salah71
03-03-2017, 09:14 PM
النص الكامل لـ خطاب البيعة للرئيس القائد المنصور بالله صدام حسين ـ بتاريخ 17-10-2002 م ـ فيديو
بغداد 17/10/2002
بعد الحمد والشكر لله تعالى وبتوفيق منه وعلى بركته سبحانه أدى السيد الرئيس صدام حسين اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية العراق للسنوات السبع القادمة أمام جلسة مشتركة لمجلس قيادة الثورة والمجلس الوطنى .
وما ان أطل السيد الرئيس على قاعة ألاحتفال حتى تعالت الزغاريد أبتهاجا بمقدم سيادته وتعبيرا عن الفرحة والغبطة التى غمرت العراقيين رجالا ونساء شيبا وشبابا واطفالا بفوز قائدهم المفدى بالاستفاء الشعبى العام الذى جرى في يوم البيعة الكبرى فيما راحت حناجر المحتفلين تصدح / بالروح بالدم نفيدك ياصدام وكل العراق ينادى صدام عز بلادى/ .
ثم عزف السلام الجمهورى حيث وقف الحاضرون تحية للعراق ألابى الذى وقف أبناؤه وقفة عز وشمم وهم يحتضنون قائدهم الفذ بقلوبهم ومآقيهم ويعلنون تمسكهم بقيادته الحكيمة ويجسدون بالقول والفعل تماسكهم وتحديهم للتهديدات ألامريكية والصهيونية واستعدادهم المطلق للتصدى لاى عدوان يستهدف عراقهم الناهض .
ثم توالت الهتافات والاهازيج والقصائد التى تحيى قيادة السيد الرئيس وتمجد دوره الكبير في أحداث التطور الحضارى الشامل في حياة العراقيين وقيادتهم الى حيث أستحقاقهم في ان يعيشوا أحرارا ينعمون بما وهبهم الرزاق الكريم من نعم وخير وفير في ظل قيادته الفذة .
بعد ذلك أفتتح السيد عزة أبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة رئيس الهيئة العليا المشرفة على ألاستفتاء الشعبى العام الجلسة المشتركة لمجلس قيادة الثورة والمجلس الوطنى بان قال .. جعلها الله جلسة عز ومنعة ونصر مبين ..
ثم دعا السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السيد الرئيس لاداء اليمين الدستورية فأدى سيادته اليمين الدستورية بعد ان وضع يده اليمنى الكريمة على القرآن الكريم تبركا به وتيمنا بكلام الله جل شأنه قائلا..
بسم الله الرحمن الرحيم
// أقسم بالله العظيم وبشرفي وبمعتقدى ان أصون أستقلال العراق وسلامته ووحدة أراضيه واحافظ على النظام الجمهورى والتزم بمبادىء ثورة 17 ـ 30 تموز العظيمة وبالدستور والقوانين وان ارعى مصالح الشعب وان اعمل بكل تفان واخلاص للحفاظ على كرامة الشعب وعزته وسعادته وتحقيق أهداف ألامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية والله على ما اقول شهيد // .
وبعد ان أنتهى السيد الرئيس من أداء اليمين الدستورية قدم السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة لسيادته هدية شعب العراق العظيم والامة العربية المجيدة وهى /سيف وقلم/ فتسلمها سيادته بالشكر والاعتزاز فيما تضرع السيد عزة ابراهيم لله تعالى قائلا/ اللهم يسر امر قائدنا العزيز بالسيف والقلم على الحق والعدل والانصاف .. اللهم دله بك عليك ..اللهم افتح عليه ولديه فتوحك لانبيائك واوليائك ورسلك اللهم أحفظه بما تحفظ به عبادك الصالحين ..اللهم آمين يارب العالمين / ثم عانق السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السيد الرئيس مهنئا سيادته ومباركا له ولشعب العراق عرس البيعة الكبرى .
ثم القى السيد الرئيس خطابا قوميا عاهد فيه أبناء شعبه الصابر المجاهد وامته العربية المجيدة على البقاء أمينا على مصالحهم وامنهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم ووفيا لمعانى وقفتهم المجيدة وتضحياتهم السخية وتأريخهم المجيد باذلا ما نذر عليه نفسه الى ما يعز ويعلى الشأن امام الله والخيرين والتاريخ ويزيد العراق ازدهارا .
وفي ما يأتي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )
صدق الله العظيم
أيها الشعب العظيم الوفي المجاهد الامين الصابر الشجاع ..
أيها النشامى والماجدات ..
يا رجال قواتنا المسلحة الباسلة الأبطال ..
أيها العرب ..
السلام عليكم ..
قبل سبع سنوات ، وفي مناسبة كهذه ، وان اختلف الظرف ، التقينا ايضاً على أرض العراق الطاهرة الأبية المعطاء ، أرض الله ، أرضنا التي كرمها الله بما كرمها ، وجعل شعبها أبياً معافى عندما يريد ويهتدي الى نفسه وطريق أيمانه الصحيح ، ليعمرها ويصونها ويذود عنها وعن مقدساتها الطاهرة ..
اجتمعنا في مثل هذه المناسبة قبل سبع سنوات ، ونجتمع الآن للاحتفاء بمناسبة مماثلة بعد سبع سنوات .. اجتمعنا قبل سبع سنوات لنحتفل ونحتفي بظاهرة ونتائج الزحف الكبير ، ونجتمع اليوم لنحتفل ونحتفي ايضاً بظاهرة ونتائج البيعة الكبرى ، فتحية خاصة الى الأشقاء والأصدقاء الذين يحضرون بيننا في العراق لمشاهدة العرس العراقي ، وقدرة التحدي العراقي في التعبير عن النفس والموقف في ميدان جديد ، غالباً ما أنهزم به كثر ، واخفقت شعوب كثيرة في التعبير عن موقفها الصحيح وهويتها ، بعد ان لم تهتد الى الطريق القويم ، في لحظة التوقيت الصحيح للموقف وبخاصة عندما كان الطاغوت الأمريكي قبل ان ينكشف كما انكشف اليوم ، مع من يردفه ، يصور الأمر كأنه يسعى لييسّر للشعوب أمرها ، لتعبر عن موقفها بصورة ديمقراطية ، أو أن هذا الطاغوت ، ومن هو على شاكلته ، استطاع ان يضل من اضله من الشعوب وحكامها، فلا تهتدي الى نفسها وطريقة التعبير الصحيح والأصيل عن الموقف ، بعد ان تمكن من ان يعزل الشعب عن قيادته ، أو بعد ان لم يستطع حكامه ان يقوموا بالدور القيادي الواعي الأمين والمسؤول ، فاستفرد الطاغوت بالشعب فأضله، واستفرد بالحكام ، أو القادة ، فاستضعفهم ، بعد ان عزلهم عن الشعب..
أما في حال شعب العراق ، فقد عبر أمامكم ، بصورة صريحة ومكشوفة مرتين ، على مدى السنوات السبع المنصرمة ، عن مستوى جديد ، وقدم أمام الإنسانية مشهداً مرئياً ومحسوساً في زحفين كبيرين في مسار التعبير عن الرأي .. وعن المستوى الذي ارتفعت إليه العلاقة بين الشعب والقيادة ، حتى صار الشعب على ما هو عليه من وعي وحمية واقتدار ، بعد ان اتكل على الله ، واهتدى الى نفسه ، بعد ان هداه الله ، هو وقيادته ، فصار وسار على الطريق الصحيح ، وتحقق له الوصول الى حيث وصل ، والتمتع بثمرة ما آلت إليه تضحياته وجهوده وقدرة ضبط النفس والاحتمال والصبر .
