المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربيع عربي أم خريف



الحافظ العراقي
18-09-2011, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



ربيع عربي أم خريف



الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، والحمد لله الذي أوضح لنا معالم الدين، ومنَّ علينا بالكتاب المبين، وشرع لنا من الأحكام ما يستقيم به أمر ديننا ودنيانا، وفصَّل لنا من الحلال والحرام ما جعله على الدنيا حكماً تقرَّرت به مصالح الخلق، وثبتت به قواعد الحق، وأحكم به التدبير، فله الحمد على ما قدَّر ودبَّر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمن، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرَّط، وضلَّ ضلالاً بعيداً. والحمد لله مذل الطواغيت الظلمة، وقاصم الجبابرة الفجرة، الذين شيَّدوا سلطانهم على أشلاء الشرفاء، وبنوا حكمهم على جماجم الأبرياء، تلك الأنظمة الطاغوتية الفاسدة المتكبرة في الأرض، التي جثمت على صدور أمة الإسلام، فنهبت خيراتها، وبدَّدت ثرواتها،وكممت الأفواه، واستعبدت العباد، وسجنت الأحرار، وقتلت الأخيار؛ إنها حثالة من سلالة الخيانة، قد أخذوا الحكم إخذة خِلس، ثم باعوا الديار لأعداء الأمة بثمن بخس، فاغتصبوا الحقوق بشعارات زائفة، وعبارات فارغة، تحت حماية قوى الاستكبار من الشرق والغرب.

لقد وصلت الطغمة الحاكمة في أمصار الإسلام إلى الحكم على حين غفلة من المسلمين وبُعدٍ عن دينهم، فسُلِّط عليهم أراذلهم، وتحكَّموا بهم، فبطشوا بخيارهم بحفنة من قطعان الأمن وجلاوزة التعذيب، إلى الحدِّ الذي لم تعد شعوب الإسلام تطيق ظلمهم، فكرهتهم العباد، ومجَّتهم البلاد، فانفجرت الأمة، ونفضت عنها غبار الذل وانقشعت الغمة، وصاحت في وجه الطغاة أن ارحلوا إلى أسيادكم الذين جاؤوا بكم وحكَّموكم في رقابنا، فسقطت عروش، وأزيح رأس النظام، فمضى يقدمه الخزي، ويتبعه اللعن، ولا تبكي عليه السماء ولا الأرض. لكن الأنظمة بمراكز قواها وأدوات قمعها لا زالت رابضة على رقاب الشعوب، متحكِّمة في مصير البلاد؛ فرحلة الخلاص لا زالت في بدئها،وهي تحتاج إلى العمل الدؤوب ووحدة الكلمة والتمسك بحبل الله المتين، وأن يكون عملنا خالصاً لوجهه الكريم؛ قال تعالى: ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْنِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فبهذا نصل إلى طريق الحق والصواب، ونُمَكَّن من الله العلي القدير على دكِّ سلطان الضلال المرتبط بأعداء الأمة، والمتحكم بمراكز القوى في البلاد من الأجهزة الأمنية والإعلامية والقضائية والاقتصادية، والتي في مجموعها كانت ولا تزال الأصابع الأمينة التي تُحكِّم البلاد والعباد إلى الأعداء؛ فلما هاجت الشعوب وماجت بوجه الطغيان وهذه الطغمة الفاسدة المفسدة شعروا بالخطر على كيانهم الباغي فارتعدوا وسارعوا إلى التضحية برأس النظام، فهم كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، فتظاهروا بأنهم مع مطالب الشعب، وأنهم يسعون إلى منحه حقه، ولكنهم في حقيقة أمرهم إنما وقفوا إلى جانبه من أجل امتصاص النقمة، والمحافظة على مصالحهم، ريثما يعدُّون للثائرين المخلصين بعد ذلك جلاوزة جدداً من المتمرِّسين بسرقة الثورات وقمع الحريات، ومن الحاقدين على الإسلام وأمته، ليعاودوا من جديد الإمساك بزمام الأمور، وهكذا تُختطف ثورات المخلصين من أمة الإسلام. فسارعوا بإطاحة الرأس حفاظاً على رؤوس وأذرع في معظم مفاصل الدولة الحيوية، ريثما يأتوا بوجه من البربارة جديد، فيعطي الراحة للشعب برهة من الزمن حتى يتمكن، ثم يعاود القمع من جديد بالأصابع التي قمع بها سالفه بمراكز القوى التي ذكرنا، فإن لم يتحقق لهم ذلك على الفور فبالديمقراطية الزائفة وأساليبهم الخبيثة يعاودون التسلل إلى الحكم والتسلط من جديد باسم الوطن والوطنية والمقاومة والممانعة وشعارات الإصلاح والحرية وغير ذلك من الشعارات الزائفة خداعاً للبسطاء من أمتنا.

وإذا ما نظرنا إلى الدول الغربية نجدها مطمئنة على مصالحها بوجود تلك الأصابع الخفية المهيمنة على مراكز القوى في الأجهزة الآنفة الذكر، فهم الحارس الأمين على المصالح الغربية، والحامي لكيان اليهود الغاصب لفلسطين، فلا عجب بعد ذلك أن يشيد أعداء الإسلام من حكام الغرب في أمريكا وأوروبا وإسرائيل بتلك الثورات، ويرحبوا بخيارات الشعوب الإسلامية ويتظاهروا بتأييدها، ساخرين منهم بكلمات فارغة وتباكٍ على حقوق الإنسان التي بأصابعهم تنتهك، وما جرى ويجري في العراق وأفغانستان شاهد على ذلك. فمصالحهم لا زالت في مأمن وحصن حصين مع تلك الدعوات القومية التي شتَّتوا بها الأمة، والأصابع الماسونية اليهودية والعلمانية من أبناء جلدتنا والمتسمِّين بأسمائنا والمنتسبين زوراً وبهتاناً إلى أمتنا، وطوائف ومذاهب الأقليات التي هي عيون لهم وعون عبر التاريخ في تخريب البلاد وتضليل العباد وطمس الحقائق وتحريفها باسم الوطن والوطنية وحقوق الأقليات. لذا على الشعوب الإسلامية الذين هم أهل السنة والجماعة أن تتنبه لهذا ولا تهدأ أو تركن إلا بعد إزالة النظام بكامل مرتكزاته وأبعاده وشعائره وتنقية البلاد من الذين باعوا أنفسهم للأعداء، ونهبوا خيرات الأمة، واستبدلوا دينهم بالدرهم والدينار، وتفنَّن إعلامهم في تلميع صورة الذئاب منهم التي تنهش في جسد الأمة، فيصوِّرون الشريف من أمة الإسلام وضيعاً، والوضيع منهم شريفاً ليخرِّبوا على الأمة من جديد مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسـلم:" إنها ستأتي على الناس سنون خدَّاعة ، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيهاالأمين، وينطق فيها الرُّويبضة ". قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال:" السفيه يتكلم في أمر العامة ".

وبناء على ما تقدَّم فإن الأمة في خريفها وليست في ربيعها الزاهر، فمجرد تغيير رأس النظام لا يغيِّر من واقع الأمة شيئاً. وبعد هذا الخريف لا بد من شتاء عاصف يزيح رموز الفساد المتشبث في جذور النظام من رأسه إلى أسفله حتى يتسنَّى بعد ذلك الإصلاح على أيدي الخيِّرين من رجالات الأمة. ولا يكون هذا إلا بالتمسك بحبل الله المتين وتقوى الله والسير على خطى السلف الصالح؛ قـال تعالـى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)، فنحن أمة لا ننصر إلا بالتقوى وطاعة الله سبحانه، فالنصر مشروط بذلك لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )؛ ونصرة الله طاعته والتزام شرعه، وهذا ما وصى به خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائد جنده إلى فتوح الشام حيث قال:" احرص من تفشي المعصية بين جندك، فنحن قوم ننصر بالطاعة، فإن استويناوالأعداء بالمعصية فإنهم يفوقوننا عدداً وعدة "، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله"، وقال تعالى: ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ).

كما يجب إقصاء كل من خدم في الأنظمة الشمولية السابقة ومارس معهم القمع والتعذيب ولو أعلن توبته، وذلك لتشبّع نفسه من الفساد. وإن كان صادقاً في توبته فليكفر عن ذنوبه السابقة بالندم والانزواء على ما فرط بجنب الله وأجرم بحق أمته ولو بكلمة، فلا يجرَّب ثانية، إذ إن سابق تجربته لا تطمئن بإعادة اعتماده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يُلدغ مؤمن من جُحر مرتين "، ولكي لا نفتح باباً للمنافقين والمتلوِّنين؛ فمن مارس الخسَّة في ظرف من الظروف يُخش منه المعاودة إليها إن وجد ظرفها ومغرياتها المادية والمعنوية، ومن خان مرة يخن في كل مرة. وكذا لما التبس علينا الصادق بالتوبة والمنافق بالتقية قلنا بالأحوط والأسلم كي لا نقع بالتجارب السابقة مع أمثالهم ممن جارى الثورات والحركات السالفة، فمن صدق في توبته فعلى الله أجره فهو أعلم بما في صدره، ونوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى، فنحن نعمل بالظاهر والله يتولى السرائر ويجازي بها.

وهذا التوجه ينطبق على الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، إلا أن لسوريا ـ عـلاوة على ذلك ـ خصوصية من حيث إن النظام فيها هو نظام شمولي قمعي طائفي علوي نصيري تدثَّر بعباءة البعثيين وتحت شعار جبهة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة زوراً وبهتاناً، فهذا النظام الطائفي النصيري هو الذي بطش ونكَّل بمن أوصله إلى سدة الحكم من البعثيين، كما جزَّر بالشعب المسلم في سوريا، وعلى وجه الخصوص حماة التي أباد فيها أكثر من ثلاثين ألف مسلم عام 1982م، وعدداً مماثلاً من المفقودين، ومائة ألف أو يزيد من المشردين. ولا شك أن سقوط رأس النظام في سوريا هو سقوط لكل النظام الطائفي لارتباط بعضه ببعض. فضلاً عن ذلك فإن بسقوطه سوف تتغير معادلات في الشرق الأوسط حيث يحجِّم المد الصفوي الرافضي بقيادة إيران المجوسية التي تسعى جادة إلى الهيمنة على بلاد العرب والمسلمين عن طريق النظام السوري للوصول إلى الهلال الشيعي الرافضي المجوسي بمحاولات يائسة لتحويل البسطاء والعامة من أهل السنة إلى التشيع والرفض وهماً، وذلك عن طريق التباكي على آل البيت وادعاء محبتهم كذباً وزوراً، أو بطريق القمع والتهجير، أو بشراء ضعفاء النفوس ومرضى القلوب بالمال. لذا من أجل هذا كله نجد أن حراك الدول الغربية إزاء الحكم في سوريا خجول رغم فظاعة المجازر التي يرتكبها، وما تصريحات المسؤولين في الغرب ضد النظام إلا ضمن الصراع الأوروبي الأمريكي الصهيوني لتباين المصالح بينهم مصداقاً لقوله تعالى: ( بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايَعْقِلُونَ )، وكذا لتلميع صورتهم إزاء شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان الزائفة التي يتشدَّقون بها، وهم في الحقيقة حريصون على عدم سقوط هذا النظام رغم إخفاقه واهترائه قبل أن يجدوا بديلاً عنه يؤمن مصالحهم في المنطقة، ويحفظ لهم دولة المسخ في فلسطين، ويبعد المخلصين الأمناء عن إدارة البلاد ورعاية العباد، ويحافظوا على المد الصفوي الرافضي الذي يعيث فساداً في ديار الإسلام؛ لأنهم الأصابع الأمينة عبر التاريخ لكل غازٍ لبلاد الإسلام؛ وما غزو العراق وأفغانستان عنا ببعيد.

