salah71
03-04-2010, 08:28 PM
رسالة الرئيس صدام حسين إلى القمة العربية غير العادية
تلاه السيد عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة
رئيس وفد العراق إلى مؤتمر القمة العربية غير الاعتيادية في القاهرة
أصحاب الفخامة الرؤساء..
وأصحاب الجلالة الملوك أو من يمثلهم..
من نافلة القول أن الأمة العربية تعيش حالة مخاض عظيم في سعيها المشروع كشعب لتكون وفق ما رتبه الله لها من حقوق وما شرفها به من واجبات وحقها لتعيش وفق الكيفية التي تختارها وسط الإنسانية.. وأن تختار طريقها تحقيقا لأهدافها العظيمة وكنقيض لهذا يشدها بعض حكامها إلى الخلف ليجعلوا همتها وروحها المعنوية وقدراتها كأنها بأحط صورة.
إن المخاض الذي تعبر عنه الأمة العربية في النهوض العظيم تحت عناوين الشعب تحقق كعلامات دالة على الطريق وكإشعاع يدل على قدرة الأمة لتكون على حال افضل في اكثر من قطر عربي وقد مثل فيه الإشعاع كأنه ينوب عن الأمة العربية أو يشير إلى قدراتها المحبوسة بفعل عوامل لا نعتقد بان أحدا بحاجة لنسردها على مسامعه أبرزها ما أشرنا إليه بصدد بعض حكامها.. وقد جاءت الانتفاضة العربية حيث صارت الجماهير العربية في ساحاتها من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب العربي بين المحيط الأطلسي والخليج العربي كأنها بغضبها العظيم الذي أشعلته انتفاضة شعبنا الفلسطيني العربي المجاهد ومثلت فتيل الثورة فيه أرادت أن تقول لكل المترددين والمتلاعبين والخائرين بين الصفوف وحتى أولئك الذين يتحدثون بلسان عربي وقلوبهم غلف وإلى جانب أعداء الأمة إن العيب ليس بالأمة وأن المرض ليس بالأمة وإنما في من ينطبق عليه من الذين جعلوا حكاما عليها ولن تصلح الأمة إلا بإصلاحهم وأفضل إصلاح أن يتدارك نفسه من لم ينتبه أو يعي من قبل يصلحها.
ولكي لا نطيل الحديث عن معان تبدو لآخرين كأنها عامة ومجردة فأننا ندخل في ما هو تفصيلي وفي صلب الظرف الذي جعل القمة العربية بعد غياب دام إحدى عشرة سنة تنعقد في القاهرة الآن.. إن الموضوع الأساس الذي يقع في مقدمة القضايا الذي ينبغي أن تبحثها القمة بعمق ومن يتجاهل ذلك يكون كأنه تجاهل الأمة كلها هو فلسطين.. الموقف منها.. الموقف من المحتل الصهيوني وكيف نعبر عن اقتدار وموقف الأمة المشروع بأصالة وأمانة ويقين.
إن موقف العراق في هذا واضح منذ زمن بعيد ونعيد تكراره الآن وأن من يمثل العراق في أي محفل عربي أو غير عربي رسمي أو جماهيري إذا تجاهل موقف شعبه في العراق يكون كأنه تجاهل إرادة هذا الشعب المجاهد الوفي الأمين عد عن تجاهله المبادىء التي قامت عليها ثورة 17 ـ 30 تموز المجيدة بعد أن قدم هذا الشعب العظيم على محراب مسيرتها صفوفا وصفوفا من الشهداء والجرحى لا نعتقد أي غيور شريف في أمتنا العربية كلها يجهل ذلك أو ينكره.
وعلى أساس هذا وتعبيرا عن ضمير الأمة والشعب فإن موقف العراق الواضح هو الدعوة والعمل لتحرير فلسطين للجهاد.. لأن الجهاد وحده هو القادر على تحرير فلسطين والأراضي العربية الأخرى التي احتلها اليهود الأنجاس في كيانهم الصهيوني المسخ.. والجهاد قتالا هو الوصف وهو الأساس المناسب الذي ينطبق على من يتوكل على الله ويسعى لتحرير فلسطين مع كل ما يردفه ويسهل مهمته في كل ميادينها وعمق استنفارها وأي وصف آخر يبقى قاصرا عن أن يسترجع فلسطين.. كل فلسطين ويطلق سراح القدس ومسجده الأقصى من أسره ويحرر الأراضي العربية الأخرى المحتلة.. وإن قولنا أن أي اختيار لأي وصف آخر للجهاد الآن غير مقاتلة شرذمة الشر في فلسطين وإلحاق الهزيمة بهم سيكون قاصرا هو الوصف المخفف لما يمكن أن يوصف به أي بديل عنه بينما لا نجد ما يستوجب إن يرد من يرد على آخرين من الذين يصفون أي مسعى بديل بأنه غطاء للتخلي وربما الخيانة العظمى سواء عند خط البداية وكنية مسبقة أو كنتيجة أكيدة.. اما ما يردف الجهاد بالإضافة إلى القتال وليس بديلا عنه فهو مجال واسع يمكن لكل مسؤول ان يجتهد به يعاونه إخوانه المسؤولون العرب في ما يعين كلا منا الآخر للحوار البناء والسعي للأفضل الذي يخدم الهدف وطريقه.
وإذا ما اتفقتم مع من يتفق على هذا فعند ذلك يمكن توزيع الأدوار ووصف كل فعل على من يحسنه من غير أن ينسى أحد أن الجهاد لتحرير فلسطين والأراضي العربية الأخرى من ارض امتنا يعتبر فرض عين على أبناء أمة العرب وعلى كل مسلم غيور أن يؤمن به وأن يضع نفسه وولده وماله في إنجاز أهدافه.
وأننا لا نتخلى عن هذا ليس لأنه واجب وفق قياس المعنى الديني الذي تؤمن به أغلبية امتنا ونحن منهم وإنما هو السبيل العملي بعد أن بأن فشل كل الطرق والمحاولات الأخرى لتحل محله.
وإذا كان الصبيان بعمر عشر سنوات فاكثر يؤمنون به ويطبقونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة فكيف يتردد من يتردد فيه ولا يؤمن به ولا يعمل عليه وهو تحت عنوان ووصف حاكم أو قائد..وقد اظهر الشارع العربي كله من أقصى مغربه إلى أقصى مشرقة من القاهرة والإسكندرية وعين شمس وإرجاء مصر الأخرى إلى بغداد والبصرة ونينوى وإرجاء العراق الأخرى ومن الرباط إلى دمشق ومن المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.. إن هذا هو اختيار الجماهير وهذا هو طريقها لإرضاء الله وإرضاء النفس والقرار على من ما يجعل النفس المؤمنة وفية لقضيتها.. وأي بديل أخرى هو بديل باتجاه معاكس لهذا الاتجاه ونقيض لمعانيه ومن يختاره يتحمل وحده مسؤوليته أمام الله والشعب والأمة وسيكون وحده عاريا أمام نفسه وأمام التاريخ ولن يستر عورته من يسترها بعد أن يفضح نفسه بإرادته وبإصرار على الخطأ رغم كل ما هو يقين ليدعه يترك الطريق القاصر في الدنيا والآخرة.
أما من يتذرع بالقول أننا لا نبدأ بطريق الجهاد وإنما نفتش عن غيره فعليه أن يقول لنا ما هو.. وكيف وما الذي يجعل أي مواطن عربي أو مسلم غيور أو مؤمن شريف على يقين من أن أي بديل لطريق الجهاد من اجل التحرير الكامل ممكن ومضمون النتائج.
إن الذين يتحدثون عن غير هذا الطريق عليهم أن يعيدوا إلى ذاكرتهم المحاولات العقيمة التي استمرت عشرين عاما من غير نتيجة ترفع الهمة وتسترجع سيادة العربي على أرضه فلسطين وتمنحه فرصة جدية في العز والمجد.
إن ما يسمى طريق الحل السلمي لم يؤد إلا إلى الخيبة ذلك لأن الحوار السلمي في غير هذه القضية قد يفضي إلى نتيجة عندما يكون طريقا مرادفا وليس من بديل عن طريق تحرير في الجهاد عندما تغتصب الأرض وتداس الكرامة ويتجبر المعتدى وتؤسر المقدسات.. ومع ذلك فليقدم من يرى غير هذا صيغ عمل مرتبطة بأهدافها وليس محض كلمات مهلهلة عن السلام والسياسات الفاشلة السابقة وليقدم من يدعى بأنه واحد بديلا آخر يدافع عنه أمام الجماهير العربية لا أن يورط العرب كلهم في ما ليس فيه جدوى.
أما من جانبنا فأننا ندعو إلى الجهاد ونقول.. إن كل الظروف والمحاولات التي قام بها من قام وحاول عليها من حاول لن تسترجع فلسطين ولذلك فإن العقل يقول بضرورة التخلي عن السياسة التي اتبعها بعض العرب والتي ظنوا بأن الأميركان والصهيونية يمكن بسببها أن يعيدوا فلسطين إلى أهلها أو هكذا صوروا الحال لآخرين ولأنفسهم.
قد يقول من يقول ان مسؤولية الحاكم أو القائد ليست في استقبال مشاعر الجماهير أو الوسط الذي يقوده وتحويل موقفه طبقا لصورة تلك المشاعر كفعل واجب التطبيق في السياسة في كل ميادينها وإنما استيعابها والتصرف بها وفق مسؤولية كل عنوان يعنيه شأن القيادة ورغم أن هذا كمبدأ عام لا غبار عليه إلا أننا الآن نسجل على هذا القول ما يلي.. إن هذا المبدأ يستوجب ابتداء أن تكون النية والهمة والتخطيط بالضبط وفق الاتجاه العام الذي تعبر عنه الجماهير بضميرها الحي إزاء القضايا الأساسية وان يتشكل جوهر أصحاب العناوين على أساسه وليس كمناورة عليه بقصد إفراغ شحناته الوطنية أو القومية المؤمنة والالتفاف عليه ببدائل غير أصيلة لا تناسب قدرات الشعب والأمة وغير قادرة على تحقيق الهدف المشروع..ثم إن شحنات الإيمان المتفجرة التي نلاحظها في الشارع العربي منذ أسبوعين متواصلين ليست من باب التعاطف الإنساني العام أو محض تعبير عن مشاعر عاطفية إزاء ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة وإنما هي تعبير عن الكبت المقيت الذي لعبه بعض الحكام العرب تعضدهم أميركا واليهود منذ ضرب بغداد ومحاصرة شعب العراق البطل وقتله بالحصار والسلاح حتى الاتفاقات المهينة التي طبل وزمر لها من طبل وزمر كبديل عن معاني تضحيات شعب فلسطين وتضحيات امتنا العربية المجيدة منذ ما يقرب من قرن من الزمان بنتيجة مسخ كمقابل لكل تلك التضحيات وبديلا عنها والتآمر على بغداد وروحها ومنهجها لأنها آمنت هي وأهل العراق بالجهاد كطريق لتحرير فلسطين حتى جاءت انتفاضة الأقصى لتحييها وتشعل جذوتها وتعطى توقيتها المناسب ليبلغ الإصرار العربي ما بلغه بشواهد لم يعد إنكارها أو تجاهلها ذا فائدة..
