المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيضي في جولة أوربية لشرح قضية العراق



خطاب
06-05-2009, 10:18 AM
قادته إلى سويسرا..الفيضي في جولة أوربية لشرح قضية العراق( النص الكامل لخطبة الجمعة)
04 /05 /2009 م 04:44 مساء الزيارات:282
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3116.imgcache
الهيئة نت/ خاص:
ألقى الناطق الرسمي لهيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي خطبة الجمعة في أحد جوامع العاصمة السويسرية جنيف،حيث يقوم بجولة على عدد من البلدان الأوربية لشرح قضية العراق للعالم الغربي.
وتضمنت الخطبة رسالة إلى الشعوب الغربية، ولقادتها السياسيين، مبيناً لهم سماحة الإسلام، وحبه للسلام، ومد يده لمن يمد له يد السلام، وحمله السيف بوجه من يريد ان يفرض علينا الاستسلام بدل السلام.

كما وتضمنت الخطبة استعراضا لمواقف بعض من المحسوبين على أبناء هذا البلد، ممن اخذوا يتساقطون، الواحد تلو الأخر، في الوقت الذي ثبت كثير منهم، ووقف بوجه مخططات المشروع الجديد في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته للمسلمين في بلدان الغرب، أن أبناء العراق يعلمون ان أخوانهم المسلمين في أوربا تعرضوا إلى المضايقات، نتيجة طبيعة الحرب في العراق، سائلاً وداعياً الله ان يؤجرهم على صبرهم، وتحملهم، وطالباً منهم بالدعاء لإخوانهم المجاهدين في العراق، وفي أفغانستان وكل بقاع الأرض الإسلامية، التي يتعرض أهلها إلى الغزو والاحتلال.

وإليكم نص الخطبة التي ألقاها الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي في أحد جوامع العاصمة السويسرية جنيف:

الحمدلله ثم الحمد لله، ما توفيقي ولا اعتصامي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، حسبي الله.

نحمدك اللهم ونشكرك، ونتوب إليك، ونستغفرك، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمداً عبده ورسوله.
أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام،
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (ومن الناس من يعبد الله على حرف فان أصابه خير أطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
هذه الآية الكريمة تعرب لنا عن سنة من سنن الله التي لم نجد لها تحويلاً وهو أننا معاشر المسلمين كتب الله عز وجل علينا أن يخبر إيماننا حيث ما كنا فلابد ان نتعرض للابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب يقول الله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)، هذه سنة الله في الحياة، ولذلك تجدون اغلبنا، حيث كنا، في عملنا، في بيوتنا، نتعرض لاختبارات من لدن عزيز حكيم، ولا ينبغي ان نتبرم من ذلك، الآية الأولى التي تلوناه على حضراتكم في صدر الخطبة، لها سبب نزول، يخبرنا المفسرون أن رجلاً على عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، أسلم فقدر الله في اليوم الثاني ان يذهب بصره، ثم قدر الله في اليوم الذي بعده، أن يأتيه مخبر ليقول له، ان أبنك الذي يرعى في ماشيتك، قد سطا عليه اللصوص فقتلوه، واخذوا الماشية، لم يكن هذا الرجل قد آمن صادقاً، وأسلم من قلب طاهر وإنما قد فعل ذلك رياء، وأراد الله ان يبدي باطنه، ومن أسر سريرة ألبسه الله ردائها فعرّضه لهذا الاختبار الصعب، وهنا جاء هذا الرجل إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقال له، يا رسول الله أقلني من الإسلام أريد ان أخرج من الإسلام، ذهب بصري ومالي وولدي، هنا قال له المصطفى عليه الصلاة والسلام، يا هذا إن الإسلام لا يقال، الإسلام هو الذي يقيلك، ولست أنت من تطلب منه الإقالة وهنا بيت القصيد قال له المصطفى عليه الصلاة والسلام أن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة، بالابتلاء تظهر معادن الرجال، يالله ما أعظم هذه الكلمة، شعرنا بمدلولاتها في العراق، أناس كنا نعول عليهم، ونظن فيهم خيراً، سقطوا في أول امتحان، أو في امتحان ثاني، أو ثالث، وهكذا هي سنة الله في الحياة، فلا ينبغي لنا ان ننظر إلى هذه السنة على أنها مصدر شر، لا سمح الله، أنها مصدر في الخير كله.
