صقر الهرامسه
17-04-2009, 02:31 AM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2009/04/1.jpg البنتاغون .. وفضيحة أعداد القتلى!!
وكالة حق- الهيئة نت http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3087.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#) http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3088.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#) http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3089.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#)
ها قد حل العام السابع من الاحتلال، ولا يزال ضحك البنتاغون على الذقون على أشده..حل العام السابع وخسائر الأميركان بحسب إحصائيات البنتاغون لم تصل إلى الخمسة آلاف قتيل رغم الكم الهائل من الآليات المحطمة المدمرة والمحترقة بمن فيها من جنودهم المحتلين،
ورغم عمليات القصف بالصواريخ والهاونات التي تجري يومياً دون هوادة ودون انقطاع لمقرات القوات المحتلة، ورغم عمليات القنص والاشتباكات المباشرة وغير المباشرة، ورغم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تستهدف قوات الاحتلال ورغم الهجمات المنفذة بالرمان الحراري، ورغم ورغم ورغم.. كل هذا ولم يصل العدد بعد إلى الخمسة آلاف، بل حتى الساعة الزمنية الضخمة التي نصبت في اكبر ميادين أمريكا لبيان الخسائر اليومية في الحرب، لم تشفع للبنتاغون الأميركي انتفاء صفة الكذب والتضليل التي ينتهجها، فهي تُذكر الإميركان كل يوم بان لهم خلف البحار البعيدة والمحيطات جنود يقتلون إلا أنها تذكر العالم اجمع وليس الإميركان فقط أن إداراتهم وبنتاغونهم ليس سوى أداة كذب وتزييف للحقائق لما يجري خلف تلك البحار في بلاد الرافدين دجلة والفرات!
طالما أثارت مسألة الأعداد المتعلقّة بعدد القتلى في العراق لغطاً وجدلا واسعا وكبيراً، نظرا لارتباطها بالسياسة والرأي العام من جهة، وبمعنويات وجهوزية الجنود الأمريكيين في العراق من جهة أخرى, بالإضافة للتأثير الذي من الممكن أن يحدثه حجم هذه الأرقام على الداخل الأمريكي، وانعكاساته على السياسة الأمريكية وتوجهات الإدارة.
إن المتتبع لبيانات البنتاغون حول أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية منذ احتلال العراق وحتى الآن، سيجد مفارقات عجيبة غريبة وكذب مفضوح يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية من أجل عدوانها على العراق واحتلاله.. ويأتي نشر تلك الأرقام كنوع من ممارسة الكذب الذي تلجأ إليه الإدارة الأمريكية في وقت يؤكد فيه المسئولون الأمريكان إبتداءً من رئيسهم السابق بوش ووزير دفاعهم غيتس ومن قبله رامسفيلد، ودوائر مخابراتهم وانتهاءً بالطباخ العامل في مطعم لمعسكر من معسكراتهم في العراق أن القوات الأمريكية تتعرض باستمرار وعلى نحو شاسع لخسائر كبيرة نتيجة العمليات البطولية التي تشنها عليهم فصائل المقاومة والجهاد في العراق، فالقانون القطعي لبلاد ما بين النهرين، كان حاضرا بالمرصاد، فلم تكد شمس بغداد تنبلج في صبيحة العاشر من أبريل عام 2003، حتى بدأت بوادر مقاومة الشعب المحتل تفصح عن ذاتها، مؤكدة حضور هذا القانون من جديد، ومنغصة على قوى الاحتلال فرحتها وسعادتها باحتلالها للعراق.
وهنا لن نتحدث عن إحصائيات الجماعات والفصائل الجهادية والمقاومة على الساحة العراقية بل سندين المحتلين من أفواههم قبل غيرهم.
موقع (تي بي آر) الإخباري، وهو موقع يتابع أعداد القتلى والجرحى من الجنود الأمريكيين في العراق من خلال مقالة يعمل على نشرها وتحديثها بشكل دوري، وتكون بارزة بشكل لافت في الموقع, فقد أوضح هذا الموقع أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين فاق الـ(15000) جندي أميركي بنهاية يوم الثالث والعشرون من شهر كانون الثاني لعام 2006، أي قبل أكثر من ثلاثة أعوام من اليوم. وزاد عدد الجرحى عن (27000) جندياً أمريكياً، ولكم أن تتخيلوا حجم الخسائر اليوم.
(براينج هارينج) الإعلامي الأميركي الشهير كتب مقالة يقول فيها أن وزارة الدفاع الأمريكية تتعمد عدم الإبلاغ عن عدد كبير من قتلاها في العراق.. ويشير (هارينج) فيما بعد إلى أنه تمكن من استلام نسخ عن قوائم الشحن الخاصة بوحدة النقل العسكري الجوي للجنود الأمريكيين الذين تم نقلهم إلى قاعدة "دوفر" الجوية, وهي تظهر أن أعداد الجنود الذين تمّ شحنهم أكبر بكثير عن الأرقام الرسمية المعلنة.
كما ويؤكّد هذا الإعلامي الشهير, وهو محلل ومراسل في المجال العسكري والاستخباري, أنّه يمتلك وثيقة رسمية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية ثمّ أعادت سحبها مباشرة، وهي تشير إلى أن عدد القتلى الأمريكيين في العراق قد بلغ (10000) قتيل في الفترة الممتدة من آذار عام 2003 إلى تموز 2005م!
ولتبيان أن الإميركان يبالغون في إخفاء حقيقة الخسائر الأميركية وبشكل فاضح نورد هنا مقارنة بسيطة لإحصائيات أميركية حول الخسائر المدنية للعراقيين فقد جاء في دراسة لمجلة (لانست) الطبية الأميركية أن (655000) ستمائة وخمس وخمسين ألفاً من المدنيين العراقيين قتلوا منذ الاحتلال الأمريكي في العام 2003م مع أن الرقم تجاوز المليون بكثير في إحصائية بريطانية، رغم ذلك فأن هذا الرقم أكبر بحوالي ثلاث إلى خمس مرات من التقديرات المحافظة، وهو أكبر بحوالي 13 مرّة من تقديرات برنامج (أراك بودي كاونت)، وبالتأكيد أكبر بكثير من التقديرات الرسميّة الأمريكية (أكبر بحوالي(23 مرّة)، التي قالت إن عدد القتلى من العراقيين يقارب (30000) ثلاثون ألفاً فقط، ومن هذا المنطلق فليس من المستغرب أن تكون الأرقام الرسمية بشأن القتلى الأمريكيين أيضا غير حقيقية أو غير واقعية..