فلكل هذه الاعتبارات كان تطويل أمد النظام في سوريا يسير في مصلحة الغرب. أما الاستغاثة بالدول العربية أو جامعتهم فإنها صرخة في واد فلا يجرأ أحد منهم على تصريح لم يصرح به العم سام، ولايكون حراك جامعتهم إلا ضمن إملاءاته، فكبِّر على جميعهم التكبيرات الأربعة، وإكرام الميت دفنه قبل أن تفوح رائحة نتنه، ناهيك عن أن حركات التحرر وعودة سلطان الإسلام الذي يوحد الأمصار يشكِّل خطراً على سلاطين الفساد، ويقوِّض عروشهم، ويقضي على تسلطهم على رقاب العباد وسرقة خيرات البلاد.

وأخيراً لقد أصمت آذاننا صرخات نسمعها من هنا وهناك من أعداء الإسلام في الشرق والغرب أن أبيدوا الإسلام وأهله بحجة الإرهاب الذي هم صانعوه، وهم يصرحون بأن هذه الثورات خريف عربي يجب أن يأتي بعده شتاء عاصف يقصون فيه كل مخلص انتفض في وجه الظلم والطغيان ويبعدونه عن ريادة الأمة، ليتوصلوا بعد ذلك إلى ربيع زاهر لهم بإبادة الإسلام وأهله، وتأمين مصالحهم بالتحكم بالبلاد والعباد ونهب خيراتهم، بكل غطرسة وكفر وحقد على أمة الإسلام؛ وقد صرَّح بهذا الحقد والعداوة قادة ديار الكفر قديماً الجنرال غورو عندما دخل دمشق منتصراً بعد معركة ميسلون حيث زار قبر صلاح الدين وقال مخاطباً: ها قد عدنا يا صلاح الدين! وحديثاً قال بوش الأب في حربه على العراق سنة 1991م: لن نسمح بعد اليوم بأن يتدخل الإسلام في استراتيجية العالم، وقال بوش الصغير أيضاً عند بدء غزوه للعراق سنة 2003م: لقد بدأت الحروب الصليبية.

ونحن أيضاً نعتبر اعتبارهم بأننا في خريف تساقطت فيه بعض الرؤوس من رموز الضلال وأعداء الإسلام، إلا أنه سيأتي بعده شتاء عاصف نقطع به بحول الله وقوته وعونه أصابع وأيدي المستعمر بكامل أشكاله ومرتكزاته في ديار الإسلام، ونأتي بالمخلصين الشرفاء حكاماً وأمراء يوحِّدون بلاد الإسلام والمسلمين وهم أمناء على مقدراتنا وديننا، لنصل إن شاء الله إلى ربيع إسلامي زاهر بعد ذلك، وما النصر إلا من عند الله العلي القدير، والله الموفق إلى الصواب.

صدام العرب
19-09-2011, 11:31 PM
إن الحاكم، أي حاكم، إذا وجد في داخله وداخل شعبه طاقة كامنة يمكنه أن يطلقها، ولا يمتلك، وليس لديه قدرة تصور الأفضل، ومنها مؤهلات البناء وفعل الخير ومعانيه، غالبا" ما يطلقها بمعان مناقضة للخير والمحبة والإنصاف أو البناء، فتجيء طاقة تدميرية في علاقاته بالأمم والشعوب، وبخاصة الشعوب. إن الأمم والشعوب بنات تاريخها الخاص والعام.
بالنظر إلى الثورات العربية مستندين إلى الخصائص الخاصة لشعبنا، ولمن آذى شعبنا، لوجدنا الإجابة مقنعة، ولوجدناها تفسر لنا جوهر ما يسجله المنصفون من معان إيجابية لشعبنا، وما يسجلونه على الذين آذوه في الماضي، ويؤذيه آخرون، كلما حضرت في أنفسهم الخصائص المشتركة مع رعيل الماضي المتصل بتأريخه في شعبهم، رغم اختلاف الزمن بين ما مضى وما هو حاضر.
لذلك عندما نرى القمة ونتيقن من صدق وأمانة الحداة، مع شروط أخرى معروفة، تغذ السير إليها، وتتربع هناك فوقها، فتصبح الفنار الأعلى بين محيطها، ويصبح إشعاعه مرئيا من مسافات بعيدة، تتوضأ منه شعوب كثيرة، وتهتدي إذا ما ضلت طريقا، وأناس آخرون تدفعهم الغيرة، والحسد، والشعور بالعجز، ونقائصهم إلى الهياج المسعور الذي يستحضر غريزة العدوان والتدمير ليقعدوا على الإطلال ويتصوروها القمة الأعلى، أو حيثما تصورت الأنانية القائلة أن إمكانية السير باتجاه عام واحد ومشترك، للمصالح لا تجد طريقها إلى توافق بين قمة ومستوى آخر من الوصف، فيحصل عند ذلك التصادم، ولان الوصول إلى القمة بسلوك طريق العمل والمعاني العالية، هو حالة متكررة في تاريخ الأمة، بل هي الحالة اللائقة بالأمة.
ثورةَ الطرازِ الجديد في الحياةِ العربيةْ ، وحياة الانسانية ، فيما هو ضروري، بعــد أَن أصبحت إنجازاتها الاساسية معروفَة لـدى من يتابِعُ حقيقتها، ومستوى الصمود الاسطوري لشعوب الحضارات والذُرى ، يفصحانِ ، بأعلى ما ينبغي للبلاغة من معنى ، عن مستوى ما يطَمئن ابناءَ امتنا المجيدة العظيمة ، واصدقاءنا في العالم ، إلى أَن ثورةَ الطرازِ الجديد مستمــرة وراسخــةْ، وشعبها اصيل ، وفرسانها اصلاء ، امناء على العهد والوعد ، وأنها وسطَ المستقبلِ مزهوة ، ومزدهرة، واعدة، ناهلة من صفاتها المعروفة وسطَ الحاضر..
دائما ، ثَمةَ دروس غنية في التاريخ، تؤشر ، باستحضارِها ، جانبا مما هو ممكن ، وغير ممكن ، عنِ الحاضر ، في الوقت الذي تنشطُ الهمة والايمان في تهيئة القدرة ، أو استنفارِها ، لتؤدي دورها ، وفق الاطارِ والتوقيت المناسبين. اجتمع ممثلو سبع دول عربية في بلودان عام 1945 ، وأسفر الاجتماع عن تأسيس الجامعة العربية، وقد آستمرت الجامعة العربية، منذ ذلك التاريخِ ، حتى الان ، رغم أَن الذين قَرروا ذلك هم ممثلُو سبعِ دول فقطْ هي، الدول التي كانت مستقلة آنذاك، وليس ممثلِي آثنتين وعشرين دولة وكيانا ، كما هو حال عناوين التقسيم السياسي ، أو السياسي والدستوري ، لوطن آلامة الان... ورغم أن مداخلات اجنبية ، انكليزية وفرنسية ، بصورة خاصة ، جرت في حينه لجعل تشكيل الجامعة العربية بديلا عن الوحدة العربية، التي كانت الجماهير العربية ترفع شعاراتها بِقوة، وتدعو إليها ، وتهز كراسي الحكمِ بها ، وبقايا الاستعمارِ في الوطنِ العربِي الكبير ، لم يستطع الاستعمار القديم أَن يتحكم في مســارِها اللاحق، لان الجماهير القومية ، وشعاراتها ونضالهـا العظيمين ، كانت باتجاه مضاد لارادة الاستعمار ، وهكذا حافظَ الحال على الجامعة العربية ، وأَبقى قدرا من الحماسة قائما لعقد مؤتمراتها ، بِما في ذلك مؤتمرات القمة منها.. ولَو لم يكن موقف الجماهيرِ العربية بِهذا الوصف لألْغيت الجامعة العربية ، في مراحل سابقة من مسارها ، بعد أَن فشل الاجنبي في أَن يجعل منها مشروعا استعمارِيا قابلا للانجاز كبديل عن الوحدة العربية الغراء.
إذا فهي نسمة هبت علينا، كانت كغضب حليم هي، أو بسمة طفل يناجي أمه، أو يداعب نفسه، منتشياً بالحياة، أو بسملة ناسك يعبد الله، عبادة الحب العظيم.. غرفت تلك النسمة من بحر القدرة العظيم، بعد ان سهل صاحب القدرة العظيم، الرحمن الرحيم ذلك، فكانت غيثاً رحوماً.. غيثاً تساقط مدراراً على أرضه العطشى، فاستنفرت الآبار المعطلة قعرها، لتتدفق المياه على ما حولها، ودبت الحياة في كل شيء حي، وأزيح عن الميدان كل شيء ميت، ومع المطر ـ الغيث، كانت الريح لواقح.. أرسلت نسيمها، الذي عجلت حركته اهتزاز جذوع النخيل، فتناثر الطلع على أفنان كل نخلة، ومثله أرسل على كل شجرة ونبتة.. فكانت الحياة التي انسابت من بعد أن أحيت العروق، ودبت في كل ما يمكن تصوره موطن حياة..
الا يلقح الطلع النخيل ، ليتساقط من بعده الرطب جنياً!..
هكذا هي الثورة: شحنة ضوء أرادها الله لقاحاً لكل ما هو قابل ليكون، فكانت الولادة بعد حمل رصين بمولوده، مرت به الأيام والسنون، وكاد المرء يفقد قدرة ان يكون، لولا أن جعل الثوار كل شيء ممكناً، فهل يمكن ان يعطش من يقف على حافة نهر!.. أليس مستغرباً ان لايصلي من يبيت في معبد!.. وهل يمكن ان يكون مقبولاً من تكون له قدرة، ولايفيد عائلته، أو نفسه، أو أياً من أبناء جلدته!
هكذا اجتمع كل شيء وحال بعد ان كانا معزولين عن كل شيء وحال.. ومع اجتماعها، حصل التفاعل العظيم عندما حضر العامل المساعد، وعلى ذات القاعدة يستمر، لتدوم الحياة وفق ما تريده الشعوب من وصف، بعد أن يأذن به، الرحمن الرحيم، ليشمخ البناء، وتسترد العافية، وتتحقق الولادة مستكملة كل شروطها..
وهكذا ، أيضاً، ينتصر الشعب والأمة، وينهزم الاشرار.. وينتصر الأحرار الأماجد والماجدات على الغزاة.. والله من وراء القصد.