الابتلاء أيها الأخوة هو قدر الله علينا ولكن له مقاصد، فهناك ابتلاء يراد به الانتقام من الإنسان والعياذ بالله، تماماً كما حدث مع صاحب القصة، كان يظهر الإسلام ويضمر الكفر، فأراد الله ان يظهر باطنه للعلن، فأختبره بهذا الاختبار الصعب، كيف ندرك إن هذا الابتلاء القصد منه الانتقام، بالنظر إلى النتائج التي يقود إليها حال المبتلى، هذا الرجل كفر بعد أيمان، وأرتد بعد إسلام، فعلمنا ان الابتلاء المسخر عليه، كان ابتلاء انتقام والعياذ بالله..
هناك ابتلاء يراد منه ان ترد إلى الله آيباً بعد وقوعك في ذنوب ومعاصي، الله يحب عباده، ولا يريد منهم ان يسترسلوا في الآثام، فيسلط عليهم الابتلاءات ليعودوا إليه، تماماً إذا سمحتم لي ان أذكر هذا المثل، الراعي حينما يضرب غنماً تنأى عن بقية الشياه، انه لا يريد ان يكسر فيها ضلعاً، أنما يقول لها بلسان حال عودي إلى المجموعة مخافة ان تكوني قاصية فتأكلك الذئاب، وفي هذا المعنى يقول الله عز وجل (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون).
هناك ابتلاء يراد منه ان يعطى العبد رحمات من رب العالمين، ربنا يلحظ أيمانك، يلحظ صدقك، وهو جل جلاله الرقيب، فيريد ان يكافئك فيبتليك، لتصبر ليعطيك الجوائز، ويعطيك الهبات، وفي هذا المعنى يقول الله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) أسأل الله ان يجعلنا وإياكم من نصيب هذه، والتي قبلها، والتي بعدها، والتي سنذكرها الآن.
هناك ابتلاء يراد منه إعداد الرجال، هذه الأمة لا يصلح حالها إلا بالقيادات، بالقدوات، فترون أن الله ينتقي من الناس من يسلط عليه ابتلاء ليقوى عوده، ويصمد حاله، ويكون مؤهلاً لقيادة الناس، ودائماً المثل الشائع الضربات التي لا تقصم ظهرك، تقويك، وفي هذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم، (أشد الناس بلاءاً الأنبياء، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..).
الابتلاء اكبر مدرسة، ليتخرج فيها الصلحاء، ويتخرج فيها القدوات، ويتخرج فيها القيادات.
أيها الأخوة، لقد أبتلى الله إخوانكم في العراق، ابتلاهم الله عز وجل بعدو قطع الآف الأميال، وغزا أرضهم في عقر دارهم، عدواً من سوى أنفسهم كان يريد ان يستبيح بيضتهم، ويقضي على ثقافاتهم وثرواتهم ومستقبلهم، ولأن العراق يقع في وسط العالم الإسلامي، ولأنه بمنظار الخبراء، وأهل الفطنة، يعد قلب العالم الإسلامي النابض، فقد أدرك أبناء العراق ان هذه المعركة لا تستهدف العراق وحده، ولا تستهدف العراقيين وحدهم، بل تستهدف، من خلالهم، كل العالم الإسلامي، لذلك دفعوا بفلذات أكبادهم للمواجهة، وخاضوا حرباً غير متكافئة، حرباً من جهة تسمى في العرف العالمي قوة عظمى، بل القوة الأعظم، لكن معركة بهذه النتائج المصيرية تستحق التضحية، ومع ان إخوانكم في العراق أعطوا خسائر كبيرة، فقدوا، وحتى اللحظة، أكثر من مليون ونصف شهيد، وأصبح لديهم جيش من الأرامل، وجيش من الأيتام، لكنهم ثقوا أنهم مصممون على طرد الغزاة من أرضهم، مصممون على ان لا ينجح هذا المشروع في المنطقة، الذي يستهدفكم حيثما كنتم، مصممون على ان يكونوا درعكم، يدفعون عنكم تبعات هذا الغزو وهذه التداعيات، فأدعو الله لهم أن يثبت أقدامهم، وأدعو الله لهم ان يكتب لهم النصر والسداد والرشاد، وأننا لنرى في الأفق بشائر لهذا النصر، عسى الله أن يتمم علينا فضله.