أما إذا أراد أحد منكم أن يتساءل ليعرف لماذا فاز شعب العراق ، حتى في هذا الميدان من المنازلة ، فوزاً عظيماً على الأعداء ، وتعبيراً عن النفس والموقف ، فان الجواب لا تجدونه في سفر العراقيين ، وعلاقتهم بقيادتهم بعد ثورة تموز عام 1968 حتى الان فحسب ، وانما في هذا ، وفي تأريخ حضارات العراق البهي الشامخ ، وما سجلته أول خطوة في الكتابة ، والقانون ، والفنون ، والصناعة ، والزراعة ، وقدرة الصراع مع الأعداء حفاظا على الحق والوطن ، منذ أكثـر من سبعة آلاف سنة على أرضه ، وفي ما شرفها الرحمن الرحيم ، ليكون عليها أول مخاض لدعوة النبوة ، ثم ولادتها ، لتنطلق المعاني العظيمة منها الى الإنسانية لتهتدي ، ( وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ) ..
أيها الأشقاء والأصدقاء ..
أنكم ايضاً تواجهون ، كل في ميدانه ، عنت وشر السياسة الأمريكية الخائبة ، واظنكم تتمنون أن يعيد المسؤولون فيها النظر في سياستهم تجاه الأمم والشعوب ، مثلما تمنينا عليهم ذلك في رسائل مفتوحة بعد الأحداث الدامية في الحادي عشر من أيلول عام 2001 ، وربما مثلما تمنى آخرون من القادة والحكام ، الى جانب تمنيات الأمم والشعوب من خلال مثقفيها ومحللي الظواهر وصولاً الى الأسباب فالمعالجات الناجحة .. ولكن الموتى ، مثلما قال جل شأنه :
( انك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصُم الدعاء )
وكما قال الشاعر العربي :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
لم يسمعوا النداء ، واستسهلوا طريق الدم والعنف ، وغرهم بوسائل تدميرهم الغرور ، فراحوا يسلكون هذا الطريق ، بدلاً من البحث في الأسباب لمعرفة صلة الظواهر بالنتائج ، وما ينبغي لها من علاج على مستوى سياستهم وتصرفهم في الكرة الارضية قاطبة .. ليعم الامن والسلام العالم ويتحقق العدل والأنصاف فيه .
أن طريق الدم لا يمكن ألا ان يفضي الى مزيد من الدماء .. قال ذلك أهلنا في الريف ، وسمعناه منهم قبل سنين طويلة ، رغم بساطة حياتهم واطلاعهم ومعرفتهم ، مما يعني أن هذا قانون حياة ، وانه قانون في العلاقة الإنسانية قاطبة ، وليس في العراق فحسب .. ان طريق الدم يجرك الى الدم ، وان من يحاول ان يهرق دم غيره ، عليه أن يتوقع ان يهرق دمه ..
ان الإدارات الأمريكية ، طالما كانت نتيجة من نتائج لعبة اللوبي الصهيوني في أمريكا ، لن تستطيع ان تدرك الحقائق مثلما هي ، وحتى لو أدركت الحقائق مثلما هي ، فلن تستطيع التصرف وفق اجتهادها ، وانما وفق مصالح اللوبي الصهيوني ، والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين فحسب ، لذلك فان إنقاذ العالم من شرور الإدارات الأمريكية التي يحرك عدوانيتها تحالف الصهيونية مع الشركات والمصالح المتنفذة ، ويجنب الشعوب الأمريكية ما تورطها به هذه الإدارات وبخاصة الإدارة القائمة الآن من عداوات ومآس وتضحيات تصيبها مع ما يصيب العالم ، ومنه المنطقة التي نحن جزء منها منطقة الشرق الأوسط والامة التي نحن جزء منها امتنا المجيدة ألا عندما يأخذ الشعب الأمريكي دوره وفق نظرة إنسانية أساسها الرغبة في السلام والاستقرار والتعاون والانصاف ، تعضده في هذا الشعوب الأوربية على وفق تجربتها.. لتقدم وتنصح بالنماذج الملموسة التي انتهت إليها تجربتها في التعامل مع شعوب العالم ومنها تجربتها مع شعوب منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها امتنا العربية المجيدة الى جانب صمود من يعتدي عليهم التحالف الصهيوني مع تلك الإدارات يسند هذا الصمود ويشكل عمقه الإنساني الفاعل احرار العالم اجمع لتطيش بعدها سهام المعتدين ويتحقق الامن والاستقرار ويـسود العالم أجمع الامن ، والسلام ، والانصاف والتعاون .
والى الأشقاء والأصدقاء الذين حضروا الى العراق أقول :
أحييكم ، واقدر بأسم شعب العراق تحملكم مشقة السفر ، لتحضروا معنا هذه المناسبة البهية ، وأشكر لكم تقديركم شعبنا ، وتضامنكم معه في موقفه في الدفاع عن حضارته وأيمانه ونفسه وعرضه ومقدساته بوجه من كره الإنسانية فكرهته ، أو نفرت منه فعزلته اوانعزلت عنه ..
أيها الأشقاء والأصدقاء ..
شكراً لكم .
أيها العراقيون الاماجد ..
أيتها الماجدات ..
(( قد لا اجد ما ارتقي به الى مستوى الفعل العظيم الذي قمتم به يوم الخامس عشر من هذا الشهر ، ولكنني لا بد ان اقول حتى لو جاء بما هو اقل من استحقاقكم ، لان استحقاقكم اكثر من كل الكلمات واعمق واشمل من كل الخطب )) ..
ايها العراقيون الاماجد ..
ايتها الماجدات ..
أيها الأخوة الحضور ..
في مثل هذا التاريخ الميلادي ، يوم 15 تشرين الأول من عام 1995 ، وقفتم وقفتكم المشهودة في يوم الزحف الكبير وتقفون اليوم جوهر الموقف نفسه ، أمام التاريخ ، وأمام أنفسكم والعالم ، بعد ان أشهدتم الله على موقفكم الذي وقفتموه في يوم الخامس عشر من هذا الشهر موقفكم العظيم في البيعة الكبرى .. وان جاءت تفاصيل أي من الموقفين متصلة بظرفها .. وقفتم الان في هذه البيعة الكبرى وفق جوهر موقفكم الذي وقفتموه في عام 1995 ولكن جاء هذه المرة ، في صعوده العظيم ، وفي طريقة التعبير وإشهار الموقف .. وكأن الله سبحانه ، أراد أن يتخذكم وسيلة في أرضه ، ونموذجاً بهيا عظيماً وسط الإنسانية ، لتتغير نفوس وعقول ومواقف ، بعضها ما زال عبداً للشيطان ، بعد ان قيده الشيطان، وبعضهـا تزحزح قليلاً أو كثيراً ليكون أبعد عن الشيطان ، أقرب الى الله ..
أيها الشعب العظيم ، ماجدات ، ونشامى .. شباباً ، وشابات ، كهولاً وشيوخاً واطفالاً ..
في زحفين عظيمين .. في الزحف الكبير عام 1995 يوم عظمت الأمور ، وافصح الأشرار الخائبون عن نواياهم الخاسئة في ما أرادوه هزيمة للعراق ، خاب شأنهم وفألهم ، وفي البيعة الكبرى هذه التي انتهيتم الى نتائجها هذه ، التي أذاعتها عليكـم اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء فـي (16/10/2002م ) باشراف الأمين العزيز عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، وما سبق النتيجة ، واتصل بها ، من روح وطنية ، ومحبة يعجز الواصفون عن وصفها ، أثبتم أن العلاقة بالوطن ليست سياسة ولا هوى ، وانما انتماء ، ولان انتماءكم الى الوطن والامة والمبادئ العظيمة انتماء أصيل ، فقد جاء موقفكم اصيلاً ، وفق استحقاقكم واستحقاق تضحياتكم الغالية ، ووفق استحقاقكم وثوابكم ، وعز وشرف الموقف المؤمن أمام الله وأمام التأريخ ، وأمام شعوب الأرض في الحاضر ، مثلما ستكونون بموقفكم ووقفتكم هذه ، قدوة الأجيال من أحفادكم من بعدكم ، أطال الله في أعماركم ، مع القدرة والمنعة والعز والصحة ، انه سميع مجيب لدعاء الصادقين المؤمنين .. فجزاكم الله خير جزاء في الدنيا والآخرة ..