صقر الهرامسه
20-09-2011, 05:56 AM
تسلم اخي الفاضل الحافظ العراقي المحترم
لاهنت اخي الكريم الموضوع في الصميم اللهم عجل بالمنصور بالله المهيب القائد اميرالمؤمنين صدام حسين المجيد حفظه الله وحماه

صقر الهرامسه
20-09-2011, 06:11 AM
تسلم قائدنا الفاضل صدام العرب المحترم
لاهنت سيدي علـ المقال العظيم واللبيب بالاشارة يفهما بارك الله فيك سيدي الكريم

salah71
20-09-2011, 09:35 PM
الحمد لله رب العالمين أولاً وآخرا ظاهراً وباطناً عليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل
نعم أستاذاي الكريمين الحافظ العراقي وصدام العرب
هي ثورة ضد الظلم والطغيان من قبل القادة الذين تخلوا عن وصفهم كقادة حينما تخلوا أولا ًعن مسؤلياتهم تجاه شعوبهم بالداخل القطري لكل قطر وحينما تخلوا ثانياً عن مسؤلياتهم تجاه الجرح النازف في خصر الأمة العربية والإسلاميه منذ ما يقارب السبعة عقود ( فلسطين السليبه) .

ولقد كبرت عليهم جميعاً أربع تكبيرات بعدما إطلعت علي المحاولة الأخيرة من المنصور بالله أمير المؤمنين صدام حسين المجيد لوضعهم أمام مسؤليتهم (كقاده) تجاه فلسطين وتحريرها بتاريخ العشرين من رجب /1421 للهجرة الموافق للسابع عشر من تشرين الأول/2000 للميلاد أمام مؤتمر القمة العربي غير الإعتيادي بالقاهرة وكبرت أربع تكبيرات كذلك على قادة دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذين وضع أمامهم أمير المؤمنين أمانة تحرير فلسطين بتاريخ في الثلاثين من رجب 1421 للهجرة الموافق للسابع والعشرين من تشرين الأول 2000 في مؤتمر القمة الإسلامي التاسع


النص الكامل لأخطر خطابين للرئيس صدام حسين : أعلن فيهما وجود خطة متكاملة لتحرير فلسطين (http://www.baghdadalrashid.com/vb3/showthread.php?19847-النص-الكامل-لأخطر-خطابين-للرئيس-صدام-حسين-أعلن-فيهما-وجود-خطة-متكاملة-لتحرير-فلسطين)



http://www.baghdadalrashid.com/vb3/showthread.php?19847


أقول لقد كبرت عليهم جميعاً أربع تكبيرات لأنه لم يستجيب منهم أحد ( 21 رئيس عربي + باقي رؤساء الدول الإسلاميه غير العربية) لدعوة أمير المؤمنين صدام المجيد ، بل والأشرار من هؤلاء (القاده) تآمروا عليه والباقين من هؤلاء (القاده) إعتبروا الجبن سياسه وكياسه في ظل النظام العالمي الجديد!!
لذلك فلا يمكن تصنيف الحراك الحالي لشعوب الأمة العربية في سياقه العام إلا على أنه شيء إيجابي في تاريخ الأمة العربية الإسلامية .
ومع ذلك يجب أن نكون في يقظه من الخلط الذي يمارسه العدو الخارجي الصليبي الصهيوني الصفوي الذي يبغيها ( فوضى خلاقة !! ) لتقسيم المقسم وتجزييء المجزأ على أسس عرقية وطائفية مقيته تحول الوطن العربي إلى أشلاء لا سمح الله .

وحتي يكتمل سياق ما فصلته أخي الحافظ العراقي وأخي صدام العرب
أضيف هنا هذين المقالين من شبكة البصرة



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


المخاض العربي.. سياقاته.. تجلياته.. ومآلاته!!

شبكة البصرة
اسماعيل ابو البندوره
اننا نتأمل في المخاض العربي المتلاطم الملبّد الراهن ونتمعن في معطياته، ولكننا لانفترض مقدما التباسه وانسداده او انطوائه على مؤامرة، ولا نتعقب اخطائه وتعرجاته، ولاالشبهات التي تدور حوله وفي مداراته. وعلى خلاف ذلك فاننا نرى فيه افقا ونسقا، وبعدا جديدا من ابعاد هذا المخاض العربي التاريخي الطويل، لايمكن ولا يجوز مصادرته أو وضع الفيتو عليه وعرقلة اندفاعه تحت أي مبررات أو حجج، وملاحقته بالشبهات والمواقف الاعتراضية المشككة، وتحميله جريرة ما ظهر من الاغراض المشبوهة المدبّره في العتمة، عتمة الداخل المنهار، وعتمة الخارج المتربص.
اننا نحاول بكل مانملك وما نعي وندرك، أن ندخل الى قراءة هذا المخاض من زوايا اخرى مشروعة غير زاوية المؤامرة، فيها من الامل والتفاؤل، وفيها من الاحتراس المعرفي والسياسي المطلوب في مثل هذه الحالات والمحن والمخاضات، وفيها قطع وانقطاع وتجابه بدهي وابتدائي مع السلطة العربية التي وضعت ذاتها ومنذ امد بعيد في المدارات الاستعمارية والصهيونية، وانشأت لهذه الغاية اوطانا وشعوبا مفترضة وبديلة وموازيه من المافيات والعصبات والعصابات، واصبحت عمياء لاترى الا هذه الزبائن المتلمظة من المرتزقة التي تلتف حولها والتماعات لاقطات السفارات التي تملك الحل والعقد، وتؤشر الى مايجب ومالايجب.
لقد انشأ المخاض العربي الكبير في مساراته وسياقاته، تراكما هائلا من الاحتقانات والتراكمات السلبية التي لم تنفكّ تنذر بكل الوان العواصف والانقلابات والتداعيات،اذ لم يكن سهلا أن تجهض وتستباح امة مثل الامة العربية، أو أن يضعها حكامها في خدمة مشاريع الاستعمار والصهيونيه بهذا الرخص والافراط والتفريط،حيث أنشأ ذلك انجراحا هائلا وعميقا في الذات العربية،جعلها دائما في محنة ومخاض، ولم يفتح لها دروب الثورة والتغيير، لابل رسّخ فيها وفي وعيها، أن هذا من المستحيلات واضغاث الاحلام، وباعد بين ما ارادت وأراد قادة نهضتها، وهكذا تبدت لنا فيما نراه في المرحلة الراهنة على انها في بعض حالاتها، انتفاضة الأنفس المبتورة والمنجرحة وهي تحاول أن تقف في وجه هذا المدّ السلطوي الاستبدادي الظالم و الظلامي، وأن تحاول محاولة جديدة في مدار الثورة والنهضة علها تبقى داخل التاريخ لاخارجه.
اذن لماذا علينا أن نتصور كل مايحدث على أنه مؤامرة أو أطياف مؤامرة وحسب؟ ولماذا علينا أن نبقى في دائرة الوهم ولا نرى الحقائق جميعها على الارض؟ ونسأل من الذي يصنع هذه المؤامرات وكيف ولماذا؟ ولماذا لانرى أو نتأمل في الواقع العربي الراهن ونسأل عما اذا كان بحاجة الى التغيير بوجود المؤامرة او بغيابها،أم ان علينا المحافظة علية كما هو بعجره وبجره خوفا من المؤامرة المفترضة؟ وأي مؤامرة اكبر واسوأ من مؤامرة الحكام والانظمة على الاوطان والامة في العقود الاخيرة، قبل الحديث عن مؤامرة الخارج؟
وهذه اللماذات اصبحت تتردد في كل لحظة وتتزايد كل يوم، وتبحث عن جواب شاف، يزيل الاقنعة والالتباسات، ويخرج الناس من الضلال واليأس والتردد، ويضعهم في مدارات القدرة والارادة والانتفاض، اذ لايجوز أن تبقى الامة وشعبها في دائرة الانتقاص أو الاتهام، كلما حاولت أن تفك قيودها وتتجاوز ثقافة الخوف والخنوع، وتندفع نحو التغيير، ولايجوز تصور كل ماتفرزه من خيارات ومبادرات شعبية على أنها تنطوي أو يجب أن تجير لحساب المؤامرة الخارجية وغاياتها الشيطانية، وغض النظر عن حقيقة أن الداخل المتآكل والاستبدادي يستدعي الخارج بالضرورة ويفتح له الدروب على وسعها.
وبقدر مانؤكد على هذا الجانب الايجابي في الامة من انها صاحبة قرار واقتدار، وصاحبة مبادرة وخيار، فاننا نعرف حقيقة التحدي الخارجي واخطاره، ومايدبره هذا الخارج من مؤامرات، ونعرف قدراته وامتداداته في الوطن العربي، ونعرف طرقه في التلاعب بالعقول ونسمع مكبرات صوته في الوطن العربي، ونعرف أنه يدخل شريكا (مضاربا أو اصيلا) في هذا الحراك العربي الذي اصبح ملتبسا في بعض جوانبه وتجلياته، ونعرف ايضا خطورة مايقوم به وعينه المفتوحة على النفط والمحافظة على تفوق الكيان الصهيوني اولا واخيرا، ونعرف ايضا أن السأم المّ به من اصدقائه واتباعه البررة في الوطن العربي، وانه يسعى الى محاولة تجديد الاطقم التابعة على طريقته لاعادة انتاج نفوذه وهيمنته. كل ذلك نعرفه وندركه وعانينا منه الأمرين في العراق وفلسطين وغيرها من اقطار الامة، الا أن ذلك كله لايجعلنا نقف في وجه موجة الغضب والانتفاض العربي الراهن أو أن نقلل من اهميتها وضرورتها، ونؤمن بأن من يعي ضرورة الحرية وضرورة التمرد على الاستبداد، ويقدم روحه الآن دفاعا عن قيمه ومبادئه وحريته، لايمكن أن يكون بأي حال موضوعا أو أداة لمؤامرة أو ايعازات من الخارج، انه الآن يعبر عن موقف جديد وحالة جديدة في الامة، قد تتعثر وتتناوشها الالتباسات والتناقضات، ولكنها في مسراها ومجراها تسير في الطريق التاريخي الصحيح لأمة كان مضمون تاريخها هو ثورتها الدائمة والمستمرة على اعداء الداخل والخارج ,
المطلوب الآن من كل قوى النهضة والثورة في الوطن العربي، وبدلا من الاستغراق في السجالات والاشكاليات الزائفة المدمرة والمتهافتة، أن تعمل على حماية الحراك العربي من المؤامرة، وأن تقف بوجه المؤامرة من خلال التمييز المعرفي والسياسي الدقيق بين مايريده الشعب من خيارات وماتريده المؤامرة من غايات، بين الثأر من السلطات الغاشمة والاوضاع الجائرة، وضرورة الوقوف بوجه التدخل الخارجي. الحراك العربي يحتاج الى افق وبرنامج وقيادات، حتى يتدبر امره ولا يفقد بوصلته، وهذه مهمة من يرون فيه طريقا الى الحرية، وخطوة نحو المستقبل، والحراك العربي في نهاية المطاف هو نقطة ايجابية ومضيئة في هذا المخاض العربي الصعب، يمكن أن تتحول الى انعطافة في هذا التاريخ الواقف المستكين، أو تكون سياقا اشكاليا و ناقصا في سياقات هذا المخاض الذي نراه صعبا في كل الاحوال، وفي كلا الحالتين فان الامر ليس بالغريب، ولا هو ضد العقل، أو خارج سياقات المخاض العربي في دلالاته وتجلياته التاريخية المزمنة!!