أيها الأخوة، من جنيف، من أرض السلام، تقوم فيها اكبر شبكة لحقوق الإنسان، أستسمحكم عذراً لأوجه خطاباً إلى العالم الغربي، بكل مودة، وبكل حب، وأقول أيها العالم ليس في مصلحتكم معاداة العالم الإسلامي، كما انه ليس من مصلحة العالم الإسلامي معاداتكم، العالم الإسلامي عالم سلام، سلوا عنه عبر التاريخ، كانت يده دائماً بيضاء مع كل الشعوب، لم يكن نذير شؤم لأحد، لم يهدد مصالح احد، هذا العالم الإسلامي الكبير جزء لا يمكن تجاهله، ثلث العالم، فليس من مصلحتكم ان تعادوا هذا العالم لأسباب غير منطقية.
الرئيس الأميركي الجديد بعث بإشارات إيجابية، هذا الرجل حينما وصل إلى السلطة، قرر إغلاق معتقل غوانتنامو، وقرر إغلاق كل المعتقلات السرية، التابعة إلى دولته في العالم، ليس هذا فحسب..، بل منع التعذيب في المعتقلات، وحسناً فعل، فهذه المعتقلات، وهذا التعذيب، لم يكن يطال سوى أبنائنا، ليس هذا فحسب، بل ألقى أول خطاب له في دولة أسلامية معروفة، وقال سأمد يدي لمصافحة العالم الإسلامي، ونحن نقول له، حيا هلا، ما أجمل السلام، لكن أيها الرئيس الجديد، قبل ان تمد يدك اليمنى، لمصافحتنا، لتقم يدك اليسرى بغلق ملفات غزو بلداننا.
يجب ان ينتهي غزو العراق، ويجب ان ينتهي غزو أرض أفغانستان، وأي غزو يطال أرضاً إسلامية، في شتى بقاع العالم، يجب ان تعمل على حل المشكلة الفلسطينية حلاً عادلاً يعيد الحق إلى نصابه، إذا فعلت ذلك ستجد يدنا اليمنى أعجل من يدك اليسرى إلينا، هذه طبيعتنا عبر التاريخ، نتسامى على جروحنا، نتسامح مع أعدائنا، نميل دائماً إلى خيارات السلام.
تذكروا تاريخكم أيها الأخوة، تذكروا شهادات الغربيين في حق الجيوش، التي دخلت في فترة ما؟ بلدانهم، لم يكونوا يقتلوا النساء، ولم يكونوا يسلبوا الأموال، ولم يكونوا يتلفوا المزروعات، ولم يكونوا يفعلوا ما يعيب الإنسان في طبعه، وفي سلوكه، وهاهو عالم اليوم، وقد دارت الدائرة عليه، في وضع من السوء بمكان، لكن ما زالت الفرصة قائمة، فلتكن أيها الرئيس الجديد جاداً في دعوتك، صادقاً في ما تقول، ستجدنا اقرب أليك صلحاً، وحباً، وأمناً، وسلاماً.
