المهند
15-08-2004, 03:30 AM
الكفر والإيـمان .. والسلطة السياسية
من المهم قبل مواصلة الاسترسال . فى رصد القوانين القرآنية فى مجال الربط بين القضية الأولى بل والوحيدة للبشرية ، وهى صراع الكفر والإيمان .. الربط بينها وبين قضية السلطة السياسية بمعناها الشامل ، أن نوضح أن قضية صراع الكفر والإيمان ليست مسألة محض نظرية .. وصراع فكرى مجرد ، بل هي وثيقة الصلة بإصلاح أمور الدنيا أو إفسادها .. وبالتالي فإننا عندما نقول أن مسألة الكفر والأيمان هي المسألة الوحيدة .. بمعنى أن كل أمور الدنيا بكل تعقيداتـها متفرعة عن هذا الأصل الواحد .. فالعلم على سبيل المثال الذي يبدو منفصلا عن هذه القضية يثبت بالدليل القاطع أنه غير منفصل عنها .. حقا ان القوانين العلمية تتسم بالموضوعية .. وعندما يبحث الإنسان بصورة فردية أو جماعية متتبعا هذه السنن الإلهية، فإنه يكتشفها .. ولكن كيف يوظف الاكتشافات العلمية .. هذه هي القضية .. فالذرة يمكن أن تكتشف لإبادة البشرية أو للاستخدامات السلمية الخلاقة .. وغزو الفضاء يمكن أن يغرى باستخدامه فى حروب مدمرة ( حرب النجوم ) .. أو بكشوف علمية تعود بالخير على البشرية .. والاكتشاف الأخير المسمى بالجينوم البشرى يمكن أن يستخدم فى الخير أو الشر ، وهناك علماء يؤكدون أن مرض الإيدز وليد إحدى المحاولات الشريرة لانتاج فيروس فى المعامل الأمريكية فى إطار الحرب البيولوجية.
وبالتالى فإننا عندما نقول ان الكفر والإيمان هو قضية البشرية الوحيدة .. أو القضية الأصل التى يتفرع منها سائر الفروع .. فإننا لانبسط الأمور .. ولا نختزلها .. أو نضيقها ، بل نوضح المنهج القرآني فى التعامل مع الحياة .. وكما فى مجالات العلم ( العلوم الطبيعية ) فانه فى المجال الأكثر أهمية ، المجال الاجتماعي – السياسي الذي يحكم تنظيم أمور المجتمع ككل بما فى ذلك مسألة البحث العلمي فى أمور الطبيعة ، فان صراع الكفر والإيمان ليس مجرد مسألة نظرية مجردة ، فالصلاح بالمعنى الدنيوي الشامل ( وليس بالمعنى المادي كما هو الفهم فى الغرب ) يرتبط بقضية الإيمان .. والخراب والفساد وإهلاك الحرث والنسل قرين الكفر .. ولا يغرنا – كما جاء فى القرآن الكريم - تقلب الذين كفروا فى البلاد .. ( لايغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) آل عمران 196 – 197 .. فامتلاك معسكر الكفر لأدوات التفوق المادي .. وإمكانية السيادة على معسكر المؤمنين .. هو آية من آيات العدل الإلهي .فقد وضح الله سننه للناس أجمعين ووضعت قواعد اللعبة فى مباراة صارمة لاتعرف المحاباة أوالوساطة أو التحيز .. فمن يأخذ بسنن العمران البشرى أفضل من الأخر يسود عليه ، فاذا كان الغرب المادي قد أخذ بسنن العمران البشرى دون الإيـمان بالله .. فقد سادوا على معسكر المسلمين .. لأننا تخلينا عن الاثنين معا : السنن الاجتماعية .. والإيمان بالله .. ولا أقصد أن معسكر المسلمين قد كفر وخرج من دينه تماما، بل لقد ضعف الإيمان إلي أبعد حد .. واستبدلنا آية ( ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة ) بعد تحريف معناها خارج السياق القرآني .. بكل آيات الجهاد فى سبيل الله .. وطالما أن إيماننا لايرتقي خارج إطار الشعائر ، فسيظل إيمانا منقوصا .. أما الذين يكتمل إيمانـهم فهم ينتصرون رغم الفجوة
التكنولوجية والمادية التى يتعلل بـها القاعدون ، هذا ما حدث فى إيران والسودان .. الخ الخ
أقول ذلك وقد انتقلت إلي المحيط العالمي..الذي يحكمه أئمة الكفر ( الحلف الصهيوني الأمريكي) لأوضح أن الكفر قرين الفساد .. فقد يقول العلمانيون : كيف وقد حدث كل هذا التقدم فى الغرب ؟! وأقول لقد حدث كل هذا التقدم المادي بأبشع أشكال الفساد ضد الشعوب الأصلية ( فى الأمريكتين واستراليا ) .. وضد شعوب المستعمرات المنهوبة ، والخاضعة الآن للتبعية الجديدة ، وهناك فساد داخلي بشع فى الغرب وأمريكا بشكل خاص ولكن تغلفه أوراق سوليفان من شبكة إعلامية جهنمية لاتصور لنا حقيقة الأمور فى أعماق المجتمع الأمريكي.
