مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق المجاهد
المهند
21-08-2004, 03:54 PM
أخلاق المجاهد
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فهذا الكتيب اشتمل على فضائل الجهاد، وصفات المجاهدين، أسباب النصر، وما أعد الله للمجاهدين والشهداء من النعيم المقيم والدرجات الرفيعة في الجنة، وقد كتب ليكون محرضا للمجاهدين ومرغبا لهم في الجهاد، ومرهبا من القعود عنه والركون إلى الدنيا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
باب : الإخلاص :
قال تعالى: «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء».
عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزى يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء» فأعادها ثلاث مرات، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا شيء»، ثم قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه» رواه أبو داود والنسائي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها، قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار» رواه مسلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، وفي رواية: (يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية) وفي رواية: (يقاتل غضبا فمن في سبيل الله؟) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه.
باب : في أن الغاية من الجهاد أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الحكم لله تعالى :
قال الله تعالى: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير».
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم» رواه أحمد.
باب : في وجوب الجهاد :
قال الله تعالى: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
قال الله تعالى: «انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون».
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا» رواه البخاري ومسلم.
باب: فضل الجهاد :
قال الله تعالى: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله، والله لا يهدي القوم الظالمين، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم».
عن النعمان بن بشير قال كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لاأعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم جمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل: «أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال» الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» متفق عليه. -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: «لا تستطيعونه» فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه» ثم قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولاصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية البخاري: أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: «لا أجده» ثم قال: «هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر» فقال ومن يستطيع ذلك؟
باب: فضل المجاهد على سائر الناس :
قال الله تعالى: «لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل؟ قال: «مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله» قال: ثم من؟ قال: «مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره» متفق عليه.
شِعب: الطريق في الجبل.
باب: في أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر» رواه أبو داود و الترمذي.
باب: في درجات المجاهدين في الجنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، فأعادها عليه ثم قال: «وأخرى يرفع الله بها العبد مئة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» رواه مسلم.
باب: الجهاد ذروة سنام الإسلام :
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: «لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلى: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون» ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: «كف عليك هذا»، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم»، أو قال: «على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
الجُنَّة: هي ما يستجن به العبد كالمِجَنِّ الذي يقيه عن القتال، والصوم جُنة من المعاصي وجُنة من النار.
ذروة سنامه: وهو أعلى مافيه وأرفعه.
مِلاك ذلك: أي من مَلك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه.
باب: ترك الجهاد من صفات المنافقين :
قال الله تعالى: «ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يَفْرَقون، لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إليه وهم يَجْمَحون».
وقال الله تعالى: «فَرِحَ المُخَلَّفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يعلمون، فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق» روا مسلم.
باب : في أن القعود عن الجهاد سبب للذل والهلاك وتسلط الأعداء :
قال الله تعالى: «لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة، وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم، يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون».
عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لاينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» أخرجه أحمد وأبو داود.
وعن أسلم أبي عمران قال غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه، لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: «وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد.
قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. رواه أبو داود.
وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكرا هية الموت» أخرجه أبو داود.
وفي رواية لأحمد: «حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال».
وبعد أن بايع المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال: أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم» رواه ابن إسحاق، قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح.
باب: في وجوب وحدة المجاهدين وأن التفرق سبب للهزيمة :
قال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثى جهنم فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: «وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» رواه الترمذي وأحمد.
قيد: أي قدر.
الربقة: هي في الأصل العروة في حبل يجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للإسلام، يعني ما شد المسلم به نفسه من عرى الإسلام أي حدوده وأحكامه.
وادعى بدعوى الجاهلية: أي نادى في الإسلام بنداء الجاهلية وعصبيتها.
جثى جهنم بضم الجيم: أي الشيء المجموع، وروي (من جُثِيِّ) بتشديد الياء وضم الجيم: جمع جاث من جثى على ركبتيه.
باب: في أسباب نصر المجاهدين وصفاتهم وترهيبهم من الذنوب :
قال الله تعالى: «إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور حليم».
وقال الله تعالى: «أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير».