إذن فانتفاضة الأمة على حالة الضعف واستنكار وجود الأجنبي المحتل في فلسطين ليس فورة وإنما تعبيرا أصيلا عن خزين هذا الشعب الذي امتحنه مع نفسه مرارا وتكرارا ليظهره بعد ذلك وفق ما ظهر عليه ولذلك فهو ليس موقفا عابرا أو مؤقتا ومن يتجاهله سوف يرتد عليه ويدفع ثمنه ولن يكون الثمن هذه المرة إلا باهظا وجسيما..
ولا بأس هنا في أن نشير لكم إلى السياسة الأميركية ودعواها المزيفة عندما تتحدث عن الديمقراطية فهي في الوقت الذي تتشدق بشعارات تدعى بأنها ديمقراطية عندما تستطيع أن تلويها لتؤذى هذه الحالة الوطنية والقومية أو تلك ولتؤذى هذا الحاكم أو ذاك حيث ما افترقت معه في الموقف والرأي أو كان ضدها أو ليس على هواها هنا أو هناك في أرض المعمورة فإن اكثر ما تستعين به كدليل لا يقبل الدحض هو ان تعرف أو تسمع بان مظاهرة خرجت ضد سياسة هذا أو ذاك هنا أو هناك بينما تصف تصرف الفلسطينيين ومظاهراتهم الجهادية اليوم على غير هذا الوصف وتتجاهل ثورة الجماهير في أمة كبيرة بل وإذا ما أرادت أن تذر الرماد في العيون هي وإعلامها الموجه على الأمة العربية فأنها تزيف الحال وتساوى بين الضحية والجلاد بين الثائر ضد من يحتل أرضه ويهين مقدساته وعرضه والمستعمر المعتدى المقيت في كيانه البغيض.
أيها المسؤولون العرب..
ألم تكن القدس من مقدساتكم.. أليست هي غير أولى القبلتين.. والحرم الثالث بين مقدساتنا.. أليست فلسطين جزءا من الوطن العربي الكبير.. ثم ألم تكن خطة الاستعمار الإنكليزي وبعده الإمبريالية الأمريكية هي دق إسفين وسط الوطن العربي لابتزاز العرب وإضعافهم ليسهل على الاستعمار ترويج خططه وتنفيذ مراميه والوصول إلى أهدافه..ألا تعرفون هذا.. أم أن بينكم من أراده ووافق عليه.. ألم تشاهدوا على شاشة التلفاز كيف يهين الجندي اليهودي الصهيوني النساء العربيات.. ألم تسمعوا من الأثير المحيط بكم أو تتذكروا صوت وموقف المعتصم.. وصهيل خيله عندما أهينت عربية في عمورية واستصرخته.. ألم تقرأوا وتسمعوا ماذا فعل المعتصم.. هل جفت الدماء في العروق.. أم أنها ليست عربية أساسا في شرايين وأوردة البعض..
أننا. في بغداد وفي العراق نعرف هذا ولا ننساه وهو جزء حي في تأريخ أمتنا.. ونحن نؤمن بأن التأريخ الحي المشرف في الأمة..عقيدة.. ولهذه الأسباب ولغيرها كثير وعظيم في المبادىء والأخلاق والالتزام والموقف الصحيح وفي السياسة المنبثقة عنها.. ندعو.. ونضع أنفسنا جميعا.. في عراق المجد والإيمان العظيم والموقف والهوية العربية والانتماء الأصيل.. نضع أنفسنا.. والولد وما نملك في خدمة الجهاد لتحرير فلسطين وارض العرب من كل غادر جبار وعلى أساس أن أمتنا أمة واحدة وقدراتها وإمكاناتها حالة واحدة.
والله اكبر..
قد يقول قائل بقصد إرهاب العرب وتخويفهم أو إقرار الحقيقة كما هي.. إن "اسرائيل" التي أسموها بعد أن كانت لا تسمى هكذا حتى من حكام قبلهم.. "اسرائيل" التي أسموها دولة تعنى أمريكا وهذا يستلزم أن نحسب حساب المجابهة على هذا الأساس..وهنا يتعين علينا أن نقول.. إذن الآن فقط.
عندما يطرح الجهاد لتحرير فلسطين وليس في معاملاتكم الأخرى.. تعترفون بأن الكيان الصهيوني يعنى أمريكا في النية والموقف والمصلحة..
وعليه نسأل المعنيين لماذا.. إذن ضيعتم كل الزمن الذي مضى وأساء من أساء الى تضحيات الأكرمين من الشهداء وضلوا وضللوا وهم يمنون النفس بإمكانية كسب موقف أمريكا على حساب الكيان الصهيوني ليضغط لصالح العرب.. لماذا حاول المسؤولون عن السياسة المتهافتة أن يخدعوا الأمة.. وهكذا كان من توهم بأمل وما خدع غير نفسه بان تلك السياسة موصلة إلى التحرير وأنها قادرة على وضع مسافة ما بين الكيان الصهيوني وأمريكا.. إن أولئك يقولون في السياسة والدبلوماسية بإمكانية هذا بقصد استخدامها ستار دخان لإخفاء النيات المبطنة تحتها أو تعبيرا عن عجزهم وقصور همتهم وتصورهم وفعلهم وفي نفس الوقت يقولون.. عندما يطرح شعار التحرير والمجابهة بالجهاد بعدم إمكانية فك العلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني في النية والسياسة والموقف..أليس هذا ازدواجا في الموقف يكشف عن ازدواج في نية مبيتة هي نقيض نية أمة العرب..
أننا في العراق نقول إن أمريكا كـ "اسرائيل" في الموقف الآن.. لأن ضعف من ضعفوا جعل أمريكا تستهين بالعرب ويحسب المرشح للحكم فيها أو الحاكم حسابا للكيان الصهيوني وامتداده اليهودي في أمريكا في الوقت الذي لا يحسب للعرب حسابا مؤثرا..
أننا في العراق نقول أن بإمكان العرب كرديف لسياساتهم التي تعبئ الطاقات والإمكانات وتستنفر الهمم وتنظمها على طريق الجهاد للتحرير.. أن ينتهجوا سياسة تجعل أمريكا تعود عن طريقها المنحاز للكيان الصهيوني ضد العرب.. ولكن ليس بالاستخذاء أمامها ومسايرتها.. متى يمكن ذلك.. عندما يكون العرب مع أنفسهم ومبادئهم ويكون إصرارهم على التحرير بينا ومقابلة إيذاء من يؤذيهم بما يؤذيه على مبدأ العين بالعين.. والسن بالسن.. والجروح قصاص.. فعندما تختار أمريكا مثلما هي الآن أن تؤذى العرب بانحيازها إلى جانب الكيان الصهيوني ويصبح موقف العرب أن لا يؤمنوا لأمريكا مصالحها ويهملوا رأيها أو أي تعاون معها في كل الميادين أو ميادين بعينها.. فإن أمريكا ستغير موقفها وستغيره في وقت قصير..
وعندما تلجأ إلى التهديد فعلى العرب أن يهزأوا بها في الوقت الذي يعدون أنفسهم لمواجهته..
إن العرب معتدى عليهم وعلى مقدساتهم ويقتلون يوميا بأيدي اليهود الصهاينة ومن يريد صداقتهم عليه ان لا يصطف مع عدوهم ليقويه عليهم فأن فعل فأنه يستحق ان يواجهه العرب بإمكاناتهم.. وقد حباهم الله شيئا كثيرا وهمة عظيمة في شعبهم.. وإن لجأت أمريكا إلى استخدام السلاح إلى جانب الصهيونية فعلينا أن نجرد السلاح عليها ونحن في أرضنا وعندها لن يغلب معتدى عليه وهو في وطنه وبين أهله وسيكون الله العظيم معينه. وستنهزم أمريكا وقبل أن تعلن هزيمتها.. سوف يجبر المسؤولون فيها شعبهم على الانفصال عن الكيان الصهيوني..
إن أمريكا وقفت وتقف إلى جانب الكيان الصهيوني.. ليس انطلاقا من مبادىء لأن المبادىء السامية الإنسانية نقيض هذا وإنما انطلقت في مواقفها إلى جانب الكيان الصهيوني وبالضد من العرب لان حسابات مصالحها وضغط الصهيونية دلاها على طريق الهاوية أو دفعاها إليه.. فلتكن أمريكا فوق إمكانات الكيان الصهيوني ان اختارت الشر..ومع ذلك.. فإن نصر العرب أكيد بعد أن يتوكلوا على الله وسيكون معهم في عمق علاقاتهم التاريخية موقف الإيمان العام الموحد كل المسلمين بل وكل المؤمنين الخيرين في العالم..
إن العرب لم يختاروا أن تكون أمريكا عدوهم.. ولكن أمريكا هي التي اختارت هذا وعلى العرب أن يضعوها في مفترق طرق وفق إظهار لأرجحية القدرة إلى جانب العرب وعندها ستتخلى عن الكيان الصهيوني.
وإذا اتفق العرب أو اتفق معنا من يتفق من الأساسيين في القدرة وإمكانية تصريف القدرة في ميدانها على شعار التحرير وكونه هدفا منذ الآن.. فإن توقيت أي فعل على طريقه يمكن مناقشته.. وإذا اتفق من يتفق على الأساس مما قلناه يمكن أن نقول لهم كل فرعى فيه.. حتى التفاصيل الصغيرة.. ونتفاعل معهم بالحوار البناء النزيه.. وعندها توزع الأدوار والواجبات كل على أساس ما يحسنه منها وفق عواملها ووصفها سواء في القتال أو في الاقتصاد والمال أو في السياسة والثقافة والإعلام.. في السوق (الستراتيجي) والتعبئة والمناورة (التكتيكي) وعلى أساس حقيقة أن العرب أمة واحدة وإمكاناتهم واحدة وأمنهم واحد.
