ما كانوا يفعلوه سرًا مع إسرائيل ؟!!
كان الملك حسين يتسلل كل فترة ويذهب ليلاً إلى إسرائيل .. فعل ذلك قبل السلام بسبعة عشر عامًا ، وجاهر بذلك يوم توقيع السلام مع إسرائيل ، وفعلها السادات أيضًا حيث عاش يفكر فى الصلح مع الصهاينة من قبل أن يفكر فى عبور القناة وتحرير سيناء .. الملك حسين كان فى حاجة إلى من يشجعه ليجاهر بعلاقته الحرام مع الصهاينة ، فوجد فى السادات ضالته ، والسادات كان فى حاجه إلى عمل عظيم يؤهله إلى هذا العمل الوضيع ، فوجد فى معركة أكتوبر فرصة عمره التى أهلته لأن يخون تحت غطاء من الثقة التى اكتسبها من حرب أكتوبر .
نصف الدول العربية الآن تقيم علاقات مع إسرائيل بصورة أو بأخرى ودون أن يشعر بها أحد .. لماذا لم نفعل ذلك مع العراق ؟!!
إن الخيانة لم تقتصر على الملك حسين وحده أو السادات فأغلب الحكام العرب فعلوا ذلك ولكن فى الخفاء .. حتى الدول التى أغناها الله من فضله وجعل حدودها بعيدة عن إسرائيل تصالحت مع إسرائيل ودعت غيرها لفعل ذلك .. هل نسينا مبادرة الأمير عبدالله ؟!! .. هل نسينا موقف دول الخليج من إسرائيل ؟!! ... كل الحكام العرب خونه بالفطرة لكنهم لا يملكوا القدرة على الظهور إلا بعد أن يملكوا الأمور ، وعندها لا يترددوا لحظة فى الكشف عن شذوذهم ووضاعتهم .
عندما سقط رابين على يد متطرف يهودى ـ نقلت مصر جنازته على الهواء مباشرة لساعات طويلة وكأنه أحد رواد الإسلام ... اليوم نفس وسائل الإعلام تجبن عن نقل جرائم أمريكا فى العراق ، وإن فعلت ذلك تفعله على خوف واستحياء !!
كلما تعرضت إسرائيل لعملية استشهادية سارعت مصر بعقد مؤتمر دولى لها فى شرم الشيخ من أجل الحفاظ على أمنها وسلامتها .. اليوم يتعرض العراق كل لحظة لجرائم أمريكية قذرة ، ونجبن عن الدعوة لعقد مؤتمر دولى واحد فى شرم الشيخ من أجل إنقاذ العراق ، وقد غطت جثث الأبرياء كل شبر فيه .. اختفت شرم الشيخ من على الخريطة الدولية ولم نعد نسمع لها صوتـًا وكأنها أرض عبرية وليست عربية !!
عمر سليمان .. مدير المخابرات المصرية .. أرسلناه ألف مرة لليهود فى فلسطين ولم نرسله مرة واحدة للمسلمين فى العراق !!
قابلنا علاوى فى عواصمنا العربية ـ ليس بالأقدام والأحذية وإنما بالأحضان والقبلات إكرامًا لأمريكا .. فتح له الحكام العرب كل النوافذ حتى وصل إلى فتحة الشرج إرضاءً لأمريكا !!
لا أجد مبررًا واحدًا لهذه الأفعال المشينة !!
يخون الوضيع دون ما سبب .. ثم يبحث عن السبب !!
فى الشأن العراقى لم تكن خيانة الحكام العرب موجهة لشخص الرئيس صدام حسين ـ حتى لو إدعوا ذلك ، ولو حدث ذلك لهان الأمر ـ لكنها امتدت لتشمل كل بيت عراقى .. امتدت لتشمل التاريخ والجغرافيا وكل ما بين الأرض والسماء فى العراق .. إنها الخيانة العمياء التى لا تميز ولا تعرف الهدف .. خيانة لا ندرى متى بدأت ولا متى تنتهى ، وربما تمتد على يد الحكام لأكثر مما هو متوقع حتى تصل إلى أحد الأجلين : فناء الحكام ... أو فناء أمريكا !!
