المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيادة القومية : توصيف دقيق لـ إنتفاضة الشعب العربي في تونس ومصر ـ توصيات هامة جدااا



salah71
17-02-2011, 12:19 AM
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 12/02/2011


بسم الله الرحمن الرحيم
حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية





القيادة القومية : بمقاومة العراق وفلسطين وانتفاضة تونس ومصر الامة تنهض من جديد



شبكة البصرة

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
أيها المناضلون العرب
أيها الأحرار في العالم

منذ بدأت العواصف الثورية تنطلق من تونس الخضراء وتبعتها مصر العروبة تتابع القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تطور الاحداث بدقة وتدرس وتحلل الاوضاع في ضوء خبرات عقود من النضال القومي والوطني وتوصلت الى ان ما يجري الان هو عواصف ثورية شعبية كبيرة وليس (عاصفة هوجاء) كما وصفتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، والقيادة القومية تدرك جيدا أن أمريكا والصهاينة والفرس هم من يريد تحويل العواصف الثورية الى عواصف هوجاء تدمر الاقطار العربية ووحدتها الوطنية وتعيد تثبيت النفوذ الامريكي والصهيوني بعد ان وصل الى حالة الترنح بانتظار السقوط على يد عواصف الجماهير العربية الثائرة. ان ما يجري هو عواصف الثورية وهو تعبير دقيق عن حالة واقعية تراكمت وتفاعلت لعدة عقود من الزمن، في ظل الفقر و البطالة و الفساد والاستبداد والتبعية لأمريكا وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بتخطيط وبدعم أمريكي- صهيوني كامل لكل تلك الظواهر.
وحينما اختمرت عوامل الاحتقانات الطويلة والكبت المستمر والمتزايد، بادرت فئات جماهيرية غاضبة في تونس بتفجير انتفاضة وطنية صادقة أعطت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعتقلين، وأسقطت أحد رموز أمريكا الفاسدين والمستبدين وهو زين العابدين بن علي، ثم أعقب ذلك تفجير انتفاضة شعبية أضخم وأوسع في الخامس والعشرين من يناير بمصر، قدمت بسخاء من أجل انتصارها المئات من الشهداء الأبرار والآلاف من الجرحى والكثير الكثير من المعتقلين وسجناء الرأي الأفذاذ، و تمكنت من إسقاط حسني مبارك بعد أن عبث بمصر وقيم الأمة العربية والعالم الإسلامي بشكل عام وحاول بكل ما امتلك من القدرة إخراج شعب مصر من خارطة الأمة وفرض سياسة العزل والهيمنة الأمريكية الصهيونية على مصر ومن خلالها على الأمة العربية والعالم الإسلامي.
ان هذه الانتفاضات ما تزال اتجاهاتها وعواصفها مفتوحة بهدف تحقيق أهدافها الكبيرة التي أعلنت انتفاضتها من أجل تحقيقها، وبين هذا الذي وقع ويقع في تونس ومصر جرت وتجري محاولات لتفجير الأوضاع في الجزائر وأقطار أخرى، كما أصاب القلق الاحتلال وقوى تابعة له في العراق فأراد احتواء انتفاضة شعبية عراقية وطنية حقيقية وجذرية بدأت تتكون عن طريق الاندساس في المظاهرات الشعبية التي تجري منذ فترة في مدن عراقية والتي ترفض الوضع المأساوي في العراق الناجم عن الاحتلال والحكومة التابعة له ومحاولة تحويلها الى اداة لخدمة الأحزاب المشاركة في العملية السياسية والاحتلال.

أيها المناضلون العرب
إن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج العربي وقواها السياسية ونخبها المثقفة تقف أمام هذه (العاصفة) بثبات مبدئي مؤمن بانتصار إرادة الشعب، وهي تحمل آراء مختلفة حول أهدافها الحقيقية مما يتطلب تحليل ما يجري من حراك شعبي عظيم بموضوعية وامانة الثوار وما قد يؤدي إليه، وتحديد من هي القوى المشاركة فيه ودعمها للانتفاضات من اجل تطويرها لتكوّن لحظة تغيير تاريخية جذرية للواقع العربي الفاسد وتحقيق آمال وطموحات الجماهير العربية التي بدأت تتعرض للخنق المنظم منذ هزيمة عام 1967م ودخلت مرحلة خطيرة بزيارة السادات للقدس، والاعتراف بالكيان الصهيوني، محدثة انقلابا إستراتيجيا خطيرا ضد المصالح القومية العربية.

وفي ضوء ذلك فإن حزب البعث العربي الاشتراكي الأمين على مصالح هذه الأمة والمؤسس الفعلي للتيار القومي العربي التحرري الحديث في الأربعينات من القرن الماضي، والذي تشّرف بقيادة عملية مواجهة الردة الساداتية من خلال نظامه الوطني حيث عُقدت بدعوة منه وبرعايته، قمة بغداد التي عزلت السادات ونظامه، ففتح بذلك آفاق صراع إستراتيجي وفرز جاد بين حركة التحرر الوطني العربية والتحالف الأمريكي- الصهيوني وأتباعه في المنطقة وأخذت حلقات الصراع تتوالى واحدة إثر أخرى، ودخلت المنطقة في أتون مبادرات (سلام) استسلامية وتطبيع ذليل مع الكيان الصهيوني، في محاولة لتصفية القضية المركزية للعرب - قضية فلسطين - لتبلغ ذروة حلقات هذا الصراع في الغزو الأمريكي- الصهيوني للعراق المدعوم بصورة فعالة من قبل ايران، ومع انطلاق المقاومة العراقية الباسلة وصمود المقاومة في فلسطين وُضِعت أمريكا ومن معها في حالتي الفشل والهزيمة المعنوية والمادية.
إن القيادة القومية وهي تتابع ما يجري من أحداث خطيرة كان آخرها تنحي حسني مبارك، مجبرا، وهو أحد أخطر رموز الهيمنة الأمريكية والحليف الرئيس للكيان الصهيوني، تحرص كل الحرص على إلقاء الضوء على ما يجري في وطننا العربي الكبير وعلى النحو التالي:
أولا: إن الانتفاضات التي وقعت في تونس ومصر والتي قد تقع في أقطار أخرى هي انتفاضات وطنية الدافع والمسوغات والأداة، التي هي جماهير الشعب وطليعتها الشباب المنتفض الثائر الشجاع المؤمن بحقه وبإرادة شعبه في مواجهة الفساد والاستبداد والعمالة لأمريكا، لذلك فإن دعم الانتفاضات واجب فرض عين وطني في كل قطر وواجب فرض عين قومي ملزم على الصعيد العربي وليس فرض كفاية.

ثانيا: من الضروري أن تبادر كافة القوى الوطنية العربية التحررية إلى رفد الشباب الثائر، بالخبرة والتجربة التي تمتلكها، لمواجهة، تعقيدات العمل السياسي، وما ترتبط به من مخططات معادية وخبيثة تحيط بالأمة من محيطها إلى خليجها العربي.

ثالثا: من الشروط الحاسمة الأساسية لإبقاء الانتفاضات في خدمة الأهداف الوطنية للقطر، والأهداف القومية للأمة، هي معرفة الثوار أن هذه الانتفاضات تواجه من قبل الأنظمة والمخابرات العربية والأجنبية، بأساليب ملتوية وخبيثة وليس بالعنف وحده، ومن بين تلك الأساليب محاولات احتوائها بدس عناصر وكتل مشبوهة في صفوفها، للتأثير على مسارها التحرري ومحاولة السيطرة عليه، والعمل على تحويل الانتفاضات إلى عملية تنفيس عن الغضب الجماهيري المتراكم منذ عقود ضد الأنظمة وأمريكا والكيان الصهيوني، ودفعها في مسار الاحتواء التدريجي عن طريق تضحية أمريكا بأتباعها الحكام الفاسدين والديكتاتوريين، لإرضاء عواطف المنتفضين، ولكن بعد ذلك تسعى بسلاسة وحيل مختلفة إلى تنصيب عناصر موالية لها، وربما للكيان الصهيوني أيضا في الحكم، غير مجَرَبَة وغير مُدانة، لكي تواصل جوهر عملية التبعية لأمريكا، ولكن بأساليب جديدة، وفي ظل إصلاحات محدودة وشكلية، لإكمال امتصاص النقمة الجماهيرية، وسرقة وتبديد وقت جديد قد يمتد لسنوات أو عقود قادمة، تستمر فيه الهيمنة الأمريكية، وهنا تكمن اللعبة الأمريكية - الصهيونية الخطيرة، المصَمَمة لإجهاض الانتفاضات الوطنية واحتواءها وتحييد رموزها.
إن الانتباه الخاص لهذه الحقيقة هو الذي يضمن إبقاء الانتفاضة وطنية الدافع ووطنية المسار وقومية الأهداف، ويمكنها من مواجهة كافة التحديات التي تعترض مسارها في حقولها المختلفة.