وعلى الجميع أن يعلموا أن الكيان الصهيوني ومن يرتمي معه في مستنقع التحالف الشرير سيحاول إذا بدأ العرب في تطبيق خطتهم إيذاء بعض العرب الذين تصل أسلحته إليهم بقصد إخراج من يستهدفونه من ساحة المعركة..هنا يكون العلاج أن يتكفل صندوق من مال أهل المال من الدول تخصيصا..وصفا وحجما.. بالإضافة إلى إسهامات الجهاد بما يجاد به من مساهمات العرب والمسلمين أفرادا ومنظمات وجمعيات.. بعد أن تفتح أبوابها.. هي والجهاد بالنفس واستخدام السلاح من غير عوائق.. بل وفق تسهيلات واضحة.. ولكل هذا لدينا ما هو تفصيلي إن أراد العرب ذلك.. بعد القرار عليه..
وبقصد تطمين أهل المال والنفط.. فأننا نقول لهم.. إن بالإمكان وفق خطتنا.. أن نوفر مالا مؤثرا وكافيا.. من غير أن نهبط بموارد شعبكم ومستوى معيشته.. ولدينا أيضا لكل هذا حلول مرضية للنفس العربية الجهادية المؤمنة.. لو تحققت موافقة الحكام العرب على الجهاد.. وإلا فجهاد بطرق أخرى.. ومسالك ووسائل لن يعدمها الله أمام من يختار طريق الجهاد بنية صادقة..
ومن اجل أن يكون كل شئ واضحا.. ولكي لا تسول لأحد نفسه الأمارة بالسوء فيتصور أن العراق إنما ينشد لنفسه ما يسعفه إن أصابه ضرر جراء ما يقترحه على العرب.. ورغم أن هذا من حقه بكل القياسات.. إلا أن العراق يعفيهم منه.. فما لديه يكفيه للحياة.. ويكفيه للجهاد..
والله اكبر..
والسلام على من يتوقع منا السلام.. وعلى من هيأ نفسه ليجيب عليه بمثله.. أو بما هو احسن منه وفق ما أمر به رب العزة والجلال.. إذ قال في كتابه العزيز..
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)
والله اكبر..
وليخسأ الخاسئون..
صدام حسين
في العشرين من رجب /1421 للهجرة
الموافق للسابع عشر من تشرين الأول/2000 للميلاد
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4204.imgcache
كلمة الرئيس القائد صدام حسين في مؤتمر القمة الإسلامي التاسع
بسم الله الرحمن الرحيم
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
صدق الله العظيم
كنّا نعتقد في مرحلة من مراحل لزمن عندما ترتب علينا شرف المسؤولية وسط شعبنا الوفي الحرّ المجاهد الأمين شعب الذرى والمبادئ بأن الحديث في جانب من البديهيات وحتى بجانب من الإستشهادات التفصيلية تعبيرا عن فكرة ليس ضروريا عندما يكون الحديث موجها الى مستويات عليا حتى إصطدمنا بخطأ مثل هذا التقدير من تجارب سابقة بما في ذلك تجاربنا في مؤتمرات قمة تحت عناوين أخرى أو مماثلة لمؤتمركم هذا .
لذلك وجدنا أن الضرورة المستوحاة من طبيعة ظرفها ووصف الحال تستوجب أن نتحدث بجانب من التفاصيل وحتى بعض ما تعتبره شعوبنا نوعا من البديهيات التي بإمكان الأساسيات التي نؤمن بها كمسلمين أن تسهل ما يلزم من تفسير من غير أن نثقل على الحصفاء منكم فيها بعد أن بلغوا ما بلغوا من وعي وثقافة ؛ لكن عذرنا في هذا أننا بالتجربة العملية لمسنا وعرفنا أن ما تعتبره شعوبنا في حكم البديهيات التي يفسرها إيمانها ومعرفتها بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه العليا الثابتة لا يعتبره بعض حكامها على هذا الوصف ؛ وما هو في تفكيرها وفق مبادئ الإيمان العظيم ما يزال قلقا في صدور وعقول وضمائر كثر من الحاكمين .
وعندما كانت شعوبنا تقيس معاني المسؤولية ومستلزماتها على ما تعرف عن النماذج العظيمة لأولائك الميامين من عظماء الأمة في صدر الرسالة الإسلامية وحتى مرحلة من مراحل الزمن في مسيرتها العظيمة اللاحقة ممن تصدوا مسؤولية الحكم فيها ؛ كانت تتصور الى زمن قبل مرحلتنا هذه إن عناوين المسؤولية كلما إرتفعت في سلمها صار اليقين داخل الصدور مستقرا لا يشوبه قلق أو تشويش ولعلّ شعوبنا تصورت ذلك وفق ما تعرف وما قرأت عن تاريخ فعل وإيمان أبي بكر الصديق وعمر إبن الخطاب وعثمان أبن عفان وعلي إبن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين وآخرين تولوا المسؤولية بعدهم وقاموا بدور العدالة والهداية ومحاربة الباطل وإسناد الحق من غير أن تأخذهم في هذه المعاني ومعاني الإيمان العظيم لومة لائم ولا أذعنوا لمستكبر جبار عنيد سادر في غيّه ومسعاه .
إننا أيها الإخوة ؛ من لعراق بلدكم بلد العرب والمسلمين الذين تحمل شرف مسؤولية جيوش الفتح في بلاد المشرق وحيثما وصل القرآن الكريم ليعزّ المؤمنون به وتثبت معانيه في صدور من هم بحاجة إليه وكل الناس كانوا وما زالوا بحاجة إليه بعد أن هيّأ الله لمعانيه العزّة بأن جعلها ضمن كلامه المقدس العظيم لينقل الناس بضوئها الى الهداية.
وإننا من بغدادكم بغداد العرب والمسلمين التي كانت و ما زالت منارة العلم ووعاء الدين على قاعدة تطبيقه الحي المتطور ثلما كانت قاعدة تطبيقه في الحكم في كل بلاد المسلمين لزمن طويل وشعّت إيمانا ونموذجا شرقا وغربا قرونا وقرونا من الزمان حتى أراد الله ما أراده وفق حكمته أو أراد من أراد لتكون الأمور على غير ما كانت . لذلك ليس بإمكاننا لا تعبيرا فقط عن مشاعر ما نعرفه عن الأمة العربية وسط أمتها الإسلامية وهي تشكل فيها القلب الذي ينبض بمعاني الإيمان في صدر كل مسلم غيور وإنما أيضا إستذكارا لمسؤولية وأمانة ذلك الدور وما يترتب على من يقود من بغداد بشرف إلا أن نكون متمسكين بتلك المعاني الجليلة مجهدين النفس على ما نعتقد بأنه يقربنا أكثر الى النبض الأصيل للشارع المسلم الغيور ويرتقي بنا الى ما يرضي الله وتاريخ أمتنا العظيمة ؛ لذلك نرى أن الجهاد فرض عين علينا وعلى كل مسلم مؤمن غيور لتحرير فلسطين المغتصبة من اليهود الملاعين الأنجاس من النهر الى البحر هي وتاجها القدس ثالث المقدسات السامية للمسلمين الى جانب مكة المكرمة ومثوى الرسول الكريم محمد إبن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ومن لا يؤمن بهذا من حقّ كل مسلم مؤمن أن لا يطعن في أهليته للمسؤولية تحت عنوانه فحسب بل من حقه أن يطعن حتى بمعنى ومستوى وعمق إيمانه بالدين الإسلامي . ومن البديهي أن نقول أيضا أن العرب ونحن منهم يتحملون مسؤولية هذا أولا وقبل غيرهم ويتحملون مسؤولية أي ضعف أو تخلّ أو تردد في صفوفهم بصورة مضاعفة بعد أن شرفهم الله بأن جعل نبي الرحمة منهم وحمّلهم شرف الراية وسيوفها وجعلهم أهل الهمّة الأساس وأهل الدعوة الى الإنسانية كافة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان .
إننا نقول بهذا ونضع أنفسنا والولد في مقدمة المؤمنين من أهل العراق العظيم لنتحمل شرف المسؤولية على طريق التحرير الكامل لفلسطين وتاجها القدس وإعتبارا من الآن بل رتبنا على أنفسنا هذه المسؤولية قبل الآن ومارسنا دورا فيها عام 1973 على الجبهتين السورية والمصرية المواجهتين للكيان الصهيوني بقتال واجب لا تلحقه منّة من أحد وفق ما أراده الله وتهيّأت أمامه من فرص وعند ذلك بل حتى قبل ذلك فعل العراق الى جانب إخوانه العرب ما فعله وفق قدرته وظروفه التي كانت جزءا من ظروف العرب آنذاك . وعندما أنتخينا مؤمنين لأرض سوريا وأرض مصر في عام 1973 لم نقل أن أرض العراق ليست محتلة وأن تحرير المحتلّ من أرض مصر وسوريا هو من مسؤولية أهل مصر وسوريا فحسب .. وعندما وضعنا جيشنا في حماية الأردن الشقيق قبل هذا لم نقل إن ذلك من مسؤولية الأردنيين وحدهم وإنما إنطلقنا ولا نزال ننطلق في كل ذلك بل وأزددنا إيمانا وإقتدارا شرف الله بهما أهل العراق لنقول إن كل ذلك وما سيترتب على العراق من شرف المؤولية لتحرير فلسطين هو جزء من واجبنا وفق ما نؤمن وإننا نعرف أن أرض سوريا ما كانت لتحتلّ وكذا أرض مصر آنذاك إلاّ لأنهم آمنوا حينذاك بما نؤمن به ونتحدث عنه أمامكم الآن . لذلك نقول : لا يعفى مؤمن من الجهاد وفق وصفه الشرعي ولا يعفى أي عربي غيور ضمن أمته وأمة الإسلام من دوره في تحرير فلسطين وتاجها القدس وإننا بل وحتى قسم منا قادرون على أن نفعل ذلك لو أردنا بعد أن نؤمن بالله ونتوكل عليه سبحانه .