خيانة الحكام للعراق تشبه إلى حد كبير خيانة الزوجة الوضيعة للزوج الكريم صاحب الخلق والدين والذى تخونه زوجته لا لعيب فيه ولا قصور وإنما تخونه لمجرد الخيانة ، وقد تخونه مع من هم أقل منه مكانة وأقل منزلة .. قد تخونه مع السفلة وقطاع الطرق وأولاد الشوارع واللصوص ..
هذا ما فعله الحكام العرب مع العراق العظيم .. لم يخونوه مع من هم أفضل منه ولا أشرف منه ، إنما خانوه مع مجموعة لصوص وعصابة أشرار !!
تركنا العراق وهو الكنز ، وأخذنا أمريكا وهى الوباء ..
تركنا العراق وهو الشرف ، وصادقنا بوش وبلير وهما الأوباش ..
أتمنى أن يجيبنى مبارك وخادم الحرمين والملك عبد الله وحكام الخليج :
لماذا تخونوا ؟!!
إن كانوا رجالاً أسوياء تجرى في عروقهم دماء الكرامة فليجيبوا على هذا السؤال البسيط : لماذا تخونوا ؟!!
لقد خنتم الله ورسوله من قبل أن تخونوا العراق وصدام ..
خنتم الأمانة والشرف قبل أن تخونوا العروبة والإسلام ..
لقد خلىَ العراق من كل شئ فلماذا الإصرار على الخيانة ؟!!
لم يعد هناك قصى ولا عدى ولا صدام ولا أسلحة دمار .. فلما الخيانة ؟!!
خيانتكم أشد حرمة عند الله من الذى يضاجع أمه فى صحن الكعبة ..
خيانتكم عند الله لا تكفرها عمارة المسجد الحرام ولا سقاية الحاج والمعتمر ..
كل بحار العالم لن تطهركم من رجس الخيانة ورائحة العمالة ..
يحتضن بوش كلبه ويفخر بذلك ، ونحن لا نحتضن العراق ولا نستحى من ذلك ..
من أى جنس أنتم يا عمال الخدمات ؟!!
لو كنتم حيوانات لأرهقتكم الخيانة وجلستم قليلاً لترتاحوا فى ظل حائط العار !!
لو كنتم أطفالا منذ بدأتم الخيانة لتبتم الآن بعد أن أصبحتم شيوخًا ورجالا !!
منذ نعومة الأظافر إلى تجاعيد الوجه وأنتم تخونوا .. فمتى تفيقوا ؟!!
تجمع أمريكا علينا العالم ليحاربنا على أرضنا وهى على الباطل ، ولا نستطيع أن نجمع عليها أنفسنا ونحن فى بلادنا من أجل نصرة الدين !!
أمريكا تناصبنا العداء جهارًا نهارًا ، ولا نستطيع الخروج عليها ولو فى الخفاء !!
إن المقاومة العراقية اليوم لا تدافع عن العراق وحده وإنما تدافع عن كل شعوب العالم الإسلامى الذى كان فى يوم من الأيام منارة العالم وركيزة التحضر قبل أن تنتقل الريادة فيه من يد الشرفاء إلى يد اللصوص والعملاء .
العراق اليوم يدافع عن القدس من النجف ، وعن مكة والمدينة من الفلوجه ، وعن القاهرة من الرمادى .. العراق اليوم يعطى أهم دروس التاريخ لأمريكا فلا تخذلوه ، واستفيدوا من الأرض فالأرض تلعب مع أصحابها وكل شئ فى العراق ينبض بالكرامة والمقاومة .
