الفرقاني
16-08-2004, 06:01 PM
مع المقاومة فى كل ما تفعل
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
بعد الذى نشاهده الآن فى كل من العراق وفلسطين أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينتقم منك يا مبارك وينتقم من كل حاكم وضيع صُنع على عين الأعداء ولعنته الأرض والسماء .
إن الحاكم الذى لا يشعر بالفاجعة التى تحيق بنا لا يستحق أن يعيش بيننا لحظة واحدة ، ويجب أن يُقلع مثلما تـُقلع الشجرة الخبيثة التى نمت فى الأرض الطيبة .. أرضنا الإسلامية طيبة وحكامها أشرار .. أرضنا العربية طاهرة وحكامها أنجاس !!
أمريكا اليوم لا تحاربنا بأسلحتها وإنما بحكامنا .. تحاربنا بعملاء الداخل والخارج .. الياور ومبارك .. علاوى وخادم الحرمين .. جابر الكلب وأولاد الكلب ...
أمريكا اليوم تلعق أحذية المقاومة فى ذل وانكسار ، لكنها فى نفس الوقت تجبر حكامنا على لعق أحذيتها فى علو واستكبار ، وأقسم بالله العظيم أن حكامنا لن يغيروا مواقفهم من أمريكا أبد الدهر حتى لو شاركتهم حجرات النوم واغتصبت نساءهم !!
الحكام العرب لا يختلفون فى شئ عن كرزاى وبرفيز مشرف والياور وعلاوى ، وهم أحق باللعنة من الأعداء وأحق بالمقاومة من غيرهم ، ولقد كشفت الأحداث الأخيرة ما لم تكشفه السنوات الطويلة وأصبح كل شئ يدار على المكشوف من غير تضليل ولا زيف ، ولم يعد ينقصنا غير أن يقف الحاكم ويُعلن بأعلى صوته : نعم أنا عميل وكافر وقليل الدين .. فماذا أنتم فاعلون ؟!!
ما يحدث الآن فى النجف والأرض الفلسطينية شئ لا يمكن تحمله ، ولو كان الحاكم كلبًا لاعترض ، ولو كان ثورًا لانتفض ... إننا نواجه كارثة بالمعنى الحرفى ، فكل ما أصاب الأمة منذ سقوط الخلافة الإسلامية حتى الآن تم عن طريق الحكام ، واليوم لا خيار أمامنا غير المقاومة ..
المقاومة .. المقاومة .. المقاومة ..
علينا أن نقاوم فى الداخل ، وعلينا أن نقاوم فى الخارج .. علينا أن نقاوم الحكام ، وعلينا أن نقاوم الأعداء ..
الشعب الفلسطينى اليوم لم يعد له غير الله ..
والشعب العراقى اليوم لم يعد له غير الله ..
وعلى غرار الثورات والثورات المضادة يشهد العراق الآن صراع مرير بين نوعين من المقاومة ـ مقاومة باسلة يقودها أبناء البلد الشرفاء ومقاومة مضادة تقودها حكومة عميلة عادت على أجنحة الطائرات المقاتلة التى دمرت العراق ..
الغريب فى الأمر أن الحكام العرب يقفون بشدة مع أعضاء الحكومة العميلة ضد شعب العراق ، ويقدمون دعمهم ومساندتهم لكل من يساند قوات الاحتلال ، وينعتون المقاومة الشريفة بالإرهاب والتطرف والوقوف وراء التفجيرات والدمار الذى حاق بالعراق .
ولكى نوضح الصورة علينا أولاً كشف الزيف الذى تروج له وسائل الإعلام العميلة للنيل من المقاومة الشريفة .. نريد أن نفند بعض الشبهات التى تحوم حول أعمال المقاومة والتى يستخدمها العملاء فى تشويه صورة المقاومة والنيل منها .
علينا أن نبسط الأمور لندرك الحقيقة بوضوح ولا تأخذنا السبل فنتفرق ويضيع منا الهدف ، فالمقاومة هى ردة فعل طبيعى لما يحدث وقت الشدة لحماية الكيان من الخطر ، والمقاومة غريزة فطرية وضعها الله فى كل جسد حى يدرك الأشياء ويعى المخاطر لكى يتمكن من حماية نفسه وحماية من يعول وحماية الوطن الذى يعيش فيه ، والمقاومة عمل يتحقق بصورة عفويه وتلقائية لحظة التعرض للخطر ... نرى ذلك فى الطيور إذا ما هوجمت أوكارها ، وفى الحيوانات إذا ما تعرضت صغارها للخطر ، ونراه حتى فى الديدان والحشرات التى تتقلص وتتملص إذا ما هوجمت وتعرضت للخطر ، لكن المقاومة فى الإنسان تتميز عن غيرها باستخدام العقل والحيلة والوسيلة حيث يتمكن العقل من خلق أشكال ونماذج جديدة للمقاومة تمكنه من تحقيق أهدافه وأغراضه .. هذه الأشكال والنماذج ربما تكون غير مألوفة لكنها تكون فاعلة ومؤثرة وذات قدرة فائقة على إلحاق أكبر الضرر بمصالح العدو ... شاهدنا ذلك فى كفاح الشعب الفلسطينى الذى استطاع أن يدير صراعه مع العدو الصهيونى بمنتهى الحكمة والذكاء ، واستطاع بوسائل بسيطة إلحاق أشد الضرر بقوات الاحتلال ، وأصبحت العمليات الإستشهادية أحد ركائز المقاومة الفلسطينية فى صراعها مع العدو الصهيونى ، وقد احتار العالم كله فى مواجهة هذا السلاح ، واعترفت السلطات الإسرائيلية بسقوط أكثر من ألف قتيل وجريح صهيونى خلال انتفاضة الأقصى التى بدأت فى سبتمبر 2000 وذلك عن طريق عمليات التفجير والكمائن والعمليات الإستشهادية التى يقوم بها إستشهاديون فى العمق الصهيونى ... هذه الوسائل القتالية يجب أن تتناسب مع حجم الخطر ويجب أن تكون فاعلة ومؤثرة حتى تجبر العدو على عدم الاغترار بقوته واحترام حقوق الآخرين .