شبكة البصرة
الاحد 20 شوال 1432 / 18 أيلول 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس



http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0911/bndora_180911.htm


__________________________________________________ _





بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل الخيانة أصبحت وجهة نظر؟
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات

في هذا الزمن العربي الرديئ باتت الخيانة وجهة نظر، والاستعانة بالعدو بوابة صداقة، ومطلب حرية واشاعة ديمقراطية، لعملاء وخونة ومأجورين، يلهثون وراء السلطة المغموسة بالذل والعار والهوان، وقد برز لدينا اكثر من كرزاي، لافي العراق فحسب، ولا في ليبيا من بين ثوار النيتو، ولن تكون سوريا بعيدة عن كرزاي جديد، والحبل على الجرار، وحجة المدافعين لمواقف الخيانة هذه، ان الانظمة العربية هي المسؤولة عن ما توصلنا اليه، وهي حجة الموتورين الذين لا يملكون من قدراتهم العقلية وزن ذرة، فان النظام ايا كانت ممارساته لا تبرر الخيانة، فالخيانة اكبر بكثير من سطوة النظام، ولا يمكن ان تعالج عملية الخلاص من المعاناة بالخيانة، بدلا من النضال والاستمرار فيه، حد الوصول الى تحقيق الاهداف الوطنية.
الخيانة ظاهرة موجودة في كل زمان ومكان، ولكنها لن تكون وجهة نظر، يمكن الدفاع عنها،وتجد لها من يحاور في سبل تبريرها، ومشروعية اصحابها، فكيف يمكن استبدال الرمضاء بالنار؟، فالذين يقدمون عليها للخلاص من سطوة النظام، يمارسون بيع الوطن والمجتمع لاعداء الوطن والشعب، فما من عدو يمكن ان يقدم المساعدة لسواد عيون احد، بل من اجل خدمة مصالحه، فقد يجادل البعض ان في مقدور هؤلاء الخونة والعبيد والمأجورين ان يفصلوا بين ما يمكن ان يمارسوه في السلطة، بعيداً عن توجيهات اصدقائهم الذين قدموا لهم خدمة الخلاص من النظام، فهل من المعقول ان يجادل العبد في وجه سيده، وهل يجرؤ الخائن ان يمارس الفضيلة، وهو الذي اغتسل بمياهها الآسنة؟.
النظام العربي الرسمي لايستحق الدفاع عنه، وهو سبة في وجه الانسانية، وقد بات نتناً وملفوظاً بكل نبضة حياة فيه، فلم يكتف بالفشل في تحقيق التنمية والامن، بل اصبح واحداً من عوامل التآمر على الأمة، بل هو اكبر عقبة في وجه التقدم والرقي لهذه الامة، ولن يكون في مقدوره ان يعيد تركيب نفسه من جديد، فاعضاؤه غير قابلة للحياة، وهي غير قادرة على الحركة، لا بل هو تعطيل لاية حركة بالاتجاه الذي يخدم الوطن والامة.
ليس هناك من بديل امام الجماهير العربية الا طريق واحد، هو طريق النضال السلمي الديمقراطي، وابتكار وسائل وطرق نضالية جديدة، في الضغط على النظام حد تركيعه، وانتزاع الحقوق الجماهيرية من بين يديه، ورغم مافي هذا الاسلوب من حاجة للزمن وتحمل للمعاناة، فهي الطريق الوحيدة التي تدرب المناضلين على الصبر والتحمل، وعلى ابتكار الحلول والوسائل القابلة على انتاج الطاقة الكامنة لدى ابناء الشعب، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن فيها ان تكتسب في كل يوم مساحة من المناصرين والاصدقاء، وتحييد كل الذين يفكرون بدفاعهم عن النظام انهم يدافعون عن انفسهم، حتى يتم تضييق الخناق على النظام فينهار، وعندها لن يخسر الوطن اياً من منجزات ابنائه، ولن يتم سرقة ثروته، ولا تمزيق نسيجه الاجتماعي، ولن تكون هناك حروب اهلية دموية تأكل الاخضر واليابس.
ان ما اشرت اليه في استخدام اسلوب طريق النضال السلمي الديمقراطي، يبعد الوطن عن حالة التشرذم، ويقف في طريق الطامحين للقفز على السلطة، كما حصل في العديد من الانقلابات العسكرية، ولن نحقق ما نردده دوما ان الثورة يقوم بها الشرفاء، ويقطف ثمارها الانتهازيون، لان التغيير المنشود يبنى على ارض هادئه، بلا عنف ولا قتل ولا تدمير، ولا اصطياد في المياه العكرة، ولا من خلال ركوب دبابة امريكية ولا صاروخ النيتو، لان الخيانة لم ولن تكون في يوم ما بديلاً عن الثورة، ولا هي طريق للاصلاح والتغيير، وكل الذين يدافعون عن ممارستها باعتبارها وجهة نظر هم من الطابور الخامس، المنغرسة جذوره في النفوس المريضة.
الخيانة مرض قاتل يأتي على الوطن والمواطنين، ولا يحقق حرية ولا ينتج ديمقراطية ولا يمنح حقوقاً انسانية، لانه لا يجد من المواطنين احداً حتى يحقق له اياً من شعارات الغرب الامبريالي، التي يتم تسويقها علينا، من خلال المدفع والدبابة والصاروخ بالقتل والتدمير، وفرسان الخيانة هؤلاء سيكونون مطية لاحتلال الوطن، واستعباد المواطنين باثواب وملابس وطنية مستعارة، لا تكاد تكشف عوراتهم، وبدلاً من الخلاص نجلب الاستعمار بايدينا، وبادوات نحن نجترحها تحت ذريعة الخلاص، ومن اجل تسويق الغرب لشعاراته، التي اكتشفنا زيفها منذ زمن طويل، لم نعان من اصحابها الا التفتيت والتمزيق، وغرس الكيان الصهيوني كخنجر في قلوبنا، واحتلال العراق جمجمة امتنا، بالاضافة الى نهب ثروتنا، والوقوف في طريق وحدتنا وحريتنا وتحقيق العدالة بين ابنائنا.
dr_fraijat@yahoo.com

شبكة البصرة
الاحد 20 شوال 1432 / 18 أيلول 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس



http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0911/qaleb_180911.htm

ماهر علي
20-09-2011, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




ربيع عربي أم خريف



الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره، والحمد لله الذي أوضح لنا معالم الدين، ومنَّ علينا بالكتاب المبين، وشرع لنا من الأحكام ما يستقيم به أمر ديننا ودنيانا، وفصَّل لنا من الحلال والحرام ما جعله على الدنيا حكماً تقرَّرت به مصالح الخلق، وثبتت به قواعد الحق، وأحكم به التدبير، فله الحمد على ما قدَّر ودبَّر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمن، ودنو من الساعة، وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرَّط، وضلَّ ضلالاً بعيداً. والحمد لله مذل الطواغيت الظلمة، وقاصم الجبابرة الفجرة، الذين شيَّدوا سلطانهم على أشلاء الشرفاء، وبنوا حكمهم على جماجم الأبرياء، تلك الأنظمة الطاغوتية الفاسدة المتكبرة في الأرض، التي جثمت على صدور أمة الإسلام، فنهبت خيراتها، وبدَّدت ثرواتها،وكممت الأفواه، واستعبدت العباد، وسجنت الأحرار، وقتلت الأخيار؛ إنها حثالة من سلالة الخيانة، قد أخذوا الحكم إخذة خِلس، ثم باعوا الديار لأعداء الأمة بثمن بخس، فاغتصبوا الحقوق بشعارات زائفة، وعبارات فارغة، تحت حماية قوى الاستكبار من الشرق والغرب.