يقول الدكتور محمد عباس : ( المقاومة فى العراق لا تدافع عن حاضر الإسلام فقط ـ بل تدافع عن بعض ماضيه وكل مستقبله ـ جزى الله المجاهدين هناك خير الجزاء ، ويا رب قوهم ومكنهم من قتل الأمريكيين أينما وجدوا لأن كل يوم يمر على العالم الإسلامى دون أمريكى يسقط قصاصًا هو يوم حزين على العالم الإسلامى .. يا رب ألهمهم الصبر والحق والقوة وأحصى الأمريكيين والصهاينة عددًا ومزقهم بددًا ) .
آمين .. آمين .. آمين .. إنك نِعم المولى ونِعم النصير .
مشكلة العراق اليوم تقع بين رُحىَ تيس مستعار وخيانة عمياء ، والله المستعان على ما يصفون .
----------------------------------
اللهم كن مع أولى البأس الشديد و ارم برميهم
ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الياور لا يمكن أن يصلح لحكم العراق ، وأن علاوى لا يمكن أن يستمر رئيسًا للوزراء لأن الكلب لا يمكن أن يستريح فى عرين الأسد لأنه لا يستطيع أن يحميه أو يرعى أشباله .
وما تريده المقاومة العراقية لا يمكن لأمريكا أن تقبله بعد أن منيت بكل هذه الخسائر والفضائح فى فترة قصيرة من عمر الحرب ، وما تريده أمريكا لا يمكن لأى عراقى شريف أن يقبله بعد أن حاق ببلاده كل هذا الخراب والدمار .. المعادلة صعبة وعلى قدر صعوبتها تدور المعارك الآن فى العراق .
لقد دفعت أمريكا الكثير من سمعتها ومصداقيتها وحتى من حقيقة قدرتها العسكرية وبلغت إهانتها مبلغًا فرض عليها مزيدًا من العزلة والنفور الدولى والسخرية الفاضحة من قاتل يتخفى فى ثوب شرطى ولم يعد أمامه غير الاستمرار فى طريق التضليل والخداع .
لقد تحطم المشروع الأمريكى على أرض العراق ، وتحولت لغة الغطرسة والغرور التى سادت الخطاب الأمريكى بعد سقوط بغداد إلى لغة فيها الكثير من الأدب والاستجداء والانكسار بعد ظهور المقاومة الباسلة ، وأصبح غاية ما ترجوه الإدارة الأمريكية الآن هو الخروج من العراق بقليل من الكرامة ، وهو مطلب لن تمكنها منه المقاومة العراقية أبدًا .
لقد أصبح الميدان العراقى بالنسبة لأمريكا أشبه بطاولة القمار التى يخسر فيها المقامر أكثر كلما حاول تعويض خسارته ، وستستمر المعارك الدائرة فى العراق إلى أن يشاء الله ، فمثل هذه الحروب لا يمكن أن تنتهى ما بين يوم وليلة ، فأنفاس المقاومة طويلة وأسلحة أمريكا كثيرة والانتصارات لا يمكن أن تتحقق بالنتائج العسكرية فقط وإنما بتحطيم إرادة الخصم وإرغامه على قبول شروط الآخر حتى لو كانت مذلة ومهينة ، وبغير ذلك لا يمكن أن يتحقق النصر حتى لو انتهت المعارك بتمكين بعض الخونه من حكم العراق .
لقد تعجل بوش عندما أعلن من على ظهر حاملة الطائرات الأمريكية عن انتهاء المعارك الكبيرة فى العراق .. أراد نصرًا سريعًا يرعب العالم ، ولكن ليس كل ما يريده بوش يدركه فالمعارك الدائرة الآن فى العراق كلها من الحجم الكبير وتشارك فيها كل أنواع الأسلحة وتسقط فيها الطائرات وتحترق فيها الدبابات وتطلق الصواريخ من المقاتلات وعلى المقاتلات ، وكل ذلك يؤكد مقولة الرئيس صدام حسين : ( إن الحرب ستبدأ بعد انتهاء المعارك ) ونستطيع أن نؤكد اليوم أنه لولا عملاء أمريكا داخل وخارج العراق أمثال علاوى والياور والحكام العرب لحسمت النتائج لصالح المقاومة العراقية منذ أمد بعيد .
