سيف الإسلام
20-06-2010, 03:45 PM
حسم الحواسم تبدأ بعملية الفتح الأفغانية ج2
"معركة قندهار"
قال الله تعالى(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة : 101])
إن من يهيمن اليوم على الموقف القتالي في أفغانستان هم مجاهدين طالبان أما أمراء الحرب القدماء وأتباعهم من السنة إما انصهروا في صفوف طالبان وهم الأكثرية أو هادنوا العدو وكانوا حياديين أو انخرطوا في تشكيل الحكومة العملية في كابول وهم قلة .
والمجاهدين العرب بما في ذلك القاعدة فهم يقاتلون بتنسيق مع طالبان في جبهات ضيقة في مناطق حدودية وداخل أفغانستان وقيادتهم مستقلة نسبياً.
والرائد اليوم في أفغانستان بعد طالبان هم أسود بابل أولي البأس الشديد فقد كانوا منذ ثلاثة سنوات يقومون وكأول خطوة بإتمام ما نقص طالبان من جوهر العقيدة لأن القيادة أول ما اختيارات لهذه المهمة نخبة من العلماء العاملين النقشبندين من خيرة حفظة كتاب الله والأثر الشريف وفقه المذاهب فالأفغان على قوة دينهم ينقصهم الكثير من جوهر العقيدة ودقة التشريع فإيمانهم إيمان العجائز وتبعيتهم لأوامر الله تبعية المحب وحسن الظن بالله ، لذلك تم اختيار هؤلاء العلماء من مرشدي جيش رجال الطريقة النقشبندية أولاً لأنهم اليوم يمثلون قلب المقاومة العراقية المركزية النابض بعد أن انخرط في صفوف مريديهم ثلث رجال المهمات الصعبة من خيرة رجال الحرس و المغاوير علماً أن الجيش النقشبندي يشكلون اليوم أكثر من ثلاثة فيالق قتالية وفاق عددهم 100 ألف مجاهد ورجال المهمات الصعبة فيهم يمثلون قدوة المقاتلين وآمري المجاميع والفصائل والسرايا والأفواج والألوية من الناحية العسكرية وهم المدربون والمخططون ....الخ ، لذلك بعد أن نال هؤلاء العلماء القياديين من طالبان الثقة و المحبة بدؤوا يستجلبون من رجال المهمات الصعبة من يخطط المعارك المعقدة ويدرب على الخبرات القتالية الخاصة ثم جاء دور من يطورن عتاد المجاهدين وينتجونه وظهرت سمات ما طوروه وخططوا له بحملة "النصر" في العام الماضي أما اليوم فهم يخططون ويدربون ويدرسون ويطورن ويقاتلون ويقودون مجاهدي طالبان بالعمليات الخاصة ضمن حملة "الفتح" ليصبحوا مع طالبان كالجسد الواحد قبل أن تتحقق ولأسف هذه اللحمة بالعراق.
والطريقة النقشبندية العالية التي هي طريقة طالبان أفغانستان وباكستان في الوصول إلى معرفة الله وإرضائه وليست السلفية كما كان شائع من قبل فمجاهدي طالبان ذوي مذهب ومذهبهم مذهب الأمام الأعظم أبو حنيفة وكلنا يعلم أن السلفيين لا مذهبين وشعار النقشبندين البشتونين والعراقيين واحد وهو ( نصر من الله وفتح قريب ) .
وللعلم فإن الطريقة النقشبندية (طريقة علم القلب) وعلم القلب كما أخبرنا الرسول الأعظم "ص" هو العلم النافع أو علم القيمة في روية أخرى ، وهي طريقة الصحابة المهاجرين الكرام أصحاب العزائم الذين كان منهم الخلفاء والأئمة والقادة وهي عقيدة من وصفوا في كتاب الله بأولي الألباب وهي اليوم عقيدة الإيمان القلبي عند المنصور بالله و المعتز بالله و هي نهج الإيمان عند الأمام الهدي سابع سادة أهل الجنة الكرام وخاتم خلفاء الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ولكن ربما يسأل الآن سائل كيف وصلت الكوادر القيادية و الفنية و الميدانية و الإستخباراتية العراقية إلى أفغانستان والجواب إن هذا لم يكن بالأمر الحديث فقد بدأ التخطيط له منذ عام 1997 من خلال وفد سري استخباراتي تقنعت أفراده بقناع البعثات الدراسية و السياحية العربية الغير عراقية لتتمكن بعد الاتصال بكوادر قيادية مخلصة من قاعدة الجهاد "القاعدة" قضى ستة منهم بصواريخ "كروز" توماهوك Tomahawk الجوالة التي أطلقتها البحرية خلال عملية ثعلب الصحراء التي استهدفت معاقلهم بوشاية وإرشاد من سلفيين متشددين عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية CIA ، حيث تمكن هؤلاء الشهداء المخلصين من تسهيل لقاء لضباط المخابرات العراقية مع قيادة طالبان تم من خلالها تنسيق كيفية الحرب الصورية و الحقيقية مع القوى الصليبية الإمبريالية ...
ولو تمعنا قليلاً وقارئنا بين مجريات الحربين في أفغانستان والعراق لوجدنا أن المخطط واحد ، مقاومة شديدة في المدن الشيعية في الشمال وخصوصاً عاصمة الشمال مزار شريف التي لم تسقط إلا بالقصف المساحي البساطي و العنقودي وقصف المحيط و الضواحي بقنابل لم تكن تستخدم من قبل إلا كسلاح سيكولوجي "نفسي" أو لإزالة الأشجار في فيتنام لتشكيل مهبط للطائرات العمودية الخاصة بالخيالة الجوية أو لإزالة الألغام و والعوائق المعدنية و الترابية كما حدث في أم المعارك وهذه القنابل التي استخدمت بشكل مباشر ضد المجاهدين وهي قاطفات الأقحوان أو زهرة الربيع أو زهرة المارغريت "ديزي كاتر" BLU-82/B Daisy Cutter حيث استخدم منها حسب اعتراف الجنرال "فرانكس" قائد التحالف سبع قنابل كل قنبلة بقوة 11 طن ت.ن.ت تسببت باستشهاد أكثر من 400 مجاهد و حوالي 700 إصابة متفاوتة .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4319.imgcache
طريق إلقاء قنبلة "ديزي كاتر" من الجو بطائرة "مخلب المعركة" MC-130 CombatTalon
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4320.imgcache
شكل انفجار قنبلة قاطفة الأقحوان "ديزي كاتر" من الأعلى
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4321.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4321.imgcache)
تعتبر أم القنابلالارتطامية GBU-43/B برأسها الحربي BLU-120/B هي الخلف المثالية لقاطفة الأقحوانBLU-82/Bلأنها أقوى وأسرع تدميراً وتملك عنصر المفاجئة بسبب ارتفاع إلقائها وسرعة سقوطها عدا عن كونها موجهة برنين الأقمار الصناعية المغناطيسي بخطأ دائري عند الوصول لا يتجاوز 11 متر ومع ذلك خابت وخسئت وفشلت في تحقيق شيء في هلمند بعد أن تدخل أولي البأس الشديد
أما في العراق فقد تكرر الأمر في الجنوب الشيعي وعاصمة الجنوب البصرة التي تعرضت لقصف مساحي بساطي وانشطاري وعنقودي متشظي جوي حملته قنابل "غاتور" Gator وحراري حملة رؤوس صواريخ "أتاكمس" ATACMS التكتيكية وأخرى فائقة الذكاء من نوع BLU-108/B Skeet "SFM" ذات الحشوات الإشعاعية التفاعلية المضادة للدروع والأفراد حيث تنشر قنبلة "سنسور" Sensor العنقودية منها 40 طبق لتغطي ببحثها عن الأهداف مساحة قدرها 12100 متر مربع ، وقد عاود الأمريكيون استخدام هذه الأطباق الأسطوانية في منطقة قرب الرضوانية ضد فرقة الفاروق من الحرس الجمهوري الخاص .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4322.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4322.imgcache)
قنبلة CBU-97/B Sensor التي تحمل 10 عصيات أفكوسكيت
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4323.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4323.imgcache)
عصيات أفكوسكيت التي تنشر أربعة أطباق أسطوانية BLU-108/B
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4324.imgcache
طريقة تدمير الدروع من الأعلى بأسطوانات BLU-108/B Skeet
وكان الوعيد بكابول العاصمة الأفغانية التي تعرض محيطها لقصف جوي هائل فاق قصف مزار شريف وتفاجئ الجميع باختفاء طالبان وتكرر الأمر في بغداد ؟؟؟!!! ...
