هند
12-01-2010, 09:07 PM
فقاعة (البنتاغون) وبالونة الـ(سي آي إيه).! - وقفة على تدمير المقاومة لـ 38 آلية تابعة للقوات المحتلة في مختلف أنحاء العراق خلال أربعة أسابيع فقط - تقرير خطير
عملت على نقل الأخبار من أرض الجهاد، أرض الأمجاد، طيلة الفترة الماضية من عمر الاحتلال، اللهم إلا تلك التي قضيتها في أقفاص الأسر، وزنزانات محاجر (أبو غريب)، وكنت أرى خلال تلك المدة كيف أن جنود الاحتلال يُقتلون في أزقة وطرقات العراق كما يقتل الدجاج بمرض أنفلونزا الطيور، ويُحرقون في جحيم مدننا كما تحرق الخنازير والماعز اليوم للتخلص من انفلونزتها القاتلة، بل أن الغزاة ينفقون اليوم في أرض السواد، بذات الطريقة التي نفقت بها أبقار أوربا بعد إصابتها بجنون البقر والحمى القلاعية!!
لقد كنا، نحن معاشر الإعلاميين، شهوداً على ما تقوم قوات الاحتلال بالتغطية عليه، والكذب بشأنه، وهو ما جعلنا أهدافاً دسمة لتلك القوات، التي كانت تقتل، وتعتقل، وتأسر بهمجية ووحشية يندى لها جبين الإنسانية!
لقد وقفت بنفسي على جثث المئات من جثث القتلى المحتلين في مناطق غرب العراق، دون ان أرى، أو حتى أسمع ببيان للمحتلين يتحدث عن ما جرى لهم، أو يعترف بأي واحد من أولئك القتلى، ومن تكتب له زيارة المناطق الغربية من العراق عليه أن يسأل تلك المناطق، خصوصاً ممن يقطن قرب وادي حوران، ووادي حجلان، أو في منطقة (الوطا) و(الگعرة)، وبحيرة حديثة وبقية مناطق غرب العراق، عما شاهدوه بأم أعينهم، ولا تنسوا ان تمروا على رعاة الأغنام، ليرووا لكم قصص تلك الجثث الملفوفة بالأكياس النايلونية السوداء لجنود المحتلين، وهي ملقاة في عرض الصحراء، والتي أصبحت طعاماً للكواسر والغربان والذئاب، ومن تكتب له زيارة منطقة حمرين فليسأل الأهالي هناك أيضاً عن قصة القبور التي تم فيها دفن أعداد ضخمة من فلول المحتل هناك على سفح ذلك الجبل، بعيداً كما يظنون عن أعين الناس!
ما عاد خافياً اليوم ما يجري لقوات الاحتلال الأميركي في بلاد الرافدين، فالجميع يعلم أن الكثير من جنودهم يتم التخلص من جثثهم بعد مقتلهم كونهم مرتزقة، ممن وعدوهم بالجنسية الأميركية في حال نجاتهم، ونحن كمسلمين، وكعرب، وكعراقيين، لا يهمنا أن كانوا مرتزقة أو من أصلاب العم سام، بقدر ما يهمنا أنهم يقاتلون تحت راية الاحتلال الصهيوني، ويقتلون بأسلحتهم، ويؤمنون بمبادئهم اللاسوية، واللا قانونية.
تأملت تقريراً تحرص هيئة علماء المسلمين في العراق على تناوله عند نهاية كل شهر والخاص بخروقات القوات المحتلة لاتفاقية العار في مجمل محافظات العراق، فوجدت العجب العجاب، فقوات الاحتلال تعهدت بالانكفاء في قواعدها بموجب اتفاقية الإذعان التي وقعتها مع صنيعتها الحكومة الحالية، لكن اليوم تأكد، وبما لا يقبل الشك، أن النقاط الإيجابية في الاتفاقية، أن كان فيها إيجابي، ليست سوى حبر على ورق، بدلالة حجم الخروقات لهذه الاتفاقية، ليتم تطبيق الجانب السلبي منها فقط، والخاص بمصالح القوات المحتلة في العراق، وسط صمت حكومي مطبق، لا يقوى على رفع عينه بوجه المحتل، وكيف للعين أن تعلو على حاجبها !؟.