لقد وصلت الطغمة الحاكمة في أمصار الإسلام إلى الحكم على حين غفلة من المسلمين وبُعدٍ عن دينهم، فسُلِّط عليهم أراذلهم، وتحكَّموا بهم، فبطشوا بخيارهم بحفنة من قطعان الأمن وجلاوزة التعذيب، إلى الحدِّ الذي لم تعد شعوب الإسلام تطيق ظلمهم، فكرهتهم العباد، ومجَّتهم البلاد، فانفجرت الأمة، ونفضت عنها غبار الذل وانقشعت الغمة، وصاحت في وجه الطغاة أن ارحلوا إلى أسيادكم الذين جاؤوا بكم وحكَّموكم في رقابنا، فسقطت عروش، وأزيح رأس النظام، فمضى يقدمه الخزي، ويتبعه اللعن، ولا تبكي عليه السماء ولا الأرض. لكن الأنظمة بمراكز قواها وأدوات قمعها لا زالت رابضة على رقاب الشعوب، متحكِّمة في مصير البلاد؛ فرحلة الخلاص لا زالت في بدئها،وهي تحتاج إلى العمل الدؤوب ووحدة الكلمة والتمسك بحبل الله المتين، وأن يكون عملنا خالصاً لوجهه الكريم؛ قال تعالى: ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال تعالى: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْنِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فبهذا نصل إلى طريق الحق والصواب، ونُمَكَّن من الله العلي القدير على دكِّ سلطان الضلال المرتبط بأعداء الأمة، والمتحكم بمراكز القوى في البلاد من الأجهزة الأمنية والإعلامية والقضائية والاقتصادية، والتي في مجموعها كانت ولا تزال الأصابع الأمينة التي تُحكِّم البلاد والعباد إلى الأعداء؛ فلما هاجت الشعوب وماجت بوجه الطغيان وهذه الطغمة الفاسدة المفسدة شعروا بالخطر على كيانهم الباغي فارتعدوا وسارعوا إلى التضحية برأس النظام، فهم كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، فتظاهروا بأنهم مع مطالب الشعب، وأنهم يسعون إلى منحه حقه، ولكنهم في حقيقة أمرهم إنما وقفوا إلى جانبه من أجل امتصاص النقمة، والمحافظة على مصالحهم، ريثما يعدُّون للثائرين المخلصين بعد ذلك جلاوزة جدداً من المتمرِّسين بسرقة الثورات وقمع الحريات، ومن الحاقدين على الإسلام وأمته، ليعاودوا من جديد الإمساك بزمام الأمور، وهكذا تُختطف ثورات المخلصين من أمة الإسلام. فسارعوا بإطاحة الرأس حفاظاً على رؤوس وأذرع في معظم مفاصل الدولة الحيوية، ريثما يأتوا بوجه من البربارة جديد، فيعطي الراحة للشعب برهة من الزمن حتى يتمكن، ثم يعاود القمع من جديد بالأصابع التي قمع بها سالفه بمراكز القوى التي ذكرنا، فإن لم يتحقق لهم ذلك على الفور فبالديمقراطية الزائفة وأساليبهم الخبيثة يعاودون التسلل إلى الحكم والتسلط من جديد باسم الوطن والوطنية والمقاومة والممانعة وشعارات الإصلاح والحرية وغير ذلك من الشعارات الزائفة خداعاً للبسطاء من أمتنا.

وإذا ما نظرنا إلى الدول الغربية نجدها مطمئنة على مصالحها بوجود تلك الأصابع الخفية المهيمنة على مراكز القوى في الأجهزة الآنفة الذكر، فهم الحارس الأمين على المصالح الغربية، والحامي لكيان اليهود الغاصب لفلسطين، فلا عجب بعد ذلك أن يشيد أعداء الإسلام من حكام الغرب في أمريكا وأوروبا وإسرائيل بتلك الثورات، ويرحبوا بخيارات الشعوب الإسلامية ويتظاهروا بتأييدها، ساخرين منهم بكلمات فارغة وتباكٍ على حقوق الإنسان التي بأصابعهم تنتهك، وما جرى ويجري في العراق وأفغانستان شاهد على ذلك. فمصالحهم لا زالت في مأمن وحصن حصين مع تلك الدعوات القومية التي شتَّتوا بها الأمة، والأصابع الماسونية اليهودية والعلمانية من أبناء جلدتنا والمتسمِّين بأسمائنا والمنتسبين زوراً وبهتاناً إلى أمتنا، وطوائف ومذاهب الأقليات التي هي عيون لهم وعون عبر التاريخ في تخريب البلاد وتضليل العباد وطمس الحقائق وتحريفها باسم الوطن والوطنية وحقوق الأقليات. لذا على الشعوب الإسلامية الذين هم أهل السنة والجماعة أن تتنبه لهذا ولا تهدأ أو تركن إلا بعد إزالة النظام بكامل مرتكزاته وأبعاده وشعائره وتنقية البلاد من الذين باعوا أنفسهم للأعداء، ونهبوا خيرات الأمة، واستبدلوا دينهم بالدرهم والدينار، وتفنَّن إعلامهم في تلميع صورة الذئاب منهم التي تنهش في جسد الأمة، فيصوِّرون الشريف من أمة الإسلام وضيعاً، والوضيع منهم شريفاً ليخرِّبوا على الأمة من جديد مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسـلم:" إنها ستأتي على الناس سنون خدَّاعة ، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيهاالأمين، وينطق فيها الرُّويبضة ". قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال:" السفيه يتكلم في أمر العامة ".

وبناء على ما تقدَّم فإن الأمة في خريفها وليست في ربيعها الزاهر، فمجرد تغيير رأس النظام لا يغيِّر من واقع الأمة شيئاً. وبعد هذا الخريف لا بد من شتاء عاصف يزيح رموز الفساد المتشبث في جذور النظام من رأسه إلى أسفله حتى يتسنَّى بعد ذلك الإصلاح على أيدي الخيِّرين من رجالات الأمة. ولا يكون هذا إلا بالتمسك بحبل الله المتين وتقوى الله والسير على خطى السلف الصالح؛ قـال تعالـى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)، فنحن أمة لا ننصر إلا بالتقوى وطاعة الله سبحانه، فالنصر مشروط بذلك لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )؛ ونصرة الله طاعته والتزام شرعه، وهذا ما وصى به خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائد جنده إلى فتوح الشام حيث قال:" احرص من تفشي المعصية بين جندك، فنحن قوم ننصر بالطاعة، فإن استويناوالأعداء بالمعصية فإنهم يفوقوننا عدداً وعدة "، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله"، وقال تعالى: ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ).

كما يجب إقصاء كل من خدم في الأنظمة الشمولية السابقة ومارس معهم القمع والتعذيب ولو أعلن توبته، وذلك لتشبّع نفسه من الفساد. وإن كان صادقاً في توبته فليكفر عن ذنوبه السابقة بالندم والانزواء على ما فرط بجنب الله وأجرم بحق أمته ولو بكلمة، فلا يجرَّب ثانية، إذ إن سابق تجربته لا تطمئن بإعادة اعتماده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يُلدغ مؤمن من جُحر مرتين "، ولكي لا نفتح باباً للمنافقين والمتلوِّنين؛ فمن مارس الخسَّة في ظرف من الظروف يُخش منه المعاودة إليها إن وجد ظرفها ومغرياتها المادية والمعنوية، ومن خان مرة يخن في كل مرة. وكذا لما التبس علينا الصادق بالتوبة والمنافق بالتقية قلنا بالأحوط والأسلم كي لا نقع بالتجارب السابقة مع أمثالهم ممن جارى الثورات والحركات السالفة، فمن صدق في توبته فعلى الله أجره فهو أعلم بما في صدره، ونوكل أمره إلى الله سبحانه وتعالى، فنحن نعمل بالظاهر والله يتولى السرائر ويجازي بها.

وهذا التوجه ينطبق على الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا، إلا أن لسوريا ـ عـلاوة على ذلك ـ خصوصية من حيث إن النظام فيها هو نظام شمولي قمعي طائفي علوي نصيري تدثَّر بعباءة البعثيين وتحت شعار جبهة الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة زوراً وبهتاناً، فهذا النظام الطائفي النصيري هو الذي بطش ونكَّل بمن أوصله إلى سدة الحكم من البعثيين، كما جزَّر بالشعب المسلم في سوريا، وعلى وجه الخصوص حماة التي أباد فيها أكثر من ثلاثين ألف مسلم عام 1982م، وعدداً مماثلاً من المفقودين، ومائة ألف أو يزيد من المشردين. ولا شك أن سقوط رأس النظام في سوريا هو سقوط لكل النظام الطائفي لارتباط بعضه ببعض. فضلاً عن ذلك فإن بسقوطه سوف تتغير معادلات في الشرق الأوسط حيث يحجِّم المد الصفوي الرافضي بقيادة إيران المجوسية التي تسعى جادة إلى الهيمنة على بلاد العرب والمسلمين عن طريق النظام السوري للوصول إلى الهلال الشيعي الرافضي المجوسي بمحاولات يائسة لتحويل البسطاء والعامة من أهل السنة إلى التشيع والرفض وهماً، وذلك عن طريق التباكي على آل البيت وادعاء محبتهم كذباً وزوراً، أو بطريق القمع والتهجير، أو بشراء ضعفاء النفوس ومرضى القلوب بالمال. لذا من أجل هذا كله نجد أن حراك الدول الغربية إزاء الحكم في سوريا خجول رغم فظاعة المجازر التي يرتكبها، وما تصريحات المسؤولين في الغرب ضد النظام إلا ضمن الصراع الأوروبي الأمريكي الصهيوني لتباين المصالح بينهم مصداقاً لقوله تعالى: ( بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّايَعْقِلُونَ )، وكذا لتلميع صورتهم إزاء شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان الزائفة التي يتشدَّقون بها، وهم في الحقيقة حريصون على عدم سقوط هذا النظام رغم إخفاقه واهترائه قبل أن يجدوا بديلاً عنه يؤمن مصالحهم في المنطقة، ويحفظ لهم دولة المسخ في فلسطين، ويبعد المخلصين الأمناء عن إدارة البلاد ورعاية العباد، ويحافظوا على المد الصفوي الرافضي الذي يعيث فساداً في ديار الإسلام؛ لأنهم الأصابع الأمينة عبر التاريخ لكل غازٍ لبلاد الإسلام؛ وما غزو العراق وأفغانستان عنا ببعيد.

فلكل هذه الاعتبارات كان تطويل أمد النظام في سوريا يسير في مصلحة الغرب. أما الاستغاثة بالدول العربية أو جامعتهم فإنها صرخة في واد فلا يجرأ أحد منهم على تصريح لم يصرح به العم سام، ولايكون حراك جامعتهم إلا ضمن إملاءاته، فكبِّر على جميعهم التكبيرات الأربعة، وإكرام الميت دفنه قبل أن تفوح رائحة نتنه، ناهيك عن أن حركات التحرر وعودة سلطان الإسلام الذي يوحد الأمصار يشكِّل خطراً على سلاطين الفساد، ويقوِّض عروشهم، ويقضي على تسلطهم على رقاب العباد وسرقة خيرات البلاد.