المقاومة هى التى أخرجت إسرائيل من جنوب لبنان ، وهى التى ستخرجها الآن من قطاع غزه ، وهى التى ستخرج أمريكا وعملائها من العراق وأفغانستان .
ومن الحكمة أن نحدد درجة الخطر حتى نتمكن من تحديد درجة المقاومة ، فهناك مخاطر وأزمات دولية يمكن إزالتها بالتفاوض والتحاور ، وهناك مخاطر أخرى لا يصلح معها غير القتال وإعلان الجهاد ، وعلى قدر الخطر تكون المقاومة ، فعود الثقاب مثلا لا يحتاج لأكثر من نفخة هواء حتى يُطفأ ، وبعض الحرائق يمكن السيطرة عليها بقليل من الماء ، وبعضها لا يصلح التعامل معها إلا من خلال العمل الجماعى واستدعاء قوات الإطفاء ومشاركة الجميع فى محاصرة الخطر ومقاومته .. عود الثقاب قد يماثل اختلاف الرأى الذى لا يحتاج لاستدعاء قوات إطفاء أو إعلان حالة الطوارئ ، أما احتلال الأوطان فإنه يمثل عمل شنيع ويشبه الحرائق الكبرى التى تستوجب النفور الجماعى ومشاركة الجميع فى كل أشكال الدفاع والمقاومة لدرء الخطر ومحاصرة النيران وبذل كل جهد فى سبيل تحقيق هذا الهدف ، ونحن الآن وإزاء ما يحدث فى العراق نجد أنفسنا أمام خطر عظيم لا يستهدف العراق وحده وإنما يستهدف كل الأمة من محيطها على خليجها .. نقف اليوم وجهًا لوجه على أرضنا أمام عدو غادر قد يفوقنا عدة لكنه لا يفوقنا عددًا ، وقد يفوقنا قدرة لكنه لا يفوقنا عزيمة ومجدًا .. نواجه عدو مارق وغادر وفاجر يخشاه العالم كله لكن المسلم لا يخشاه حيث يملك المسلم عقيدة راسخة تبطل كل ما يملكه هذا الوغد من أدوات تسلط وقهر .
ألمانيا لا تستطيع مواجهة أمريكا .. العراق يمكنه فعل ذلك ـ حلف الناتو لا يستطيع تحدى أمريكا .. شعب العراق يستطيع ذلك ... إنها المعادلة التى لا يفهمها غير المسلم والتى احتار الغرب فى تفسيرها ..
ألم يصمد الحجر الصهيونى لنصف قرن من الزمان أمام الترسانة الحربية الصهيونية التى تعزف خارج المساءلة الدولية والقانونية والتى تملك كافة الأسلحة المحرمة والغير محرمة .. كيف يحدث ذلك وكيف يصمد الحجر الفلسطينى أمام كل هذا القهر الصهيونى ؟!!
إنه صمود الحق أمام الباطل ، وصمود العقل أمام القوة ، وصمود الإرادة أمام القهر ..
وطريق الجهاد محسوم ومضمون لكنه يحتاج لصبر وتضحية لا يقوى عليهما غير المؤمن الصادق ، وما يحدث الآن فى العراق لا يمكن أن يُطلق عليه غير تسمية واحدة هى "المقاومة" وعند احتلال الأوطان تصبح كل أعمال المقاومة مشروعة حتى لو شابها شئ من الحرام ، والقاعدة الفقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات ) هذه القاعدة الفقهية التى لا خلاف عليها يجب أن تكون سندنا عند مقاومة الاحتلال .. علينا أن نقطع الطريق على المنافقين الذين يسلكون طريق الحق ليصلوا إلى الباطل .. علينا ألا نستمع إلى من يريد تأمين قوات الاحتلال عن طريق تأمين رجال الشرطة العملاء ، ولا من يريد أن يحفظ سلامة الجندى الأمريكى بحجة المحافظة على سلامة المواطن العراقى .. إن المقاومة لا تملك من الرفاهية ما يمكنها من إخلاء الطريق أولاً من كل العراقيين قبل القيام بأى عملية ضد قوات الاحتلال ، كما أن المقاومة لا تملك تلك العصا السحرية التى تمكنها من الوصول إلى أهدافها المحددة دون المساس بالآخرين .. إن القوات الأمريكية والشرطة العراقية يتعمدون الاختلاط بالمواطن العراقى البسيط حتى لا يتركوا للمقاومة فرصة للتمكن منهم دون إيقاع الضرر بالمواطن العراقى الذى قد يتواجد بالصدفة فى مكان الانفجار .
وغاية ما تصبو إليه الإدارة الأمريكية من احتلالها للعراق هو تنصيب حكومة عميلة تسير على هدى الحكومات العربية العميلة ، وهى فى سبيل ذلك لا تدخر جهدًا من أجل إضفاء الشرعية الدولية على العملاء واللصوص ، ولقد أجبرت الحكام العرب على الاحتفاء بعلاوى ومعاملته وكأنه مبعوث العناية الإلهية والوقوف معه ومساندته رغم عمالته ونذالته .
هل شعر أحد بانتقال السلطة للعراقيين ؟!!
هل توقف القصف الجوى على أهل الفلوجه أو النجف أو الرمادى أو سائر أرض العراق ؟!!