(تريبور تشارم) صحفي كتب في مقال نشر له قبل ثلاثة أعوام من اليوم بعنوان: كم عدد الأمريكيين الذين ماتوا حقيقة في العراق؟ يقول فيه (أن الإدارة الأمريكية تكذب بدون أدنى شك فيما يتعلّق بالأرقام المتدنيّة التي ينشرها البنتاغون)، ويضيف بأنه قرأ تقريراً يقول (إن عدد القتلى في صفوف الأمريكيين في العراق يزيد عن عشرة آلاف)، مشيراً إلى إن هذه الأرقام ذات مصداقية عالية بالنسبة له, لا سيما إذا أُخذ بعين الاعتبار الوثيقة الرسميّة التي كشفت جمعية المحاربين الأمريكيين القدامى الغطاء عنها مؤخرا، والتي تفيد بأن العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في حرب فيتنام يزيد بحوالي (20000) عن الأرقام الرسمية التي كانت تنشر للجمهور آنذاك، إذ أوردت الأرقام الرسمية الأمريكية سقوط (58182) أمريكياً فيما العدد الحقيقي وفق تلك الوثيقة يبلغ أكثر من (78000) جندياً أميركياً.
موقع (المختصر الإخباري) هو من بين المواقع التي تضع عدادا خاصا بعدد القتلى من الأمريكيين في العراق منذ بدء الاحتلال ولغاية اليوم، ويتم تحديث هذا العدّاد يوميا، بما يرد من أعداد القتلى اعتمادا على المصادر الإخبارية، وما تتناقله حول الخسائر الأمريكية البشرية في العراق. ويحتوي هذا العدّاد على شقين, شق خاص بأعداد القتلى من الأمريكيين التي تقع يوميا وتسجل في الخانة العلوية, والشق الثاني خاص بالمجموع الكلي لعدد القتلى الأمريكيين منذ إعلان بوش نهاية العمليات القتالية في العراق في آذار من العام 2003م.
أن عداد الموقع يشير إلى أن مجموع قتلى الأمريكيين قد بلغ يوم السبت الحادي والعشرين من آذار 2009، ما مجموعه (36422) جندياً أميركياً، وهو ما يعني حوالي تسعة أضعاف الرقم الحقيقي مقارنة بالعدد الذي أشارت إليه الجهات الرسمية الأمريكية في نفس اليوم والبالغ (4260) قتيل.
أن هذا الفارق الكبير في الأعداد، دفع بعض القراء إلى التشكيك في هذه الأرقام لحجمها الكبير مقارنة بما يتم الإعلان عنه وفق الجهات الرسمية الأمريكية. لكن، ولنقف على العدد التقديري والتقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق، وقبل ذلك علينا وضع في أذهاننا بعض القواعد الثابتة حول هذا الموضوع، منها إن الأعداد الرسمية الصادرة عن الحكومة الأمريكية أو البنتاغون لا يمكن أن تكون حقيقية، أو حتى قريبة من الحقيقة، لعدد من الأسباب منها، أن التقرير اليومي لعدد القتلى الذي يصدره البنتاغون يعتريه خلل فني, فقد تقع إصابات لا يتم تسجيلها، وذلك في الفترة التي تمتد من الانتهاء من كتابة التقرير وإلى حين نشره, وبالتالي لا ترد ضمن التقرير اليومي ولا يتم نشرها، كما أن العدد الرسمي لو كان صحيحاً، لما وُجدت ضرورة لكي تصدر وزارة الدفاع أمرا بعدم تصوير أو نقل مراسم أي قتيل أمريكي، سواء أثناء نقلهم إلى ألمانيا في المرحلة الأولى، أو عند نقلهم إلى الولايات المتحدة مباشرة، إلى جانب أن الأعداد الحقيقية لا بد وأن تؤثّر سلبا على توجهات الرأي العام الأمريكي وتخلق مناخا مناهضا للحرب بقوة، أكثر مما هو اليوم، لذلك يتم حجبها.. ثم إن المشكلة في الأرقام الرسميّة الأمريكية لا تكمن فقط في أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين والمصرح به رسميا أقل بكثير من الواقع, بل إن هذا العدد لا يشمل أيضا الجنود الذين يموتون خلال عمليات إسعافهم، أو عند نقلهم إلى مستشفيات ألمانيا أو البلدان المجاورة, كما أن هذه الأرقام لا تشمل الموظفين الأمريكيين في سلك الخارجية أو المخابرات أو المتعاقدين الأمريكيين أو المرتزقة الأمريكيين، أو حتى الجنود الذين يقاتلون في الجيش الأمريكي دون حصولهم على الجنسية، والذين يموتون في العراق نتيجة عمليات المقاومة العراقية.
إذ يقدّر تقرير لـ(رويترز)، عدد المتعاقدين المدنيين الموجودين في العراق بحوالي (140000)، يشمل المتعاقدين الذين يعملون بشكل منفصل وشخصي، بالإضافة إلى السائقين والمترجمين وأخصائيي الكهرباء والطهاة والمنظّفين وما يمكن إدراجه ضمن فئات أخرى، لدعم الجنود سواء من خلال العمل المكتبي أو عملياً، وهؤلاء لا يحسبون في عدّاد القتلى الأمريكيين الذي يصدر عن البنتاغون يومياً.