رابعا: وفي خطة احتواء الانتفاضات من الضروري بل من الحيوي والحتمي عدم نسيان حقيقة معروفة وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد فشلها في العراق أمام قوة وإصرار المقاومة العراقية على طردها من العراق، ونتيجة لانفضاح معظم الأنظمة العربية وعزلتها عن جماهيرها، تبنت أمريكا والصهيونية إستراتيجية جديدة، وهي نشر (الفوضى الخلاقة) في كل الوطن العربي في عهد مجرم الحرب جورج بوش الصغير، والتي أعلنت عنها وزيرة خارجيته كونداليزا رايس.

ولا بد هنا من الانتباه إلى أن نشر الفوضى يقوم على الرغبة في تحقيق عدة أهداف خطيرة أهمها :
1- شرذمة الشعب وتقسيم قواه ومكوناته الثقافية، وتعميق الصراعات تحت مسميات مختلفة، منها ادعاء نشر الديمقراطية ودعم الأقليات الدينية والاثنية من أجل تمزق النسيج الوطني للقطر.

2-تحويل مجرى الصراع من صراع تحرري ضد الاحتلال والنظم التابعة له، أو تلك المؤيدة لأمريكا، تخوضه القوى الوطنية العربية وطليعتها المقاومة المسلحة في العراق وفلسطين، إلى صراعات هامشية لا ضرورة لها، بل إنها مضرة ومدمرة، لأنها تضعف الصراع التحرري الوطني والقومي وتهدد بإنهائه. فانشغال الشعب بمشاكل الخبز والخدمات وبما يسمى (حقوق الإنسان) و(الديمقراطية) و(الفدرالية) أو (حق تقرير المصير)، بالإضافة لعمليات الإرهاب المنظم ضد الوطنيين البسطاء، قضايا حيوية ومهمة ولكنها يجب أن لا تصرفنا عن القضايا الهامة كمواجهة الإمبريالية و الصهيونية كما انها يجب ان تسخر في لحظة ما من تطور الانتفاضة ضد الاحتلال والعملاء مباشرة.
لذلك فإن المعيار الحاسم للتمييز بين الانتفاضات الوطنية التحررية وبين عمليات مشبوهة تستهدف إجهاض تلك الانتفاضات التحررية ومحاولات احتوائها، يتجسد في الأهداف التي تتبناها الحركات الوطنية الثورية، والتي يجب أن تدمج بين النضال ألمطلبي والنضالين الوطني والقومي، ولا تفصل بينهما لأن أصل الفساد والدكتاتوريات، هو القوى المعادية للأمة وفي مقدمتها أمريكا والكيان الصهيوني، بالإضافة لضرورة تبني أساليب نضال تركز هجماتها على الاحتلال أو النظم الفاسدة والتابعة وليس على أبناء الشعب، وتضع خطة للانتقال من شعار مطلبي مشروع لاخر سياسي تحرري حسب تطور الحالة الثورية.

3- إن تخريب منشآت الدولة والمواطنين أثناء الانتفاضة ليس من مظاهر أي انتفاضة وطنية بل هو عمل قوى مندسة تحركها المخابرات، بهدف إرباك الانتفاضة ومشاغلتها بل ومحاولة عزلها عن القوة الأساسية التي تحميها وتديمها وتغذيها، وهي الجماهير البسيطة، لذلك يمكن فرز المندسين عن طريق ما يقومون به من أعمال مثل النهب والحرق أو الاعتداء على منتفضين آخرين ومحاولتهم نشر الخلافات بينهم.
وفي هذا الاطار لابد من توضيح إن وصف (الفوضى) بأنها (خلاقة) يعود لسببين:
السبب الأول: أنها فوضى مسيطر عليها وليست فوضى منفلتة لأن هدفها هو تحقيق أهداف من يسيطر عليها وغالبا هي أجهزة مخابرات، وأهمها نشر اليأس من تحول الانتفاضة إلى تغيير يخدم الشعب ولا يؤذيه أو يضلله، ويحقق الاستقرار والكرامة والديمقراطية.
والسبب الثاني والأهم: هو استغلال حالات التشرذم والصراعات والخراب والتناقضات... الخ، لأجل إعادة تشكيل المجتمعات والحكومات وفقا لمصالح أمريكا أو الصهيونية أو كلاهما.
فصفة (الخلق) التي تقترن بمصطلح (الفوضى) هي التي تحدد هويتها المخابراتية والمعادية لمصالح الأمة العربية.
لذلك فإن أول درس يستخلص من هذا المفهوم هو أن على القوى الوطنية في أي ساحة وعلى قيادات الانتفاضة تحقيق أشكال متقدمة وفعالة من التوحد والتنسيق والاتفاق على قواسم مشتركة لأجل إبقاء الانتفاضة في إطارها ومنع الخروج عليها وتحويلها الى فوضى لا تخدم الا العدو.

4- إن ما جرى ويجري في السودان ومصر ولبنان وتونس والجزائر وغيرها هو مزيج من تطلعات الشعب المشروعة للتخلص من أنظمة الفساد أو العمالة، ومن تنفيذ لمخططات القوى المعادية للأمة، فما جرى في السودان من فصل لجنوبه لم يكن ثمرة عمل داخلي صرف، لأن المشكلة في جنوب السودان أصلا من صنع الغرب الاستعماري والصهيونية، اللتان أرادتا تقسيم السودان باستغلال وجود خلافات أثنية ودينية، وجاءت سياسات الحكومات السودانية لتغذي الانفصال وتعطيها المسوغات والدوافع خصوصا حينما (حُشِر) الدين واستخدمت الشريعة السمحاء كأداة للقمع والإرهاب مع شمولها لأبناء الجنوب من غير المسلمين، فوجدت القوى الدولية والإقليمية في ذلك حجة لجعل الانفصال وليس إصلاح الأخطاء الهدف الرئيسي، وتلك من مظاهر (الفوضى الخلاقة).
وما جرى في مصر قبل الانتفاضة المباركة، انتفاضة شعب مصر العظيم، من إثارة فتن طائفية وصلت حد القتل ومهاجمة دور العبادة بعنف لم يسبق له مثيل، كان تمهيدا مرسوما من قبل محركي (الفوضى الخلاقة)، وظيفته تمزيق الشعب العربي في مصر العروبة والتاريخ والحضارة، في حالة حدوث تطورات سياسية خطيرة، وظهر ذلك واضحا في محاولات تحويل الانتفاضة في أيامها الأولى إلى عمليات قتل متبادل بين أبناء الشعب، إلا أن وعي وإيمان وتلاحم الجماهير حال دون ذلك. وما حصل في فلسطين بعد نشر وثائق ويكيليكس، وقيام قناة الجزيرة بنشر وثائق، أكدها البعض وشكك بها البعض الآخر، أدى إلى وصول الصراعات الفلسطينية-الفلسطينية بين حماس وفتح ذروة من التوتر والكراهية لم يسبق لها مثيل، وتلك دون أدنى شك جزءً أساسيا من متطلبات نشر (الفوضى الخلاقة) في فلسطين لتمكين الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه الإستراتيجية.
إن هذه الأمثلة وغيرها كثير تقدم لنا صورة واضحة عن التطبيقات العملية، وفي مسارح الأحداث للخطط الأمريكية الصهيونية القائمة على نشر الفوضى والتشرذم والصراعات في الأقطار العربية، من أجل تقسيم مواصلة تجزئة الأمة وتعميق شرذمة أقطارها في إطار تنفيذ سايكس بيكو الثانية، والتي تتمحور حول تقسيم الأقطار العربية وتجزئة المجزأ بعد أن قُسمت الأمة إلى أقطار في سايكس بيكو الأولى في بداية القرن العشرين.
من هنا فإن الخطأ القاتل الذي قد يرتكب هو عدم الانتباه إلى ان ما يجري الآن وما سيجري لاحقا، من احداث مزلزلة اطلقت عليها هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا وصف (عاصفة هوجاء)، هو في بعض حالاته ومظاهره التطبيق العملي لما سمي ب (الفوضى الخلاقة)، وإذا لم تتوحد الرؤى والإرادة الوطنية والقومية وترتقي إلى مستوى الفعل التاريخي وتميز بين الانتفاضات الوطنية وبين الفوضى المخططة فإن ما قد يحدث لن يخدم الا المخططات الاستعمارية الغربية والصهيونية، والتي تستثمر الفساد والتبعية والدكتاتورية، وتحاول استغلال الغضب الشعبي العام وتفجيره وإدخاله في قنوات لا توصل إلى التحرير، أو تحقيق أهداف الشعب الحقيقية في هذا أو ذاك من الأقطار العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج العربي.