أيها الأخوة، أيها الأحبة :
لنعش بقية عمر الدنيا بسلام ، لنعش مع العالم كله على مودة قائمة على التعارف، الذي أوصانا به القرآن الكريم، التعارف بين مكونات الخلق مقصد قرآني، أشار إليه المولى عز وجل في قوله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) وتنبهوا إلى أسلوب الخطاب، لم يقل يا أيها الذين امنوا، ولم يقل يا أيها المؤمنون، الخطاب موجه إلى الناس، كل الناس، (يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم). وهذا شان أخروي، إذن مقصد قرآني، ان يكون بعضنا لبعض سلماً، وهكذا هي أخلاقنا، لكن يا أيها الأخوة بطبيعة الحال، حينما يغزو العدو أرضنا، حينما يقتل أبنائنا، حينما يهدم مساجدنا، حينما يعتدي على قرآننا، لا يمكن ان نترك أيدينا على أكتافنا، ونقول سلام، لا سلام، هذا استسلام، لكن يوم يريد العدو السلام، ماذا يقول القرآن (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، هذه هي حقيقتنا، وهذا هو واقعنا، نسأل الله ان ينعم على هذا العالم المضطرب بالسلام، وان ينعم على الخليقة بالمودة والصفاء، وان يجعلنا دائماً نحن المسلمين قدوة في مشاريع السلام في العالم، وان يحفظ دماء أبنائنا، ويحفظ أعراضنا، وان يحفظ أرضنا وخيراتنا، انه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الحمدلله مستحق الحمد، والصلاة والسلام على صاحب لواء الحمد، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد،
أيها الأخوة في ما يخص الابتلاء تذكروا ان الابتلاءات عادة ما تكون بسبب كسب الناس، يقول الله عز وجل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) هذا مع عرض الآية, نعلم، بان الله سبحانه وتعالى، لو أراد ان يؤاخذنا بكل ما كسبنا، ما ترك على هذه الأرض من دابة، فذنوبنا أحياناً، للأسف الشديد، تملأ أقطار الأرض، وأحياناً تبلغ عنان السماء، لكن رحمة الله واسعة فتراه سبحانه، يسقط عنا الكثير من الذنوب والآثام، جعل لنا الصلوات مطهرة، وجعل لنا الوضوء كذلك، والكلمة الطيبة كذلك، والصدقة كذلك، فنحن دائماً في عملية غسيل ربانية كل يوم، إذا قلت سبحان الله، حطت عنك كذا خطيئة، وإذا قلت الحمدلله، حطت عنك كذا خطيئة، وإذا قلت الله اكبر، الأمر كذلك، لذلك وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير..
الأمر الثاني الذي أحب ان أنبهكم عليه، أن من فضل الله علينا، أننا مأجورون على المصيبة مهما صغرت، هل نمت يوماً مُؤّرق الجفن؟! لك بذلك اجر، هل أصابك نوع من ضيق الصدر؟! لك بذلك أجر، هل قرصتك بعوضة أو ذبابة؟! لك بذلك أجر، هكذا هو الإسلام، وهكذا هو عطاء الله، (وما كان عطاء ربك محظوراً).
كان النبي، صلى الله عليه وسلم، جالساً بين أصحابه، وبينهما موقد صغير، يبث قبساً من النار، هبت ريح فأطفأت هذا القبس، فإذا بسيدنا المصطفى، صلى الله عليه وسلم، يقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فتعجب أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، وقالوا يا رسول الله، وهل هذه مصيبة حتى تسترجع منها؟! انظروا ماذا قال حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقدوتكم، وقائدكم، قال ( كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة)، بمعنى تنطبق عليه معايير المصيبة، يُطهر ذنوبك، ويضيف إليك رصيداً من الحسنات، وأحياناً يرفعك عند الله درجات.