لو سأل كل واحد من المسؤولين في أمة الإسلام نفسه ونحن منهم أيضا ؛ أجاب بأمانة وصدق : ماذا يريد شعبه في عمق ما يفكر ويؤمن به تعبيرا عن مسؤوليته الإيمانية ؟؟ لأجاب من غير تردد أو لفّ أو دوران : إن شعبه يريد تحرير فلسطين وتاج الإيمان على رأسها القدس المقدس ويؤمن بالجهاد طريقا للتحرير لا بديل له أبدا .
لقد سألت نفسي بعمق كمسؤول في بلادي بعد أن خاطبني ضميري وإستجاب له عقلي ماذا يريد شعب العراق ؟؟؟ بل وقبل هذا ومع هذا أيّ طريق يستجيب للمبادئ التي آمنت بها وفطرت عليها ؟؟؟ فكان جوابي وما زال وسيبقى ما حييت : تحرير فلسطين بالجهاد المقدس من النهر الى البحر هي وفوق رأسها تاجها القدس المقدس وكان صوت شعب العراق وقيادته الحرة المؤمنة المجاهدة بهذا المعنى والإتجاه مدويا يملأ الأرجاء حماسة ويقينا وإيمانا .
وقد عير عن هذا بأربعة ملايين ومائتين وتسعة وعشرين ألفا وستمائة وواحد وسبعين متطوعا للجهاد من الرجال ومليون وسبعمائة وأربعة وأربعين ألفا وستمائة وخمس وخمسين من النساء حتى كتابة هذه الرسالة وقد رأينا أنا وإخواني في القيادة مثلما رأى من رأى منكم وسمعنا مع الذين سمعوا صوت الأمة المؤمنة صوت الحق من على شاشات التلفاز كيف يواجه أبطال فلسطين ومنهم صبيانهم المؤمنون المجاهدون بل حتى أطفالها ونساؤها بالحجارة طائرات الأشرار وصواريخهم ودباباتهم وأسلحتهم فهل نحن فاعلون مثلهم ؟؟؟ وقائمون بما يرضي الله بإسنادهم لنعزّ ويعزّ المؤمنون ؟؟؟
إن أبناء امتنا الإسلامية ما زالوا ينتظرون ليسمعوا قولا فصلا وموقفا لا يدانيه ما يسيء الى الأمة إذا جاء ضعيفا وغير مؤثر موقفا يضع حدا للعدوان ويحرر أرض فلسطين والمقدسات يدعمه صوت يصمّ آذان أهل الشرّ والعدوان والإثم على من يحمل وزره والله أكبر …
بقصد إطلاعكم على جانب من خلفية موقف العراق في العصر الحديث قد يكون من المناسب أن نذكر الإخوة المسلمين بأن العراق ليس بينه وبين الكيان الصهيوني إتفاقية هدنة وفق ما أرادته الهيئات الدولية في عام 1948 ووافق عليه من وافق آنذاك وعلى هذا إستند الكيان الصهيوني عندما ضرب مفاعل تموز النووي عام 1981 ومن الطبيعي أن نقول إن العراق شارك في كل محاولات التحرير التي قام بها العرب في مواجهة الكيان الصهيوني .. وقد يقول قائل إن مما سهّل أمر موقف العراق هذا أنه غير ملاصق للكيان الصهيوني وإذا كان حال كهذا لا يستوجب أن يكبل الحاكمون شعوبهم بعلاقة مرفوضة من جماهير العرب وجماهير المسلمين فما هي الحجة والضرورات التي إستند عليها حكام على حافة الخليج العربي أو المغرب العربي ودول أخرى شعوبها مسلمة في أماكن بعيدة عن الكيان الصهيوني ؟؟؟ وما هي الفائدة التي تجنيها شعوبهم من التطبيع مع اليهود الأنجاس ؟؟؟ وما هي الضرورة التي ألجأت الحاكمين المعنيين إليها غير الإمتثال لرغبة أمريكا وأوامرها على حساب كل ما هو سام من معان ومبادئ ومشاعر مؤمنة ؟؟؟ أليس الحد الأدنى مما يستوجب أن يتخذخ مؤمن حقيقي هو أن يطرد أي علاقة مع هذا الكيان الملعون وأن يتصرف وفق هذا مع كل دولة تساند الكيان الصهيوني على حساب فلسطين وأهلها وعلى حساب مشاعر الجمهور العربي والإسلامي ؟؟؟
قلت قولي وموقف بلادي التي أسأل عنها دستوريا مع إخواني في القيادة ولم أعبر في هذا عن موقفي وموقف القيادة فحسب وإنما مع هذا موقف شعب العراق المجاهد البطل الأمين هو وقواته المسلحة الباسلة … وإذا وجد أحد منكم وفقا لأي سبب يجعل دعوته للجهاد وتطبيقه تطبيقا أمينا دقيقا غير ممكن في ميدان تجييش الجيوش فإن العراق يعرض أمامكم إستعداده لأن يقوم بدوره ودور من لا يستطيع أن يقوم بدوره لتحرير فلسطين بالقتال وما على المعنيين إلا أن يعاونوا في الميادين الأخرى معاونة جهادية حقيقية وصميمية في تهيئة مستلزمات ما يجعل هذا القرار واقعيا وقادرا بفعل إرادة العراقيين بعد التوكل على الله ومن يكون معهم من العرب والمسلمين المؤمنين وكل وفق قدراته وإمكاناته الأخرى حسب قياسها الشرعي … فهل أنتم فاعلون ؟؟؟؟؟
إنني أعرف أن قسما منكم يتمزق بين رغبة وتصميم شعبه على الجهاد لمقاتلة أعداء الإسلام وأعداء الإنسانية الصهاينة المجرمين وحلفائهم إدارة السوء في البيت الأسود أو ما يمكن أن يخرج من جحور في الغرب مليئة بالعقارب السامة ضد المسلمين عبر تاريخ إمتد لأكثر من ألف عام .
إننا نعرف أن قسما منكم يتمزق بين رغبة شعبه ورغبة وأوامر أمريكا والصهيونية ولكن الوقت قد حان لأن نكون مع الله من غير تردد أو بحثا عن غطاء غير غطائه سبحانه وفي مقدمة من يمثل إرادة الشعب المؤمن وصاحب الحق المعتدى عليه .. فلنكن جميعا على طريق العزة وسوف يرى الجميع ويلمس رؤية العين ولمس اليد كيف تحملكم شعوبكم في قلوبها وتحول لكم الضمائر دريئة حماية قبل أن تحملكم على الأكتاف وفوق الرقاب وإلاّ سيجد كثر أن من يظنون أمريكا حليفتهم قد تخلت عنهم وتركتهم وجها لوجه يواجهون مصيرهم أمام شعوبهم بعد أن تكون أنفسهم قد زاغت عن الطريق الذي يرضي الله ورسوله : (( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون )) سورة الشعراء 227 …(( وأتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) سورة اليقرة 281.
والى العرب المعنيين في الموقف أو الصلة الجغرافية المباشرة مع أرض فلسطين ومن هو جدي في موقفه وإستعداده من العرب والمسلمين الآخرين لمواجهة الكيان الصهيوني بموقف حق حازم نقول إن موقف القمة العربية الأخيرة لم يتوصل الى ما يحدد الأدوار على نحو جليّ نظرا لتباين المواقف أو عدم الرغبة في أن يكونوا على موقف واضح يضع لنقاط على الحروف في طريق الجهاد .. وأنهم قرروا حدود موقفهم وهو موقف لا يوفر الحماية الجدية لشعب فلسطين الذي إستمر العدو يذبح شبابه وأطفاله ويهين نساءه ويوجه الإهانة للمقدسات بعد أن أخضعها للأسر حتى بعد بيانهم الختامي ذاك .. ولكن لا يمكن لأحد منهم أن يضمن حدود تصرفات الكيان الصهيوني وماذا يضمر من مفاجآت وفق ما هو سائر عليه من جرائم سواء داخل أرض فلسطين أو في الأراضي والدول العربية المجاورة .
ومن نافلة القول إن الجهة الواحدة قادرة على تفاجئ في موقفها وتضع الدول والجهة متعددة الأطراف في إرباك إذا ما أرادت ذلك وإن الوصول الى موقف أو مواقف موحدة عند حد أدنى مما يعتمل في ضمير شعوب الدول المتعددة يتطلب حوارا معمقا وتنسيقا جديا لتدرس المواقف لمواجهة ما هو ماثل للعيان وملموس لمس اليد أو ما هو ممكن على أساس الإحتمالات والتوقعات وإن إهمال هذا يجعل العدو في موقف القادر على إستخدام المفاجأة لصالحه في الأقل لزمن من خط البداية … لذلك ندعو الى حوار جاد بين أطرافه من العرب ومن يلتحق بهم من المسلمين والى التهيّئ لإعداد ما يلزم للمواجهة سواء على أساس نريده أو مواجهة ما يريده العدو وهو صائر إليه وإلاّ فإن أي تلكئ إنما يتحمله أصحابه أمام الله والشعب .
ومن الواجب أن نقول قولنا مثلما قال القائد والشاعر الأموي نصر إبن سيار في رسالته الى مروان آخر ملوك بني أمية:
أرى خلل الرماد وميض جمر *** ويوشك أن يكون له ضرام
أقول من التعجّب : ليس شعري *** أأيقاظ أمية أم نيام ؟؟
والله من وراء القصد …
بإمكاننا أن نتفاعل بالحوار البناء ليسند كل منا الآخر وعلى طريق الحق والفضيلة والجهاد المشرف الذي يعز المؤمنين ويخزي الكافرين ولدينا ما نقوله حتى التفاصيل الفرعية في كل ميدان من ميادين الجهاد العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والإقتصادية والمالية ودور كل بلد من بلداننا ودور الحكام والمسؤولين فيها وما نعتقده لازما عن دور شعوبنا وجيوشنا عندما يقر قراركم على التحرير لتكون كل خطوة نخطوها جزءا من هدف لتحرير وتؤدي إليه وقد يساعدكم ويزيد وضوح الصورة لديكم أن تطلعوا على رسالتنا للملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي لنتجنب الإثقال عليكم بزمن أطول وأنتم تستمعون الى خطابنا هذا …
والله أكبر
وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر الى البحر
والله أكبر
وأخزى سبحانه أهل البيت الأسود في واشنطن حلفاء الصهيونية وأعداء العرب والمسلمين
والله أكبر
وعاشت أمتنا المجيدة
والرحمة وعليين لشهداء أمتنا
والله أكبر
الله أكبر
وليخسأ الخاسؤون
صدام حسين
في الثلاثين من رجب 1421 للهجرة
الموافق للسابع والعشرين من تشرين الأول 2000.
