انصارالخلافة
08-06-2016, 09:37 PM
بسمالله الرحمن لارحيم
الجهاد؛ المضاد الحيوي لجرثومة المرتدين!
[بقلم؛ صلاح أبي محمد]
يطيب لي في هذا المقال - وأنا أتحدث عما أصابنا فيالجزائر خاصة، وفي بلاد الإسلام عامة من مصائب الحكام المرتدين - أن أتطرق إلى الموضوعمن زاوية أخرى قل من طرقها... وهي أقرب منها للمنظور الطبي من الرؤية الشرعية...
فجسد الأمة المريض قد أصبح طريح الفراش، قد أنهكته الأورام، وأعيتهالآلام، فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما عاد يجدي أن يلتف حوله الأهل والخلان فيعلوالصراخ ويكثر العويل، وتُضرب الخدود وتُشَقُ الجيوب... بل لا بد من الإسراع في تشخيصالمرض وإحضار الدواء في أقرب وقت ممكن، وكفانا ما ضاع من وقت وجهد في الجري بينمحترفي الكهانة وتُجار الشعوذة.
وهاهنا سيطرح سؤال وجيه؛ فالساحة مليئةبالأطباء - المتخصصين منهم وغير المتخصصين، الشرفاء منهم وأصحاب المنافع الماديةمن المتكسبين - وأهل المريض صرحوا بأنهم جربوا الكثير من هؤلاء! وجربوا علاجاتهموأدويتهم فما نفعت ولا شفت، ووجدوها لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا، حتى كاد يصيبهمالإحباط واليأس، ولا يزال المريض يئن تحت وطأة الألم، فأين هو الطبيب الناجحوالدواء الشافي؟!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، طبيب إسلامي مشهور وله أتباع،كان يرى بعد تشخيصه للمرض وبعد الفحص الدقيق المتأني أنه يكفي إعطاء بعض الأقراصالمهدئة تسمى "الإنتخابات" وهي شبيهة بحبات "الأسبيرين"المعروفةفي الصيدليات، وهو مع كونه قد أقر - بعد تشخيصه الدقيق - أن سبب المرضهو جرثومةخطيرة اسمها "الحكام المرتدون"، إلا أنه حسب رأيه؛ يكفيحاليا تلك الأقراص المهدئة،أعني "الإنتخابات" و "الحلول السياسية"، فهيكفيلة لوحدها لاحتواء الجرثومة سياسيا وإنهاكها عبرجولات انتخابية متعددة "حرة ونزيهة"! ويتم هذا بإعطاء المريض جرعات متتالية من تلك الأقراصالعجيبة، وحسب رأيه دائما؛ فإن الجرثومة الخبيثة عندها بعض الحس الديمقراطيمما سيجعلها طبعا تعترف بهزيمتها السياسية، وبالتالي تنسحب بشرف من جسد المريض،وسيتماثل بعدها للشفاء بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!
فهذا ملخص لتجربة سيئة من العلاجات الفاشلة، وكان هذا الطبيب بأقراصه العجيبة نموذجا مننماذج الأطباء الذين خدع بهم المريض وظل يرتادهم لعشرات السنين وما جنى من علاجهمغير زيادة المرض، وما حصد من "أقراصهم المهدئة" إلا الصداع والآلام المتجددة،والجرثومة قابعة في جسده مترفة، من عروقه تقتات ومن دمه ترتع.
ويواصل أهل المريض، يسردون تجاربهم المريرة، ومنها هذا النموذجالثاني؛ وهوقصة طريفة حصلت لهم مع طبيب كان قد ذاع صيته في السنوات الأخيرة، وقدبلغهم عنه أنهطبيب "سلفي"، وأن له طريقة جديدة في العلاج، وما أدراك ماهذه الطريقة؟!