5-ومن الظواهر المتصلة بتلك المخططات هو ضرورة الانتباه أيضا إلى أن التلاقي الإستراتيجي الأمريكي- الصهيوني- الإيراني حول شرذمة الأقطار العربية وطمس معالم العروبة ومنع أية وحدة عربية، لم يتأثر بوجود تنافس على المغانم بين أمريكا وإيران، وأحد أهم مظاهر ذلك عدم تطور الخلافات الأمريكية - الإيرانية إلى تبادل إطلاق نار، رغم كل المعارك الكلامية والإعلامية بينهما، والتي ثبت بالدلالات المتواترة بأنها عبارة عن صراع لاقتسام النفوذ والسيطرة على اقطارنا في ظل عجز وإفلاس وفساد وتبعية النظام الرسمي العربي ومحاولة تغطية خطورة التلاقي الإستراتيجي الأمريكي- الإيراني.

6-ورغم كل ما بذلته أمريكا وقوى الصهيونية وإيران في العراق لأجل إنهاء المقاومة العراقية ونشر الشرذمة وتقسيم العراق، فإن وحدة المقاومة والقوى الوطنية الداعمة لها ووعي شعب العراق المناضل، قد أفشل تلك المحاولات والخطط. والآن نلاحظ عودة الهجمات الكارثية من خلال استهداف المواطنين المدنيين في العراق، متزامنا مع العودة لمشروع تقسيم العراق إلى فدراليات شبه مستقلة، وآخر خطوة كانت طرح مشروع فدرالية الأنبار. وليس ثمة شك في أن هذه التطورات في العراق ما هي إلا محاولات استباقية أمريكية - إيرانية لمنع نجاح الثورة المسلحة في نقل الجماهير من الدعم غير المباشر لها إلى تفعيل قدرات الجماهير على دعم المقاومة بعزل الحكومة التابعة للاحتلال وكشف خيانتها وفسادها المذهل، وتشجيع أبناء الشعب على الوقوف بوجهها وتحديها في انتفاضة شعبية هي بحق امتداد للمقاومة المسلحة وتطوير خلاق لأم المعارك ومعركة الحوا سم.

يا أبناء أمتنا العربي المجيدة
إن هذا الاستعراض المركز للأوضاع العربية يقودنا إلى تأكيد أن الأحداث الحالية بقدر ما تنطوي على احتمالات تحرر الأقطار العربية من الهيمنة الأجنبية والمؤثرات الصهيونية والفساد الداخلي، فإنها مرشحة أيضا لاستغلالها لتكون عبارة عن عمليات استباقية وإجهاضية للمشروع الوطني في كل قطر وللمشروع القومي العربي النهضوي على المستوى العربي، لذلك فإن منع الاستغلال المعادي لحالات تكامل الثورة ونضجها، والانتفاضة ضد الأنظمة الفاسدة والعميلة، يكمن في تحقيق دعواتنا المخلصة والمتكررة منذ عام 1992م بعد مؤتمر حزبنا القومي الثاني عشر، تلك الدعوات التي ركزنا عليها بعد غزو العراق، وهي الضرورة القصوى لتوحيد كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الوطن العربي وتبني إستراتيجية واضحة محوراها هما محور التغيير الثوري الجاد والصادق ومحور التحرير الجذري الحقيقي، مؤكدين أنه لا سبيل إلى إجهاض المخططات الصهيونية- الإمبريالية- الإيرانية، إلا بالتوحد الجاد تحت سقف الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية، والتعالي على الخلافات السياسية والإيديولوجية.

وفي هذا الإطار تؤكد القيادة القومية على أهمية دعم كافة القوى الوطنية العربية للشباب الثائر ومساعدته في الوصول إلى أهدافه، أهداف الأمة وحرمان الأعداء من استثمار أي نقص في المواجهة للتنكيل بالثوار وإجهاض الانتفاضات الشعبية التي تعتبر اليوم ترسيخا وتعميقا لمفهوم الثورة الشعبية والشرعية الثورية التي تعيد للأمة مكانتها بين الأمم وحقها في الوجود الحر والسيادة الكاملة.
إن القيادة القومية تطالب وتنصح الأنظمة العربية باستيعاب دروس إسقاط بن علي ومبارك والاتعاظ بما حصل لهما وعدم التعويل على أمريكا وغيرها من القوى الخارجية أي كانت في البقاء في دست السلطة، والانتقال الجاد والصادق إلى دعم المطالب الشعبية في التغيير والإصلاحات الحقيقية واحترام الشعب وإرادته، وبخلاف ذلك فإن مصير الأنظمة العربية ودون إي استثناء سوف لن يكون أفضل من مصير نظامي حسني مبارك وبن علي.

إن القيادة القومية تحيي صمود وتضحية أشقائنا في كل من تونس ومصر الكنانة خصوصا الشباب، الذين قدموا الكثير مضحين بالغالي والنفيس من أجل الانتصار وسقوط النظامين الديكتاتوريين، وتؤكد ان انتفاضتهم هي السند القوي لمقاومة أبناء العراق الذين يواجهون الاحتلال الأمريكي- الصهيوني– الإيراني.
تحية لكل الثوار العرب في تونس ومصر والعراق وفلسطين والاحواز وفي أي ساحة عربية تتصدر الجماهير فيها عملية رفض ومواجهة الفساد والظلم وغلاء المعيشة واتساع رقعة البطالة وازدياد الهيمنة الأجنبية بكل ألوانها وأشكالها وأطيافها.
تحية إجلال لشهداء الانتفاضات الشعبية والمقاومة في تونس ومصر والعراق وفلسطين.
والله أكبر... الله أكبر... الله أكبر وليخسأ الخاسئون.



القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي



12/2/2011م



شبكة البصرة

الاحد 10 ربيع الاول 1432 / 13 شباط 2011

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

salah71
10-04-2011, 05:40 PM
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
07/04/2011



بسم الله الرحمن الرحيم


حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية


مكتب الثقافة والإعلام القومي



في ذكرى الميلاد:



