المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتساءل: ما معنى "لكم دينكم ولي ديني..."



nassr17
18-08-2004, 03:11 PM
أتساءل: ما معنى "لكم دينكم ولي ديني..."

إلى من يستطيع أن ينورني

أنا عربي مسلم بتربيتي و تهذيبي لكني افتقدت لوالد كان ملما بالفقه وعلوم الدين الإسلامي الحنيف...أدخله الله فسيح جناته.

علمني أن أحب ولا أحقد
علمني أن أكره الضلم و الضالمين
علمني احترام الرأي
علمني حب الوطن والدين
علمني حب التضحية من أجل إعلاء كلمة الحق...
و خصال أخرى تنير طريقي منذ صباي...

هذا لتوضيح الصورة لمن سيتفضل للإجابة عن تساءلي...

و شكرا لكم.

روز العراق
19-08-2004, 03:32 AM
ولك اخي ما سألت
في تفسير ابن كثير
سبب نزل هذه السوره أن المشركين دعوا الرسول صلى الله عليه وسلم الى عبادة الاوثان سنة ويعبدون معبوده سنه فأنزل الله هذه السوره وقد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من دينهم بالكليه
اما تفسير معانيها كتالي
(قل يا أيها الكافرون) يشمل كل كافر على وجه الارض والتخصيص لاهل قريش
(لا أعبد ما تعبدون) يعني الاصنام والانداد
(ولا انتم عابدون ما اعبد )وهو الله وحده لا شريك له فـ (اما ) معناها (من )
(ولا أنا عابد ما عبدتم , ولا أنتم عابدون ما أعبد ) أي ولا أعبد عبادتكم ولا أسلكها ولآ أقتدي بها وإنما أعبد الله على وجه الذي يحبه ويرضاه ولهذا قال( ولا انتم عابدون ما أعبد )أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم من تلقاء أنفسكم كما قال (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) النجم 23
فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها اليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرع ولهذا كان كلمة الاسلام لا إله إلا الله محمد رسول أي لا معبود إلا الله ولا طريق اليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم ياذن بها الله , ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لكم دينكم ولي دين
كما قال تعالى ( إن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم وأنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) يونس 41 قال البخاري يقال (لكم دينكم) اي الكفر (ولي دين) الاسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال (فهو يهدين )
ويجود تفسيرات كثيره لهذه الايه يمكن الرجوع اليها كاتفسير ابن كثير او في ظلال القران لسيد قطب
وقول (لكم دينكم ولي دين ) فسرها الشافعي على ان الكفر كله ملة واحده فورث اليهودي من النصراني وبالعكس إذا كان بينهما نسب او سبب يتوارث به ,لأن الأديان ما عدا الاسلام كلها كالشي الواحد في البطلان
وإن شاء الله يا اخي افتك بما تريد

المهند
19-08-2004, 02:49 PM
اخي العزيز ناصر السلام عليكم
الاخت روز العراق حياج الله على الرد ـ بارك الله بيج

اسمحو لي بهذه المداخله مشكورين
اريد ان افسر مفهومي الشخصي للتطبيق العملي في حياه المسلم من خلال
اختلاطه مع الديانات الاخرى ـ و هذا تفكيري الشخصي من خلال
فهمي البسيط للدين كمسلم
اخي ناصر ـ الدين لا يتعارض مع حبك للوطن وكره الضالم و احترام الرأي ـ وهذه هي التربه الصحيحه لكل مسلم

الد ين اللاسلامي يدعو إلى مخالطة الناس ، أيّاً كان مذهبهم أو دينهم أو ثقافتهم أو عرقهم أو لغتهم ، دعوة لا حدود لها سوى شرط عدم الإخلال أو الإساءة للانتماء الديني «خالط الناس ودينك لا تكلمنّه» . والكلم في اللغة بمعنى الجرح ، أي لا تجرح دينك ـ في أثناء تعاملك مع الآخرين ـ بكلمة مخالفة له أو بموقف يتعارض معه ، فحدّ المخالطة والمعاشرة وبناء العلاقات هو الإساءة والانتقاص من قدسية الدين ، فكرامة الاسلام أعظم من أيّة كرامة ، وهي كرامة الانسان المسلم أيضاً ، يجب أن تبقى مصونة فلا يُسمح بالاعتداء عليها من قبل الغير ، كما لا يجوز السماح بالاعتداء عليها من قبل المسلم نفسه بأن يذل نفسه لغيره أو يعرض عزّته للاهتزاز .
ولقد دعا القرآن الكريم إلى الحوار ومخاطبة الجميع من خلال دعوته لـ (التعارف) أي أنّ آلية التعارف هي الحوار (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أربابا ) (آل عمران / 64) .
و (الكلمة السواء) هي ما يصطلح عليه اليوم بـ (النقاط المشتركة) التي يلتقي عليها الجميع ، وما أكثر المشتركات الانسانية والدينية أيضاً بيننا وبين أصحاب الديانات الأخرى ، وفي الحديث : «الناس صنفان : إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق» فهذا مشترك وذاك مشترك ، وبالتالي فلا تجد إنساناً ليس بينك وبينه بعض المشتركات . .
كما فتح الباب للمصاهرة وإنشاء العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ، فأجاز للمسلم الزواج بالكتابية ، وقد عدّ هذا واحداً من أساليب التقريب والهداية .
وباختصار ، فلسنا ـ كمسلمين ـ انعزاليين نؤثر الانغلاق في دوائرنا الخاصّة ، وإنّما نشعر ـ من خلال تربية الاسلام لنا ـ أنّ الساحة العالمية ، وليست العربية أو الاسلامية هي ساحتنا (وما أرسلناك إلاّ كافّة للنّاس ) (سبأ / 28)

لاكن شيوع أخلاق وقيم هابطة وبديلة استأثرت باهتمام ذوي الثقافة المحدودة من الشبان والفتيات ، ومن ضحايا الصرعات والموضات والتقاليع ، والمنبهرين المقلدين للطراز الأميركي تقليداً أعمى .