أيها الاخوة والأبناء البررة ..
شكرا لله العظيم على كل شيء .. شكرا لله العظيم على كل شيء .. شكرا لله العظيم على كل شيء ..
ايها الاخوة ..
مع أنني واياكم والقيادة على خط واحد واتجاه واحد ، فأنني أقول أن شر الأشرار لن ينتهي ألا عندما يندحرون ، في محيط الإنسانية ، اندحاراً كاملاً وشاملاً ، وانه لقريب ، ان شاء سبحانه ، لذلك ، إذا أراد الله ، جل شأنه ، لامر يراه ولا نراه ، ان يمتحنكم مرة أخرى بموقف قتال على نطاق واسع ، فان الله والوطن والتاريخ ينتظرون منكم موقفاً واداءً عالياً ومكيناً ، مثلما هي روحكم ووقفتكم هذه ، دفاعاً عن الوطن والمبادئ والمقدسات والعرض .. دفاعاً عن هويتكم ودماء شهدائكم ، شهدائنا الأبرار ، دفاعاً عن الحاضر والمستقبل ، مثلما هو دفاع عن التأريخ ، دفاعاً عن العراق العظيم ، مثلما هو دفاع عن أمتنا ومبادئ الإنسانية ، موقفاً تقتطف معه وبسببه النتيجة الحاسمة : نصــر من الله وفتح قريب عظيم ، وبشر الصابرين .. وبعدها سينكفـئ العدو خاسئاً ملعوناً مدحوراً ، وتبقى رايتكم راية الله أكبر ، على ساريتها ، عزيزة كريمة ، ويعم الاستقرار والأمن والطمأنينة بلادكم ، والوطن الكبير ايضاً ، وتكون جائزتكم في الدنيا والآخرة قطافاً اميناً واصيلاً لجهادكم وتضحياتكم السخية ، أبعد الله الشر عنكم ، وخاب فأل الخائبين .
والله أكبر ..
الله أكبر ..
وعاش العراق والعراقيون .. أبناء بررة لهذا الوطن المعافى العزيز بكم وبابنائكم وأحفادكم من بعدكم ، ان شاء الله ، بعد ان مهدتم الطريق أمامهم بما عملتم وبما أنتم مصممون وعازمون عليه متكلين على العزيز القدير .
أيها الاخوة ..
لقد تغير العالم من حولنا كثيراً ، في السياسة والامن ، عما كان عليه في عام 1995 ، ألا أن قدرته على قول ( لا ) للباطل على مستوى الحكام والحكومات، ما زالت بمستوى ما أنتم تعرفون ، وانه ، مع الأسف ، لم يتغير على مستوى الكثير من الحكام في نظرتهم السلبية الى المبادئ والمبدئيين الصادقين ، إذ ما زال كثر من حكام اليوم ينظرون الى المبدئيين ، الذين يتمسكون بقضاياهم العالية العادلة وبمبادئهم ، ولا يساومون على شعوبهم وأممهم وشرف القضية ، والذمة ، والمبادئ ، كأنهم ثقل عليهم ، وما زالت سياسة أمريكا تجد في مثل هذا الصنف الأصيل الصادق الأمين من الناس عقبة كأداء بوجه أطماعها الخائبة الشريرة تجاه العالم والإنسانيــة جمعاء وليس تجاه بلدكم وامتكم فحسب .. ولأننا جزء من أمـة كريمة وعظيمة ، وفيها أغنى ما تعتز به النفس ، والذي لا أقصد به عنصر الثروة ومادتها الأولية ومصادرها المتحولة نوعاً ومكاناً وزماناً ، وانما التأريخ العظيم والدور الحضاري المجيد ، وقبل هذا ، ومع هذا ، التراث الخالد وما يرتبط به من إيمان عظيم .. فان الصراع ، في الوقت الـذي انحسر بينكم وبين كثر من الحكومات ، ونحمد الله على هذا ، فأنه ما زال متأججاً مع عبيد الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ، مثلما هو متأجج معهم في ساحة كل مؤمن غيور ، ووطني شريف على محيط الإنسانية ، ولأننا جزء من أمة كريمة وكبيرة ، وهذا هو تأريخها وتراثها وأيمانها الخوالد ، فأن الحاكمين في أمريكا ، تحركهم كدمى ، الصهيونية العالمية وكيانها البغيض ، لا ينظرون إلينا بأننا عقبة كأداء في طريق أطماعهم ، فحسب ، وانما خطر حيثما شكلنا محفزاً لابناء امتنا والإنسانية ، على ان طريق العيش الكريم الحر الشريف ممكن ، وان مقاومة الشر والباطل ممكنة ، حتى لو أدمى الطريق الأقدام ، وادمت تضحياته القلوب ، ولكنه مضمون لكي لا تضيع الهوية ، ويدنس التراث والأيمان ، ويشوها ، ولا يُغلب الشرف ... فتضيع النفوس مع ضياع كل ما هو ثمين وغال ..
أيها العراقيون الأعزاء ..
ايها الرفاق ..
أيتها الماجدة البهّيـة ..
لم تعد قضيتكم كأنها قضية عراقية ، مثلما كانت عام 1995 ، في نظرة الآخرين إليها ، وبخاصة ، من غير العرب ، حتى وان كان فيها ولها من الحق ما فيها ولها ، ولم تعد قضية عربية فحسب ، على ما فيها من مبادئ ، وحمية ، وأيمان … وانما صارت قضية مركزية في صراع الحق ضد الباطل ، وفي صراع الساعين الى أمن الناس والعالم ضد من يهدد أمن الناس والعالم ، على مستوى شعوب الكرة الأرضية قاطبة حيثما أدركوا ووعوا الحقائق مثلما هي ، وليس مثلما يكذب ويشّوه الكذاّبون المبطلون .. فصار الناس من جنسيات مختلفة ، يحملون جانباً من شعاراتكم ضد الظلم واهله .. بل صاروا يحملون كل ما ينبغي من شعارات ومواقف تنمو .. وتنمو وتتطور ضد العدوانية الأمريكية وأساطينها ، وأساطين الصهيونية بعدوانهم ضد شعب فلسطين المجاهد… وضد شعب العراق البطل .. وصارت دول العالم ، بعددها الأكثر ، بعد أن كانت تحتجب عن أي نوع من العلاقـة مع العراق الا قليلا ، تسعى إليها في الوقت الذي نسعى اليها من جانبنا أيضاً .. بل صار الحكام وستراتيجيو الحكم في العالم ، يدركـون شر تحالف الإدارات الأمريكية مع الصهيونية ، وخطره على مصالح بلدانهم ، وأمن العالم ، الآن وفي المستقبل ، وان بقيت مواقفهم ، حتى الآن ، أدنى قوة واقتداراً ووضوحاً ، مما ينبغي ، عدا استثناءات بعينها ..
فتحية الى أصحاب المواقف المتميزة ، ممن يدخلون ضمن الاستثناء على أية صورة مهزوزة وموقف ضعيف ، وعلى قياس ما عليه موقف حكام آخريـن من الذين يقفون موقفـاً غير عادل أو منصف .
وتحية خاصة ، ومكررة ، مع المحبـة والتقديـر الى شعوب العالم ، في تضامنها مع قضيتنا الوطنية والقومية والإنسانية العادلة ، وفي تضامنها مع شعب فلسطين المجاهد البطل .. ومنهم من هو على هذا الوصف من شعوب أمريكا ايضاً ..