ما أذهلني في هذه الخروقات التي وثقتها فروع الهيئة ومكاتبها في المحافظات، وكذلك اعتماداً على اعترافات وبيانات حكومية، أن حجم الخسائر الأميركية التي تتعرض إليها قواتها لغاية الساعة رغم إعلانهم الانسحاب من المدن لا تزال كبيرة جداًَ.
واستغرابي هذا لم يأت من تفاجئي بقوة رجال الجهاد الأشاوس في بلاد الرافدين، فنحن خبرناهم، وعهدنا بهم يزدادون صلابة وقوة وشراسة مع كل يوم يمر، وكل ساعة تمضي، لكن ما أذهلني هو تصريحات كبير جنرالات الاحتلال في العراق تلك التصريحات التي تعد حلقة في سلسلة أكاذيب لا يبدو لها نهاية، فهم يحاولون، ومنذ ولادة المقاومة وبروز الجهاد في العراق، التعتيم على حجم خسائرهم، في محاولة لعدم إعطاء المجاهدين والمقاومين انطباعاً بأنهم يحققون انتصارات، إلى جانب تزوير المعلومات وإخفائها باعتبار أن ذلك سلاحاً في المعركة، خصوصاً بعد أن أدركوا أن هزيمتهم في فيتنام أنما جاءت بعد أن شاهد الرأي العام الأميركي حجم الخسائر المهول هناك، ما أضطرهم للخضوع والخنوع لغضبة الشعب الأميركي من قادة الحرب آنذاك، فكيف وقد وصلت خسائرهم في العراق اليوم أرقاماً مهولة، يحاولون التكتم عليها بشتى الطرق والوسائل، كاستخدام سياسة الكذب والتضليل، تارة، وتارة أخرى الترهيب والترغيب على جميع وسائل الإعلام.
التناقض الكبير بين ما تم توثيقه من مجمل المحافظات العراقية لحصاد فصائل المقاومة والجهاد، وبين التصريحات التي أطلقها كبير جنرالات المحتل في العراق جعل الأميركان يتسيدون العالم في الكذب، تماماً كما راحوا يوهمون العالم إنهم أصحاب أقوى جهاز استخباراتي ومخابراتي في العالم، والذي روجوا له كثيراً في أفلامهم الهوليودية منذ عقود، كما أفلام (جيمس بوند) والـ(0 0 7)، حتى أصبح ممثلون من شاكلة (سلفستر ستالون) و(آرنولد) أبطالاً خرافيين في نظر متتبعي أفلام السينما، وهم يوهمون العالم بأن عنصر الاستخبارات الأميركي يعرف ما تحت الثرى وما فوق الثريا، ويقرأ (الممحي) كما يقال في لغتنا العراقية الدارجة، قبل أن يتبين انه لا يقرأ (الممحي)، ولا يقرأ المكتوب، ولا يعرف ما يحويه بيته هو، قبل بيوت الآخرين، بل وأنه أكثر من يتعرض للخداع على مر العصور، بدلالة الصفعة التي تلقتها الـ (سي آي إيه) على يد بطل عربي مسلم تمكن من اختراقهم في العمق، فأثخن فيهم حد العظم، ليخسر الجهاز، إلى جانب سمعته، ما يعادل كتيبة من الجند المقاتلين في أقوى عملية يتعرض لها جهاز استخباري..