هل خلت الشوارع من المدرعات الأمريكية ؟!!
هل توقفت أمريكا عن مقاتلة الشعب العراقى ؟!!
لم يكن هدف أمريكا إقصاء صدام حسين .. كان هدفها إقصاء هذا الشعب وتركيعه وتمكين العملاء منه .. كان هدفهم الأول النيل من هذا البلد المكافح الذى لن يرضى أهله بأن يضحوا بكل سنوات الحصار والقصف والدمار من أجل تمكين الياور وعلاوى .. الشعب العراقى لا يمكن أن يصوم العمر كله ثم يفطر على بصلة نتنة لا يمكن تحمل رائحتها .. من أجل ذلك اشتعلت المقاومة العراقية وأخذت أشكالاً عديدة وكثيرة وتلاحقت ضرباتها المباركة حتى أصابت قوات الاحتلال بحالة من الفزع الهستيرى الذى أفقدها القدرة على التحرك وأخذ زمام المبادرة بعد أن تنوعت أساليب المقاومة فأصبح فى العراق مقاومة بالهجوم ومقاومة بالدفاع ومقاومة بالخطف واستعمال الرهائن ومقاومة بزرع القنابل وعمل الكمائن ومقاومة بملاحقة الخونه وتصفية رموزهم ومقاومة بقطع خطوط الامداد ومقاومة بتفجير أنابيب النفط ومقاومة بالتحريض والحث على الجهاد ومقاومة إعلامية تنقل مطالب المجاهدين إلى وسائل الإعلام ، واشتعل العراق بالمقاومة وأصبح كله ساحة جهاد ، وهذا هو المطلوب على وجه الدقة والتحديد ... فى هذه الأوقات الحرجة كان لابد من تشويه وجه المقاومة عن طريق العملاء والخونه ورمى المقاومة بما ليس فيها ومحاصرتها فى أضيق الحدود الممكنة ، فسلاح أمريكا اليوم لم يعد قذيفة ولا طائرة ، وإنما سلاح يعتمد على الخونه والعملاء فى الداخل والخارج .. الخونه العراقيين بالداخل والحكام العرب فى الخارج ... هؤلاء العملاء أرادوا محاصرة المقاومة وتشويه أعمالها البطولية عن طريق تجريم أفعالها واستنكار بعض وسائلها المشروعة مثل خطف الرهائن واستهداف الشرطة العراقية واستهداف بعض رموز الحكومة العراقية ، وذلك بعد أن أفشلوا فى الإيقاع بين الشيعه والسنه أو الأقباط والمسلمين .
وفى مسألة خطف الرهائن يتم التعتيم على الهدف الحقيقى من عمليات الخطف ويتم التركيز على الجانب الإنسانى فى القضية حيث التحدث عن كون المختطفين عمال بسطاء يعملون من أجل كسب أقواتهم وأنه لا حول لهم ولا قوة .. هذا الكلام يخالف الحقيقة تمامًا لأنه حق يُراد به باطل ... إن كل يد تمتد لمساعدة أمريكا يجب أن تـُقطع بغض النظر عن جنسية هذه اليد .
سُئل الإمام ذات يوم وقيل له : يا إمام هل من يعد الطعام للحاكم الظالم يكون شريكًا له فى ظلمه ؟؟ .. أجاب الإمام : ويحك .. إن الذى يحيك له الملابس يكون شريكا فى الظلم فما بالك بمن يعد له الطعام والشراب !!
من هذه الفتوى نتبين وجه الحقيقة فى كل من يقدم العون لقوات الاحتلال لأن خطوط الإمداد التى تربط بين الكويت الغادرة وقوات الاحتلال الكافرة تعد شريان الحياة بالنسبة لقوات الاحتلال ، وقطع هذا الشريان لا يمكن أن يتم إلا من خلال عمليات المقاومة التى من بينها خطف وأسر كل من يقوم بهذا العمل ويقدم الدعم للأمريكان ، ولقد أثمرت هذه الطريقة وأتت بالخير الكثير فقد قطعت الكثير من هذه الشركات علاقتها بهذا العمل ، وقامت الفلبين بسحب جنودها من العراق تنفيذا لشروط الخاطفين ، فكيف لا يكون هذا العمل عمل بطولى يندرج تحت عمليات المقاومة ؟!!
علينا ألا نعطى للمقاومة الدروس ونحن جالسين فى المكيفات نتلقى التعليمات من الحكام ..
عجبت لجريدة "الأسبوع" المصرية ـ التى نكن لها كل احترام وتقدير ـ عندما سمحت فى عددها الصادر فى 2/8/2004 بنشر مقال ينتقد أعمال المقاومة ، ولا أدرى كيف سمحت إدراة التحرير بتمرير هذا المقال .. يصف مجدى شندى تحت عنوان "الإختطاف الأعمى" المقاومة العراقية بالقتلة وقطاع الطرق والعناكب التى تفترس فى الظلام ، ويقول : (يمثل الاختطاف الذي يتم ضد عمال بسطاء من جنسيات مختلفة في العراق نوعا من الحماقة التي ترتكبها بعض فصائل المقاومة العراقية ... وينبغي أن يعرف المقاومون في العراق أنه لا اختطاف الرهائن ولا العمليات التي يسقط فيها قتلي عراقيون تحظي بأي شرعية أو قبول من أي نوع، المقاومة في حاجة إلي أن تثبت للعراقيين وللعالم أن رجالها فرسان بحق يقاومون الاحتلال في وضح النهار وليسوا قتلة ولا قطاع طرق، ولا عناكب تفتك بفرائسها في الظلام.