وقال الله تعالى: «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير».
وقال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
وقال تعالى: «إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار».
وقال تعالى: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».
وقال تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز
~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~
المهند
21-08-2004, 03:54 PM
العظيم، التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين».
وقال تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فؤلئك هم الفاسقون».
فالصحابة رضي الله عنهم حققوا الإيمان التام، والعمل الصالح التام، فحصل لهم التمكين التام في الأرض، وحينما نقص إيمان من بعدهم نقص تمكينهم بحسب ما نقص من إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».
قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه اللهُ تعالى: (فأمرَ المجاهدين فيها بخمسةِ أشياءٍ ما اجتمعت في فئةٍ قط إلا نُصِرَتْ وإن قَلَّتْ وكَثُرَ عدُوها:
أحدِها: الثباتُ.
الثاني: كثرةُ ذكرِه سبحانه وتعالى.
الثالثِ: طاعتُه وطاعةُ رسوله.
الرابعِ: اتفاقُ الكلمةِ وعدمُ التنازعِ الذي يوجِبُ الفشلَ والوهنَ، وهو جندٌ يقوي به المتنازعون عدوهم عليهم فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام لايستطيع أحدٌ كسرها فإذا فرقها وصار كل منهم وحده كسرها كلها.
الخامس: ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر.
فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر ومتى زالت أو بعضها زال من النصر بحسب ما نقص منها وإذا اجتمعت قوّى بعضها بعضا وصار لهم أثر عظيم في النصر ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمة من الأمم، وفتحوا الدنيا ودانت لهم العباد والبلاد، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
عن فضالة بن عبيد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المجاهد من جاهد نفسه» رواه الترمذي وأحمد واللفظ له.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» متفق عليه.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف» رواه أبو داود.
وأنفق الكريمة: أي أنفق النفيسة من كل شيء.
وياسر الشريك: أي ساهل الرفيق وعامله باليسر.
ولم يرجع بالكفاف: أي لم يرجع لا له ولا عليه من ثواب تلك الغزوة وعقابها بل يرجع وقد لزمه الإثم.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله، قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل السيف في الأرض، وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إن الرجل يعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
قال ابن رجب: قوله: «فيما يبدو للناس» إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة.
الشاذة: الخارج والخارجة عن الجماعة، وأنث الكلمة على معنى النسمة أو التشبيه الخارج بشاذة الغنم والفاذة مثله.
وقيل: الشاذ: الخارج، والفاذ: المنفرد، والمعنى لا يلقى شيئا إلا قتله.
وذباب السيف طرفه الأسفل.
باب: في فضل الجراح في سبيل الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تضمّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله، إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون الدم، وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لو لا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل». رواه مسلم، وروى البخاري بعضه.
الكلم: الجرح.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون الدم والريح ريح مسك» متفق عليه.
باب: فضل الشهادة والعمليات الاستشهادية :
قال الله تعالى: «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى بعضكم من بعض، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.«
وعن عتبة بن عبد السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «القتلى ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق» رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني وابن حبان واللفظ له.
الممتحن: هو المشروح صدره، ومنه قوله تعالى: «أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى» :أي شرحها ووسعها.
فرق: خاف. والممصمصة: الممحصة المكفرة.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه» رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة، وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: «فزت ورب الكعبة»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت الليلة رجلين أتياني، فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا أما هذه الدار فدار الشهداء» رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال: «يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى» رواه البخاري.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به، فوضع بين يديه، فذهبت أكشف وجهه فنهاني قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها» متفق عليه.
وعن نعيم بن همار أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الشهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه». رواه أحمد وأبو يعلى.
وعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال يا رسول الله أقاتل أوأسلم؟ قال: «أسلم ثم قاتل» فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمل قليلا وأجر كثيرا». متفق عليه وهذا لفظ البخاري.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين». رواه مسلم.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف قلت؟» قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك». رواه مسلم.
باب: في أن الشهيد لا يفتن في قبره والسبب في ذلك :
عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: يا رسول ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: «كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة» رواه النسائي.