البعث كان وسيبقى عنوانا للوضوح الفكري والاختيار الإستراتيجي للمواقف



شبكة البصرة


يا ابناء امتنا العربية المجيدة
تمر اليوم ذكرى تأسيس الحزب في السابع من نيسان عام 1947 وامتنا العربية المجيدة تمر بظروف بالغة الخطورة والتعقيد، بل هي الاكثر خطورة منذ اغتصاب فلسطين وغزو العراق، وفي هذه المرحلة يقف حزبنا كما عهدناه دائما طليعة واعية ومقتدرة وشجاعة، تقاتل بالبندقية الاعداء في العراق وتنير باليد الاخرى طريق الصراع لتجنب الوقوع في فخاخ القوى المعادية الكثيرة او الالغام القاتلة التي نشرت عمدا فيه لقتل من لا يسير على الطريق الذي يريده الاعداء. انها مرحلة تشهد طغيان ظروف معقدة تتميز بغموض احداثها بتداخل عناصر التأثير ووجود ادوار فيها لقوى اجنبية معادية للامة من ناحية ومن ناحية أخرى الدور البارز للجماهير العربية التي قامت وتقوم باروع الانتفاضات في تاريخها الحديث ضد انظمة تابعة وفاسدة وديكتاتورية بعد قهر واذلال واستغلال لها دام عقودا من الزمن.
ونتيجة لخطورة الاحداث وتعقيداتها الشديدة فان دور الحزب الرسالي والثوري الواعي يظهر ويتميز بالقدرة على تمييز الألوان المتداخلة والقدرة على عملية الفرز الموضوعي، رغم التشابك الشديد للاحداث، كي يسلط الضوء الساطع على طريق سير الانتفاضات الشعبية الوطنية لاجل ضمان إبقائها على طريق الخيار الوطني وعدم استغلالها من قبل الاعداء التقليديين للامة وتحويلها الى اجواء تفضي لتهديد وحدة الاقطار العربية وهويتها العربية من خلال تفجير الغام تحدث فوضى خطيرة في المواقف والمفاهيم والخيارت السياسية.
وكما كان حزبنا سباقا ومبادرا عند تأسيسه في التحذير من مخاطر الصهيونية على فلسطين حيث تطوع مناضلوه للقتال من اجل عروبة فلسطين مستهديا بهويته القومية فانه اليوم يقف موقف الوعي العميق والمسؤولية التاريخية وهو يواجه الاحداث الخطيرة الحالية متمسكا بالمبادئ القومية والوطنية التي تأسس على قاعدتها. ففي العراق وبعد ان اقام الحزب تجربة ثورية مثلت انموذج النهضة القومية العربية الحديثة واصطدم بالقوى التقليدية المعادية للامة العربية، وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية والصهيونية وكيانها في فلسطين المحتلة وايران بنهج زعاماتها الشوفيني المعادي للعرب، فاندلعت ام المعارك في عام 1991 وهي معركة العرب الاكبر مع الغرب الاستعماري والصهيونية وحليفتهما الإستراتيجية ايران... معركة تواصلت حتى الان بعد ان دخلت مرحلة المقاومة الشعبية المسلحة بعد غزو العراق.
إن معركة الامة في العراق ليست نتاج اعتراض على طبيعة النظام بل هي رد فعل متوقع لما اقدمت عليه ثورة 17-30 تموز عام 1968 من خطوات جبارة إعتبرتها الامبريالية والصهيونية ضربات مدمرة لما تسميه مصالحها في المنطقة، مثل تاميم النفط في عام 1972 الذي كان اكبر ضربة للاحتكارات الاستعمارية الغربية والتمسك بالنهج البعثي الاصيل القائم على رفض قبول الكيان الصهيوني او الاعتراف به ومقاومته بشراسة لعملية التطبيع معه مما اثار الصهيونية وداعميها في امريكا واوربا ودفعهم لبدء اطول حروب العصر، إضافة إلى ثورته الاجتماعية التي تمكنت من القضاء على الامية والفقر والتخلف والمرض من خلال مجانية الطب والتعليم الذي نقل العراق من قطر متخلف الى قطر متقدم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها القوى الاستعمارية للعرب كي يبقوا معتمدين على الغرب بصورة طفيلية، وتمكنه من بناء جيش وطني عملاق وحديث ومقاتل انهى مرحلة الاستخذاء العربي والهزيمة امام الاعداء التقليديين، وبرز عراق عملاق مؤهل لاحتلال موقعا اقليميا هاما في المعادلة الاستراتيجية للصراع العربي الصهيوني بجدارة. كما نجح في اعداد جيش من العلماء والمهندسين اخذ يصنع الحياة ويقدم الإبداعات التكنولوجية والعسكرية، فبدأ العراق مرحلة تقليص الاعتماد على الاخرين، وطبق مفاهيمه النظرية حول قومية المعركة ووحدة المصير العربي من خلال الدفاع عن كل عربي تعرض للتهديد او احتاج للدعم المادي والفني، وتمكن من إقامة علاقات ايجابية مع دول العالم على اساس المساواة والتعاون من اجل السلام والحرية والكرامة الانسانية. ووضع اسس ردم الفجوات داخل العراق من خلال الاعتراف بالقومية الكردية كقومية ثانية وشقيقة للقومية العربية وطبق نظاما منح الحقوق للاقليات الاثنية والدينية، واقام جبهة وطنية عريضة تضم كل الوطنيين العراقيين في محاولة جادة لإنهاء مرحلة الاحتراب العراقي – العراقي.


ايها الاحرار في كل مكان
ان هذه الخطوات وغيرها هي التي دفعت الغرب الامبريالي والصهيونية وايران للوقوف صفا واحدا متحدا ومتعاونا ضد تجربة النهضة القومية والمشروع العربي الحضاري في العراق، وهي التي تفسر لنا اسرار الاصرار الامريكي والكيان الصهيوني واوساط اوربية وايران على مواصلة التآمر على العراق لغزوه وتدميره وانهاء نظامه الوطني التقدمي.
اما الذرائع التي استخدمت لتغطية الاسباب الحقيقية للحروب ضد العراق فانها كانت مجرد محاولات تضليل تم كشف النقاب عنها، بعد غزو العراق بالاعتراف بانها كانت اكاذيب لفقت لتبرير غزوه مثل حقوق الانسان واسلحة الدمار الشامل والصلة بالارهاب.
لكن البعث طليعة الأمة وعقلها المفكر وبندقيتها التي لا تتعب واجه الغزو والاحتلال برد صاعق هو المقاومة الشعبية المسلحة، فتحول الغزو من عملية استعمار للعراق وتقسيمه إلى اكبر تحد لأمريكا وحلفائها إذ إنتقل العراق من مرحلة الدفاع حتى عام 2003 إلى الهجوم المستمر وفقا لإستراتيجية حرب الشعب المسلح.


أيها المثقفون الثوريون العرب
مما لا يجوز نسيانه أبدا هو إن معركة البعث في العراق مع الامبريالية والصهيونية والشوفينية الفارسية هي بحق تعتبر معركة الأمة كلها بل ومعركة الإنسانية المعذبة جمعاء، وليست معركة القطر العراقي فقط، ويكفي للتأكد من هذه الحقيقة الإستراتيجية أن نرى إن المواجهة فيه هي الأكبر والأخطر إستراتيجيا لان الامبريالية الأمريكية زجت بقواها الرئيسة العسكرية والبشرية والمادية والتكنولوجية والمخابراتية في معركة العراق وأصبحت معاركها الأخرى تابعة وملحقة بالصراع الرئيس في العراق وحوله. ولذلك فإنها حينما فشلت في السيطرة على العراق بعد غزوه ورغم كل الجهود التي بذلتها فإنها اتجهت إلى قلب أساليب طرق الهيمنة على الأقطار العربية فبدلا من السيطرة على العراق وتحويله الى قاعدة الانطلاق الأكبر لها واستخدامه للسيطرة على الأقطار العربية الأخرى فإنها اختارت إستراتيجية نشر الفوضى في الأقطار العربية وإعادة تركيبها، سياسيا وامنيا بشكل خاص، من اجل بناء منظومة عربية جديدة متحررة، ولو مؤقتا من انحرافات ومفاسد الأنظمة الحالية، تستطيع بفضل تنفيس الضغط الجماهيري عليها بعد إسقاط أنظمة الفساد والتبعية، أن تطوق العراق وفلسطين ومقاومتهما الباسلة وتمارس عليهما ضغوطات جديدة بأسماء غير مدانة بل قد تكون ذات توجهات وطنية وإسلامية، إضافة إلى وجود تطويق حالي يتمثل بتركيا وإيران. وعليه فان تغيير الأنظمة العربية وفق خارطة الشرق أوسط الجديد، سيكمل الطوق والحصار حول المقاومة في العراق وفلسطين إذا لم يكن هناك بديلا وطنيا وقوميا يعبر عن إرادة الشعب والأمة العربية، وصولا إلى احتواء المقاومة بطرق اخرى ذكية في إطار إستراتيجية وصفت بأنها ناعمة.