إن حال أمريكا فى العراق يشبه حال الغريق الذى يتعلق "بقـشه" وقشة أمريكا الآن فى العراق تتمثل فى الياور وعلاوى ، وهذه القشه لا يمكن أن تنقذ أمريكا من الفضيحة ، لكنها قد تؤخر الهزيمة وتعطى لأمريكا الأمل الخادع فى النجاة .
والمقاومة العراقية تعد حجر العثرة أمام طموحات القوات الأمريكية والحكومة العراقية لأنها هى التى أظهرت الوجه الحقيقى لأمريكا وهى التى أظهرت وبسرعة فائقة الوجه الحقيقى للياور وعلاوى وكل أعضاء الحكومة العراقية العميلة ، والمقاومة العراقية هى التى ستوحد العراق وهى التى ستحميه من خطر التقسيم وحكم العملاء وهى التى ستعيد للمواطن العراقى حريته وكرامته ، ولذلك فإن المقاومة العراقية تحتاج لمن يساندها لا من ينتقدها ويشوه صورتها ، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن المقاومة إذا اشتد عودها فى أمة يحكمها عملاء هَم حزب الشيطان بالتصدى لها ورميها بما ليس فيها من تطرف وإرهاب ، والقيام ببعض العمليات القذرة التى ينسبوها للمقاومة والمقاومة منها براء .
كثيرًا ما كنا نشاهد بعض العمليات الإجرامية التى تقوم بها أجهزة الشرطة فى أغلب عواصمنا العربية ـ وبالذات مصر ـ بغرض محاربة الصحوة الإسلامية وتشويه صورة المتدينين فيها من خلال إجبار بعض الساقطات على ارتداء الحجاب أو النقاب أثناء حملات الشرطة على أوكار الدعارة ، وكذلك إلصاق عمليات السرقة والتزوير وأكل أموال الناس بالباطل إلى أصحاب اللحى بهدف خلط الأوراق وإرباك المفاهيم وتنفير الناس من التدين ، وهذا ما يحدث الآن فى العراق مع المقاومة .
هل المطلوب فى مثل هذه الأحوال أن تخلع المرأة المسلمة حجابها إذا ما ارتدته ساقطة ؟!!
أو نقوم بحلق اللحى إذا ما أطلق بعض الخونه واللصوص لحاهم ليقوموا بعمليات النصب والسرقة ؟!!
هل نترك الحق للباطل ، ونترك المقاومة فى العراق من أجل بعض التفجيرات التى تنفذها أصابع الشيطان ؟!!
إذا ما أراد الملوثون تشويه صورة الشرفاء دخلوا عليهم من أبواب الخير وشاركوهم فى نفس الأعمال حتى يتسنى لهم ضرب الفكرة من الداخل وتشويه الحركة من الخارج عن طريق الزج بنماذج سيئة تـُحسب أعمالها على النماذج الصالحة وتسئ إليها ، وهذا ما تقوم به قوات الاحتلال ومعها بعض العملاء فى العراق بغرض تلطيخ وجه المقاومة ببعض العمليات الإرهابية الشبيهة بأعمال المقاومة مثل تفجيرات الأسواق وتفجيرات المساجد والكنائس والمدارس بغرض تنفير الناس من المقاومة وإحداث الفتنة بين أفراد الشعب الواحد ، وهذه الأعمال الإجرامية قد لا تحتاج لجهد كبير حتى يتم التمييز بينها وبين أعمال المقاومة ، فالمقاوم أحرص الناس على ملاقاة ربه وهو على طهر ونقاء وعمل صالح يستحق تضحيته بالروح والنفس ...