وتكمن عبقرية هذا الأسلوب الجديد في إتيان الطبيب "السلفي"بتفسير جديدلظاهرة الجراثيم في عالم الطب، فهو يعتبرها - حفظه الله - قدرًا منأقدار الله، وماتسلطت على هذا المريض إلا بذنوبه، ثم يشدد الطبيب "السلفي"المذكور في إنكاره علىبعض الأطباء "الخوارج" ممن يلجأون في علاجهم لبعض الأدويةالمهيجة للجسم البشريوالتي قد تسبب من المفاسد والمضار ما لا يعلمه إلا الله، بل قد تفوقمفاسدها ماتحدثه الجرثومة نفسها، فعليهم أن يتقوا الله في هذا المريض ويرجعواللطريقة الصحيحةالوحيدة - حسب رأيه - في العلاج، وتتمثل في توبة المريض كخطوة أولىللعلاج، ثماتباع أسلوب "التصفية والتربية" والذي من شعاراته البارزةأن "تدَعْ ما للجرثومةللجرثومة وما لله لله" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!
المهم أن أهل المريضصُدِموا أيما صدمة في هذا الطبيب الورع، وتساءلوا بجدية: أهم أمامطبيب "سلفي" أممشعوذ من أصحاب الطرق الصوفية الذين جربوهم في زمن مضى؟!
والآن دعنا من هذهالنماذج المُقْرِفة والتي ثبت للأمة إفلاسها عبر سنوات التيهوالضياع... ودعنا منأولئك الأطباء الذين ثبت أيضا للمريض بعد معاناته الطويلة تورطهم معالجرثومةلإطالة المرض مقابل لُعاعة من الدنيا تتفضل بها عليهم...
دعنا منهم ولنتحدثالآن عن نموذج حي صادق من الأطباء "المجاهدين" الذين بدأنجمهم يسطع، وصيتهم يذيع،والتفاف الأمة حولهم يزيد يوما بعد يوم، فرغم أن جراثيم الدنيا قدتآمرت عليهم هناوهناك، ورغم كثرة المؤتمرات والقمم والندوات التي أقامها أكابر الجراثيملدراسةكيفية التصدي لهؤلاء الأطباء ولدوائهم، ورغم إمكاناتهم المتواضعة ونقصوسائلهمالطبية وقلة عياداتهم المجهزة، فقط بضعة مغارات متناثرة هنا وهناك فيقمم الجبال،أو بعض الكهوف المهترئة التي يزاحمهم بها الوحوش.
رغم ذلك كله إلا أن المرضى أحبوهم وتعلقوابهم عندما خبروا صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم في محاولة شفاء المريض وخدمته، وبذلهم كلغال ونفيس لتحقيق ذلك، وكأن الله عز وجل نظر إلى قلوب هؤلاء وعلم قلة حيلتهم وضعفقوتهم، ورأى صدقهم وإخلاصهم له، فكتب لهم القبول عند الناس.
وقد أثبت الدواء الذي أتى به هؤلاء الأطباء "المجاهدون"،والذي يسمونه"الجهاد" فعالية شديدة في علاج المريض، فهم يصفونه - بكل اعتزازوثقة -؛ بأنه ليسفقط مجرد أقراص مهدئة كالتي ذكرناها آنفا، بل "مضاد حيوي"فعال يفتك بجرثومةالمرتدين والكفار فتكًا عجيبا، وهم لا ينطقون من فراغ، بل يؤكدون أنهنتيجة دراساتوتجارب وتحاليل أجريت على هذا النوع من الجراثيم، فأكدت بحوثهم بما لايدع مجالاللشك بأن هذا المضاد هو الدواء الصحيح لجراثيم كهذه، بل قد أكد جدارتهالكبيرة فيكثير من الأمراض المشابهة عبر تاريخ الأمة الإسلامية.
ويستدلون على ذلكبمثال حي في زمن التتار، حيث أصاب الأمة مرض مشابه لمرضنا هذه الأيام،فتصدى لهمجدد "الطب" في ذلك الزمن، كبير "الأطباء" شيخالإسلام ابن تيمية رحمهالله.
فقال: (كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة مع شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة منهؤلاء القوم وغيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه... فالقتال واجب حتى يكونالدين كله لله وحتى لا تكون فتنة، فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب) [مجموعالفتاوى: 28/501].
فهو رحمه الله؛ علم أن الجرثومة ليست من النوع السهل الذييمكن علاجه بأدوية تقليدية، خاصة وأن خطرها أصبح يهدد "دين" المريض علاوة على"جسده"، فلا بد إذا من المضاد الحيوي المذكور آنفا - الجهاد - لاقتلاع الجرثومةمن جذورها قبل فوات الأوان.