أيها الاخوة .. أهل الأيمان ، والمواقف ، والحمية .. أصحاب الراية العالية ، والمبادئ العالية .. أهل السيف والقلم ..
بإيمان لا ينضب نبعه ، وقدرة لا تحدها ألا قدرته، سبحانه ، وقناعة لا تعطل قدرة التوثب فيكم لقيادة الحياة بالعدل وتعميـق مجراها بالإنصاف ، وزيادة إشعاعها وصعودها بعطاء لا ينتهي ، أدعو الى الله ، سبحانه ، ان يجنبكم كل مكروه ، ألا ما يريده سبحانه ويحمد عليه مما لا يحمـد على مكروه سواه ، وان يمن عليكـم بعز يديمه رضا ربكم الكريم ، ومكانة في الآخرة هي مرتبة استحقاقكم ، وجائزتكم عند الله ، الجنة ، وصلـة بنا ، وصلة بكم ، من النوع الذي يحقق لنا جميعاً رضا النفس عنها بعد رضا الله ، وتقر عيوننا بها ، بما يسر الصديق ويغيض العدا ، وان يبعد عنكم كيدا بلا حق ، وكل فعل باطل بغيض ، وان يمتعكم بالقناعة والرضا وسعادة هي منهل الحياة الطاهرة وزهرتها ، وبالفعل المؤمن الأمين وبيدره .. وبالأمن والسلام والطمأنينة والاستقرار ..
وأتضرع الى العزيز الحكيم أن يكلأكم بعين عنايته التي لا تنام، ولا يخفى عليها ما تكن الصدور .. وصبر هو صبر المؤمنين الصادقيـن ، وسياج حصن المجاهدين ، ليدرأ عنكم الخطأ والخطيئة، صبر يحصن النفس وتفيض شطآنه على ما حوله ، ليثبت على الإيمان ، إن شاء الله ، من يكون صبره واجب أيمانه وطريق صموده .
أيها العراقيون .. النشامى والماجدات ..
قد يقول قائل : وبماذا تعدنا ؟
فمع أنكم تعرفون ما أنا عامل وأمين عليه مع أخواني وإخوانكم في القيادة ، ومع تأكيدي على ما وعدتكم به عام 1995 وعند خط البداية ايضاً ، أقول : سأكون ، بأذن الله، مثلما أنا ، ومثلما تعرفون ، اميناً على ما نؤمن به جميعاً ، من معان عالية .. اميناً على مصالحكم وامنكم ، حاضركم ومستقبلكم ، مبادئكم وما يريده الله وييسره ليكون عملا جمعيا عظيما بأسمنا جميعا وفياً لمعاني وقفتكم المجيدة ، وتضحياتكم السخية ، وتاريخكم المجيد.. باذلاً ما نذرت عليه نفسي على وفق ما تعرفون لقيادتكم الى ما يعز ويعلي الشأن أمام الله ، والخيرين والتأريخ ، ويحقق استحقاقكم ليسجله في هذا التاريخ الى جانب استحقاقكم العظيم في تاريخ شعبكم وامتكم ويزيد العراق ازدهاراً ، وبما يوسع عليكم في كل مشروع تحبونه ، ولا يغضب الله ..
وان أعمل ، ولا أنسى ، أننا جزء من أمة مجيدة ، وان المؤمنين اخوة وان الأساس شجرة الإنسانية ، آدم وحواء ، وسنعمل على ذات الطريق الذي عملنا عليه ، وبالهمة نفسها ، لتوفير العمل الصالح لمن يطلبه ، ويكون قادراً عليه ، وان لا ندع نفس أي منكم تصيبها حسرة عدم نيل المشروع ، مما يقع ضمن استحقاقه وقدرتنا ، وان استحقاقكم أمام مثابرتكم ، وتضحياتكم ، وأيمانكم ، ووفائكم لعظيم ، ايها الاخوة ..
ولن أسد باب رحمة أمام أي توبة نصوح الى الله ، واستعداد لنبذ أي شئ مؤذ خلف ظهر من هو معني بأمره ، ليفتح أمامه باب وطريق جديد ، ليشارككم في ما أعزكم به الله ، ونيسر عليه سبيله على وفق استحقاقه ونيته ..
وسوف نعين من يخطئ ليتخلص من خطئه ويصححه الى ما هو صحيح ، لو وجدنا فيه ما يندم عليه ، ويحث النفس ليتخلص من خطأ أو خطيئة ، أو يحتاج ليغرف ماءً صافياً عذباً بدلو تكون أرادتنا بتسهيل من الله حبله ..
وأدعو الله سبحانه أن يوفقني وإياكم ، اخوتي وابنائي ، أحبتي في الشعب ورفاقي في القيادة والمسؤولية ، أبناء العراق الغيارى والماجدات ، الى ما ييسر لنا تنفيذ تعهدنا أمامه سبحانه ، وأمامكم .. وان الله على كل شئ قدير .
والله أكبر ..
وعاشت أمتنا المجيدة ..
وتحية الى كل أصيد أغر ، رفع ويرفع راية الأيمان عالياً ، غير هياب ، ولا وجل بوجه الشر والأشرار ، والظلم والظالمين ، الذين أطمعهم ضعف من ضعف ، وهوى نفس من جعل الشيطان وليه في عدوانيته وعدائه لامتنـا فأنساه قدر وقدرة المؤمنين ، المتكلين على الله ، حتى توهم بانه قادر على التدخل في شؤون امتنا ، بل وفي عقيدتها ، ليغيرها، بعد ان ينصب نفسه مفتيا مزيفاً على الإسلام والمسلمين ، والعرب والمؤمنين ..
والله أكبر ..
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهـر الى البحر ، وعاش شعبها المجاهد البطل الأغر ، رجالاً ونساءً ، كهولاً وشيوخاً ، شباباً وشابات واطفالاً ..
والله أكبر ..
وعاشت القدس حرة عربية ، وثالث مقدس مع مكة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثالث مقدس نظيف من دنس الاحتلال الصهيوني البغيض .
والله أكبر ..
وتحية محبة وتقدير الى العرب الغيارى ، أبناء أمتهم الاصلاء ، الباذلين في طريق عزتها وحصانتها ورفعتها ومجدها ، ومثلها الى كل مؤمن شريف غيور .. والى كل من سعى ويسعى الى خير الإنسانية واستقرارها وأمنها بالحق والإنصاف ..
وتحية تقدير ومحبة الى كل صديق وقف مع الحق ضد الباطل ، في محيط الإنسانية ..
والله أكبر ..
وعاش العراق ، شعباً وجيشاً وارضاً ومعاني ..
وعاشت أمتنا المجيدة ..
أيها العراقيون ، رجالاً ، وماجدات ، صبياناً وصبايا وأطفالا :- عفيه .
والله أكبر ..
الله أكبر ..
الله أكبر ..
وبعد انتهاء سيادته من القاء خطابه عزف السلام الجمهوري ايذانا باختتام مراسم اداء اليمين الدستورية .. ثم غادر سيادته قاعة الاحتفال مودعا بالاهازيج والهتافات والقصائد التي تغنت بحب القائد وباركت لسيادته فوزه الكبير بمنصب رئيس الجمهورية ، وجسدت ولاء ووفاء العراقيين لقيادته الشجاعة .
وحضر مراسم اداء اليمين الدستورية السادة اعضاء القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، الحاليون والسابقون ، واعضاء قيادة قطر العراق للحزب ، الحاليون والسابقون ، واعضاء مجلس الوزراء ووزراء الدولة ورئيسا المجلسين التشريعي والتنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي ورئيس محكمة التمييز ..
كما حضرها السيدان عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية الاسبق وامين الحافظ رئيس جمهورية سوريا الاسبق ، وثوار تموز واعضاء منظمة المناضلين ورؤساء الاتحادات والمنظمات المهنية والشعبية وعدد من السادة علماء ورجال الدين الافاضل ، وممثلو الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ووزراء سابقون وعدد من الرفيقات البعثيات .