ثم ظهرت مقاومة كبيرة في ولاية قندهار معقل قيادة طالبان وتكرر الأمر في محافظة صلاح الدين العراقية معقل القيادة المركزية العراقية .
ثم اختفى الملا عمر الذي لا تعرف مخابرات الناتو له شكل أو صورة إلا صورة قديمة قيل أنها له ؟!. ، ولم يعرف له مكان إلا من قلة قليلة من خيرة المخلصين وناب عنه بالتصريح الصوتي والمرئي المؤقت الشيخ أسامة "الحارث بن حراث" ثم قياديين من طالبان مثل ذبيح الله مجاهد ومحمد يوسف أحمدي ومن العرب الظواهري ، وفي العراق اختفى المنصور بالله وانعدم وجوده بعد أن افتداه الشبيه الشهيد الذي جعل منه قدوة للشجاعة و الشهادة فهو صورة متواضعة لحقيقة شخصية المنصور بالله الذي يصبوا إلى الشهادة في ميدان الفتح أرض الأقصى الشريف ، وناب عنه اليوم بالإعلام الصوتي و الخطي المعتز بالله و لا يعرف مكانه إلا قلة قليلة من خيرة المقربين الذين عهد عنهم الإخلاص الشديد وليس منهم من مجلس الثورة السابق سوى المعتز بالله غزت ...
فهل تجمع المصادفة كل هذه الأحداث بهذا الشكل المطابق وبنفس التسلل وفق للمنطق و العقل أو النقل .
إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر : 75]
أما كيف وصلت النخبة المقاومة العراقية إلى أفغانستان فالجواب من نفس الطريق الذي وصل به مجاهدي القاعدة إلى العراق أي من خلال السلسلة الجبلية شمال إيران وبدأ ذلك منذ ثلاثة سنوات بشكل بطيء وحذر ومقنع ولكنه أشتد منذ مطلع العام الحالي بعد تمكن الذراع الهندسي العراقي من انجاز نفق " النصر" الذي بدأ العمل به منذ أكثر من سبعة سنوات و الذي ينتهي عند منطقة جبلية غير خطرة في المناطق الجبلية الإيرانية وربما يكون هذا العبور هو سبب التهمة المتكررة لإيران بدعم وتدريب قوات طالبان أعدى أعدائها ؟!.
و للعلم فإن نفق العبور هذا هو النفق الثاني بعد نفق "التحرير" الذي حفر من قاعدة سرية تحت الأرض قرب الحدود العراقية الجنوبية الغربية لينتهي في مكان سري تحت غزة العزة في أرض الجهاد فلسطين ؟؟؟؟!!!!.
وهو ما يفسر وجود المخزون المفتوح من السلاح عند حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رغم العزلة والحصار ويفسر لماذا قاتلت حماس بأسلوب حرب الفلوجة .
وبعد هذه المقدمة الفريدة نعود إلى أرض طالقان فقد صدق سيد المرسلين "ص" حين قال : ( لا يهزم جيش فيه اثنا عشر ألف مؤمن) أو كما قال سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فرجال طالبان عرفوا بالتسليم المطلق لله واليقين التام بالنصر والفتح وأجل أعمالهم هي أكبر برهان عن صدق إيمانهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم في تعريف الإيمان "الإيمان ما وقر بالقلب وصدقه العمل" ، وطاعتهم لأمرائهم عمياء لأنهم ينوبون عن الحق لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أطاع أميره فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله " وقولة :" أطع أميرك ولو جلدك وأخذ مالك " وقوله تعالى (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59] ) .
فاليقين بالنصر والتصديق بالعمل الجهادي والانضباط العسكري بطاعة ولي الأمر والشجاعة المفرطة وحب الشهادة بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر كلها مقومات هامة لتحقيق النصر المؤزر ، من خلال التأييد الإلهي والتوفيق الظاهر لجنده البواسل إن مجاهدي طالبان ذوي خبرة قتالية لا تنكر فهم أمراء الحرب ولكن كان دور نخبة المقاومة العراقية هي تثمين الشهادة لدى هؤلاء الصادقين وتطوير تكتيكهم القتالي وتحديث أسلحتهم بشكل كبير يزيد تأثيرهم على أعدائهم .
فوفق لهذه المعاني السامية والمبادئ الخلاقة كان دفاع الله عن الذين آمنوا في أفغانستان وإلهامهم سبل النجاة ضمن مفارقات للقوى المتصارعة مهولة .
وبالسطور التالية سوف نبين سر تحول المجهود الحربي المعادي من ولاية هلمند إلى ولاية قندهار والدافع الخفي الذي صرح أوباما فيه عن تعزيز التواجد العسكري في مقبرة الغزاة والإشارة إلى البدء باستخدام أسلحة غير تقليدية لحسم الموقف هناك ، وهذه الأحداث لم يتطرق أحد لا الإعلام المجاهد و لا المعادي ولو بالإشارة ، لهول الموقف المعادي المخزي الذي يمكن العدو في حالة الفضيحة من إيجاد مسوغ لإفناء مدينة قندهار .
ونحن بدورنا سوف نظهر المكان ونخفي الزمان لنخص بهذه المعلومات الخطيرة من يؤمن حقاً بأن الله على كل شيء قدير جل من قدير.