ويقول أيضا هذا "الطبيب"المجاهد في كتابه السابق [مجموع الفتاوى: 28/355] والذي يعتبر بحقموسوعة علاجيةفذة تبغضها كل جراثيم الأرض، يقول رحمه الله : (وذلك أن الله تعالىأباح من قتلالنفوس ما يُحتاج إليه في صلاح الخَلْق، كما قال تعالى: {والفتنة أكبرمن القتل}،أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد، ففي فتنة الكفار من الشر والفسادما هو أكبرمنه).
وكأنني به رحمه الله يرد على بعض الأطباء الجهال - غفر الله لهم - ممن ينتقدون هذا"المضاد الحيوي" ويصفونه بأن له بعض الآثار السلبية كقولهم؛ أنه مر الطعم، وقد يسببللمريض بعض الحمى والعرق، وقد يحدث تعبا شديدا وسهرًا وأرقًا للمريض، وكذلك قديحدث بعض النزيف المؤقت... إلخ.
فكأنه رحمه الله يقول لهم؛ أن تلك الآثارالسلبية للمضاد الحيوي – الجهاد - مهما بلغت فلن تبلغ الآثار المدمرة للجرثومة الخبيثةنفسها، فلا بد إذا من تحمل أخف الضررين، وهذا من فقهه وتبحره في علم"الطب"رحمه الله.
وقال بقية الأطباء ومجدد "الطب" في هذا العصر الشيخ عبد الله عزامرحمه الله في وصيته للأمة المريضة وهو يحثها على تناول ذلك المضاد الفعال، فقال:(إني أرى أن كل مسلم في الأرض اليوم منوط في عنقه تبعة ترك الجهاد - القتال في سبيلالله - وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقية، وكل من لقي الله - غير أولي الضرر - دون أنتكون البندقية في يده فإنه يلقى الله آثما لأنه تارك القتال، والقتال الآن فرضعين على كل مسلم في الأرض - غير المعذورين - وتارك الفرض آثم، لأن الفرض؛ ما يثابفاعله ويحاسب أو يأثم تاركه).
وهذا القول منه رحمه الله ناتج عن اقتناعهبوجوب استعمال ذلك المضاد، وأن الأخذ به أصبح فرض عين على الأمة كلها، لأنها"مريضة" من المشرق إلى المغرب، وما من بقعة من بقاع الأرض الإسلامية إلا وأصبحت مدنسةبهذه الجراثيم القذرة، تصول بها وتجول، وتسرح وتمرح طولا وعرضا، وتعيث فسادا، قتلاوتشريدا ومسخا وقهرا، فلا تسمع إلا أنات المرضى يتوجعون ويألمون، ويتطلعون لمنيستنقذهم من براثن المرتدين فإنهم هم الوباء القاتل.
فهل آنلأمتنا المريضة المنهكة أن تلتف بكليتها حول بقية أطبائها الصادقين"المجاهدون"وتلتزم وصفتهم الشافية بإذن الله، وفيها الدواء الكافي والبلسمالشافي؛ "الجهاد فيسبيل الله"، فهو المضاد الحيوي الوحيد لجرثومة المرتدين والكفار.
"جهاد"؛ منأجل ديننا الذي ضيعه الحكام المرتدون وجعلوه ألعوبة بها يتندرون...
"جهاد"؛من أجل أعراضنا التي انتهكتها جراثيم البشر وفيروسات بني الإنسان...
"جهاد"؛ من أجل صرخات إخواننا المعذبين والأسرى، تنهشهم قطعانالكلابوالذئاب...
فمتى تخفق البنود... ويمتطي الفرسان الجياد... وينجلي ليل الذل والإستعباد؟!
ولله در "الطبيب" الشاعر حين قال:
ولقد بحثت عنالسلام فلم أجد *** كإراقة الدم بالسلاح كفيلاً
أدت رسالتها المنابر وانبرى*** صوت السلاح بدوره ليقولا
من يستدل على الحقوق فلن يرى *** مثل الحسام على الحقوق دليلا
الجهاد؛ المضاد الحيوي لجرثومة المرتدين!