ببارقة السيف: أي السيوف البارقة، من البروق وهو اللمعان.
باب: في تمني الشهيد أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيءإلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة» وفي رواية: «لما يرى من فضل الشهادة» متفق عليه.
باب: في أن أرواح الشهداء في الجنة :
قال الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم».
عن مسروق قال: سألت عبد الله هو ابن مسعود عن هذه الآية: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: «أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أيَّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا. رواه مسلم.
باب: تمني الشهادة وطلبها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل» رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه، أو رجل في غُنيمه في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير» رواه مسلم.
العنان: اللجام.
هيعة: الصوت عند حضور العدو.
والفزعة: النهوض إلى العدو.
والشعفة: أعلى الجبل.
ومظانه: أي يطلب القتل في مواطنه لرغبته في الشهادة.
واليقين: الموت.
وفضل اعتزال الناس وترك مخالطتهم مقيد بزمان الفتن.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رجل: أين أنا يا رسول الله إن قتلت؟ قال: «في الجنة»، فألقى تمرات كن في يده، ثم قاتل حتى قتل. رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه» فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات الأرض» قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات الأرض؟ قال: «نعم» قال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك بخ بخ؟» قال:لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: «فإنك من أهلها» فأخرج تمرات من قرَنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. رواه مسلم.
بخ: كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير.
والقرَن: هو جعبة النشاب.
وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه» رواه مسلم.
باب: في أن من مات في سبيل الله فهو شهيد :
قال الله تعالى: «ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون، ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون».
وقال الله تعالى: «والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين، ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم».
~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~
المهند
21-08-2004, 03:55 PM
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله مات فإنه شهيد وإن له الجنة» رواه أبو داود.
فصل: أي خرج.
ووقصه: أي رماه فكسر عنقه.
والحتف: الموت.
والهامة: إحدى الهوام وهي ذوات السموم من حية وعقرب ونحوهما.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صرع من دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد» رواه الطبراني وحسنه الحافظ ابن حجر.
باب: في سيد الشهداء :
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمر ونهاه فقتله». رواه الحاكم.
باب: في ما يجد الشهيد من ألم القتل :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة» رواه الترمذي.
باب: في فضل الرباط في سبيل الله :
قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود» رواه ابن حبان والبيهقي وغيرهما.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها» متفق عليه.
وعن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات أُجْرِيَ عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان» رواه مسلم.
وعن عثمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
باب: في أن من مات مرابطا فإن عمله يجري له إلى يوم القيامة :
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يُنَمَّى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن فتنة القبر» رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
باب: في فضل الغدوة والروحة في سبيل الله :
قال الله تعالى: «ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنه لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطأ يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون».
عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس أوغربت» أخرجه مسلم.
الغدوة: هي المرة الواحدة من الغدو وهوالخروج من أي وقت من أول النهار إلى انتصافه.
والروحة: هي المرة الواحدة من الرواح وهو الخروج من أي وقت من زوال الشمس إلى غروبها.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها» متفق عليه.
باب: في فضل الغبار في سبيل الله :
عن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار» رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم» رواه الترمذي.
باب: وجوب طاعة الأمير بالمعروف وفضلها :
قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فأن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا».
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة» - زاد في رواية - «وعبد القطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إذا استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع» رواه البخاري.
تعس: شقي، القطيفة: كساء، والخميصة: ثوب معلم من خز أو صوف.
انتكس: أي انقلب على رأسه خيبة وخسارة أو عاوده المرض.
شيك: أي دخلت في جسمه شوكة، والانتقاش: من نزعها بالمنقاش.
وهذا مثل معناه إذا أصيب فلا انجبر.
وطوبى: اسم الجنة أو شجرة فيها، وقيل فعلى من الطيب.
الساقة: جمع سائق وهم الذين يسوقون جيش الغزاة ويكونون من ورائه يحفظونه.
وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر فلا سمع ولا طاعة» متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن يعصني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني» متفق عليه.
باب: في فضل الإعداد والرماية :
قال الله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون».