أيها المقاومون في كل مكان
في ضوء ما تقدم فان حزبنا إذ يحيي الجماهير العربية المنتفضة ضد الفساد والديكتاتورية والتبعية يكرر التحذير من خطورة خلط الأوراق من قبل المخابرات الأمريكية وغيرها ومن توجيه غضب الجماهير المشروع نحو التخريب والفوضى والعنف الأعمى، بدلا من أن يكون وسيلة لتحرير الأمة و تثويرها.
إن هذا التحذير نابع من إدراكنا المبكر والقديم لوجود مخططات معادية تهدف إلى دفع الأمة في محرقة فوضى مدمرة تؤدي إما إلى تقسيم الأقطار العربية أو إلى إعادة استعمارها أو استنزافها في صراعات غير مبررة يقتل فيها العربي شقيقه العربي تحت غطاء الصراع مع أنظمة فاسدة. إن المخطط الصهيوني القائم على تقسيم الأقطار العربية على أسس عنصرية وطائفية و مناطقية هو الذي ينفذ بعد أن تم إعداد البيئة المناسبة له خلال الفترات الماضية. من هنا فان الوعي الوطني والثوري الحقيقي يتجلى أوضح ما يتجلى في القدرة على التمييز بين الأهداف الصهيونية والاستعمارية وبين الأهداف الوطنية التحررية وفي توفر إمكانية اختيار أساليب النضال الصحيحة التي تجنب الأمة خسائر ضخمة تضعف المشروع الوطني والتطلع القومي إن لم تقتلهما.


يا شباب الأمة ومستقبلها
لقد أعادت تجربة الشهور الثلاثة الماضية الزاخرة بالأحداث الخطيرة تأكيد إحدى أهم بديهيات العمل السياسي والنضال التحرري وهي إن الثورة لا يمكن أن تحدث نتيجة انتفاضات عفوية غير مخطط لها ولا تمتلك قيادة واضحة وتحركها عناصر أو كتل متناقضة الهوية والأهداف، تفتقر إلى النظرة الإستراتيجية للواقع وتلتقي هذه العناصر المتناقضة حول هدف مشترك آني مع عدم وجود وضوح في اختيار الهدف اللاحق وهو إقامة نظام بديل ووطني. فالثورة عمل ثوري مخطط يهتم بالبديل بقدر ما يهتم بإسقاط النظام الحالي، وتلك معادلة النجاح والعقلانية والمنطق الثوري السليم. كما إن إطلاق انتفاضة شعبية تحت أي منطق أو تسويق لا يضمن خدمة أهداف الجماهير ما لم تكن قوى الانتفاضة تملك القدرة على تحديد مسار الحدث وفرض البديل الوطني لان الاكتفاء بإسقاط النظام والعجز عن فرض النظام البديل سيخدم قوى مسيطرة مثل ضباط في الجيش وقوى الأمن ويساعدها على قطف ثمار التغيير لصالحها، وبدون تلك المتطلبات الجوهرية فان الانتفاضات الوطنية تتحول إلى فوضى مدمرة قد تخلصنا من راس النظام - أي كان شكله أو توصيفه - لتوقعنا في فخ الشيطان الأكبر المتربص بنا، ونظرة واحدة لما جرى ويجري في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن تثبت صحة هذه البديهية.
كما أن التجربة التاريخية أثبتت خصوصا بعد العدوان الثلاثيني في عام 1991 وغزو العراق في 2003 بان العجز عن تحديد أولويات النضال الوطني وهو عجز يتمثل في المساواة بين نظام فاسد أو مستبد وبين قوى استعمارية من خلال رفع شعار (نحن ضد النظام وضد الاحتلال)، ليس سوى وصفة تبيح الاحتلال تحت غطاء إسقاط النظام على يد الاحتلال، فليس صحيحا من حيث المبدأ ومن حيث الممارسة والمنطق أن نقبل بحكم استعماري بديلا عن نظام، سواء كان عميلا أو غير عميل لكنه مستبد وفاسد، متجاهلين معنى وطبيعة و أهداف الاحتلال الاستعماري وأثاره الكارثية، وما حصل في العراق يؤكد بلا أدنى شك بان القبول بالغزو من اجل إسقاط نظام ما، لن يؤدي إلى إقامة بديل أفضل بل سيكون البديل هو الذي يفرضه الغازي بكل أهدافه الاستعمارية التخريبية وليس الذي لديه نوايا طيبة ويرفض النظام. لذلك لابد من التركيز على دحر الاحتلال والغزو الاستعماريين إذا كان المطلوب حقا هو تجنب تكرار كارثة العراق.


إن حزبنا وهو يقف بصلابة ضد الغزو الاستعماري القائم ضد ليبيا والمحتمل ضد أقطار عربية أخرى مرشحة، يعيد تنبيه الأنظمة في هذه الأقطار إلى ضرورة إعادة النظر في مواقفها من مطالب الجماهير المشروعة والاستجابة لها وفقا للدستور والقوانين النافذة والحوار معها وتجنب دفعها لقبول خيار طلب التدخل الاستعماري نتيجة لليأس من التغيير بواسطة قوى وطنية.
كما ان حزبنا يلفت النظر الى ان امريكا والاتحاد الاوربي اللذان يدعمان اليوم مطالب التغيير الحالية في اليمن وسوريا وليبيا والبحرين هما نفسهما من يرفض التحرير في العراق وفلسطين مع ان التحرير في العراق وفلسطين ضرورة وطنية وقومية وانسانية لابد منها. هذه الازدواجية في المعايير تؤكد ان تيارات كثيرة ممن تشارك في الدعوة للتغيير هي تيارات يجب أن تُوضع عليها علامات الاستفهام لأن معظمها كان ولا يزال معاديا للأمة العربية، كما ان تسترها خلف شعار التغيير يستبطن اهدافا تخريبية منها تقسيم الاقطار العربية ودفعها لمواجهة كوارث فوضى عارمة تحت ذرائع عرقية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو دعوات انفصالية تتناغم مع خارطة تقسيم الأمة العربية وشرذمتها وتفتيت كل قطر إلى فسيفساء متناثرة، وهي فوضى ستحرق الاخضر واليابس كما نرى ذلك في ليبيا الان وكما قد يحدث لا سمح الله في اليمن وسوريا والبحرين والجزائر اذا افلتت الامور.
ان حزبنا الذي يتشرف بخوضه المواجهة التاريخية الستراتيجية الاخطر في العالم والوطن العربي مع الامبريالية الامريكية وحليفتها الصهيونية في ساحة العراق منذ عقدين من الزمن وقدم عشرات الالاف من الشهداء من اجل تحرير العراق والذي تمسك بتحرير فلسطين رافضا المساومات وعقد الصفقات مع الاحتلال يقف اليوم التزاما بعقيدته القومية الاشتراكية، ضد الغزاة في ليبيا وداعما لصمود سوريا والبحرين ضد الغزاة الذين يطرقون ابواب هذه الاقطار بقوة، ومع اليمن من أجل ترسيخ وحدته وأمنه واستقراره والتأكيد على قاعدة الحوار السلمي الديمقراطي واحترام الشرعية الدستورية في معاجلة الأزمة المتربصة بشعب اليمن، وبنفس الوقت يكرر الدعوة بقوة وبدون كلل للأنظمة العربية كافة للاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير العربية المضطهدة والتي تم افقارها وحرمانها من حقوقها الاساسية في الحياة الحرة والديمقراطية والعيش الكريم.


أيها المناضلون الأحرار...
أيها البعثيون في كل الساحات..
في ذكرى ميلاد الحزب علينا ان نقف اليوم وقفة تاريخية واعية ويقظة كي نتمكن من تحمل مسؤولية التغيير الثوري والوطني الحقيقيين من خلال كشف عناصر الاندساس والتخريب والتقسيم والسعي الجاد والدءوب لتوحيد صفوف الوطنيين العرب من كافة الاتجاهات والأطياف السياسية من اجل احباط اخطر مؤامرات العصر، وخيارنا هو التفاعل المنظم مع القوى المنتفضة من خلال جبهات وطنية او تنظيمات منضبطة لاجل تعظيم القدرة على منع الردة وكشف المندسين في الصفوف ووضع إستراتيجية تحرير وطنية واضحة ومتفق عليها من قبل كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناضلة والمؤمنة بالحوار السلمي الديمقراطي كمنهج في التعامل مع قضايا الوطن والأمة.
لتكن ذكرى ميلاد الحزب قوة جبارة تحركنا للمزيد من الصمود والتوحد في وجه الغزاة ومن اجل حماية الوحدة الوطنية والهوية العربية لكافة الاقطار العربية.
لنقف جميعا مع التغيير السلمي للاوضاع عبر الحوار واحترام ارداة الشعب ورفض استخدام العنف والقوة سواء من قبل المعارضة او الانظمة مؤكدين على أهمية احترام الشرعية الدستورية كمرتكز لتحقيق الأهداف الآنية وللذهاب نحو المستقبل الأفضل.
لنجعل من مقاومة الغزاة ورفض تقسيم الاقطار العربية البند الاول في إستراتيجية العمل الوطني والقومي.
المجد والخلود لشهداء الامة العربية وفي طليعتهم شهداء البعث... وشهداء الثورة الفلسطينية والمقاومة العراقية... وشهداء حركة التحرير القومية.
تحية إجلال للقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمة الله عليه.
تحية إكبار لشهيد الحج الأكبر الرفيق صدام حسين.



القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والاعلام القومي
7/4/2011م



شبكة البصرة
الجمعة 4 جماد الاول 1432 / 8 نيسان 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

salah71
28-05-2011, 05:43 PM
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 20/05/2011


بسم الله الرحمن الرحيم


حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي


القيادة القومية


البعث حزب الجماهير العربية والمعبِّر عن طموحاتها
في الوحدة والحرية والعدل والمساواة والتقدم



شبكة البصرة


أيها المناضلون البعثيون
يا جماهير أمتنا العربية

منذ ولادته في السابع من نيسان 1947 عبر البعث عن طموحات الجماهير العربية في مشروعه الوحدوي التحرري الاشتراكي الذي طرحه للأمة للتخلص من التجزئة والتخلف والاستعمار، وكان الحزب ولا يزال دائماً في قلب حركة الجماهير في مطالبها المشروعة سواء بوجه الاستعمار والصهيونية أو في وجه الأنظمة القطرية المستبدة، وقدم من أجل ذلك أغلى التضحيات في مختلف الساحات العربية، ابتداء من فلسطين التي احتلت المركز في نضال الحزب، ووصولاً إلى ما يقدمه اليوم في ساحة العراق، حيث يقود الحزب أشرف معركة عربية ضد الاحتلال وعملائه وناهبي ثرواته، وحماية لمشروع الأمة الكبير وطموحات أبنائها التواقون للوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.
لا شك أن عقوداً طويلة مرت على انتهاء فترة الاستعمار المباشر في الوطن العربي وبدء مرحلة التحرر الوطني والاجتماعي، إلا أن تجارب البناء السياسي والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي التي شهدتها الأقطار العربية فشلت فشلاً ذريعاً في تلبية مطالب الجماهير في الديمقراطية الحقيقية والعدل والكرامة، بل رهن حكام العديد من تلك الأقطار إرادته بالقوى الكبرى التي حولت الدور القومي لتلك الأقطار إلى دور مناهض لمصالح الأمة، وخلقت فئات رأسمالية طفيلية، ترعرعت وازدهرت على حساب إفقار الجماهير ومصادرة حريتها وسلب كرامتها ومستقبلها. لقد فشلت الدولة القطرية في تلبية طموحات الأمة، وهو ما دفع الجماهير للتمرد والثورة على أنظمتها، وخرجت تطالب بالحرية والكرامة والعدالة والخبز.
ومما لا شك فيه أن صمود واتساع نموذج المقاومة في فلسطين والعراق قد ألهم الجماهير العربية للثورة ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، والتي تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى معظم الأنظمة العربية العاجزة التي أفلست بسبب القمع والبيروقراطية والفساد، ورهن إرادتها بالقوى الأجنبية والتخلي عن النضال القومي.
نعم، لقد كان للتخلي عن القضية الفلسطينية، ومساعدة أمريكا وحلفاءها في احتلال العراق، وتدمير دولته وقتل شعبه واغتيال رموزه، وتمزيق الصومال، وفصل جنوب السودان وتعريض بقيته للتفتيت وإثارة النعرات الدينية والطائفية والقبلية والجهوية، كان لكل ذلك أثره البالغ في نفوس الجماهير العربية إلى جانب قضاياها المطلبية الداخلية المشروعة في إشعال فتيل الثورة في وجه هذه الأنظمة المفلسة، والتي كان أول ثمراتها إسقاط النظام البوليسي لابن علي في تونس، ونظام كامب ديفيد في مصر والحبل على الجرار، حتى الانقلاب الكامل على الواقع العربي الفاسد، الذي وصل مرحلة الانسداد.
إن نهاية هذه الأنظمة العربية الفاسدة على أيدي الجماهير العربية الثائرة يمهد الطريق دون شك للأمة العربية للانتقال إلى مرحلة جديدة، حتماً ستكون أفضل من سابقاتها، إذا ما أدرك أحرار الأمة وفي مقدمتهم البعثيون والوطنيون والثوريون العرب، أهمية توجيهها والتخطيط المحكم لها حتى لا تتسلقها العناصر الانتهازية والمتخلفة أو تخترقها الدول الأجنبية.


أيها المناضلون البعثيون
يا جماهير أمتنا العربية

أمام هذه الحالة الثورية العربية التي كان البعث دوماً يعمل من أجلها، تدعو قيادة الحزب القومية مناضليها في كافة الأقطار العربية وخارجها لتصعيد دورها في هذه الثورة وتجذيرها والمحافظة عليها حتى تحقق أهدافها النبيلة والمشروعة، وذلك بالتزامن مع تبني ورقة المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان والأحواز. ان الدرس البليغ الذي أبرزه فشل تجارب الدولة القطرية هو الترابط الجدلي بين انكفائها الداخلي من جهة والتخلي عن دورها في النضال القومي من جهة أخرى. لذلك فإن نجاح الثورات الوطنية التي نشهدها اليوم في تلبية مطالب الجماهير في العدل والمساواة والحرية والديمقراطية والكرامة مرهون باستعادة دور أقطارها في النضال القومي التحرري والديمقراطي والتنمية البشرية والمادية، والتكامل الاقتصادي العربي وبناء الوحدة القومية الكبرى.
ومما يبعث على الارتياح ان الثمار القومية للانتفاضات العربية قد لاحت تباشيرها، فاتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية قد تحقق بفضل انتفاضة شبابها ضد الانقسام، ثم تحت رعاية مصر ما بعد الثورة، وهو مطلب أساسي لقيام الوحدة الفلسطينية المقاتلة والرافضة للحلول الاستسلامية والمتصدية لغطرسة وإرهاب الكيان الصهيوني، وللتمسك بتحرير كامل التراب المحتل. كذلك فإن انتفاضة الجماهير العربية في ذكرى تقسيم فلسطين من الاحتلال ورفض كافة أشكال التطبيع معه هي بشارة أخرى لتلك الثمار.


أيها الرفاق البعثيون
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

في الوقت الذي يحذر البعث من محاولة الدوائر الاستعمارية الغربية اليوم لاحتواء واختراق الثورات العربية، بالتعاون مع بقايا الأنظمة الساقطة المتوارية خلف الستار بهدف إجهاضها أولاً وإعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالح تلك الدوائر مستقبلاً ثانياً، فإن الحزب في الوقت نفسه يرفض رفضاً قاطعاً ويقاوم التدخلات الأجنبية في الشئون العربية كافة وشئون ثوراتها وانتفاضاتها المشروعة خاصة، كما يرفض استقواء بعض القوى السياسية التي ركبت موجة تلك الثورات والانتفاضات بالأجنبي ودعوته للتدخل العسكري كما هو حاصل اليوم في ليبيا، حيث تخلت جامعة الدول العربية عن أداء واجبها في إيجاد مخرج ديمقراطي سلمي للصراع في ليبيا وسلمت مقاليد الأمور للإمبريالية وحلف الناتو للعدوان على ليبيا، تحت ذريعة حماية المدنيين وهي ذات القوى المعادية للأمة العربية وللإنسانية والتي ارتكبت وترتكب بمشاركة الطغمة الحاكمة في إيران، جرائم غير مسبوقة في العراق حيث قتلت وهجرت الملايين من أبنائه وبناته فضلاً عن دعمها وتواطؤها مع العدو الصهيوني في اعتداءاته الوحشية على المدنيين داخل فلسطين وخارجها.. وإننا إذ نواصل دعوتنا لكل القوى الخيرة والمحبة للعدل والسلام في العالم لشجب العدوان على ليبيا، والمطالبة بإيقافه، خاصة بعد أن تجاوز المعتدون تفويض مجلس الأمن بحماية المدنيين، فإننا ندعو البعثيين والوطنيين والشرفاء كافة من أبناء شعبنا العربي الأصيل في ليبيا لفرز الخنادق وعزل قوى العمالة والتبعية والردة وتصعيد النضال للحيلولة دون سيطرة الغرب الاستعماري على مقدرات شعبنا ونهب ثرواته وتقسيمه والدفاع عن الثوابت الوطنية في الاستقلال ووحدة الأرض والشعب والحرية، والديمقراطية والتقدم، حتى يتمكن شعبنا في ليبيا من التحرر من الوصاية والتسلط وإنفاذ إرادته الحرة.
إن العنف والقمع الذي تمارسه بعض الأنظمة العربية في مواجهة الانتفاضات العربية يفتح الباب أمام بعض القوى المشبوهة للمطالبة بالتدخل الأجنبي، وعليه يدعو البعث القوى الوطنية المنتفضة للاعتماد على إمكانياتها وإمكانيات شعبها وأمتها في تحقيق عمليات التغيير دون الاستقواء بالأجنبي أو مجلس الأمن أو غيرهما حفاظاً على أهداف الثورة العربية وصوناً لاستقلاليتها.