[بقلم؛ صلاح أبي محمد]
يطيب لي في هذا المقال - وأنا أتحدث عما أصابنا فيالجزائر خاصة، وفي بلاد الإسلام عامة من مصائب الحكام المرتدين - أن أتطرق إلى الموضوعمن زاوية أخرى قل من طرقها... وهي أقرب منها للمنظور الطبي من الرؤية الشرعية...
فجسد الأمة المريض قد أصبح طريح الفراش، قد أنهكته الأورام، وأعيتهالآلام، فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما عاد يجدي أن يلتف حوله الأهل والخلان فيعلوالصراخ ويكثر العويل، وتُضرب الخدود وتُشَقُ الجيوب... بل لا بد من الإسراع في تشخيصالمرض وإحضار الدواء في أقرب وقت ممكن، وكفانا ما ضاع من وقت وجهد في الجري بينمحترفي الكهانة وتُجار الشعوذة.
وهاهنا سيطرح سؤال وجيه؛ فالساحة مليئةبالأطباء - المتخصصين منهم وغير المتخصصين، الشرفاء منهم وأصحاب المنافع الماديةمن المتكسبين - وأهل المريض صرحوا بأنهم جربوا الكثير من هؤلاء! وجربوا علاجاتهموأدويتهم فما نفعت ولا شفت، ووجدوها لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا، حتى كاد يصيبهمالإحباط واليأس، ولا يزال المريض يئن تحت وطأة الألم، فأين هو الطبيب الناجحوالدواء الشافي؟!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، طبيب إسلامي مشهور وله أتباع،كان يرى بعد تشخيصه للمرض وبعد الفحص الدقيق المتأني أنه يكفي إعطاء بعض الأقراصالمهدئة تسمى "الإنتخابات" وهي شبيهة بحبات "الأسبيرين"المعروفةفي الصيدليات، وهو مع كونه قد أقر - بعد تشخيصه الدقيق - أن سبب المرضهو جرثومةخطيرة اسمها "الحكام المرتدون"، إلا أنه حسب رأيه؛ يكفيحاليا تلك الأقراص المهدئة،أعني "الإنتخابات" و "الحلول السياسية"، فهيكفيلة لوحدها لاحتواء الجرثومة سياسيا وإنهاكها عبرجولات انتخابية متعددة "حرة ونزيهة"! ويتم هذا بإعطاء المريض جرعات متتالية من تلك الأقراصالعجيبة، وحسب رأيه دائما؛ فإن الجرثومة الخبيثة عندها بعض الحس الديمقراطيمما سيجعلها طبعا تعترف بهزيمتها السياسية، وبالتالي تنسحب بشرف من جسد المريض،وسيتماثل بعدها للشفاء بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!
فهذا ملخص لتجربة سيئة من العلاجات الفاشلة، وكان هذا الطبيب بأقراصه العجيبة نموذجا مننماذج الأطباء الذين خدع بهم المريض وظل يرتادهم لعشرات السنين وما جنى من علاجهمغير زيادة المرض، وما حصد من "أقراصهم المهدئة" إلا الصداع والآلام المتجددة،والجرثومة قابعة في جسده مترفة، من عروقه تقتات ومن دمه ترتع.
ويواصل أهل المريض، يسردون تجاربهم المريرة، ومنها هذا النموذجالثاني؛ وهوقصة طريفة حصلت لهم مع طبيب كان قد ذاع صيته في السنوات الأخيرة، وقدبلغهم عنه أنهطبيب "سلفي"، وأن له طريقة جديدة في العلاج، وما أدراك ماهذه الطريقة؟!