تلاه السيد عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة
رئيس وفد العراق إلى مؤتمر القمة العربية غير الاعتيادية في القاهرة
أصحاب الفخامة الرؤساء..
وأصحاب الجلالة الملوك أو من يمثلهم..
من نافلة القول أن الأمة العربية تعيش حالة مخاض عظيم في سعيها المشروع كشعب لتكون وفق ما رتبه الله لها من حقوق وما شرفها به من واجبات وحقها لتعيش وفق الكيفية التي تختارها وسط الإنسانية.. وأن تختار طريقها تحقيقا لأهدافها العظيمة وكنقيض لهذا يشدها بعض حكامها إلى الخلف ليجعلوا همتها وروحها المعنوية وقدراتها كأنها بأحط صورة.
إن المخاض الذي تعبر عنه الأمة العربية في النهوض العظيم تحت عناوين الشعب تحقق كعلامات دالة على الطريق وكإشعاع يدل على قدرة الأمة لتكون على حال افضل في اكثر من قطر عربي وقد مثل فيه الإشعاع كأنه ينوب عن الأمة العربية أو يشير إلى قدراتها المحبوسة بفعل عوامل لا نعتقد بان أحدا بحاجة لنسردها على مسامعه أبرزها ما أشرنا إليه بصدد بعض حكامها.. وقد جاءت الانتفاضة العربية حيث صارت الجماهير العربية في ساحاتها من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب العربي بين المحيط الأطلسي والخليج العربي كأنها بغضبها العظيم الذي أشعلته انتفاضة شعبنا الفلسطيني العربي المجاهد ومثلت فتيل الثورة فيه أرادت أن تقول لكل المترددين والمتلاعبين والخائرين بين الصفوف وحتى أولئك الذين يتحدثون بلسان عربي وقلوبهم غلف وإلى جانب أعداء الأمة إن العيب ليس بالأمة وأن المرض ليس بالأمة وإنما في من ينطبق عليه من الذين جعلوا حكاما عليها ولن تصلح الأمة إلا بإصلاحهم وأفضل إصلاح أن يتدارك نفسه من لم ينتبه أو يعي من قبل يصلحها.
ولكي لا نطيل الحديث عن معان تبدو لآخرين كأنها عامة ومجردة فأننا ندخل في ما هو تفصيلي وفي صلب الظرف الذي جعل القمة العربية بعد غياب دام إحدى عشرة سنة تنعقد في القاهرة الآن.. إن الموضوع الأساس الذي يقع في مقدمة القضايا الذي ينبغي أن تبحثها القمة بعمق ومن يتجاهل ذلك يكون كأنه تجاهل الأمة كلها هو فلسطين.. الموقف منها.. الموقف من المحتل الصهيوني وكيف نعبر عن اقتدار وموقف الأمة المشروع بأصالة وأمانة ويقين.
إن موقف العراق في هذا واضح منذ زمن بعيد ونعيد تكراره الآن وأن من يمثل العراق في أي محفل عربي أو غير عربي رسمي أو جماهيري إذا تجاهل موقف شعبه في العراق يكون كأنه تجاهل إرادة هذا الشعب المجاهد الوفي الأمين عد عن تجاهله المبادىء التي قامت عليها ثورة 17 ـ 30 تموز المجيدة بعد أن قدم هذا الشعب العظيم على محراب مسيرتها صفوفا وصفوفا من الشهداء والجرحى لا نعتقد أي غيور شريف في أمتنا العربية كلها يجهل ذلك أو ينكره.
وعلى أساس هذا وتعبيرا عن ضمير الأمة والشعب فإن موقف العراق الواضح هو الدعوة والعمل لتحرير فلسطين للجهاد.. لأن الجهاد وحده هو القادر على تحرير فلسطين والأراضي العربية الأخرى التي احتلها اليهود الأنجاس في كيانهم الصهيوني المسخ.. والجهاد قتالا هو الوصف وهو الأساس المناسب الذي ينطبق على من يتوكل على الله ويسعى لتحرير فلسطين مع كل ما يردفه ويسهل مهمته في كل ميادينها وعمق استنفارها وأي وصف آخر يبقى قاصرا عن أن يسترجع فلسطين.. كل فلسطين ويطلق سراح القدس ومسجده الأقصى من أسره ويحرر الأراضي العربية الأخرى المحتلة.. وإن قولنا أن أي اختيار لأي وصف آخر للجهاد الآن غير مقاتلة شرذمة الشر في فلسطين وإلحاق الهزيمة بهم سيكون قاصرا هو الوصف المخفف لما يمكن أن يوصف به أي بديل عنه بينما لا نجد ما يستوجب إن يرد من يرد على آخرين من الذين يصفون أي مسعى بديل بأنه غطاء للتخلي وربما الخيانة العظمى سواء عند خط البداية وكنية مسبقة أو كنتيجة أكيدة.. اما ما يردف الجهاد بالإضافة إلى القتال وليس بديلا عنه فهو مجال واسع يمكن لكل مسؤول ان يجتهد به يعاونه إخوانه المسؤولون العرب في ما يعين كلا منا الآخر للحوار البناء والسعي للأفضل الذي يخدم الهدف وطريقه.
وإذا ما اتفقتم مع من يتفق على هذا فعند ذلك يمكن توزيع الأدوار ووصف كل فعل على من يحسنه من غير أن ينسى أحد أن الجهاد لتحرير فلسطين والأراضي العربية الأخرى من ارض امتنا يعتبر فرض عين على أبناء أمة العرب وعلى كل مسلم غيور أن يؤمن به وأن يضع نفسه وولده وماله في إنجاز أهدافه.
وأننا لا نتخلى عن هذا ليس لأنه واجب وفق قياس المعنى الديني الذي تؤمن به أغلبية امتنا ونحن منهم وإنما هو السبيل العملي بعد أن بأن فشل كل الطرق والمحاولات الأخرى لتحل محله.
وإذا كان الصبيان بعمر عشر سنوات فاكثر يؤمنون به ويطبقونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة فكيف يتردد من يتردد فيه ولا يؤمن به ولا يعمل عليه وهو تحت عنوان ووصف حاكم أو قائد..وقد اظهر الشارع العربي كله من أقصى مغربه إلى أقصى مشرقة من القاهرة والإسكندرية وعين شمس وإرجاء مصر الأخرى إلى بغداد والبصرة ونينوى وإرجاء العراق الأخرى ومن الرباط إلى دمشق ومن المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.. إن هذا هو اختيار الجماهير وهذا هو طريقها لإرضاء الله وإرضاء النفس والقرار على من ما يجعل النفس المؤمنة وفية لقضيتها.. وأي بديل أخرى هو بديل باتجاه معاكس لهذا الاتجاه ونقيض لمعانيه ومن يختاره يتحمل وحده مسؤوليته أمام الله والشعب والأمة وسيكون وحده عاريا أمام نفسه وأمام التاريخ ولن يستر عورته من يسترها بعد أن يفضح نفسه بإرادته وبإصرار على الخطأ رغم كل ما هو يقين ليدعه يترك الطريق القاصر في الدنيا والآخرة.
أما من يتذرع بالقول أننا لا نبدأ بطريق الجهاد وإنما نفتش عن غيره فعليه أن يقول لنا ما هو.. وكيف وما الذي يجعل أي مواطن عربي أو مسلم غيور أو مؤمن شريف على يقين من أن أي بديل لطريق الجهاد من اجل التحرير الكامل ممكن ومضمون النتائج.
إن الذين يتحدثون عن غير هذا الطريق عليهم أن يعيدوا إلى ذاكرتهم المحاولات العقيمة التي استمرت عشرين عاما من غير نتيجة ترفع الهمة وتسترجع سيادة العربي على أرضه فلسطين وتمنحه فرصة جدية في العز والمجد.
إن ما يسمى طريق الحل السلمي لم يؤد إلا إلى الخيبة ذلك لأن الحوار السلمي في غير هذه القضية قد يفضي إلى نتيجة عندما يكون طريقا مرادفا وليس من بديل عن طريق تحرير في الجهاد عندما تغتصب الأرض وتداس الكرامة ويتجبر المعتدى وتؤسر المقدسات.. ومع ذلك فليقدم من يرى غير هذا صيغ عمل مرتبطة بأهدافها وليس محض كلمات مهلهلة عن السلام والسياسات الفاشلة السابقة وليقدم من يدعى بأنه واحد بديلا آخر يدافع عنه أمام الجماهير العربية لا أن يورط العرب كلهم في ما ليس فيه جدوى.
أما من جانبنا فأننا ندعو إلى الجهاد ونقول.. إن كل الظروف والمحاولات التي قام بها من قام وحاول عليها من حاول لن تسترجع فلسطين ولذلك فإن العقل يقول بضرورة التخلي عن السياسة التي اتبعها بعض العرب والتي ظنوا بأن الأميركان والصهيونية يمكن بسببها أن يعيدوا فلسطين إلى أهلها أو هكذا صوروا الحال لآخرين ولأنفسهم.
قد يقول من يقول ان مسؤولية الحاكم أو القائد ليست في استقبال مشاعر الجماهير أو الوسط الذي يقوده وتحويل موقفه طبقا لصورة تلك المشاعر كفعل واجب التطبيق في السياسة في كل ميادينها وإنما استيعابها والتصرف بها وفق مسؤولية كل عنوان يعنيه شأن القيادة ورغم أن هذا كمبدأ عام لا غبار عليه إلا أننا الآن نسجل على هذا القول ما يلي.. إن هذا المبدأ يستوجب ابتداء أن تكون النية والهمة والتخطيط بالضبط وفق الاتجاه العام الذي تعبر عنه الجماهير بضميرها الحي إزاء القضايا الأساسية وان يتشكل جوهر أصحاب العناوين على أساسه وليس كمناورة عليه بقصد إفراغ شحناته الوطنية أو القومية المؤمنة والالتفاف عليه ببدائل غير أصيلة لا تناسب قدرات الشعب والأمة وغير قادرة على تحقيق الهدف المشروع..ثم إن شحنات الإيمان المتفجرة التي نلاحظها في الشارع العربي منذ أسبوعين متواصلين ليست من باب التعاطف الإنساني العام أو محض تعبير عن مشاعر عاطفية إزاء ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة وإنما هي تعبير عن الكبت المقيت الذي لعبه بعض الحكام العرب تعضدهم أميركا واليهود منذ ضرب بغداد ومحاصرة شعب العراق البطل وقتله بالحصار والسلاح حتى الاتفاقات المهينة التي طبل وزمر لها من طبل وزمر كبديل عن معاني تضحيات شعب فلسطين وتضحيات امتنا العربية المجيدة منذ ما يقرب من قرن من الزمان بنتيجة مسخ كمقابل لكل تلك التضحيات وبديلا عنها والتآمر على بغداد وروحها ومنهجها لأنها آمنت هي وأهل العراق بالجهاد كطريق لتحرير فلسطين حتى جاءت انتفاضة الأقصى لتحييها وتشعل جذوتها وتعطى توقيتها المناسب ليبلغ الإصرار العربي ما بلغه بشواهد لم يعد إنكارها أو تجاهلها ذا فائدة..