بدأ الأمر بعد إشغال قاعدة لشركات الأمن الخاصة كانت بالأصل مطار خاص لمالك إمارتي UAE شمال قاعدة قندهار الجوية ، حيث كان الهجوم الليلي على قاعدة قندهار الجوية من ثلاثة محاور وهي الشمال و الشرق و الغرب بواسطة سيارات البيك آب و الشاحنات التي ثبت عليها الرشاشات الثقيلة عيار 12.7 ملم وعيار 14.5 ملم وقواذف م/د الثقيلة المباشرة لتغطية تقدم وانتشار المجاهدين المترجلين المسلحين بالبنادق الأوتوماتيكية وقواذف "ر.ب.ج" المضادة للدروع وتم ذلك تحت غطاء صاروخي ذكي لصواريخ ساغر "مالوتكا" الترادفية الموجهة بالليزر الذي طوره الفنيون العراقيون لتستهدف أماكن محمية وآليات مدرعة تواجدت في أطراف القاعدة الجوية ولم تطلق طالبان أي قنابل مضيئة لأن طالبان هيئت كوادر خاصة من النخبة القيادية ترى بالليل رؤية النهار من خلال تدريبها بالبقاء نهاراً بالكهوف أو ارتداء نظارات شمسية سوداء خاصة بمراقبة الكسوف عند الخروج نهاراً حفاظاً على حساسية العين الليلية وكل ذلك بسبب عدم توفر ما يكفي من المناظير الليلية ، هنا تكتلت دفاعات العدو في المحاور المهاجمة بإسناد مدفعي من قلب القاعدة ولكن هذا لم يثني مجاهدي طالبان عن متابعة الهجوم فهؤلاء الصادقين الذين كانوا نادراً ما ينحنون في قتال المواجهة و لا يتراجعون إلا بأوامر أمرائهم تماماً كأبطال الحرس متبعين قوله عز من قائل (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ [الأنفال : 15]) ، هنا كان لقوة خاصة من كوماندوس طالبان بقيادة عراقية من النخبة من الضباط وضباط الصف دور تمثل بتسلسل من خلال نفق مخفي تم تفجير فتحته والتدفق منه بغية النيل والتحييد لقوى الإسناد المدفعي المعادية وسط وجنوب القاعدة وذلك لإضعاف الموقف القتالي المعادي المباشر مع مجاهدين طالبان وقد كانت هذه النخبة المجاهدة مجهزة برمانات هجومية صوتية لشل قدرات العدو وانتشر منهم قناصين على أسطح المباني لاقتناص كل من يقترب من المغاوير أو الطائرات القتالية العمودية المنتشرة في ساحة المطار ، و كان المقرر أن لا تزيد فترة الاشتباك مع العدو خارج القاعدة عن نصف ساعة بسبب ظهور خطر الطيران المعادي القادم من القواعد الأخرى مثل قاعدة باغرام لذلك كان لا بد من طريقة تضمن تحيد سلاح الطيران بالتقارب والتلاحم القتالي واختراق القاعدة التي تحرص القوى المعادية على الحفاظ ما أمكن على هيكلها ألبنياني فظهرت شاحنات صهريج توجهت نحو الأطراف المعادية بسرعة لتنفجر إما داخل التشكيلات المعادية أو بالقرب منها نتيجة تمكن جنود العدو من إصابة السائقين وكانت في كل الأحوال النتيجة ممتازة لأن أقطار الانفجار الحراري لها زاد عن 37 متر وقطر دائرة موجة الصدم الفتاكة 320 متر فهذه الصهاريج كانت تحمل حمولة تفجير ارتجاجية مقتبسة من القنبلة العراقية الضاغطة التي أنتجت في نهاية الثمانينات والمكونة من مواد يسهل الحصول عليها وهي البنزين و غاز البيوتان الطبيعي الذي يستخدم كغاز طهي في المنازل أدى ظهور هذه الصهاريج الاستشهادية وهيمنة الوحدات الفدائية الخاصة داخل القاعدة إلى حالة ذعر مصحوبة بفرار عشوائي لقوات العدو منها نحو الجنوب هنا تحصنت القوات الخاصة المجاهدة داخل القاعدة وانتشرت باقي الصهاريج المفخخة قرب الأماكن الهامة و الحساسة داخل القاعدة بظل دخان كثيف أسود ناتج عن حرائق المعركة عزز عتمة الليل فكانت طائرات العدو تجوب الأجواء ذهاباً ومجيئاً دون أن ترصد أي تحرك ملحوظ في القاعدة خاصة بعد أن تمكن سائقي الصهاريج من الاختفاء أيضاً فما كان من غربان العدو من سبيل إلا تأمين القوى المنسحبة حتى لا تتعرض إلا لكمائن أو نيران مجاهدة أثناء فرارها .
ويبدو أن العدو أيقن أنه لن يجبر المجاهدين على الظهور من مخابئهم إلا بعملية بريه كبيرة بظل غطاء جوي كثيف مؤازر ومواكب .
ولكن كان أمام العدو مشكلتين الأولى صهاريج موجة الصدم المدمرة داخل المطار المتواجدة في الأماكن الإستراتيجية الهامة و الحساسة بما في ذلك طائرات عمودية ناقلة وقتالية انتشرت في ساحة المطار إضافة لعبوات ناسفة سلكية و لاسلكية التفجير نشرت في داخل المطار وفي محيطة من النوع المعزول المرن الأمر الذي يحول الإنزال إلى كارثة بشرية دامية ويلحق أضرار مادية كبيرة في القاعدة المعادة من قبل طالبان فكان الحل استخدام أسلحة إشعاعية نظيفة ذات نفوذية عالية تعادل النيترونات الحرة وأشعة غاما ولكن بدون تلويث إشعاعي فتم اختيار قنابل الميكروويف الإلكترونية "الالكترومغناطيسية" و قنابل الميكروويف الحراري "البوزيترونية" .
وكان الخيار الأول المعروف بقنبلة "الفوتون" أو الميكروويف العالي الطاقة HMP كانت من النوع المخرب للدارات و الوصلات الالكترونية الخاصة بتفجير القنابل داخل المطار من خلال توليد طاقة الكترومغناطيسية تصل إلى 10 غيغاواط .
أما خارج المطار فكان الخيار هو تفجير العبوات الناسفة لما في ذلك من أثر معنوي إيجابي على روح القتال عند قوة الإنزال المعادية .
وكان الخيار الأمثل قنبلة تسمى "ماغنا" Magna أو القنبلة البوزيترونية وهي قنبلة ضخمة من عائلة أم القنابل ذات التفجير التقاربي الفئة D قوتها قوة قنبلة نووية تكتيكية مصغرة "ميني نيوك" B-83 Mini Nuke بقوة 5000 طن تروتيل TNT الشديدة الانفجار أي بقوة ربع قنبلة هيروشيما مع الطاقة الإشعاعية يتم تفعيلها من خلال تعريض بودرة التنغستين لشحنة حرارية تقليدية عالية من أجل تحرير طاقة كبيرة من الأشعة السينية X-Ray التي تحرر بدورها مكنون الطاقة بمسحوق معدني خاص يسمى البلوديوم الذي يطلق بدوره طاقة حرارية هائلة تسلط على مادة بلازمية هي عبارة عن مكثف مادة البروتيوم ( النظير الهيدروجيني الأحادي النيترون) الذي تنحل طاقته النووية فتتحرر الإلكترونات المدارية السلبية بعد تحولها إلى الكترونات موجبة "البوزيترون" لتصدر طاقة هائلة من الميكروويف الحراري بكثافة شديدة جداً.
وبالفعل تم إسقاط أربعة مستودعات ضخمة من المغناترون "ماغنا" التي نتج عنها حرارة محو مركزية فاقت 10000 درجة مئوية غطت دائرة قطرها 300 متر لترسل بعد ذلك نبضة موجات صغيرة حرارية هائلة امتدت لأكثر من ميل بحري (الميل البحري = 1852 متر) بحرارة أدناها 3000 درجة مئوية وبقدرة نفوذ في التربة تصل إلى عمق 10 متر كافية لتفحيم المختبئين وتفجير العبوات الناسفة بأنواعها .
وهذه القنابل التي استخدمت من قبل عام 2003 لإبادة لواءين مدرعين من الحرس الجمهوري العراقي وبقايا فرقة الفرسان الميكانيكية الرابعة الأمريكية ، فجرت وعطلت كل العبوات الناسفة التي زرعت لتأمين المطار من هجمات العدو لاسترداد المطار .
هنا بدأ أنزال جوي كبير لوحدات مارينز الحملات MEU بواسطة الطائرات العمودية على أربع محاور دون أن يتعرضوا لأي مقاومة تذكر إلا من جنود لم يروها هيأها الله لجنده في مقبرة الغزاة فسرعان ما ظهرت حالات إعياء شديد في صفوف جنود العدو وبدأ العديد منهم بالتوقف عن الحركة بسبب الدوار و القيء الشديدين إضافة لحالة تشنج عصبي وارتجاف واختلاج وفقد الكثير منها التوازن ثم القدرة على الحركة مع حمى شديدة و أخيراً فقدان للوعي وذلك خلال أقل من ساعة وتزايدت حالات الإعياء المتفاوت بشكل كبير نتج عنه حاله هستيرية مخيفة عند العدو الذي بدء يستغيث بقيادته ظنناً منه أنه تعرض لهجوم كيميائي أو بيولوجي من قبل المجاهدين .
وهنا يظهر السؤال الملح ماذا حدث ؟!..
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران : 54]
في مرحلة سابقة وبعد جلاء القوات السوفيتية عن أفغانستان تنامت قوة حركة طالبان بدعم أمريكي غير مباشر عن طريق المخابرات الباكستانية في البداية وذلك للحد من هيمنة المعسكر الروسي في أفغانستان إلا أن هذه الحركة الدينية والتي كانت و التي ظن الناس أنها سلفية بسبب تأثير تنظيم القاعدة عليها بدأت تشكل خطر على من دعمها بسبب قاعدتها الشعبية الكبيرة.
