المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيران و إسرائيل والمقص الطائفي



عبدالغفور الخطيب
14-09-2020, 02:13 PM
إيران وإسرائيل و (المقص الطائفي) (1)


لقبل مجيء الخميني لحكم إيران، لم يكن المواطن العربي لينشغل بمسائل مثل العرقية والطائفية وغيرها... حتى أنه لم يكن المار في شوارع عمان أو القاهرة أو بغداد أو دمشق أو غيرها من المدن العربية لتستوقفه ظاهرة (السفور) أي كشف غطاء الرأس للمرأة في تلك المدن، بل كان من النادر أن تشاهد فتاة جامعية تغطي رأسها...

في الستينات من القرن الماضي، استطاع التيار القومي أن يستلم الحكم في ستة من أكبر الأقطار العربية (مصر، سوريا، العراق، الجزائر، السودان، واليمن)... وحقق الكثير من الإنجازات الوطنية على أكثر من صعيد: في التعليم والصحة والفن والثقافة والاقتصاد، وتضاعفت أعداد الجامعات والخريجين، وظهر جيل من المفكرين والعمالقة في كل مجال...

حقاً، لم تستطع قيادات تلك الدول الستة أن تستغل انشغال دول العالم الغربي في تضميد جراحها من الحرب العالمية الثانية، نتيجة عدم اكتمال تجربة الاحتراف السياسي ونتيجة هواجس الانقلابات التي حوّلت جهد تلك القيادات لمنع زعزعة حكمها داخلياً، على حساب تفجير خطط التنمية وصنع الإنسان المتحضر...

ومنذ نكسة حزيران 1967، انكسرت النفسية العربية التي كانت تراهن على التيار القومي. وكان من الطبيعي أن تبدأ بعض التيارات في (التماطي والتمدد) على حساب ذلك الانكسار...

قد تكون بعض التيارات الإسلامية (المعنية في النشاط السياسي) نقية النوايا ولا يشوبها ما يبرر اتهامها بالخيانة، ولكنها ـ شاءت أم أبت ـ أصبحت مرتعاً وحاضنة لكل نشاط موجه من الخارج...

لم تُصدّق كثير من القيادات العربية التي خاضت حرب تشرين 1973 أن الأمة يمكن أن تنتصر بإمكانياتها دون عون خارجي، فسارعت لتحويل النصر الى تشكيل خط بداية لهزائم أعظم ليس عسكرية فحسب، بل هزائم على صعيد الثقافة والهوية والاقتصاد وفي كل منحى، وهذا ما ابتدأت به مصر بقبولها (كامب ديفيد) الذي أسس لانقسام التيار القومي!
يتبع

عبدالغفور الخطيب
14-09-2020, 02:14 PM
إيران وإسرائيل و (المقص الطائفي) (2)



لماذا قلنا مقص؟ فإذا كانت إيران تشكل إحدى شفرتي المقص والكيان الصهيوني يشكل الشفرة الثانية، فما هي نقطة مفصل النصلين أو الشفرتين؟
من راقب أحداث الموصل وقبلها الفلوجة وما يجري في سوريا واليمن، يستطيع بجهدٍ بسيط أن يكتشف عمل ذلك المقص بكل وضوح، فما يُسمى بالحشد الشعبي التي تديره إيران بتنسيق مع الولايات المتحدة (التي تُشكل مسمار المفصل)، وداعش والقاعدة والمنظمات التي تُحسب جزافاً على تيار (السنة) والتي صنعت في سجون (أبي غريب) وتتدرب بعض تشكيلاتها داخل إيران، يعلم عندها التناغم في أداء المقص.
فما أن كادت الانتفاضات الشعبية (شيعية وسنية) أن تُسقط حكومة الاحتلال في العراق التي جاءت على ظهر الدبابات، حتى أُعطيت الإشارة لنصلي المقص أن تتحركا. فكانتا كلاعبي الكرة الطائرة أحدهما يرفع والثاني (يكبس).
كانت داعش تدخل مدينة الفلوجة، فتصنع مبرر للتحالف الدولي الذي يهيئ المناخ لدخول الحشد الشعبي فيقتص من عائلات رجال المقاومة العراقية الوطنية، ويذبحها، وبعد أن تنتهي داعش من مهمتها تخرج بأرتال من سيارات الدفع الرباعي (قدرت ب550 سيارة) لتتجه الى محافظة صلاح الدين، تحت مرأى ومسمع قوات التحالف الدولي، فبإمكان طائرة مروحية واحدة أن تقضي على هذا الرتل!... فتنتقل من هناك الى الموصل وغيرها...
تتشابه سياسات الكيان الصهيوني وإيران، في عدة نقاط:
1ـ تبادل الأدوار فيما بينهما، بالحملات الدعائية فإيران تزعم أنها تريد تحرير فلسطين كما صرح قبل أسبوعين رئيس هيئة التشخيص الإيراني عندما قال : (إنما يؤخر إيران من تحرير فلسطين هو انشغالها في بسط الأمن في العراق!)...
أما الكيان الصهيوني، فهو يصوّر ليلاً ونهارا أن إيران هي العدو رقم واحد للعرب ـ وإن صدق في ذلك ـ ولكنه يكذب عندما يقول أننا سَنُخلّص العرب من خطر إيران، تلك الأسطوانة التي سمعناها منذ مجيء خميني...
2ـ إحداث الفرقة بين أي طرفين عربيين، وتغذية تلك الفرقة باستمرار حتى تدخل من خلال أحد الأطراف، فقد اصطفت مع العلويين في سوريا رغم ـ تكفير المرجعيات الإيرانية للطائفة العلوية ـ واصطفت مع علي عبد الله صالح والحوثيين رغم ـ عدم اعتراف المرجعيات الدينية في إيران ـ بالطائقة الزيدية التي لم تعترف هي الأخرى بالطائفة الاثني عشرية بعد الإمام السادس... لا بل اصطفت مع حماس (السنية) ضد فتح، وكلنا شاهدنا (أحمدي نجادي) عندما زار مصر في عهد مرسي الخ.
مسمار المقص
تشكل الماسونية ومن وراءها (الجمعية النورانية) مسمار المقص، فهي التي تحرس تلك البرامج رغم تغير رؤساء الحكومات والأشخاص في الدول... ولهذا الحديث تفاصيل قد تطول!