(سوزان برواير) ليست مجندة ولكن بعد أن سمعت وعلمت الكثير عن أوضاع هؤلاء الجنود انتقلت إلى واشنطن وأسست جمعية خيرية تطوعية لمساعدة الجنود المصابين العائدين من حرب العراق تقول في حديث لقناة الـ(PBC) الأميركية أن أعداد الجرحى والمرضى والمعاقين من الجنود الإميركان بلغ عشرات الآلاف، تضيف: (نشاهد طائرة النقل تحط هناك ومن ثم يخرج من مؤخرتها المرضى الذين لا تزال أنابيب المغذي مربوطة عليهم, وضعهم مزري للغاية ويحتاجون إلى الكثير من العناية لكي يبقوا على قيد الحياة. ثم تشاهد الجنود الأقل إصابة, شاهدت جنديان لا يزالان بملابس المعركة وكأنهم شحنوا رأسا من ارض المعركة، واعتقد أنهم يعانيان من كسور, لقد أنحنى هؤلاء وقبلوا الأرض ثم اتجهوا إلى المستشفى..)، كان حديث سوزان القريبة من موقع الحدث عن أعداد الجرحى والمصابين فقط أما أعداد القتلى فلا احد يعرف عنهم ولكن إن كانت أعداد الجرحى بعشرات الآلاف فما الرقم التقريبي لأعداد القتلى إذن؟!!
(مارك بنيامين) محقق صحفي، سافر إلى عدد من القواعد الأمريكية لكي يسجل كيف أن الجيش الأمريكي يحصي أعداد قتلاه، يقول: (من خلال تجوالي فقط في القواعد العسكرية أستطيع أن ألمس أن الكلفة البشرية هي اكبر من الأعداد التي اقرأ عنها.. هناك أعداد لم تضاف أبداً ؟؟ نعم لان البنتاغون يسجل الإصابات التي تحدث نتيجة القتال الفعلي، وما يتجاهل إحصائه البنتاغون هناك أكثر من 15 ألف جندي مصابون أو مرضى، ولكن البنتاغون يصنفهم على أساس حالات ليست قتالية..)، ويضيف: (إذا كان ابنك يقود سيارة همر في بغداد وعمل حادث وكسر ظهره فانه ليس جريحا حسب نظر البنتاغون .هناك الكثير من الجنود يصابون في الحوادث أو يصابون بالمرض أو الصدمات النفسية, أو السكتتات القلبية, أو النزيف من الحر, ولا يحصلون على مياه كافية, ويصابون بالجنون.. إن الأعداد الكبيرة من الجنود الذين شاركوا في حرب العراق يعودون إلى أمريكا وهم مرضى عقليا وجسديا سوف ترافقهم طيلة حياتهم, هؤلاء لم يسجلوا ضمن الأعداد السالفة الذكر).
إن معدل الهجمات للمقاومة في الأشهر الأولى من عمر الاحتلال وصل إلى 3490 هجوماً حسب ما جاء في دراسة الخبير الإستراتيجي (أنتوني كوردسمان) من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن مؤكداً كذلك أن عدد القتلى بين صفوف القوات الأمريكية هو (77) قتيلاً وعدد الجرحى هو 51 جريحاً في ذلك الوقت، وهذا عدد لا يمكن أن يصدقه عاقل، ففي العلوم العسكرية، واستناداً لما كتبه الخبراء العسكريون فإن نسبة عدد القتلى إلى عدد الجرحى في مواجهات عسكرية من النوع الذي يحدث حالياً في العراق هو واحد إلى أربعة أو واحد إلى خمسة. وهذا يعني أنه لو كان العدد 77 هو رقماً حقيقياً، فيجب أن يكون عدد الجرحى 308 جريحاً على أقل تقدير، لكن ما كان يظهر أن عدد هجمات المقاومة على قوات الاحتلال في تلك الأشهر كانت (2900) هجوم في الشهر الواحد، في حين أن معدل عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في تلك الفترة كما أعلنها البنتاغون كان (67) قتيلاً وأن عدد الجرحى كان (902) جريحاً، وهذه الأرقام تدل مرة أخرى على كذب الأعداد التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكية عن قتلاها وجرحاها في العراق حيث الواضح أن نسبة القتلى إلى الجرحى هي واحد إلى ثلاثة عشر، وهذه نسبة لا يمكن أن تكون حقيقية على الإطلاق، أضف إلى ذلك ما إذا كانت الأرقام المنشورة من قبل البنتاغون حقيقية في الأساس.
وما يؤكد كذب البنتاغون حول حقيقة أعداد قتلى وجرحى القوات الأمريكية في العراق هو ما نشر في مقال على موقع (كوكب المكيدة المؤامرة) تحت عنوان: أكاذيب البنتاغون حول وفيات الجنود في العراق، لكاتبه برايان هارنغ، يقول فيه (أن حوالي 30000 جندي قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة أو هربوا من الخدمة في الجيش بالعراق..) ويضيف برايان (أن عدد الجنود الأمريكان الذين توفوا في المستشفيات الألمانية أو في الطريق إليها قد بلغ 6210 لغاية الأول من كانون الثاني2005م ، ويضيف الكاتب قائلاً (أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت متعمدة بتقليل العدد الحقيقي للقتلى من الجنود، وأنه قد تسلّم بيانات من خدمات النقل الجوي العسكري الأمريكية تؤكد، بما لا شك فيه، أن عدد الجثث للجنود الأمريكان التي تم شحنها إلى قاعدة دوفر الجوية الأمريكية هو أكبر بكثير من عدد القتلى الذين أعلنت عنهم وزارة الدفاع، بحيث قد يصل العدد إلى حوالي أكثر من 10000 قتيل).
كما كشفت معلومات صحفية مؤخراً أن (14500) جندي أمريكي قد أصيبوا في هجمات تعرضت لها دورياتهم وقواعدهم منذ اندلاع الحرب على العراق في التاسع عشر من آذار 2003 وحتى الثالث والعشرين من شهر كانون أول 2003، أي خلال فترة تسعة أشهر فقط، في وقت كانت فيه المقاومة وفصائل الجهاد في بداية تكوينها ونشؤها.. وذكرت الأنباء كذلك أن تقريراً أمريكياً سرياً تم تسريبه في بغداد في الآونة الأخيرة ذكر أن مجموع قتلى القوات الأمريكية في مواجهات عسكرية خلال فترة قصيرة محددة بلغ (473) قتيلاً فيما لم تعترف قيادة قوات الاحتلال إلا بعدة جنود.
ونقل التقرير المذكور عن (الليوتينانت سكوت روز) من فرقة النقل العسكري الأمريكية أن فرقته وحدها قامت بنقل (3255) إصابة قتالية و(18717) إصابة غير قتالية.