فقررت الإدارة الأمريكية ومن خلال مخابراتها خلق عدو افتراضي لهذه الحركة يتم تشكيله من قبل المخابرات البريطانية ودعم من قبل إيران تمثل بالحركة الشيعية في شمال أفغانستان بقيادة الثوري "أحمد شاه مسعود" بغية تحجيم خطر طالبان وخلق توازن بالقوى والحفاظ على المورد الاقتصادي الأساسي للمخابرات الأمريكية وهي المخدرات ! ، والتي منعت طالبان زراعتها في مناطق سيطرتها في الجنوب و الوسط الأفغاني لتخفض معدل إنتاج الأفيون من 3600 طن إلى 185 طن سنوياً ، ولكن وبسبب تفوق طالبان عسكرياً على معسكر الشمال الشيعي وتهديد بقائه سعت المخابرات الأمريكية إلى دفع طالبان لدخول مواجهة مباشرة مع إيران من خلال تزويد طالبان بسلاح صدمة إشعاعي يعمل عمل سلاح شل القدرة وهو عبارة عن سلاح تسميم إشعاعي يسمى "القنبلة القذرة" وفكرته مأخوذة من الغبار الذري والأثر الإشعاعي الناتج عن الأجسام المشبعة بأشعة الانفجار النووي ، وقد قدمت المخابرات الأمريكية مخططات دقيق حول تصميم هذه القنبلة البدائية الإشعاعية التي تعتمد على تفعيل نشاط إشعاعي لمواد تطلق إشعاعات نووية ضارة بالتحريض الحراري الناتج عن تفجير تقليدي .
وقد قدمت طالبان هذه المخططات لخبراء الأبحاث العسكرية العراقية عندهم حيث قاموا بإعداد خليط متفجر تمزج به مادة "السيزيوم 137" ضمن معايير خاصة مع مادة "الكوبالت 60" بغية إنتاج أشعة "غاما" النووية بنسب إشعاعية خطرة بسرعة وكثافة تصل قدرتها الإشعاعية إلى 3000 ريم
وهي كمية كافية لإدخال من يتعرض لها لما يعرف بالمرض الإشعاعي الذي يقتل صاحبة خلال فترة أقصاها خمسة ساعات ويموت الباقين موت بطيء خلال أيام أو أشهر بالسرطان .
والجديد أن العبوات الناسفة المتفجرة التي كانت متواجدة في محيط قاعدة قندهار الجوية عززت بكميات كبيرة من هذه المواد الراديولوجية التي يسهل الحصول عليها في أماكن نائية مثل أفغانستان .
تحول الإنزال المعادي حول قاعدة قندهار إلى كارثة بشرية لا يمكن تصور حجمها فكل من كان في حيز التلوث أو التسميم الإشعاعي هلك لأن أشعة غاما تفتك من خلال الجلد كما تفتك من خلال الفم أو أجهزة التنفس.
لكن هذه الفاجعة الناتجة عن التسميم الإشعاعي في محيط مطار قندهار لم تثني قيادة العدو على المضي في سيناريو استرداد مطار قندهار من براثن أسود الجهاد في أفغانستان وبأسرع وقت لأن أي تسرب إعلامي حول فقد السيطرة على ثاني أكبر قاعدة في أفغانستان هو بمثابة كارثة أكبر من كارثة التسمم الإشعاعي لجنود المارينز ، و لا ننسى وصف ا الرسول الكريم لهم في أخر الزمان بأنهم "أسرعهم إفاقة بعد مصيبة و أوشكهم كر بعد فرة" وكان يصف الروم .
هذا الإخفاق المفجع شكك استخبارات العدو حول إمكانية تمكن طالبان من إعادة تأهيل مفخاخاتها المعطلة داخل القاعدة ولكن قيادة العدو رأت أنه من الحكمة عدم تكرار استخدام السلاح الالكتروني في تعطيلها مرة أخرى أو تفجير الصهاريج المتفجرة المنتشرة على أرض المطار بقذائف وصواريخ الطائرات لأن ذلك قد يلحق بالمطار أضرار كبيرة من الناحية الإنشائية تحتاج إلى كلفة إعادة بناء باهظة لذلك كان المخطط المعادي هو استخدام الفسفور الأبيض "ويلي بيت" Willy Pete ولكن ليس النوع الكيميائي الذي يتفاعل مع الأكسجين بإضافة الكبريت ولكن بالإثارة الحرارية من خلال مركبات التفجير الهوائي العضوية الهيدروكربونية "أنيهيدروز" Anhydrous التي تحول الفسفور الأبيض على الفور إلى أبخرة محترقة ذات حرارة عالية وشراهة مهولة للأكسجين وليس بتفاعل متدرج كما في الحالة الكيميائية ولتحقيق هذا الهدف بشكل يشمل كامل المطار تم تجهيز قنبلة هي الأثقل والأضخم بتاريخ السلاح الأمريكي تسمى الزلزال الأرضي M121 Earthquake التي تزن قرابة 20 طن يتم تفجيرها على ارتفاع معين بعد فرملة السقوط بمظلة خاصة ضخمة و من ثم نشر بالحرارة والضغط لكمية تقارب 40000 رطل من الفسفور الحراري مهمته رفع حرارة الأجواء في القاعدة لدرجة حرارة مرتفعة جداً تؤدي إلى تفجير المفخخات وتفريغ الأكسجين بغية قتل أي كائن حي مختبئ وتحجيم التفجير بشكل كبير يكاد يلغي الأضرار المحظورة ولا ننسى ميزة حجب الرؤية .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4325.imgcache
قنبلة T-12 التي طور منها قنبلة الزلزال الأرضي M-121 التي نشرت الفسفور الأبيض
وبالفعل نجح العدو في بالتدفق إلى داخل القاعدة الجوية بعد تنفيذ اقتحام جوي بطائرات النقل العمودية الخاصة بوحدة قوة الدلتا "دلتا فورس" وجوالة الجيش "أرمي رينجرز" هجمت من أربعة محاور في محيط القاعدة أي من كل الاتجاهات بغية المباغتة والإرباك وقد جهزت القوات المهاجمة بوسائط الوقاية ضد الأشعة و الغازات الكيميائية وكان يتقدم هذه القوات طائرات هليوكوبتر روبوت مسيرة من نوع مستكشف النيران Fire Scout مزودة بأجهزة خاصة لرصد المتفجرات ونظام صعق تفجير ليزري وذخائر ذكية نوع "بات" Bat لتدمير العبوات التي لا يفلح الصاعق الليزري إضافة حاضن رشاش مواسير دوارة من نوع "فولكان" Vulcan يرمي بمعدل 100 دورة بالثانية ورافق هذه الطائرات طائرات جوابه مسيرة من نوع المفترس Predator/B زودت بصواريخ "هيلفاير" الموجهة بالليزر والتي كانت معززة مع الباريوم الحراري بغاز GB المعروف بالسارين أو الزارين Sarin.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4326.imgcache
طائرة الروبوت المسيرة بدون طيار MQ-8B Fire Scout
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4327.imgcache
طائرة المفترس MQ-9B Predator/B
ولكن المفاجأة الصاعقة كانت هي خلو القاعدة من أي وجود للمجاهدين والمفاجأة الأكبر أن هذا حدث منذ سبعة أيام قبل إعادة احتلالها من قبل العدو فأين كانت الأقمار الصناعية ؟!.
فقد انسحب المجاهدين بصمت شديد بعد أن استحوذوا على كم هائل من الغنائم من داخل المطار ونشروا بوقت قياسي لكثير من الكمائن المتفجرة ؟!.
وصدق أصدق القائلين عليه الصلاة و التسليم حين قال "نصر بالرعب مسيرة شهر"
يتبع...