بغداد 17/10/2002
بعد الحمد والشكر لله تعالى وبتوفيق منه وعلى بركته سبحانه أدى السيد الرئيس صدام حسين اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية العراق للسنوات السبع القادمة أمام جلسة مشتركة لمجلس قيادة الثورة والمجلس الوطنى .
وما ان أطل السيد الرئيس على قاعة ألاحتفال حتى تعالت الزغاريد أبتهاجا بمقدم سيادته وتعبيرا عن الفرحة والغبطة التى غمرت العراقيين رجالا ونساء شيبا وشبابا واطفالا بفوز قائدهم المفدى بالاستفاء الشعبى العام الذى جرى في يوم البيعة الكبرى فيما راحت حناجر المحتفلين تصدح / بالروح بالدم نفيدك ياصدام وكل العراق ينادى صدام عز بلادى/ .
ثم عزف السلام الجمهورى حيث وقف الحاضرون تحية للعراق ألابى الذى وقف أبناؤه وقفة عز وشمم وهم يحتضنون قائدهم الفذ بقلوبهم ومآقيهم ويعلنون تمسكهم بقيادته الحكيمة ويجسدون بالقول والفعل تماسكهم وتحديهم للتهديدات ألامريكية والصهيونية واستعدادهم المطلق للتصدى لاى عدوان يستهدف عراقهم الناهض .
ثم توالت الهتافات والاهازيج والقصائد التى تحيى قيادة السيد الرئيس وتمجد دوره الكبير في أحداث التطور الحضارى الشامل في حياة العراقيين وقيادتهم الى حيث أستحقاقهم في ان يعيشوا أحرارا ينعمون بما وهبهم الرزاق الكريم من نعم وخير وفير في ظل قيادته الفذة .
بعد ذلك أفتتح السيد عزة أبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة رئيس الهيئة العليا المشرفة على ألاستفتاء الشعبى العام الجلسة المشتركة لمجلس قيادة الثورة والمجلس الوطنى بان قال .. جعلها الله جلسة عز ومنعة ونصر مبين ..
ثم دعا السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السيد الرئيس لاداء اليمين الدستورية فأدى سيادته اليمين الدستورية بعد ان وضع يده اليمنى الكريمة على القرآن الكريم تبركا به وتيمنا بكلام الله جل شأنه قائلا..
بسم الله الرحمن الرحيم
// أقسم بالله العظيم وبشرفي وبمعتقدى ان أصون أستقلال العراق وسلامته ووحدة أراضيه واحافظ على النظام الجمهورى والتزم بمبادىء ثورة 17 ـ 30 تموز العظيمة وبالدستور والقوانين وان ارعى مصالح الشعب وان اعمل بكل تفان واخلاص للحفاظ على كرامة الشعب وعزته وسعادته وتحقيق أهداف ألامة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية والله على ما اقول شهيد // .
وبعد ان أنتهى السيد الرئيس من أداء اليمين الدستورية قدم السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة لسيادته هدية شعب العراق العظيم والامة العربية المجيدة وهى /سيف وقلم/ فتسلمها سيادته بالشكر والاعتزاز فيما تضرع السيد عزة ابراهيم لله تعالى قائلا/ اللهم يسر امر قائدنا العزيز بالسيف والقلم على الحق والعدل والانصاف .. اللهم دله بك عليك ..اللهم افتح عليه ولديه فتوحك لانبيائك واوليائك ورسلك اللهم أحفظه بما تحفظ به عبادك الصالحين ..اللهم آمين يارب العالمين / ثم عانق السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السيد الرئيس مهنئا سيادته ومباركا له ولشعب العراق عرس البيعة الكبرى .
ثم القى السيد الرئيس خطابا قوميا عاهد فيه أبناء شعبه الصابر المجاهد وامته العربية المجيدة على البقاء أمينا على مصالحهم وامنهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم ووفيا لمعانى وقفتهم المجيدة وتضحياتهم السخية وتأريخهم المجيد باذلا ما نذر عليه نفسه الى ما يعز ويعلى الشأن امام الله والخيرين والتاريخ ويزيد العراق ازدهارا .
وفي ما يأتي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )
صدق الله العظيم
أيها الشعب العظيم الوفي المجاهد الامين الصابر الشجاع ..
أيها النشامى والماجدات ..
يا رجال قواتنا المسلحة الباسلة الأبطال ..
أيها العرب ..
السلام عليكم ..
قبل سبع سنوات ، وفي مناسبة كهذه ، وان اختلف الظرف ، التقينا ايضاً على أرض العراق الطاهرة الأبية المعطاء ، أرض الله ، أرضنا التي كرمها الله بما كرمها ، وجعل شعبها أبياً معافى عندما يريد ويهتدي الى نفسه وطريق أيمانه الصحيح ، ليعمرها ويصونها ويذود عنها وعن مقدساتها الطاهرة ..
اجتمعنا في مثل هذه المناسبة قبل سبع سنوات ، ونجتمع الآن للاحتفاء بمناسبة مماثلة بعد سبع سنوات .. اجتمعنا قبل سبع سنوات لنحتفل ونحتفي بظاهرة ونتائج الزحف الكبير ، ونجتمع اليوم لنحتفل ونحتفي ايضاً بظاهرة ونتائج البيعة الكبرى ، فتحية خاصة الى الأشقاء والأصدقاء الذين يحضرون بيننا في العراق لمشاهدة العرس العراقي ، وقدرة التحدي العراقي في التعبير عن النفس والموقف في ميدان جديد ، غالباً ما أنهزم به كثر ، واخفقت شعوب كثيرة في التعبير عن موقفها الصحيح وهويتها ، بعد ان لم تهتد الى الطريق القويم ، في لحظة التوقيت الصحيح للموقف وبخاصة عندما كان الطاغوت الأمريكي قبل ان ينكشف كما انكشف اليوم ، مع من يردفه ، يصور الأمر كأنه يسعى لييسّر للشعوب أمرها ، لتعبر عن موقفها بصورة ديمقراطية ، أو أن هذا الطاغوت ، ومن هو على شاكلته ، استطاع ان يضل من اضله من الشعوب وحكامها، فلا تهتدي الى نفسها وطريقة التعبير الصحيح والأصيل عن الموقف ، بعد ان تمكن من ان يعزل الشعب عن قيادته ، أو بعد ان لم يستطع حكامه ان يقوموا بالدور القيادي الواعي الأمين والمسؤول ، فاستفرد الطاغوت بالشعب فأضله، واستفرد بالحكام ، أو القادة ، فاستضعفهم ، بعد ان عزلهم عن الشعب..
أما في حال شعب العراق ، فقد عبر أمامكم ، بصورة صريحة ومكشوفة مرتين ، على مدى السنوات السبع المنصرمة ، عن مستوى جديد ، وقدم أمام الإنسانية مشهداً مرئياً ومحسوساً في زحفين كبيرين في مسار التعبير عن الرأي .. وعن المستوى الذي ارتفعت إليه العلاقة بين الشعب والقيادة ، حتى صار الشعب على ما هو عليه من وعي وحمية واقتدار ، بعد ان اتكل على الله ، واهتدى الى نفسه ، بعد ان هداه الله ، هو وقيادته ، فصار وسار على الطريق الصحيح ، وتحقق له الوصول الى حيث وصل ، والتمتع بثمرة ما آلت إليه تضحياته وجهوده وقدرة ضبط النفس والاحتمال والصبر .
