المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحمي نفسك من الغضب



المهند
15-08-2004, 10:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تحمي نفسك من الغضب ؟

قد لا تكون رأيتَ بركاناً حقيقياً ، لكنّك قد تكون شاهدته في فيلم تسجيلي يصوّر مشاهد أو مراحل انفجار البركان .. كيف يتململ في البداية .. وكيف تأخذ أوداجه بالانتفاخ ، ثمّ يغلي غلياناً سريعاً ، ثمّ ينفجر قاذفاً بحممهِ النارية التي تحطّم كلّ شيء حولها .
وقد تكون رأيت حيواناً مفترساً بأمّ العين ، وقد تكون شاهدته في الأفلام العلمية التي تصوّر طباع تلك الحيوانات وتعاملها الوحشيّ مع بعضها البعض ، أو مع سواها من الحيوانات الضعيفة ، ولا بدّ أ نّك لاحظت كيف أنّ الحيوان الضاري المتوحش إذا بلغ به الهياج مداه الأقصى ، فإنّ شعر جسده يقف ، وأذنيه تنتصبان ، وعينيه الحمراوين تحملقان وتكادان تقذفان شرراً ، ولا يهدأ حتى ينتقم من فريسته أو خصمه فيراه مجندلاً أمامه .
ولا بدّ أيضاً إنّك شاهدت كيف يولد الإعصار .. حيث ينفعل الهواء بصورة غريبة ومخيفة تلفت الإنتباه ، ثمّ تتصاعد حركته على شكل دوائر لولبية تنذر بشرّ مستطير ، ثمّ يصل ذروته في اقتلاع واكتساح وجرف كلّ ما يقف في طريقه .
والفيضانات هذه الأيام كثيرة وخطيرة نتيجة ما يسمّى بـ (الإحتباس الحراري) ولعلّك تتابع ما يفعله الفيضان إذا اجتاح المدن والقرى ، فهو لا يترك بيتاً ولا متجراً ولا مزرعة إلاّ ودمّره .
بِمَ تذكّرك هذه المشاهد على الصعيد الانساني ؟
ألا ترى أنّها شبيهة ـ إلى حدّ كبير ـ بمشهد الانسان الغاضب الذي يحتدم غيظاً ، ويتفجّر حمماً ، وتحمرّ عيناه ، ويقف شعر رأسه ، ويغلي الدم في عروقه ، ويزبد ويرعد ويتحوّل إلى إعصار مدمّر ، أو فيضان خطير ، أو حيوان مفترس أو بركان يتفجّر .. ؟
إنّ أوّل المتحطمين ـ في الانسان الغاضب ـ هو أعصابه الهائجة الثائرة المحترقة التي يتصاعد لهبها فيندلق على لسانه ومن عينيه وفي حركاته المتشجنة .

تحليل الغضب :
الغضب هو ثورة الأعصاب ، وهو حالة من الإنسياق الجارف مع الموقف الانفعالي الذي يسرق زمام النفس من (العقل) و (الإرادة) المتحكّمة ليُسلمه بيد (الغريزة) ، والغريزة عوراء لا ترى إلاّ بعين واحدة .
فالعقل والإرادة والرويّة والصبر والتريّث والتماسك ، كلّ هذه الأجهزة تتعطّل ـ كوساطات حميدة ـ أثناء اشتعال الغضب واندلاع نيرانه ، فلا يكون لها أيّ دور في إيقاف هذه الحالة الثورانية ـ من هياج الثور ـ المكتسحة المدمّرة ، أي انّها تترك ـ مجبرةً ـ الحبل على الغارب للغريزة التي استجاشت واستشاطت إثر وخزة ، أو إثارة خارجية ، أو احتقان داخلي ، ولم يردّها إلى رشدها أيّة دعوة للانضباط والتماسك والسيطرة على جماحها .
اُنظر إلى حالة (الثور الهائج) .. تأمّله جيِّداً .
هل رأيت (مصارعة الثيران) وكيف يتحوّل الثور الطعين إلى وحش مفترس يطيح بمصارعه ويضرب في كل اتجاه بقرونه التي تكاد تخرج من رأسه لتطعن من طعنه في ظهره طعنات حادة جعلت الدم يغلي في عروقه .
إنّ الغاضب وهو تحت سورة الغضب لا يرى بعينيه بل بعيني غضبه ، والغضب ـ بحسب طبيعته ـ أعمى لا يرى إلاّ التدمير ، وهو كالجوعان الذي عضّه الجوع لا يتردد في أكل أي شيء ، فهذه غريزة وتلك غريزة ، ولكنّ الغضب حالة جنونية يغيب فيها العقل وتحلّ الغريزة مكانه ، وفي التحليل النهائي فإنّ الغضب يتحرك في الداخل كما يلي :
شرارة خارجية Ñ احتدام واشتعال نفسي Ñ حريق هائل Ñرماد هامد خامد .
فإنّ الغضبان حينما يقذف بحممه يتطامن كالبركان ، ولكنّه لا يعود إلى هدوئه دفعة واحدة وإنّما ينطفئ تدريجياً ، وقد يعاود الإشتعال من جديد إذا كان دافع الغضب أو المثير يبقى يمارس الاستفزاز معه ، كما أنّ البركان الذي ينفجر ، ويبدو في الظاهر أ نّه قد سكن ، إلاّ أ نّه قد يعود إلى قذف حممه من جديد .
وهذا التوصيف أو التحليل ورد في أحد الأحاديث الشريفة :
«إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم ، وإنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه ، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلازم الأرض فإنّ رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك» .
والغاضب غضباً سلبياً كثيراً ما يقع في الندم ، أي أ نّه بعد أن يكون قد استعر غضبه ورمى بحممه وجمرات غضبه ليحرق أعصابه وأعصاب مَنْ حوله ، يثوب إلى رشده ، ويراجع حالة الهياج التي أصابته فيخجل من نفسه ويستشعر الندم ، لأ نّه يرى أن حالته الغاضبة الهائجة الثائرة أخرجته عن طوره ورسمت في أذهان الذين شاهدوه ـ وهو يزبد ويرعد ـ صورة مقرفة وراثية مشفقة ، حتى أ نّه يشعر بالحرج الشديد إذا نظروا إليه بعد ذلك ، لأ نّه هو شخصياً لم يعد راضياً عمّا جرى .

