المهند
15-08-2004, 05:46 PM
المقاومة تدخل مرحلة تحرير المدن
فى العراق كما ذكرنا مرارا تجرى معركة الحسم الكبرى.. نحن لسنا أمام معركة لتحرير العراق, وإن كان هذا فى حد ذاته هدفا عظيما , وإنما معركة لتحرير العرب والمسلمين , بل معركة لدحر الإمبراطورية الأمريكية , والمقاومة العراقية بهذا المعنى حدث عالمى, سيغير مجرى التاريخ , وليس غريبا على العرب والمسلمين أن يغيروا مجرى التاريخ خاصة فى هذه الآونة التى تشهد الصعود العربى الإسلامى الشعبى. بإذن الله بصورة أروع من الخيال, وإن كان هذا المخاض العظيم على أرض الرافدين لا يحقق ذلك بين عشية وضحاها, بل وسط بركة مستمرة من الدماء والعذابات والتضحيات, ولكن بكل المقاييس فإن ما تحقق خلال 15 شهرا من الإحتلال انجاز كبير على طريق النصر.
ودحر الأمريكان على أرض العراق يعنى منعهم من تحقيق أهدافهم وهو ما عجزوا عنه خلال 15 شهرا ومن ثم اجبارهم على الإنسحاب بعد كسر هيبة الدولة العظمى الأولى بأكثر كثير مما تحقق خلال حرب فيتنام. لأن المقاومة الفيتنامية كانت مدعومة من دولة عظمى (الإتحاد السوفيتى) ودولة كبيرة (الصين). وأيضا لأن هذه الهزيمة فى العراق ان شاء الله تأتى فى وقت بالغ الحرج لقوة عظمى فى مرحلة تأزم وهبوط , مما سيعجل بأزمتها الداخلية, وبانحسار نفوذها الدولى.
وأمريكا حتى الآن عجزت عن احكام سيطرتها على العراق, وتساقطت خططها واحدة تلو الأخرى وهى عاجزة عن الإستفادة ببترول العراق , بل ارتفع سعر البترول الى أكثر من 44 دولار! وعاجزة عن تحويل العراق إلى قاعدة عسكرية للوثوب على بلدان عربية واسلامية أخرى.
وأعلنت فشلها تماما فى إقامة دولة على النمط الأمريكى فى إطار من التبعية والعمالة, بل أصبحت مشكلة أمريكا الأولى كيف تخرج من هذا المستنقع الذى ماله من قرار , بما يحفظ الحد الأدنى من ماء الوجه, وهو أمر يعتمد بالأساس على إسقاط بوش وإنجاح كيرى كرئيس جديد يمكن أن يعلن عن سياسة جديدة , بدلا من استمرار بوش وإعلان الهزيمة!!
الإعلام الرسمى العربى والأمريكى لا يوضح حجم وفداحة خسائر أمريكا فى العراق, وخلال سفرياتى المتعددة أخيرا واتصالاتى مع عناصر قريبة من المقاومة العراقية, ومن خلال متابعات أخرى عبر الإنترنت , يمكن القول أن المقاومة العراقية بدأت تدخل مرحلة جديدة وهى مرحلة تحرير المدن ( ولا نقول القرى لأن القوات الأمريكية لم تتمكن أصلا فى معظم الأوقات من التغلغل فى القرى, ولاحظوا أن ما يسمى المثلث السنى وحده مساحته تبلغ مساحة بريطانيا!!) وبالتالى فإن عشرات المدن تسير على طريق الفلوجه, أى أصبحت الفلوجه النموذج الذى يتم تعميمه. أى بتوسيع عدد المدن المحرمة على القوات الأمريكية.
وهناك تنسيق بين مجاهدى السنة ومقتدى الصدر (جيش المهدى) وما يجرى فى الأيام الأخيرة بجنوب العراق هو وليد هذا التنسيق وليس مجرد ردود أفعال , وبالتالى يتم طرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها إلى خارج النجف وكربلاء والبصرة والناصرية..إلخ
والقوات الأمريكية والحليفة لم تعد متواجدة إلا فى بعض أحياء بغداد والبصرة والموصل أما القواعد الأساسية فهى خارج المدن , وكذلك تتحرك القوات على الطرقات التى لم تعد آمنة بدورها!!