التحية للمجاهدين والمناضلين في العراق وفلسطين والأحواز،
التحية للمناضلين والثوار على امتداد الوطن العربي،
التحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وأنظمة القهر والاستبداد.
التحية للشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً.
والنصر لأمتنا العربية المجيدة.



القيادة القومية


لحزب البعث العربي الاشتراكي





شبكة البصرة





الاربعاء 22 جماد الثاني 1432 / 25 آيار 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

salah71
07-11-2011, 01:34 PM
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 06/11/2011






بسم الله الرحمن الرحيم








حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
القيادة القومية
مكتب الثقافة والإعلام




















أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية


ستبقى ذكرى اغتيال القائد المجاهد صدام حسين

شعلة تنير دروب المجاهدين في كل العالم






شبكة البصرة





يا ابناء امتنا العربية العظيمة
تمر اليوم اول ايام عيد الاضحى المبارك ذكرى اغتيال قائد الشعب والحزب سيد شهداء العصر صدام حسين وامتنا تمر بظروف خطيرة تشكلت في اطار المؤامرة الكبرى على الامة العربية والتي كان اغتيال القائد الخالد صدام حسين خطوة حاسمة فيها على طريق تقسيم اقطار الامة العربية دون اي استثناء وتصفية رموزها الوطنية والقومية ومحو هويتها القومية في اطار خطة سايكس بيكو الثانية التي تكمل سايكس بيكو الاولى، وتتجلى في خطوات متعاقبة ومترابطة يشكل اجتماعها هجوما صهيونيا - امريكيا - ايرانيا مشتركا، لذلك فان هذه المناسبة حركت وتحرك في ملايين العرب مشاعر الالم والاسف لغياب قائد عظيم نجح في حماية هوية الامة ورد اعتداءات القوى المعادية عليها وحفظ للانسان العربي كرامته بين شعوب الارض بالاضافة لنجاحات الحزب في العراق في حل المعضلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية الاساسية وتوفير العيش الكريم لكل عراقي وتأهيل عشرات الالاف من العراقيين علميا وتكنولوجيا ودفع العراق الى مستوى الدول المتقدمة.
لقد اكدت الاحداث اللاحقة لاغتيال القائد الشهيد صدام حسين ان تلك الخطوة كانت محسوبة ومقررة قبل غزو العراق بفترة طويلة وكان الهدف منها، بتوقيت الاغتيال فجر يوم عيد الاضحى المبارك وطريقته الطائفية البشعة الممتزجة بسلوك منحط اخلاقيا تجلى في الاعتداء على جثمان الشهيد بحقد عميق، توجيه رسالة الى كل ابناء الامة العربية تقول بان الصهيونية وامريكا، وبالتعاون مع النخب الايرانية العنصرية، قادرتان على تصفية كل قائد يعترض على خططهما الاستعمارية واللصوصية جديا ويمنع انجاحها مهما طال الزمن، وان الامة العربية عليها الاستسلام بلا اي مقاومة والا فالبديل هو تعميم الخراب والفوضى المهلكة وجعلها قانون حياة العرب.


يا أبناء العراق الصامدين بوجه الغزاة
لقد كان اغتيال الشهيد ايضا محسوبا لبث اليأس في صفوف ثوراكم الابطال لكن ما حصل كان العكس اذا اعتبرتم الاغتيال محفزا مضاف لتعزيز المقاومة المسلحة والرفض المطلق لاي تراجع او مساومة مع الاحتلال، وهذا ما اكدته سنوات ما بعد الاغتيال حيث صعدتم مقاومتكم المسلحة وداعمتها المقاومة السياسية على نحو واضح هز اركان الاحتلال واوصل امريكا الى حافة الانهيار الاقتصادي و(حول غزو العراق الى اكبر كارثة ستراتيجية في التاريخ الامريكي)، كما قالت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، لذلك استحقت المقاومة العراقية بكل جدارة وصف انها قاهرة امريكا ومذلتها ومحبطة خططها العدوانية والتقسيمية للامة العربية. وبفضل صمودكم والتفافكم خلف قيادة المقاومة والبعث وتمسككم بالدور التاريخي للرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب وقائد الجهاد والمجاهدين، ووعيكم العميق الذي افشل كل محاولات اختراق الحزب او شرذمته تحت واجهات مضللة، اسقطتم مشاريع تقسيم العراق سواء على اسس طائفية او عرقية عنصرية، واعدتم للشعب العراقي شعوره بالامل في التحرير وحماية هوية العراق الوطنية القومية.

ان العراق اليوم يواجه محاولات بائسة ويائسة لمعاودة محاولات تقسيمه تحت واجهة الاقاليم السنية والشيعية وغيرها، بعد ان فشلت اكبر واخطر محاولة لتقسيم العراق في عام 2006 بعد تفجير المراقد المقدسة في سامراء، ولجوء حكومة المالكي العميلة في هذه المرحلة الى اساليب ارهاب اشد دموية مما سبق ضد مناضلي الشعب العراق وفي مقدمتهم البعثيون رجال خط الدفاع الاول عن الامة والهوية، الذين يتعرضون الان الى حملات اعتقالات فاشية شملت المئات منهم في محاولة يائسة لايقاف المد الوطني التحرري الذي تعاظم قبل الفترة المحددة رسميا للانسحاب الشكلي الامريكي من العراق، ولكن هيهات فعملية تحرير العراق المستمرة لن تتوقف مهما زادت فاشية الاحتلال وحكومة المالكي العميلة، ويستلهم شباب العراق ومناضلوه العزم والتصميم من ذكرى القائد الشهيد صدام حسين الذي برهن ببطولة لحظة الاستشهاد بان البعثي مشروع استشهاد دائم من اجل الامة العربية ووحدتها وتحررها اقتصاديا وسياسيا.


أيها المناضلون في كل مكان من ارض العرب
لقد شهدت الشهور العشرة الماضية من هذا العام احداثا خطيرة جدا امتزجت فيها انتفاضات الجماهير العربية ضد الديكتاتورية والفساد والتبعية للاجنبي بمحاولات خارجية متعددة لجعل غضب الجماهير اداة فوضى وشرذمة للاقطار العربية بدل ان تكون كما تريد الجماهير وسيلة تحقيق الديمقراطية والعدالة، وبسبب عفوية الانتفاضات وغياب الستراتيجية الوطنية والقومية لدى المنتفضين الشباب والاضعاف المنظم في العقود السابقة للقوى الوطنية التاريخية والنزعة الانقسامية غير الواعية لدى البعض من القوى الوطنية التي عرقلت انبثاق الجبهات الوطنية في كل قطر والجبهة القومية على مستوى الوطن العربي، وقلة تجربة الوطنيين الذين نهضوا ضد الديكتاتوريات والفساد، فان الشهور الاخيرة شهدت احداثا خطيرة تؤكد بان مسار الاحداث قد خرج عن اطاره الديمقراطي ودخلت بعض الاقطار العربية في مازق الحرب الاهلية وتجلى ذلك في سقوط عشرات العرب يوميا برصاص عرب اخرين وتدمير المدن والخدمات وانتهاك حرمات القبور والموتى والقتلى بطرقة غير مالوفة، في وقت تصعد فيه امريكا ودول النيتو الحرب ضد ابناء الشعب العربي في كل مكان ويعود الاستعمار مجددا كما حصل في ليبيا، وتدعم امريكا والنيتو عناصر تطالب بالتدخل الاجنبي وتحاول فرضها قيادات على انتفاضات الجماهير العربية.