يقول الدكتور محمد عباس فى معرض دفاعه عن المجاهدين ودحض دعاوى الزيف والبهتان التى يروجها العملاء حول أعمالهم البطولية : ( أحب أن أنبه القراء أن الشباب المجاهد يكون شديد الحساسية والحذر من إرتكاب معصية ـ أى معصية ـ لأنه يدرك أنه قد يستشهد فى أى لحظة ، وهو يتحرى أقصى درجات الدقة التى يعصم نفسه من كبيرة سفك دم لا يحل له سفكه ... تصوروا يا قراء كيف يكون الواحد منكم حريصًا على عدم الوقوع فى الصغائر إذا ما شعر بدنو الأجل أو هاجس الموت .. أنتم العاديون تشعرون بذلك فكيف يشعرون هم ؟! ) .
ويقول فى موضع آخر : ( كان لابد من سيناريو أيضًا والقيام بعمليات تـُنسب زورًا للمجاهدين أو اختراقهم ومدهم بمعلومات خاطئة فى الاتجاه الخطأ وتلك وسائل بدائية فى سلسلة جهنمية لا نرى منها إلا قمة جبل الثلج ) .
... من أجل ذلك علينا أن نساند المقاومة العراقية بكل ما نملك من إمكانيات ، وعلينا أن نحارب القوات الأمريكية بكل ما نملك من أسلحة ، وعلينا مطاردة العملاء بكل ما نملك من وسائل .
علاوى ليس رئيسًا للوزراء .. إنه من أقذر عملاء أمريكا وهو أشبه بالتيس المستعار الذى خرج من الاسطبل الأمريكى رأسًا إلى بغداد بعد أن قدم مصوغات تعيينه من خلال وقوفه وراء التفجيرات التى شهدتها العاصمة بغداد فى عهد الرئيس صدام حسين ، ولقد اعترف الخائن على نفسه وقال : ( إننى كنت على علاقة تنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية ) وردت عليه النيويورك تايمز وقالت له : ( لقد كنت مجندًا ولست منسقا ) وعلاوى هذا هو الذى شارك القوات الأمريكية فى ضرب الفلوجه ولم يستحى من اعترافه بذلك وقال بالحرف الواحد : ( أنا الذى أمرت قوات التحالف بضرب الفلوجه ) والجميع يعلم أنه لا حول له ولا قوة فى ذلك ، ولا يستطيع أن يأمر قوات التحالف كما يدعى لأنه هو الذى يؤمر ولا يأمر ، فالعميل يعامله الجميع باحتقار وليس له الحق فى إصدار أى قرار ، لكنها الرغبة فى الظهور وتصوير نفسه على أنه من الأهمية بمكان .
وعلاوى الآن يقف خلف العمليات الأمريكية التى تستهدف العتبات المقدسة فى النجف ، والمصيبة انه يعلم أن الذى يقود هذه العمليات جنرال إسرائيلى له خبراته الطويلة فى مقاتلة الشعب الفلسطينى والتعامل مع عناصر المقاومة وهدم المنازل وتدمير الممتلكات ، والعجيب أيضًا أن علاوى يطالب أبناء النجف بمغادرة مدينتهم ، ولا يطالب قوات الاحتلال بذلك !! ... العميل يفعل عكس ما تريده الشعوب ، ولقد أعطت جولته العربية التى قام بها لأغلب دول الجوار دفعة قوية جعلت هذا الخائن يعربد كيف يشاء ويكشف عن وجهه القبيح دون حياء .
وإننى أوجه ندائى إلى كل عراقى شريف وإلى كل شباب العرب فى كل عواصمنا العربية :
أمريكا اليوم تعيش بيننا ، وهى فرصة لو تعلمون عظيمة ..
اجمعوا أمركم عليها وخالفوا الحكام ..
اجمعوا المال والسلاح من أجل قتالها ..