فكيف والحال أنه الجهاز الأكثر تفخيماً وتضخيماً في العالم، وقبل ذلك الضربة التي لا تزال آثارها ونتائجها مستمرة لغاية الساعة والتي وجهت إليهم في أعقاب احتلالهم للعراق، حينما خدعهم عدد من العملاء ممن باعوا العراق وأهله من اجل مناصب وكراسي لا أدامها الله لهم، ومنحوهم معلومات كاذبة عن طبيعة الشعب العراقي، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة التأريخ، وحقيقة هذا الشعب، ورفضه الانحناء لغير رب العباد، هذا الشعب الذي خط أولى شرائع القوانين الأرضية، فكان هذا الاحتلال أحد أكبر الأخطاء التاريخية في الوجود، باعترافهم هم، حيث أن أميركا اليوم لم تفقد هيبتها فقط، بل وتعرضت نتيجة ذلك إلى ضربة مالية قاصمة، هزت عرشها الاقتصادي، وجعلتها أكثر الدول إفلاساً اليوم، بعد أن أشهر قرابة المائة وأربعين مصرفاً إفلاسه، فضلاً عن بيع كبريات الشركات الأميركية، التي تعد الحجر الأساس لاقتصاد أميركا، حصصها إلى شركات أجنبية منافسة في الجانب الآخر من العالم، كالتنين الصيني والمارد الياباني والدول الأوربية كشركات (جنرال موتورز) و(فورد) و(همر) وغيرها الكثير من التي أحدثت زلزالاً في الاقتصاد الأميركي، لن يتم تجاوزه عشرات السنين القادمة كما يؤكد المحللون.
أميركا اليوم في العراق، بحسب التقديرات الخاطئة لجهازهم الإستخباراتي، كمن أبتلع شفرة لا يقوى على ابتلاعها، ولا يقوى على إرجاعها، والقادم من الأيام يؤكد ان تلك الشفرة ستقطع أوصال أميركا الداخلية، حتى تعلن وفاتها، تماماً كما قيل عن الدولة الصهيونية، بأنها بقدر ما تتوسع ستضمحل وتموت بالتالي، وهذا هو حال أميركا في العالم اليوم بعد احتلالها للعراق الذي كان فرس الرهان لجميع الشرفاء في العالم، والذي حطم أسطورة الغول الذي لا يقهر، ذلك الغول الذي سام البشرية ألوان الذل والمهانة والسوء والقتل والتشريد، وأولهم أبناء امة الإسلام.
أن تصريح كبير جنرالات المحتل في العراق الذي راح يبشر قادة البيت الأسود الأميركي أن شهرهم الفائت لم يشهد سقوط جندي أميركي واحد بنيران من أسماهم (إرهابيو العراق) هو تصريح مضحك مبكي، فهو راح يتفاخر في الإعلان عن أن آخر أشهر العام المنصرم لم يشهد خسارة جندي واحد، في حين أن التقرير الذي صدر عن هيئة علماء المسلمين يوضح أن ما تم رصده فقط، هو تدمير سبع وعشرين آلية لقوات الاحتلال الأميركي، إصابات من كانت في تلك الآليات قاتلة، إلى جانب إعطاب إحدى عشرة آلية، توزع من كان بداخلها بين قتيل وجريح، منها ثلاثة عشر آلية في مدينة بغداد فقط ومحيطها، نالت منطقة (أبو غريب) نصيب الأسد منها بخمس آليات، فيما جاءت محافظة صلاح الدين في المرتبة الثانية بعد عاصمة الرشيد باثنتي عشر آلية..
في وقت أرتفع نصيب كربلاء إلى ثلاث آليات، وهي المرة الأولى التي تشهد تدمير ثلاث آليات للمحتلين فيها منذ سنين طوال في هذه المحافظة، وكذلك كان نصيب محافظة التأميم التي ابتلعت أرضها ثلاث آليات مختلفة الأنواع، وأقل منها بواحدة محافظة الأنبار لتتوزع الآليات المدمرة الباقية على محافظات الموصل والبصرة والكوت وذي قار، وهو ما يفند كذب كبير جنرالات المحتل وتصريحاته الجوفاء، التي أراد من خلالها القول ان المحتل ودع العام الماضي بأقل نسبة من الخسائر منذ احتلاله لأرض الفراتين، في حين أن هذه النسبة كانت، وبحسب الواقع على الأرض، أعلى حتى من شهر تشرين الثاني الذي سبقه، ومن نظرة بسيطة إلى هذه الهجمات الموثقة، مع التقدير لجميع تلك الهجمات التي لم يتم توثيقها، ولم يتضمنها تقرير هيئة علماء المسلمين، فان نسبة الخسائر، البشرية كانت كبيرة جداً وفوق حدود التصورات.
ومن حق العالم أن يتساءل اليوم، ويوجه تساؤلاته إلى كبير جنرالات الاحتلال، كيف له أن ينكر تدمير ثمان وثلاثين آلية تابعة لقواتهم المسلحة في مختلف أنحاء العراق خلال أربعة أسابيع فقط، وهي الأيام التي ذكرها الجنرال في حين أن كثير من وسائل الإعلام تطرقت إليها في نشراتها الإخبارية، وشاهد آثارها وحطامها كل من مرّ من تلك الطرق وسلكها، والتي نتج عنها مقتل العشرات من جنودهم المدججين بالظلم والقسوة والإرهاب، دون ان يعترف (السيد الجنرال) بأي منهم، فمرحى لإحصائياتكم الدقيقة التي تتحدث عنها وتتفاخر بها، يا كبير قادة الاحتلال.
ولا يفوتني ان أعرج على الكم الهائل من عمليات المجاهدين والمقاومين التي يعلنون عنها يومياً، والتي لا يعلم بأماكنها وحجم الخسائر فيها إلا من نفذ من أبطال جهادنا، أو من يدفع فاتورة الاحتلال، جندهم المهزومين بإذن الله، والتي لا يستطيع جنرالهم الكبير الذي علمهم السحر أن ينكرها، خصوصاً المصورة منها، والتي تظهر تناثر آلياتهم بمختلف أنواعها، مع اعتزازنا الكبير بتلك العمليات التي لم تصور، والتي يعلم بها المحتل قبل غيره.
فهل نصدق الجنرال، ونكذب تلك العمليات المصورة، وتلك التقارير الموثقة!؟ أنصدق الجنرال ونكذب مشاهد جثث القتلى في الصحارى والأودية والبحيرات، والتي أصبحت طعاماً للكواسر والذئاب والضباع!؟.
أيها الجنرال (المحتل) تحاولون حجب شمس الحقيقة بغربال، ولكن للأسف لن تتمكنوا، لأن الشمس لابد أن تشرق مهما طال ظلام الليل، فما عليكم سوى لملمة أمتعتكم، والهرب بمن تبقى لكم من جندكم، قبل أن يمسوا هم أيضاً طعاماً لأسماك العراق، كما أصبح من قبلكم المحتلين البريطانيين.
واهمون أن كان سدنة البيت الأسود الأميركي يظنون أن العالم يصدقهم، وأن أرقامهم، وحساباتهم، وإحصائياتهم، وأفلاكهم هي واقعية وحقيقية!
أغبياء أن ظن جنرالات المحتل أن تصريحاتهم وأكاذيبهم ستنطلي على من عرفهم وخبرهم جيداً، وتقارير من مؤسسات أميركية كبرى تتحدث عن حقيقة خسائرهم وكذب بنتاغونهم بشان إحصائياتهم المغلوطة والكاذبة، قبل المصادر الحيادية والجهات الجهادية والمقاومة!
يقول وزير دعاية النازي الألماني (هتلر) أكذب، ثم أكذب، ثم أكذب حتى يصدقك الناس، والعراقيون جعلوا الأميركان يكذبون، ثم يكذبون، ثم يكذبون، حتى ما عاد يصدقهم الناس!
الرابطة العراقية
http://iraqirabita.org/index.php?do=article&id=22915
عملت على نقل الأخبار من أرض الجهاد، أرض الأمجاد، طيلة الفترة الماضية من عمر الاحتلال، اللهم إلا تلك التي قضيتها في أقفاص الأسر، وزنزانات محاجر (أبو غريب)، وكنت أرى خلال تلك المدة كيف أن جنود الاحتلال يُقتلون في أزقة وطرقات العراق كما يقتل الدجاج بمرض أنفلونزا الطيور، ويُحرقون في جحيم مدننا كما تحرق الخنازير والماعز اليوم للتخلص من انفلونزتها القاتلة، بل أن الغزاة ينفقون اليوم في أرض السواد، بذات الطريقة التي نفقت بها أبقار أوربا بعد إصابتها بجنون البقر والحمى القلاعية!!
لقد كنا، نحن معاشر الإعلاميين، شهوداً على ما تقوم قوات الاحتلال بالتغطية عليه، والكذب بشأنه، وهو ما جعلنا أهدافاً دسمة لتلك القوات، التي كانت تقتل، وتعتقل، وتأسر بهمجية ووحشية يندى لها جبين الإنسانية!
لقد وقفت بنفسي على جثث المئات من جثث القتلى المحتلين في مناطق غرب العراق، دون ان أرى، أو حتى أسمع ببيان للمحتلين يتحدث عن ما جرى لهم، أو يعترف بأي واحد من أولئك القتلى، ومن تكتب له زيارة المناطق الغربية من العراق عليه أن يسأل تلك المناطق، خصوصاً ممن يقطن قرب وادي حوران، ووادي حجلان، أو في منطقة (الوطا) و(الگعرة)، وبحيرة حديثة وبقية مناطق غرب العراق، عما شاهدوه بأم أعينهم، ولا تنسوا ان تمروا على رعاة الأغنام، ليرووا لكم قصص تلك الجثث الملفوفة بالأكياس النايلونية السوداء لجنود المحتلين، وهي ملقاة في عرض الصحراء، والتي أصبحت طعاماً للكواسر والغربان والذئاب، ومن تكتب له زيارة منطقة حمرين فليسأل الأهالي هناك أيضاً عن قصة القبور التي تم فيها دفن أعداد ضخمة من فلول المحتل هناك على سفح ذلك الجبل، بعيداً كما يظنون عن أعين الناس!
ما عاد خافياً اليوم ما يجري لقوات الاحتلال الأميركي في بلاد الرافدين، فالجميع يعلم أن الكثير من جنودهم يتم التخلص من جثثهم بعد مقتلهم كونهم مرتزقة، ممن وعدوهم بالجنسية الأميركية في حال نجاتهم، ونحن كمسلمين، وكعرب، وكعراقيين، لا يهمنا أن كانوا مرتزقة أو من أصلاب العم سام، بقدر ما يهمنا أنهم يقاتلون تحت راية الاحتلال الصهيوني، ويقتلون بأسلحتهم، ويؤمنون بمبادئهم اللاسوية، واللا قانونية.
تأملت تقريراً تحرص هيئة علماء المسلمين في العراق على تناوله عند نهاية كل شهر والخاص بخروقات القوات المحتلة لاتفاقية العار في مجمل محافظات العراق، فوجدت العجب العجاب، فقوات الاحتلال تعهدت بالانكفاء في قواعدها بموجب اتفاقية الإذعان التي وقعتها مع صنيعتها الحكومة الحالية، لكن اليوم تأكد، وبما لا يقبل الشك، أن النقاط الإيجابية في الاتفاقية، أن كان فيها إيجابي، ليست سوى حبر على ورق، بدلالة حجم الخروقات لهذه الاتفاقية، ليتم تطبيق الجانب السلبي منها فقط، والخاص بمصالح القوات المحتلة في العراق، وسط صمت حكومي مطبق، لا يقوى على رفع عينه بوجه المحتل، وكيف للعين أن تعلو على حاجبها !؟.
ما أذهلني في هذه الخروقات التي وثقتها فروع الهيئة ومكاتبها في المحافظات، وكذلك اعتماداً على اعترافات وبيانات حكومية، أن حجم الخسائر الأميركية التي تتعرض إليها قواتها لغاية الساعة رغم إعلانهم الانسحاب من المدن لا تزال كبيرة جداًَ.
واستغرابي هذا لم يأت من تفاجئي بقوة رجال الجهاد الأشاوس في بلاد الرافدين، فنحن خبرناهم، وعهدنا بهم يزدادون صلابة وقوة وشراسة مع كل يوم يمر، وكل ساعة تمضي، لكن ما أذهلني هو تصريحات كبير جنرالات الاحتلال في العراق تلك التصريحات التي تعد حلقة في سلسلة أكاذيب لا يبدو لها نهاية، فهم يحاولون، ومنذ ولادة المقاومة وبروز الجهاد في العراق، التعتيم على حجم خسائرهم، في محاولة لعدم إعطاء المجاهدين والمقاومين انطباعاً بأنهم يحققون انتصارات، إلى جانب تزوير المعلومات وإخفائها باعتبار أن ذلك سلاحاً في المعركة، خصوصاً بعد أن أدركوا أن هزيمتهم في فيتنام أنما جاءت بعد أن شاهد الرأي العام الأميركي حجم الخسائر المهول هناك، ما أضطرهم للخضوع والخنوع لغضبة الشعب الأميركي من قادة الحرب آنذاك، فكيف وقد وصلت خسائرهم في العراق اليوم أرقاماً مهولة، يحاولون التكتم عليها بشتى الطرق والوسائل، كاستخدام سياسة الكذب والتضليل، تارة، وتارة أخرى الترهيب والترغيب على جميع وسائل الإعلام.
التناقض الكبير بين ما تم توثيقه من مجمل المحافظات العراقية لحصاد فصائل المقاومة والجهاد، وبين التصريحات التي أطلقها كبير جنرالات المحتل في العراق جعل الأميركان يتسيدون العالم في الكذب، تماماً كما راحوا يوهمون العالم إنهم أصحاب أقوى جهاز استخباراتي ومخابراتي في العالم، والذي روجوا له كثيراً في أفلامهم الهوليودية منذ عقود، كما أفلام (جيمس بوند) والـ(0 0 7)، حتى أصبح ممثلون من شاكلة (سلفستر ستالون) و(آرنولد) أبطالاً خرافيين في نظر متتبعي أفلام السينما، وهم يوهمون العالم بأن عنصر الاستخبارات الأميركي يعرف ما تحت الثرى وما فوق الثريا، ويقرأ (الممحي) كما يقال في لغتنا العراقية الدارجة، قبل أن يتبين انه لا يقرأ (الممحي)، ولا يقرأ المكتوب، ولا يعرف ما يحويه بيته هو، قبل بيوت الآخرين، بل وأنه أكثر من يتعرض للخداع على مر العصور، بدلالة الصفعة التي تلقتها الـ (سي آي إيه) على يد بطل عربي مسلم تمكن من اختراقهم في العمق، فأثخن فيهم حد العظم، ليخسر الجهاز، إلى جانب سمعته، ما يعادل كتيبة من الجند المقاتلين في أقوى عملية يتعرض لها جهاز استخباري..
فكيف والحال أنه الجهاز الأكثر تفخيماً وتضخيماً في العالم، وقبل ذلك الضربة التي لا تزال آثارها ونتائجها مستمرة لغاية الساعة والتي وجهت إليهم في أعقاب احتلالهم للعراق، حينما خدعهم عدد من العملاء ممن باعوا العراق وأهله من اجل مناصب وكراسي لا أدامها الله لهم، ومنحوهم معلومات كاذبة عن طبيعة الشعب العراقي، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة التأريخ، وحقيقة هذا الشعب، ورفضه الانحناء لغير رب العباد، هذا الشعب الذي خط أولى شرائع القوانين الأرضية، فكان هذا الاحتلال أحد أكبر الأخطاء التاريخية في الوجود، باعترافهم هم، حيث أن أميركا اليوم لم تفقد هيبتها فقط، بل وتعرضت نتيجة ذلك إلى ضربة مالية قاصمة، هزت عرشها الاقتصادي، وجعلتها أكثر الدول إفلاساً اليوم، بعد أن أشهر قرابة المائة وأربعين مصرفاً إفلاسه، فضلاً عن بيع كبريات الشركات الأميركية، التي تعد الحجر الأساس لاقتصاد أميركا، حصصها إلى شركات أجنبية منافسة في الجانب الآخر من العالم، كالتنين الصيني والمارد الياباني والدول الأوربية كشركات (جنرال موتورز) و(فورد) و(همر) وغيرها الكثير من التي أحدثت زلزالاً في الاقتصاد الأميركي، لن يتم تجاوزه عشرات السنين القادمة كما يؤكد المحللون.
أميركا اليوم في العراق، بحسب التقديرات الخاطئة لجهازهم الإستخباراتي، كمن أبتلع شفرة لا يقوى على ابتلاعها، ولا يقوى على إرجاعها، والقادم من الأيام يؤكد ان تلك الشفرة ستقطع أوصال أميركا الداخلية، حتى تعلن وفاتها، تماماً كما قيل عن الدولة الصهيونية، بأنها بقدر ما تتوسع ستضمحل وتموت بالتالي، وهذا هو حال أميركا في العالم اليوم بعد احتلالها للعراق الذي كان فرس الرهان لجميع الشرفاء في العالم، والذي حطم أسطورة الغول الذي لا يقهر، ذلك الغول الذي سام البشرية ألوان الذل والمهانة والسوء والقتل والتشريد، وأولهم أبناء امة الإسلام.
أن تصريح كبير جنرالات المحتل في العراق الذي راح يبشر قادة البيت الأسود الأميركي أن شهرهم الفائت لم يشهد سقوط جندي أميركي واحد بنيران من أسماهم (إرهابيو العراق) هو تصريح مضحك مبكي، فهو راح يتفاخر في الإعلان عن أن آخر أشهر العام المنصرم لم يشهد خسارة جندي واحد، في حين أن التقرير الذي صدر عن هيئة علماء المسلمين يوضح أن ما تم رصده فقط، هو تدمير سبع وعشرين آلية لقوات الاحتلال الأميركي، إصابات من كانت في تلك الآليات قاتلة، إلى جانب إعطاب إحدى عشرة آلية، توزع من كان بداخلها بين قتيل وجريح، منها ثلاثة عشر آلية في مدينة بغداد فقط ومحيطها، نالت منطقة (أبو غريب) نصيب الأسد منها بخمس آليات، فيما جاءت محافظة صلاح الدين في المرتبة الثانية بعد عاصمة الرشيد باثنتي عشر آلية..
في وقت أرتفع نصيب كربلاء إلى ثلاث آليات، وهي المرة الأولى التي تشهد تدمير ثلاث آليات للمحتلين فيها منذ سنين طوال في هذه المحافظة، وكذلك كان نصيب محافظة التأميم التي ابتلعت أرضها ثلاث آليات مختلفة الأنواع، وأقل منها بواحدة محافظة الأنبار لتتوزع الآليات المدمرة الباقية على محافظات الموصل والبصرة والكوت وذي قار، وهو ما يفند كذب كبير جنرالات المحتل وتصريحاته الجوفاء، التي أراد من خلالها القول ان المحتل ودع العام الماضي بأقل نسبة من الخسائر منذ احتلاله لأرض الفراتين، في حين أن هذه النسبة كانت، وبحسب الواقع على الأرض، أعلى حتى من شهر تشرين الثاني الذي سبقه، ومن نظرة بسيطة إلى هذه الهجمات الموثقة، مع التقدير لجميع تلك الهجمات التي لم يتم توثيقها، ولم يتضمنها تقرير هيئة علماء المسلمين، فان نسبة الخسائر، البشرية كانت كبيرة جداً وفوق حدود التصورات.
ومن حق العالم أن يتساءل اليوم، ويوجه تساؤلاته إلى كبير جنرالات الاحتلال، كيف له أن ينكر تدمير ثمان وثلاثين آلية تابعة لقواتهم المسلحة في مختلف أنحاء العراق خلال أربعة أسابيع فقط، وهي الأيام التي ذكرها الجنرال في حين أن كثير من وسائل الإعلام تطرقت إليها في نشراتها الإخبارية، وشاهد آثارها وحطامها كل من مرّ من تلك الطرق وسلكها، والتي نتج عنها مقتل العشرات من جنودهم المدججين بالظلم والقسوة والإرهاب، دون ان يعترف (السيد الجنرال) بأي منهم، فمرحى لإحصائياتكم الدقيقة التي تتحدث عنها وتتفاخر بها، يا كبير قادة الاحتلال.
ولا يفوتني ان أعرج على الكم الهائل من عمليات المجاهدين والمقاومين التي يعلنون عنها يومياً، والتي لا يعلم بأماكنها وحجم الخسائر فيها إلا من نفذ من أبطال جهادنا، أو من يدفع فاتورة الاحتلال، جندهم المهزومين بإذن الله، والتي لا يستطيع جنرالهم الكبير الذي علمهم السحر أن ينكرها، خصوصاً المصورة منها، والتي تظهر تناثر آلياتهم بمختلف أنواعها، مع اعتزازنا الكبير بتلك العمليات التي لم تصور، والتي يعلم بها المحتل قبل غيره.
فهل نصدق الجنرال، ونكذب تلك العمليات المصورة، وتلك التقارير الموثقة!؟ أنصدق الجنرال ونكذب مشاهد جثث القتلى في الصحارى والأودية والبحيرات، والتي أصبحت طعاماً للكواسر والذئاب والضباع!؟.
أيها الجنرال (المحتل) تحاولون حجب شمس الحقيقة بغربال، ولكن للأسف لن تتمكنوا، لأن الشمس لابد أن تشرق مهما طال ظلام الليل، فما عليكم سوى لملمة أمتعتكم، والهرب بمن تبقى لكم من جندكم، قبل أن يمسوا هم أيضاً طعاماً لأسماك العراق، كما أصبح من قبلكم المحتلين البريطانيين.
واهمون أن كان سدنة البيت الأسود الأميركي يظنون أن العالم يصدقهم، وأن أرقامهم، وحساباتهم، وإحصائياتهم، وأفلاكهم هي واقعية وحقيقية!
أغبياء أن ظن جنرالات المحتل أن تصريحاتهم وأكاذيبهم ستنطلي على من عرفهم وخبرهم جيداً، وتقارير من مؤسسات أميركية كبرى تتحدث عن حقيقة خسائرهم وكذب بنتاغونهم بشان إحصائياتهم المغلوطة والكاذبة، قبل المصادر الحيادية والجهات الجهادية والمقاومة!
يقول وزير دعاية النازي الألماني (هتلر) أكذب، ثم أكذب، ثم أكذب حتى يصدقك الناس، والعراقيون جعلوا الأميركان يكذبون، ثم يكذبون، ثم يكذبون، حتى ما عاد يصدقهم الناس!
الرابطة العراقية
http://iraqirabita.org/index.php?do=article&id=22915