أما إذا أراد أحد منكم أن يتساءل ليعرف لماذا فاز شعب العراق ، حتى في هذا الميدان من المنازلة ، فوزاً عظيماً على الأعداء ، وتعبيراً عن النفس والموقف ، فان الجواب لا تجدونه في سفر العراقيين ، وعلاقتهم بقيادتهم بعد ثورة تموز عام 1968 حتى الان فحسب ، وانما في هذا ، وفي تأريخ حضارات العراق البهي الشامخ ، وما سجلته أول خطوة في الكتابة ، والقانون ، والفنون ، والصناعة ، والزراعة ، وقدرة الصراع مع الأعداء حفاظا على الحق والوطن ، منذ أكثـر من سبعة آلاف سنة على أرضه ، وفي ما شرفها الرحمن الرحيم ، ليكون عليها أول مخاض لدعوة النبوة ، ثم ولادتها ، لتنطلق المعاني العظيمة منها الى الإنسانية لتهتدي ، ( وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ) ..
أيها الأشقاء والأصدقاء ..
أنكم ايضاً تواجهون ، كل في ميدانه ، عنت وشر السياسة الأمريكية الخائبة ، واظنكم تتمنون أن يعيد المسؤولون فيها النظر في سياستهم تجاه الأمم والشعوب ، مثلما تمنينا عليهم ذلك في رسائل مفتوحة بعد الأحداث الدامية في الحادي عشر من أيلول عام 2001 ، وربما مثلما تمنى آخرون من القادة والحكام ، الى جانب تمنيات الأمم والشعوب من خلال مثقفيها ومحللي الظواهر وصولاً الى الأسباب فالمعالجات الناجحة .. ولكن الموتى ، مثلما قال جل شأنه :
( انك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصُم الدعاء )
وكما قال الشاعر العربي :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
لم يسمعوا النداء ، واستسهلوا طريق الدم والعنف ، وغرهم بوسائل تدميرهم الغرور ، فراحوا يسلكون هذا الطريق ، بدلاً من البحث في الأسباب لمعرفة صلة الظواهر بالنتائج ، وما ينبغي لها من علاج على مستوى سياستهم وتصرفهم في الكرة الارضية قاطبة .. ليعم الامن والسلام العالم ويتحقق العدل والأنصاف فيه .
أن طريق الدم لا يمكن ألا ان يفضي الى مزيد من الدماء .. قال ذلك أهلنا في الريف ، وسمعناه منهم قبل سنين طويلة ، رغم بساطة حياتهم واطلاعهم ومعرفتهم ، مما يعني أن هذا قانون حياة ، وانه قانون في العلاقة الإنسانية قاطبة ، وليس في العراق فحسب .. ان طريق الدم يجرك الى الدم ، وان من يحاول ان يهرق دم غيره ، عليه أن يتوقع ان يهرق دمه ..
ان الإدارات الأمريكية ، طالما كانت نتيجة من نتائج لعبة اللوبي الصهيوني في أمريكا ، لن تستطيع ان تدرك الحقائق مثلما هي ، وحتى لو أدركت الحقائق مثلما هي ، فلن تستطيع التصرف وفق اجتهادها ، وانما وفق مصالح اللوبي الصهيوني ، والكيان الصهيوني المحتل لفلسطين فحسب ، لذلك فان إنقاذ العالم من شرور الإدارات الأمريكية التي يحرك عدوانيتها تحالف الصهيونية مع الشركات والمصالح المتنفذة ، ويجنب الشعوب الأمريكية ما تورطها به هذه الإدارات وبخاصة الإدارة القائمة الآن من عداوات ومآس وتضحيات تصيبها مع ما يصيب العالم ، ومنه المنطقة التي نحن جزء منها منطقة الشرق الأوسط والامة التي نحن جزء منها امتنا المجيدة ألا عندما يأخذ الشعب الأمريكي دوره وفق نظرة إنسانية أساسها الرغبة في السلام والاستقرار والتعاون والانصاف ، تعضده في هذا الشعوب الأوربية على وفق تجربتها.. لتقدم وتنصح بالنماذج الملموسة التي انتهت إليها تجربتها في التعامل مع شعوب العالم ومنها تجربتها مع شعوب منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها امتنا العربية المجيدة الى جانب صمود من يعتدي عليهم التحالف الصهيوني مع تلك الإدارات يسند هذا الصمود ويشكل عمقه الإنساني الفاعل احرار العالم اجمع لتطيش بعدها سهام المعتدين ويتحقق الامن والاستقرار ويـسود العالم أجمع الامن ، والسلام ، والانصاف والتعاون .
والى الأشقاء والأصدقاء الذين حضروا الى العراق أقول :
أحييكم ، واقدر بأسم شعب العراق تحملكم مشقة السفر ، لتحضروا معنا هذه المناسبة البهية ، وأشكر لكم تقديركم شعبنا ، وتضامنكم معه في موقفه في الدفاع عن حضارته وأيمانه ونفسه وعرضه ومقدساته بوجه من كره الإنسانية فكرهته ، أو نفرت منه فعزلته اوانعزلت عنه ..
أيها الأشقاء والأصدقاء ..
شكراً لكم .
أيها العراقيون الاماجد ..
أيتها الماجدات ..
(( قد لا اجد ما ارتقي به الى مستوى الفعل العظيم الذي قمتم به يوم الخامس عشر من هذا الشهر ، ولكنني لا بد ان اقول حتى لو جاء بما هو اقل من استحقاقكم ، لان استحقاقكم اكثر من كل الكلمات واعمق واشمل من كل الخطب )) ..
ايها العراقيون الاماجد ..
ايتها الماجدات ..
أيها الأخوة الحضور ..
في مثل هذا التاريخ الميلادي ، يوم 15 تشرين الأول من عام 1995 ، وقفتم وقفتكم المشهودة في يوم الزحف الكبير وتقفون اليوم جوهر الموقف نفسه ، أمام التاريخ ، وأمام أنفسكم والعالم ، بعد ان أشهدتم الله على موقفكم الذي وقفتموه في يوم الخامس عشر من هذا الشهر موقفكم العظيم في البيعة الكبرى .. وان جاءت تفاصيل أي من الموقفين متصلة بظرفها .. وقفتم الان في هذه البيعة الكبرى وفق جوهر موقفكم الذي وقفتموه في عام 1995 ولكن جاء هذه المرة ، في صعوده العظيم ، وفي طريقة التعبير وإشهار الموقف .. وكأن الله سبحانه ، أراد أن يتخذكم وسيلة في أرضه ، ونموذجاً بهيا عظيماً وسط الإنسانية ، لتتغير نفوس وعقول ومواقف ، بعضها ما زال عبداً للشيطان ، بعد ان قيده الشيطان، وبعضهـا تزحزح قليلاً أو كثيراً ليكون أبعد عن الشيطان ، أقرب الى الله ..
أيها الشعب العظيم ، ماجدات ، ونشامى .. شباباً ، وشابات ، كهولاً وشيوخاً واطفالاً ..
في زحفين عظيمين .. في الزحف الكبير عام 1995 يوم عظمت الأمور ، وافصح الأشرار الخائبون عن نواياهم الخاسئة في ما أرادوه هزيمة للعراق ، خاب شأنهم وفألهم ، وفي البيعة الكبرى هذه التي انتهيتم الى نتائجها هذه ، التي أذاعتها عليكـم اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء فـي (16/10/2002م ) باشراف الأمين العزيز عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، وما سبق النتيجة ، واتصل بها ، من روح وطنية ، ومحبة يعجز الواصفون عن وصفها ، أثبتم أن العلاقة بالوطن ليست سياسة ولا هوى ، وانما انتماء ، ولان انتماءكم الى الوطن والامة والمبادئ العظيمة انتماء أصيل ، فقد جاء موقفكم اصيلاً ، وفق استحقاقكم واستحقاق تضحياتكم الغالية ، ووفق استحقاقكم وثوابكم ، وعز وشرف الموقف المؤمن أمام الله وأمام التأريخ ، وأمام شعوب الأرض في الحاضر ، مثلما ستكونون بموقفكم ووقفتكم هذه ، قدوة الأجيال من أحفادكم من بعدكم ، أطال الله في أعماركم ، مع القدرة والمنعة والعز والصحة ، انه سميع مجيب لدعاء الصادقين المؤمنين .. فجزاكم الله خير جزاء في الدنيا والآخرة ..