إيجابيات الغرائز وسلبياتها :
أيّة غريزة من غرائزك التي أنعم الله بها عليك سلاح ذو حدين . فغريزة الجوع تتحرك لتنذرك أنّ خزان الوقود في داخلك نفد أو أوشك على النفاد فتداركه ، أي أن إشارات أو إيعازات الإحساس بالجوع تنبّهك إلى أ نّك تحتاج إلى طاقة جديدة تستطيع بواسطتها المواصلة . وهي نفسها إذا علا صراخها وأنشبت في المعدة أظفارها ولم يجد الانسان قوته أو ما يلبّي به نداءها الطاغي الملحّ ، لجأ إلى السرقة وربّما القتل أو تناول الحرام .
وغريزة الجنس أرادها الله مركّبها في الانسان أن توظّف في الطريق السويّ السليم ، أي الطريق الشرعي وهو (الزواج) لتحفظ بقاء الانسان وامتداد سلالته في الأرض ، ولتؤمّن الاستقرار النفسي والانجذاب الغريزي إلى الجنس الآخر والاستمتاع بهذه اللذّة النعمة ، ولتجعل الجنسين حريصين على إنشاء الأسرة التي هي نواة المجتمع ، ويندفعان لتربية الأولاد وحمايتهما من المخاطر والشرور .
لكنّ الغريزة الجنسية إذا جمحت واشتعل أوارها واستبدّ سعيرها ولم توضع في طريقها السدود التي تحول دون طغيانها ، فإنّها تندفع إلى اقتراف المحرّمات لإشباع حاجتها ، فلا تتردد في اقتراف الزنا واللواط والسحاق والإعتداء الجنسي على الأطفال أو الحيوانات والإغتصاب وغيرها من الجرائم الجنسية التي يكثر الحديث عنها في الصحف والمجلاّت .
وغريزة الغضب والإنفعال غريزة مودعة في صميم الكيان الانساني للحفاظ على حياة الانسان إذا داهمته الأخطار ، وهي التي تجعله يدافع عن نفسه وماله وعرضه ومقدساته إذا تعرّضت للانتهاك أو المساس بها بسوء أو النيل منها بأيّ شكل من الأشكال . فإذا كان الانسان الذي يتعرض للإهانات والإذلال لا يلتقط الإهانة ولا يستشعر بجرح الكرامة فإنّه يصل إلى مرتبة أدنى من الحيوان ، لأنّ بعض الحيوانات تعيش الدفاع عن نفسها إن هي تعرضت إلى الاضطهاد ، أو تعرّض موطنها للإحتلال ، كما تدافع بحماسة وشراسة عن أولادها وصغارها وأليفها من أنثى الحيوان .
والغضب هو الذي يدفع إلى المحافظة على النظام وتطبيق الأحكام ، لأ نّه إذا حصلت التجاوزات والاختراقات ولم يكن هناك نظام جزائي أو ردعي أو تأنيبي فإنّ «مَنْ أمِنَ العقوبة أساء الأدب» ولذا فإنّ غضبك لله ولدينك ولقيمك هو الذي يوقف المعتدين عند حدّهم ، بل ويردّ كيدهم إلى نحورهم ، وهذا هو الوجه الإيجابي للغضب في استثارة غيرة المجاهدين ليهبّوا إلى سوح الوغى والجهاد ضد أعداء الله والأمّة .
فالغضب كغريزة له فوائده التي لا تنكر ، وأمّا المذموم منه فهو الإفراط فيه ، واستخدامه في غير محلّه ، تماماً كما هو الإفراط في الطعام والجنس والخوف ، ذلك أنّ الغضب المستشيط «يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل» . وهو الذي نحاول مناقشته هنا .

دواعي الغضب :
تختلف دواعي الغضب باختلاف نوعه ، فالغضب الإيجابي يتحرك في إطار :
1 ـ نقد الظواهر السلبية المدانة التي تشكّل انتهاكاً لقانون مدني ، أو حكم شرعي ، أو عرف اجتماعي .
فأنت إذا رأيت شخصاً يخالف نظام المرور ، أو يرمي القمامة في غير الأماكن المخصّصة لها ، أو يخالف التعليمات المنصوص عليها في المستشفيات وأماكن النزهة أو المدرسة أو غيرها ، تغضب لأ نّه عدوان على السلامة والبيئة .
وإذا رأيت زميلاً يمدّ يده ليسرق من حقيبة زميل آخر ، تغضب لأنّ السارق هنا يقوم بحالة اعتداء سافرة على مال الغير ، ويدفعك الغضب للتدخل لمنع السارق من القيام بالسرقة حتى ولو كان المال ليس بمالك .
وإذا رأيت شخصاً يعتدي على آخر غائب ، أي ينال منه ومن سمعته ويكشف عيوبه أو يسخر منه ، أو ينتقص من شخصيته ، فإنّك تنتفض غضباً لترد العدوان عنه ، وتوقف المعتدي عن التجاوز على الشخص الغائب لأ نّك ترى أنّ حرمته وهو غائب كحرمته وهو حاضر .

2 ـ الثأر لمقدس منتهك :
كأن ترى مَنْ يعتدي على القرآن الكريم كتابك وكتاب المسلمين المقدس سواء بإهانته بالفعل أو بالقول ، فإن غيرتك على كلام الله المجيد ووحيه المنزل ، تتحرك على شكل غضب يعنّف المعتدين ويمنعهم من التمادي في عدوانهم .
وإذا رأيتَ أو سمعتَ مَنْ يهين أو يسيء أو ينال من قدسية الرسول الأعظم نبيّك ونبيّ الاسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّك تغضب غضباً شديداً لتوقف المسيء أو المعتدي عند حدّه ، بأن تنقد فعله وتؤنّبه وتحاسبه ، بل وترفع دعوى عليه ـ إنّ كان ثمة مَنْ يستمع إلى مثل هذه الدعوى ـ فاقتراف هذه السيِّئة قد يُجرّئ غيره على اقتراف مثلها ، وقد يجرّئه هو شخصياً على غيرها .
وهكذا حينما تقرأ أو تسمع مقالاً فيه تشويه وتشنيع على عقيدة الاسلام وشريعته ، فإنّ الغضب يحملك على أن تردّ على صاحب المقال دفاعاً عن الحقّ والحقيقة ، وقد لا تكون قادراً على الكتابة لكنك تلفت نظر القادرين عليها إلى ضرورة الردّ عليه .
إن غضبك لمقدساتك ليس غضباً شخصياً ، أو عابراً ، أو لشيء لا يستحق الغضب ، إنّما هو غضب مبرّر ومشروع لأ نّه يدافع عن مقدّسات أمّة من الناس ، وإهانته تعني إهانة لك ولأتباع الدين المقدس .

~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~

المهند
15-08-2004, 10:52 AM
3 ـ الدفاع عن حق مغتصب :
الحقوق السليبة أو المغتصبة سواء كانت فردية لمسلم ما ، أو عامّة لكلّ المسلمين تستثير غضبك كمسلم غيور لا يسكت على ضيم أو ظلم . فأنت تسعى لردع الغاصب ولتسترد منه ما اغتصب ، ولا تستعمل شيئاً مغصوباً قط لأنّ دينك لا يجوّز لك استعمال المغصوبات ويعتبر صلاتك وعباداتك وأعمالك فيها باطلة ، بل وتسعى أيضاً لمقاطعة الغاصب وحصره في زاوية ضيقة ليشعر بجنايته ولعلّه يتقي ويراجع نفسه .
ويزداد غضبك أضعافاً إذا كان المغصوب أرضاً مقدسة حتى ولو لم تكن الأرض التي تعيش فيها ، فالأماكن المقدسة حرم المسلمين وأمنهم وأماكن عبادتهم ولا يحق لمعتد أو غاز أو غاصب احتلالها أو السيطرة عليها .
إنّ روح الدفاع عن حقوق المسلمين المغتصبة كروح الدفاع عن المقدسات المنتهكة ، فهي تجعل غضبك غضباً لله وثأراً له وانتقاماً من أعدائه وأعداء المسلمين ، فهو غضبٌ حميدٌ مجيد .