عن عمر بن عنبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ به العدو أو لم يبلغ كان له كعتق رقبة ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار عضوا بعضو» رواه النسائي بإسناد صحيح، وأفرد الترمذي منه ذكر الشيب، وأبو داود ذكر العتق.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: «(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو: فقد عصى" رواه مسلم.
باب: الجهاد باب من أبواب الجنة يُذهب الله به الهم والغم :
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا في سبيل الله فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم» رواه أحمد.
باب: في الثبات وحرمة الفرار من الزحف :
قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذالقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير».
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا: «يا رسول الله وما هن؟» قال: «الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» رواه البخاري ومسلم.
باب: الشجاعة والصدق عند القتال :
قال الله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».
وقال الله تعالى: «أشداء على الكفار رحماء بينهم».
وقال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم سبقهم على فرس وقال: «وجدناه بحرا» أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
وجدناه بحرا: أي وجدنا الفرس واسع الجري.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في غزوة مؤتة قال فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدناه في القتلى فوجدنا بما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة، (وفي رواية: فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره) يعني: ظهره. رواه البخاري.
وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف» فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. رواه مسلم.
رث الهيئة: خلق الثياب، وجفن سيفه: غلافه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني أصحابه ـ وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ـ يعني المشركين ـ ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد، فقال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى ـ أو نظن ـ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال: «من يأخذ مني هذا» فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا أنا، قال: «فمن يأخذه بحقه قال فأحجم القوم، فقال سماك بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال فأخذه ففلق به هام المشركين» رواه مسلم.
فأحجم القوم: أي تأخروا وكفوا.
وقوله: ففلق به هام المشركين: أي شق رؤوسهم.
وعن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. رواه البخاري.
والصفيحة: السيف العريض.
وعنه قال: قال خالد بن الوليد: ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيه بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو. رواه أبو يعلى، قال في المجمع: ورجاله رجال الصحيح.
~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~
المهند
21-08-2004, 03:56 PM
باب: الترهيب من الجبن :
قال الله تعالى: «أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين».
وقال الله تعالى: «إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع» رواه أبو داود.
والخالع: هو الذي يخلع القلب لشدة تمكنه منه ويمنعه عن الإقدام.
باب: في التعوذ من الجبن والبخل :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال» رواه البخاري ومسلم.
ضلع الدين: ثقله وشدته.
باب: فضل تجهيز الغازي وإخلاف الغازي والشهيد في أهله :
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له، فقال: «إني أرحمها، قتل أخوها معي». رواه البخاري ومسلم.
وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا» متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: «ائت فلانا فإنه قد كان تجهز فمرض» فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به، قال: يا فلانة أعطيه الذي كنت تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئا، فوالله لا تحبسين منه شيئا فيبارك لك فيه. رواه مسلم.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغز، أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة» رواه أبو داود.
باب: تعظيم حرمة نساء المجاهدين :
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟» أخرجه مسلم.
فما ظنكم: أي هل تظنون أن يترك شيئا من عمله.
باب: فضل القتال في الصف :
قال الله تعالى: «إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص».
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة». رواه الدارمي والحاكم واللفظ له.
وعن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت: لونها الزعفران، وريحها كالمسك» رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
فواق ناقة: ما بين الحلبتين من الراحة.
نكبة: هي ما يصيب الإنسان من الحوادث.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة، فأعجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، ويدخلكم الجنة، أغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة» رواه الترمذي وقال حديث حسن.
باب: فضل الحراسة في سبيل الله :
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» رواه الترمذي.
وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت صلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله»، ثم قال: «من يحرسنا الليلة؟» قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، قال: فاركب، فركب فرسا له وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نُغَرَّنَّ مِن قِبَلِك الليلة»، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين، ثم قال: «هل أحسستم فارسكم؟» قالوا: يارسول الله ما أحسسناه، فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: «أبشروا، فقد جاء فارسكم» فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل نزلت الليلة؟»، قال: لا إلا مصليا، أو قاضيا حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أوجبت فلا عليك ألا تعمل بعدها». رواه النسائي وأبو داود واللفظ له.
فأطنبوا السير: أي بالغوا فيه، وتبع بعض الإبل بعضا.