وأخيراً لقد أصمت آذاننا صرخات نسمعها من هنا وهناك من أعداء الإسلام في الشرق والغرب أن أبيدوا الإسلام وأهله بحجة الإرهاب الذي هم صانعوه، وهم يصرحون بأن هذه الثورات خريف عربي يجب أن يأتي بعده شتاء عاصف يقصون فيه كل مخلص انتفض في وجه الظلم والطغيان ويبعدونه عن ريادة الأمة، ليتوصلوا بعد ذلك إلى ربيع زاهر لهم بإبادة الإسلام وأهله، وتأمين مصالحهم بالتحكم بالبلاد والعباد ونهب خيراتهم، بكل غطرسة وكفر وحقد على أمة الإسلام؛ وقد صرَّح بهذا الحقد والعداوة قادة ديار الكفر قديماً الجنرال غورو عندما دخل دمشق منتصراً بعد معركة ميسلون حيث زار قبر صلاح الدين وقال مخاطباً: ها قد عدنا يا صلاح الدين! وحديثاً قال بوش الأب في حربه على العراق سنة 1991م: لن نسمح بعد اليوم بأن يتدخل الإسلام في استراتيجية العالم، وقال بوش الصغير أيضاً عند بدء غزوه للعراق سنة 2003م: لقد بدأت الحروب الصليبية.

ونحن أيضاً نعتبر اعتبارهم بأننا في خريف تساقطت فيه بعض الرؤوس من رموز الضلال وأعداء الإسلام، إلا أنه سيأتي بعده شتاء عاصف نقطع به بحول الله وقوته وعونه أصابع وأيدي المستعمر بكامل أشكاله ومرتكزاته في ديار الإسلام، ونأتي بالمخلصين الشرفاء حكاماً وأمراء يوحِّدون بلاد الإسلام والمسلمين وهم أمناء على مقدراتنا وديننا، لنصل إن شاء الله إلى ربيع إسلامي زاهر بعد ذلك، وما النصر إلا من عند الله العلي القدير، والله الموفق إلى الصواب.

توصيف دقيق اخي الحافظ فامريكا والغرب استغل انتفاضة الشعوب لاعادة انتاج الانظمة العميلة بصورة جديدة وكذلك التقرب من الشعوب العربية بظهورها مساندة لمطالبهم المشروعة ، لكن ما حصل في ليبيا امر دبر في ليل لنهب ثروات هذا الشعب فالمستهدف ليس القذافي ولكن ليبيا هي المستهدفة

القادم
21-09-2011, 08:00 AM
ولا يكون هذا إلا بالتمسك بحبل الله المتين وتقوى الله والسير على خطى السلف الصالح؛ قـال تعالـى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)،وقال تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)، فنحن أمة لا ننصر إلا بالتقوى وطاعة الله سبحانه، فالنصر مشروط بذلك لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )؛ ونصرة الله طاعته والتزام شرعه.

هذا هو مفتاح النصر، فلن يفلح المسلمون إلا بما أفلح به أولهم، وأملنا بالله عظيم في أن يعيد لهذا الدين مجده رغم ما نجده من معوقات وانتفاء شروط النصر، ولكن لا يأس من روح الله (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) صدق الله العظيم ..

بارك الله بكم شيخنا الفاضل الحافظ العراقي على ما تفضلتم به من توضيح وتنبيه وتوجيه .. وإني لأعجب أشد العجب من أولئك الذين ينافحون عن ظلمة طغاة خدام يهود أعداء الإنسانية، من بشار النعجة النصيري عميل إيران وإسرائيل، ومن القردافي الفاطمي ابن اليهودية، ذلك أن عمالتهم واضحة للقاصي والداني، فهم عملاء انتهت الحاجة إليهم فسقطوا، وكلا المعتوهين قد اعترف بدولة إسرائيل ككيان مستقل، فالقردافي دعا إلى إنشاء دولة إسراطين وضرورة التعايش بين الفلسطينيين واليهود مغتصبي الأرض، وكذا بشار ابن بائع الجولان فهو لا ينكر أن يكون بين سوريا وإسرائيل أي علاقات تطبيعية ..

http://www.baghdadalrashid.com/files/AVIASD.avi

http://www.baghdadalrashid.com/files/AVIASD.avi



وصرح رامي مخلوف بأن أمن إسرائيل من أمن سوريا .. وهذا أمر غير مستغرب ممن لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل، وإنما وجه دباباته وأسلحته إلى الشعب الأعزل يسحقه وينتهك كرامته، ومن شابه أباه فما ظلم ..

ولا خلاص للشعب السوري المسلم من هذه الطغمة الحاكمة إلا بحمل السلاح ومواجهة النار بالنار، فلا يفل الحديد إلا الحديد، ويجب أن يكون التسلح متكافئاً مع السلطة الفاسدة ليحافظوا على ثورتهم من أن يقطف ثمارها خونة الخارج من العلمانيين المنبطحين للغرب، فهؤلاء وجه آخر من وجوه الحكام العرب ممن يقدمون مصالح الغرب على أي مصلحة أخرى، والله المستعان ..

وقد صرح القائد المجاهد صدام حسين المجيد من قبل بعمالة النظام الأسدي العلوي فقال حفظه الله :" .. أنا أشرح هذه الأمور حتى تعرفوا ألاعيب هذا النظام وطريقته وتخلِّيه عن أبسط قيم الرجولة والشرف والمعاني في أبسطها الذي ينبغي أن يتواجد في أي إنسـان يقبـل التعاون الاعتيادي ".

وفيما يلي الفيديو الذي يفضح فيه القائد صدام المفدى خيانات الهالك حافظ الأسد ..


http://www.youtube.com/watch?v=ccQ434pRZg4

http://www.baghdadalrashid.com/files/saddampart1.wmv


http://www.youtube.com/watch?v=rCu0mIlr5_c

http://www.baghdadalrashid.com/files/saddampart2.wmv

ماهر علي
21-09-2011, 10:03 AM
اهلا اخي القائد صدام العرب كما اشتنقنا لدروسك وتوجيهاتك فما كتبته هو درس صدامي يستحق الامعان والدراسة ، نعم اخي القائد صدام فثورة العراق وقيادته الباسلة وجيشه الاغر وشعبه المناضل هي ثورة الطراز الجديد في حياة الامة العربية والإنسانية وإنجازاتها لم تعد خافية على احد فها هي الامبريالية تسقط وتتهاوى بفضل الله ، وهكذا تكون الثورات كما قلت واسميتها شحنة ضوء ولقاحا انتشر ليلقح كل نخيل العراق والأمة واثمر وعيا ثوريا وتطلع نحو مستقبل مزهر للامة وللانسانية ، لقد قصد اخونا القائد صدام العرب بأن الثورات هي نتاج عمل مضني وفكر عميق وعقيدة رصينة لكي تكون ولادتها قابلة للحياة والنمو ويستمر زخمها وديموتها لا ان تولد ميتة مشوهه كما هو حال ثورات الناتو وعملاءه ، ارجو ان اكون قد احطت بمقاصد ما قلت اخي صدام العرب ، ودمت لنا معلما واستاذا وجعلك الله ذخرا لعراقنا الصابر المجاهد وامتنا الخالدة ووفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم وجمعنا بكم ان شاء الله قريبا بعد النصر والتحرير في يوم من ايام الله الخالدة ونسأل الله وحده ان يطيل في اعمارنا واعماركم لنرى يوم عز وتمكين لأمة محمد خير الامم .
والله أكبر .. الله اكبر

القعقاع المسلم
21-09-2011, 10:13 PM
أوجه شكري العميق إلى الشيخ الفاضل الحافظ العراقي على هذا الموضوع القيم الذي أصاب كبد الحقيقة المبهمة عند البعض، فبارك الله بكم وجزاكم الله خيراً.
والحمد لله على هذه الأصنام التي تتهاوى، أصنام كافرة بالله مؤمنة بيهود عباد الشيطان، قد تمرَّست على النصب وظلم الشعوب الحائرة وخدمة الصهيونية والماسونية، أصنام كان يجب أن تتهاوى منذ زمن ليعم الخير وليكون ذلك خطوة لتحرير فلسطين الأبية.

إن الثورات العربية كلها هي ثورات شعبية مخلصة للبلاد، ولكن فلول الأنظمة من العلمانيين والماسونيين والنفعيين والتي صنفت نفسها ممالقة للثوار بأنها مع المعارضة فهم الذين يركبون كل موجة محاولين الوصول إلى الحكم وسرقة الثورات بتحييد المؤمنين المخلصين في الداخل والخارج عن ريادة البلاد ورعاية العباد وذلك عن طريق الناتو وأسيادهم في الغرب حفاظاً على مصالحهم.

وإنِّي لأستغرب ممن يجعل هذه الأصنام في خانة واحدة ـ خانة الإيمان والجهاد ـ مع المؤمن المجاهد القائد صدام حسين حفظه الله؛ هيهات أن يتفق القائد المجاهد صدام مع هؤلاء الطغاة المجرمين، فشتان بين الثرى والثريا!
ويزداد استغرابي عندما أسمع أو أقرأ قول القائلين بأن العلوي بشار هو عدو لإيران المجوسية وإسرائيل، في الوقت الذي تجري فيه الاتفاقات بينهم علناً، وقد صرح نجاد أن دفاعه عن النظام النصيري إنما هو دفاع عقائدي، لذلك نجده يمدُّه بالمال والسلاح وأشباه الرجال، فمصيرهما واحد وعقيدتهما واحدة، وها هو بشار أجبن من أرنب في الجولان، وأسد على الشعب السوري الأعزل البطل.
وأنا أتساءل عما لو كان الأخ والأب القائد المجاهد المنصور بالله حفظه الله حاكم سوريا فهل ستبقى فلسطين محتلة؟! فكم هي المرات التي طلب فيها الأخ القائد من الزعماء العرب الخونة فتح الحدود له ليعبر إلى فلسطين الأبية، ولكن لم يتلقَّ منهم سوى الرفض لعمالتهم للصهيونية.
وأما مجنون ليبيا الأحمق الفاطمي فمثالبه أكثر من أن تعد، إذ يكفي تطاوله على أنبياء الله ورسله، وإنكاره للسنة، وتغييره لآيات من القرآن الكريم، وهو صاحب فكرة إسراطين، وكان يبدأ خطاباته بـ يا أيها الفاطميون!!، فضلاً عن علاقاته الحميمة بالغرب وإيران التي وقف معها في حربها ضد العراق، وقد اعترف بنفسه أنه موَّل حملة ساركوزي الانتخابية، وهذا ليس بعجيب على من تجري في عروقه دماء اليهود الأنجاس، فأمه يهودية وخالته في إسرائيل.
وقد وصفهم القائد صدام بالعملاء والخونة بعد أن عاد الأخ القائد عزت الدوري من إحدى اجتماعات القمة العربية . وإني لأعجب من الذين يظهرون محبتهم للجهاد وصدام ثم يدافعون عن هذه الأصنام الزائلة قريباً إن شاء الله، فهؤلاء الطغاة هم من الذين تآمروا على العراق العظيم وما تركوا شيناً إلا فعلوه في حقه، أفنبيع بعد ذلك أنفسنا ومبادئنا وديننا وشرفنا بأسعار بخسة لبعث سوريا العلوي وأزلام القذافي؟!