صحيفة (تاجيس أنتسايجر) السويسرية ذكرت قبل عامين أن عدد الجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان بلغ (103) ألف جندي أمريكي، أغلبهم في العراق، الأمر الذي اضطر وزير قدامى المحاربين الأمريكي إلى كشف هذا العدد أمام لجنة تابعة للكونغرس ليطلب تخصيص مزيداً من الأموال لرعايتهم. علماً أن جميع الجرحى المشمولين في هذا التعداد هم من ذوي الجروح الخطيرة الذين يحتاجون إلى عناية طبية على المدى المتوسط والطويل بالإضافة إلى من يحتاجون إلى إعادة تأهيل، وبهذا يستدل أن قوات الاحتلال لا تعلن على الإطلاق عن الأعداد الحقيقية لقتلى جنودها وإصاباتهم.
أما مركز قدامى المحاربين الأمريكيين في مدينة (مورجنتاو) فقد أصدر تقريرا ذكر فيه ان أعداد الجرحى والمعاقين من الجنود والمجندات باصابات خطيرة خرجوا على إثرها من الخدمة نتيجة الحرب في العراق بلغ (48733) جندياً.. إلى جانب (12422) جندياً أصيبوا بإعاقات نفسية خطيرة وفي حالة اضطراب عقلي يمكن ان تؤثر علي حياة أسرهم بصورة خطيرة.. أما جيري هاريس، مدير المركز، فقد صرح بأن بعض المعاقين نفسياً يعانون من عقدة الزيف والاكتئاب والهلوسة والكوابيس والأرق والانفعالات السلبية الخطيرة.
حقيقة تضاف إلى سجل الحقائق التي يخفيها البنتاغون كشفت عنها هذه المرة جهات محايدة من أوساط دوائر المخابرات العسكرية الأوروبية التي أوضحت أن أمريكا غير نزيهة فيما يتعلق بالإعلان عن خسائرها الكبيرة والفادحة التي منيت بها منذ عدوانها على العراق قبل أكثر من سنتين.. وتشير دوائر الاستخبارات العسكرية في فرنسا بأن وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) تتعمد سياسة الضبابية والتضليل بما يخص الأعداد الحقيقية للقتلى الأمريكيين في العراق بسبب الضربات الموجعة والمستمرة والمتصاعدة للمقاومة العراقية التي تصفها الدوائر عينها بـ(جيش الأشباح).. وتصف تلك الدوائر طبيعة المواجهة وما يقوم به المقاومون والمجاهدون بالشكل التالي: (ما أن يضرب ويفني ويصيب عناصر الجيش الأميركي من قتل وإصابات حتى يختفي عن الأنظار مما يرغم ويضطر القوة العالمية الأعتى على ردة فعل هستيرية تلحق دمارا ما بعده دمار بالمدنيين.. كيف لا، وعقيدة الجيش الأمريكي صممت لحرب بين جيشين جرارين ولا تتناسب، بل وتتعارض وحرب العصابات التي يخوضها العراقيون ضد الإميركان، مما يجعل الهجوم الأمريكي على العراق، حربا يعتبر تحقيق أي انتصار فيها من سابع المستحيلات).
وتفيد التقارير التي بدأت تسربها دوائر المخابرات الفرنسية العسكرية بأنه يجب إعادة تقييم الأعداد الحقيقية للخسائر الأمريكية في العراق والتي تتنافى وبلاغات (البنتاغون) الرسمية حيث تتحدث التقارير المذكورة عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأميركية..
)لوكانار انشينيه) صحيفة فرنسية أشارت كذلك إلى الخسائر الفادحة التي يمنى بها المحتلون الأمريكان في العراق قائلة (أنه يجب ضرب الأرقام الأمريكية الرسمية المعلنة لخسائرهم في العراق بعشرة أضعافها ليتسنى لنا روًية حجم المأزق الأمريكي الفعلي في هدْا البلد المحتل).. وتطرقت الصحيفة الفرنسية اللاذعة إلى الخسائر التي مني بها العدو الأمريكي في العراق خلال أسبوع واحد فقط والتي وصلت وفق الناطق العسكري الأمريكي إلى 38 قتيلا مشيرة إلى أنه في حروب كالتي تخوضها أمريكا فان الخسائر المعلنة يجب ضربها بعشرة أضعاف لتتحدد لنا الفكرة الصواب عن المصاعب الهائلة التي تواجهها واشنطن في العراق. مما يحدونا بالقول - والكلام لازال للصحيفة الفرنسية - بأن القوات الأمريكية منيت في أسبوع واحد فقط بما لا يقل عن 380 جنديا ما بين قتيل وجريح ومعاق تم إخراجهم فعليا من ساحة المعركة.
وكالة (يونايتيد برس إنترناشيونال) نشرت أن سبعة عشر ألف جندي أمريكي مصاب في العراق لم يقيدوا كخسائر أو إصابات بالجيش الأمريكي، فإذا كان هذا الحرص على إخفاء الإصابات، فكيف سيكون الحال للقتلى ؟!!
أن المشروع الأنجلو - أمريكي في العراق "هوى، هو ومن يقف وراءه، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ولم يستطع قطعاً تحمل الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها يومياً ولا يزال جراء عمليات أبطال المقاومة المجاهدين.
أرض مابين النهرين، وطيلة حقب تاريخية امتدت لأكثر من خمسة آلاف عام، لم تطق غازياً، ولم تقبل بمحتل، وكانت في كل مرة تتعرض فيها للغزو، تحيل الأرض سعيراً تحت أقدام الغزاة، فارضة عليهم الرحيل قبل عودة الطيور إلى أعشاشها، فلا ينبلج صبح جديد إلا والأرض محررة، والسماء أكثر زرقة وصفاء، ولن يستطيعوا ان يحجبوا شمس حقيقة خسائرهم بغربالهم البنتاغوني.. وكفضيحة سجن أبي غريب، التي كُشفت فجأة، ستكون فضيحة عدد قتلى الأمريكان، فترقبوها فقد أزف موعد قطافها، وأن العراق لقاطفها !!