"معركة قندهار"
قال الله تعالى(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة : 101])
إن من يهيمن اليوم على الموقف القتالي في أفغانستان هم مجاهدين طالبان أما أمراء الحرب القدماء وأتباعهم من السنة إما انصهروا في صفوف طالبان وهم الأكثرية أو هادنوا العدو وكانوا حياديين أو انخرطوا في تشكيل الحكومة العملية في كابول وهم قلة .
والمجاهدين العرب بما في ذلك القاعدة فهم يقاتلون بتنسيق مع طالبان في جبهات ضيقة في مناطق حدودية وداخل أفغانستان وقيادتهم مستقلة نسبياً.
والرائد اليوم في أفغانستان بعد طالبان هم أسود بابل أولي البأس الشديد فقد كانوا منذ ثلاثة سنوات يقومون وكأول خطوة بإتمام ما نقص طالبان من جوهر العقيدة لأن القيادة أول ما اختيارات لهذه المهمة نخبة من العلماء العاملين النقشبندين من خيرة حفظة كتاب الله والأثر الشريف وفقه المذاهب فالأفغان على قوة دينهم ينقصهم الكثير من جوهر العقيدة ودقة التشريع فإيمانهم إيمان العجائز وتبعيتهم لأوامر الله تبعية المحب وحسن الظن بالله ، لذلك تم اختيار هؤلاء العلماء من مرشدي جيش رجال الطريقة النقشبندية أولاً لأنهم اليوم يمثلون قلب المقاومة العراقية المركزية النابض بعد أن انخرط في صفوف مريديهم ثلث رجال المهمات الصعبة من خيرة رجال الحرس و المغاوير علماً أن الجيش النقشبندي يشكلون اليوم أكثر من ثلاثة فيالق قتالية وفاق عددهم 100 ألف مجاهد ورجال المهمات الصعبة فيهم يمثلون قدوة المقاتلين وآمري المجاميع والفصائل والسرايا والأفواج والألوية من الناحية العسكرية وهم المدربون والمخططون ....الخ ، لذلك بعد أن نال هؤلاء العلماء القياديين من طالبان الثقة و المحبة بدؤوا يستجلبون من رجال المهمات الصعبة من يخطط المعارك المعقدة ويدرب على الخبرات القتالية الخاصة ثم جاء دور من يطورن عتاد المجاهدين وينتجونه وظهرت سمات ما طوروه وخططوا له بحملة "النصر" في العام الماضي أما اليوم فهم يخططون ويدربون ويدرسون ويطورن ويقاتلون ويقودون مجاهدي طالبان بالعمليات الخاصة ضمن حملة "الفتح" ليصبحوا مع طالبان كالجسد الواحد قبل أن تتحقق ولأسف هذه اللحمة بالعراق.
والطريقة النقشبندية العالية التي هي طريقة طالبان أفغانستان وباكستان في الوصول إلى معرفة الله وإرضائه وليست السلفية كما كان شائع من قبل فمجاهدي طالبان ذوي مذهب ومذهبهم مذهب الأمام الأعظم أبو حنيفة وكلنا يعلم أن السلفيين لا مذهبين وشعار النقشبندين البشتونين والعراقيين واحد وهو ( نصر من الله وفتح قريب ) .
وللعلم فإن الطريقة النقشبندية (طريقة علم القلب) وعلم القلب كما أخبرنا الرسول الأعظم "ص" هو العلم النافع أو علم القيمة في روية أخرى ، وهي طريقة الصحابة المهاجرين الكرام أصحاب العزائم الذين كان منهم الخلفاء والأئمة والقادة وهي عقيدة من وصفوا في كتاب الله بأولي الألباب وهي اليوم عقيدة الإيمان القلبي عند المنصور بالله و المعتز بالله و هي نهج الإيمان عند الأمام الهدي سابع سادة أهل الجنة الكرام وخاتم خلفاء الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ولكن ربما يسأل الآن سائل كيف وصلت الكوادر القيادية و الفنية و الميدانية و الإستخباراتية العراقية إلى أفغانستان والجواب إن هذا لم يكن بالأمر الحديث فقد بدأ التخطيط له منذ عام 1997 من خلال وفد سري استخباراتي تقنعت أفراده بقناع البعثات الدراسية و السياحية العربية الغير عراقية لتتمكن بعد الاتصال بكوادر قيادية مخلصة من قاعدة الجهاد "القاعدة" قضى ستة منهم بصواريخ "كروز" توماهوك Tomahawk الجوالة التي أطلقتها البحرية خلال عملية ثعلب الصحراء التي استهدفت معاقلهم بوشاية وإرشاد من سلفيين متشددين عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية CIA ، حيث تمكن هؤلاء الشهداء المخلصين من تسهيل لقاء لضباط المخابرات العراقية مع قيادة طالبان تم من خلالها تنسيق كيفية الحرب الصورية و الحقيقية مع القوى الصليبية الإمبريالية ...
ولو تمعنا قليلاً وقارئنا بين مجريات الحربين في أفغانستان والعراق لوجدنا أن المخطط واحد ، مقاومة شديدة في المدن الشيعية في الشمال وخصوصاً عاصمة الشمال مزار شريف التي لم تسقط إلا بالقصف المساحي البساطي و العنقودي وقصف المحيط و الضواحي بقنابل لم تكن تستخدم من قبل إلا كسلاح سيكولوجي "نفسي" أو لإزالة الأشجار في فيتنام لتشكيل مهبط للطائرات العمودية الخاصة بالخيالة الجوية أو لإزالة الألغام و والعوائق المعدنية و الترابية كما حدث في أم المعارك وهذه القنابل التي استخدمت بشكل مباشر ضد المجاهدين وهي قاطفات الأقحوان أو زهرة الربيع أو زهرة المارغريت "ديزي كاتر" BLU-82/B Daisy Cutter حيث استخدم منها حسب اعتراف الجنرال "فرانكس" قائد التحالف سبع قنابل كل قنبلة بقوة 11 طن ت.ن.ت تسببت باستشهاد أكثر من 400 مجاهد و حوالي 700 إصابة متفاوتة .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4319.imgcache
طريق إلقاء قنبلة "ديزي كاتر" من الجو بطائرة "مخلب المعركة" MC-130 CombatTalon
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4320.imgcache
شكل انفجار قنبلة قاطفة الأقحوان "ديزي كاتر" من الأعلى
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4321.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4321.imgcache)
تعتبر أم القنابلالارتطامية GBU-43/B برأسها الحربي BLU-120/B هي الخلف المثالية لقاطفة الأقحوانBLU-82/Bلأنها أقوى وأسرع تدميراً وتملك عنصر المفاجئة بسبب ارتفاع إلقائها وسرعة سقوطها عدا عن كونها موجهة برنين الأقمار الصناعية المغناطيسي بخطأ دائري عند الوصول لا يتجاوز 11 متر ومع ذلك خابت وخسئت وفشلت في تحقيق شيء في هلمند بعد أن تدخل أولي البأس الشديد
أما في العراق فقد تكرر الأمر في الجنوب الشيعي وعاصمة الجنوب البصرة التي تعرضت لقصف مساحي بساطي وانشطاري وعنقودي متشظي جوي حملته قنابل "غاتور" Gator وحراري حملة رؤوس صواريخ "أتاكمس" ATACMS التكتيكية وأخرى فائقة الذكاء من نوع BLU-108/B Skeet "SFM" ذات الحشوات الإشعاعية التفاعلية المضادة للدروع والأفراد حيث تنشر قنبلة "سنسور" Sensor العنقودية منها 40 طبق لتغطي ببحثها عن الأهداف مساحة قدرها 12100 متر مربع ، وقد عاود الأمريكيون استخدام هذه الأطباق الأسطوانية في منطقة قرب الرضوانية ضد فرقة الفاروق من الحرس الجمهوري الخاص .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4322.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4322.imgcache)
قنبلة CBU-97/B Sensor التي تحمل 10 عصيات أفكوسكيت
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4323.imgcache
(http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4323.imgcache)
عصيات أفكوسكيت التي تنشر أربعة أطباق أسطوانية BLU-108/B
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4324.imgcache
طريقة تدمير الدروع من الأعلى بأسطوانات BLU-108/B Skeet
وكان الوعيد بكابول العاصمة الأفغانية التي تعرض محيطها لقصف جوي هائل فاق قصف مزار شريف وتفاجئ الجميع باختفاء طالبان وتكرر الأمر في بغداد ؟؟؟!!! ...