ماهر علي
21-09-2011, 11:35 PM
الاخوة القادم والقعقاع الكرام

اننا نعلم باستحالة محاربة النظام السوري لانه الرديف الاساسي لنظام ملالي ايران وبذلك سيحصل اختلال في توازن القوى بالشرق الاوسط وكذلك لا يمكن لامريكا ان تضر مصالح الحليف العنيد ايران ولكن من باب الضغط عليه لا اكثر ولا اقل .
اما القذافي فنحن لا نحب هذا الشخص ولا ننسى موقفه في قادسية صدام حيث دعم خميني ولكن ذلك لا يجعلنا نبرر ما يحصل في ليبيا من غزو وتدمير لها ولا ننسى بأن القائد عزت الدوري قد رفض غزو ليبيا وفي نفس الوقت طالب القذافي بتلبية مطالب شعبه لذلك يجب ان يكون موقفنا متوازن ومبدئي فنحن ضد اي تدخل اجنبي في اي قطر عربي مهما كانت الذرائع

وتقبلوا فائق احترامي

ماهر علي
23-09-2011, 01:25 AM
اريد ان اوجه سؤال شرعي للاخ القادم والاخ الحافظ العراقي والاجابة عليه اتمنى ان تكون صريحة وواضحة وبادلة شرعية

ماهو حكم الاستعانة بالاجنبي الكافر شرعا ؟؟ وهل تجيزون استعانة من يسمون الثوار في لبيبيا بالناتو الصليبي ؟

وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح

خطاب
23-09-2011, 05:39 AM
بارك الله بكم وسدد خطاكم


موضوع قيم


اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية


فيديو مؤثر لأحد شهداء الثوار الليبيين

http://www.youtube.com/watch?v=tndA2bSR6qM

الحافظ العراقي
24-09-2011, 11:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمة الهداية، وصلى الله على رسول الهدى معلم الخير والهادي إلى الحق محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

لقد أفتى بعض العلماء بجواز الاستعانة بالكافر، واحتجوا لذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مكة المكرمة بجوار مطعم بن عدي عند عودته من الطائف بعد أن خذله أخواله، وقد كان مطعم مشركاً. لكن هذا الاحتجاج وإن كان له وجهة شرعية إلا أن فيه نظراً؛ حيث إن الذي استجار به هو من قومه، وليس له مطامع ولا مصالح في الهيمنة على مقدرات البلاد والعباد، وقد استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الحمية والعصبية عند العرب. وهذا يختلف عن الاستعانة بالغرب الكافر الحاقد من أجل استدراك بعض مصالح الشعوب، فالغرب الصليبي ليس جمعية إنسانية أو خيرية، إنما يقدم المساعدة طمعاً في تسيير مصالحه ونشر هيمنته على ديار المسلمين؛ لذا لا نستطيع المقارنة شرعاً بين حال الرسول صلى الله عليه وسلم في إجارة المشرك له والحال التي نحن عليها.

وإنما الذين استنجدوا بالغرب ابتداءً هم المعارضون من العلمانيين الذين لا تهمهم نصوص الشرع أو غيره، فالإسلام غير متحكم في مجريات الأمور، سواء عند هؤلاء أو عند الطغمة الحاكمة الفاسدة، لكن حالة الإجرام التي يمارسها أولئك الطغاة الكفرة من الحكام دفعت الشعوب من أجل إيقاف حمام الدم إلى قبول الاستعانة بالأعداء مضطرين غير راغبين، وقبول الاستعانة محددة في مدِّهم بالسلاح حتى يقفوا في وجه الطغاة؛ ليمنعوا عربدتهم في البلاد، أو أن يضغطوا على الحكم بالرحيل، ولم يطالبوهم بالقتال عنهم واحتلال بلادهم، فهم مع طلب الاستعانة يرفضون الاحتلال من قبل قوات الغرب أو التدخل عسكرياً على الأرض.

كما أن أصابع الغرب في مراكز القوى من البلاد واضحة في ألعابها؛ فهم يدفعون الطغاة والمجرمين إلى الطغيان على الشعوب والإجرام في حقها، لربما بالقمع يعاودون ضبطهم في دائرتهم، أو يضطرون تلك الشعوب إلى الاستعانة بهم، فيملون عليهم شروطهم ليقبلوا مضطرين حفاظاً على أرواحهم وأعراضهم التي تنتهك، فهم قبلوا ذلك مضطرين عملاً بقوله سبحانه وتعالى (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) . فحالة الشعوب في الاقتناع والقبول بمساعدة أعدائهم هي نتيجة إجرام الطائفيين الصفويين الباطنيين الحاقدين على جمهور أهل السنة والجماعة، والذين لا تقل عداوتهم عن عداوة الغرب، فالقضية لم تعد ضمن دائرة الاستعانة أو عدم الاستعانة بأعداء الأمة، إنما شعب يذبح وأعراض تفتضح، وهو أعزل لا حول له ولا قوة، وقد مُدَّت إليه يد عدو آخر لإنقاذه، وربما هذا العدو هو الذي جعله في هذا الموضع، عن طريق أصابعه العلمانية والماسونية واليهودية الحاكمة والمتحكمة في مراكز القوى من أبناء جلدتنا الذين يعيثون فساداً في ديار الإسلام. فقبل أن نسأل عن الحكم الشرعي يجب أن نسأل من الذي أجرم واضطر الشعوب إلى الاقتناع بهذه الحالة التي هم في الواقع يعلمون مخاطرها، وقد رفضوها ابتداءً، فاستمرت أصابع الأعداء المتمثلة في تلك الأنظمة الطاغية حتى أوصلوهم إلى القبول بمعونة أعدائهم من الغرب، فنتيجة لذلك كله رخَّص بعض العلماء في هذا الأمر محتجين بما تقدم على مضض، ولم نقبل ذلك إلا على قاعدة الاضطرار، لما نرى من الإجرام والكفر والضلال الذي يمارس على الشعب المسلم من تلك الطوائف اليهودية العلمانية الكافرة الحاقدة على الإسلام وأهله. وذلك رغم المعرفة بأن الغرب لن يساعد إلا بعد أن يزرع أصابع له من العلمانيين والماسونيين والأقليات الحاقدة على الإسلام والمسلمين في مراكز القوى من الدولة ليتحكم من خلالها بالقرار، ويؤمن مصالحه في خيرات البلاد، ويتمكن من إبعاد الإسلام عن مركز القرار، وعلينا أن نعمل جاهدين كي لا نمكنه من ذلك.

إضافة إلى ما تقدم فإن هذه الأنظمة الشمولية والطاغوتية في جميع بلاد الإسلام والتي ينافح عنها البعض إنما جاءت بأصابع غربية وبرضى ودعم منهم، فهم الذين أوصلوا تلك الطغمة الفاسدة عن طريق الانقلابات العسكرية التي رفعت شعارات زائفة خدعت الشعوب بها حتى تمكنت من رقاب العباد، وكل ذلك مكشوف معروف، وقد أوكلوا إليهم كبت أنفاس الشعوب وتكميم كل صرخة تنادي بالعودة إلى ربوع الإسلام، فهم يسعون جهدهم لدك حصون الإسلام من داخله بتلك الشعارات الجوفاء والدعوات البالية، ويتخذون آلهة غير إله الحق حتى ضللوا الشعوب وابتعدوا بها عن منبع الهداية، وأدخلوهم في نفق مظلم لا يخرجهم منه إلا أن يعودوا إلى أصالة دينهم وإلى شرع ربهم كي تعود لهم العزة والكرامة والنصر في هذا الوجود، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) وقال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ) وقال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، فما الحالة التي نعيشها في أيامنا هذه من الذل والهوان أمام أعدائنا إلا نتيجة إبعاد سلطان الإسلام عن إدارة البلاد ورعاية العباد.
ومن ثم ماذا قدمت هذه الأنظمة التي يتباكى عليها البعض إلا أن جعلت هذه الأمة آخر الأمم، وشعوبها أحط الناس وأكثرها تخلُّفاً؟؟! ماذا قدًّمت للأمة خلال عقود غير الذل والهوان والهزائم المتلاحقة وفتح باب الأعداء على مصراعيه للتحكم بمقدِّرات بلادنا ؟؟! ثم بعد ذلك نتساءل ما حكم الدين، أي دين وضد من؟! الذين يقولون لا إله إلا بشار، ولا إله إلا القذافي، فإن هذه الأقوال قد ظهرت على الفضائيات وجميع وسائل الإعلام، وبانت حتى لمن أصم أذنيه وأعمى عينيه عن رؤية الحق، فهم الذين أجبروا الشعوب المسلمة على أن يسجدوا لآلهتهم من دون الله، فهؤلاء الطغاة وهذه العروش التي تتكلمون عنها وتستفتون لها أشد كفراً ونفاقاً من الغرب وزندقته، فإذا كان من هو من جلدتنا ويتسمى بأسمائنا يتصرف بهذا الشكل أَبعد ذلك نسأل هل يصح أن نستعين بالكفرة أولا يصح؟؟! ونسأل ما حكم الدين في الاستعانة بالكافرين؟؟ والكفر يلف ديارنا من داخلها وخارجها. فإذا لم نتق الله ونحكم شرعه في البلاد والعباد فلننتظر بلاءً من الله يمحق فيه أهل الضلال لتُمَحَّص الصفوف وتُنَظَّف البلاد من هكذا جراثيم عاثت في الديار فساداً وإفساداً وهي تدعي الوطنية والمقاومة الزائفة، وتتاجر بقضية فلسطين، وهم أساس وجود اليهود فيها وحُماتهم، والله المستعان على ما يصفون.

سيف
25-09-2011, 01:44 AM
فتح الله عليك اخى الحافظ العراقى

المؤيد
27-09-2011, 07:25 PM
بارك الله في علمكم شيخنا الحافظ، كلام رصين، ورأي حصيف.

والله نسأل أن يعجل الفرج على إخوتنا وينزع عنهم هذه العروش البالية، ويرحم شهداءهم، ويشفي مرضاهم، ويفك أسراهم.

