المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيرنا إستراتيجيتنا من حرب العصابات و المجاميع المغلقة إلى التنظيم العسكري المنظم



salah71
06-11-2008, 01:58 AM
دراسات ومقالات هيئة الإفتاء الشرعي في القيادة العليا للجهاد والتحرير

(الدراسة التاسعة)

الحمد لك يا ربنا على ما أوليت لنا من نعم ظاهرة وباطنة كان أعظمها أن أكرمتنا في الانخراط بسلك الجهاد الذي به عزة الأمة وكرامتها، أيها المقاتلون الأبطال يا رجال الصولات يا من جعلتم أمريكا بقوتها وجبروتها ناكسة رأسها ذليلة خائبة اليوم وبعد أن غيرنا إستراتيجيتنا القتالية من حرب العصابات وحرب المجاميع المغلقة إلى التنظيم العسكري المنظم تجدر بنا الإشارة إلى أننا لمسنا بعض الهفوات وبعض المواقف التي نرجو من إخواننا أن يتجاوزوها إلى ما هو أسمى وأرفع حرصا منا على انتظام المسيرة الجهادية وعدم التلكؤ في العمل العسكري الذي يحتاج إلى دقة عالية في التنفيذ والأداء، ويمكن أن نلخص أسباب الإخفاق التي لمستها قيادتكم في نقطتين هامتين نسترعي الانتباه لهما ومعالجة السلبيات المتعلقة بهما معالجة ميدانية دقيقة وجدية وفعالة:

أولا
وصلت إلى القيادة تقارير عن تفكك بعض السرايا وعدم مبالات البعض الآخر بالأوامر العسكرية ، وبعد دراسة المواقف وتمحيصها خرجنا بنتيجة تقول السبب الجوهري في أمثال هذه الأمور هو إهمال القائد الميداني لمن هم في معيته، ليعلم كل قائد ميداني من آمر حضيرة إلى آمر (قاطع) أن القيادة سلمته أمانة عظيمة يسأل عنها يوم القيامة يحاسبه الله تعالى إذا قصر فيها أو أهملها ، وكما تعلمون همة المقاتل من همة آمره فإذا أهمل الآمر من هم في معيته وتركهم وراء ظهره فعندئذ ستخفت الهمم عند المقاتلين ويظنون أن الأمر ليس أمرا جديا ويكون القائد الميداني هو السبب في ذلك وعندئذ ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((...وَمَنْ سَنَّ في الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كان عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ من عَمِلَ بها من بَعْدِهِ من غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ من أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)) صحيح مسلم ج2/ص705،
فهل ترضى أخي الحبيب لنفسك أن تكون سنة سيئة ، وكل عمل أيها الأحبة بحاجة إلى متابعة لا سيما العمل العسكري لا يجوز لك شرعا أن تمضي عليك ( مدة ولو قصيرة ) ولم تر من في معيتك من غير أن تسأل عنهم وتتفقد أخبارهم ، من خلق النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يتفقد أصحابه وينظر إلى الصفوف خلفه وإذا غاب أحدهم سأل عنه وإن كان مريضا ذهب وعاده وإذا كان ذا حاجة أعانه في حاجته (صلى الله عليه وسلم) فنحن نحثكم أيها المقاتلون على الجدية الصادقة والمتابعة الحثيثة لمعيتكم فهي القانون الذي يحمي مسار ونهج القيادة العليا للجهاد والتحرير في هذه الظروف التي تغيب فيها وتتعذر فيها مثوبة القانون العسكري وعقوبته التقليدية حيث أن متابعة القائد أو المسؤول لمعيته تبعث الهمة وتولد المتابعة الذاتية عند المقاتل وكذلك تبعث الانضباط في نفوس الرجال المجاهدين وان ايمانهم بالله تعالى وحبهم لدينهم ووطنهم هو الباعث لجهادهم واستمراره.