والمعارك الكبرى التى جرت فى الموصل أخيرا هى الخطوة الأولى على طريق تحرير المدينة , وتلك التى جرت فى البصرة خطوة على طريق الخلاص من الوجود الخجول للإنجليز. بل لقد بدأت دائرة القتال تتسع فى بغداد لحصر المعتدين داخل ما يسمى المنطقة الخضراء.
عملاء الحكومة المؤقتة أصبح يصعب عليهم التحرك فى العراق , لم تعد هناك منطقة فى العراق بعيدة عن ضربات المقاومة العراقية.
.
إن الشرائح القومية (الصفوف الثانية والوسطى والصغيرة من حزب البعث مع عناصر الجيش العراقى , مع التيار الإسلامى انصهرت فى سبيكة واحدة وطنية عربية اسلامية بقياده المجاهد صدام حسين نصره الله ـ هي المظلة السياسية للمقاومة المسلحة.
وبعد حرمان العدو من سرقة ثروات العراق خاصة البترولية نجحت المقاومة فى احباط مخطط بناء الدولة العميلة. بضرب أى محاولة لبناء جيش وشرطة عميلة, وضرب خطوط الإمداد والتموين للجيش الأمريكى. عمليات الخطف ليست عشوائية ويتم التعامل بها بأكثر قدر من الذكاء والإلتزام بالضوابط الشرعية إلى حد بعيد , وهى وإن كانت تشير إلى سيطرة المقاومة على الطرق السريعة , فإنها تشير أيضا إلى مخطط ذكى لتصدير مشكلة العراق لمختلف بلدان العالم حتى توقف التعاون الإقتصادى مع قوات الإحتلال , فالإختطاف لم يساعد فى منع وصول قوات جديدة فحسب , ولا فى جلاء بعض القوات فحسب , بل أيضا أدى إلى إجلاء الشركات الأجنبية التى جاءت تلتهم من كعكة العراق مع الإحتلال, وأدت عمليات الإختطاف التى لم يقتل فيها أحد فى أغلب الأحيان , إلى سحب شركات روسية وتركية وكويتية وغيرها..الخ بل أصبحت هناك تعليمات من حكومات العالم لمواطنيها بعدم الذهاب للعراق (كالهند – الفلبين).
حتى بعض الشركات الأمريكية بدأت تنسحب لإنعدام ظروف الأمان بالحد الأدنى.
وكل هذه الأمور أدت إلى شلل عملية التعمير فى إطار دولة عميلة, وإن كان الشعب العراقى يعانى من نقص البنزين والكهرباء والماء وفرص العمل والأمن, فهذه من أهم تضحيات الشعب العراقى , ولكن عدم تمكين دولة الإحتلال من الإستقرار هدف عظيم يستحق العناء وسيقصر من المدى الزمنى لوجود الإحتلال.
ونحن لا نتحدث عن سنوات عديدة , فها هو باول جاء يتسول قوات عربية وإسلامية لستر عورة الأمريكان بعد رفض قوات الناتو التورط, ولكن الجزائر وباكستان وأندونيسيا ومصر وغيرها رفضت إرسال قوات. ولم يبق أمام الأمريكان سوى مواصلة نزيف الدم ومعاناة المهانة , وفقدان البدائل المشرفة!