اجمعوا الشباب التواق إلى الجهاد ومكنوه من بلوغ بغداد ..
قاتلوا علاوى أينما وجد .. علقوه والياور على أعمدة الإضاءة ..
طاردوا كل خسيس أتى ليحكم بلاد الأسياد والأمجاد ..
طاردوا الخونه فى كل مكان ، فأمريكا اليوم تحاربنا بالخونه وليس بالدبابات والطائرات .. أمريكا الآن تضع كل أملها فى الخونه بعد أن استنفذت كل ما تملك من وسائل وامكانيات ..
لا تصدقوا مسميات الباطل فلا يوجد شئ اسمه شرطة فى ظل قوات الاحتلال .. رجال الشرطة لا يقاتلوا اليوم مع الشعب العراقى ، بل يقاتلوا جنبًا إلى جنب مع قوات الاحتلال .. إنهم أشد خطرًا على العراق لأنهم الأدرى بالطرق والشعاب ، وأمريكا اليوم توجه كل إمكانياتها لشراء الذمم والنفوس وتجنيد أكبر قدر من العملاء لعلمها بأن الشجرة القوية لا يمكن كسرها إلا بفرع منها ، فلا تمكنوا الفروع الساقطة من المساس بجذع الشجرة المباركة التى رويت من ماء دجله والفرات ..
يا شعب العراق البطل ..
يا من صبرتم على الجوع والحصار ..
اصبروا اليوم على الجهاد والنزال ..
لا تضيعوا الحق باليأس ، ولا تقنطوا من رحمة الله ..
إن تكونوا تأملون فإن الخونه يأملون كما تأملون ، ولا يرجون من الله ما ترجون ، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
ويا حكام العرب ...
كفاكم غدر وخيانة ..
كفاكم جبن ووضاعة ..
اتقوا الله فى أوطانكم ..
اتقوا الله فى إسلامكم ..
اتقوا الله فى شبابكم ..
اتقوا الله فى شعوبكم ..
كفاكم غدر وخيانة ..
ظلمنا العراق كثيرًا دون ذنب أو مبرر ..
ظلمناه فى ظل حاكم عظيم يوم خذلناه ولم ننصفه ..
وظلمناه فى ظل حاكم وضيع نصبته أمريكا ولم نلفظه ..
ظلمناه بالحصار ، وظلمناه بالقتال ..
ظلمناه بالصمت ، وظلمناه بالكلام ..
ظلمناه فى كل الأوقات حتى وهو منصاع للقرارات الدولية ..
وظلمناه بعد أن أجبرناه على فتح بلاده لجواسيس العالم بضغوط عربية ودولية ..
ظلمناه ونحن الأحق بإنصافه ..
أسأل نفسى كثيرًا : ما الذى فعله العراق فينا لكى نناصبه كل هذا العداء ونفعل فيه ما لم نفعله فى إسرائيل ؟!!
أين أخفى الحكام العرب كل هذا الحقد الأسود تجاه العراق الشقيق ؟!!
لماذا لم يفعل الحكام العرب مع العراق ما كانوا يفعلوه سرًا مع إسرائيل ؟!!
كان الملك حسين يتسلل كل فترة ويذهب ليلاً إلى إسرائيل .. فعل ذلك قبل السلام بسبعة عشر عامًا ، وجاهر بذلك يوم توقيع السلام مع إسرائيل ، وفعلها السادات أيضًا حيث عاش يفكر فى الصلح مع الصهاينة من قبل أن يفكر فى عبور القناة وتحرير سيناء .. الملك حسين كان فى حاجة إلى من يشجعه ليجاهر بعلاقته الحرام مع الصهاينة ، فوجد فى السادات ضالته ، والسادات كان فى حاجه إلى عمل عظيم يؤهله إلى هذا العمل الوضيع ، فوجد فى معركة أكتوبر فرصة عمره التى أهلته لأن يخون تحت غطاء من الثقة التى اكتسبها من حرب أكتوبر .