ثم ظهرت مقاومة كبيرة في ولاية قندهار معقل قيادة طالبان وتكرر الأمر في محافظة صلاح الدين العراقية معقل القيادة المركزية العراقية .
ثم اختفى الملا عمر الذي لا تعرف مخابرات الناتو له شكل أو صورة إلا صورة قديمة قيل أنها له ؟!. ، ولم يعرف له مكان إلا من قلة قليلة من خيرة المخلصين وناب عنه بالتصريح الصوتي والمرئي المؤقت الشيخ أسامة "الحارث بن حراث" ثم قياديين من طالبان مثل ذبيح الله مجاهد ومحمد يوسف أحمدي ومن العرب الظواهري ، وفي العراق اختفى المنصور بالله وانعدم وجوده بعد أن افتداه الشبيه الشهيد الذي جعل منه قدوة للشجاعة و الشهادة فهو صورة متواضعة لحقيقة شخصية المنصور بالله الذي يصبوا إلى الشهادة في ميدان الفتح أرض الأقصى الشريف ، وناب عنه اليوم بالإعلام الصوتي و الخطي المعتز بالله و لا يعرف مكانه إلا قلة قليلة من خيرة المقربين الذين عهد عنهم الإخلاص الشديد وليس منهم من مجلس الثورة السابق سوى المعتز بالله غزت ...
فهل تجمع المصادفة كل هذه الأحداث بهذا الشكل المطابق وبنفس التسلل وفق للمنطق و العقل أو النقل .
إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر : 75]
أما كيف وصلت النخبة المقاومة العراقية إلى أفغانستان فالجواب من نفس الطريق الذي وصل به مجاهدي القاعدة إلى العراق أي من خلال السلسلة الجبلية شمال إيران وبدأ ذلك منذ ثلاثة سنوات بشكل بطيء وحذر ومقنع ولكنه أشتد منذ مطلع العام الحالي بعد تمكن الذراع الهندسي العراقي من انجاز نفق " النصر" الذي بدأ العمل به منذ أكثر من سبعة سنوات و الذي ينتهي عند منطقة جبلية غير خطرة في المناطق الجبلية الإيرانية وربما يكون هذا العبور هو سبب التهمة المتكررة لإيران بدعم وتدريب قوات طالبان أعدى أعدائها ؟!.
و للعلم فإن نفق العبور هذا هو النفق الثاني بعد نفق "التحرير" الذي حفر من قاعدة سرية تحت الأرض قرب الحدود العراقية الجنوبية الغربية لينتهي في مكان سري تحت غزة العزة في أرض الجهاد فلسطين ؟؟؟؟!!!!.
وهو ما يفسر وجود المخزون المفتوح من السلاح عند حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رغم العزلة والحصار ويفسر لماذا قاتلت حماس بأسلوب حرب الفلوجة .
وبعد هذه المقدمة الفريدة نعود إلى أرض طالقان فقد صدق سيد المرسلين "ص" حين قال : ( لا يهزم جيش فيه اثنا عشر ألف مؤمن) أو كما قال سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فرجال طالبان عرفوا بالتسليم المطلق لله واليقين التام بالنصر والفتح وأجل أعمالهم هي أكبر برهان عن صدق إيمانهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم في تعريف الإيمان "الإيمان ما وقر بالقلب وصدقه العمل" ، وطاعتهم لأمرائهم عمياء لأنهم ينوبون عن الحق لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أطاع أميره فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله " وقولة :" أطع أميرك ولو جلدك وأخذ مالك " وقوله تعالى (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59] ) .
فاليقين بالنصر والتصديق بالعمل الجهادي والانضباط العسكري بطاعة ولي الأمر والشجاعة المفرطة وحب الشهادة بشكل غير مسبوق في التاريخ المعاصر كلها مقومات هامة لتحقيق النصر المؤزر ، من خلال التأييد الإلهي والتوفيق الظاهر لجنده البواسل إن مجاهدي طالبان ذوي خبرة قتالية لا تنكر فهم أمراء الحرب ولكن كان دور نخبة المقاومة العراقية هي تثمين الشهادة لدى هؤلاء الصادقين وتطوير تكتيكهم القتالي وتحديث أسلحتهم بشكل كبير يزيد تأثيرهم على أعدائهم .
فوفق لهذه المعاني السامية والمبادئ الخلاقة كان دفاع الله عن الذين آمنوا في أفغانستان وإلهامهم سبل النجاة ضمن مفارقات للقوى المتصارعة مهولة .
وبالسطور التالية سوف نبين سر تحول المجهود الحربي المعادي من ولاية هلمند إلى ولاية قندهار والدافع الخفي الذي صرح أوباما فيه عن تعزيز التواجد العسكري في مقبرة الغزاة والإشارة إلى البدء باستخدام أسلحة غير تقليدية لحسم الموقف هناك ، وهذه الأحداث لم يتطرق أحد لا الإعلام المجاهد و لا المعادي ولو بالإشارة ، لهول الموقف المعادي المخزي الذي يمكن العدو في حالة الفضيحة من إيجاد مسوغ لإفناء مدينة قندهار .
ونحن بدورنا سوف نظهر المكان ونخفي الزمان لنخص بهذه المعلومات الخطيرة من يؤمن حقاً بأن الله على كل شيء قدير جل من قدير.