المقال غريب ودخيل على الجريدة ولا يتماشى مع سياستها الداعمة للمقاومة ، والمقال على صغره ملئ بالسقطات المروعة ، فمثلا ـ يطالب الكاتب المقاومة العراقية بأن تتعلم من المقاومة الفلسطينية التى لم تتورط فى صراعات جانبية وهامشية ، ولم يذكر لنا الكاتب أى مكاسب تلك التى عادت على المقاومة بإتباعها هذا النهج الحضارى والعالم كله الآن يدير لها ظهره غير عابئ بما يحدث للأهل فى فلسطين !! ... إننا فى عالم مات فيه الضمير ولم يعد يعترف إلا بلغة القوة !!
وهل سلمت المقاومة الفلسطينية من أقلام العملاء ؟!!
ألم نصف العمليات الاستشهادية بالانتحارية ؟!!
ألم نطالبهم بإيقاف عملياتهم ضد المدنيين الإسرائليين دون أن نطالب إسرائيل بذلك ؟!!
إننى أطالب كل مقاوم عراقى بقطع رأس كل عميل يقدم الدعم لأمريكا .. أطالبهم بفعل ذلك حتى لو كان المتهم أخى أو إبنى ، ولنا فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شاهد على ذلك (( والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) هذا فى السرقة فما بالنا بالخيانة وموالاة الأعداء ؟!!
لقد تضررت أمريكا كثيرًا من عمليات المقاومة وقطع طرق الإمداد ومن هروب الكثير من الشركاء من مستنقع العراق ، فها هى الفلبين تضحى بتحالفها مع بوش فى سبيل إنقاذ الرهينة الفلبينى ، وها هى سول تعج بالمظاهرات التى تطالب بخروج القوات الكوريه من العراق ، وكذلك الحال فى اليابان وأغلب دول العالم .. لم يعد لبوش أصدقاء غير هلافيت العرب وحكام العار ممن يطالبون الآن بإرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق لمساندة الكلب الأمريكى الذى يلعق جراحه هناك .
الشئ الآخر الذى تعتمد عليه ميلشيات المقاومة المضادة فى حربها ضد المقاومة العراقية الباسلة وتشويه صورتها هو تصدى رجال المقاومة لأفراد وقيادات الشرطة العراقية ..
أى رجال شرطة هؤلاء وهم لا يتحركون إلا بأوامر أمريكية ؟!!
أى رجال شرطة هؤلاء وهم يقاتلون جنبًا إلى جنب مع قوات الاحتلال ويستنجدوا بالقوات الأمريكية إذا فلتت الأمور من أيديهم فتقوم الطائرات الأمريكية بقصف الشعب العراقى والتنسيق مع أفراد الشرطة العراقية من أجل محاصرة المجاهدين ، وما يحدث فى النجف الآن خير شاهد !!
إن كل يد عراقية تمتد لمساعدة أمريكا يجب أن تـُقطع ، وكل شرطى عراقى يأتمر بأوامر قوات الاحتلال عليه أن يدرك انه يحارب الله ورسوله ، وإذا مات فإنه يموت ميتة الكلاب وليست ميتة الشهداء .
إن كل سلاح فى يد العراقيين يجب أن يوجه نحو صدور الغزاه وليس لمحاربة شعب يقاوم الاحتلال .. إن ضرر قوات الشرطة العراقية أشد على الشعب العراقى من قوات الاحتلال ، فمنهم من يعمل مرشدًا ، ومنهم من يستبيح الحرمات ، ومنهم من يقاتل الآمنين ، ومنهم من يسرق وينهب ...
إن المقاومة العراقية يتبناها شرفاء .. قد تختلف مواقفهم وعقائدهم ، ولكن لا تختلف أهدافهم النبيلة التى تسعى لتحرير العراق من دنس الاحتلال الأمريكى البريطانى ، أما عملاء الثورة المضادة فإنهم يعملون تحت لافتة من العار مكتوب عليها "عملاء ومرتزقه" .. هؤلاء القوم لا يهمهم ما يحدث فى العراق من قريب أو من بعيد ، فقد باعوا أنفسهم للشيطان وتوغلوا فى خيانة الأوطان ، ولم تعد تؤثر فيهم مشاهد الدمار أو الخراب أو صور الضحايا ولا ما آلت إليه أحوال البلاد فى ظل قوات الاحتلال ... لقد تربوا على المال الحرام وموائد المخابرات وشبكات التجسس وأتوا إلى العراق لا يحملون إلا الخيانة ولا يعرفون إلا الغدر .
يقول المفكر السياسى العربى والكاتب العراقى الشريف الأستاذ خير الدين حسيب ـ مدير مركز دراسات الوحدة العربية : ( لا توجد وسيلة أخرى لإخراج القوات الأمريكية من العراق إلا المقاومة بأنواعها المختلفة ـ مقاومة مسلحة وسلمية وإضراب وإعتصام ومظاهرات ، وعلى الكل أن يساهم فى ذلك حسب قدراته وإمكانياته ) ويقول عن الحكومة العراقية : ( إنها امتداد لحكم الإحتلال وهى حكومة ظل للقوات المحتلة وأن إياد علاوى عاش عمره على علاقة بالمخابرات المركزية الأمريكية ومعها المخابرات البريطانية وأنه مجند من قِبل الـ C.I.A منذ عام 1992 وله راتب شهرى من تلك المخابرات وأن 18 وزيرًا فى الحكومة العراقية كانوا فى أمريكا وحضروا مع قوات الاحتلال ) .
كيف يُحكم العراق العظيم بمثل هؤلاء الكلاب ؟!!