حسين المعاضيدي
3/25/2009
وكالة حق- الهيئة نت http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3087.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#) http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3088.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#) http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/3089.imgcache (http://www.haqnews.net/news.aspx?id=20373#)
ها قد حل العام السابع من الاحتلال، ولا يزال ضحك البنتاغون على الذقون على أشده..حل العام السابع وخسائر الأميركان بحسب إحصائيات البنتاغون لم تصل إلى الخمسة آلاف قتيل رغم الكم الهائل من الآليات المحطمة المدمرة والمحترقة بمن فيها من جنودهم المحتلين،
ورغم عمليات القصف بالصواريخ والهاونات التي تجري يومياً دون هوادة ودون انقطاع لمقرات القوات المحتلة، ورغم عمليات القنص والاشتباكات المباشرة وغير المباشرة، ورغم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تستهدف قوات الاحتلال ورغم الهجمات المنفذة بالرمان الحراري، ورغم ورغم ورغم.. كل هذا ولم يصل العدد بعد إلى الخمسة آلاف، بل حتى الساعة الزمنية الضخمة التي نصبت في اكبر ميادين أمريكا لبيان الخسائر اليومية في الحرب، لم تشفع للبنتاغون الأميركي انتفاء صفة الكذب والتضليل التي ينتهجها، فهي تُذكر الإميركان كل يوم بان لهم خلف البحار البعيدة والمحيطات جنود يقتلون إلا أنها تذكر العالم اجمع وليس الإميركان فقط أن إداراتهم وبنتاغونهم ليس سوى أداة كذب وتزييف للحقائق لما يجري خلف تلك البحار في بلاد الرافدين دجلة والفرات!
طالما أثارت مسألة الأعداد المتعلقّة بعدد القتلى في العراق لغطاً وجدلا واسعا وكبيراً، نظرا لارتباطها بالسياسة والرأي العام من جهة، وبمعنويات وجهوزية الجنود الأمريكيين في العراق من جهة أخرى, بالإضافة للتأثير الذي من الممكن أن يحدثه حجم هذه الأرقام على الداخل الأمريكي، وانعكاساته على السياسة الأمريكية وتوجهات الإدارة.
إن المتتبع لبيانات البنتاغون حول أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية منذ احتلال العراق وحتى الآن، سيجد مفارقات عجيبة غريبة وكذب مفضوح يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي روجتها الإدارة الأمريكية من أجل عدوانها على العراق واحتلاله.. ويأتي نشر تلك الأرقام كنوع من ممارسة الكذب الذي تلجأ إليه الإدارة الأمريكية في وقت يؤكد فيه المسئولون الأمريكان إبتداءً من رئيسهم السابق بوش ووزير دفاعهم غيتس ومن قبله رامسفيلد، ودوائر مخابراتهم وانتهاءً بالطباخ العامل في مطعم لمعسكر من معسكراتهم في العراق أن القوات الأمريكية تتعرض باستمرار وعلى نحو شاسع لخسائر كبيرة نتيجة العمليات البطولية التي تشنها عليهم فصائل المقاومة والجهاد في العراق، فالقانون القطعي لبلاد ما بين النهرين، كان حاضرا بالمرصاد، فلم تكد شمس بغداد تنبلج في صبيحة العاشر من أبريل عام 2003، حتى بدأت بوادر مقاومة الشعب المحتل تفصح عن ذاتها، مؤكدة حضور هذا القانون من جديد، ومنغصة على قوى الاحتلال فرحتها وسعادتها باحتلالها للعراق.
وهنا لن نتحدث عن إحصائيات الجماعات والفصائل الجهادية والمقاومة على الساحة العراقية بل سندين المحتلين من أفواههم قبل غيرهم.
موقع (تي بي آر) الإخباري، وهو موقع يتابع أعداد القتلى والجرحى من الجنود الأمريكيين في العراق من خلال مقالة يعمل على نشرها وتحديثها بشكل دوري، وتكون بارزة بشكل لافت في الموقع, فقد أوضح هذا الموقع أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين فاق الـ(15000) جندي أميركي بنهاية يوم الثالث والعشرون من شهر كانون الثاني لعام 2006، أي قبل أكثر من ثلاثة أعوام من اليوم. وزاد عدد الجرحى عن (27000) جندياً أمريكياً، ولكم أن تتخيلوا حجم الخسائر اليوم.
(براينج هارينج) الإعلامي الأميركي الشهير كتب مقالة يقول فيها أن وزارة الدفاع الأمريكية تتعمد عدم الإبلاغ عن عدد كبير من قتلاها في العراق.. ويشير (هارينج) فيما بعد إلى أنه تمكن من استلام نسخ عن قوائم الشحن الخاصة بوحدة النقل العسكري الجوي للجنود الأمريكيين الذين تم نقلهم إلى قاعدة "دوفر" الجوية, وهي تظهر أن أعداد الجنود الذين تمّ شحنهم أكبر بكثير عن الأرقام الرسمية المعلنة.
كما ويؤكّد هذا الإعلامي الشهير, وهو محلل ومراسل في المجال العسكري والاستخباري, أنّه يمتلك وثيقة رسمية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية ثمّ أعادت سحبها مباشرة، وهي تشير إلى أن عدد القتلى الأمريكيين في العراق قد بلغ (10000) قتيل في الفترة الممتدة من آذار عام 2003 إلى تموز 2005م!
ولتبيان أن الإميركان يبالغون في إخفاء حقيقة الخسائر الأميركية وبشكل فاضح نورد هنا مقارنة بسيطة لإحصائيات أميركية حول الخسائر المدنية للعراقيين فقد جاء في دراسة لمجلة (لانست) الطبية الأميركية أن (655000) ستمائة وخمس وخمسين ألفاً من المدنيين العراقيين قتلوا منذ الاحتلال الأمريكي في العام 2003م مع أن الرقم تجاوز المليون بكثير في إحصائية بريطانية، رغم ذلك فأن هذا الرقم أكبر بحوالي ثلاث إلى خمس مرات من التقديرات المحافظة، وهو أكبر بحوالي 13 مرّة من تقديرات برنامج (أراك بودي كاونت)، وبالتأكيد أكبر بكثير من التقديرات الرسميّة الأمريكية (أكبر بحوالي(23 مرّة)، التي قالت إن عدد القتلى من العراقيين يقارب (30000) ثلاثون ألفاً فقط، ومن هذا المنطلق فليس من المستغرب أن تكون الأرقام الرسمية بشأن القتلى الأمريكيين أيضا غير حقيقية أو غير واقعية..
(تريبور تشارم) صحفي كتب في مقال نشر له قبل ثلاثة أعوام من اليوم بعنوان: كم عدد الأمريكيين الذين ماتوا حقيقة في العراق؟ يقول فيه (أن الإدارة الأمريكية تكذب بدون أدنى شك فيما يتعلّق بالأرقام المتدنيّة التي ينشرها البنتاغون)، ويضيف بأنه قرأ تقريراً يقول (إن عدد القتلى في صفوف الأمريكيين في العراق يزيد عن عشرة آلاف)، مشيراً إلى إن هذه الأرقام ذات مصداقية عالية بالنسبة له, لا سيما إذا أُخذ بعين الاعتبار الوثيقة الرسميّة التي كشفت جمعية المحاربين الأمريكيين القدامى الغطاء عنها مؤخرا، والتي تفيد بأن العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في حرب فيتنام يزيد بحوالي (20000) عن الأرقام الرسمية التي كانت تنشر للجمهور آنذاك، إذ أوردت الأرقام الرسمية الأمريكية سقوط (58182) أمريكياً فيما العدد الحقيقي وفق تلك الوثيقة يبلغ أكثر من (78000) جندياً أميركياً.
موقع (المختصر الإخباري) هو من بين المواقع التي تضع عدادا خاصا بعدد القتلى من الأمريكيين في العراق منذ بدء الاحتلال ولغاية اليوم، ويتم تحديث هذا العدّاد يوميا، بما يرد من أعداد القتلى اعتمادا على المصادر الإخبارية، وما تتناقله حول الخسائر الأمريكية البشرية في العراق. ويحتوي هذا العدّاد على شقين, شق خاص بأعداد القتلى من الأمريكيين التي تقع يوميا وتسجل في الخانة العلوية, والشق الثاني خاص بالمجموع الكلي لعدد القتلى الأمريكيين منذ إعلان بوش نهاية العمليات القتالية في العراق في آذار من العام 2003م.
أن عداد الموقع يشير إلى أن مجموع قتلى الأمريكيين قد بلغ يوم السبت الحادي والعشرين من آذار 2009، ما مجموعه (36422) جندياً أميركياً، وهو ما يعني حوالي تسعة أضعاف الرقم الحقيقي مقارنة بالعدد الذي أشارت إليه الجهات الرسمية الأمريكية في نفس اليوم والبالغ (4260) قتيل.
أن هذا الفارق الكبير في الأعداد، دفع بعض القراء إلى التشكيك في هذه الأرقام لحجمها الكبير مقارنة بما يتم الإعلان عنه وفق الجهات الرسمية الأمريكية. لكن، ولنقف على العدد التقديري والتقريبي للقتلى الأمريكيين في العراق، وقبل ذلك علينا وضع في أذهاننا بعض القواعد الثابتة حول هذا الموضوع، منها إن الأعداد الرسمية الصادرة عن الحكومة الأمريكية أو البنتاغون لا يمكن أن تكون حقيقية، أو حتى قريبة من الحقيقة، لعدد من الأسباب منها، أن التقرير اليومي لعدد القتلى الذي يصدره البنتاغون يعتريه خلل فني, فقد تقع إصابات لا يتم تسجيلها، وذلك في الفترة التي تمتد من الانتهاء من كتابة التقرير وإلى حين نشره, وبالتالي لا ترد ضمن التقرير اليومي ولا يتم نشرها، كما أن العدد الرسمي لو كان صحيحاً، لما وُجدت ضرورة لكي تصدر وزارة الدفاع أمرا بعدم تصوير أو نقل مراسم أي قتيل أمريكي، سواء أثناء نقلهم إلى ألمانيا في المرحلة الأولى، أو عند نقلهم إلى الولايات المتحدة مباشرة، إلى جانب أن الأعداد الحقيقية لا بد وأن تؤثّر سلبا على توجهات الرأي العام الأمريكي وتخلق مناخا مناهضا للحرب بقوة، أكثر مما هو اليوم، لذلك يتم حجبها.. ثم إن المشكلة في الأرقام الرسميّة الأمريكية لا تكمن فقط في أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين والمصرح به رسميا أقل بكثير من الواقع, بل إن هذا العدد لا يشمل أيضا الجنود الذين يموتون خلال عمليات إسعافهم، أو عند نقلهم إلى مستشفيات ألمانيا أو البلدان المجاورة, كما أن هذه الأرقام لا تشمل الموظفين الأمريكيين في سلك الخارجية أو المخابرات أو المتعاقدين الأمريكيين أو المرتزقة الأمريكيين، أو حتى الجنود الذين يقاتلون في الجيش الأمريكي دون حصولهم على الجنسية، والذين يموتون في العراق نتيجة عمليات المقاومة العراقية.
إذ يقدّر تقرير لـ(رويترز)، عدد المتعاقدين المدنيين الموجودين في العراق بحوالي (140000)، يشمل المتعاقدين الذين يعملون بشكل منفصل وشخصي، بالإضافة إلى السائقين والمترجمين وأخصائيي الكهرباء والطهاة والمنظّفين وما يمكن إدراجه ضمن فئات أخرى، لدعم الجنود سواء من خلال العمل المكتبي أو عملياً، وهؤلاء لا يحسبون في عدّاد القتلى الأمريكيين الذي يصدر عن البنتاغون يومياً.
(سوزان برواير) ليست مجندة ولكن بعد أن سمعت وعلمت الكثير عن أوضاع هؤلاء الجنود انتقلت إلى واشنطن وأسست جمعية خيرية تطوعية لمساعدة الجنود المصابين العائدين من حرب العراق تقول في حديث لقناة الـ(PBC) الأميركية أن أعداد الجرحى والمرضى والمعاقين من الجنود الإميركان بلغ عشرات الآلاف، تضيف: (نشاهد طائرة النقل تحط هناك ومن ثم يخرج من مؤخرتها المرضى الذين لا تزال أنابيب المغذي مربوطة عليهم, وضعهم مزري للغاية ويحتاجون إلى الكثير من العناية لكي يبقوا على قيد الحياة. ثم تشاهد الجنود الأقل إصابة, شاهدت جنديان لا يزالان بملابس المعركة وكأنهم شحنوا رأسا من ارض المعركة، واعتقد أنهم يعانيان من كسور, لقد أنحنى هؤلاء وقبلوا الأرض ثم اتجهوا إلى المستشفى..)، كان حديث سوزان القريبة من موقع الحدث عن أعداد الجرحى والمصابين فقط أما أعداد القتلى فلا احد يعرف عنهم ولكن إن كانت أعداد الجرحى بعشرات الآلاف فما الرقم التقريبي لأعداد القتلى إذن؟!!
(مارك بنيامين) محقق صحفي، سافر إلى عدد من القواعد الأمريكية لكي يسجل كيف أن الجيش الأمريكي يحصي أعداد قتلاه، يقول: (من خلال تجوالي فقط في القواعد العسكرية أستطيع أن ألمس أن الكلفة البشرية هي اكبر من الأعداد التي اقرأ عنها.. هناك أعداد لم تضاف أبداً ؟؟ نعم لان البنتاغون يسجل الإصابات التي تحدث نتيجة القتال الفعلي، وما يتجاهل إحصائه البنتاغون هناك أكثر من 15 ألف جندي مصابون أو مرضى، ولكن البنتاغون يصنفهم على أساس حالات ليست قتالية..)، ويضيف: (إذا كان ابنك يقود سيارة همر في بغداد وعمل حادث وكسر ظهره فانه ليس جريحا حسب نظر البنتاغون .هناك الكثير من الجنود يصابون في الحوادث أو يصابون بالمرض أو الصدمات النفسية, أو السكتتات القلبية, أو النزيف من الحر, ولا يحصلون على مياه كافية, ويصابون بالجنون.. إن الأعداد الكبيرة من الجنود الذين شاركوا في حرب العراق يعودون إلى أمريكا وهم مرضى عقليا وجسديا سوف ترافقهم طيلة حياتهم, هؤلاء لم يسجلوا ضمن الأعداد السالفة الذكر).
إن معدل الهجمات للمقاومة في الأشهر الأولى من عمر الاحتلال وصل إلى 3490 هجوماً حسب ما جاء في دراسة الخبير الإستراتيجي (أنتوني كوردسمان) من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن مؤكداً كذلك أن عدد القتلى بين صفوف القوات الأمريكية هو (77) قتيلاً وعدد الجرحى هو 51 جريحاً في ذلك الوقت، وهذا عدد لا يمكن أن يصدقه عاقل، ففي العلوم العسكرية، واستناداً لما كتبه الخبراء العسكريون فإن نسبة عدد القتلى إلى عدد الجرحى في مواجهات عسكرية من النوع الذي يحدث حالياً في العراق هو واحد إلى أربعة أو واحد إلى خمسة. وهذا يعني أنه لو كان العدد 77 هو رقماً حقيقياً، فيجب أن يكون عدد الجرحى 308 جريحاً على أقل تقدير، لكن ما كان يظهر أن عدد هجمات المقاومة على قوات الاحتلال في تلك الأشهر كانت (2900) هجوم في الشهر الواحد، في حين أن معدل عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في تلك الفترة كما أعلنها البنتاغون كان (67) قتيلاً وأن عدد الجرحى كان (902) جريحاً، وهذه الأرقام تدل مرة أخرى على كذب الأعداد التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكية عن قتلاها وجرحاها في العراق حيث الواضح أن نسبة القتلى إلى الجرحى هي واحد إلى ثلاثة عشر، وهذه نسبة لا يمكن أن تكون حقيقية على الإطلاق، أضف إلى ذلك ما إذا كانت الأرقام المنشورة من قبل البنتاغون حقيقية في الأساس.
وما يؤكد كذب البنتاغون حول حقيقة أعداد قتلى وجرحى القوات الأمريكية في العراق هو ما نشر في مقال على موقع (كوكب المكيدة المؤامرة) تحت عنوان: أكاذيب البنتاغون حول وفيات الجنود في العراق، لكاتبه برايان هارنغ، يقول فيه (أن حوالي 30000 جندي قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة أو هربوا من الخدمة في الجيش بالعراق..) ويضيف برايان (أن عدد الجنود الأمريكان الذين توفوا في المستشفيات الألمانية أو في الطريق إليها قد بلغ 6210 لغاية الأول من كانون الثاني2005م ، ويضيف الكاتب قائلاً (أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت متعمدة بتقليل العدد الحقيقي للقتلى من الجنود، وأنه قد تسلّم بيانات من خدمات النقل الجوي العسكري الأمريكية تؤكد، بما لا شك فيه، أن عدد الجثث للجنود الأمريكان التي تم شحنها إلى قاعدة دوفر الجوية الأمريكية هو أكبر بكثير من عدد القتلى الذين أعلنت عنهم وزارة الدفاع، بحيث قد يصل العدد إلى حوالي أكثر من 10000 قتيل).
كما كشفت معلومات صحفية مؤخراً أن (14500) جندي أمريكي قد أصيبوا في هجمات تعرضت لها دورياتهم وقواعدهم منذ اندلاع الحرب على العراق في التاسع عشر من آذار 2003 وحتى الثالث والعشرين من شهر كانون أول 2003، أي خلال فترة تسعة أشهر فقط، في وقت كانت فيه المقاومة وفصائل الجهاد في بداية تكوينها ونشؤها.. وذكرت الأنباء كذلك أن تقريراً أمريكياً سرياً تم تسريبه في بغداد في الآونة الأخيرة ذكر أن مجموع قتلى القوات الأمريكية في مواجهات عسكرية خلال فترة قصيرة محددة بلغ (473) قتيلاً فيما لم تعترف قيادة قوات الاحتلال إلا بعدة جنود.
ونقل التقرير المذكور عن (الليوتينانت سكوت روز) من فرقة النقل العسكري الأمريكية أن فرقته وحدها قامت بنقل (3255) إصابة قتالية و(18717) إصابة غير قتالية.