بدأ الأمر بعد إشغال قاعدة لشركات الأمن الخاصة كانت بالأصل مطار خاص لمالك إمارتي UAE شمال قاعدة قندهار الجوية ، حيث كان الهجوم الليلي على قاعدة قندهار الجوية من ثلاثة محاور وهي الشمال و الشرق و الغرب بواسطة سيارات البيك آب و الشاحنات التي ثبت عليها الرشاشات الثقيلة عيار 12.7 ملم وعيار 14.5 ملم وقواذف م/د الثقيلة المباشرة لتغطية تقدم وانتشار المجاهدين المترجلين المسلحين بالبنادق الأوتوماتيكية وقواذف "ر.ب.ج" المضادة للدروع وتم ذلك تحت غطاء صاروخي ذكي لصواريخ ساغر "مالوتكا" الترادفية الموجهة بالليزر الذي طوره الفنيون العراقيون لتستهدف أماكن محمية وآليات مدرعة تواجدت في أطراف القاعدة الجوية ولم تطلق طالبان أي قنابل مضيئة لأن طالبان هيئت كوادر خاصة من النخبة القيادية ترى بالليل رؤية النهار من خلال تدريبها بالبقاء نهاراً بالكهوف أو ارتداء نظارات شمسية سوداء خاصة بمراقبة الكسوف عند الخروج نهاراً حفاظاً على حساسية العين الليلية وكل ذلك بسبب عدم توفر ما يكفي من المناظير الليلية ، هنا تكتلت دفاعات العدو في المحاور المهاجمة بإسناد مدفعي من قلب القاعدة ولكن هذا لم يثني مجاهدي طالبان عن متابعة الهجوم فهؤلاء الصادقين الذين كانوا نادراً ما ينحنون في قتال المواجهة و لا يتراجعون إلا بأوامر أمرائهم تماماً كأبطال الحرس متبعين قوله عز من قائل (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ [الأنفال : 15]) ، هنا كان لقوة خاصة من كوماندوس طالبان بقيادة عراقية من النخبة من الضباط وضباط الصف دور تمثل بتسلسل من خلال نفق مخفي تم تفجير فتحته والتدفق منه بغية النيل والتحييد لقوى الإسناد المدفعي المعادية وسط وجنوب القاعدة وذلك لإضعاف الموقف القتالي المعادي المباشر مع مجاهدين طالبان وقد كانت هذه النخبة المجاهدة مجهزة برمانات هجومية صوتية لشل قدرات العدو وانتشر منهم قناصين على أسطح المباني لاقتناص كل من يقترب من المغاوير أو الطائرات القتالية العمودية المنتشرة في ساحة المطار ، و كان المقرر أن لا تزيد فترة الاشتباك مع العدو خارج القاعدة عن نصف ساعة بسبب ظهور خطر الطيران المعادي القادم من القواعد الأخرى مثل قاعدة باغرام لذلك كان لا بد من طريقة تضمن تحيد سلاح الطيران بالتقارب والتلاحم القتالي واختراق القاعدة التي تحرص القوى المعادية على الحفاظ ما أمكن على هيكلها ألبنياني فظهرت شاحنات صهريج توجهت نحو الأطراف المعادية بسرعة لتنفجر إما داخل التشكيلات المعادية أو بالقرب منها نتيجة تمكن جنود العدو من إصابة السائقين وكانت في كل الأحوال النتيجة ممتازة لأن أقطار الانفجار الحراري لها زاد عن 37 متر وقطر دائرة موجة الصدم الفتاكة 320 متر فهذه الصهاريج كانت تحمل حمولة تفجير ارتجاجية مقتبسة من القنبلة العراقية الضاغطة التي أنتجت في نهاية الثمانينات والمكونة من مواد يسهل الحصول عليها وهي البنزين و غاز البيوتان الطبيعي الذي يستخدم كغاز طهي في المنازل أدى ظهور هذه الصهاريج الاستشهادية وهيمنة الوحدات الفدائية الخاصة داخل القاعدة إلى حالة ذعر مصحوبة بفرار عشوائي لقوات العدو منها نحو الجنوب هنا تحصنت القوات الخاصة المجاهدة داخل القاعدة وانتشرت باقي الصهاريج المفخخة قرب الأماكن الهامة و الحساسة داخل القاعدة بظل دخان كثيف أسود ناتج عن حرائق المعركة عزز عتمة الليل فكانت طائرات العدو تجوب الأجواء ذهاباً ومجيئاً دون أن ترصد أي تحرك ملحوظ في القاعدة خاصة بعد أن تمكن سائقي الصهاريج من الاختفاء أيضاً فما كان من غربان العدو من سبيل إلا تأمين القوى المنسحبة حتى لا تتعرض إلا لكمائن أو نيران مجاهدة أثناء فرارها .
ويبدو أن العدو أيقن أنه لن يجبر المجاهدين على الظهور من مخابئهم إلا بعملية بريه كبيرة بظل غطاء جوي كثيف مؤازر ومواكب .
ولكن كان أمام العدو مشكلتين الأولى صهاريج موجة الصدم المدمرة داخل المطار المتواجدة في الأماكن الإستراتيجية الهامة و الحساسة بما في ذلك طائرات عمودية ناقلة وقتالية انتشرت في ساحة المطار إضافة لعبوات ناسفة سلكية و لاسلكية التفجير نشرت في داخل المطار وفي محيطة من النوع المعزول المرن الأمر الذي يحول الإنزال إلى كارثة بشرية دامية ويلحق أضرار مادية كبيرة في القاعدة المعادة من قبل طالبان فكان الحل استخدام أسلحة إشعاعية نظيفة ذات نفوذية عالية تعادل النيترونات الحرة وأشعة غاما ولكن بدون تلويث إشعاعي فتم اختيار قنابل الميكروويف الإلكترونية "الالكترومغناطيسية" و قنابل الميكروويف الحراري "البوزيترونية" .
وكان الخيار الأول المعروف بقنبلة "الفوتون" أو الميكروويف العالي الطاقة HMP كانت من النوع المخرب للدارات و الوصلات الالكترونية الخاصة بتفجير القنابل داخل المطار من خلال توليد طاقة الكترومغناطيسية تصل إلى 10 غيغاواط .
أما خارج المطار فكان الخيار هو تفجير العبوات الناسفة لما في ذلك من أثر معنوي إيجابي على روح القتال عند قوة الإنزال المعادية .
وكان الخيار الأمثل قنبلة تسمى "ماغنا" Magna أو القنبلة البوزيترونية وهي قنبلة ضخمة من عائلة أم القنابل ذات التفجير التقاربي الفئة D قوتها قوة قنبلة نووية تكتيكية مصغرة "ميني نيوك" B-83 Mini Nuke بقوة 5000 طن تروتيل TNT الشديدة الانفجار أي بقوة ربع قنبلة هيروشيما مع الطاقة الإشعاعية يتم تفعيلها من خلال تعريض بودرة التنغستين لشحنة حرارية تقليدية عالية من أجل تحرير طاقة كبيرة من الأشعة السينية X-Ray التي تحرر بدورها مكنون الطاقة بمسحوق معدني خاص يسمى البلوديوم الذي يطلق بدوره طاقة حرارية هائلة تسلط على مادة بلازمية هي عبارة عن مكثف مادة البروتيوم ( النظير الهيدروجيني الأحادي النيترون) الذي تنحل طاقته النووية فتتحرر الإلكترونات المدارية السلبية بعد تحولها إلى الكترونات موجبة "البوزيترون" لتصدر طاقة هائلة من الميكروويف الحراري بكثافة شديدة جداً.
وبالفعل تم إسقاط أربعة مستودعات ضخمة من المغناترون "ماغنا" التي نتج عنها حرارة محو مركزية فاقت 10000 درجة مئوية غطت دائرة قطرها 300 متر لترسل بعد ذلك نبضة موجات صغيرة حرارية هائلة امتدت لأكثر من ميل بحري (الميل البحري = 1852 متر) بحرارة أدناها 3000 درجة مئوية وبقدرة نفوذ في التربة تصل إلى عمق 10 متر كافية لتفحيم المختبئين وتفجير العبوات الناسفة بأنواعها .
وهذه القنابل التي استخدمت من قبل عام 2003 لإبادة لواءين مدرعين من الحرس الجمهوري العراقي وبقايا فرقة الفرسان الميكانيكية الرابعة الأمريكية ، فجرت وعطلت كل العبوات الناسفة التي زرعت لتأمين المطار من هجمات العدو لاسترداد المطار .
هنا بدأ أنزال جوي كبير لوحدات مارينز الحملات MEU بواسطة الطائرات العمودية على أربع محاور دون أن يتعرضوا لأي مقاومة تذكر إلا من جنود لم يروها هيأها الله لجنده في مقبرة الغزاة فسرعان ما ظهرت حالات إعياء شديد في صفوف جنود العدو وبدأ العديد منهم بالتوقف عن الحركة بسبب الدوار و القيء الشديدين إضافة لحالة تشنج عصبي وارتجاف واختلاج وفقد الكثير منها التوازن ثم القدرة على الحركة مع حمى شديدة و أخيراً فقدان للوعي وذلك خلال أقل من ساعة وتزايدت حالات الإعياء المتفاوت بشكل كبير نتج عنه حاله هستيرية مخيفة عند العدو الذي بدء يستغيث بقيادته ظنناً منه أنه تعرض لهجوم كيميائي أو بيولوجي من قبل المجاهدين .
وهنا يظهر السؤال الملح ماذا حدث ؟!..
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران : 54]
في مرحلة سابقة وبعد جلاء القوات السوفيتية عن أفغانستان تنامت قوة حركة طالبان بدعم أمريكي غير مباشر عن طريق المخابرات الباكستانية في البداية وذلك للحد من هيمنة المعسكر الروسي في أفغانستان إلا أن هذه الحركة الدينية والتي كانت و التي ظن الناس أنها سلفية بسبب تأثير تنظيم القاعدة عليها بدأت تشكل خطر على من دعمها بسبب قاعدتها الشعبية الكبيرة.