إن الموت أهون على الحُر من حكم الكلاب والعملاء والخنازير فاشتدى يا مقاومة واقطعى رأس كل من يُحنى الرأس لقوات الاحتلال .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
بعد الذى نشاهده الآن فى كل من العراق وفلسطين أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينتقم منك يا مبارك وينتقم من كل حاكم وضيع صُنع على عين الأعداء ولعنته الأرض والسماء .
إن الحاكم الذى لا يشعر بالفاجعة التى تحيق بنا لا يستحق أن يعيش بيننا لحظة واحدة ، ويجب أن يُقلع مثلما تـُقلع الشجرة الخبيثة التى نمت فى الأرض الطيبة .. أرضنا الإسلامية طيبة وحكامها أشرار .. أرضنا العربية طاهرة وحكامها أنجاس !!
أمريكا اليوم لا تحاربنا بأسلحتها وإنما بحكامنا .. تحاربنا بعملاء الداخل والخارج .. الياور ومبارك .. علاوى وخادم الحرمين .. جابر الكلب وأولاد الكلب ...
أمريكا اليوم تلعق أحذية المقاومة فى ذل وانكسار ، لكنها فى نفس الوقت تجبر حكامنا على لعق أحذيتها فى علو واستكبار ، وأقسم بالله العظيم أن حكامنا لن يغيروا مواقفهم من أمريكا أبد الدهر حتى لو شاركتهم حجرات النوم واغتصبت نساءهم !!
الحكام العرب لا يختلفون فى شئ عن كرزاى وبرفيز مشرف والياور وعلاوى ، وهم أحق باللعنة من الأعداء وأحق بالمقاومة من غيرهم ، ولقد كشفت الأحداث الأخيرة ما لم تكشفه السنوات الطويلة وأصبح كل شئ يدار على المكشوف من غير تضليل ولا زيف ، ولم يعد ينقصنا غير أن يقف الحاكم ويُعلن بأعلى صوته : نعم أنا عميل وكافر وقليل الدين .. فماذا أنتم فاعلون ؟!!
ما يحدث الآن فى النجف والأرض الفلسطينية شئ لا يمكن تحمله ، ولو كان الحاكم كلبًا لاعترض ، ولو كان ثورًا لانتفض ... إننا نواجه كارثة بالمعنى الحرفى ، فكل ما أصاب الأمة منذ سقوط الخلافة الإسلامية حتى الآن تم عن طريق الحكام ، واليوم لا خيار أمامنا غير المقاومة ..
المقاومة .. المقاومة .. المقاومة ..
علينا أن نقاوم فى الداخل ، وعلينا أن نقاوم فى الخارج .. علينا أن نقاوم الحكام ، وعلينا أن نقاوم الأعداء ..
الشعب الفلسطينى اليوم لم يعد له غير الله ..
والشعب العراقى اليوم لم يعد له غير الله ..
وعلى غرار الثورات والثورات المضادة يشهد العراق الآن صراع مرير بين نوعين من المقاومة ـ مقاومة باسلة يقودها أبناء البلد الشرفاء ومقاومة مضادة تقودها حكومة عميلة عادت على أجنحة الطائرات المقاتلة التى دمرت العراق ..
الغريب فى الأمر أن الحكام العرب يقفون بشدة مع أعضاء الحكومة العميلة ضد شعب العراق ، ويقدمون دعمهم ومساندتهم لكل من يساند قوات الاحتلال ، وينعتون المقاومة الشريفة بالإرهاب والتطرف والوقوف وراء التفجيرات والدمار الذى حاق بالعراق .
ولكى نوضح الصورة علينا أولاً كشف الزيف الذى تروج له وسائل الإعلام العميلة للنيل من المقاومة الشريفة .. نريد أن نفند بعض الشبهات التى تحوم حول أعمال المقاومة والتى يستخدمها العملاء فى تشويه صورة المقاومة والنيل منها .
علينا أن نبسط الأمور لندرك الحقيقة بوضوح ولا تأخذنا السبل فنتفرق ويضيع منا الهدف ، فالمقاومة هى ردة فعل طبيعى لما يحدث وقت الشدة لحماية الكيان من الخطر ، والمقاومة غريزة فطرية وضعها الله فى كل جسد حى يدرك الأشياء ويعى المخاطر لكى يتمكن من حماية نفسه وحماية من يعول وحماية الوطن الذى يعيش فيه ، والمقاومة عمل يتحقق بصورة عفويه وتلقائية لحظة التعرض للخطر ... نرى ذلك فى الطيور إذا ما هوجمت أوكارها ، وفى الحيوانات إذا ما تعرضت صغارها للخطر ، ونراه حتى فى الديدان والحشرات التى تتقلص وتتملص إذا ما هوجمت وتعرضت للخطر ، لكن المقاومة فى الإنسان تتميز عن غيرها باستخدام العقل والحيلة والوسيلة حيث يتمكن العقل من خلق أشكال ونماذج جديدة للمقاومة تمكنه من تحقيق أهدافه وأغراضه .. هذه الأشكال والنماذج ربما تكون غير مألوفة لكنها تكون فاعلة ومؤثرة وذات قدرة فائقة على إلحاق أكبر الضرر بمصالح العدو ... شاهدنا ذلك فى كفاح الشعب الفلسطينى الذى استطاع أن يدير صراعه مع العدو الصهيونى بمنتهى الحكمة والذكاء ، واستطاع بوسائل بسيطة إلحاق أشد الضرر بقوات الاحتلال ، وأصبحت العمليات الإستشهادية أحد ركائز المقاومة الفلسطينية فى صراعها مع العدو الصهيونى ، وقد احتار العالم كله فى مواجهة هذا السلاح ، واعترفت السلطات الإسرائيلية بسقوط أكثر من ألف قتيل وجريح صهيونى خلال انتفاضة الأقصى التى بدأت فى سبتمبر 2000 وذلك عن طريق عمليات التفجير والكمائن والعمليات الإستشهادية التى يقوم بها إستشهاديون فى العمق الصهيونى ... هذه الوسائل القتالية يجب أن تتناسب مع حجم الخطر ويجب أن تكون فاعلة ومؤثرة حتى تجبر العدو على عدم الاغترار بقوته واحترام حقوق الآخرين .