وتكمن عبقرية هذا الأسلوب الجديد في إتيان الطبيب "السلفي"بتفسير جديدلظاهرة الجراثيم في عالم الطب، فهو يعتبرها - حفظه الله - قدرًا منأقدار الله، وماتسلطت على هذا المريض إلا بذنوبه، ثم يشدد الطبيب "السلفي"المذكور في إنكاره علىبعض الأطباء "الخوارج" ممن يلجأون في علاجهم لبعض الأدويةالمهيجة للجسم البشريوالتي قد تسبب من المفاسد والمضار ما لا يعلمه إلا الله، بل قد تفوقمفاسدها ماتحدثه الجرثومة نفسها، فعليهم أن يتقوا الله في هذا المريض ويرجعواللطريقة الصحيحةالوحيدة - حسب رأيه - في العلاج، وتتمثل في توبة المريض كخطوة أولىللعلاج، ثماتباع أسلوب "التصفية والتربية" والذي من شعاراته البارزةأن "تدَعْ ما للجرثومةللجرثومة وما لله لله" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!
المهم أن أهل المريضصُدِموا أيما صدمة في هذا الطبيب الورع، وتساءلوا بجدية: أهم أمامطبيب "سلفي" أممشعوذ من أصحاب الطرق الصوفية الذين جربوهم في زمن مضى؟!
والآن دعنا من هذهالنماذج المُقْرِفة والتي ثبت للأمة إفلاسها عبر سنوات التيهوالضياع... ودعنا منأولئك الأطباء الذين ثبت أيضا للمريض بعد معاناته الطويلة تورطهم معالجرثومةلإطالة المرض مقابل لُعاعة من الدنيا تتفضل بها عليهم...
دعنا منهم ولنتحدثالآن عن نموذج حي صادق من الأطباء "المجاهدين" الذين بدأنجمهم يسطع، وصيتهم يذيع،والتفاف الأمة حولهم يزيد يوما بعد يوم، فرغم أن جراثيم الدنيا قدتآمرت عليهم هناوهناك، ورغم كثرة المؤتمرات والقمم والندوات التي أقامها أكابر الجراثيملدراسةكيفية التصدي لهؤلاء الأطباء ولدوائهم، ورغم إمكاناتهم المتواضعة ونقصوسائلهمالطبية وقلة عياداتهم المجهزة، فقط بضعة مغارات متناثرة هنا وهناك فيقمم الجبال،أو بعض الكهوف المهترئة التي يزاحمهم بها الوحوش.
رغم ذلك كله إلا أن المرضى أحبوهم وتعلقوابهم عندما خبروا صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم في محاولة شفاء المريض وخدمته، وبذلهم كلغال ونفيس لتحقيق ذلك، وكأن الله عز وجل نظر إلى قلوب هؤلاء وعلم قلة حيلتهم وضعفقوتهم، ورأى صدقهم وإخلاصهم له، فكتب لهم القبول عند الناس.
وقد أثبت الدواء الذي أتى به هؤلاء الأطباء "المجاهدون"،والذي يسمونه"الجهاد" فعالية شديدة في علاج المريض، فهم يصفونه - بكل اعتزازوثقة -؛ بأنه ليسفقط مجرد أقراص مهدئة كالتي ذكرناها آنفا، بل "مضاد حيوي"فعال يفتك بجرثومةالمرتدين والكفار فتكًا عجيبا، وهم لا ينطقون من فراغ، بل يؤكدون أنهنتيجة دراساتوتجارب وتحاليل أجريت على هذا النوع من الجراثيم، فأكدت بحوثهم بما لايدع مجالاللشك بأن هذا المضاد هو الدواء الصحيح لجراثيم كهذه، بل قد أكد جدارتهالكبيرة فيكثير من الأمراض المشابهة عبر تاريخ الأمة الإسلامية.
ويستدلون على ذلكبمثال حي في زمن التتار، حيث أصاب الأمة مرض مشابه لمرضنا هذه الأيام،فتصدى لهمجدد "الطب" في ذلك الزمن، كبير "الأطباء" شيخالإسلام ابن تيمية رحمهالله.
فقال: (كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة مع شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة منهؤلاء القوم وغيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه... فالقتال واجب حتى يكونالدين كله لله وحتى لا تكون فتنة، فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب) [مجموعالفتاوى: 28/501].
فهو رحمه الله؛ علم أن الجرثومة ليست من النوع السهل الذييمكن علاجه بأدوية تقليدية، خاصة وأن خطرها أصبح يهدد "دين" المريض علاوة على"جسده"، فلا بد إذا من المضاد الحيوي المذكور آنفا - الجهاد - لاقتلاع الجرثومةمن جذورها قبل فوات الأوان.