فقررت الإدارة الأمريكية ومن خلال مخابراتها خلق عدو افتراضي لهذه الحركة يتم تشكيله من قبل المخابرات البريطانية ودعم من قبل إيران تمثل بالحركة الشيعية في شمال أفغانستان بقيادة الثوري "أحمد شاه مسعود" بغية تحجيم خطر طالبان وخلق توازن بالقوى والحفاظ على المورد الاقتصادي الأساسي للمخابرات الأمريكية وهي المخدرات ! ، والتي منعت طالبان زراعتها في مناطق سيطرتها في الجنوب و الوسط الأفغاني لتخفض معدل إنتاج الأفيون من 3600 طن إلى 185 طن سنوياً ، ولكن وبسبب تفوق طالبان عسكرياً على معسكر الشمال الشيعي وتهديد بقائه سعت المخابرات الأمريكية إلى دفع طالبان لدخول مواجهة مباشرة مع إيران من خلال تزويد طالبان بسلاح صدمة إشعاعي يعمل عمل سلاح شل القدرة وهو عبارة عن سلاح تسميم إشعاعي يسمى "القنبلة القذرة" وفكرته مأخوذة من الغبار الذري والأثر الإشعاعي الناتج عن الأجسام المشبعة بأشعة الانفجار النووي ، وقد قدمت المخابرات الأمريكية مخططات دقيق حول تصميم هذه القنبلة البدائية الإشعاعية التي تعتمد على تفعيل نشاط إشعاعي لمواد تطلق إشعاعات نووية ضارة بالتحريض الحراري الناتج عن تفجير تقليدي .
وقد قدمت طالبان هذه المخططات لخبراء الأبحاث العسكرية العراقية عندهم حيث قاموا بإعداد خليط متفجر تمزج به مادة "السيزيوم 137" ضمن معايير خاصة مع مادة "الكوبالت 60" بغية إنتاج أشعة "غاما" النووية بنسب إشعاعية خطرة بسرعة وكثافة تصل قدرتها الإشعاعية إلى 3000 ريم
وهي كمية كافية لإدخال من يتعرض لها لما يعرف بالمرض الإشعاعي الذي يقتل صاحبة خلال فترة أقصاها خمسة ساعات ويموت الباقين موت بطيء خلال أيام أو أشهر بالسرطان .
والجديد أن العبوات الناسفة المتفجرة التي كانت متواجدة في محيط قاعدة قندهار الجوية عززت بكميات كبيرة من هذه المواد الراديولوجية التي يسهل الحصول عليها في أماكن نائية مثل أفغانستان .
تحول الإنزال المعادي حول قاعدة قندهار إلى كارثة بشرية لا يمكن تصور حجمها فكل من كان في حيز التلوث أو التسميم الإشعاعي هلك لأن أشعة غاما تفتك من خلال الجلد كما تفتك من خلال الفم أو أجهزة التنفس.
لكن هذه الفاجعة الناتجة عن التسميم الإشعاعي في محيط مطار قندهار لم تثني قيادة العدو على المضي في سيناريو استرداد مطار قندهار من براثن أسود الجهاد في أفغانستان وبأسرع وقت لأن أي تسرب إعلامي حول فقد السيطرة على ثاني أكبر قاعدة في أفغانستان هو بمثابة كارثة أكبر من كارثة التسمم الإشعاعي لجنود المارينز ، و لا ننسى وصف ا الرسول الكريم لهم في أخر الزمان بأنهم "أسرعهم إفاقة بعد مصيبة و أوشكهم كر بعد فرة" وكان يصف الروم .
هذا الإخفاق المفجع شكك استخبارات العدو حول إمكانية تمكن طالبان من إعادة تأهيل مفخاخاتها المعطلة داخل القاعدة ولكن قيادة العدو رأت أنه من الحكمة عدم تكرار استخدام السلاح الالكتروني في تعطيلها مرة أخرى أو تفجير الصهاريج المتفجرة المنتشرة على أرض المطار بقذائف وصواريخ الطائرات لأن ذلك قد يلحق بالمطار أضرار كبيرة من الناحية الإنشائية تحتاج إلى كلفة إعادة بناء باهظة لذلك كان المخطط المعادي هو استخدام الفسفور الأبيض "ويلي بيت" Willy Pete ولكن ليس النوع الكيميائي الذي يتفاعل مع الأكسجين بإضافة الكبريت ولكن بالإثارة الحرارية من خلال مركبات التفجير الهوائي العضوية الهيدروكربونية "أنيهيدروز" Anhydrous التي تحول الفسفور الأبيض على الفور إلى أبخرة محترقة ذات حرارة عالية وشراهة مهولة للأكسجين وليس بتفاعل متدرج كما في الحالة الكيميائية ولتحقيق هذا الهدف بشكل يشمل كامل المطار تم تجهيز قنبلة هي الأثقل والأضخم بتاريخ السلاح الأمريكي تسمى الزلزال الأرضي M121 Earthquake التي تزن قرابة 20 طن يتم تفجيرها على ارتفاع معين بعد فرملة السقوط بمظلة خاصة ضخمة و من ثم نشر بالحرارة والضغط لكمية تقارب 40000 رطل من الفسفور الحراري مهمته رفع حرارة الأجواء في القاعدة لدرجة حرارة مرتفعة جداً تؤدي إلى تفجير المفخخات وتفريغ الأكسجين بغية قتل أي كائن حي مختبئ وتحجيم التفجير بشكل كبير يكاد يلغي الأضرار المحظورة ولا ننسى ميزة حجب الرؤية .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4325.imgcache
قنبلة T-12 التي طور منها قنبلة الزلزال الأرضي M-121 التي نشرت الفسفور الأبيض
وبالفعل نجح العدو في بالتدفق إلى داخل القاعدة الجوية بعد تنفيذ اقتحام جوي بطائرات النقل العمودية الخاصة بوحدة قوة الدلتا "دلتا فورس" وجوالة الجيش "أرمي رينجرز" هجمت من أربعة محاور في محيط القاعدة أي من كل الاتجاهات بغية المباغتة والإرباك وقد جهزت القوات المهاجمة بوسائط الوقاية ضد الأشعة و الغازات الكيميائية وكان يتقدم هذه القوات طائرات هليوكوبتر روبوت مسيرة من نوع مستكشف النيران Fire Scout مزودة بأجهزة خاصة لرصد المتفجرات ونظام صعق تفجير ليزري وذخائر ذكية نوع "بات" Bat لتدمير العبوات التي لا يفلح الصاعق الليزري إضافة حاضن رشاش مواسير دوارة من نوع "فولكان" Vulcan يرمي بمعدل 100 دورة بالثانية ورافق هذه الطائرات طائرات جوابه مسيرة من نوع المفترس Predator/B زودت بصواريخ "هيلفاير" الموجهة بالليزر والتي كانت معززة مع الباريوم الحراري بغاز GB المعروف بالسارين أو الزارين Sarin.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4326.imgcache
طائرة الروبوت المسيرة بدون طيار MQ-8B Fire Scout
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4327.imgcache
طائرة المفترس MQ-9B Predator/B
ولكن المفاجأة الصاعقة كانت هي خلو القاعدة من أي وجود للمجاهدين والمفاجأة الأكبر أن هذا حدث منذ سبعة أيام قبل إعادة احتلالها من قبل العدو فأين كانت الأقمار الصناعية ؟!.
فقد انسحب المجاهدين بصمت شديد بعد أن استحوذوا على كم هائل من الغنائم من داخل المطار ونشروا بوقت قياسي لكثير من الكمائن المتفجرة ؟!.
وصدق أصدق القائلين عليه الصلاة و التسليم حين قال "نصر بالرعب مسيرة شهر"
يتبع...