المقاومة هى التى أخرجت إسرائيل من جنوب لبنان ، وهى التى ستخرجها الآن من قطاع غزه ، وهى التى ستخرج أمريكا وعملائها من العراق وأفغانستان .
ومن الحكمة أن نحدد درجة الخطر حتى نتمكن من تحديد درجة المقاومة ، فهناك مخاطر وأزمات دولية يمكن إزالتها بالتفاوض والتحاور ، وهناك مخاطر أخرى لا يصلح معها غير القتال وإعلان الجهاد ، وعلى قدر الخطر تكون المقاومة ، فعود الثقاب مثلا لا يحتاج لأكثر من نفخة هواء حتى يُطفأ ، وبعض الحرائق يمكن السيطرة عليها بقليل من الماء ، وبعضها لا يصلح التعامل معها إلا من خلال العمل الجماعى واستدعاء قوات الإطفاء ومشاركة الجميع فى محاصرة الخطر ومقاومته .. عود الثقاب قد يماثل اختلاف الرأى الذى لا يحتاج لاستدعاء قوات إطفاء أو إعلان حالة الطوارئ ، أما احتلال الأوطان فإنه يمثل عمل شنيع ويشبه الحرائق الكبرى التى تستوجب النفور الجماعى ومشاركة الجميع فى كل أشكال الدفاع والمقاومة لدرء الخطر ومحاصرة النيران وبذل كل جهد فى سبيل تحقيق هذا الهدف ، ونحن الآن وإزاء ما يحدث فى العراق نجد أنفسنا أمام خطر عظيم لا يستهدف العراق وحده وإنما يستهدف كل الأمة من محيطها على خليجها .. نقف اليوم وجهًا لوجه على أرضنا أمام عدو غادر قد يفوقنا عدة لكنه لا يفوقنا عددًا ، وقد يفوقنا قدرة لكنه لا يفوقنا عزيمة ومجدًا .. نواجه عدو مارق وغادر وفاجر يخشاه العالم كله لكن المسلم لا يخشاه حيث يملك المسلم عقيدة راسخة تبطل كل ما يملكه هذا الوغد من أدوات تسلط وقهر .
ألمانيا لا تستطيع مواجهة أمريكا .. العراق يمكنه فعل ذلك ـ حلف الناتو لا يستطيع تحدى أمريكا .. شعب العراق يستطيع ذلك ... إنها المعادلة التى لا يفهمها غير المسلم والتى احتار الغرب فى تفسيرها ..
ألم يصمد الحجر الصهيونى لنصف قرن من الزمان أمام الترسانة الحربية الصهيونية التى تعزف خارج المساءلة الدولية والقانونية والتى تملك كافة الأسلحة المحرمة والغير محرمة .. كيف يحدث ذلك وكيف يصمد الحجر الفلسطينى أمام كل هذا القهر الصهيونى ؟!!
إنه صمود الحق أمام الباطل ، وصمود العقل أمام القوة ، وصمود الإرادة أمام القهر ..
وطريق الجهاد محسوم ومضمون لكنه يحتاج لصبر وتضحية لا يقوى عليهما غير المؤمن الصادق ، وما يحدث الآن فى العراق لا يمكن أن يُطلق عليه غير تسمية واحدة هى "المقاومة" وعند احتلال الأوطان تصبح كل أعمال المقاومة مشروعة حتى لو شابها شئ من الحرام ، والقاعدة الفقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات ) هذه القاعدة الفقهية التى لا خلاف عليها يجب أن تكون سندنا عند مقاومة الاحتلال .. علينا أن نقطع الطريق على المنافقين الذين يسلكون طريق الحق ليصلوا إلى الباطل .. علينا ألا نستمع إلى من يريد تأمين قوات الاحتلال عن طريق تأمين رجال الشرطة العملاء ، ولا من يريد أن يحفظ سلامة الجندى الأمريكى بحجة المحافظة على سلامة المواطن العراقى .. إن المقاومة لا تملك من الرفاهية ما يمكنها من إخلاء الطريق أولاً من كل العراقيين قبل القيام بأى عملية ضد قوات الاحتلال ، كما أن المقاومة لا تملك تلك العصا السحرية التى تمكنها من الوصول إلى أهدافها المحددة دون المساس بالآخرين .. إن القوات الأمريكية والشرطة العراقية يتعمدون الاختلاط بالمواطن العراقى البسيط حتى لا يتركوا للمقاومة فرصة للتمكن منهم دون إيقاع الضرر بالمواطن العراقى الذى قد يتواجد بالصدفة فى مكان الانفجار .
وغاية ما تصبو إليه الإدارة الأمريكية من احتلالها للعراق هو تنصيب حكومة عميلة تسير على هدى الحكومات العربية العميلة ، وهى فى سبيل ذلك لا تدخر جهدًا من أجل إضفاء الشرعية الدولية على العملاء واللصوص ، ولقد أجبرت الحكام العرب على الاحتفاء بعلاوى ومعاملته وكأنه مبعوث العناية الإلهية والوقوف معه ومساندته رغم عمالته ونذالته .
هل شعر أحد بانتقال السلطة للعراقيين ؟!!
هل توقف القصف الجوى على أهل الفلوجه أو النجف أو الرمادى أو سائر أرض العراق ؟!!