وإذا كان الإيمان خارج معادلة الصراع .. فستكون القوة واليد العليا لمن أخذ بالجانب المادي لسنن الله فى خلقه . ولكن على المدى الطويل تظل الحضارة الإنسانية الأصيلة هي التى ارتبطت بالإيـمان بالدين بمعناه الصحيح وليس بالشكليات والمراسم التى شاهدنا أبشع صور لها فى العصور الوسطى الأوربية ، أو فى الانحرافات التى اعترت بعض نظمنا الإسلامية .
وفيما يتعلق بدراستنا ، فقد قرن القرآن دائما بين الكفر والفساد . . وهذا يعنى أن من يدعى الإيمان ويمارس الفساد فهو المنافق بعينه .. وبالتالي فنحن نتحدث عن الجواهر لا المظاهر .والفساد قرين السلطة والقوة والنفوذ .. فإما ينبت ويبدأ من السلطة أو يزحف عليها . وبقدر ما ابتعد المسلمون عن إدراك أهمية المفاصلة مع أئمة الكفر على المستوى العالمي .. بقدر ما ابتعدوا أيضا بدينهم عن قضايا السياسة والحكم الداخلية .. فخسر المسلمون على الجبهتين الداخلية والخارجية .. فهم يركزون مثلا على شخص ( مثقف يساري مثلا ) يعاقر الخمر علنا .. أو يتشكون من انتشار الدعارة بصورة مقننة أو مقنعة ، وينتقدون كثيرا برامج التليفزيون ، والأفلام الأجنبية ، وينتقدون تبرج النساء ، ولكنهم كثيرا ما يتجاهلون ممارسات الحكام وأقوالهم المنافية لأبسط قواعد الدين ، ولا اعتراض على النقاط الأخلاقية السابقة بالطبع ، ولكن هرم اهتمامات وأهداف الحركات الإسلامية ينبغي أن يعاد ترتيبه ، ولا معنى ولا مجال لتأخير مواجهة السلطان بالحكمة والموعظة الحسنة ، فعندما توجه موسى وهارون إلي فرعون ، لم تكن لديهما أية قاعدة جماهيرية !! بل لقد تكونت القاعدة الجماهيرية بعد ذلك الموقف ، وحماية الله للرسل والأنبياء تمتد إلي المصلحين والأئمة وأولياء الله .. الذي يتصدون للطغاة منذ نـهاية بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى يوم القيامة .
لابد من إعادة قراءة القرآن الكريم على أساس التفكير فى المخاطر الرئيسية والأعداء الرئيسيين وليس فى بعض المغفلين المنعزلين من أهل الكفر والإلحاد .. الذين ليس لهم خطر . ولا تأثير فى مجرى الصراع .. إنما الذي يؤثر فى مجرى الصراع فى المحل الأول الطواغيت .. المستكبرون الذين يملكون السطوة والصولجان والجنود والسلطان .. وإذا بطشوا بطشوا جبارين فهم يدافعون عن ( جنتهم ) الأرضية .. عن مصالحهم التي لا يرون شيئا بعدها أو ما وراءها .
من الذي يحارب الدعوة إلي الخير والعدل والإيمان إلا هؤلاء الحكام المنافقين ، ومن غيرهم يجفف المنابع الإسلامية والدينية والخلقية فى التعليم والإعلام ، ومن يطارد الدعاة فى المساجد ، وحتى حلقات الدعوة فى البيوت .. ومن يؤمم المساجد ويحولها إلي قطاع عام .. ومن يقضى على منابر التعليم الإسلامية ، ومن يغلق الصحف الإسلامية إلا الحكام .. طبعا يمكن أن توجد جماعات مارقة فى أي زمان ومكان تحارب الدعاة وتقتلهم، ولكن ليس هذا هو المجرى الرئيسي للصراع ، الصراع الرئيسي يدور بين الدعاة إلي القسط وبين الحكام المستبدين .