والحديث عن تهديد السودان فى دارفور فى ظل هذا المناخ أمر مثير للسخرية , وإن كانت السلطة الأمريكية تتصرف كفأر فى المصيدة ومن الممكن أن ترتكب حماقات جديدة وإن كنت أرى أن اقتراب موعد الإنتخابات يجعل المقامرة بفتح جبهة حربية جديدة أى مستنقع جديد قد يكون ضربة قاصمة لبوش , لكن لا شك أنه يصعد فى اتجاه ضرب السودان على أمل تحقيق نصر بدون معركة حربية بإدعاء القيام بعمل إنسانى , بينما الهدف تمزيق السودان وإخضاعه حتى وإن اكتمل المخطط فى الدورة الثانية للإدارة إذا نجحت فى الإنتخابات.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/12/192.jpg
فى العراق كما ذكرنا مرارا تجرى معركة الحسم الكبرى.. نحن لسنا أمام معركة لتحرير العراق, وإن كان هذا فى حد ذاته هدفا عظيما , وإنما معركة لتحرير العرب والمسلمين , بل معركة لدحر الإمبراطورية الأمريكية , والمقاومة العراقية بهذا المعنى حدث عالمى, سيغير مجرى التاريخ , وليس غريبا على العرب والمسلمين أن يغيروا مجرى التاريخ خاصة فى هذه الآونة التى تشهد الصعود العربى الإسلامى الشعبى. بإذن الله بصورة أروع من الخيال, وإن كان هذا المخاض العظيم على أرض الرافدين لا يحقق ذلك بين عشية وضحاها, بل وسط بركة مستمرة من الدماء والعذابات والتضحيات, ولكن بكل المقاييس فإن ما تحقق خلال 15 شهرا من الإحتلال انجاز كبير على طريق النصر.
ودحر الأمريكان على أرض العراق يعنى منعهم من تحقيق أهدافهم وهو ما عجزوا عنه خلال 15 شهرا ومن ثم اجبارهم على الإنسحاب بعد كسر هيبة الدولة العظمى الأولى بأكثر كثير مما تحقق خلال حرب فيتنام. لأن المقاومة الفيتنامية كانت مدعومة من دولة عظمى (الإتحاد السوفيتى) ودولة كبيرة (الصين). وأيضا لأن هذه الهزيمة فى العراق ان شاء الله تأتى فى وقت بالغ الحرج لقوة عظمى فى مرحلة تأزم وهبوط , مما سيعجل بأزمتها الداخلية, وبانحسار نفوذها الدولى.
وأمريكا حتى الآن عجزت عن احكام سيطرتها على العراق, وتساقطت خططها واحدة تلو الأخرى وهى عاجزة عن الإستفادة ببترول العراق , بل ارتفع سعر البترول الى أكثر من 44 دولار! وعاجزة عن تحويل العراق إلى قاعدة عسكرية للوثوب على بلدان عربية واسلامية أخرى.
وأعلنت فشلها تماما فى إقامة دولة على النمط الأمريكى فى إطار من التبعية والعمالة, بل أصبحت مشكلة أمريكا الأولى كيف تخرج من هذا المستنقع الذى ماله من قرار , بما يحفظ الحد الأدنى من ماء الوجه, وهو أمر يعتمد بالأساس على إسقاط بوش وإنجاح كيرى كرئيس جديد يمكن أن يعلن عن سياسة جديدة , بدلا من استمرار بوش وإعلان الهزيمة!!
الإعلام الرسمى العربى والأمريكى لا يوضح حجم وفداحة خسائر أمريكا فى العراق, وخلال سفرياتى المتعددة أخيرا واتصالاتى مع عناصر قريبة من المقاومة العراقية, ومن خلال متابعات أخرى عبر الإنترنت , يمكن القول أن المقاومة العراقية بدأت تدخل مرحلة جديدة وهى مرحلة تحرير المدن ( ولا نقول القرى لأن القوات الأمريكية لم تتمكن أصلا فى معظم الأوقات من التغلغل فى القرى, ولاحظوا أن ما يسمى المثلث السنى وحده مساحته تبلغ مساحة بريطانيا!!) وبالتالى فإن عشرات المدن تسير على طريق الفلوجه, أى أصبحت الفلوجه النموذج الذى يتم تعميمه. أى بتوسيع عدد المدن المحرمة على القوات الأمريكية.
وهناك تنسيق بين مجاهدى السنة ومقتدى الصدر (جيش المهدى) وما يجرى فى الأيام الأخيرة بجنوب العراق هو وليد هذا التنسيق وليس مجرد ردود أفعال , وبالتالى يتم طرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها إلى خارج النجف وكربلاء والبصرة والناصرية..إلخ
والقوات الأمريكية والحليفة لم تعد متواجدة إلا فى بعض أحياء بغداد والبصرة والموصل أما القواعد الأساسية فهى خارج المدن , وكذلك تتحرك القوات على الطرقات التى لم تعد آمنة بدورها!!