هل خلت الشوارع من المدرعات الأمريكية ؟!!
هل توقفت أمريكا عن مقاتلة الشعب العراقى ؟!!
لم يكن هدف أمريكا إقصاء صدام حسين .. كان هدفها إقصاء هذا الشعب وتركيعه وتمكين العملاء منه .. كان هدفهم الأول النيل من هذا البلد المكافح الذى لن يرضى أهله بأن يضحوا بكل سنوات الحصار والقصف والدمار من أجل تمكين الياور وعلاوى .. الشعب العراقى لا يمكن أن يصوم العمر كله ثم يفطر على بصلة نتنة لا يمكن تحمل رائحتها .. من أجل ذلك اشتعلت المقاومة العراقية وأخذت أشكالاً عديدة وكثيرة وتلاحقت ضرباتها المباركة حتى أصابت قوات الاحتلال بحالة من الفزع الهستيرى الذى أفقدها القدرة على التحرك وأخذ زمام المبادرة بعد أن تنوعت أساليب المقاومة فأصبح فى العراق مقاومة بالهجوم ومقاومة بالدفاع ومقاومة بالخطف واستعمال الرهائن ومقاومة بزرع القنابل وعمل الكمائن ومقاومة بملاحقة الخونه وتصفية رموزهم ومقاومة بقطع خطوط الامداد ومقاومة بتفجير أنابيب النفط ومقاومة بالتحريض والحث على الجهاد ومقاومة إعلامية تنقل مطالب المجاهدين إلى وسائل الإعلام ، واشتعل العراق بالمقاومة وأصبح كله ساحة جهاد ، وهذا هو المطلوب على وجه الدقة والتحديد ... فى هذه الأوقات الحرجة كان لابد من تشويه وجه المقاومة عن طريق العملاء والخونه ورمى المقاومة بما ليس فيها ومحاصرتها فى أضيق الحدود الممكنة ، فسلاح أمريكا اليوم لم يعد قذيفة ولا طائرة ، وإنما سلاح يعتمد على الخونه والعملاء فى الداخل والخارج .. الخونه العراقيين بالداخل والحكام العرب فى الخارج ... هؤلاء العملاء أرادوا محاصرة المقاومة وتشويه أعمالها البطولية عن طريق تجريم أفعالها واستنكار بعض وسائلها المشروعة مثل خطف الرهائن واستهداف الشرطة العراقية واستهداف بعض رموز الحكومة العراقية ، وذلك بعد أن أفشلوا فى الإيقاع بين الشيعه والسنه أو الأقباط والمسلمين .
وفى مسألة خطف الرهائن يتم التعتيم على الهدف الحقيقى من عمليات الخطف ويتم التركيز على الجانب الإنسانى فى القضية حيث التحدث عن كون المختطفين عمال بسطاء يعملون من أجل كسب أقواتهم وأنه لا حول لهم ولا قوة .. هذا الكلام يخالف الحقيقة تمامًا لأنه حق يُراد به باطل ... إن كل يد تمتد لمساعدة أمريكا يجب أن تـُقطع بغض النظر عن جنسية هذه اليد .
سُئل الإمام ذات يوم وقيل له : يا إمام هل من يعد الطعام للحاكم الظالم يكون شريكًا له فى ظلمه ؟؟ .. أجاب الإمام : ويحك .. إن الذى يحيك له الملابس يكون شريكا فى الظلم فما بالك بمن يعد له الطعام والشراب !!
من هذه الفتوى نتبين وجه الحقيقة فى كل من يقدم العون لقوات الاحتلال لأن خطوط الإمداد التى تربط بين الكويت الغادرة وقوات الاحتلال الكافرة تعد شريان الحياة بالنسبة لقوات الاحتلال ، وقطع هذا الشريان لا يمكن أن يتم إلا من خلال عمليات المقاومة التى من بينها خطف وأسر كل من يقوم بهذا العمل ويقدم الدعم للأمريكان ، ولقد أثمرت هذه الطريقة وأتت بالخير الكثير فقد قطعت الكثير من هذه الشركات علاقتها بهذا العمل ، وقامت الفلبين بسحب جنودها من العراق تنفيذا لشروط الخاطفين ، فكيف لا يكون هذا العمل عمل بطولى يندرج تحت عمليات المقاومة ؟!!
علينا ألا نعطى للمقاومة الدروس ونحن جالسين فى المكيفات نتلقى التعليمات من الحكام ..
عجبت لجريدة "الأسبوع" المصرية ـ التى نكن لها كل احترام وتقدير ـ عندما سمحت فى عددها الصادر فى 2/8/2004 بنشر مقال ينتقد أعمال المقاومة ، ولا أدرى كيف سمحت إدراة التحرير بتمرير هذا المقال .. يصف مجدى شندى تحت عنوان "الإختطاف الأعمى" المقاومة العراقية بالقتلة وقطاع الطرق والعناكب التى تفترس فى الظلام ، ويقول : (يمثل الاختطاف الذي يتم ضد عمال بسطاء من جنسيات مختلفة في العراق نوعا من الحماقة التي ترتكبها بعض فصائل المقاومة العراقية ... وينبغي أن يعرف المقاومون في العراق أنه لا اختطاف الرهائن ولا العمليات التي يسقط فيها قتلي عراقيون تحظي بأي شرعية أو قبول من أي نوع، المقاومة في حاجة إلي أن تثبت للعراقيين وللعالم أن رجالها فرسان بحق يقاومون الاحتلال في وضح النهار وليسوا قتلة ولا قطاع طرق، ولا عناكب تفتك بفرائسها في الظلام.