انتم بهذه المقاييس على خير عظيم، تأتيكم الحسنات من كل مكان وانتم لا تشعرون، ستفاجئون يوم القيامة بجبال من حسنات، وتقولون يا رب لم نفعل شيئاً، فمن أين جاءت هذه الحسنات؟! فيعرض الله عليكم مواقفكم في الدنيا، عبدي في اليوم الفلاني، قرصتك ذبابة، فقلت لا إله إلا الله، في اليوم الفلاني سمعت خبراً مزعجاً، فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، في اليوم الفلاني أصابتك مصيبة، فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون، هذه ليست كلمات، هذه مواقف، وعلى المواقف تترتب الصالحات، وتترتب الحسنات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
أنا أيها الأخوة، وأعوذ بالله من هذه الكلمة، لمن يقولها تكبراً، في جولة في أوربا، لأشرح القضية العراقية، وقد يسر الله لي أن ألتقي بإخواني المسلمين في أكثر من مسجد، يشهد الله ان قلبي يمتلئ فرحاً، وبهجة، حينما تقع عيني على المسلمين هنا وهناك، من كل جنسٍ ومن كل لون، ومن كل لغة، أجدهم في المسجد كأنهم أبناء رجل واحد، فأقول ياألله ما أعظم الإسلام، الحمدلله الذي جعلنا مسلمين، قولوها دائماً أيها الأخوة، كلما تذكرتم، الحمدلله الذي جعلنا مسلمين.
أهنئكم من صميم قلبي على هذا اللقاء الطيب، وعلى هذه العبادة المباركة، وأنا أعلم أنكم بسببنا، وبسبب أحوالنا، وظروف معركتنا، تعرضتم لمعاناة، تذكروا ان هذه المصيبة أجرتم عليها كثيراً، ولدينا بالله أمل كبير أن الجولة القادمة ستنقلب فيها الأمور رأساً على عقب، وسيُفرّج الله عنا وعنكم، بإذنه سبحانه.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا، اللهم ألطف بنا، وارزقنا الخير، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اللهم إننا نسألك أيماناً دائماً، ونسألك قلباً خاشعاً، ونسألك علماً نافعاً، ونسألك يقيناً صادقاً، ونسألك علماً نافعاً، وعملاً متقبلاً، ونسألك يا ربنا يقيناً صادقاً، عافنا اللهم وأعفو عنا، وعلى طاعتك أعنا، ومن شر خلقك يا مولانا سلمنا، أكرمنا اللهم، كن لنا ولا تكن علينا، كن لنا كما كنت لأحبابك الصادقين، للأنبياء والمرسلين، للمجاهدين والمثابرين، والطائعين والعابدين، مولانا رب العالمين، آمين اللهم آمين، آمين اللهم آمين، يا رحيم يا غفار، يا كريم يا ستار، حرم بجودك ولطفك هذه الوجوه على النار.
عباد الله، اتقوا الله، واعلموا ان الله سبحانه وتعالى يقول ( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) وأستغفر الله لي ولكم، ولوالديّ، ولسائر المسلمين، ولذكر الله اكبر، وأقم الصلاة.

خطاب
07-05-2009, 09:27 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رساله الى الحكام العرب والشعوب العربيه من اهلكم في العراق،
الورقه الاخيره في مخطط احتلال العراق
شبكة البصرة
الصابر المحتسب لقد بدئة تتبلور الصوره وتتوضح معالمها التي غابت في معترك الاحداث العظام التي واكبت احتلال وهدم البوابه الشرقيه للوطن العربي، ليندفع بعدها سيل الحقد وشرور النار المجوسيه والسموم الصهيونيه بعد ان كان ذلك الباب العظيم هو الدرع الرصين والصدام الامين الذي حفظ كرامة هذه الامه المستهدفه من اعدائها واعداء الاسلام، إن تلك البوابه العظيمه لم تكن كما كان يشاع بأنها البوابه الشرقيه للوطن العربي فحسب بل لقد كانت وكان العراق هو كل الابواب الموصده في وجه اعداء الامه بل هو قلب الامه ووجدانها وحامل همها وهمومها وحامل اوجاعها والمتألم من امراضها.
لقد كانت كما تعلمون الهجمه قويه وشديده على العراق واهله وكان اشد مافيها ان يأتيها الاذى والضرر من اهلها العرب التي ضحت بكل غالي ونفيس من اجل ان تحمي كرامتهم وممتلكاتهم وانفسهم من اعداء الامه المتربصين بهم.