و اتساع موجة التغريب التي ضربت قطاعات عريضة من شبابنا وفتياتنا ، والإقبال عليها من قبلهم كمن يقبل على مائدة طعام مزيّنة ومزوّقة لم يتبيّن مدى أضرارها الصحّية .
إنّ حلاقة الرأس على الطريقة الأميركية ، أو لبس الأقراط والسلاسل والقلائد والأساور واللهات وراء الموضات ، أو تطعيم الكلام ببعض المفردات الأجنبية حبّاً في الظهور ، أو الاهتمام بالبطن والفرج ونسيان قوى الجسد الحيوية كالروح والعقل ، أو التشبث بالقشور والسطحيات ، لا يتناسب وطبيعة الشخصية الاسلامية ، بل قد يسيء إليها ، فالميوعة والتخنث والتشبّه بالجنس الآخر أو بالأجنبي وتقليده في كل شيء ، ليس من الشخصية الاسلامية في شيء .
وعلى ذلك ، فإنّ الحفاظ على سمات الشخصية الاسلامية يدعو إلى الاحترام والتقدير والتثمين والاعتزاز ، ليس في أوساط المسلمين فحسب ، بل في أوساط غيرهم أيضاً .
إدخال النموذج الغربي ولاحقاً الأميركي إلى الكثير من حقول الحياة دون مراعاة للمحاذير والتحفظات والخصوصيات .
سياسة الأمر الواقع التي تعتمدها بعض الدول المستكبرة سياسة مرفوضة سواء على الصعيد السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي ، لأنها سياسة استلابية ، استضعافية ، ابتزازية ، قمعية مهينة .
وكما أنّ عزّة الفرد في الثقافة الاسلامية محترمة ، فإنّ عزّة الأمّة كذلك محترمة ولا يجوز الاستهانة بها أبداً ، وكما كنّا ـ في السابق ـ وما نزال نرفض الخضوع لسياسة الهيمنة ، أو الهيمنة السياسية ، فكذلك نرفض الهيمنة الثقافية بأيّ ثوب ظهرت .

و إني ارى أنّ أخطر الأبواب هي باب الاستعداد النفسي والذهني لتقبل كل وافد دونما مناقشة وفحص وتقييم . فلا بدّ لشبابنا وشاباتنا من أن يتعرفوا على الموقف الاسلامي الصحيح القائل بالتفاعل والتبادل والتكامل الثقافي ، واعتبار الرفض لكل ما هو غريب أو أميركي خطأ ، كما أنّ القبول بكلّ ما هو أجنبي ووافد غير صحيح .
مستخدمين كل مالديهم من وسأل
ـ الإعلام المقروء والمسموع والمرئي (صحافة وإذاعات وسينما وكتب وبرامج مسلسلات وصور خليعة ناطقة وصامتة) . لاقساد أخلاق وشخصيات الفتيات و الشباب ـ
والذين يقولون إنّه لم يعد أحدٌ بقادر على رفع سياج حول بلده لا يقصدون التجارة ، فأبواب وأسواق التجارة مفتوحة ـ حرّة كانت أو غير حرّة ـ لكنهم يقصدون الثقافة ، بشكل محدّد . سواءً أطلقت عليه صفة (الغزو) أو (الاختراق) فإنّ المعنى واحد ، فأمّتنا ـ لا شك ـ تعاني في عصر الاتصالات من أكثر من نوع من أنواع الاقتحام الثقافي لبيوتها ومجتمعاتها ومدارسها ومؤسساتها وأفرادها .
فلهذ يجب ان لانبتعد عن الالتزامات الشرعية والقيمية والعرفية ـ
((لكم دينكم و لي ديني))

روز العراق
19-08-2004, 03:08 PM
حزاك الله خير اخي المهند لقد فسرت الايه بالواقع الذي نعيشه وهو مكان يريده الاخ نصر وانا فسرت السوره كاملة مع سبب النزول ولك جزيل الشكر وتفسيرك هذا اخي ذكرني بتفسير سيد قطب رحمة الله فهو دائما يفسر ايات القران بواقع حالنا وتحليلك رائع جدا بارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك

nassr17
21-08-2004, 03:52 AM
نورتوني زادكم الله من نوره

لقد غمرتني الفرحة لحظة قرائتي رديكما الرائعين دون مجاملة ... وقد جاءا حقيقة متكاملين كما قلتي أختي روز العراق عند تطرقك للموضوع بوضعه في سياقه التاريخي وإعطائي لمحةعن مختلف التفسيرات من وجهة نظر دينية بحثة، بينما حاول أخي المهند أن يزودني بقرائة تعتمد تحليل السورة على ضوء المستجدات الملزمة للتعايش لكن في ظل قواسم مشتركة تحفظ للجميع حقه و أصله مع الرقي بالعلاقة في إطار "تفاعل وتبادل و تكامل ..." بحيث تصبح العلاقة إرادية وغير قمعية أو متسلطة إن جاز التعبير...

و هي تظل آية شديدة الحساسية وصعبة المراس خاصة في الظرف الحالي.

ولنا إن شاء الله عودة للموضوع في القريب.

شكرا لكما مرة أخرى على العناء...حفضكما الله وأدامكما للموقع.

روز العراق
25-08-2004, 04:52 PM
جزاك الله خير اخي نصر وإن شاء الله نكون مشكاة لك ولجميع المتسائلين لننور لهم طريقهم
واتمنى من الله ان يتقبل عملنا ونكون فداء لخدمة الاسلام والمسلمين