المقال غريب ودخيل على الجريدة ولا يتماشى مع سياستها الداعمة للمقاومة ، والمقال على صغره ملئ بالسقطات المروعة ، فمثلا ـ يطالب الكاتب المقاومة العراقية بأن تتعلم من المقاومة الفلسطينية التى لم تتورط فى صراعات جانبية وهامشية ، ولم يذكر لنا الكاتب أى مكاسب تلك التى عادت على المقاومة بإتباعها هذا النهج الحضارى والعالم كله الآن يدير لها ظهره غير عابئ بما يحدث للأهل فى فلسطين !! ... إننا فى عالم مات فيه الضمير ولم يعد يعترف إلا بلغة القوة !!
وهل سلمت المقاومة الفلسطينية من أقلام العملاء ؟!!
ألم نصف العمليات الاستشهادية بالانتحارية ؟!!
ألم نطالبهم بإيقاف عملياتهم ضد المدنيين الإسرائليين دون أن نطالب إسرائيل بذلك ؟!!
إننى أطالب كل مقاوم عراقى بقطع رأس كل عميل يقدم الدعم لأمريكا .. أطالبهم بفعل ذلك حتى لو كان المتهم أخى أو إبنى ، ولنا فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير شاهد على ذلك (( والذى نفس محمد بيده لو أن فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) هذا فى السرقة فما بالنا بالخيانة وموالاة الأعداء ؟!!
لقد تضررت أمريكا كثيرًا من عمليات المقاومة وقطع طرق الإمداد ومن هروب الكثير من الشركاء من مستنقع العراق ، فها هى الفلبين تضحى بتحالفها مع بوش فى سبيل إنقاذ الرهينة الفلبينى ، وها هى سول تعج بالمظاهرات التى تطالب بخروج القوات الكوريه من العراق ، وكذلك الحال فى اليابان وأغلب دول العالم .. لم يعد لبوش أصدقاء غير هلافيت العرب وحكام العار ممن يطالبون الآن بإرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق لمساندة الكلب الأمريكى الذى يلعق جراحه هناك .
الشئ الآخر الذى تعتمد عليه ميلشيات المقاومة المضادة فى حربها ضد المقاومة العراقية الباسلة وتشويه صورتها هو تصدى رجال المقاومة لأفراد وقيادات الشرطة العراقية ..
أى رجال شرطة هؤلاء وهم لا يتحركون إلا بأوامر أمريكية ؟!!
أى رجال شرطة هؤلاء وهم يقاتلون جنبًا إلى جنب مع قوات الاحتلال ويستنجدوا بالقوات الأمريكية إذا فلتت الأمور من أيديهم فتقوم الطائرات الأمريكية بقصف الشعب العراقى والتنسيق مع أفراد الشرطة العراقية من أجل محاصرة المجاهدين ، وما يحدث فى النجف الآن خير شاهد !!
إن كل يد عراقية تمتد لمساعدة أمريكا يجب أن تـُقطع ، وكل شرطى عراقى يأتمر بأوامر قوات الاحتلال عليه أن يدرك انه يحارب الله ورسوله ، وإذا مات فإنه يموت ميتة الكلاب وليست ميتة الشهداء .
إن كل سلاح فى يد العراقيين يجب أن يوجه نحو صدور الغزاه وليس لمحاربة شعب يقاوم الاحتلال .. إن ضرر قوات الشرطة العراقية أشد على الشعب العراقى من قوات الاحتلال ، فمنهم من يعمل مرشدًا ، ومنهم من يستبيح الحرمات ، ومنهم من يقاتل الآمنين ، ومنهم من يسرق وينهب ...
إن المقاومة العراقية يتبناها شرفاء .. قد تختلف مواقفهم وعقائدهم ، ولكن لا تختلف أهدافهم النبيلة التى تسعى لتحرير العراق من دنس الاحتلال الأمريكى البريطانى ، أما عملاء الثورة المضادة فإنهم يعملون تحت لافتة من العار مكتوب عليها "عملاء ومرتزقه" .. هؤلاء القوم لا يهمهم ما يحدث فى العراق من قريب أو من بعيد ، فقد باعوا أنفسهم للشيطان وتوغلوا فى خيانة الأوطان ، ولم تعد تؤثر فيهم مشاهد الدمار أو الخراب أو صور الضحايا ولا ما آلت إليه أحوال البلاد فى ظل قوات الاحتلال ... لقد تربوا على المال الحرام وموائد المخابرات وشبكات التجسس وأتوا إلى العراق لا يحملون إلا الخيانة ولا يعرفون إلا الغدر .
يقول المفكر السياسى العربى والكاتب العراقى الشريف الأستاذ خير الدين حسيب ـ مدير مركز دراسات الوحدة العربية : ( لا توجد وسيلة أخرى لإخراج القوات الأمريكية من العراق إلا المقاومة بأنواعها المختلفة ـ مقاومة مسلحة وسلمية وإضراب وإعتصام ومظاهرات ، وعلى الكل أن يساهم فى ذلك حسب قدراته وإمكانياته ) ويقول عن الحكومة العراقية : ( إنها امتداد لحكم الإحتلال وهى حكومة ظل للقوات المحتلة وأن إياد علاوى عاش عمره على علاقة بالمخابرات المركزية الأمريكية ومعها المخابرات البريطانية وأنه مجند من قِبل الـ C.I.A منذ عام 1992 وله راتب شهرى من تلك المخابرات وأن 18 وزيرًا فى الحكومة العراقية كانوا فى أمريكا وحضروا مع قوات الاحتلال ) .
كيف يُحكم العراق العظيم بمثل هؤلاء الكلاب ؟!!
إن الموت أهون على الحُر من حكم الكلاب والعملاء والخنازير فاشتدى يا مقاومة واقطعى رأس كل من يُحنى الرأس لقوات الاحتلال .