عندما قام العراق ببناء قوه عسكريه وتكنلوجيه متطوره كان يعلم انه بذلك يزعج الغرب وامريكا كما ينزعج السارق عندما يرى الابواب توصد امامه لتمنعه من السرقه، لقد كان يعلم العراقيون انهم يعبرون الخطوط الحمراء المرسومه من قبل اعداء الامه عندما كانوا يبنون قوتهم العسكريه والدفاعيه عن الامه المستهدفه، ولقد ذكرى ذلك رأيسها صدام حسين رحمه الله للزعماء العرب المجتمعون أنا ذاك في العاصمه الاردنيه عمان، الملك الحسين رحمه الله وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح، لقد قال لهم اننا نجتاز الخطوط الحمراء التي خطها الغرب لنا، في صناعاتنا العسكريه هذه التي نريد منها ان تحمي الامه من اعدائها، وقد كان يضن ان اخوانه سوف يحمون ظهوره، الا انه شائت الاقدار ان يأتينا العدوا من ظهورنا ومن بين ظهرانينا ويأتينا من حيث لم نحتسب،
ولازلت اذكر برنامج امريكي كنت اراقبه ايام دخول العراق الكويت يدعى نايت لاين يقدمه الصحفي الامريكي المشهور تيد كبل وقد استضاف احد كبار القاده العسكريين في الجيش الامريكي ليسأله ما الذي يمكن عمله لأخراج الجيش العراقي من الكويت فأجاب بكل مراره بأن ليس هناك من شيئ يمكن فعله لاخراج العراقيين من الكويت، وبعد ملحى من مقدم البرنامج لضيفه لايجاد اي سيناريوا او طريقه تمكن امريكا من استرجاع الكويت، فأجاب الخبير العسكري ان لاامل الا في وجود نصف مليون جندي امريكي على الارض على حدود العراق تتدرب على طبيعة الارض والمناخ لمدة لا تقل عن ستة اشهر لكي يتمكن الجيش الامريكي على التأقلم والاستعداد لكي يستطيع الهجوم على العراق وتحقيق نجاح على القوه العراقيه، فعندما سمعت ذلك حينها ظننت ان لا حيلة للامريكان في التغلب على العراق، ولم يخطر ببالي ولو للحظه انهم سوف يأتوننا من قلب ارض العرب ارض الجزيره العربيه، وان اهلنا سيمكنونهم منا رغم كل الخلافات التي بين قادتنا وذلك لن امر كهذا يستحيل ان يحصل بين اهل البيت الوحد كما يستحيل ان يسلم الولد اباه الى عدوه او الاب ولده مهما كان الخلاف بينهما لان في ذلك هلاك للطرفين بغض النظر عن عمق الخلاف الذي بينهم لان ذلك ضد الاخلاقيات والاعراف والمنطق والحكمة والدين، إلا انه حصل ما حصل ولا اريد ان نرجع الى الماضي ونبكي عليه لان ذلك لن يفيد بشيئ إلا ان الاستفاد قد تكون في اخذ العبره مما ألآ الامر اليه وهذا هو المفيد من ذكر هذه القصه، المهم ان هذه البوابه العظيمه لم تفتح الا من قبل اهلها ولولا ذلك لما استطاعة قوه الارض كلها من فتحها إلا ان يشاء الله،
ولقد رأينا ما حصل لهذه الامه من ذل واهوان بعد هتك سترة هذه الامه بفتح بوابتها لقد هان امرها وقل شانها واستبيحت دمائها واصبحت مطية لكل من يريد ركوبها ولا حول ولا قوة لها.