من هنا فان حزبنا، الذي شخص مبكرا بصواب ما يجري وحذر من الخطط الامريكية وغيرها لاستغلال غضب وانتفاضة الجماهير لاحداث فوضى مدمرة تحرق الاخضر واليابس مع الاستبعاد المتعمد تحقيق انتقالات ديمقراطية حقيقة، ينبه الى اننا اليوم نواجه فترة خطيرة جدا لان الحرب الاهلية قد اصبحت واقعا في اقطار معينة ويراد ان تصبح واقعا في اقطار اخرى وتصل فيها الدماء الى الركب ومن المؤكد ان ذلك ليس من بين اهداف اي مناضل عربي.
وفي ضوء هذه المعطيات فان حزبنا يدعو كل الوطنيين والقوميين والاسلاميين الى التنبه لما يجري واستخلاص العبر والدروس وتبني موقف واضح يقوم على تأكيد ان نضالنا يقوم على ركيزتين مترابطتين ولا يمكن الفصل بينهما وهما ركيزة الدعم التام لمطاليب الديمقراطية وانهاء الديكتاتوريات مع المحافظة على الوحدة الوطنية وتجنب كل ما من شأنه دفع الاوضاع نحو التقسيم، وركيزة ربط ما سبق بتحقيق اهداف منع عودة الاستعمار تحت غطاء دعم مطاليب الجماهير ورفض التدخل الخارجي وتجنب الفصل بين هذين الهدفين استراتيجيين، فلا ديمقراطية ولا عدالة قانونية واجتماعية من دون التخلص من النفوذ الاستعماري، ولا ديمقراطية تأتي بدعم القوى الدولية الاستعمارية التي لا تعرف سوى الغزو والاحتلال ونهب الشعوب وابادة الملايين كما اثبتت تجارب التاريخ كله واخرها تجربة غزو العراق.
ولنتذكر دائما حقيقة حاسمة وهي ان النيتو (امريكا ودول اوربية) ليس جمعية خيرية تساعد الشعوب وتبني الديمقراطية بل هو يمثل قوى استعمارية كلاسيكية لها تاريخ اسود في نهب ثروات الشعوب واغتيال التجارب الديمقراطية الحقيقية، كما حصل في السبعينيات في تشيلي عندما اغتالت امريكا الرئيس المنتخب سلفادور الليندي، ولها حاضر اكثر سوادا، كما رأيناه في دعم الديكتاتوريات العربية والانظمة المنتمية للقرون الوسطى، ومارست هذه القوى في القرن الجديد الذي وصف بانه (قرن الحرية وحقوق الانسان) الغزو والقهر والنهب في اشد اشكاله وحشية وتحديا لارادة الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الشعوب كما نراه في العراق وافغانستان وغيرهما.

ان نداء البعث الذي تكرره القيادة القومية للحزب في كل مناسبة وتعمل من اجله بجدية وصدق هو تحقيق وحدة كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية والتسامي فوق الخلافات الايديولوجية والسياسية والتخلص من نزعات الثأر والحقد والتي اورثت امتنا الكوارث، ومنها كارثة استفراد القوى الاستعمارية والاقليمية بالقوى السياسية العربية واحدة بعد الاخرى وتصفيتها او اضعافها واحيانا بمساعدة قوى وطنية ثم الانتقال بعد ذلك لتصفية من اجلت تصفيتها ودعمت في مرحلة ما من اجل قيامها بالمشاركة في تصفية القوى الوطنية الاخرى.

لقد ادركت الجماهير العربية عبر تجارب مريرة بان الفرقة وعدم التوحد في اطار جبهات وطنية وقومية كان الثغرة التي دخلت منها القوى الاستعمارية والاقليمية لتحقيق مطامعها واهدافها على حساب الامة العربية، لذلك فان نداء حزبنا الان وفي هذه الظروف العصيبة يكتسب طابعا اكثر اهمية وخطورة، فامتنا تذبح في كل مكان وملايين العرب يضطهدون ويشردون من اوطانهم كما حصل في العراق، ومدن كاملة تدمر بلا رحمة بطيران النيتو كما حصل في ليبيا، والمئات منهم يقتلون يوميا او اسبوعيا كما يحصل في ليبيا وسوريا واليمن، لذلك ننبه الى ضرورة الادراك الصحيح لما تتطلبه هذه المرحلة من مواقف ومنها، بل وفي مقدمتها، فتح حوارات جادة وفورية بين كافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية لمعالجة الوضع بحلول عربية تمنع التدخل الاجنبي وتضمن تحقيق الديمقراطية وانهاء الديكتاتوريات والفساد وبدء مرحلة تبادل السلطة وفقا لنتائج الانتخابات، وفي اطار صارم وواضح جدا وهو المحافظة على وحدة كل قطر عربي والتجنب التام لكل خطوة تفضي الى الشرذمة والتقسيم والدفاع عن هويته العربية.


أيها المناضلون العرب في كل مكان
انها لحظة تاريخية خطيرة فاما ان نكون او لان نكون، واذا اردنا البقاء كعرب احرار متمتعين بالحرية والديمقراطية ومميزين بهويتينا القومية والوطنية الخاصتين، ومتنعمين بخيرات الامة فعلينا البدء فورا باقامة التحالفات العريضة وتوحيد الصفوف والا فان التاريخ والجماهير لن تغفر لاحد تقاعسه وتمترسه في قلاع الصراعات السياسية والخلافات القديمة مما يمنع التوحد والتحالف لمواجهة الخطر الداهم. ولتكن ذكرى اغتيال القائد الخالد صدام حسين مناسبة نستخلص منها حب الوطن والموت من اجله والترفع عن القضايا الصغيرة، فالشهيد صدام حسين تجاوز الواقع المر وتصرف كقائد عربي يواجه الاحتلال وتجنب التحزب والتعصب، ووضع تحرر العراق وفلسطين فوق اي اعتبار اخر، وهذا ما يجب على كل وطني وقومي والاسلامي فعله الان لانقاذ الامة من كارثة النزف الدموي والاقتصادي والخراب التي تعم الكثير من اقطارنا العربية.

والبعث وفي ضوء تجربة الشهور الماضية يؤكد على ضرورة الاهتمام بالحوارات مع الشباب العربي الذي يناضل ضد الانظمة الديكتاتورية واقامة افضل انواع التعاون معهم من اجل دمج خبرة القوى والشخصيات الوطنية ذات التجارب الغنية باندفاعات الشباب التحررية، وتسخير كل ذلك من اجل ضمان منع تحويل الانتفاضات الى اعمال تفتيت وصراع بين ابناء الشعب العربي لن تفضي الى الديمقراطية ابدا بل ستجر جرا الى التقسيم وتدخل الاستعمار والقوى الطامعة في امتنا واستلام اتباعها للحكم. بالجبهة الوطنية التي تضم كافة الوطنيين العرب في كل قطر وبالجبهة القومية التي تضم القوى الوطنية والقومية والاسلامية على المستوى العربي وبدمج حركة الشباب بتلك الجبهات نضمن طرد التدخل الخارجي وتصفية النظم الديكتاتورية والفاسدة.

سيبقى الشهيد الخالد صدام حسين رمزا لبسالة الانسان العربي وتمسكه بالمبادئ والحقوق ورفضه المساومات والتدخل الاجنبي.

المجد والخود لشهداء الامة العربية في كل مكان من الارض العربية خصوصا في فلسطين والعراق.


القيادة القومية
مكتب الثقافة والاعلام
6/11/2011






شبكة البصرة



السبت 9 ذو الحجة 1432 / 5 تشرين الثاني 2011



يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس