المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيش الاسلامي في العراق



خطاب
05-05-2009, 08:56 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ







الجيش الاسلامي في العراق








رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما








الفرصة الذهبية لإنهاء المهمةِ









شبكة البصرة




بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله الحقِ المبينِ والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ والنبيينَ كافةً أما بعد:



فقد قامت طائفةٌ من الأمريكيين بنسجِ خُرافةٍ سَمَّوْها الإرهابَ يغيّرون دَلالَتَها متى شاءوافشنُوا حربَهم القذرةَ على العراقِ بناءا على أكاذيبَ ومغالطاتٍ للسيطرةِ على مصادرِ الطاقةِ وحفظِ أمنِ إسرائيلَ وفقَ مشروعِ الشرقِ الأوسطِ الكبيرِ فوضَعوا أمريكا في وضعٍ ضَيقٍ خَطيرٍ وكانت النتيجةُ؛ عراقياً:




تحويلَ بلدٍ اشتهرَ بالتعايشِ السلمي بين أبنائه والتقدمِ العلمي وانعدامِ الأميةِ ومجانيةِ الصحةِ والتعليمِ إلى بلدٍ مُمَزقٍ مُتخلفٍ مُخيفٍ، قَتلَ الاحتلالُ والمليشياتُ الطائفيةُ 4% من الشعبِ العراقي ورَمّلوا 8% من نسائِه ويتّموا 16% من أبناءِه وهجّروا 15% من أهلِه واعتقلوا ما يزيدُ على 2% وهربَ أكثرُ من 40% من الكفاءاتِ وأساتذةِ الجامعات خارجَ البلد وتعرّضت 84% من الجامعاتِ للسلبِ والنهبِ ووصلت نسبةُ الأميةِ إلى 30%، و76% لا يحصلون على مياهٍ صحيةٍ و54% من الأسرِ تعاني الفقرَ وتَخطت نسبةُ البطالةُ ألـ 50% مع فسادٍ مؤسسيٍ ليكونَ العراقَ المنافسَ الأبرزَ للفوزِ بالمرتبةِ الأولى للفسادِ الإداري في العالم، وتَمّ تدميرُ البيئةِ وتحويلُ بلادِ الرافدينِ إلى بلدٍ مستوردٍ لا يُنتِجُ شيئا، وانتشرتِ المخدراتُ في الشوارعِ زمنَ ديمقراطيةِ بوش بعدَ أنْ كان العراقُ خالياً منها، وتَردى الوضعُ الأمنيُّ وتَفشّت عملياتُ الخطفِ والابتزازِ وعُملَ على تمزيقِ نسيجِه الاجتماعيِ وتغييرِ منظومَتِه الديموغرافيّة والنسبِ السكانيّة فنسبةُ السنةِ العربِ لا تقل عن 42% قامت مراكزُ دراساتٍ عندَكم اخترقَها الجلبيُّ والموالونَ لإيران بتمريرِ كذبةٍ مفادُها أنّ نسبةَ السنةِ العربِ 20% فما الذي كانوا يودّون فعلَه بـالـباقي؟ وحُصِرت نسبتُهم في مؤسسات الدولة بـ 6%.




كما قامت إدارةُ بوش بحلِ الجيشِ واستبدلتْه بقواتٍ وأجهزةٍ أمنيةٍ طائفيةٍ فاسدةٍ لا تَمتُ للمهنيةِ بصلةٍ وفَرَضَت دستوراً مشوَّها لتمزيقِ البلدِ وتفريقِ شعبِه، وحلَّت مؤسساتِ الدولةِ وأَنشأت عمليةً سياسيةً طائفيةً أنتجت حكومةً مواليةً لإيران تأتمرُ بأمرِها وبعضُ قادتِها إيرانيو الأصلِ والولاءِ. وفي مشهدٍ سياسي قاتمٍ؛ اجتمع في المالكي دكتاتوريةُ الحكمِ والتعصبُ الطائفيُ يدعي المصالحةَ ويستفردُ بالسلطةِ، إرتكَبَت في ظلّهِ المليشياتُ الطائفيةُ التي كان يقودُ بعضَها أبشعَ الجرائمِ بمباركةِ قواتٍ أمريكيةٍ، كما ألبسَها ثياباً حكوميةً ليتَستَّر على جرائِمِها السابقةِ ويُسهّلَ لها ارتكابَ المزيدِ بصورةٍ رسميةٍ، فالمشروعُ الصفويُ الذي مشى ببحرِ الدماءِ السُّنيّةِ يُقنَّنُ اليوم بقوانينِ الدولةِ ويُحمى بقواتِها الرسمية.




ووصلت أوضاعُ حقوقِ الإنسانِ إلى أسوأِ أحوالِها، وأصبحَ التعذيبُ مُمَنهَجا وظاهرةً عاديةً عندَ الاحتلال والحكوماتِ التي نصّبَها وامتلأت السجونُ المعلنةُ والسريةُ الرهيبةُ بالأبرياءِ الذين أُخِذَ أكثرُهم غَدْرًا وَالغَدْرُ حَرامٌ فِي جميعِ المِللِ والشَّرائِعِ وأمضى بعضُهم فيها سنواتٍ دونَ تهمةٍ أو محاكمةٍ، وآخرونَ قَضَوا نحبَهم قتلاً أو من آثارِ التعذيبِ في السجونِ العراقيةِ والأمريكيةِ، وأبو غريب والجادريةُ شاهدان، هذه بعضُ الثمارِ الخبيثةِ للاحتلالِ.




وأمريكيا: فقد انهارَ القطبُ الأوحدُ الذي عملت له أمريكا عقودا، وخسرَت مكانتَها العالميةَ وتدهورَ اقتصادُها بل وقعت في شِراكِ أزمةٍ ماليةٍ ستبقى تداعياتُها لمدة طويلة وتمردت عليها دولٌ ولم تستطعْ نصرةَ حلفائِها، وأنفقَت بحرا من أموال دافعي الضرائبِ ذهبت هدرا كانت البرامجُ العلميةُ والأمنُ الإنسانيُّ والسلمُ العالميُ والحفاظُ على البيئةِ أولى بها، وسُرقت الملياراتُ من أموالِ إعادةِ الإعمارِ في أكبرِ عمليةِ احتيالٍ في العصرِ الحديثِ بالتنسيقِ بين قادةِ المنطقةِ الخضراءِ، فالشركاتُ الأمريكيةُ الكبرى هي التي احتلت الدولَ وأسقطت الأنظمةَ لإبقاء تدفقِ الثرواتِ إلى جيوبِ تجارِ الحروبِ ومصاصيِ الدماءِ في هذه الشركات.




وتجاوزَ عددُ القتلى من القواتِ المحتلةِ أربعينَ ألفا وعددُ الجرحىتجاوزَ التسعينَ ألفا، ومن نجا من ذلك لم ينجُ من الجنونِ والهوسِ وأنواعِ الأمراضِ التي نتيجتُها الانتحارُ، في حصيلةٍ لم يسجِّلْها الجيشُ الأمريكيُ مِن قَبلُ، إنه وضعٌ مرعبٌ.




ولا يزال الأمنُ القوميُ الأمريكيُ مهددا، والعالمُ أكثرَ خوفا ورعبا والانفجاراتُ في كل مكان ويزداد ذلك يوما بعد يوم، وغدت مصالحُ أمريكا نهبا وتهديدُها مغنما يستهوي دولا وأفرادا، وتعثّرت سياستُها في ملفاتِها الرئيسةِ ابتداءا من أفغانستانَ إلى دارفورَ مرورا بإيرانَ وباكستانَ والعراقِ وفلسطين، وهُزمَ البوشيونَ في انتخاباتِ النوابِ والشيوخِ ومِن ثَمّ الانتخاباتُ الرئاسيةُ، وكانت ضرباتُ المقاومةِ هي السببُ الأكبرُ في ذلك حيثُ صوّتَ الشعبُ للانسحابِ والتغيير.




سيدَ البيت الأبيض:



إن غرورَ وغباءَ الإدارةِ السابقةِ التي أعلن رئيسُها في مثلِ هذا اليومِ من العامِ الأولِ للاحتلالِ انتهاءَ المهمةِ في العراقِ هو الذي منح إيرانَ نفوذا قد يمكنها من الهيمنةِ على منابعِ النِفطِ دونَ أن تخسرَ دولاراأو ترميَ طلقةً، فلابد من التغييرِ، وإن السبيلَ الأمثلَ للخروجِ من "المستنقعِ العراقيِ" لايكونُ بالترقيعِ بل بتغييرِ السياسةِ الأمريكيةِ في العراقِ، ومن أهمِّ ذلك إصلاحُ الأخطاءِ العظمى التي ارتكبتْها إدارةُ بوش ونقضِ العمليةِ السياسيةِ "الطائفيةِ العرقيةِ" الحاليةِ وتركِ قيادةِ البلد لأهله الأصلاء، علما أن مستشاريك ومساعديك يَرون أن العمليةَ السياسيةَ في العراقِ منذُ نَيسان 2003 خاطئةٌ تماما ولا يمكن ترميمُها أو ترقيعُها وأن الحلَ الأمثلَ لها يكمن في إلغائِها تماما، فالتخوفُ من ذلك ليس في محلِّه، وإن الذين دافعوا عن دينِهم وبلادِهم وحقوقِ شعبهم هم أصحابُ الحقِ في تقريرِ مصيرِ بلادِهم دون من شارك بتدميرِ البلادِ وقتلِ العبادِ.




لقد شهد العقدُ الأولُ من هذا القرنِ انتكاسا هائلا للقيم الإنسانية وانكشافا لزيفِ ما نادى به الأمريكانُ في أدبياتِهم وخطاباتِهم، بل اكتسبت أمريكا كراهيةَ شعوبِ العالمِ شرقِها وغربِها، وما قام به (سي آي إيه) من عملياتٍ سريةٍ وغيرِ شرعيةٍ كاختطافِ المدنيينَ وتعذيبِ المُحتَجَزينَ والتنصتِ على الناسِ والتورطِ في فضائحَ منافيةٍ للقانونِ والأخلاقِ، وتهريبِ المخدراتِ بالتعاونِ مع عصاباتِ إنتاجِها حتى انتعشت زراعةُ الحشيشِ وتضاعفَت سبعَ مراتٍ في أفغانستانَ خلالَ الاحتلالِ الأمريكي، يوضحُ الفسادَ العظيمَ في أهمِ جهازٍ حساسٍ عندكم، استغل المسئولون مراكزَهم في قضايا (محاربة الإرهاب) و(إعادة الإعمار) وغيرها، فتجاوزوا القوانينَ الأمريكيةَ والقيمَ الإنسانيةَ، ولطّخوا مؤسساتِهم بالكثيرِ من الدماءِ والأوساخِ والآثامِ والجرائمِ، وإن من الخطواتِ الإيجابيةِ في هذا المسارِ إعلانَكم عن عدمِ استخدامِ التعذيبِ في الاستجوابِ، وتغييرَ اسمِ محاربةِ الإرهاب والسعيَ لإغلاقِ غوانتنامو، ونرجو أن يكون هذا تغييرا في الحقيقة والمضمون وليس في الاسم والشكل فقط.




إن من الضروري متابعةَ ملفاتِ (سي آي إيه) وعملياتِ التعذيبِ وملفاتِ حقوقِ الإنسان والأموالِ المسروقةِ، وأن تطالَ المسئولين الأمريكيين والعراقيين على حدٍ سواء، وما أعلنه وزير العدل مؤخرا خطوةٌ في الاتجاهِ الصحيح.




وإننا نؤمنُ أن عدلَ اللهِ سبحانه وتعالى سيلاحقُ المجرمينَ ولن يُفلتوا من العقوبةِالدنيويةِ والأخرويةِ، ونؤمنُ أنه كُلَّمَا كَثُرَت المظالمُ عِندَكُم كانَ أعظمَ لِغضَبِ اللَّهِ وغضَبِ عِبادِهِ، وإن أجلَ الأمةِ القويةِ ببلوغِ الذروةِ في الظلم والطغيان، وهل تحبون أن يُقَابِلَكم المُسلِمونَ بِبَعضِ هذا؟ واللَّهُ ناصِرُهُم ومُعِينُهُم، لا سيَّما في هذهِ الأوقَاتِ التي امتَدَّت فيها الأمَّةُ للجِهادِ، واستعَدَّت للجلادِ، ورَغِبَ الصَّالِحُونَ وأولياءُ الرَّحمنِ في طاعتِهِ وتَوَلَّى قيادةَ الجهادِ أبطالٌ أولو بَأسٍ شَدِيدٍ، ظَهَرَ بَعضُ أثرِهِم وهُم فِي ازدِيَادٍ، ووَعَدَهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ أنَّهُم لا يَزَالونَ ظاهرينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، ثم فِي الأمة صالِحُونَ لا يَرُدُّ اللَّهُ دَعَواتِهِم ولا يُخَيِّبُ طلبَاتِهِم ويَغضَبُ لِغَضَبِهِم وَيَرضَى لِرضَاهُم، فَمَا يُؤمّنُكم أنَّ هَؤُلاءِ المَظلومِينَ يَنتَقِمُ لهُم رَبُّ العِبادِ والبِلادِ الذي يَنصرُ المظلومَ ويرفعُ دعوتَه فوق الغَمَامِ ويَفتَحُ لها أبوَابَ السَّمَوَاتِ ويَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ. وَنَحْنُ إذَا رَأينا مِنْ الشعب الأمريكي مَا يَصْلُحُ عَامَلنَاهُم بِالْحُسْنَى وإِلا فَمَن بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ.




سيدَ البيتِ الأبيض:



إن دينَنا الحنيفَ الذي يعطي كلَّ ذي حقٍ حقَّه ويُحرّمُ الظلمَ بكل أنواعِه ويَكفُلُ العدلَ لكلِ البشرِ ويهدُفُ إلى نشر الخيرِ والفضيلةِ وتحقيقِ الأمنِ الإنساني والسلمِ للناسِ كافةً؛ هو الذي أوجبَ علينا مقاومةَ المُحتلِ بكلِ الوسائلِ المشروعةِ الممكنةِ والتصدي لكلِ محاولةٍ لشطبِ وجودِنا أو مسخِ هويتِنا أو سلبِ ثرواتِنا أو هدرِ حقوقِنا، فنحن ندافعُ عن دينِنا وبلدِنا ونقومُ بواجبِنا الشرعيِّ ونمارسُ حقَّنا القانونيَّ ونعتبرُ هذا شرفا عظيما وميزةً نبيلةً، ويكفي المقاومةَ ثقتُها بربِها وإيمانُها المطلقُ بعدالةِ قضيتِها واعترافُ شعبِها وأمتِها بحقها، فمصدرُ القوةِ للأممِ كونُها على حقٍ وعزمُها على العيشِ الحرِّ الكريمِ، والبلدُ الذي لا يملك حريتَه لا يعد في ميزانِ الدولِ، ومهما بلغ الحالُ فإننا ندركُ أنه ما من أمةٍ استطاعت أن تنهض إلا بعد أن تكتوي بنار الألم، وأن الصبر على المصائبِ والمصاعبِ والقتلِ والجوعِ أقل كلفةً من الصبر على الهوانِ والخضوعِ، فإذا رغبتُم في السلامِ فأزيلوا الاحتلال وأعيدوا للشعوبِ حقوقَها وسيادتَها ليكونَ الحوارُ لغةً للتفاهمِ وليس الظلمُ والعدوانُ، والذي يُهِمُّنا من قرارِ سحبِ القواتِ الأمريكيةِ أن يكون هذا الانسحابُ حقيقيا مؤكدا تاما، وأن لا تكونَ هنالك استثناءاتٌ أو تعقيباتٌ تعودُ عليه بالنقضِ، وإن استمرارَ احتلالِ العراقِ وعدمَ تحملِ المسؤوليةِ في إصلاحِ الخرابِ والهروبَ من دونِ ضمانِ تعويضِ المتضررينَ من الاحتلالِ وآثارهِ سيضاعفُ الكراهيةَ لأمريكا وستستمرُ مع الأجيالِ، وإنَّ حقائقَ التاريخِ تنصُّ على زَوالِ الاحتلالِ وهزيمةِ المحتل مهما طالَ الزمنُ، وإنَّ المقاومةَ العراقيةَ تستطيعُ أن تَقلبَ كفةَ الميزانِ في الوقتِ الذي تُريد، وقد ادخرت كثيرا من قوتِها لأيامِ الانسحابِ حيثُ تكونُ قواتُكم في أضعفِ أحوالِها ما لم يتمَّ الترتيبُ مع المقاومةِ في ذلك.




إن الاعتذارَ للشعبِ العراقيِّ والاعترافَ بحقِهِ في المقاومةِ وتسليمِ البلدِ إلى أهلِهِ يمثل أقلَّ واجباتِكم تجاهَ العراقِ، وسيضيّعُ المجتمعُ الدوليُ الكثيرَ من الوقتِ وسيتسببُ في إهدارِ الكثيرِ من الدماءِ بالاعتمادِ على أباطرةِ الحروبِ وتُجارِ الفسادِ قبلَ أن يجدَ نفسَه في النهايةِ أمامَ الأمرِ الواقعِ؛ وهو ضرورةُ التعاملِ مع المقاومةِ كقوةِ تَحررٍ هي الأقدرُ على بناءِ مشهدٍ سياسيٍ عادلٍ بعيدٍ عن ثقافةِ الطائفيةِ والإقصاءِ.




سيدَ البيتِ الأبيض:



إن الأمةَ الإسلاميةَ تمتلك أكثر من 60% من مصادرِ الطاقةِ في العالمِ ولديها إمكاناتٌ عظيمةٌ وعناصرُ قوةٍ تؤهلُها لتكونَ شريكا أساسيا في تشكيلِ صورةِ العالمِ وصناعةِ مستقبلهِ وإقامةِ علاقاتٍ طبيعيةٍ وفقَ المصالحِ المتبادَلةِ مع شعوبِ العالمِ جميعا لتحقيقِ الأمنِ الإنسانيِّ، ونحن لا نتبنى المعادلةَ الصفريةَ، فندعوك والشعبَ الأمريكيَّ -إن كانت هنالك وقفةٌ عادلةٌ لمصلحةِ البشريةِ كلِّها- إلى إعادةِ التوازنِفي العلاقات الدولية على أسسٍ عادلةٍ، وأن تّختطَ لنفسِها خِطةً جديدةً لتأمينِ مصالحِها الحيويةِ المشروعةِ في عالمِنا العربيِّ والإسلاميِّ تعتمدُ المصالحَ المتبادَلةَ واحترامَ الآخرينَ وإعادةَ الحقوقِ إلى أهلها ورفعَ الظلمِّ الناتجِ عن سياساتِها الخاطئةِ في جميعِ الأصعدةِ، وأن تنظروا بميزانِ العدلِ إلى مصالحِ الشعوب وآمالِها المشروعةِ وأن لا تنتهكوا مصالحَ أمتِنا، وأن تتعاملوا مع القوى الحقيقيةِ التي أفرزتْها الظروفُ الدوليةُ، فقد مضى زمنُ البيادقِ التي كنتم تحركونها لضمانِ مصالِحِكم، وظهرت قوةٌ جديدةٌ استطاعت أن تستقطبَ حولهاَ الشارعَ العربيَ والإسلاميَّ وتحركّه وفقَ أهدافِها واستراتيجياتِها للخروجِ من الأزمةِ وبناءِ مجتمعٍ فاضلٍ مزدهرٍ.




وَنَحنُ قَومٌ نُحِبُّ الخَيرَ لِكُلِّ أحَدٍ؛ وإِنَّ أعظَمَ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِهِ نَصِيحَةُ خَلْقِهِ وَبهذا بَعَثَ اللَّهُ النبيّينَ وَالمُرسَلِينَ وَلا نَصِيحَةَ أعظمُ مِن النَّصِيحَةِ فِيمَا بَينَ العَبدِ وَبينَ رَبِّهِ؛ فَإِنَّهُ لا بُدَّ للعبدِ من لقَاءِ اللَّهِ تعالى ولا بُدَّ أنَّ اللَّهَ يُحاسِبُ عَبدَهُ كما قَالَ تعَالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)، وأمَّا الدُّنيَا فَأمرُها حقِيرٌ وكبِيرُها صغِيرٌ، وغايةُ أمرِها يَعودُ إلى الرِّياسةِ والمالِ، وغايةُ ذِي الرِّياسةِ أن يَكونَ كفِرعَونَ الذي أغرَقَهُ اللَّهُ فِي اليَمِّ انتقَاماً مِنهُ، وغايةُ ذِي المالِ أن يَكونَ كقارون الذي خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأرضَ فهوَ يَتَجَلْجَلُ فيها إلى يَوم القِيَامَةِ لمَّا آذَى نَبِيَّ اللَّهِ مُوسَى عليه السلامُ، وهذهِ وصايا المسِيحِ وَمَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ الْمُرسَلِينَ عليهم السلامُ كُلُّهَا تأمُرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَالتَّجرُّدِ للدَّارِ الآخِرَةِ. وَلَمَّا كانَ أَمرُ الدُّنْيَا خَسِيساً فإنَّ أَعظمَ ما يُهدَى لِعَظِيمِ قَومِهِ المُفاتَحَةُ فِي العِلْمِ وَالدِّينِ وِالمُذاكرَةُ فِيمَا يُقَرِّبُ إلى اللَّهِ، والكلامُ فِي الفُروعِ مبنيٌّ على الأصُولِ، وقد أطبَقَت العُقَلاءُ على الإقرارِ بفضلِ دِين الإسلام وأنَّهُ لَم يَطرُق العالمَ دِينٌ أَفضَلَ مِنه، وقَامَت البَرَاهِينُ عَلى وُجُوبِ مُتابَعَتِهِ، وَأَنتُم تعلمونَ أنَّ دِينَ اللَّهِ لا يكونُ بِهَوى النَّفسِ ولا بِعَادَاتِ الآبَاءِ وإِنَّمَا يَنظرُ العَاقِلُ فِيمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُلُ فيُعبدُ اللَّهُ تعَالى بِالاعتِقَادِ الصَّحِيحِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ وإنْ كانَ لا يُمكِنُ الإِنسَانُ أنْ يُظهِرَ كُلَّ مَا في نَفسِهِ لِكُلِّ أحَدٍ، فَيَنتفِعُ هُوَ بِذَلِكَ القَدْر، وإن تحقيقَ عبوديةِ الله وتوقيرَ الأنبياءِ ونشرَ العدلِ وردَّ الحقوقِ والابتعادَ عن الظلمِ والجريمةِ هي أكبرُ الضماناتِ لتحقيقِ الأمنِ القوميِّ الأمريكيِّ وأمنِ العالمِ، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).




سيدَ البيتِ الأبيض:



إن مسئوليتَكم الإنسانيةَ والأخلاقيةَ توجبُ عليكم الوقوفَ مع الشعوبِ المظلومةِ، ونحن إذ ننظرُ بعينِ الترقبِ لقراراتكم وتصريحاتِكم وكذا خطابِكم في البرلمانِ التركي نرى أنكم في أولِ الطريق فلا تتخلوا عن وعودِكم للأمريكيين وللناس الآخرين، واللَّه تعالى يَقُولُ: (فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وقد طالبتُم تركيا بأن تصطلحَ مع تاريخِها لحادثةٍ لم تثبُتْ، فنحن نطالبُ أمريكا بأن تصطلحَ مع حاضرِها الذي ملأ الأرضَ ظلما. وإن غَرَضِي مُخَاطَبَتُكُم بِالَّتِي هيَ أحسَنُ للمُعاونةِ على النَّظَرِ فِي العِلمِ واتّباعِ الحَقِّ وفِعلِ ما يَجِبُ. فَإِنْ كانَ عِندَكم مَنْ تَثقون بِعقلِهِ وَدِينِهِ فَابحَثوا مَعَهم عَن أصُولِ العِلمِ وحقائِقِ الأديانِ ولا تكونوا من المُقَلِّدِينَ الَّذِينَ لا يَسمعُونَ ولا يَعقِلُونَ؛ إنْ هُمْ إلا كالأنعامِ؛ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبِيلا. وأصلُ ذَلِكَ أَنْ تَستَعينَ بِاَللَّهِ وتسألَهُ الهِدَايَةَ وَتَقُولَ: اللَّهُمَّ أرِنِي الحَقَّ حَقًّا وأعِنِّي عَلَى اتِّبَاعِهِ، وأرِنِي الباطِلَ باطلاً وأعِنِّي على اجتنَابِهِ، وَقُل: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبرِيلَ وميكائيلَ وَإسرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرضِ عَالِمَ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ أنتَ تَحكُمُ بَينَ عِبَادِك فِيمَا كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اُختُلِفَ فِيهِ مِن الحَقِّ بِإِذنِك إنَّك تَهدِي مَنْ تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ. فإن الذي يَنفَعُكم فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ شَيئانِ: أَحَدُهُمَا لكم خاصَّةً وهوَ مَعرفَتُكم بِالعِلمِ وَالدِّينِ وَانكِشَافِ الحَقِّ وَزَوَالِ الشُّبْهَةِ وَعِبَادَةِ اللَّهِ كَمَا أَمَرَ، فَهَذَا خَيرٌ لَكم مِنْ مُلْكِ الدُّنيَا بِحَذَافيرِها. وهو الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ النبيينَ أجمعين. والثَّانِي لكم ولشعبكم وَلِلمُسلِمِينَ وهو رفعُ المظالم وإنهاءُ الاحتلالِ وتَحملُ التعويضاتِ كافة وإطلاقُ سراحِ الأسرى وَالإحسَانُ إلَيهِم. فكل النبيّين يَأمُرون بِالرَّحمَةِ العَامَّةِ وَالخَيرِ الشَّامِلِ بل ما أُرسلوا إلا رحمةً للعالمين، وتعلمُ أنَّ المُسلِمِينَ أَقدَرُ على المُكافأةِ فِي الخَيرِ وَالشَّرِّ مِنْ كُلِّ أحدٍ، وَمَنْ حَارَبُوهُ فَالوَيلُ كُلَّ الْوَيلِ لَهُ، وَالرئيسُ لا بُدَّ أَنْ يَكونَ سَمِعَ السّيرَ وَبَلَغَهُ المَلاحِمُ المشهُورَةُ في قَدِيمِ الدَّهرِ وَحديثِهِ؛ وأنَّهُ ما زالَ النَّفَرُ القَلِيلُ منَ المُسلمينَ يَغلِبُ أَضعَافا مُضَاعفَةً، فَكيفَ وَقَد مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلى المُسلمينَ بكثرةِ جُيُوشِهم وبَأسِ قادتِهم وعُلُوِّ هِمَمِهِم ورغبَتِهم فيمَا يُقَرِّبُ إلى اللَّهِ تَعالى واعتقَادِهِم أنَّ الجِهادَ أفضَلُ الأعمالِ المُطَوَّعَةِ وَتَصدِيقِهم بِما وعَدهُم نبِيُّهُم به من النصرِ والأجرِ، وفي الأمة من حبِّ التضحياتِ ما لا يُدركُ فهمُه، وَالرسالةُ لا تحتَمِلُ المزيد. وَاَللَّهُ المَسئُولُ أَنْ يُعِينَ على المصلحةِ الَّتِي هِيَ عِندَه المَصلَحَةُ وأنْ ييسر مِن الأقوالِ والأعمال ما هو خَيرٌ عِندَه وَيَختِمُ بِخَاتِمَةِ خَيرٍ. وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالمِينَ، وَصَلوَاتُهُ عَلَى أنبِيائِهِ المُرسَلينَ، وَلا سِيَّمَا مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلِينَ وَالسَّلامُ عَليهِم أجمَعِينَ.




شبكة البصرة






الاثنين 9 جماد الاول 1430 / 4 آيار2009




يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس




ابن (http://www.albasrah.net/pages/mod.php?header=gen&mod=oth&sec=ahf)