bufaris
25-10-2009, 01:48 AM
ناشطة عراقية: بكيت وأنا أشاهد القاء القبض على "عمو صدام" ثم اعدامه
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3564.imgcache
الملف – لندن
قالت عراقية كانت وعائلتها كانت في عداد المقربين من صدام حسين انها بكت على صدام مرتين خلال حياتها رغم ما تحمله من ذكريات غير سعيدة تجاهه، موضحة أن أولى المرتين كانت لحظة القاء القبض عليه خارجاً من مخبئه في الحفرة، أما المرة الثانية فكانت عندما تم اعدامه في 30/12/2007.
وشرحت زينب صلبي التي تنشط منذ سنوات في دعم النساء في مناطق الحرب المختلفة في العالم وتترأس منظمة دولية لهذا الغرض الاسباب وراء الدموع التي ذرفتها بكاءً على صدام خلال ندوة في لندن مؤخراً، قائلة انها لم تحتمل لحظة الاذلال التي كان صدام يعيشها عند القاء القبض عليه وانها لم ترغب في أن تجعل من ذلك مناسبة للاحتفال كما فعل الكثيرون.
وقالت عن أسباب بكائها عليه في لحظة اعدامه انها كانت دموع الحزن على الوطن الذي فقد فرصةً لانصاف الكثير من العراقيين الذين ذهبوا ضحايا ابان عهد صدام وكان من الممكن الكشف عن تاريخهم وحقائق مصائرهم من خلال محاكمة عادلة ووافية لصدام حسين، معربة عن أسفها كون الاعدام جاء بطريقة مباغتة وأن القانون وحكمه لم يأخذ مجراه كما يجب.
وكانت صلبي وهي ابنة طيار عراقي أرغمه صدام على ترك منزله الخاص والانتقال للعيش في جواره خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي بغير رضا وقناعة منه بعد أن أصبح طياره الخاص، قد نشرت كتاباً في خصوص تجربتها وعائلتها في العيش كجيران لصدام وما تركه ذلك من تبعات نفسية واجتماعية في حياتها وأسرتها.
واستضاف نادي الفرنت لاين في لندن صلبي في ندوة خاصة للتحدث عن تلك التجربة التي وصفت في أكثر من مرة خلال الندوة بأنها تجربة فريدة وغير عادية، وقد برهنت صلبي نفسها على ذلك من خلال الاستعراض الذي قدمته بما يخص تلك الحقبة من حياتها التي كانت فيها طفلة وشابة في مقتبل العمر وما خلفه ذلك من أثر على حياتها جعلها تتوجه نحو العمل النسائي لمساعدة النساء المعنفات. ورغم اصرارها على أنها لم تكن سعيدة بالحياة في جوار صدام وأن لديها مخزوناً وافراً من ذكريات الخوف والقلق والتوتر التي وسمت طفولتها وصباها بسبب القرب من صدام، قالت صلبي انها اعتادت أن تنادي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بـ'عمو'، بل انها كثيراً ما شعرت انه ليس أكثر من عمٍ لها، كما أنها لم تنكر ما كان متوافراً لها ولأسرتها من مزايا وحوافز مادية كان يتمتع بها المقربون من صدام فقط، الا أنها عادت وأكدت مراراً وتكراراً أن هذا كله كان مطعماً بمشاعر الخوف والقمع والاذلال النفسي والمعنوي الذي كان لا مفر منه بحكم الجوار مع الرئيس.
ولفتت خلال استعراضها لتجربتها الى جانب آخر من المعاناة يعود الى حقيقة كون عائلتها عائلة شيعية، وهو ما كان يعني أنها لم تكن مقربةً حقيقةً من صدام السني، كما أنها فقدت الرابط مع محيطها الشيعي الخارجي الذي كان ينظر اليها بتشكك لتقربها من السني صدام حسين، وهو أمر خلف شعوراً بالوحدة والانتفاء عند العائلة التي لم تكن قادرة على الاندماج مع أي من الفريقين.
وقالت ان والديها أدركا منذ البداية عواقب العلاقة المقربة مع صدام وأنهما حاولا مقاومة ذلك الا انهما لم يفلحا خوفاً من عاقبة الرفض، موضحة أن البداية كانت علاقة صداقة غير رسمية اضطرت اليها العائلة عندما اكتشفت أن مضيفها الذي طرقت بابه ذات يوم من أواخر سنوات السبعينيات لكي تبيت عنده الليلة بعد عودة متأخرة من احدى السهرات كان يستضيف في الوقت نفسه صدام حسين، ما جعلهما في مأزق أن يقبلا الدعوة فتفرض عليهما الصداقة بكل ما تحمله من تبعات سلبية أو أن يرفضا فتكون العاقبة وخيمة من خلال اجراء عقابي يتخذه صدام بحقهما.
وقالت ان الامور بدأت تأخذ منحى أكثر سوءاً عندما طلب صدام من والدها بعد ذلك بسنوات أن ينتقل للعيش في جواره، حيث خشي الاب على نفسه وأسرته من عاقبة رفض الطلب وقبل الانتقال بأسرته ليعيش في حي الطيارين، مشيرةً الى بعض النواحي السلبية التي كان على العائلة أن تعانيها كنتيجة لهذا الجوار مثل العيش تحت تصرف الرئيس، حيث تحزم الامتعة للرحيل والترحال وقضاء العطل أينما يشاء ومتى يشاء، ويضحك الجميع حينما يضحك ويبكون حينما يشعرون برغبته بذلك ويضبطون أذواقهم في اللبس وغيره من الامور الشخصية وفقاً لذوقه وعائلته الى غير ذلك من المسائل التي تتعلق جميعها بالحريات الشخصية والمكانة الاجتماعية.
وذكرت بعض المواقف التي كانت تتجاوز حد المس بالحريات الشخصية أحياناً الى حد الاهانة والاذلال، من ذلك أن صدام وجه كلمات جارحة الى والدتها ذات مرة لأنها رفضت أن تستقبل بعض النسوة في بيتها، الى حد انه صرخ فيها بحدة ووصفها بـ 'العجمية'، وهي صفة عادةً ما تشير في اللهجة العراقية الدارجة الى المرأة داكنة البشرة وأصلها يعني الجارية الايرانية.
وقالت ان والدتها حاولت الانتحار عدة مرات للخلاص من القمع والكبت الذي كانت العائلة تعيش فيه كضريبة للعيش في جوار صدام، وأنها كانت دائمة البكاء والتوتر وتفتقد الى السعادة والراحة.
وكشفت عن أن والدتها التي علمتها قيماً نسوية في التمرد على التقاليد الجائرة وتقسيم الادوار بين الرجل والمرأة ضغطت عليها للزواج برجل مقيم في الولايات المتحدة الامريكية قبيل غزو العراق للكويت في أوائل التسعينات حيث لم تكن هي قد تجاوزت التاسعة عشرة، وهو الزواج الذي تحول لاحقاً الى أداة لتعذيبها وتعريضها للعنف الزوجي بكل أشكاله. وقالت انها اضطرت تحت وطأة العنف الذي كانت تعيش فيه الى أن تغادر منزل الزوجية دون أن تتوافر لها وسائل الصمود من مال أو عمل أو حتى اقامة شرعية في الولايات المتحدة الامريكية، محملةً والدتها الجزء الاكبر من معاناتها قبل أن تعرف حقيقة الامر.
وأوضحت أن والدتها اعترفت لها كتابةً وهي على فراش المرض فاقدة القدرة على النطق أنها اضطرت الى تزويجها بهذه الطريقة خوفاً عليها من صدام نفسه الذي بدرت منه اشارات تنم عن اهتمامه بها بينما كانت تنمو، وهي اشارات لم تكن تفهمها في ذلك الوقت نظراً لصغر سنها ولكنها لم تغب عن وعي الام التي كانت تخاف على ابنتها من السلب.
وتحدثت صلبي خلال الندوة أيضاً عن تأثير ما شهدته في طفولتها وصباها على مسار حياتها الذي تحول ليكون مسخراً بالكامل لخدمة النساء من ضحايا الحروب والعنف، معربة عن قلق بالغ على مصير النساء العراقيات اللواتي يعشن أوضاعاً غير مسبوقة في التردي وسوء الأوضاع، ومحملة المسؤولية في تدهور أوضاعهن الى الاحتلال الامريكي وعهد صدام والعقوبات الاقتصادية التي ظلت مفروضة على العراق طيلة سنوات قبل الاحتلال. وشككت في جدية الامريكيين في النهوض بأوضاع المرأة العراقية رغم التصريحات المعسولة التي يدلي بها المسؤولون والتي تثير أجواءً غير حقيقية من الطمأنينة في خصوص الاجندة تجاه المرأة العراقية.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3564.imgcache
الملف – لندن
قالت عراقية كانت وعائلتها كانت في عداد المقربين من صدام حسين انها بكت على صدام مرتين خلال حياتها رغم ما تحمله من ذكريات غير سعيدة تجاهه، موضحة أن أولى المرتين كانت لحظة القاء القبض عليه خارجاً من مخبئه في الحفرة، أما المرة الثانية فكانت عندما تم اعدامه في 30/12/2007.
وشرحت زينب صلبي التي تنشط منذ سنوات في دعم النساء في مناطق الحرب المختلفة في العالم وتترأس منظمة دولية لهذا الغرض الاسباب وراء الدموع التي ذرفتها بكاءً على صدام خلال ندوة في لندن مؤخراً، قائلة انها لم تحتمل لحظة الاذلال التي كان صدام يعيشها عند القاء القبض عليه وانها لم ترغب في أن تجعل من ذلك مناسبة للاحتفال كما فعل الكثيرون.
وقالت عن أسباب بكائها عليه في لحظة اعدامه انها كانت دموع الحزن على الوطن الذي فقد فرصةً لانصاف الكثير من العراقيين الذين ذهبوا ضحايا ابان عهد صدام وكان من الممكن الكشف عن تاريخهم وحقائق مصائرهم من خلال محاكمة عادلة ووافية لصدام حسين، معربة عن أسفها كون الاعدام جاء بطريقة مباغتة وأن القانون وحكمه لم يأخذ مجراه كما يجب.
وكانت صلبي وهي ابنة طيار عراقي أرغمه صدام على ترك منزله الخاص والانتقال للعيش في جواره خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي بغير رضا وقناعة منه بعد أن أصبح طياره الخاص، قد نشرت كتاباً في خصوص تجربتها وعائلتها في العيش كجيران لصدام وما تركه ذلك من تبعات نفسية واجتماعية في حياتها وأسرتها.
واستضاف نادي الفرنت لاين في لندن صلبي في ندوة خاصة للتحدث عن تلك التجربة التي وصفت في أكثر من مرة خلال الندوة بأنها تجربة فريدة وغير عادية، وقد برهنت صلبي نفسها على ذلك من خلال الاستعراض الذي قدمته بما يخص تلك الحقبة من حياتها التي كانت فيها طفلة وشابة في مقتبل العمر وما خلفه ذلك من أثر على حياتها جعلها تتوجه نحو العمل النسائي لمساعدة النساء المعنفات. ورغم اصرارها على أنها لم تكن سعيدة بالحياة في جوار صدام وأن لديها مخزوناً وافراً من ذكريات الخوف والقلق والتوتر التي وسمت طفولتها وصباها بسبب القرب من صدام، قالت صلبي انها اعتادت أن تنادي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بـ'عمو'، بل انها كثيراً ما شعرت انه ليس أكثر من عمٍ لها، كما أنها لم تنكر ما كان متوافراً لها ولأسرتها من مزايا وحوافز مادية كان يتمتع بها المقربون من صدام فقط، الا أنها عادت وأكدت مراراً وتكراراً أن هذا كله كان مطعماً بمشاعر الخوف والقمع والاذلال النفسي والمعنوي الذي كان لا مفر منه بحكم الجوار مع الرئيس.
ولفتت خلال استعراضها لتجربتها الى جانب آخر من المعاناة يعود الى حقيقة كون عائلتها عائلة شيعية، وهو ما كان يعني أنها لم تكن مقربةً حقيقةً من صدام السني، كما أنها فقدت الرابط مع محيطها الشيعي الخارجي الذي كان ينظر اليها بتشكك لتقربها من السني صدام حسين، وهو أمر خلف شعوراً بالوحدة والانتفاء عند العائلة التي لم تكن قادرة على الاندماج مع أي من الفريقين.
وقالت ان والديها أدركا منذ البداية عواقب العلاقة المقربة مع صدام وأنهما حاولا مقاومة ذلك الا انهما لم يفلحا خوفاً من عاقبة الرفض، موضحة أن البداية كانت علاقة صداقة غير رسمية اضطرت اليها العائلة عندما اكتشفت أن مضيفها الذي طرقت بابه ذات يوم من أواخر سنوات السبعينيات لكي تبيت عنده الليلة بعد عودة متأخرة من احدى السهرات كان يستضيف في الوقت نفسه صدام حسين، ما جعلهما في مأزق أن يقبلا الدعوة فتفرض عليهما الصداقة بكل ما تحمله من تبعات سلبية أو أن يرفضا فتكون العاقبة وخيمة من خلال اجراء عقابي يتخذه صدام بحقهما.
وقالت ان الامور بدأت تأخذ منحى أكثر سوءاً عندما طلب صدام من والدها بعد ذلك بسنوات أن ينتقل للعيش في جواره، حيث خشي الاب على نفسه وأسرته من عاقبة رفض الطلب وقبل الانتقال بأسرته ليعيش في حي الطيارين، مشيرةً الى بعض النواحي السلبية التي كان على العائلة أن تعانيها كنتيجة لهذا الجوار مثل العيش تحت تصرف الرئيس، حيث تحزم الامتعة للرحيل والترحال وقضاء العطل أينما يشاء ومتى يشاء، ويضحك الجميع حينما يضحك ويبكون حينما يشعرون برغبته بذلك ويضبطون أذواقهم في اللبس وغيره من الامور الشخصية وفقاً لذوقه وعائلته الى غير ذلك من المسائل التي تتعلق جميعها بالحريات الشخصية والمكانة الاجتماعية.
وذكرت بعض المواقف التي كانت تتجاوز حد المس بالحريات الشخصية أحياناً الى حد الاهانة والاذلال، من ذلك أن صدام وجه كلمات جارحة الى والدتها ذات مرة لأنها رفضت أن تستقبل بعض النسوة في بيتها، الى حد انه صرخ فيها بحدة ووصفها بـ 'العجمية'، وهي صفة عادةً ما تشير في اللهجة العراقية الدارجة الى المرأة داكنة البشرة وأصلها يعني الجارية الايرانية.
وقالت ان والدتها حاولت الانتحار عدة مرات للخلاص من القمع والكبت الذي كانت العائلة تعيش فيه كضريبة للعيش في جوار صدام، وأنها كانت دائمة البكاء والتوتر وتفتقد الى السعادة والراحة.
وكشفت عن أن والدتها التي علمتها قيماً نسوية في التمرد على التقاليد الجائرة وتقسيم الادوار بين الرجل والمرأة ضغطت عليها للزواج برجل مقيم في الولايات المتحدة الامريكية قبيل غزو العراق للكويت في أوائل التسعينات حيث لم تكن هي قد تجاوزت التاسعة عشرة، وهو الزواج الذي تحول لاحقاً الى أداة لتعذيبها وتعريضها للعنف الزوجي بكل أشكاله. وقالت انها اضطرت تحت وطأة العنف الذي كانت تعيش فيه الى أن تغادر منزل الزوجية دون أن تتوافر لها وسائل الصمود من مال أو عمل أو حتى اقامة شرعية في الولايات المتحدة الامريكية، محملةً والدتها الجزء الاكبر من معاناتها قبل أن تعرف حقيقة الامر.
وأوضحت أن والدتها اعترفت لها كتابةً وهي على فراش المرض فاقدة القدرة على النطق أنها اضطرت الى تزويجها بهذه الطريقة خوفاً عليها من صدام نفسه الذي بدرت منه اشارات تنم عن اهتمامه بها بينما كانت تنمو، وهي اشارات لم تكن تفهمها في ذلك الوقت نظراً لصغر سنها ولكنها لم تغب عن وعي الام التي كانت تخاف على ابنتها من السلب.
وتحدثت صلبي خلال الندوة أيضاً عن تأثير ما شهدته في طفولتها وصباها على مسار حياتها الذي تحول ليكون مسخراً بالكامل لخدمة النساء من ضحايا الحروب والعنف، معربة عن قلق بالغ على مصير النساء العراقيات اللواتي يعشن أوضاعاً غير مسبوقة في التردي وسوء الأوضاع، ومحملة المسؤولية في تدهور أوضاعهن الى الاحتلال الامريكي وعهد صدام والعقوبات الاقتصادية التي ظلت مفروضة على العراق طيلة سنوات قبل الاحتلال. وشككت في جدية الامريكيين في النهوض بأوضاع المرأة العراقية رغم التصريحات المعسولة التي يدلي بها المسؤولون والتي تثير أجواءً غير حقيقية من الطمأنينة في خصوص الاجندة تجاه المرأة العراقية.