إذن فانتفاضة الأمة على حالة الضعف واستنكار وجود الأجنبي المحتل في فلسطين ليس فورة وإنما تعبيرا أصيلا عن خزين هذا الشعب الذي امتحنه مع نفسه مرارا وتكرارا ليظهره بعد ذلك وفق ما ظهر عليه ولذلك فهو ليس موقفا عابرا أو مؤقتا ومن يتجاهله سوف يرتد عليه ويدفع ثمنه ولن يكون الثمن هذه المرة إلا باهظا وجسيما..
ولا بأس هنا في أن نشير لكم إلى السياسة الأميركية ودعواها المزيفة عندما تتحدث عن الديمقراطية فهي في الوقت الذي تتشدق بشعارات تدعى بأنها ديمقراطية عندما تستطيع أن تلويها لتؤذى هذه الحالة الوطنية والقومية أو تلك ولتؤذى هذا الحاكم أو ذاك حيث ما افترقت معه في الموقف والرأي أو كان ضدها أو ليس على هواها هنا أو هناك في أرض المعمورة فإن اكثر ما تستعين به كدليل لا يقبل الدحض هو ان تعرف أو تسمع بان مظاهرة خرجت ضد سياسة هذا أو ذاك هنا أو هناك بينما تصف تصرف الفلسطينيين ومظاهراتهم الجهادية اليوم على غير هذا الوصف وتتجاهل ثورة الجماهير في أمة كبيرة بل وإذا ما أرادت أن تذر الرماد في العيون هي وإعلامها الموجه على الأمة العربية فأنها تزيف الحال وتساوى بين الضحية والجلاد بين الثائر ضد من يحتل أرضه ويهين مقدساته وعرضه والمستعمر المعتدى المقيت في كيانه البغيض.
أيها المسؤولون العرب..
ألم تكن القدس من مقدساتكم.. أليست هي غير أولى القبلتين.. والحرم الثالث بين مقدساتنا.. أليست فلسطين جزءا من الوطن العربي الكبير.. ثم ألم تكن خطة الاستعمار الإنكليزي وبعده الإمبريالية الأمريكية هي دق إسفين وسط الوطن العربي لابتزاز العرب وإضعافهم ليسهل على الاستعمار ترويج خططه وتنفيذ مراميه والوصول إلى أهدافه..ألا تعرفون هذا.. أم أن بينكم من أراده ووافق عليه.. ألم تشاهدوا على شاشة التلفاز كيف يهين الجندي اليهودي الصهيوني النساء العربيات.. ألم تسمعوا من الأثير المحيط بكم أو تتذكروا صوت وموقف المعتصم.. وصهيل خيله عندما أهينت عربية في عمورية واستصرخته.. ألم تقرأوا وتسمعوا ماذا فعل المعتصم.. هل جفت الدماء في العروق.. أم أنها ليست عربية أساسا في شرايين وأوردة البعض..
أننا. في بغداد وفي العراق نعرف هذا ولا ننساه وهو جزء حي في تأريخ أمتنا.. ونحن نؤمن بأن التأريخ الحي المشرف في الأمة..عقيدة.. ولهذه الأسباب ولغيرها كثير وعظيم في المبادىء والأخلاق والالتزام والموقف الصحيح وفي السياسة المنبثقة عنها.. ندعو.. ونضع أنفسنا جميعا.. في عراق المجد والإيمان العظيم والموقف والهوية العربية والانتماء الأصيل.. نضع أنفسنا.. والولد وما نملك في خدمة الجهاد لتحرير فلسطين وارض العرب من كل غادر جبار وعلى أساس أن أمتنا أمة واحدة وقدراتها وإمكاناتها حالة واحدة.
والله اكبر..
قد يقول قائل بقصد إرهاب العرب وتخويفهم أو إقرار الحقيقة كما هي.. إن "اسرائيل" التي أسموها بعد أن كانت لا تسمى هكذا حتى من حكام قبلهم.. "اسرائيل" التي أسموها دولة تعنى أمريكا وهذا يستلزم أن نحسب حساب المجابهة على هذا الأساس..وهنا يتعين علينا أن نقول.. إذن الآن فقط.
عندما يطرح الجهاد لتحرير فلسطين وليس في معاملاتكم الأخرى.. تعترفون بأن الكيان الصهيوني يعنى أمريكا في النية والموقف والمصلحة..
وعليه نسأل المعنيين لماذا.. إذن ضيعتم كل الزمن الذي مضى وأساء من أساء الى تضحيات الأكرمين من الشهداء وضلوا وضللوا وهم يمنون النفس بإمكانية كسب موقف أمريكا على حساب الكيان الصهيوني ليضغط لصالح العرب.. لماذا حاول المسؤولون عن السياسة المتهافتة أن يخدعوا الأمة.. وهكذا كان من توهم بأمل وما خدع غير نفسه بان تلك السياسة موصلة إلى التحرير وأنها قادرة على وضع مسافة ما بين الكيان الصهيوني وأمريكا.. إن أولئك يقولون في السياسة والدبلوماسية بإمكانية هذا بقصد استخدامها ستار دخان لإخفاء النيات المبطنة تحتها أو تعبيرا عن عجزهم وقصور همتهم وتصورهم وفعلهم وفي نفس الوقت يقولون.. عندما يطرح شعار التحرير والمجابهة بالجهاد بعدم إمكانية فك العلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني في النية والسياسة والموقف..أليس هذا ازدواجا في الموقف يكشف عن ازدواج في نية مبيتة هي نقيض نية أمة العرب..
أننا في العراق نقول إن أمريكا كـ "اسرائيل" في الموقف الآن.. لأن ضعف من ضعفوا جعل أمريكا تستهين بالعرب ويحسب المرشح للحكم فيها أو الحاكم حسابا للكيان الصهيوني وامتداده اليهودي في أمريكا في الوقت الذي لا يحسب للعرب حسابا مؤثرا..
أننا في العراق نقول أن بإمكان العرب كرديف لسياساتهم التي تعبئ الطاقات والإمكانات وتستنفر الهمم وتنظمها على طريق الجهاد للتحرير.. أن ينتهجوا سياسة تجعل أمريكا تعود عن طريقها المنحاز للكيان الصهيوني ضد العرب.. ولكن ليس بالاستخذاء أمامها ومسايرتها.. متى يمكن ذلك.. عندما يكون العرب مع أنفسهم ومبادئهم ويكون إصرارهم على التحرير بينا ومقابلة إيذاء من يؤذيهم بما يؤذيه على مبدأ العين بالعين.. والسن بالسن.. والجروح قصاص.. فعندما تختار أمريكا مثلما هي الآن أن تؤذى العرب بانحيازها إلى جانب الكيان الصهيوني ويصبح موقف العرب أن لا يؤمنوا لأمريكا مصالحها ويهملوا رأيها أو أي تعاون معها في كل الميادين أو ميادين بعينها.. فإن أمريكا ستغير موقفها وستغيره في وقت قصير..
وعندما تلجأ إلى التهديد فعلى العرب أن يهزأوا بها في الوقت الذي يعدون أنفسهم لمواجهته..
إن العرب معتدى عليهم وعلى مقدساتهم ويقتلون يوميا بأيدي اليهود الصهاينة ومن يريد صداقتهم عليه ان لا يصطف مع عدوهم ليقويه عليهم فأن فعل فأنه يستحق ان يواجهه العرب بإمكاناتهم.. وقد حباهم الله شيئا كثيرا وهمة عظيمة في شعبهم.. وإن لجأت أمريكا إلى استخدام السلاح إلى جانب الصهيونية فعلينا أن نجرد السلاح عليها ونحن في أرضنا وعندها لن يغلب معتدى عليه وهو في وطنه وبين أهله وسيكون الله العظيم معينه. وستنهزم أمريكا وقبل أن تعلن هزيمتها.. سوف يجبر المسؤولون فيها شعبهم على الانفصال عن الكيان الصهيوني..
إن أمريكا وقفت وتقف إلى جانب الكيان الصهيوني.. ليس انطلاقا من مبادىء لأن المبادىء السامية الإنسانية نقيض هذا وإنما انطلقت في مواقفها إلى جانب الكيان الصهيوني وبالضد من العرب لان حسابات مصالحها وضغط الصهيونية دلاها على طريق الهاوية أو دفعاها إليه.. فلتكن أمريكا فوق إمكانات الكيان الصهيوني ان اختارت الشر..ومع ذلك.. فإن نصر العرب أكيد بعد أن يتوكلوا على الله وسيكون معهم في عمق علاقاتهم التاريخية موقف الإيمان العام الموحد كل المسلمين بل وكل المؤمنين الخيرين في العالم..
إن العرب لم يختاروا أن تكون أمريكا عدوهم.. ولكن أمريكا هي التي اختارت هذا وعلى العرب أن يضعوها في مفترق طرق وفق إظهار لأرجحية القدرة إلى جانب العرب وعندها ستتخلى عن الكيان الصهيوني.
وإذا اتفق العرب أو اتفق معنا من يتفق من الأساسيين في القدرة وإمكانية تصريف القدرة في ميدانها على شعار التحرير وكونه هدفا منذ الآن.. فإن توقيت أي فعل على طريقه يمكن مناقشته.. وإذا اتفق من يتفق على الأساس مما قلناه يمكن أن نقول لهم كل فرعى فيه.. حتى التفاصيل الصغيرة.. ونتفاعل معهم بالحوار البناء النزيه.. وعندها توزع الأدوار والواجبات كل على أساس ما يحسنه منها وفق عواملها ووصفها سواء في القتال أو في الاقتصاد والمال أو في السياسة والثقافة والإعلام.. في السوق (الستراتيجي) والتعبئة والمناورة (التكتيكي) وعلى أساس حقيقة أن العرب أمة واحدة وإمكاناتهم واحدة وأمنهم واحد.
وعلى الجميع أن يعلموا أن الكيان الصهيوني ومن يرتمي معه في مستنقع التحالف الشرير سيحاول إذا بدأ العرب في تطبيق خطتهم إيذاء بعض العرب الذين تصل أسلحته إليهم بقصد إخراج من يستهدفونه من ساحة المعركة..هنا يكون العلاج أن يتكفل صندوق من مال أهل المال من الدول تخصيصا..وصفا وحجما.. بالإضافة إلى إسهامات الجهاد بما يجاد به من مساهمات العرب والمسلمين أفرادا ومنظمات وجمعيات.. بعد أن تفتح أبوابها.. هي والجهاد بالنفس واستخدام السلاح من غير عوائق.. بل وفق تسهيلات واضحة.. ولكل هذا لدينا ما هو تفصيلي إن أراد العرب ذلك.. بعد القرار عليه..
وبقصد تطمين أهل المال والنفط.. فأننا نقول لهم.. إن بالإمكان وفق خطتنا.. أن نوفر مالا مؤثرا وكافيا.. من غير أن نهبط بموارد شعبكم ومستوى معيشته.. ولدينا أيضا لكل هذا حلول مرضية للنفس العربية الجهادية المؤمنة.. لو تحققت موافقة الحكام العرب على الجهاد.. وإلا فجهاد بطرق أخرى.. ومسالك ووسائل لن يعدمها الله أمام من يختار طريق الجهاد بنية صادقة..
ومن اجل أن يكون كل شئ واضحا.. ولكي لا تسول لأحد نفسه الأمارة بالسوء فيتصور أن العراق إنما ينشد لنفسه ما يسعفه إن أصابه ضرر جراء ما يقترحه على العرب.. ورغم أن هذا من حقه بكل القياسات.. إلا أن العراق يعفيهم منه.. فما لديه يكفيه للحياة.. ويكفيه للجهاد..
والله اكبر..
والسلام على من يتوقع منا السلام.. وعلى من هيأ نفسه ليجيب عليه بمثله.. أو بما هو احسن منه وفق ما أمر به رب العزة والجلال.. إذ قال في كتابه العزيز..
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)
والله اكبر..
وليخسأ الخاسئون..
صدام حسين
في العشرين من رجب /1421 للهجرة
الموافق للسابع عشر من تشرين الأول/2000 للميلاد
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/4204.imgcache
كلمة الرئيس القائد صدام حسين في مؤتمر القمة الإسلامي التاسع
بسم الله الرحمن الرحيم
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
صدق الله العظيم
كنّا نعتقد في مرحلة من مراحل لزمن عندما ترتب علينا شرف المسؤولية وسط شعبنا الوفي الحرّ المجاهد الأمين شعب الذرى والمبادئ بأن الحديث في جانب من البديهيات وحتى بجانب من الإستشهادات التفصيلية تعبيرا عن فكرة ليس ضروريا عندما يكون الحديث موجها الى مستويات عليا حتى إصطدمنا بخطأ مثل هذا التقدير من تجارب سابقة بما في ذلك تجاربنا في مؤتمرات قمة تحت عناوين أخرى أو مماثلة لمؤتمركم هذا .
لذلك وجدنا أن الضرورة المستوحاة من طبيعة ظرفها ووصف الحال تستوجب أن نتحدث بجانب من التفاصيل وحتى بعض ما تعتبره شعوبنا نوعا من البديهيات التي بإمكان الأساسيات التي نؤمن بها كمسلمين أن تسهل ما يلزم من تفسير من غير أن نثقل على الحصفاء منكم فيها بعد أن بلغوا ما بلغوا من وعي وثقافة ؛ لكن عذرنا في هذا أننا بالتجربة العملية لمسنا وعرفنا أن ما تعتبره شعوبنا في حكم البديهيات التي يفسرها إيمانها ومعرفتها بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه العليا الثابتة لا يعتبره بعض حكامها على هذا الوصف ؛ وما هو في تفكيرها وفق مبادئ الإيمان العظيم ما يزال قلقا في صدور وعقول وضمائر كثر من الحاكمين .
وعندما كانت شعوبنا تقيس معاني المسؤولية ومستلزماتها على ما تعرف عن النماذج العظيمة لأولائك الميامين من عظماء الأمة في صدر الرسالة الإسلامية وحتى مرحلة من مراحل الزمن في مسيرتها العظيمة اللاحقة ممن تصدوا مسؤولية الحكم فيها ؛ كانت تتصور الى زمن قبل مرحلتنا هذه إن عناوين المسؤولية كلما إرتفعت في سلمها صار اليقين داخل الصدور مستقرا لا يشوبه قلق أو تشويش ولعلّ شعوبنا تصورت ذلك وفق ما تعرف وما قرأت عن تاريخ فعل وإيمان أبي بكر الصديق وعمر إبن الخطاب وعثمان أبن عفان وعلي إبن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين وآخرين تولوا المسؤولية بعدهم وقاموا بدور العدالة والهداية ومحاربة الباطل وإسناد الحق من غير أن تأخذهم في هذه المعاني ومعاني الإيمان العظيم لومة لائم ولا أذعنوا لمستكبر جبار عنيد سادر في غيّه ومسعاه .
إننا أيها الإخوة ؛ من لعراق بلدكم بلد العرب والمسلمين الذين تحمل شرف مسؤولية جيوش الفتح في بلاد المشرق وحيثما وصل القرآن الكريم ليعزّ المؤمنون به وتثبت معانيه في صدور من هم بحاجة إليه وكل الناس كانوا وما زالوا بحاجة إليه بعد أن هيّأ الله لمعانيه العزّة بأن جعلها ضمن كلامه المقدس العظيم لينقل الناس بضوئها الى الهداية.
وإننا من بغدادكم بغداد العرب والمسلمين التي كانت و ما زالت منارة العلم ووعاء الدين على قاعدة تطبيقه الحي المتطور ثلما كانت قاعدة تطبيقه في الحكم في كل بلاد المسلمين لزمن طويل وشعّت إيمانا ونموذجا شرقا وغربا قرونا وقرونا من الزمان حتى أراد الله ما أراده وفق حكمته أو أراد من أراد لتكون الأمور على غير ما كانت . لذلك ليس بإمكاننا لا تعبيرا فقط عن مشاعر ما نعرفه عن الأمة العربية وسط أمتها الإسلامية وهي تشكل فيها القلب الذي ينبض بمعاني الإيمان في صدر كل مسلم غيور وإنما أيضا إستذكارا لمسؤولية وأمانة ذلك الدور وما يترتب على من يقود من بغداد بشرف إلا أن نكون متمسكين بتلك المعاني الجليلة مجهدين النفس على ما نعتقد بأنه يقربنا أكثر الى النبض الأصيل للشارع المسلم الغيور ويرتقي بنا الى ما يرضي الله وتاريخ أمتنا العظيمة ؛ لذلك نرى أن الجهاد فرض عين علينا وعلى كل مسلم مؤمن غيور لتحرير فلسطين المغتصبة من اليهود الملاعين الأنجاس من النهر الى البحر هي وتاجها القدس ثالث المقدسات السامية للمسلمين الى جانب مكة المكرمة ومثوى الرسول الكريم محمد إبن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ومن لا يؤمن بهذا من حقّ كل مسلم مؤمن أن لا يطعن في أهليته للمسؤولية تحت عنوانه فحسب بل من حقه أن يطعن حتى بمعنى ومستوى وعمق إيمانه بالدين الإسلامي . ومن البديهي أن نقول أيضا أن العرب ونحن منهم يتحملون مسؤولية هذا أولا وقبل غيرهم ويتحملون مسؤولية أي ضعف أو تخلّ أو تردد في صفوفهم بصورة مضاعفة بعد أن شرفهم الله بأن جعل نبي الرحمة منهم وحمّلهم شرف الراية وسيوفها وجعلهم أهل الهمّة الأساس وأهل الدعوة الى الإنسانية كافة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان .
إننا نقول بهذا ونضع أنفسنا والولد في مقدمة المؤمنين من أهل العراق العظيم لنتحمل شرف المسؤولية على طريق التحرير الكامل لفلسطين وتاجها القدس وإعتبارا من الآن بل رتبنا على أنفسنا هذه المسؤولية قبل الآن ومارسنا دورا فيها عام 1973 على الجبهتين السورية والمصرية المواجهتين للكيان الصهيوني بقتال واجب لا تلحقه منّة من أحد وفق ما أراده الله وتهيّأت أمامه من فرص وعند ذلك بل حتى قبل ذلك فعل العراق الى جانب إخوانه العرب ما فعله وفق قدرته وظروفه التي كانت جزءا من ظروف العرب آنذاك . وعندما أنتخينا مؤمنين لأرض سوريا وأرض مصر في عام 1973 لم نقل أن أرض العراق ليست محتلة وأن تحرير المحتلّ من أرض مصر وسوريا هو من مسؤولية أهل مصر وسوريا فحسب .. وعندما وضعنا جيشنا في حماية الأردن الشقيق قبل هذا لم نقل إن ذلك من مسؤولية الأردنيين وحدهم وإنما إنطلقنا ولا نزال ننطلق في كل ذلك بل وأزددنا إيمانا وإقتدارا شرف الله بهما أهل العراق لنقول إن كل ذلك وما سيترتب على العراق من شرف المؤولية لتحرير فلسطين هو جزء من واجبنا وفق ما نؤمن وإننا نعرف أن أرض سوريا ما كانت لتحتلّ وكذا أرض مصر آنذاك إلاّ لأنهم آمنوا حينذاك بما نؤمن به ونتحدث عنه أمامكم الآن . لذلك نقول : لا يعفى مؤمن من الجهاد وفق وصفه الشرعي ولا يعفى أي عربي غيور ضمن أمته وأمة الإسلام من دوره في تحرير فلسطين وتاجها القدس وإننا بل وحتى قسم منا قادرون على أن نفعل ذلك لو أردنا بعد أن نؤمن بالله ونتوكل عليه سبحانه .
لو سأل كل واحد من المسؤولين في أمة الإسلام نفسه ونحن منهم أيضا ؛ أجاب بأمانة وصدق : ماذا يريد شعبه في عمق ما يفكر ويؤمن به تعبيرا عن مسؤوليته الإيمانية ؟؟ لأجاب من غير تردد أو لفّ أو دوران : إن شعبه يريد تحرير فلسطين وتاج الإيمان على رأسها القدس المقدس ويؤمن بالجهاد طريقا للتحرير لا بديل له أبدا .
لقد سألت نفسي بعمق كمسؤول في بلادي بعد أن خاطبني ضميري وإستجاب له عقلي ماذا يريد شعب العراق ؟؟؟ بل وقبل هذا ومع هذا أيّ طريق يستجيب للمبادئ التي آمنت بها وفطرت عليها ؟؟؟ فكان جوابي وما زال وسيبقى ما حييت : تحرير فلسطين بالجهاد المقدس من النهر الى البحر هي وفوق رأسها تاجها القدس المقدس وكان صوت شعب العراق وقيادته الحرة المؤمنة المجاهدة بهذا المعنى والإتجاه مدويا يملأ الأرجاء حماسة ويقينا وإيمانا .
وقد عير عن هذا بأربعة ملايين ومائتين وتسعة وعشرين ألفا وستمائة وواحد وسبعين متطوعا للجهاد من الرجال ومليون وسبعمائة وأربعة وأربعين ألفا وستمائة وخمس وخمسين من النساء حتى كتابة هذه الرسالة وقد رأينا أنا وإخواني في القيادة مثلما رأى من رأى منكم وسمعنا مع الذين سمعوا صوت الأمة المؤمنة صوت الحق من على شاشات التلفاز كيف يواجه أبطال فلسطين ومنهم صبيانهم المؤمنون المجاهدون بل حتى أطفالها ونساؤها بالحجارة طائرات الأشرار وصواريخهم ودباباتهم وأسلحتهم فهل نحن فاعلون مثلهم ؟؟؟ وقائمون بما يرضي الله بإسنادهم لنعزّ ويعزّ المؤمنون ؟؟؟
إن أبناء امتنا الإسلامية ما زالوا ينتظرون ليسمعوا قولا فصلا وموقفا لا يدانيه ما يسيء الى الأمة إذا جاء ضعيفا وغير مؤثر موقفا يضع حدا للعدوان ويحرر أرض فلسطين والمقدسات يدعمه صوت يصمّ آذان أهل الشرّ والعدوان والإثم على من يحمل وزره والله أكبر …
بقصد إطلاعكم على جانب من خلفية موقف العراق في العصر الحديث قد يكون من المناسب أن نذكر الإخوة المسلمين بأن العراق ليس بينه وبين الكيان الصهيوني إتفاقية هدنة وفق ما أرادته الهيئات الدولية في عام 1948 ووافق عليه من وافق آنذاك وعلى هذا إستند الكيان الصهيوني عندما ضرب مفاعل تموز النووي عام 1981 ومن الطبيعي أن نقول إن العراق شارك في كل محاولات التحرير التي قام بها العرب في مواجهة الكيان الصهيوني .. وقد يقول قائل إن مما سهّل أمر موقف العراق هذا أنه غير ملاصق للكيان الصهيوني وإذا كان حال كهذا لا يستوجب أن يكبل الحاكمون شعوبهم بعلاقة مرفوضة من جماهير العرب وجماهير المسلمين فما هي الحجة والضرورات التي إستند عليها حكام على حافة الخليج العربي أو المغرب العربي ودول أخرى شعوبها مسلمة في أماكن بعيدة عن الكيان الصهيوني ؟؟؟ وما هي الفائدة التي تجنيها شعوبهم من التطبيع مع اليهود الأنجاس ؟؟؟ وما هي الضرورة التي ألجأت الحاكمين المعنيين إليها غير الإمتثال لرغبة أمريكا وأوامرها على حساب كل ما هو سام من معان ومبادئ ومشاعر مؤمنة ؟؟؟ أليس الحد الأدنى مما يستوجب أن يتخذخ مؤمن حقيقي هو أن يطرد أي علاقة مع هذا الكيان الملعون وأن يتصرف وفق هذا مع كل دولة تساند الكيان الصهيوني على حساب فلسطين وأهلها وعلى حساب مشاعر الجمهور العربي والإسلامي ؟؟؟
قلت قولي وموقف بلادي التي أسأل عنها دستوريا مع إخواني في القيادة ولم أعبر في هذا عن موقفي وموقف القيادة فحسب وإنما مع هذا موقف شعب العراق المجاهد البطل الأمين هو وقواته المسلحة الباسلة … وإذا وجد أحد منكم وفقا لأي سبب يجعل دعوته للجهاد وتطبيقه تطبيقا أمينا دقيقا غير ممكن في ميدان تجييش الجيوش فإن العراق يعرض أمامكم إستعداده لأن يقوم بدوره ودور من لا يستطيع أن يقوم بدوره لتحرير فلسطين بالقتال وما على المعنيين إلا أن يعاونوا في الميادين الأخرى معاونة جهادية حقيقية وصميمية في تهيئة مستلزمات ما يجعل هذا القرار واقعيا وقادرا بفعل إرادة العراقيين بعد التوكل على الله ومن يكون معهم من العرب والمسلمين المؤمنين وكل وفق قدراته وإمكاناته الأخرى حسب قياسها الشرعي … فهل أنتم فاعلون ؟؟؟؟؟
إنني أعرف أن قسما منكم يتمزق بين رغبة وتصميم شعبه على الجهاد لمقاتلة أعداء الإسلام وأعداء الإنسانية الصهاينة المجرمين وحلفائهم إدارة السوء في البيت الأسود أو ما يمكن أن يخرج من جحور في الغرب مليئة بالعقارب السامة ضد المسلمين عبر تاريخ إمتد لأكثر من ألف عام .
إننا نعرف أن قسما منكم يتمزق بين رغبة شعبه ورغبة وأوامر أمريكا والصهيونية ولكن الوقت قد حان لأن نكون مع الله من غير تردد أو بحثا عن غطاء غير غطائه سبحانه وفي مقدمة من يمثل إرادة الشعب المؤمن وصاحب الحق المعتدى عليه .. فلنكن جميعا على طريق العزة وسوف يرى الجميع ويلمس رؤية العين ولمس اليد كيف تحملكم شعوبكم في قلوبها وتحول لكم الضمائر دريئة حماية قبل أن تحملكم على الأكتاف وفوق الرقاب وإلاّ سيجد كثر أن من يظنون أمريكا حليفتهم قد تخلت عنهم وتركتهم وجها لوجه يواجهون مصيرهم أمام شعوبهم بعد أن تكون أنفسهم قد زاغت عن الطريق الذي يرضي الله ورسوله : (( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون )) سورة الشعراء 227 …(( وأتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) سورة اليقرة 281.
والى العرب المعنيين في الموقف أو الصلة الجغرافية المباشرة مع أرض فلسطين ومن هو جدي في موقفه وإستعداده من العرب والمسلمين الآخرين لمواجهة الكيان الصهيوني بموقف حق حازم نقول إن موقف القمة العربية الأخيرة لم يتوصل الى ما يحدد الأدوار على نحو جليّ نظرا لتباين المواقف أو عدم الرغبة في أن يكونوا على موقف واضح يضع لنقاط على الحروف في طريق الجهاد .. وأنهم قرروا حدود موقفهم وهو موقف لا يوفر الحماية الجدية لشعب فلسطين الذي إستمر العدو يذبح شبابه وأطفاله ويهين نساءه ويوجه الإهانة للمقدسات بعد أن أخضعها للأسر حتى بعد بيانهم الختامي ذاك .. ولكن لا يمكن لأحد منهم أن يضمن حدود تصرفات الكيان الصهيوني وماذا يضمر من مفاجآت وفق ما هو سائر عليه من جرائم سواء داخل أرض فلسطين أو في الأراضي والدول العربية المجاورة .
ومن نافلة القول إن الجهة الواحدة قادرة على تفاجئ في موقفها وتضع الدول والجهة متعددة الأطراف في إرباك إذا ما أرادت ذلك وإن الوصول الى موقف أو مواقف موحدة عند حد أدنى مما يعتمل في ضمير شعوب الدول المتعددة يتطلب حوارا معمقا وتنسيقا جديا لتدرس المواقف لمواجهة ما هو ماثل للعيان وملموس لمس اليد أو ما هو ممكن على أساس الإحتمالات والتوقعات وإن إهمال هذا يجعل العدو في موقف القادر على إستخدام المفاجأة لصالحه في الأقل لزمن من خط البداية … لذلك ندعو الى حوار جاد بين أطرافه من العرب ومن يلتحق بهم من المسلمين والى التهيّئ لإعداد ما يلزم للمواجهة سواء على أساس نريده أو مواجهة ما يريده العدو وهو صائر إليه وإلاّ فإن أي تلكئ إنما يتحمله أصحابه أمام الله والشعب .
ومن الواجب أن نقول قولنا مثلما قال القائد والشاعر الأموي نصر إبن سيار في رسالته الى مروان آخر ملوك بني أمية:
أرى خلل الرماد وميض جمر *** ويوشك أن يكون له ضرام
أقول من التعجّب : ليس شعري *** أأيقاظ أمية أم نيام ؟؟
والله من وراء القصد …
بإمكاننا أن نتفاعل بالحوار البناء ليسند كل منا الآخر وعلى طريق الحق والفضيلة والجهاد المشرف الذي يعز المؤمنين ويخزي الكافرين ولدينا ما نقوله حتى التفاصيل الفرعية في كل ميدان من ميادين الجهاد العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والإقتصادية والمالية ودور كل بلد من بلداننا ودور الحكام والمسؤولين فيها وما نعتقده لازما عن دور شعوبنا وجيوشنا عندما يقر قراركم على التحرير لتكون كل خطوة نخطوها جزءا من هدف لتحرير وتؤدي إليه وقد يساعدكم ويزيد وضوح الصورة لديكم أن تطلعوا على رسالتنا للملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي لنتجنب الإثقال عليكم بزمن أطول وأنتم تستمعون الى خطابنا هذا …
والله أكبر
وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر الى البحر
والله أكبر
وأخزى سبحانه أهل البيت الأسود في واشنطن حلفاء الصهيونية وأعداء العرب والمسلمين
والله أكبر
وعاشت أمتنا المجيدة
والرحمة وعليين لشهداء أمتنا
والله أكبر
الله أكبر
وليخسأ الخاسؤون
صدام حسين
في الثلاثين من رجب 1421 للهجرة
الموافق للسابع والعشرين من تشرين الأول 2000.