أذاً لا بد الان من صد الابواب وأصلاح الصدع لنوصد الابواب بوجه اعداء الامه، فالنخرج العدو من حيث اتى ولنغلق البواب التي فتحت ولنلملم الجراح التي فتقت،
فالقد اُخذنا من جهة تفرقنا واختلافنا، فلننسى خلافاتنا واختلافنا ولنلملم جرحاتنا ولنداوها بالحكمة والاتعاض بما مضى وما حال اليه امرنا،
ولقد اعجبتني كثيرا حكمت وموعظة الاخ الكبير والاستاذ الفاضل الدكتور صلاح المختار حين دعا في مقالته، "ملاحظات حول موقف البعث والمقاومه من الانظمه العربيه"، الى طي الخلافات العربيه العربيه والخلافات التي بين الشعوب العربيه وحكامها وان تلتقي الشعوب وحاكميها على صد الابواب بوجه العدوا الذي يريد تقسيم وتقزيم هذه الامه لكي لا تقوم لها قائمه بعد اليوم ولقد كانت دعوته موفقه وحكيمه للاحزاب المعارضه وللكتاب وللسياسيين والمثقفين بأن يكونوا حكماء في معالجة امراض الامه وأن لا يتركوا الرأس يقطع وهم مشغولون في معالجة الاطراف فأذا انقطع الرأس فلا يفيد إن صلحت الاطراف ام فسدت، وأن لا يكونوا في عملهم في اصلاح الاطراف ان يقطعوا الرأس، وعليه فلا تمكنوا العدوا ان يفعل بمصر والسعوديه والاردن واليمن ووووو ما فعله في العراق، فعندها تكون الامه قد ماتت فلا يهم حينها من يحكمها وكيف توجهاته السياسيه والاقتصاديه، واوضح ان كل المقاومه العراقيه ليس لها اي عداء مع الحكومات العربيه رغم كل ما حصل وذلك لتفهمهم سلم الاوليات وانا مصلحة الامه فوق كل شيئ. (أرجوا الرجوع الى مقالته المنشور في 5-5-09 في شبكة البصره) (http://www.albasrah.net/ar_articles_2009/0509/mukhtar_040509.htm)

اذا فعلى حكام الامه وشعوبها ان يصطلحوا ويفيقوا للامر العظيم الحادق بهم، وليعلموا جميعا ان طريق اخراج العدوا يكون من حيث اتى وان ظمان عدم عودته تكون بصد الابواب التي جاء منها، وهذا يستدعي الوقوف الصادق والصارم مع العراق ومقاومته الجباره التي اوقفت اطماع عدوكم واحلامه في الوصول اليكم فعقرة بطنه من ان يلتهمكم وكسرة رجليه قبل ان يصل أليكم فشدوا على عضد مقاومته وخذوا بيده فهو امل الخلاص لكم من الكابوس الامريكي الصفوي الصهيوني ومما يحاك ضدكم فلا تلهكم الامال والوعود من السيد جيت وزير الدفاع الامريكي بانه سوف لن يتأمر عليكم ويضحي بعلاقاتكم الحميمه معه وبكل ماقدمتموه له ليرضوا عنكم فلن يرضوا عنكم إلا ان تتبعوا ملتهم وهذه نصيحت ربكم لكم، إن الصفقه التي تخافون ان تعقد بين حكام فارس وتل ابيب وواشنطن قائدة التحالف الغربي قد احيكت من اول يوم فتحتم الابواب لهم ليدخلوا عاصمة الرشيد، وان كل ما يجري الان هو خلافات شكليه وتفاصيل تقاسميه وحصص نفعيه وليس خلافات جوهريه او استرتيجيه، فالاتفاق واقع فلا تلهكم الاماني ويوقفكم الوهن عن الاسراع في لم الصف والالتفاف الى مقاومتكم البطله من اسود العراق الاشاوس الذين اذاقوا عدوا الامه ذل الهوان والهزيمه والذي جعل عدوه يعترف ان لا قبل له في الانتصار عليه عسكريا ، فلتجئ الى السياسة والمكر والاحلاف، فلا تضيعوا العراق فتضيعوا وتذهب ريحكم وتصبحوا دويلات وشيع تقتل بعضكم بعضا وترجع السياده للروم والفرس وتصبحوا ضيعا صغيرةً تباع وتهدا من هذا لذاك كما كنتم قبل ان يأتيكم نور الهدى خير الورى سيدنا وحبيبنا محمد ابن عبد الله الهاشمي القريشي العربي الذي جمعنا الله على نور هداه من جديد بعد ان كنا للروم والفرس عبيد.