من المهم قبل مواصلة الاسترسال . فى رصد القوانين القرآنية فى مجال الربط بين القضية الأولى بل والوحيدة للبشرية ، وهى صراع الكفر والإيمان .. الربط بينها وبين قضية السلطة السياسية بمعناها الشامل ، أن نوضح أن قضية صراع الكفر والإيمان ليست مسألة محض نظرية .. وصراع فكرى مجرد ، بل هي وثيقة الصلة بإصلاح أمور الدنيا أو إفسادها .. وبالتالي فإننا عندما نقول أن مسألة الكفر والأيمان هي المسألة الوحيدة .. بمعنى أن كل أمور الدنيا بكل تعقيداتـها متفرعة عن هذا الأصل الواحد .. فالعلم على سبيل المثال الذي يبدو منفصلا عن هذه القضية يثبت بالدليل القاطع أنه غير منفصل عنها .. حقا ان القوانين العلمية تتسم بالموضوعية .. وعندما يبحث الإنسان بصورة فردية أو جماعية متتبعا هذه السنن الإلهية، فإنه يكتشفها .. ولكن كيف يوظف الاكتشافات العلمية .. هذه هي القضية .. فالذرة يمكن أن تكتشف لإبادة البشرية أو للاستخدامات السلمية الخلاقة .. وغزو الفضاء يمكن أن يغرى باستخدامه فى حروب مدمرة ( حرب النجوم ) .. أو بكشوف علمية تعود بالخير على البشرية .. والاكتشاف الأخير المسمى بالجينوم البشرى يمكن أن يستخدم فى الخير أو الشر ، وهناك علماء يؤكدون أن مرض الإيدز وليد إحدى المحاولات الشريرة لانتاج فيروس فى المعامل الأمريكية فى إطار الحرب البيولوجية.
وبالتالى فإننا عندما نقول ان الكفر والإيمان هو قضية البشرية الوحيدة .. أو القضية الأصل التى يتفرع منها سائر الفروع .. فإننا لانبسط الأمور .. ولا نختزلها .. أو نضيقها ، بل نوضح المنهج القرآني فى التعامل مع الحياة .. وكما فى مجالات العلم ( العلوم الطبيعية ) فانه فى المجال الأكثر أهمية ، المجال الاجتماعي – السياسي الذي يحكم تنظيم أمور المجتمع ككل بما فى ذلك مسألة البحث العلمي فى أمور الطبيعة ، فان صراع الكفر والإيمان ليس مجرد مسألة نظرية مجردة ، فالصلاح بالمعنى الدنيوي الشامل ( وليس بالمعنى المادي كما هو الفهم فى الغرب ) يرتبط بقضية الإيمان .. والخراب والفساد وإهلاك الحرث والنسل قرين الكفر .. ولا يغرنا – كما جاء فى القرآن الكريم - تقلب الذين كفروا فى البلاد .. ( لايغرنك تقلب الذين كفروا فى البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) آل عمران 196 – 197 .. فامتلاك معسكر الكفر لأدوات التفوق المادي .. وإمكانية السيادة على معسكر المؤمنين .. هو آية من آيات العدل الإلهي .فقد وضح الله سننه للناس أجمعين ووضعت قواعد اللعبة فى مباراة صارمة لاتعرف المحاباة أوالوساطة أو التحيز .. فمن يأخذ بسنن العمران البشرى أفضل من الأخر يسود عليه ، فاذا كان الغرب المادي قد أخذ بسنن العمران البشرى دون الإيـمان بالله .. فقد سادوا على معسكر المسلمين .. لأننا تخلينا عن الاثنين معا : السنن الاجتماعية .. والإيمان بالله .. ولا أقصد أن معسكر المسلمين قد كفر وخرج من دينه تماما، بل لقد ضعف الإيمان إلي أبعد حد .. واستبدلنا آية ( ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة ) بعد تحريف معناها خارج السياق القرآني .. بكل آيات الجهاد فى سبيل الله .. وطالما أن إيماننا لايرتقي خارج إطار الشعائر ، فسيظل إيمانا منقوصا .. أما الذين يكتمل إيمانـهم فهم ينتصرون رغم الفجوة
التكنولوجية والمادية التى يتعلل بـها القاعدون ، هذا ما حدث فى إيران والسودان .. الخ الخ
أقول ذلك وقد انتقلت إلي المحيط العالمي..الذي يحكمه أئمة الكفر ( الحلف الصهيوني الأمريكي) لأوضح أن الكفر قرين الفساد .. فقد يقول العلمانيون : كيف وقد حدث كل هذا التقدم فى الغرب ؟! وأقول لقد حدث كل هذا التقدم المادي بأبشع أشكال الفساد ضد الشعوب الأصلية ( فى الأمريكتين واستراليا ) .. وضد شعوب المستعمرات المنهوبة ، والخاضعة الآن للتبعية الجديدة ، وهناك فساد داخلي بشع فى الغرب وأمريكا بشكل خاص ولكن تغلفه أوراق سوليفان من شبكة إعلامية جهنمية لاتصور لنا حقيقة الأمور فى أعماق المجتمع الأمريكي.