4 ـ أسلوب اختبار وتجريب :
والغضب أو الإغضاب أسلوب اختبار وتجريب لاكتشاف ما في داخل الآخر الذي يمكنك أن تستطلع سريرته في حال الغضب ، فأنت حينما تُغضب صديقاً لم تجرّبه من قبل ، فهو قد يثور ويكون ـ كما يصفه أحد الأدباء ـ كحوض ماء ساكن فإذا ما حرّكته أو هيّجته فإنّك قد ترفع الطين الراسب في قعره فيظهر لك الماءُ عكراً .
ففي الغضب يقول الانسان ما لا يقوله في حال سكونه وسكينته ، وكأنّ الغضب يفجّر أو يستثير فيه مكامن السرّ أو ما يخفي من مشاعر سلبية ، وإذا بالغضب ينشر ما كان مطوياً . وهذا هو الفرق بين إنسان غضوب وآخر حليم ، فالحليم حتى في حال غضبه لا يقول لك ما يسيء للعلاقة بينك وبينه .
ربّما يؤنّبك ، أو يعاتبك على إغضابه ، أو ينقد موقفك ، لكنّه لا يقول أو لا يبدر منه ما يكسر العلاقة أو يفسخها أو ينسفها ، فهو حريص على اخوّتك أو صداقتك ، وقد يلتمس لك عذراً ، ويرى في جميع الأحوال انّ الاخوّة الصادقة أثمن من أن يفرّط بها نتيجة موقف غاضب .
أمّا دواعي الغضب السلبي الذي يوصف بالجنون فمردّه إلى الإرادة الواهية والنفس الضعيفة التي لا تبدي أيّة مقاومة ، ولا تمارس أدنى ممانعة لما يجتاحها من غضب .. إنّها لم تجرّب حلاوة الحُلُم وكظم الغيظ ، ولذا فهي كعود ثقاب ما أن يحتكّ بعلبة الكبريت حتى يشتعل دفعة واحدة .
ومن بين مجالات الغضب السلبيّ :
أ . الثورة لأتفه الأسباب : فقد تستثيرك كلمة مزاح بريئة لكنّك ـ وبسبب رهافتك الزائدة ـ تستثقلها ، وتشعر أنّها جارحة وجادّة وقاسية ، وأنّها تستهدف إسقاط هيبتك وتنتقص من كرامتك بين أقرانك ومحبيك ، فلا تدعها تمرّ مرور السحاب ، وإنّما تصعّد الموقف ،
وقد تتخذ منها ذريعة لفتح ملفات مغلقة ، فتردّ على المزحة العابرة بكلمات قاسية لها مخالب وأنياب ، مما يجعل الآخر ـ زميلاً كان أو صديقاً أو شخصاً آخر ـ في أحد موقفين : إمّا أن يعتذر ويطلب الصفح ويفهمك أ نّه لم يقصد إهانتك ، أو أن يجاريك فيرد كلمة بكلمة ، أو كلمة بكلمات ، وإذا بالمزاح البريء يتحول إلى حطب لحريق لا سيما إذا قدّم المازح عذراً ولم تقبل عذره .
ب . النقد : إذا لم تكن تدرّبت على سماع النقد حتى ولو كان على شكل نصيحة ، وإذا كنت حساساً للدرجة التي تعتبر فيها التسديد أو الفات النظر إهانة موجهة لشخصك ، وكنت قد اعتدت على سماع كلمات الثناء والمديح فقط ، فإنّك لا تطيق الاستماع إلى كلمات النقد حتى ولو جرى بين الناقد وبينك ، وقد تعبّر له عن غضبك بالردّ الذي يوحي إليه أ نّك مصرّ على موقفك في عناد واضح لا تريد أن تتزحزح عنه .
أمّا إذا كان النقد أمام الآخرين ، فقد يتحول الغضب إلى ردّ أعنف ، وربّما إلى تبادل اتهامات ، وإلى مشهد عراك وصياح ومهاترة ، وكلّها وجوه قبيحة من الغضب السلبيّ .
ج . تصديق الاتهامات والأكاذيب والإشاعات : وربّما يصلك عن أحدهم أ نّه كذب عليك ، أو اتّهمك بما ليس فيك ، أو شهّر بك ، أو انتقص من قدرك أو من عائلتك ، أو من أحد المقربين إليك ، أو أشاع عنك أ نّك فعلت أمراً لم تفعلهُ ، فبدلاً من أن تتحرّى الحقيقة ، وتطلب مقابلة الشخص الذي اتهمك وافترى عليك لتتبيّن منه الصدق من الكذب ، يغلي مرجل الغضب في داخلك ، وتتصاعد النيران التي يأكل بعضها البعض ، وقد تُقدم على الشخص المفتري لتلكمهُ من قبل أن تكلّمهُ لأنّ الغضب المسجّر في داخلك لم يدع لك فرصة التفاهم معه ، وإذا لم يكن مثل هذا قد حصل معك فقد يحصل مع آخرين في المحيط الذي تعيش فيه .
فقد يكون الذي ضربته بريئاً ومفترى عليه وعليك . وقد يكون هناك عدم دقّة في النقل ، فقد يكون قال شيئاً لكنّه ليس الذي نقل إليك ، بل هو كلام محرّف ، وهذه واحدة من أسوأ مساوئ الغضب الذي يحيل صاحبه إلى أعمى البصر والبصيرة ، وقد نهى القرآن عن تصديق كل ما يطرق أسماعنا في قوله تعالى : (يا أ يُّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بِنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )( الحجرات / 6 ) .
د . السباب والشتائم : على طول الخط لم تكن الشتائم إلاّ صورة قبيحة أو نسخة رديئة عن شخصية الشاتم غير المتطرّف(( لأن شيمة الشاتم المتطرّف أو المدمن على الشتيمة الذي لا يجيد لسانه غير سلق الناس نسخة طبق الأصل منه ، (كل إناء بالذي فيه ينضح) )) ، إنّه يعجز عن المصارحة والمكاشفة والنقد الموضوعي ، وعن التأنيب المؤدّب الذي يوصل الرسالة الغاضبة لكنّه لا يستخدم المفردات البذيئة .
إنّ السباب يجرّ إلى السباب ، والشتيمةُ تولد شتائم أعنف وأقسى ، وإذا التقى الغضبُ الجامح والغضبُ الطافح فاحتمال إطفاء النار ضعيف ، وهذا هو السبب الذي جعل القرآن ينهى عن سبّ المشركين (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم )( الأنعام / 108 ) . كما نهى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أصحابه وجنده في (معركة صفين) من أن يكونوا سبّابين للسبب نفسه ، لأ نّهم بسبابهم سوف يستثيرون حقد وغضب وانتقام الطرف الآخر ، ولذلك فإنّه حاول أنّ يوجّه غضبهم الوجهة الصحيحة ، فقال لهم :
«إنِّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتهم حالهم ، كان أصوبَ في القول ، وأبلغَ في العذر ، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم : أللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم ، واصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحقّ من جهله ، ويرعوي عن الغيّ والعدوان مَنْ لهج به» .
إنّها ليست طريقة تهذيب في النقد ، بل طريقة ذكيّة في امتصاص الغضب ، لأ نّها ـ أي النصيحة ـ تقدّم اسلوباً جميلاً في تصريف طاقة الغضب والسباب وتحويلها إلى ما هو إيجابي .
وقد قيل : «إنّ الشتيمة تعاقب نفسها» حتى أنّ علياً (عليه السلام) كان يسير ذات يوم مع خادمه (قنبر) فشتم أحدهم قنبراً فأراد أن يردّها واحدة بواحدة إثر الحاح الغضب عليه ، فقال له علي (عليه السلام) وقد قرأ الامتعاض على وجهه : دعه ، فقد عاقب نفسه ، أي أ نّه أساء إلى نفسه باستخدام البذاءة والكلمات النابية .