على بكرة آبائهم: أي جاؤوا جميعا.
بظعنهم: أي بنسائهم. والشعب: ما انفرج بين الجبلين.
ولا نغرن: أي لا يجيئنا العدو من قبلك على غفلة.
أوجبت: أي أتيت بفعل أوجب لك الجنة.
باب: في الإيثار والمواساة في الجهاد :
قال الله تعالى: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون».
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل. رواه مسلم.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم» متفق عليه.
أرملوا: أي فنى طعامهم.
باب: عون الله للمجاهدين :
قال الله تعالى: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين».
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف». رواه الترمذي وأحمد والنسائي.
باب: فضل قتل الكافر المحارب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا». رواه مسلم وأبو داود.
باب: الترهيب من الغلول من الغنائم :
قال الله تعالى: «ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة».
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: كركرة، فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو في النار»، فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها. رواه البخاري.
والثقل: هو الغنيمة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني عمر رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إني رأيته في النار في بردة غلها (أو عباءة غلها) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون». رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال: «لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيئ يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
لا ألفين: أي لا أجدن.
والرغاء: هو صوت الإبل وذوات الخف.
والحمحمة: هو صوت الفرس.
والثغاء: هو صوت الغنم.
والنفس: ما يغله من الرقيق، من إمرأة أوصبي.
والرقاع: جمع رقعة وهو ما تحفظ فيه الحقوق وقيل الثياب.
وتخفق: أي تتحرك وتضطرب.
والصامت: الذهب والفضة، وقيل: ما لا روح فيه من أصناف المال.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه، فقلنا: هنيئا له الشهادة يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا، أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم» قال: ففزع الناس فجاء رجل بشراك أوشراكين فقال: أصبت يوم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شراك من نار (أو) شراكان من نار». رواه البخاري ومسلم.
الشملة: كساء أصغر من القطيفة يُتَّشح بها.
باب: في ما يجب على المجاهدين من حفظ أموال المسلمين ورد الأمانات كالأسلحة وغيرها :
قال الله تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها».
وقال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم و أنتم تعلمون».
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» متفق عليه.
وعن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» رواه البخاري.
يتخوضون: أي يتصرفون.
وعن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى بن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم، وهذه هدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا»، ثم خطبنا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذه هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا، والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر» ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه، ثم قال: «هل بلغت بصر عيني وسمع أذني» رواه مسلم.
باب: طلب الولد للجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مئة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون». رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
باب: فضل الطليعة والترصد على الأعداء :
عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يأتي بخبر القوم؟» يوم الأحزاب، قال الزبير: أنا، ثم قال: «من يأتيني بخبر القوم؟» قال الزبير: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير» روا البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
والحواري: الناصر المخلِص.
باب: التورية والخدعة في الحرب :
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها. رواه البخاري ومسلم.
والتورية:إظهار الشيء مع إرادة غيره.
وعن جابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة» متفق عليه.
باب: فضل الخدمة في الجهاد :
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلاً الذي يستظل بكسائه فأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
فبعثوا الركاب: أي أثاروا الإبل لخدمتها وسقيها وعلفها.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير، فيزجي الضعيف ويردف، ويدعو لهم. رواه أبو داود.
يزجي: أي يسوقه ليلحقه بالرفاق.
ويردف: أي يجعله خلفه، أو خلف راكب آخر.
~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~
المهند
21-08-2004, 03:56 PM
باب: في أجر السرية التي تصاب :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم لهم أجورهم» رواه مسلم.
باب: في أجر الرجوع من الغزوة :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قفلة كغزوة» رواه أبو داود.
القفلة هنا: الرجوع من الغزو.
باب: في فضل الصوم في الجهاد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا» متفق عليه.
الخريف: العام.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض» رواه الترمذي.
باب: في خير السرايا والجيوش :
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي. السرايا: جمع سرية، وهي القطعة من الجيش تخرج منه، وتغير وترجع إليه.
باب: فضل الهجرة في سبيل الله :
عن عبد الله السعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو» رواه أحمد والنسائي.