نصف الدول العربية الآن تقيم علاقات مع إسرائيل بصورة أو بأخرى ودون أن يشعر بها أحد .. لماذا لم نفعل ذلك مع العراق ؟!!
إن الخيانة لم تقتصر على الملك حسين وحده أو السادات فأغلب الحكام العرب فعلوا ذلك ولكن فى الخفاء .. حتى الدول التى أغناها الله من فضله وجعل حدودها بعيدة عن إسرائيل تصالحت مع إسرائيل ودعت غيرها لفعل ذلك .. هل نسينا مبادرة الأمير عبدالله ؟!! .. هل نسينا موقف دول الخليج من إسرائيل ؟!! ... كل الحكام العرب خونه بالفطرة لكنهم لا يملكوا القدرة على الظهور إلا بعد أن يملكوا الأمور ، وعندها لا يترددوا لحظة فى الكشف عن شذوذهم ووضاعتهم .
عندما سقط رابين على يد متطرف يهودى ـ نقلت مصر جنازته على الهواء مباشرة لساعات طويلة وكأنه أحد رواد الإسلام ... اليوم نفس وسائل الإعلام تجبن عن نقل جرائم أمريكا فى العراق ، وإن فعلت ذلك تفعله على خوف واستحياء !!
كلما تعرضت إسرائيل لعملية استشهادية سارعت مصر بعقد مؤتمر دولى لها فى شرم الشيخ من أجل الحفاظ على أمنها وسلامتها .. اليوم يتعرض العراق كل لحظة لجرائم أمريكية قذرة ، ونجبن عن الدعوة لعقد مؤتمر دولى واحد فى شرم الشيخ من أجل إنقاذ العراق ، وقد غطت جثث الأبرياء كل شبر فيه .. اختفت شرم الشيخ من على الخريطة الدولية ولم نعد نسمع لها صوتـًا وكأنها أرض عبرية وليست عربية !!
عمر سليمان .. مدير المخابرات المصرية .. أرسلناه ألف مرة لليهود فى فلسطين ولم نرسله مرة واحدة للمسلمين فى العراق !!
قابلنا علاوى فى عواصمنا العربية ـ ليس بالأقدام والأحذية وإنما بالأحضان والقبلات إكرامًا لأمريكا .. فتح له الحكام العرب كل النوافذ حتى وصل إلى فتحة الشرج إرضاءً لأمريكا !!
لا أجد مبررًا واحدًا لهذه الأفعال المشينة !!
يخون الوضيع دون ما سبب .. ثم يبحث عن السبب !!
فى الشأن العراقى لم تكن خيانة الحكام العرب موجهة لشخص الرئيس صدام حسين ـ حتى لو إدعوا ذلك ، ولو حدث ذلك لهان الأمر ـ لكنها امتدت لتشمل كل بيت عراقى .. امتدت لتشمل التاريخ والجغرافيا وكل ما بين الأرض والسماء فى العراق .. إنها الخيانة العمياء التى لا تميز ولا تعرف الهدف .. خيانة لا ندرى متى بدأت ولا متى تنتهى ، وربما تمتد على يد الحكام لأكثر مما هو متوقع حتى تصل إلى أحد الأجلين : فناء الحكام ... أو فناء أمريكا !!
خيانة الحكام للعراق تشبه إلى حد كبير خيانة الزوجة الوضيعة للزوج الكريم صاحب الخلق والدين والذى تخونه زوجته لا لعيب فيه ولا قصور وإنما تخونه لمجرد الخيانة ، وقد تخونه مع من هم أقل منه مكانة وأقل منزلة .. قد تخونه مع السفلة وقطاع الطرق وأولاد الشوارع واللصوص ..
هذا ما فعله الحكام العرب مع العراق العظيم .. لم يخونوه مع من هم أفضل منه ولا أشرف منه ، إنما خانوه مع مجموعة لصوص وعصابة أشرار !!