~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~

المهند
15-08-2004, 10:54 AM
إذا غضبَ الشباب :
هنا سنحاول أن نستعرض بعض حالات الغضب اليوميّ أو المشهور في أوساط الشباب والفتيات لننظر إليه من زاويتين : واحدة سلبية ، وأخرى إيجابية ، أي أ نّنا سنذكر الحالة بشكلها السلبيّ ، ثمّ نحاول أن نطرح عليك خياراً آخر في التعامل ، نأمل أن يكون هو خيارك في حالات الغضب التي تصاب بها .
1 ـ لو أنّ أمّاً منعت ابنتها من الخروج من البيت والذهاب إلى زميلتها للدراسة معها أو الخروج في نزهة ، أو إلى السوق لشراء بعض الحاجيات ، أو الذهاب للمشاركة في حلقة تقيمها إحدى الصديقات ، فإنّ ردّ الفعل المتوقّع من الفتاة في هذه الحالة هو الإنفجار الغاضب والعارم بوجه أمّها ، ذلك أنّ حالة المنع من حالات استثارة الغضب ، لأ نّها توحي بتضييق الخناق وتقييد الحريّة . وقد تظنّ الفتاة الممنوعة من الخروج أنّها غير محبوبة وأنّ أمّها قاسية معها ، وقد تتهمها بالرجعية والتخلّف ، وأنّها ليست كباقي الأمّهات اللواتي يفسحن المجال لبناتهنّ في مثل هذه الأمور ، مما يجرح أحاسيس الأم الحريصة الحنون .
جرِّبي إذا اعترضكِ مثلُ هذا الموقف مستقبلاً ، أن تتصرّفي بالطريقة التالية : قولي لأمّكِ إذا منعتك من الخروج :
أنا أقدّرُ لكِ حرصكِ ، وأنا مستعدة لعدم الخروج ، أو الذهاب إلى بيت صديقتي فيما لو قدّمتِ لي أسباباً أو سبباً مقنعاً .
إنّ من حقّكِ أن تعرفي سبب المنع ، ومن واجب أمّك إيضاح السبب المانع ، لأنّ المنع المجهول السبب يشعل الغضب ويصعّد اللهب ، ويثير الشكوك والريب .
وحاولي أن تتفهّمي الأسباب التي تسوقها أمّك ، فإذا كانت مقنعة ولها ما يبرّرها ، وهي دواع نابعة من تقدير سليم وصائب للموقف فهي أقدر منك على تشخيص المصلحة والمعرفة بعواقب الأمور .. قدّري مشاعر الخوف الطبيعية التي تثيرها أمّك من أماكن غير أمينة ، أو يحتمل أن تكون كذلك .
وبإمكانكِ أن تقدّمي تصوراتك أيضاً .. قدّمي بين يدي أمّك الأدلّة التي تقنعها أ نّك ذاهبة إلى المكان الأمين ، وإذا كان بالإمكان اصطحابها إلى هناك فلا بأس .. حدّدي ساعة الخروج وساعة العودة .. أعطيها رقم هاتف صديقتك لتطمئن عليكِ إذا تأخرتِ .. قدّمي لها تقريراً عند العودة لما جرى ، فهذا يساعدك في المستقبل على بناء جسور الثقة .
2 ـ لو طلبَ منك أبوك أن تذهب إلى محلّ العمل وأنت تريد أن تمارس هوايتك في كرة القدم ، فهذا التعارض بين الرغبتين : رغبة أبيك بأن تذهب إلى العمل ورغبتك باللعب ، سيوقعك في مأزق ويثير غضبك لا سيما إذا كنت موطناً نفسك على اللعب ، أو كنت اتفقت مع زملائك على إجراء مباراة .
كيف إذن توفّق بين الرغبتين ؟
أو كيف ستحلّ الإشكال أو المأزق الذي كثيراً ما يعترضك ، كطلب الأم أو الأب منك شراء شيء من السوق وأنت تريد مشاهدة برنامج تلفزيوني تحبّه وتتابعه ؟
بدلاً من ردّ الفعل الغاضب ، حاول أن تطرح المسألة بهذه الطريقة :
اطرح على أبيك الأسئلة والخيارات التالية : هل ذهابي الآن ضروري ؟ هل يمكن تأخيره ساعة أو ساعتين ؟ لديّ الآن مباراة وقد اتفقت مع أصحابي على اجرائها .. ما أن أنتهي منها سأذهب على الفور إلى الدكان أو المتجر أو السوق .
أو .. قل له : أنا لا أحبّ أن أخالف أوامرك يا أبتي ، لكنّك لو كنتَ قلتَ لي ذلك من الصباح لكنتُ رتّبتُ أموري فلا أرتبط بموعد آخر .
وعلى فرض أنّ الأمر كان ملحّاً وطارئاً وغير قابل للتأجيل ، قل له : حسناً ، دعني أتصل بأصدقائي لأعتذر لهم . ففي بعض المواقف التي يحصل فيها التزاحم بين أمرين يكون الحلّ بتقديم (الأهمّ) على (المهم) فحتى لو كانت الرياضة مهمّة لكن رزق العائلة وقوت يومها أهم .
كما يمكن أن تطلب من أصدقائك تأجيل اللعبة أو المباراة لوقت تكون فيه متفرغاً أكثر(( هذه المواقف تحتاج إلى تفهّم والدي (أبويّ أموميّ) أيضاً ، فكما أنّ الكبير يُحرج أحياناً فكذلك الشاب والفتاة والصغير ، فلا بدّ من تفهم مواقفهم واستيعابها )) .
3 ـ لو شددت الأم أو الأب على أبنائهم وبناتهم الاهتمام بتكاليفهم المدرسية والمذاكرة والاستعداد للامتحانات التي على الأبواب ، فقد يسبب ذلك انزعاجاً ومضايقة وغضباً ، لأنّ الطالب أو الطالبة أحياناً يطلبان الاسترخاء ، والأوامر الصادرة إليهما من أبويهما لتخرجهما من استرخائهما تكون في العادة ثقيلة ، وإذا تكرّر الطلب نشب الغضب .
لنجرّب خياراً آخر في التعامل مع الموقف نفسه :
خاطب أمّك أو أباك بأدب وهدوء وعدم تشنّج : أنا قد أعددت جدولاً بمواعيد القراءة والمذاكرة وأنا ملتزم بذلك .. سأقضي وقتاً للاستراحة وسأعود إلى مذاكرتي .
ـ لقد مللتُ من القراءة .. أشعر بالتعب .. أريد أن أستريح قليلاً لأعاود نشاطي من جديد .. التفت إلى أ نّك فعلاً تريد ذلك .
ـ لديّ متسعٌ من الوقت .. واجباتي قليلة .. ساعة واحدة تكفي .. دعوني أشاهد هذا البرنامج وسأنجز التكاليف(( نؤكد مرّة أخرى ـ في هذه المواقف وما يماثلها ـ على ضرورة أن يتفهّم الطرف الثاني ـ أباً كان أو أمّاً ـ الأعذار والمبررات التي يقدمها أبناؤهم وبناتهم ، وأن لا يمارسوا عليهم ضغطاً فوق العادة لإخراجهم عن طورهم ، فإن تكذيبهم أو الإصرار على منعهم من أخذ قسط من الراحة ، سيأتي بنتائج سلبية أحدها الغضب . كما أن على الشباب أن يقسّموا أوقاتهم وينظموها بما لا يفتح الباب للضغط المثير للغضب )) .
التجربة هنا مهمّة ، وهي التي تزرع الثقة ، فإذا وعدت أوفِ بوعدك ، فإن التزامك بما تقول وتعد يدفع والديك إلى تصديقك وتقدير موقفك والسماح لك بالتوفيق بين الدراسة وبين الهوايات والمشاهدات . كما أنّ برنامجك ـ في الفترة الامتحانية مثلاً ـ ينبغي أن يتغيّر بحيث تعطّل بعض فقراته وتؤجلها إلى ما بعد الامتحانات حيث يكون في الوقت متسع ، فإذا تدبّرت أمرك قلّصت درجة الإلحاح عليك ، وجنّبت نفسك ردّ الفعل الغاضب .
4 ـ لو جرى نقاش حادّ بينك وبين صديق بحيث خرج عن أدب الحوار وأخلاقيته فإنّه يتحوّل إلى مناوشات كلامية جارحة ، وقد تغضبه ويغضبك وربّما امتدّ الأمر إلى نزاع عنيف .
ما رأيك لو تتعامل مع هذه الحالة بالطريقة التالية :
أوقف الحوار مباشرة ، وقل لمحاوركَ : أعتقد أنّ الحوار قد خرج عن سياقه .. أين كنّا وأين انتهينا .. بهذه الطريقة لا نستطيع الوصول إلى نتيجة إيجابية .. هذا الذي تقوله خارج عن أصل الموضوع .. أرى من المناسب تأجيل النقاش إلى وقت آخر .. أو قل له : إذا كانت حواراتنا دائماً بهذا الشكل فلا أستطيع أن أسمِّي هذا حواراً .. من الأفضل أن نحتفظ بصداقتنا بدلاً من أن ندخل في جدال وسجال لا طائل تحته .
5 ـ لو سخر زميل لك من نقطة ضعف أو عيب فيك ، أو استخفَّ بخصلة من خصالك .. باسلوبك في الكلام أو المشي أو الحديث ، فكلّ ذلك ولا شك قد يحملك على الغضب لأ نّه يثير في نفسك الإحساس بالنقص وجرح المشاعر .
تمهّل قليلاً ولا تتعجّل بالردّ العنيف الغاضب ، وقل بلهجة صارمة : هل هذا هو تعاملك مع قوله تعالى (لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم )(الحجرات / 11 ) ؟ .. أما راجعت نفسك ؟ .. هل أنت خال من العيوب .. كلّنا خطّاؤون ، وخيرُ الخطّائين التوّابون .. هل تتصوّرني عاجزاً عن ردّ الإساءة بمثلها أو أشدّ منها ؟ كلاّ ، لكنني لا أريد أن أهبط إلى مستوى الاستخفاف بالآخرين .. أنت بهذه الطريقة تحاول أن تدق أسفينا بيني وبينك ، ما الذي يدعوك إلى ذلك ؟ هل تريد لعلاقتنا أن تفسد وتموت ؟ ماذا لو نبّهتني إلى أخطائي وعيوبي بأسلوب آخر أكثر أدباً ؟ أليس من حقّي عليك أن تنصحني برفق ، وأن تنقدني بلطف ، وأن تسدّدني بحبّ ؟!
6 ـ لو اتهمك شخص بتهمة باطلة فإنّه سيشعل نار الغضب في داخلك لأ نّك تشعر أ نّه يلصق بك التهمة زوراً وبهتاناً وأنت بريء منها . وقد تنفجر بوجهه ، وقد تسيء إليه بكلمة كردّ فعل لاتهامه . لكنّك لو تدبّرت الأمر جيداً لرأيت أن لا داعي لذلك .. اسأل نفسك :
ـ هل أنا حقيقة كما يقول ، أو يقال عنِّي ؟
ـ بالطبع لا ، لِمَ إذن هذا التشنج والانفعال ؟
ـ هل هو ثأر لذاتي أم للحقيقة المزوّرة أو المزيّفة ؟
ـ أنا من جهتي مطمئن إلى سيرتي ومسيرتي ، ولذا فأنا أردّد مع ذلك الأديب : «يقولون .. ماذا يقولون ؟ .. دعهم يقولون» .
ـ هل أتركه وشأنه ؟ ربّما تمادى في غيّه واتهمني بغيرها .
اذهب إلى متهمك ، وقل له : أما تخاف الله في تهمة ـ تعلم جيِّداً ـ أنني بريء منها براءة الذئب من دم يوسف ؟ ما هي أدلّتك على اتهامي ؟ ألا تخشى أن يردّ الله الكيد إلى نحرك فيسلّط عليك مَنْ يتهمك ؟ إنّ إطلاق التهم سهل ولكن ما هو الدليل والإثبات ؟ أنا أدعو الله لك بالمغفرة ، وقد لا تجد شخصاً تتهمه فيسامحك ، بل قد يتعامل معك بالطريقة ذاتها .. نصيحتي لك أن تترك هذا الاسلوب في اتهام الناس فـ «كما تدين تدان» .. أنا أعلم بما في نفسي ، لكنّ اتهامك عدوان على الحقيقة ، وتشويه لصورتي بين الناس .. أرأيت أيّ خطأ ارتكبت ؟
بهذا تكون قد هوّنت كثيراً من جيشان الغضب في نفسك ، واعطيت للمتَّهِم درساً لا ينساه ، ونصيحة غالية .. لو كان من المنتصحين .
7 ـ لو خضت مباراة وديّة ، أو على كأس أو جائزة معيّنة ، وخرجت منها خاسراً ، فقد تعبّر عن أليم خسارتك بغضب مفضوح ، خاصة إذا اعتبرت أنّ الخسارة هزيمة شخصية . وقد تحاول أن تنتقم لخسارتك بأن تنتصر على الفائز بالكلمات العنيفة الحادّة والجارحة والمقلّلة من أثر فوزه . وقد تنتهي بعض المباريات بمباراة أخرى من اللكم والضرب والرشق بكل ما تطاله الأيدي وما تقذفُ به الألسن .
لا شكّ أنّ طعمَ الهزيمة مرّ حتى ولو كان في مباراة وديّة ، فالانسان بطبيعته لا يحب الهزائم ، بل يحرص على تسجيل الانتصارات ، لكنّ الانتصار لا يأتي اعتباطاً ، بل له ضريبته أو ثمنه ، أي أ نّه يحتاج إلى إعداد كبير يحتاج إلى استعداد ميداني بما تتطلب اللعبة من فنون ومهارات ولياقات واستعداد نفسي وبما تحمله من هدوء الثقة وروحية المثابرة والصبر على الهزائم الصغيرة ، وإشعار الخصم أو الندّ أ نّك أكثر اتزاناً وضبطاً للأعصاب .
بعد دراسة المسألة بعناية((هناك سؤال مهم يطرح نفسه ، وهو هل بإمكاني أن أتدبّر المسألة بهدوء أعصاب وقد ضغطت الخسارةُ على أعصابي وغاظتني كثيراً ؟ إنّ الطريقة التي ذكرناها طريقة وقائية ، أي هي لون من ألوان الثقافة ولنصطلح عليها بـ (ثقافة الخسارة أو الهزيمة) فقبل أن تخوض أيّة مباراة ضع احتمال الخسارة ، ولقّن نفسك بما طرحناه عليك حتى لا تفسح للغضب أن يسيطر عليك . )) ، إطرح على نفسك الأسئلة التالية :


~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~

المهند
15-08-2004, 10:55 AM
ما فائدة هذا الغضب الذي يزيد في خسارتي وافتضاحي ؟ لقد خسرتُ في الميدان وها أنا أخسرُ سمعتي بين الإخوان والأقران .
لو كنتُ بذلت جهداً أكبر ، وقاومت وضبطت أعصابي ، لربّما تغيرت النتيجة .. إنّها جولة واحدة وليست الجولة الوحيدة .. وهذا هو تأريخ النزالات والمباريات والمعارك ، فمرّة تُهزم ومرّة تنتصر .. المهم أن لا تُقعدك الهزيمة عن إعادة الكرّة والمحاولة والتصميم على الفوز مستقبلاً .

كيف أحتفظ برباطة جأشي ؟
رباطةُ الجأش أو الشكيمة هي ما يُصطلح عليه إسلامياً بـ (الحُلْم) . فالحليمُ الرابطُ الجأش عكس الانفعالي المتشنج الغضوب ، لأ نّه يسيطر على نفسه ، ويتحكم بانفعالاته ويكظم غيظه ، وبدلاً من أن يعبّر عنه بالإحتقان السلبي ينفّس عنه بطرق أخرى ، إليك أهمّها :

1 ـ لا تستهلك طاقة أعصابك :
تذكّر إذا دعاك موقفٌ ما إلى الغضب هذه الحقيقة العلمية :
إنّ العصبية الزائدة تستهلك الجهاز العصبي وتتلفه ، ولذا فإنّ أيّة حالة غضب سلبيّ تعتبر هدراً للطاقة التي يمكن توظيفها فيما هو نافع .
فالأطباء النفسانيون ينصحون بالاقتصاد في هذه الطاقة بتجنّب الحالات والأزمات النفسية الحادة لأ نّها تسيء إساءة بالغة للمزاج الصحيّ العام ، أي أنّ الغضب المحتدم يسمّم الجسد ويصيبه أو بعض أجهزته بأمراض خطيرة كالقرحة المعوية ، على سبيل المثال .
إنّ الاقتصاد أو ادخار الطاقة العصبية لما هو نافع ومفيد وإيجابي ، أمر ممكن ، وهو ما يصطلح عليه بـ (تحويل الطاقة)(( المراد بتحويل الطاقة هو تخزينها وتوظيفها في مجالات العطاء الخيِّر ، بدلاً من إنفاقها أو التفريط بها في الغضب والاسترسال في الشهوات . أي أن هذه الغرائز تستنفد الطاقة العصبية ، فإذا تصرّفنا بحُلم واعتدال تحوّلت هذه الطاقة إلى المزيد من الإنتاج والإبداع والإبتكار )) وهو ما يفنّد ادعاء البعض من أنّ كظم الغيظ أو العفّة ، أو الامتناع عن بعض الحلال المسموح ، أو غير ذلك من الرياضات النفسية والبدنية والروحية يعقّد الانسان ويصيبه بأمراض نفسية ، فهؤلاء لا يفرّقون بين (الكبت) الذي ينجم عن ضغوط خارجية لا سبيل لدفعها ، وبين الامتناع الذاتي الذي يزيد في المناعة .

2 ـ تدبّر عواقب الغضب الوخيمة :
دعنا نتأمّل في بعض ما يسببه الغضب من خسائر :
ـ الدخول في حرب لا هوادة فيها ، قد تطيح فيها الرؤوس والأيدي ، وقد تفقأ العيون ويُثخن الجسد بالجروح .
ـ القطيعة والهجران لمدّة طويلة(( في أدبياتنا الاسلامية وثقافتنا الأخلاقية أنّ المؤمن لا يجوز له أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، أي لا يحقُّ له هجران أو مقاطعة أخيه المؤمن أكثر من ثلاثة أيام ، وبعدها عليه أن يعيد المياه إلى مجاريها حتى ولو كان هو المعتدى عليه .)) ، وقد تصل العلاقة إلى مرحلة كسر العظم ونسف الجسور .
ـ المسّ بكرامة الطرف الآخر ، والإساءة إلى مشاعره وأحاسيسه . أمّا إذا كان مؤمناً فالحرمة أعظم ، لأنّ حرمة المؤمن ـ كما في الحديث ـ أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرّفة .
ـ تكسير وتحطيم الأشياء القريبة إلى متناول اليد ، كالأواني أو اللوحات الزجاجية ، وإغلاق وصفق الأبواب بعنف ، كجزء من حالة الانتقام التي يعيشها الغاضب المنفجر .
ـ حالة من الندم الكاشف عن الضعف وهشاشة موقف الانسان الغاضب ، بل وصورته التي يرثى لها وقد ركبته حالة من الجنون التي لا تبقي شيئاً من وقاره أو هيبته .

3 ـ غادر المشهد الذي انفجر فيه الغضب :
لا تبقَ طويلاً في المكان الذي تندلع فيه نيران الغضب لأ نّها لا تنطفئ سريعاً لا سيما إذا كان المحرّض على الغضب ، أو الذي استثاره في نفسك يُمعن في استفزازك ويلقي مزيداً من الحطب على نيران غضبك .
لا تدعه يتصرّف بك كما يحلو له .. ولا تستسلم لطعناته في البداية ثمّ يطفح الكيل .. لتكن لديك حاسّة أو حساسية لاستشعار الخطر قبل وقوعه ، فإذا عرفت أنّ الآخر ينوي جرّك إلى معركة .. انتقل على الفور إلى مكان آخر لتهدأ أعصابك وتبرد ، لأنّ بقاءك في المشهد أو المكان يجعل الآخر يمضي في الاستفزاز ويجعلك تحتدم أكثر .. والنتائج معروفة سلفاً .
تأمّل في المشهد التالي وتذكّره :
حينما بصق (عمرو بن عبد ودّ العامري) بوجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يوشك أن يرديه قتيلاً ، لم يعجل عليّ بالانقضاض عليه ، بل استدار قليلاً ، ولما قيل له في ذلك ، قال : أردت أن أقتله غضباً لله لا غضباً لنفسي ، ولذا لم يعاجله على الفور ، وإنّما تركه برهة ثمّ صرعه .

4 ـ استبدل كلماتك الغاضبة :
المتصاعد على اللسان ـ أثناء الغضب ـ الكلمات البذيئة ، ولأنّ الغضب يحتاج إلى مهدّئات ، فإن بإمكانك أن تنفّس عنه بالكلمات ولكنّ الكلمات التي تعبّر عن طيب أخلاقك ولا تجعلك تندم على ما قلت في سورة الغضب ، قل لمن يثير غضبك : «سامحك الله» .. «غفر الله لك» .. «عفا الله عنك لم فعلت ذلك» .. «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله» .. «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» .. «أستغفر الله وأتوب إليه» .. «أصلحك الله وأصلحني» .. إلخ .

5 ـ نفّس عن غضبك بشكل آخر :
استخدام الكلمات السابقة لون من ألوان التنفيس الإيجابي عن الغضب ، وهناك طرق أخرى سنأتي عليها ، ولكننا نريد أن نذكر أن دعاة التنفيس عن الغضب بأيّ شكل من الأشكال غير مصيبين ، لأ نّهم يرون أنّ الاحتقانات النفسية لها آثار سلبية ، كمن يحبس النار التي تحرق أعصابه في داخله ، ولذا فهم يشجّعون الغاضب على الانفجار باكياً ، أو تكسير الأشياء المحيطة ، واطلاق الكلمات النابية حتى تهدأ فورته وثورته .
إنّ تعبير القرآن الكريم عن عملية السيطرة على النفس أثناء الغضب بـ (كظم الغيظ) ذو دلالة موحية بأنّ الغضب يكاد يطفح كما القدر الذي يغلي ، ولكنك تكظمه باغلاق فوهته ، أو كالذي يمسك القربة من فمها حتى لا يندلق ماؤها ، ولذا قيل (كظم القربة) أي منع ماءها أو لبنها من السيلان .
وهذا يعني أنّ اجتثاث الغضب غير ممكن ـ لمنافعه التي ذكرنا بعضها ـ ولكنّ الإمساك بزمامه لئلاّ يفلت ممكن .
فمن أساليب التنفيس الأخرى أن تلجأ إلى الله وتذكره وتتذكر أن كظم غيظك عن الناس سيكف غضب الله عنك ، ولذا فقد ورد أنّ الذكر عند الغضب واجب .
أمّا إذا استطعت أن تتوضأ وتصلي ركعتين فإن هذا الذكر سيفعل فعلاً أكبر في تبريد داخلك الساخن المتلاطم بأمواج الغضب .
فلقد مرّ (مالك الأشتر) بأحد الأسواق ذات يوم ، فأراد أحد الباعة أن يهزأ به ولم يكن يعرفه ، فرماه ببندقة ، فالتفت جاره إليه مؤنباً : أتعرف مَنْ هذا ؟ وأخبره بمكانته ومقامه ، فما كان من الرجل إلاّ أن ركض خلف (مالك) ليطلب الصفح والمغفرة منه ، وإذا بمالك قد دخل مسجداً قريباً ووقف ليصلّي ولم يكن الوقت وقت صلاة ، فلمّا فرغ من صلاته انكبّ الشخص الذي اعتدى عليه ، عليه يقبّله ويعتذر إليه ، فما كان من مالك إلاّ أن قال له : أتدري لماذا جئت أصلّي ؟ قال : لا ، قال : لأستغفر لك ربّي !

6 ـ اتقِ الغضب بأن لا تغضب :
ويمكنك أيضاً في حال اندلاع غضب شخص آخر أن لا تنجر إلى غضبه ، بل أن تمتصّ غضبه بعدم الردّ عليه بالمثل ، أو أن تقول له : «هدّئ من روعك» ، «لا تتلف أعصابك .. الأمر لا يستحق كل ذلك» ، «لِمَ هذا الانفعال .. لنؤجل الحديث في هذا لوقت نكون فيه أكثر هدوءاً» . كلّ ذلك من أجل أن لا تهبط معه إلى الدرك الأسفل من الغضب .
قال الحواريون لـ (عيسى) (عليه السلام) : «بِمَ نتقي الغضب ؟ قال : بأن لا تغضبوا» !

7 ـ أطفئ غضب الآخرة :
الرابطة بين الدنيا وبين الآخرة وثيقة .. والجسر بينهما موصول في كلّ لحظة ، فكلّ ما تعمله في الدنيا له منعكسٌ في الآخرة .. إنّ الله يغضب من معصيتك وذنوبك واجترائك عليه ، وغضبه ليس كغضبنا فالمعصية لا تضرّه ، لكنّه انتقام من الذين يتجبّرون ويجحدون ، وبإمكانك أن تطفئ غضب الربّ بأن تطفئ نيران غضبك عن الآخرين.
«أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) : أن يا موسى أمسِك غضبك عمّن ملّكتُك عليه أكُفّ عنك غضبي» .
إنّها ليست واحدة بواحدة ، فهما ليسا متساويين ، لأ نّني إذا كففت عن الناس غضبي فقد أجنّبهم شرور هذا الغضب ، أمّا إذا رفع الله سخطه وغضبه عنِّي ، جنّبني النار التي سجّرها لغضبه .

~*¤ô§ô¤*~يتبع~*¤ô§ô¤*~

المهند
15-08-2004, 10:57 AM
8 ـ عضّ على شفتيك :
جاء أحدهم وهو يستشيط غضباً إلى أحد العلماء ، فقال له : أتدري ما صنع فلان ؟
قال له : ماذا صنع ؟
قال له : يسبّني في كل مجلس .
قال له : لا تسبّه .
قال الغاضب : إنّه يطعنني وتريدني أن لا أصرخ ؟!
قال له : عضّ على شفتيك !
قد يكون في هذه الوصفة شيء من الصعوبة على الغاضب الذي يقف أمام مَنْ يشتمه أو يسيء إليه ، ساكتاً أو لا مبالياً ، أو يردّ عليه بألفاظ مهذّبة ، لكنّ التمرين يجعلها ـ كما يجعل كل الأشياء الصعبة ـ سهلة يسيرة ، وإلاّ فهل تتصور أنّ الحُلُم ورباطة الجأش هي خصلة وراثية ، أم أنّها عادة مكتسبة وممارسة عملية ؟!

9 ـ تذكّر قصص الكاظمين الغيظ :
للقصّة الموحية والمعبّرة أثرها في النفس خاصّة إذا كانت نابعة عن موقف اسلامي رصين . فهي قادرة على أن تولّد مواقف مماثلة .
ففي رواية أنّ جارية لدى علي بن الحسين (عليه السلام) كانت تسكب الماء على يده فسقط الإناء على رأسه فشجّه ، فقالت : (والكاظمين الغيظ ) .
فردّ عليها : كظمتُ غيظي .
فقالت : (والعافين عن الناس ) .
فقال : عفوتُ عنك .
ثمّ قالت : (واللهُ يحبّ المحسنين )(آل عمران / 134 ) .
فقال : أنت حرّة لوجه الله !!
وربّما لم يكن تلميذ القرآن البارّ علي بن الحسين (عليه السلام) بحاجة إلى تذكرة المرأة بكظم الغيظ والعفو والإحسان ، ولكنّه لبّى دعوة القرآن ليؤكد لها أ نّه نموذج الكاظم للغيظ والعافي والمحسن ، وأن غيظه لن يذهب بحلمه .
وفي رواية أخرى ، جاء شخص من إحدى القبائل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له : أوصني يا رسول الله . فقال له : هل أنت مستوص بما أنا موصيك به ؟ فقال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله . فقال له : لا تغضب . فلمّا رجع إلى قبيلته رآها تعدّ العدّة لقتال قبيلة أخرى ، وبدلاً من أن ينساق مع الغضب الجارف للقتال تذكّر وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لقومه : إذا كنتم تريدون قتالهم فأنا أدفع لكم الديّة أو الفدية حتى تكفّوا عنهم ، وبذلك حقن دماء الفريقين ، وقديماً قيل : «عندما يتزوّج الغضب من الثأر ينجبان الشرارة» .
وفي رواية مماثلة : أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل من البادية ، فقال : إنِّي أسكن البادية فعلّمني جوامع الكلم . فقال له : آمرك أن لا تغضب ، فأعاد عليه الأعرابي طلبه ثلاث مرّات ، والجواب في كلّ مرّة نفس الجواب ، حتى رجع الرجلُ إلى نفسه ، فقال : لا أسألُ عن شيء بعد هذا ، ما أمرني رسول الله إلاّ بالخير !
الكفّ عن الغضب هو الوصية التي كان يكررها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على مَنْ يطلب منه النصيحة ، لأنّ الغضب مفتاح الكثير من الشرور .
10 ـ اعمل بالوصايا المجرّبة :
في الحديث الشريف : «أيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدنُ منه فليلمسه فإنّ الرحم إذا مسّت سكنت» .
وهذه الوصفة النفسية هي من ارقى الوصفات الطبية لعلاج الغضب : دعونا نتأمّل فيها جيِّداً :
إنّ الغاضب وهو قائم تشبّ النيران في قامته المنتصبة كلّها ، وإنّ الجلوس أو الاخلاد إلى الأرض ، وعدم التطلع في وجه مَنْ يغضب عليه ، وذكر الله كل ذلك يتظافر على إخماد نيران الغضب .. فالوصية هي نفسها التي يطلبها الأطباء من مرضاهم حادي المزاج بأن يسترخوا حتى يزول التشنج والتوتر والانفعال . وكذلك الاضطجاع ، فإن تغيير الحالة من القيام إلى الجلوس إلى الاضطجاع سوف يقلل من درجة الاشتعال تمهيداً لاطفائها بعكس ما لو بقي الغاضب واقفاً مشدود الأعصاب متوتراً هائجاً ، فإنّه بذلك يزداد اشتعالاً .
ثمّ أنّ مسّكَ لأخيك أو صديقك أو حبيبك أو أمّك أو أبيك سوف يسرّب شحنات غضبك ويبدّدها من نفسه ، وكأ نّك بتلك اللمسة ترسل إليه رسالة مودة واعتذار ، والمسّ قد يعني أن تمسكه من يده أو كتفه أو تضع يدك على رأسه أو تحتضنه ، وبذلك تردم الهوّة أو الفاصلة التي أحدثها الغضب بينك وبينه . وفي بعض الحِكَم الدينية : «لا تغرب الشمسُ على غضبكم» أي لا تدعوه يستمرّ طويلاً ، وكما ذكرنا سابقاً ليبادر أحدكما إلى رأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها .

11 ـ خذ قسطك الكافي من النوم :
ثبت علمياً وبالتجربة أنّ الذي ينام قليلاً يظلّ عكر المزاج طوال النهار ، بل تتوتر أعصابه ويغدو شديد الانفعال لأسباب بسيطة ، وأنّ الذين ينامون جيداً لا ينفعلون بسرعة ، مما يبدو أن للنوم علاقة قيمة باسترخاء الأعصاب وتوترها ، وبالتالي بحالات الغضب التي قد لا يعرف لها سبب واضح .

12 ـ استحضر صورة الغاضب :
أشعِر نفسك بكراهة الغضب .. تمثّل صورتك في حالات غضبك وانفعالك ، ولو أن كاميرا التقطت لك صوراً متحركة وأنت في سورة الغضب لأنكرت شخصك ، وقلت إنّ الذي في الفيلم هو ليس أنت . لماذا تشعر بالقرف من حالة الهيجان الثائر الشبيه بحالة حيوان يريد أن يفترس آخر ؟
لأن تصرّفك بهذه الطريقة مخجل ، ولأ نّك ستندم عليه ، ولأ نّك في حلبة الغضب ستكون المصروع حتى ولو كنت صارعاً ، ولذا قيل : «أوّل الغضب جنون وآخره ندم» . وقيل أيضاً : «من ركبه الغضب ركب حصاناً وحشياً» .

13 ـ كافئ نفسك إذا نجحت في لجم الغضب :
اعطِ لنفسك نقطة أو علامة نجاح في كلّ حالة غضب تجتازها .. إبدأ أوّلاً بمكافحة حالات الغضب الصغير .. امتصها بسرعة .. إحمل دِلاءَ الماء السابقة (النقاط المارّة الذكر) واسكبها أو بعضها على بداية الحريق من قبل أن يصعب عليك احتواؤه .. لا تجعل رياح الغضب تصعّد من ألسنة اللهب .
وفي كل مرّة تخرج فائزاً في السيطرة على أعصابك ، قل لنفسك : الحمدُ لله .. أنا الآن أقوى من السابق !
إنّ خيط الغضب بيدك .. امسك به ولا تتركه كخيوط الطائرة الورقية .. فلا تمدّ فيه .. وتجنب حالات الاحتكاك والصدام حتى البسيط منها ، ففي هذه الحالات هناك طرفان .. أحدهما أنت .. فإذا لم يكن الآخر حليماً حصيفاً حكيماً ... فكن أنت ذاك .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

صدام العرب
16-08-2004, 01:30 PM
بارك الله بك على هذا الموضوع القيّم
ونذكر هنا أن أهم وأنجع وسائل قتل الغضب هي الوضوء
فنار الغضب من نار الشيطان والوضوء يطفؤها
وهي مجربة

زهرة العراق
18-08-2004, 04:05 AM
تسلم اخي المهند على الموضوع والله ايقدرنا انو انكون حالمين بتصرفتنا
والله الموضوع كلش قيم راح اطبعة واوزعة على كل انسان عصبي

وشكرا الك مرة ثانية لان ساعدتني بان الكي بحث عن موضوع الغضب لان صالي فترة واني ادور على هذا الموضع مشاء الله عليك كاتبة ابطريقة كلش حلوة يعني على طول اطبعة واقدمة
تحياتي

المهند
18-08-2004, 04:43 AM
شكرا اختي زهره العراق الله ايخليج
العمل بنصيه الله عز وجل ورسوله الكريم
يبعدنه عن الاخطار في حياتنه ـ

ونتي همينه همتج اخذي كتاب ايعجبج وحاولي ان تلخصيه
حتي يمكن تحميله على صفحات المنتدى
علمد الكل يستفاد منه وتدعين الناس لمعرفه الدين الحق
و السنه النبويه ـ وتكون من حسناتج ـ

تحياتي

المهند
18-08-2004, 08:04 AM
اخي صدام العرب شكرا جزيلا
بارك الله بيك

اقتباس من صدام العرب
ونذكر هنا أن أهم وأنجع وسائل قتل الغضب هي الوضوء
فنار الغضب من نار الشيطان والوضوء يطفؤها
وهي مجربة