وعن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك، فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة» قال: «وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة» رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
المهاجر كمثل الفرس في الطول بكسر الطاء: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أوغيره، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب، ومقصود الشيطان: أي أن المهاجر كالمقيد في بلاد الغربة.
باب: في أجر أصحاب الأعذار الذين يرغبون في الجهاد :
قال الله تعالى: «ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألاّ يجدوا ما ينفقون».
عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال: «إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض» وفي رواية: «حبسهم العذر» وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر» رواه البخاري من رواية أنس، ورواه مسلم من رواية جابر واللفظ له.
باب: في دوام الجهاد :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، إلى يوم القيامة» رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك» رواه مسلم.
باب: في أن الجهاد سياحة الأمة :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل» رواه أبو داود.
السياحة: هي مفارقة الوطن والذهاب في الأرض.
باب: في الدعاء في الجهاد :
قال الله تعالى: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين».
وقال الله تعالى: «ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
وقال الله تعالى: «وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» متفق عليه.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا» رواه أبو داود.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزى قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول، وبك أصول وبك أقاتل» رواه أبو داود والترمذي.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم» رواه أبو داود.
باب: اغتيال الكفار المحاربين :
عن عبد الله بن أنيس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات، فقال: «اذهب فاقتله» قال: فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي: من أنت، قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد. رواه أبو داود.
برد: أي مات.
وعن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فأمّر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلّي أن أدخل فأقبل حتى دنا من البا ب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد. قال: فقمت إلى الأغاليق فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يُسمر عنده وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت: إنِ القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت: يا أبا رافع، فقال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دَهِش فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لإمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب باباً باباً، حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء، فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: «ابسط رجلك» فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. رواه البخاري.
راح الناس بسرحهم: أي رجعوا بمواشيهم التي ترعى.
فكمنت: أي اختبأت.
والأغاليق: المفاتيح.
وعلالي له: جمع علية وهي الغرفة.
ونذروا بي: أي علموا.
فأهويت أي قصدت.
فما أغنيت شيئا: أي لم أقتله.
وظبة السيف: أي حرف حد السيف.
والنعي: خبر الموت.
والنجاء: أي أسرعوا.
باب: في فضل النفقة في سبيل الله :
قال الله تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله» رواه الترمذي.
فسطاط: بيت من الشعر.
والطروقة: الناقة التي بلغت أن يطرقها الفحل.
وعن ابي مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال: «هذه في سبيل الله»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك بها يوم القيامةسبعمئة ناقة كلها مخطومة» رواه مسلم.
مخطومة: أي مجعول في رأسها الخطام.
وعن حزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمئة ضعف» رواه الترمذي.
باب: في فضل التحريض على الجهاد :
قال الله تعالى: «فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا».
قال الله تعالى: «يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين».
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» رواه أبو داود بإسناد صحيح.
باب: وصية الإمام أمراءه والمجاهدين بتقوى الله :
عن بريدة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: «أغزوا بإسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله، أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا». أخرجه مسلم.
باب: في فضل الخيل في الجهاد :
عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم» متفق عليه.
النواصي: جمع ناصية وهو الشعر المسترسل على الجبهة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله وتصديقا بوعده، فإن شِبَعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» رواه البخاري.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
القادم
21-08-2004, 05:52 PM
جزاك الله خيرا أخي المهند على مواضيعك القيمة جعلها الله
في ميزان حسناتك يوم القيامة
ali2004
21-08-2004, 06:02 PM
أخى المهند بارك الله فيك و نفعنا بعلمك
المهند
23-08-2004, 02:40 PM
شكرا اخي القادم
بارك الله في هذا المنتدى و جميع
المشرفين عليه للسماح بكتابه كلامات الحق
التي حرمت من قبل باقي المواقع العربيه و الاسلاميه
جازاكم الله الف خير
المهند
23-08-2004, 02:57 PM
اخي الكريم ali2004
شكرا لكم
على مروركم الكريم
تحياتي
المهند
23-08-2004, 03:03 PM
شكرا اخي سياف وانشاء الله نكون
قد وافينا الموضوع حقه
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved