المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صرخة إبليس ...وأعوانه...في وادي الرافدين



أنعام عبداللطيف
21-10-2009, 04:26 PM
بعد أن هيئ الغرب لحمله كبيره قوامها ملايين المرتزقة من جيش نظامي ومتطوعين وسراق وطبالين ومزمرين ومصفقين ومؤيدين ورافضين ومحللين وعسكر وأطباء وجيولوجيين ورؤساء عصابات وقتله وسفلة وتجار مخدرات وسماسرة وفنانين - مؤلفين وكل ماتحمله هذه الكره الارضيه من وظائف شريفه وغير وتحديدا من أمريكا وأوربا وتوجهت إلى أقدم واعرق حضارة عرفها التاريخ القديم والحديث إلى وادي الرافدين لتبدأ مشروعها الذي هيأت له منذ ربع قرن (الشرق الأوسط الكبير) وهو مشروع يهدف إلى نقل الحضارة الغربية بكل مافيها من دين وعادات وتقاليد وثقافة وتاريخ إلى المشرق وهي الرغبة الجامحة للرجل الغربي الأبيض للسيطرة على المشرق العربي والسيطرة على مقدرات وثروات الدول ووضع حكومة عميله موالية لها تأتمر بأمره وتطيعه بدايتها العراق ونهايتها طنجه حسب ماقال سفيههم الكبير بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قالها بملأ فمه (التغيير قادم لامحال من البحرين إلى طنجه) لم أكن اعرف انه قصد البحري أي وادي الرافدين إلا بعد الاحتلال لذلك أطلقت تسمية صرخة إبليس وأعوانه في وادي الرافدين على هذه الحملة الشرسة .
وبتاريخ 9 – 4 - 2003 كان بمنزلة البداية لظهور مجموعه من الأحزاب التي أنشأت مليشياتها خارج العراق في أوربا وإيران والدول العربية الأخرى وأمريكا وكانت بداية لافتتاحية مختلف الخطابات حول الوطن والهوية والقوميات المتعددة ولم يذكر في خطابهم الهوية الوطنية في المرحلة الاستعمارية الراهنة وأصبح العنف يعبر عن الهوية يغذيها وينشئها ويعطي صورته فإزاء المحو الاستعماري العنيف لكل مقومات المجتمع وإزاء العنف الممارس على المجتمع وإصرار المحتل على محو كل ما اعتبره هوية مجتمع بعناد غير مسبوق في التاريخ لم يستطع تقسيم العراق إلى أربع دويلات المنطقة الشمالية والمنطقة الجنوبية ومنطقة الوسط والمنطقة الغربية .
أن التحديث العنيف للمحتل الجديد قد استمر مع الدولة الحالية والسلطة العميلة له , حاولا المحال لصناعة مجتمع جديد أو مجتمعات جديدة على شاكلة المحتل حتى ولو كان ذلك بالعنف وكانت أشكال التسيير والتنظيم اتخذت مظاهر عنيفة بدايتها انحلال البنى التحتية للمجتمع كالزراعة : وماتبعه من تجفيف الأنهار والاهوار وقلع الثروة الزراعية وتجفيف المياه وقتل الثروة المائية وماتبعه من تهجير تهجير للريف وترييف المدينة وغياب سياسة تربويه وثقافيه مناسبة للتحولات ألاقتصاديه والاجتماعية .
ولو حاولنا تحليل عناصر الخطابات التي أراد أصحابها ترسيخها بمختلف الوسائل والطرق لفهمنا سقوط تلك الأحزاب وبرامجها وخطاباتها في المخطط الاستعماري الانكل أمريكي .
فمنذ قرون وهذا الخطاب الناكر للهويه الوطنية قد كشف سقوط هذه الأحزاب ومخططاتهم في أطروحة الخطاب الاستعماري الأمريكي بحجة الديمقراطية ونحو حياة سعيدة .
إن سير الأحداث والتطورات التي رافقتها وخاصة ردود فعل الوطنيين من أبناء العراق وردود فعل أطراف المقاومة وهي ردود لإطراف فاعله وواعية بأهدافها لذا لايمكن إلا مسائلتها أو وضعها بين قوسين لان خطابهم على وعي تام بفرضية المستعمر التي تقول أن العراق حرر ولم يحتل ولكنه لايتمتع بالسيادة وانه ألان غنيمة للأجنبي وكان يوم احتلاله فوضى ومتاهة وبالرغم من فرضيته تلك عمد المحتل إلى جملة من الأساليب لمحو الكيان العراقي العربي كالتغريب والتهجير والإبعاد والإقصاء والإدماج والتمسيح والتهويد والتجنيس وغيرها .
ولكن هناك شيئا ما يقاومه من دون أن يصرح به وهي المقاومة العنيفة ونستطيع القول "أن الوعي القومي واللغة والدين تبلورت كمكونات للشخصية الوطنية داخل دوامة الصراع ضد المحتل "
ولو فتشنا صحف التاريخ نجد الأمة العراقية مسلمة عربيه لها تاريخ طويل منذ 7 ألاف سنه تكونت مثل أمم الدنيا ولها هوية وتاريخ ولغة ودين وتقاليد , فهي ليست امريكيه ولا أوربيه .
نحن امة بعيده عن أوربا وأمريكا كل البعد ولا نريد هذه الديمقراطية منها لأنها تختلف عنا في الدين والتاريخ والعادات والتقاليد ولا نريد أن نندمج معها .
إن المقاومة الوطنية قد أوقفت بشجاعة المخطط الأمريكي القائم على عدم الاعتراف بالأخر أو الحق بالتعبير أو المعارضة والى الحق بالقتل على طريقتها الخاصة .
إن المقاومة العراقية الباسلة قد رفضت كل المخططات والمقترحات والقيم المختلفة التي جاء بها المحتل عندها استحق هو ومن وقف معه القتل مما أدى إلى ظهور المليشيات التي تهيأت لهذه المهمة بقتل الأخر وهو عنف مطلق تجسد في ماقامت به تلك الجماعات المسلحة عندما نزعت إلى تجريد الإنسان من إنسانيته بحيث أصبح العنف خارج كل منطق وعقل وما يعرف أمريكيا بديمقراطية القتل .
أن الصراع في العراق ألان على الهوية على الرغم من إن الصراع على الهوية يعتبر شكلا من أشكال الصراع على السلطة لذا فأن المحتل والسلطة العميلة عملت دائما على تثبيت هوية قاهره ومهيمنة دون الاعتراف بالأخر وأدخلت مدن في العراق في حالة حرب أهليه غير معلنه ومدعومة من قبل دولة القانون .
لم يكن الجهاد لدى المقاتلين فكرا راسخا فقط بل وسيله نضالية للكفاح لذل عمد إلى الجهاد والمقاومة بطرق سياسيه وعسكريه واتخذ مواقف ضد كل من يخالف توجهه العروبي وكان لهذا تأثيرا كبير على شباب العراق وخاصة منهم في مقتبل العمر الذين التحقوا بهم متأثرين بالثوابت الوطنية لتصور الهوية العراقية القائمة على الثالوث (العراق وطننا والعربية لغتنا والإسلام ديننا).
وبهذا اسكت مشروع المقاومة صرخة إبليس وأعوانه وأرجعتها في فمه بغصة أليمه لاينساها في العراق والى الأبد.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض لكن الله ذو فضلا على العالمين " صدق الله العظيم.