ثانيا

ضرب صحابة النبي عليه الصلاة والسلام أروع الأمثال في الصدق والإخلاص لله تعالى ، كانوا متجردين تماما لله تعالى لا يبالي أحدهم إن قاتل وهو قائد أو قاتل وهو جندي بل ربما يفرح بالجندية أكثر ما يفرح بالقيادة وهنا أنزل الله تعالى عليه بركته وأيدهم بنصره نعم أيها الأحبة الله تعالى ينظر إلى سرائرنا وينصرنا بصدقنا ، ومهما ادعينا من الصدق والإخلاص لله تعالى في المعركة فهذا الادعاء لا يقدم ولا يؤخر شيئا ما لم يكن موثقا بالموقف إذا كنت آمر قاطع وجاءك أمر من قيادتك أن تترك القاطع وتكون آمر حضيرة (هنا تستطيع أن تحكم على صدقك بنفسك) إذا تلقيت الأمر بكل رحابة صدر وبكل سرور وقلت الحمد لله يكفيني أن الله تعالى شرفني بالقتال والجهاد في سبيله كما كان حال الصحابي الجليل البطل خالد بن الوليد كما يرويه لنا الإمام المبجل أحمد بن حنبل: ((عن عبد الملك بن عمير قال استعمل عمر أبا عبيدة بن الجراح على الشام وعزل خالد بن الوليد قال فقال خالد بن الوليد بعث عليكم أمين هذه الأمة )) فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص739، يبين سيدنا خالد فضائل سيدنا أبي عبيدة الذي جاء مكانه ويحبب المقاتلين إلى قائدهم الجديد (ما أصدقهم رضي الله عنهم وأرضاهم)
وها هو سيدنا أبو عبيدة يعلمنا درسا عظيما في الولاية ويقول مخاطبا سيدنا خالد بن الوليد (رضي الله عنهما) حيث لم يسمع سيدنا خالد بعزله وتولية سيدنا أبي عبيدة (( ... أتى (خالد بن الوليد) أبا عبيدة فقال له رحمك الله أنت الأمير والوالي علي ولا تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك فقال له أبو عبيدة ما كنت لأعلمك به أبدا حتى تعلمه من عند غيري وما سلطان الدنيا وإمارتها، فإن كل ما ترى يصير إلى زوال وإنما نحن إخوان ... بل لعل الوالي أن يكون أقربهما إلى الفتنة وأوقعهما بالخطيئة إلا من عصم الله وقليل ما هم )) الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ج3/ص176، ومن هنا فإننا نحث المجاهدين على التجرد من حب الزعامة والرئاسة وأن يكون عملهم خالصا لوجه اله تعالى وأن يتصفوا بالإيثار وتقديم إخوانه عليهم ليقذف الله تعالى البركة في عملهم ،وهنا تتجلى أمامنا مقولة قائدنا وأستاذنا (القائد المجاهد جندي والجندي المجاهد قائد) القائد جندي بتواضعه وانكساره وعدم تعاليه عن أي عمل يكلف به أو يرى أن الأجدر به أن يقوم بهذا العمل بنفسه ، والجندي قائد من حيث المسؤولية التي يحملها القائد فإذا رأى الجندي أي ثغرة يجب عليه أن يصلحها أو يبلغ عنها القائد الأعلى لأن الجيش كله هو جيشه فهو جندي فعلا لكنه قائد حكما ، ونستذكر أيها الأحبة حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبين لنا دور القائد في المعركة : (( ... وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ من وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ ...)) صحيح البخاري ج3/ص1080، يقول العلامة الشنقيطي: (( وإنما الإمام أي الخليفة أو أميره (جنة) بضم الجيم أي كالترس فهو تشبيه بليغ (يقاتل) بصيغة المجهول (من ورائه) بكسر الميم (ويتقي به) بيان لكونه جنة أي يكون الأمير في الحرب قدام القوم ليستظهروا به ويقاتلوا بقوّته كالترس للمتترس )) مرقاة المفاتيح ج7/ص223
يبين النبي عليه الصلاة والسلام حال الأمير في الحرب (لأن المراد بالإمام هنا كما ذكر أهل العلم الأمير) فهو الذي يتقدم الجنود والأعين كلها تنظر إليه وتستمد الهمة منه يكون ترسا لمعيته يحتمون به يا لها من مسؤولية إن الإمارة بحق منصب تكليف وليست منصب تشريف.


====================


المصدر : الموقع الرسمي للقيادة العليا للجهاد والتحرير

http://hcjl.org/home/news.php?action=view&id=612

salah71
25-11-2008, 09:56 PM
دراسات ومقالات هيئة الإفتاء الشرعي في القيادة العليا للجهاد والتحرير

(الدراسة العاشرة)