صحيفة (تاجيس أنتسايجر) السويسرية ذكرت قبل عامين أن عدد الجرحى الأمريكيين في العراق وأفغانستان بلغ (103) ألف جندي أمريكي، أغلبهم في العراق، الأمر الذي اضطر وزير قدامى المحاربين الأمريكي إلى كشف هذا العدد أمام لجنة تابعة للكونغرس ليطلب تخصيص مزيداً من الأموال لرعايتهم. علماً أن جميع الجرحى المشمولين في هذا التعداد هم من ذوي الجروح الخطيرة الذين يحتاجون إلى عناية طبية على المدى المتوسط والطويل بالإضافة إلى من يحتاجون إلى إعادة تأهيل، وبهذا يستدل أن قوات الاحتلال لا تعلن على الإطلاق عن الأعداد الحقيقية لقتلى جنودها وإصاباتهم.
أما مركز قدامى المحاربين الأمريكيين في مدينة (مورجنتاو) فقد أصدر تقريرا ذكر فيه ان أعداد الجرحى والمعاقين من الجنود والمجندات باصابات خطيرة خرجوا على إثرها من الخدمة نتيجة الحرب في العراق بلغ (48733) جندياً.. إلى جانب (12422) جندياً أصيبوا بإعاقات نفسية خطيرة وفي حالة اضطراب عقلي يمكن ان تؤثر علي حياة أسرهم بصورة خطيرة.. أما جيري هاريس، مدير المركز، فقد صرح بأن بعض المعاقين نفسياً يعانون من عقدة الزيف والاكتئاب والهلوسة والكوابيس والأرق والانفعالات السلبية الخطيرة.
حقيقة تضاف إلى سجل الحقائق التي يخفيها البنتاغون كشفت عنها هذه المرة جهات محايدة من أوساط دوائر المخابرات العسكرية الأوروبية التي أوضحت أن أمريكا غير نزيهة فيما يتعلق بالإعلان عن خسائرها الكبيرة والفادحة التي منيت بها منذ عدوانها على العراق قبل أكثر من سنتين.. وتشير دوائر الاستخبارات العسكرية في فرنسا بأن وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) تتعمد سياسة الضبابية والتضليل بما يخص الأعداد الحقيقية للقتلى الأمريكيين في العراق بسبب الضربات الموجعة والمستمرة والمتصاعدة للمقاومة العراقية التي تصفها الدوائر عينها بـ(جيش الأشباح).. وتصف تلك الدوائر طبيعة المواجهة وما يقوم به المقاومون والمجاهدون بالشكل التالي: (ما أن يضرب ويفني ويصيب عناصر الجيش الأميركي من قتل وإصابات حتى يختفي عن الأنظار مما يرغم ويضطر القوة العالمية الأعتى على ردة فعل هستيرية تلحق دمارا ما بعده دمار بالمدنيين.. كيف لا، وعقيدة الجيش الأمريكي صممت لحرب بين جيشين جرارين ولا تتناسب، بل وتتعارض وحرب العصابات التي يخوضها العراقيون ضد الإميركان، مما يجعل الهجوم الأمريكي على العراق، حربا يعتبر تحقيق أي انتصار فيها من سابع المستحيلات).
وتفيد التقارير التي بدأت تسربها دوائر المخابرات الفرنسية العسكرية بأنه يجب إعادة تقييم الأعداد الحقيقية للخسائر الأمريكية في العراق والتي تتنافى وبلاغات (البنتاغون) الرسمية حيث تتحدث التقارير المذكورة عن عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأميركية..
)لوكانار انشينيه) صحيفة فرنسية أشارت كذلك إلى الخسائر الفادحة التي يمنى بها المحتلون الأمريكان في العراق قائلة (أنه يجب ضرب الأرقام الأمريكية الرسمية المعلنة لخسائرهم في العراق بعشرة أضعافها ليتسنى لنا روًية حجم المأزق الأمريكي الفعلي في هدْا البلد المحتل).. وتطرقت الصحيفة الفرنسية اللاذعة إلى الخسائر التي مني بها العدو الأمريكي في العراق خلال أسبوع واحد فقط والتي وصلت وفق الناطق العسكري الأمريكي إلى 38 قتيلا مشيرة إلى أنه في حروب كالتي تخوضها أمريكا فان الخسائر المعلنة يجب ضربها بعشرة أضعاف لتتحدد لنا الفكرة الصواب عن المصاعب الهائلة التي تواجهها واشنطن في العراق. مما يحدونا بالقول - والكلام لازال للصحيفة الفرنسية - بأن القوات الأمريكية منيت في أسبوع واحد فقط بما لا يقل عن 380 جنديا ما بين قتيل وجريح ومعاق تم إخراجهم فعليا من ساحة المعركة.
وكالة (يونايتيد برس إنترناشيونال) نشرت أن سبعة عشر ألف جندي أمريكي مصاب في العراق لم يقيدوا كخسائر أو إصابات بالجيش الأمريكي، فإذا كان هذا الحرص على إخفاء الإصابات، فكيف سيكون الحال للقتلى ؟!!
أن المشروع الأنجلو - أمريكي في العراق "هوى، هو ومن يقف وراءه، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ولم يستطع قطعاً تحمل الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها يومياً ولا يزال جراء عمليات أبطال المقاومة المجاهدين.
أرض مابين النهرين، وطيلة حقب تاريخية امتدت لأكثر من خمسة آلاف عام، لم تطق غازياً، ولم تقبل بمحتل، وكانت في كل مرة تتعرض فيها للغزو، تحيل الأرض سعيراً تحت أقدام الغزاة، فارضة عليهم الرحيل قبل عودة الطيور إلى أعشاشها، فلا ينبلج صبح جديد إلا والأرض محررة، والسماء أكثر زرقة وصفاء، ولن يستطيعوا ان يحجبوا شمس حقيقة خسائرهم بغربالهم البنتاغوني.. وكفضيحة سجن أبي غريب، التي كُشفت فجأة، ستكون فضيحة عدد قتلى الأمريكان، فترقبوها فقد أزف موعد قطافها، وأن العراق لقاطفها !!
حسين المعاضيدي
3/25/2009