بارك الله فيكم

القعقاع المسلم
29-09-2011, 02:32 PM
جزاكم الله خيراً على توضيحكم شيخنا الحافظ العراقي، وهو توضيح كشف المتلونين والمندسين في هذا المنتدى، والموالين لإيران المجوسية، فلقد أصموا آذانهم عن سماع صوت الحق الذي عرَّى أكثر من مرة خيانة الحكام العرب لاسيما الحكام الصفويين، فهم يريدون تشويه الحق والحقيقة ويلبسون الحق بالباطل تقية وما لبث أن افتضح أمرهم بالوقوف مع الطغاة الفجرة، ولكن سيخيب ظنهم بإذن الله، وسيسقط الطغاة، وستقف الشعوب العربية والإسلامية مع المخلصين من رجالات الأمة الأبرار إن شاء الله مهما حاولوا التشويه.
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

تحية جهادية رفاقية .. ودمتم للنظال

ويا محلا النصر بعون الله

هند
01-10-2011, 12:38 AM
بارك الله في علمكم شيخنا الحافظ، كلام رصين، ورأي حصيف.



والله نسأل أن يعجل الفرج على إخوتنا وينزع عنهم هذه العروش البالية، ويرحم شهداءهم، ويشفي مرضاهم، ويفك أسراهم.



بارك الله فيكم





آمين آمين آمين، لقد بلغ الحقد الأسدي مبلغه على شعبنا السوري البطل الأبي، فالدعاء الدعاء إخوتي الكرام.




جزاكم الله خيراً على توضيحكم شيخنا الحافظ العراقي، وهو توضيح كشف المتلونين والمندسين في هذا المنتدى، والموالين لإيران المجوسية، فلقد أصموا آذانهم عن سماع صوت الحق الذي عرَّى أكثر من مرة خيانة الحكام العرب لاسيما الحكام الصفويين، فهم يريدون تشويه الحق والحقيقة ويلبسون الحق بالباطل تقية وما لبث أن افتضح أمرهم بالوقوف مع الطغاة الفجرة، ولكن سيخيب ظنهم بإذن الله، وسيسقط الطغاة، وستقف الشعوب العربية والإسلامية مع المخلصين من رجالات الأمة الأبرار إن شاء الله مهما حاولوا التشويه.

( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)



تحية جهادية رفاقية .. ودمتم للنظال



ويا محلا النصر بعون الله



صدقت أخي الكريم.

وهذه بعض منجزات القذافي الفاطمي اليهودي وتجلياته الإيمانية!!



1- لقد هدم القذافي ضريح المجاهد عمر المختار رحمه الله بعد منتصف ليلة 15 تموز عام 2000 م في الساعة الثانية صباحاً في مدينة بنغازي، ونقل الضريح إلى مدينة نائية يقال لها سلوق؛ لأنه يثير في الليبين الشرفاء حينما يمرون بقربه كل معاني الإيمان والفخار والعزة والجهاد والذكريات الخالدة.



2- لقد اتهم القذافي بتفجير طائرة ليبية فوق بنغازي في 22 كانون أول 1992 م، ووجه التهمة للغرب لمقايضة قتلى طائرة لوكربي، وقد مات فيها 157 ليبيا.



3- عفا القذافي عن الممرضات المتهمات بحقن 400 طفل في مدينة بنغازي بفايروس الإيدز القاتل عام 1997 م.



4- استبدل القذافي الشريعة الغراء بالكتاب الأخضر، واصفاً إياه بأنه إنجيل العصر الحديث. وقد طعن في الدين، وشكك في الثوابت، فأنكر السنة النبوية وحرق كتب الحديث، واعتبر التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام، واستهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساعي بريد. كما استهزأ بمقدسات المسلمين، فوصف الحج بأنه عبادة ساذجة، وأن الحجاب من عمل الشيطان.



5- يعتبر القذافي أن الشريعة الإسلامية قانون وضعي كقانون نابليون والقانون اليوناني.



6- حذف القذافي كلمة (قل) من سور القرآن؛ لأنها على حد قوله لاحاجة لها، فهي موجهة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.



7- اعتبر القذافي الكعبة آخر صنم لا زال باقياً من الأصنام، وقد أرسل سنة 1993 م وفداً للحج في القدس بدلاً عن الكعبة بيت الله الحرام، وكانت ستاراً على استنجاد القذافي بإسرائيل لرفع العقوبات الدولية المفروضة عليه بسبب قضية تفجير طائرة لوكربي.



8- قتل القذافي 1200 سجين أضربوا في سجن أبو سليم في طرابلس فأمر بإعدامهم رمياً بالرصاص. كما صلى أبناء بلده بالحديد والنار وشرَد منهم زهاء 70 ألفا بين قتيل وسجين وطريد عام 1985 م وحدها.



9- ذكر جاك تيلور مؤلف كتاب " أوراق الموساد المفقودة" أن جذور القذافي يهودية من حيث الأم، فأمه يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية. ولذلك اشتهر بدعم حركة أبناء الرب التي يتزعمها اليهودي موشي ديفيد والإغداق عليها بالأموال. وكان القذافي يختار يوم السابع من نيسان من كل عام موعداً سنوياً لإعدام الأحرار من أبناء ليبيا لأنه يوافق عيد الفطر التلمودي. كما أنه أمر بهدم ضريح سيدي حمودة، وهو أحد المجاهدين الذين حرضوا أهالي طرابلس على اليهود، فقتله اليهود ثم هدم ضريحه عام 1980 م وجعله موقفاً للسيارات بميدان الشهداء بطرابلس.



10- من أقواله المشهورة ما ذكر في السجل القومي الليبي 11/665: أنا لا أتكلم كليبي، طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية، في النهاية تمنيت لو أني لم أكن عربياً، يا ليت أصلي غير عربي، كردي أو إسباني! ومن أقواله (السجل القومي9/828): أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني إسرائيل، بل على العكس فإن بني إسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب، والعرب والإسرائيليون أبناء عم من ناحية الدم، والديانة اليهودية نحن نعترف بها ومفضلة في القرآن.



11- جاء في كتاب (أوراق الموسادالمفقودة) أن اليهود هم الذين أرسلوا القذافي إلى بريطانيا وأنهم هم الذين كانوا وراء الانقلاب الذي قام به مع الضباط الوحدويين. ويقول الكتاب:" كانت خطتنا في البداية تقتضي إجراء الترتيبات اللازمة للقذافي بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يوجد لدينا ترتيبات واتصالات من الدرجة الأولى في برامج تدريب الجيش الأمريكي. غير أننا اضطررنا إلى إلغاء تلك الخطة بعد أن اكتشفنا بأن المخابرات الامريكية تلجأ الى أساليب ينقصها الكثير من البراعة في سبيل استقطاب وتجنيد هؤلاء الطلبة الأجانب من جانبها، لذا قررنا تغيير وجهة التدريب صوب إنجلترا". كما جاء الكتاب على ذكر المساعدات الكبيرة التي قدمها اليهود للقذافي من أجل إنجاح انقلابه فيقول:"لقد أحطنا القذافي علما كذلك بما ينبغي عليه أن يتوقعه من جانبنا، وبالمقابل ما نريده نحن منه، وكيف أنه في الوقت المناسب سوف يزود من قبلنا ببرنامج ومخطط لكيفية سيطرته على زمام الحكم في البلاد، وكيف أن هذاالمخطط يحتوي على أسماء لأشخاص يمكنه أن يثق بهم، وأن يعتمد عليهم، وكذلك فقد قدمنا له النصائح والتوجيهات بشأن التوقيت - الذي ينبغي أن يتحرك فيه - وأهداف التحرك ومصادر التمويل وحتى التأييد المادي إذا ومتى احتاجه ".



12- جاء في كتاب (أوراق الموساد المفقودة ) ما نصه :" كانت مساعدتنا للقذافي بمثابة مقامرة كبرى ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا، لقد كان من بين أهم ماجنيناه من وراء وقفتنا خلفه هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة ". وقال وزير الخارجية الليبي السابق عبد الرحمن شلقم:" كانت لدى معمر نظرية مفادها أن جارك يجب أن يكون غير مستقر لأنه إذا استقر يصبح خطراً عليك. ناقشته مرة في هذه النظرية وقلت له إننا يمكن أن نستفيد من استقرار الدول المجاورة، وجادلني بعض الحاضرين، لكنه قال إنني محق. أحياناً يتظاهر بالاقتناع من دون أن يغير سياسته. معظم الأوقات كان يقتنع بنظرية من يقولون إن الجار يجب أن يبقى ضعيفاً كي أبقى أقوى منه. إنه يحب التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لأنه يبحث عن أتباع ".



13- جاء في مذكرات عبد الرحمن شلقم أن السيد القائد صدام حسين المجيد كان يستخفُّ بالقذافي ولا يلقي له بالاً، فقال:" صدام كان شرساً مع القذافي، في إحدى القمم العربية قال له: أخ معمر ماذا سميت ليبيا؟الجماهيرية العربية؟ وايش يعطيني العنوان الكامل؟ طبعاً هذا الكلام رسالة استخفاف علنية. القذافي كان يخشى صدام حسين لأن الأخير صاحب شخصية صدامية. تحولت العلاقة إلى كراهية شديدة. هذه الكراهية كانت أصلاً وراء قيام القذافي بتسليم إيران الصواريخ التي استخدمتها في دك المدن العراقية ... بدأ السلوك الثأري يتخذ بعداً جديداً. راح القذافي يدعم أكراد العراق. وجاء قادتهم مرات إلى ليبيا. ثم دعم المعارضة العراقية. رد العراق بدعم تشاد ضد ليبيا. ثم استقبل المعارضة الليبية وساعدها وأنفق عليها. يضاف إلى ذلك أن معمر كان قلقاً من حزب البعث ولهذا قتل مسؤوله في ليبيا عامر الدغيس ".



14- ذكر عبد الرحمن شلقم أن والد معمر القذافي كان ممن جندهم الإيطاليون لمحاربة الليبيين، يقول:" معمر كان مقموعاً من أبيه محمد عبد السلام بومنيار الذي كان بين من جندهم الإيطاليون لمحاربة الليبيين. جثمان والد معمر هو الآن في مقبرة الشهداء، كان مجنداً في كتيبة «باندة» في سرت وحارب الليبيين، والده ليس مجاهداً ".





http://www.youtube.com/watch?v=c6m5VzFnr9s

شامل
23-10-2011, 09:52 PM
بارك الله بعلمكم شيخنا الحافظ العراقي، وحفظكم الله ذخراً للأمة.