الحمد لله الذي به تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد الممتثل للمأمورات والمجتنب للمنهيات سيد البشر وخير العرب من عدنان ومضر، وبعد:
فأيها الأحبة من مجاهدينا الأبطال يا من بكم أقر الله تعالى عيون المؤمنين وبكم غاض الكافرين، يقول تعالى في محكم التنزيل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) (النساء:59)
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام: (( ... من أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي ... )) صحيح البخاري ج3/ص1080، صحيح مسلم ج3/ص1466
جعل النبي عليه الصلاة والسلام طاعته مقرونة بطاعة الأمير ومعصيته مقرونة بمعصية الأمير ، الأمير هو ذلك الرجل الذي ترتبط به ارتباطا مباشرا ولا يكون الأمير أميرا من تلقاء نفسه بل ينصب من قبل من هو أعلى منه وطاعته واجبة شرعا ما دام لم يأمر بمعصية ولذلك يقول المصطفى صلى اله عليه وسلم في حديث آخر((عليك السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ ...)) صحيح مسلم ج3/ص1467،
طاعة الأمير واجبة في ما أحببت وكرهت وفيما عسر عليك فعله وفيما يسر فرب عسير ييسره الله تعالى لك ببركة طاعتك للأمير التي ما هي إلا طاعة لنبيك عليه الصلاة والسلام وما هي إلا طاعة لله تعالى ، وهذه الطاعة هي التي نسميها الطاعة التامة أي تكون في كل الظروف وعند كل الصعاب الطاعة التي يريدها منا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام هي الطاعة التامة أما الطاعة الناقصة والتي تكون بامتثال ما أعجبك وبامتثال ما سهل عليك وبامتثال ما طاب لك فليست هي الطاعة المنشودة، وطاعة الأمير وتطبيق كلامه كاملا بحذافيره من أسباب النصر ومن أسباب التوفيق للعبد فالرماة في أحد سمعوا كلام النبي عليه الصلاة والسلام لكنهم لم يطبقوه إلى الساعات الأخيرة من المعركة فكان من الأمر ما كان.
ويعلمنا نبينا ورسولنا وقائدنا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة السلام درسا من دروس التعامل مع الأمير حيث يروي الحديث سيدنا أبو ذر فيقول: (( إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي إن أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كان عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ )) صحيح مسلم ج3/ص1467، وهذا درس عظيم من دروس الإمارة في الإسلام يتلخص في أني لا أنظر إلى أميري من هو أو كيف هو أو ما أصله وأبدأ أقارن بين نفسي وبينه ، لا وإنما أرى أمامي أميرا جعل الله تعالى طاعتي له طاعة للنبي عليه الصلاة والسلام وطاعة لله تعالى، حتى لو كان أقل منني خبرة فواجبي أن أبين له ما أراه بكل أدب وتواضع ثم أسحب نفسي ويكون هو وحده صاحب القرار كما فعل سيدنا الحباب بن المنذر رضي الله عنه عندما أراد أن يقدم مقترحا بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام كيف قدم مقترحه بكل أدب لنعش سوية تلك اللحظات العظيمة في غزوة بدر الكبرى كما يرويها العلامة الحلبي:
((... ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم أي يسابق قريشا إلى الماء فسبقهم عليه حتى جاء أدنى ماء من بدر أي اقرب ماء إلى بدر من بقية مياهها فنزل به صلى الله عليه وسلم فقال له الحباب بن المنذر يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزله الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال يا رسول الله: إن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم (أي إذا نزل القوم يعني قريشا كان ذلك الماء اقرب المياه أي محله اقرب المياه إليهم) قال الحباب فاني اعرف غزارة مائه وكثرته بحيث لا ينزح فننزله ثم نغور ما عداه من القلب (أي وهي الآبار غير المبنية) ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماءا فنشرب ولا يشربون (لان القلب كلها حينئذ تصير خلف ذلك القليب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي ... )) السيرة الحلبية ج2/ص393
ولا يظن أحد أن المقاتل حينما يطيع أميره يقل ذلك من شأنه بل العكس ، إن ذلك يزيده رفعة عند الناس ورفعة عند الله تعالى لأن هذه الطاعة إنما هي لمرضاة الله تعالى فهي طاعة لله تعالى أولا وطاعة لنبيه عليه الصلاة والسلام .
ولا تنظر أيها المجاهد البطل إلى أميرك نظرة استصغار بل الأمير الذي يقودك في المعركة انظر إليه أنه الذي أمره شيخك أو قائدك والطعن في الأمير إنما هو طعن في شيخك وقدوتك وقائدك وفي ذلك يحضرني هذا الموقف العظيم عندما أمر النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا أسامة بن زيد في سرية كان فيها كبار الصحابة وهاكم القصة كاملة كما يرويها أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى: (( ... فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواءا بيده ثم قال اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله ، فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة، فيهم أبو بكر الصديق وعمر وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة وقتادة بن النعمان، فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فخرج وقد عصب رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة فلئن طعنتم في إمارة أسامة لقد طعنتم في تأميري ... )) المنتظم ج4/ص16،
فالطعن في الأمير إنما هو طعن فيمن أمره ، نسأل الله تعالى أن يجعل جسورا من المحبة والإخاء بين أحبابنا وإخواننا جند الله تعالى الغيارى وان يقر بهم عين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيون المسلمين في كل مكان.


=========================


المصدر : الموقع الرسمي للقيادة العليا للجهاد والتحرير

http://hcjl.org/home/news.php?action=view&id=650

صقر الهرامسه
20-12-2008, 11:14 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء استاذنا الفاضل صلاح71 المحترم

وبارك الله في النشامي رجال جيش أولي البأس الشديد الأبطال

وحمي الله قيادتنا الرشيدة حفظها الله وأيدها بنصره

ويا محلا النصر بعون الله