تركنا العراق وهو الكنز ، وأخذنا أمريكا وهى الوباء ..
تركنا العراق وهو الشرف ، وصادقنا بوش وبلير وهما الأوباش ..
أتمنى أن يجيبنى مبارك وخادم الحرمين والملك عبد الله وحكام الخليج :
لماذا تخونوا ؟!!
إن كانوا رجالاً أسوياء تجرى في عروقهم دماء الكرامة فليجيبوا على هذا السؤال البسيط : لماذا تخونوا ؟!!
لقد خنتم الله ورسوله من قبل أن تخونوا العراق وصدام ..
خنتم الأمانة والشرف قبل أن تخونوا العروبة والإسلام ..
لقد خلىَ العراق من كل شئ فلماذا الإصرار على الخيانة ؟!!
لم يعد هناك قصى ولا عدى ولا صدام ولا أسلحة دمار .. فلما الخيانة ؟!!
خيانتكم أشد حرمة عند الله من الذى يضاجع أمه فى صحن الكعبة ..
خيانتكم عند الله لا تكفرها عمارة المسجد الحرام ولا سقاية الحاج والمعتمر ..
كل بحار العالم لن تطهركم من رجس الخيانة ورائحة العمالة ..
يحتضن بوش كلبه ويفخر بذلك ، ونحن لا نحتضن العراق ولا نستحى من ذلك ..
من أى جنس أنتم يا عمال الخدمات ؟!!
لو كنتم حيوانات لأرهقتكم الخيانة وجلستم قليلاً لترتاحوا فى ظل حائط العار !!
لو كنتم أطفالا منذ بدأتم الخيانة لتبتم الآن بعد أن أصبحتم شيوخًا ورجالا !!
منذ نعومة الأظافر إلى تجاعيد الوجه وأنتم تخونوا .. فمتى تفيقوا ؟!!
تجمع أمريكا علينا العالم ليحاربنا على أرضنا وهى على الباطل ، ولا نستطيع أن نجمع عليها أنفسنا ونحن فى بلادنا من أجل نصرة الدين !!
أمريكا تناصبنا العداء جهارًا نهارًا ، ولا نستطيع الخروج عليها ولو فى الخفاء !!
إن المقاومة العراقية اليوم لا تدافع عن العراق وحده وإنما تدافع عن كل شعوب العالم الإسلامى الذى كان فى يوم من الأيام منارة العالم وركيزة التحضر قبل أن تنتقل الريادة فيه من يد الشرفاء إلى يد اللصوص والعملاء .
العراق اليوم يدافع عن القدس من النجف ، وعن مكة والمدينة من الفلوجه ، وعن القاهرة من الرمادى .. العراق اليوم يعطى أهم دروس التاريخ لأمريكا فلا تخذلوه ، واستفيدوا من الأرض فالأرض تلعب مع أصحابها وكل شئ فى العراق ينبض بالكرامة والمقاومة .
يقول الدكتور محمد عباس : ( المقاومة فى العراق لا تدافع عن حاضر الإسلام فقط ـ بل تدافع عن بعض ماضيه وكل مستقبله ـ جزى الله المجاهدين هناك خير الجزاء ، ويا رب قوهم ومكنهم من قتل الأمريكيين أينما وجدوا لأن كل يوم يمر على العالم الإسلامى دون أمريكى يسقط قصاصًا هو يوم حزين على العالم الإسلامى .. يا رب ألهمهم الصبر والحق والقوة وأحصى الأمريكيين والصهاينة عددًا ومزقهم بددًا ) .
آمين .. آمين .. آمين .. إنك نِعم المولى ونِعم النصير .
مشكلة العراق اليوم تقع بين رُحىَ تيس مستعار وخيانة عمياء ، والله المستعان على ما يصفون .
----------------------------------
اللهم كن مع أولى البأس الشديد و ارم برميهم