وإذا كان الإيمان خارج معادلة الصراع .. فستكون القوة واليد العليا لمن أخذ بالجانب المادي لسنن الله فى خلقه . ولكن على المدى الطويل تظل الحضارة الإنسانية الأصيلة هي التى ارتبطت بالإيـمان بالدين بمعناه الصحيح وليس بالشكليات والمراسم التى شاهدنا أبشع صور لها فى العصور الوسطى الأوربية ، أو فى الانحرافات التى اعترت بعض نظمنا الإسلامية .
وفيما يتعلق بدراستنا ، فقد قرن القرآن دائما بين الكفر والفساد . . وهذا يعنى أن من يدعى الإيمان ويمارس الفساد فهو المنافق بعينه .. وبالتالي فنحن نتحدث عن الجواهر لا المظاهر .والفساد قرين السلطة والقوة والنفوذ .. فإما ينبت ويبدأ من السلطة أو يزحف عليها . وبقدر ما ابتعد المسلمون عن إدراك أهمية المفاصلة مع أئمة الكفر على المستوى العالمي .. بقدر ما ابتعدوا أيضا بدينهم عن قضايا السياسة والحكم الداخلية .. فخسر المسلمون على الجبهتين الداخلية والخارجية .. فهم يركزون مثلا على شخص ( مثقف يساري مثلا ) يعاقر الخمر علنا .. أو يتشكون من انتشار الدعارة بصورة مقننة أو مقنعة ، وينتقدون كثيرا برامج التليفزيون ، والأفلام الأجنبية ، وينتقدون تبرج النساء ، ولكنهم كثيرا ما يتجاهلون ممارسات الحكام وأقوالهم المنافية لأبسط قواعد الدين ، ولا اعتراض على النقاط الأخلاقية السابقة بالطبع ، ولكن هرم اهتمامات وأهداف الحركات الإسلامية ينبغي أن يعاد ترتيبه ، ولا معنى ولا مجال لتأخير مواجهة السلطان بالحكمة والموعظة الحسنة ، فعندما توجه موسى وهارون إلي فرعون ، لم تكن لديهما أية قاعدة جماهيرية !! بل لقد تكونت القاعدة الجماهيرية بعد ذلك الموقف ، وحماية الله للرسل والأنبياء تمتد إلي المصلحين والأئمة وأولياء الله .. الذي يتصدون للطغاة منذ نـهاية بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى يوم القيامة .
لابد من إعادة قراءة القرآن الكريم على أساس التفكير فى المخاطر الرئيسية والأعداء الرئيسيين وليس فى بعض المغفلين المنعزلين من أهل الكفر والإلحاد .. الذين ليس لهم خطر . ولا تأثير فى مجرى الصراع .. إنما الذي يؤثر فى مجرى الصراع فى المحل الأول الطواغيت .. المستكبرون الذين يملكون السطوة والصولجان والجنود والسلطان .. وإذا بطشوا بطشوا جبارين فهم يدافعون عن ( جنتهم ) الأرضية .. عن مصالحهم التي لا يرون شيئا بعدها أو ما وراءها .
من الذي يحارب الدعوة إلي الخير والعدل والإيمان إلا هؤلاء الحكام المنافقين ، ومن غيرهم يجفف المنابع الإسلامية والدينية والخلقية فى التعليم والإعلام ، ومن يطارد الدعاة فى المساجد ، وحتى حلقات الدعوة فى البيوت .. ومن يؤمم المساجد ويحولها إلي قطاع عام .. ومن يقضى على منابر التعليم الإسلامية ، ومن يغلق الصحف الإسلامية إلا الحكام .. طبعا يمكن أن توجد جماعات مارقة فى أي زمان ومكان تحارب الدعاة وتقتلهم، ولكن ليس هذا هو المجرى الرئيسي للصراع ، الصراع الرئيسي يدور بين الدعاة إلي القسط وبين الحكام المستبدين .