البصري
15-08-2004, 04:04 PM
صفة هذا الزمان : اللهث وراء كل دعي ، معوجّ ؛ ما دام ينأى بنا عن أصحاب الحق ، أو يحقق لنا مصالح دنيوية ، ويحقق لنا أهواء ، ويضحكنا ولا يُبكينا .. ما دام يعدنا بالنستلة الأجنبية ، والسيارات الحديثة ، والمشروبات ، والمعلبات ، وحصة من النفط ، ولا يمنع عنا قنوات العهر الفضائية ، ويمتع أنظارنا برؤية اللحم الأبيض ، وما دام يجعلنا نُصافح أتباع العم سام ، ويحسّن نسلنا بأولاد زرق العيون ، ذوي شعر أشقر ، وييسر لنا أمر الأسفار الى عوالم الأحلام في الغرب ، وجنوب شرق آسيا ، ويجعلنا نرطن بلغة الأسياد .. ومع ذلك فهو لا يمنعنا من أن نصلي في المساجد ، ونُقيم حلقات الدروس الدينية فيها ، واستقطاب الدعاة الموجّهين وننزلهم في ضيافتنا في فنادق ذات شهرة عالمية .. وساعة لقلبك ، وساعة لربك .. فمن أراد الدنيا وفّرها له هذا الدعي الذي نلهث وراءه ، ومن أراد الدين فإنه لا يعارض نشاطات أتباع أي دين .. إنّه نظام العولمة .. والدعوة عامة لمن أراد أن يحقق لنا ذلك فنحن نعده أنْ نلهث وراءه !!