أيها الاخوة والأبناء البررة ..
شكرا لله العظيم على كل شيء .. شكرا لله العظيم على كل شيء .. شكرا لله العظيم على كل شيء ..
ايها الاخوة ..
مع أنني واياكم والقيادة على خط واحد واتجاه واحد ، فأنني أقول أن شر الأشرار لن ينتهي ألا عندما يندحرون ، في محيط الإنسانية ، اندحاراً كاملاً وشاملاً ، وانه لقريب ، ان شاء سبحانه ، لذلك ، إذا أراد الله ، جل شأنه ، لامر يراه ولا نراه ، ان يمتحنكم مرة أخرى بموقف قتال على نطاق واسع ، فان الله والوطن والتاريخ ينتظرون منكم موقفاً واداءً عالياً ومكيناً ، مثلما هي روحكم ووقفتكم هذه ، دفاعاً عن الوطن والمبادئ والمقدسات والعرض .. دفاعاً عن هويتكم ودماء شهدائكم ، شهدائنا الأبرار ، دفاعاً عن الحاضر والمستقبل ، مثلما هو دفاع عن التأريخ ، دفاعاً عن العراق العظيم ، مثلما هو دفاع عن أمتنا ومبادئ الإنسانية ، موقفاً تقتطف معه وبسببه النتيجة الحاسمة : نصــر من الله وفتح قريب عظيم ، وبشر الصابرين .. وبعدها سينكفـئ العدو خاسئاً ملعوناً مدحوراً ، وتبقى رايتكم راية الله أكبر ، على ساريتها ، عزيزة كريمة ، ويعم الاستقرار والأمن والطمأنينة بلادكم ، والوطن الكبير ايضاً ، وتكون جائزتكم في الدنيا والآخرة قطافاً اميناً واصيلاً لجهادكم وتضحياتكم السخية ، أبعد الله الشر عنكم ، وخاب فأل الخائبين .
والله أكبر ..
الله أكبر ..
وعاش العراق والعراقيون .. أبناء بررة لهذا الوطن المعافى العزيز بكم وبابنائكم وأحفادكم من بعدكم ، ان شاء الله ، بعد ان مهدتم الطريق أمامهم بما عملتم وبما أنتم مصممون وعازمون عليه متكلين على العزيز القدير .
أيها الاخوة ..
لقد تغير العالم من حولنا كثيراً ، في السياسة والامن ، عما كان عليه في عام 1995 ، ألا أن قدرته على قول ( لا ) للباطل على مستوى الحكام والحكومات، ما زالت بمستوى ما أنتم تعرفون ، وانه ، مع الأسف ، لم يتغير على مستوى الكثير من الحكام في نظرتهم السلبية الى المبادئ والمبدئيين الصادقين ، إذ ما زال كثر من حكام اليوم ينظرون الى المبدئيين ، الذين يتمسكون بقضاياهم العالية العادلة وبمبادئهم ، ولا يساومون على شعوبهم وأممهم وشرف القضية ، والذمة ، والمبادئ ، كأنهم ثقل عليهم ، وما زالت سياسة أمريكا تجد في مثل هذا الصنف الأصيل الصادق الأمين من الناس عقبة كأداء بوجه أطماعها الخائبة الشريرة تجاه العالم والإنسانيــة جمعاء وليس تجاه بلدكم وامتكم فحسب .. ولأننا جزء من أمـة كريمة وعظيمة ، وفيها أغنى ما تعتز به النفس ، والذي لا أقصد به عنصر الثروة ومادتها الأولية ومصادرها المتحولة نوعاً ومكاناً وزماناً ، وانما التأريخ العظيم والدور الحضاري المجيد ، وقبل هذا ، ومع هذا ، التراث الخالد وما يرتبط به من إيمان عظيم .. فان الصراع ، في الوقت الـذي انحسر بينكم وبين كثر من الحكومات ، ونحمد الله على هذا ، فأنه ما زال متأججاً مع عبيد الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ، مثلما هو متأجج معهم في ساحة كل مؤمن غيور ، ووطني شريف على محيط الإنسانية ، ولأننا جزء من أمة كريمة وكبيرة ، وهذا هو تأريخها وتراثها وأيمانها الخوالد ، فأن الحاكمين في أمريكا ، تحركهم كدمى ، الصهيونية العالمية وكيانها البغيض ، لا ينظرون إلينا بأننا عقبة كأداء في طريق أطماعهم ، فحسب ، وانما خطر حيثما شكلنا محفزاً لابناء امتنا والإنسانية ، على ان طريق العيش الكريم الحر الشريف ممكن ، وان مقاومة الشر والباطل ممكنة ، حتى لو أدمى الطريق الأقدام ، وادمت تضحياته القلوب ، ولكنه مضمون لكي لا تضيع الهوية ، ويدنس التراث والأيمان ، ويشوها ، ولا يُغلب الشرف ... فتضيع النفوس مع ضياع كل ما هو ثمين وغال ..
أيها العراقيون الأعزاء ..
ايها الرفاق ..
أيتها الماجدة البهّيـة ..
لم تعد قضيتكم كأنها قضية عراقية ، مثلما كانت عام 1995 ، في نظرة الآخرين إليها ، وبخاصة ، من غير العرب ، حتى وان كان فيها ولها من الحق ما فيها ولها ، ولم تعد قضية عربية فحسب ، على ما فيها من مبادئ ، وحمية ، وأيمان … وانما صارت قضية مركزية في صراع الحق ضد الباطل ، وفي صراع الساعين الى أمن الناس والعالم ضد من يهدد أمن الناس والعالم ، على مستوى شعوب الكرة الأرضية قاطبة حيثما أدركوا ووعوا الحقائق مثلما هي ، وليس مثلما يكذب ويشّوه الكذاّبون المبطلون .. فصار الناس من جنسيات مختلفة ، يحملون جانباً من شعاراتكم ضد الظلم واهله .. بل صاروا يحملون كل ما ينبغي من شعارات ومواقف تنمو .. وتنمو وتتطور ضد العدوانية الأمريكية وأساطينها ، وأساطين الصهيونية بعدوانهم ضد شعب فلسطين المجاهد… وضد شعب العراق البطل .. وصارت دول العالم ، بعددها الأكثر ، بعد أن كانت تحتجب عن أي نوع من العلاقـة مع العراق الا قليلا ، تسعى إليها في الوقت الذي نسعى اليها من جانبنا أيضاً .. بل صار الحكام وستراتيجيو الحكم في العالم ، يدركـون شر تحالف الإدارات الأمريكية مع الصهيونية ، وخطره على مصالح بلدانهم ، وأمن العالم ، الآن وفي المستقبل ، وان بقيت مواقفهم ، حتى الآن ، أدنى قوة واقتداراً ووضوحاً ، مما ينبغي ، عدا استثناءات بعينها ..
فتحية الى أصحاب المواقف المتميزة ، ممن يدخلون ضمن الاستثناء على أية صورة مهزوزة وموقف ضعيف ، وعلى قياس ما عليه موقف حكام آخريـن من الذين يقفون موقفـاً غير عادل أو منصف .
وتحية خاصة ، ومكررة ، مع المحبـة والتقديـر الى شعوب العالم ، في تضامنها مع قضيتنا الوطنية والقومية والإنسانية العادلة ، وفي تضامنها مع شعب فلسطين المجاهد البطل .. ومنهم من هو على هذا الوصف من شعوب أمريكا ايضاً ..
أيها الاخوة .. أهل الأيمان ، والمواقف ، والحمية .. أصحاب الراية العالية ، والمبادئ العالية .. أهل السيف والقلم ..