فلا ترجعوا للذل بعد ان اعزكم الله بهذا الدين وجعلكم اسياد الارض واعزتها، فلا ترجعوا للكفر بعد الهدى ولا للضعف بعد القوه، فأن رب العزة لازل يذكركم في كتابه العزيز الذي هو بين ظهرانيكم تتلونه اناء اليل والنهار ويقول اعز القائلين (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها،كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون).

وأحب ان اذكر هنا بشيئ لتلتئم الجراح وتصفوا النفوس وتلتحم العزائم والارادات لدحر اعداء الامه، ان اهلكم في العراق الجريح هم كما عهتموهم ليسوا فقط ذوا عزم وشده واباء ولكن ذوا رحم وحكمه واناة وتبصره ايضا، فرغم كل الجراح فأن قلوبهم لا تحمل الضغينة عليكم فهم اولوا بصيره يعلمون ان مهما تباعدة اجزاء الجسد الواحد فان ضرر احداها هو ضرر وألم لها جميعاً، ولقد رأيتم تسارع الجيش العراقي الى ساحات القتال في حرب ال 73 في الدفاع عن دمشق رغم الخلاف الذي كان بينه وبين حكام دمشق واندفاع طياريه بطائراتهم لحماية الجيش المصري البطل في هجومه على العدو الصهيوني و تحطيمه لخط بارليف في صحراء سيناء، ولقد رأيتموه وهو في حصاره المميت يتقاسم الخبز مع اخوانه في فلسطين الحبيبه، وقد رأيتموه يتألم ويتعصرُ حزنا على ما اصاب اهل غزه من عدوان غاشم من بني صهيون ، رغم الجرح الذي به فقام بعمليات ضد عدوهما في العراق وجعلها هدية وثأرا لاخوانه في غزه وتبرعت نساء مجاهديه بأسورتهن وبكل ما يملكن وهن في امس الحاجة اليه الى السيد خالد مشعل لنجدة اخوتهم في غزه رغم ان خالد مشعل يضع يده مع عدوهم ايران التي تقتل في ابنائه كل يوم وذلك لانه يعلم ان جرحهم واحدى وان الرأس لا يمكن ان يتخلى عن الاطراف، وأواكد كذلك لاخوننا في الكويت انهم اذا تعرضوا لأذى لاسامح الله فأنهم سيجدون اهل العراق اول من يدافع عنهم ويحمي حماهم رغم كل ما جرى من فتنة وخلاف بينهما وان العراقيين يفضلون ان يحكم ال صباح الكويت من ان يحكمها الفرس المجوس وانتم تعلمون هذا جيدا ولكني اقوله للذكرى، وأنه لا سامح الله اذا نسى الكل طنب الكبرى والصغرى وابو موسى فلن ينسى العراق تلك الجزر العربيه الخليجيه في خليجنا العربي، فنحن لا نقول هذا من موقف ضعف او ممالقه فأنتم تعرفون اننا حاربنا عدونا ونتصرنا عليه وكسرنا شوكته واحبطنا طموحه وليس لنا معين الا الله الواحد القهار، ولقد رأيتم كل المقاومات العراقيه الاصيله رغم كل ضروفها الصعبه لم يدعوا يوما أحد منهم الى معاداتكم او محاربتكم لانها تعلم ان عدوا الامه واحد ومصيرها واحد وان العدوا اذا فلت من يدها سالما جائكم بعدده وعتيده ليقطع اوصالكم ويستحيي نسائكم، لذا فهذه المقاومه لكم ومعكم فشدوا الوزار وضعوا ايديكم بأيديهم وقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل فهو نعم المولى ونعم النصير، والى صفحة جديده مشرقه في تاريخنا نضيفها الى تاريخنا المليئ بالامجاد والانتصارات ولنمحوا صفحات الذل والخنوع، وليسجل لنا التاريخ صفحة مجد وانتصارات تعلوا فوق صفحات الخيانه والغدر التي تحيكها اعداء الامه ومجرمي العصر، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

شبكة البصرة
الاربعاء 11 جماد الا