والمعارك الكبرى التى جرت فى الموصل أخيرا هى الخطوة الأولى على طريق تحرير المدينة , وتلك التى جرت فى البصرة خطوة على طريق الخلاص من الوجود الخجول للإنجليز. بل لقد بدأت دائرة القتال تتسع فى بغداد لحصر المعتدين داخل ما يسمى المنطقة الخضراء.
عملاء الحكومة المؤقتة أصبح يصعب عليهم التحرك فى العراق , لم تعد هناك منطقة فى العراق بعيدة عن ضربات المقاومة العراقية.
.
إن الشرائح القومية (الصفوف الثانية والوسطى والصغيرة من حزب البعث مع عناصر الجيش العراقى , مع التيار الإسلامى انصهرت فى سبيكة واحدة وطنية عربية اسلامية بقياده المجاهد صدام حسين نصره الله ـ هي المظلة السياسية للمقاومة المسلحة.
وبعد حرمان العدو من سرقة ثروات العراق خاصة البترولية نجحت المقاومة فى احباط مخطط بناء الدولة العميلة. بضرب أى محاولة لبناء جيش وشرطة عميلة, وضرب خطوط الإمداد والتموين للجيش الأمريكى. عمليات الخطف ليست عشوائية ويتم التعامل بها بأكثر قدر من الذكاء والإلتزام بالضوابط الشرعية إلى حد بعيد , وهى وإن كانت تشير إلى سيطرة المقاومة على الطرق السريعة , فإنها تشير أيضا إلى مخطط ذكى لتصدير مشكلة العراق لمختلف بلدان العالم حتى توقف التعاون الإقتصادى مع قوات الإحتلال , فالإختطاف لم يساعد فى منع وصول قوات جديدة فحسب , ولا فى جلاء بعض القوات فحسب , بل أيضا أدى إلى إجلاء الشركات الأجنبية التى جاءت تلتهم من كعكة العراق مع الإحتلال, وأدت عمليات الإختطاف التى لم يقتل فيها أحد فى أغلب الأحيان , إلى سحب شركات روسية وتركية وكويتية وغيرها..الخ بل أصبحت هناك تعليمات من حكومات العالم لمواطنيها بعدم الذهاب للعراق (كالهند – الفلبين).
حتى بعض الشركات الأمريكية بدأت تنسحب لإنعدام ظروف الأمان بالحد الأدنى.
وكل هذه الأمور أدت إلى شلل عملية التعمير فى إطار دولة عميلة, وإن كان الشعب العراقى يعانى من نقص البنزين والكهرباء والماء وفرص العمل والأمن, فهذه من أهم تضحيات الشعب العراقى , ولكن عدم تمكين دولة الإحتلال من الإستقرار هدف عظيم يستحق العناء وسيقصر من المدى الزمنى لوجود الإحتلال.
ونحن لا نتحدث عن سنوات عديدة , فها هو باول جاء يتسول قوات عربية وإسلامية لستر عورة الأمريكان بعد رفض قوات الناتو التورط, ولكن الجزائر وباكستان وأندونيسيا ومصر وغيرها رفضت إرسال قوات. ولم يبق أمام الأمريكان سوى مواصلة نزيف الدم ومعاناة المهانة , وفقدان البدائل المشرفة!
والحديث عن تهديد السودان فى دارفور فى ظل هذا المناخ أمر مثير للسخرية , وإن كانت السلطة الأمريكية تتصرف كفأر فى المصيدة ومن الممكن أن ترتكب حماقات جديدة وإن كنت أرى أن اقتراب موعد الإنتخابات يجعل المقامرة بفتح جبهة حربية جديدة أى مستنقع جديد قد يكون ضربة قاصمة لبوش , لكن لا شك أنه يصعد فى اتجاه ضرب السودان على أمل تحقيق نصر بدون معركة حربية بإدعاء القيام بعمل إنسانى , بينما الهدف تمزيق السودان وإخضاعه حتى وإن اكتمل المخطط فى الدورة الثانية للإدارة إذا نجحت فى الإنتخابات.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2004/12/192.jpg