بإيمان لا ينضب نبعه ، وقدرة لا تحدها ألا قدرته، سبحانه ، وقناعة لا تعطل قدرة التوثب فيكم لقيادة الحياة بالعدل وتعميـق مجراها بالإنصاف ، وزيادة إشعاعها وصعودها بعطاء لا ينتهي ، أدعو الى الله ، سبحانه ، ان يجنبكم كل مكروه ، ألا ما يريده سبحانه ويحمد عليه مما لا يحمـد على مكروه سواه ، وان يمن عليكـم بعز يديمه رضا ربكم الكريم ، ومكانة في الآخرة هي مرتبة استحقاقكم ، وجائزتكم عند الله ، الجنة ، وصلـة بنا ، وصلة بكم ، من النوع الذي يحقق لنا جميعاً رضا النفس عنها بعد رضا الله ، وتقر عيوننا بها ، بما يسر الصديق ويغيض العدا ، وان يبعد عنكم كيدا بلا حق ، وكل فعل باطل بغيض ، وان يمتعكم بالقناعة والرضا وسعادة هي منهل الحياة الطاهرة وزهرتها ، وبالفعل المؤمن الأمين وبيدره .. وبالأمن والسلام والطمأنينة والاستقرار ..
وأتضرع الى العزيز الحكيم أن يكلأكم بعين عنايته التي لا تنام، ولا يخفى عليها ما تكن الصدور .. وصبر هو صبر المؤمنين الصادقيـن ، وسياج حصن المجاهدين ، ليدرأ عنكم الخطأ والخطيئة، صبر يحصن النفس وتفيض شطآنه على ما حوله ، ليثبت على الإيمان ، إن شاء الله ، من يكون صبره واجب أيمانه وطريق صموده .
أيها العراقيون .. النشامى والماجدات ..
قد يقول قائل : وبماذا تعدنا ؟
فمع أنكم تعرفون ما أنا عامل وأمين عليه مع أخواني وإخوانكم في القيادة ، ومع تأكيدي على ما وعدتكم به عام 1995 وعند خط البداية ايضاً ، أقول : سأكون ، بأذن الله، مثلما أنا ، ومثلما تعرفون ، اميناً على ما نؤمن به جميعاً ، من معان عالية .. اميناً على مصالحكم وامنكم ، حاضركم ومستقبلكم ، مبادئكم وما يريده الله وييسره ليكون عملا جمعيا عظيما بأسمنا جميعا وفياً لمعاني وقفتكم المجيدة ، وتضحياتكم السخية ، وتاريخكم المجيد.. باذلاً ما نذرت عليه نفسي على وفق ما تعرفون لقيادتكم الى ما يعز ويعلي الشأن أمام الله ، والخيرين والتأريخ ، ويحقق استحقاقكم ليسجله في هذا التاريخ الى جانب استحقاقكم العظيم في تاريخ شعبكم وامتكم ويزيد العراق ازدهاراً ، وبما يوسع عليكم في كل مشروع تحبونه ، ولا يغضب الله ..
وان أعمل ، ولا أنسى ، أننا جزء من أمة مجيدة ، وان المؤمنين اخوة وان الأساس شجرة الإنسانية ، آدم وحواء ، وسنعمل على ذات الطريق الذي عملنا عليه ، وبالهمة نفسها ، لتوفير العمل الصالح لمن يطلبه ، ويكون قادراً عليه ، وان لا ندع نفس أي منكم تصيبها حسرة عدم نيل المشروع ، مما يقع ضمن استحقاقه وقدرتنا ، وان استحقاقكم أمام مثابرتكم ، وتضحياتكم ، وأيمانكم ، ووفائكم لعظيم ، ايها الاخوة ..
ولن أسد باب رحمة أمام أي توبة نصوح الى الله ، واستعداد لنبذ أي شئ مؤذ خلف ظهر من هو معني بأمره ، ليفتح أمامه باب وطريق جديد ، ليشارككم في ما أعزكم به الله ، ونيسر عليه سبيله على وفق استحقاقه ونيته ..
وسوف نعين من يخطئ ليتخلص من خطئه ويصححه الى ما هو صحيح ، لو وجدنا فيه ما يندم عليه ، ويحث النفس ليتخلص من خطأ أو خطيئة ، أو يحتاج ليغرف ماءً صافياً عذباً بدلو تكون أرادتنا بتسهيل من الله حبله ..
وأدعو الله سبحانه أن يوفقني وإياكم ، اخوتي وابنائي ، أحبتي في الشعب ورفاقي في القيادة والمسؤولية ، أبناء العراق الغيارى والماجدات ، الى ما ييسر لنا تنفيذ تعهدنا أمامه سبحانه ، وأمامكم .. وان الله على كل شئ قدير .
والله أكبر ..
وعاشت أمتنا المجيدة ..
وتحية الى كل أصيد أغر ، رفع ويرفع راية الأيمان عالياً ، غير هياب ، ولا وجل بوجه الشر والأشرار ، والظلم والظالمين ، الذين أطمعهم ضعف من ضعف ، وهوى نفس من جعل الشيطان وليه في عدوانيته وعدائه لامتنـا فأنساه قدر وقدرة المؤمنين ، المتكلين على الله ، حتى توهم بانه قادر على التدخل في شؤون امتنا ، بل وفي عقيدتها ، ليغيرها، بعد ان ينصب نفسه مفتيا مزيفاً على الإسلام والمسلمين ، والعرب والمؤمنين ..
والله أكبر ..
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهـر الى البحر ، وعاش شعبها المجاهد البطل الأغر ، رجالاً ونساءً ، كهولاً وشيوخاً ، شباباً وشابات واطفالاً ..
والله أكبر ..
وعاشت القدس حرة عربية ، وثالث مقدس مع مكة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثالث مقدس نظيف من دنس الاحتلال الصهيوني البغيض .
والله أكبر ..
وتحية محبة وتقدير الى العرب الغيارى ، أبناء أمتهم الاصلاء ، الباذلين في طريق عزتها وحصانتها ورفعتها ومجدها ، ومثلها الى كل مؤمن شريف غيور .. والى كل من سعى ويسعى الى خير الإنسانية واستقرارها وأمنها بالحق والإنصاف ..
وتحية تقدير ومحبة الى كل صديق وقف مع الحق ضد الباطل ، في محيط الإنسانية ..
والله أكبر ..
وعاش العراق ، شعباً وجيشاً وارضاً ومعاني ..
وعاشت أمتنا المجيدة ..
أيها العراقيون ، رجالاً ، وماجدات ، صبياناً وصبايا وأطفالا :- عفيه .
والله أكبر ..
الله أكبر ..
الله أكبر ..
وبعد انتهاء سيادته من القاء خطابه عزف السلام الجمهوري ايذانا باختتام مراسم اداء اليمين الدستورية .. ثم غادر سيادته قاعة الاحتفال مودعا بالاهازيج والهتافات والقصائد التي تغنت بحب القائد وباركت لسيادته فوزه الكبير بمنصب رئيس الجمهورية ، وجسدت ولاء ووفاء العراقيين لقيادته الشجاعة .
وحضر مراسم اداء اليمين الدستورية السادة اعضاء القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، الحاليون والسابقون ، واعضاء قيادة قطر العراق للحزب ، الحاليون والسابقون ، واعضاء مجلس الوزراء ووزراء الدولة ورئيسا المجلسين التشريعي والتنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي ورئيس محكمة التمييز ..
كما حضرها السيدان عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية الاسبق وامين الحافظ رئيس جمهورية سوريا الاسبق ، وثوار تموز واعضاء منظمة المناضلين ورؤساء الاتحادات والمنظمات المهنية والشعبية وعدد من السادة علماء ورجال الدين الافاضل ، وممثلو الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ووزراء سابقون وعدد من الرفيقات البعثيات .