ويقول أيضا هذا "الطبيب"المجاهد في كتابه السابق [مجموع الفتاوى: 28/355] والذي يعتبر بحقموسوعة علاجيةفذة تبغضها كل جراثيم الأرض، يقول رحمه الله : (وذلك أن الله تعالىأباح من قتلالنفوس ما يُحتاج إليه في صلاح الخَلْق، كما قال تعالى: {والفتنة أكبرمن القتل}،أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد، ففي فتنة الكفار من الشر والفسادما هو أكبرمنه).
وكأنني به رحمه الله يرد على بعض الأطباء الجهال - غفر الله لهم - ممن ينتقدون هذا"المضاد الحيوي" ويصفونه بأن له بعض الآثار السلبية كقولهم؛ أنه مر الطعم، وقد يسببللمريض بعض الحمى والعرق، وقد يحدث تعبا شديدا وسهرًا وأرقًا للمريض، وكذلك قديحدث بعض النزيف المؤقت... إلخ.
فكأنه رحمه الله يقول لهم؛ أن تلك الآثارالسلبية للمضاد الحيوي – الجهاد - مهما بلغت فلن تبلغ الآثار المدمرة للجرثومة الخبيثةنفسها، فلا بد إذا من تحمل أخف الضررين، وهذا من فقهه وتبحره في علم"الطب"رحمه الله.
وقال بقية الأطباء ومجدد "الطب" في هذا العصر الشيخ عبد الله عزامرحمه الله في وصيته للأمة المريضة وهو يحثها على تناول ذلك المضاد الفعال، فقال:(إني أرى أن كل مسلم في الأرض اليوم منوط في عنقه تبعة ترك الجهاد - القتال في سبيلالله - وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقية، وكل من لقي الله - غير أولي الضرر - دون أنتكون البندقية في يده فإنه يلقى الله آثما لأنه تارك القتال، والقتال الآن فرضعين على كل مسلم في الأرض - غير المعذورين - وتارك الفرض آثم، لأن الفرض؛ ما يثابفاعله ويحاسب أو يأثم تاركه).
وهذا القول منه رحمه الله ناتج عن اقتناعهبوجوب استعمال ذلك المضاد، وأن الأخذ به أصبح فرض عين على الأمة كلها، لأنها"مريضة" من المشرق إلى المغرب، وما من بقعة من بقاع الأرض الإسلامية إلا وأصبحت مدنسةبهذه الجراثيم القذرة، تصول بها وتجول، وتسرح وتمرح طولا وعرضا، وتعيث فسادا، قتلاوتشريدا ومسخا وقهرا، فلا تسمع إلا أنات المرضى يتوجعون ويألمون، ويتطلعون لمنيستنقذهم من براثن المرتدين فإنهم هم الوباء القاتل.
فهل آنلأمتنا المريضة المنهكة أن تلتف بكليتها حول بقية أطبائها الصادقين"المجاهدون"وتلتزم وصفتهم الشافية بإذن الله، وفيها الدواء الكافي والبلسمالشافي؛ "الجهاد فيسبيل الله"، فهو المضاد الحيوي الوحيد لجرثومة المرتدين والكفار.
"جهاد"؛ منأجل ديننا الذي ضيعه الحكام المرتدون وجعلوه ألعوبة بها يتندرون...
"جهاد"؛من أجل أعراضنا التي انتهكتها جراثيم البشر وفيروسات بني الإنسان...
"جهاد"؛ من أجل صرخات إخواننا المعذبين والأسرى، تنهشهم قطعانالكلابوالذئاب...
فمتى تخفق البنود... ويمتطي الفرسان الجياد... وينجلي ليل الذل والإستعباد؟!
ولله در "الطبيب" الشاعر حين قال:
ولقد بحثت عنالسلام فلم أجد *** كإراقة الدم بالسلاح كفيلاً
أدت رسالتها المنابر وانبرى*** صوت السلاح بدوره ليقولا
من يستدل على الحقوق فلن يرى *** مثل الحسام على الحقوق دليلا