المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداخل أيدي محركي مسرح العرائس



عبدالغفور الخطيب
18-10-2008, 09:48 AM
تداخل أيدي محركي مسرح العرائس

أن يثبت أحدهم دمية على كفه ويختفي عن رؤية (الكاميرا) ويتكلم باسم الدمية، فتلك مهمة سهلة، يقوم بها طلاب وطالبات المدارس، في المراحل الأولى من تدريبهم على فن المسرح، وهذا النوع من الفنون قديم جدا. ولكن في مراحل متقدمة، عندما تكون شخصيات المسرحية أكثر من واحدة، فإن الأمر يتطلب أكثر من شخص يساهم في تحريك الدمى. وهنا لا بد من استخدام نماذج أكبر من الدمى وأصوات مختلفة تأتي من وراء الكواليس. مثال على ذلك ما كان في مسرحية الدمى (الليلة الكبيرة) التي وضع ألحانها (سيد مكاوي).

كان القائمون على عمل تلك المسرحيات، يلجئون الى (حيل) يكتشفها حتى الأطفال الذين أحبوا مسرح الدمى أو (العرائس)، فيضعون حاجزا بشكل منضدة أو (كاونتر) (يتمترس) خلفه محركي الدمى والذين يحفظون النص أو يقرءونه من على ورقة. فتكون الدمى تتحرك بواسطة الخيوط (غير المرئية) أو بواسطة الأذرع المثبت فوقها تلك الدمى.

في كثير من الدول، يكون حكامها أشبه بالعرائس التي تتحرك بواسطة خيوط أو أحيانا بدون خيوط (بالهاتف) أو الإيحاء فتفهم كل دمية ما هو مطلوب منها على وجه التحديد تحت مراقبة من يحركها عن بعد.

في حالة العراق، شاءت الأقدار أن يكون من يحرك الدمى الحاكمة في عاصمتين التقتا على التصميم من النيل من العراق وأهله، ورغم أن التنسيق بين العاصمتين (واشنطن و طهران) قائم منذ وقت طويل، إلا أن أوراق النص بين أيدي المحركين للدمى، يجري عليها بعض التعديل من آن لآخر وحسب إيقاع الأحداث على الأرض.

يخرج ممثلون يحملون أسماء وظائف كما هي الأسماء في الدول ذات النظم الوطنية، كل يوم، ويصرحون بأن الاتفاقية الأمنية في العراق على وشك التوقيع، وفي اليوم الثاني أو في نفس اليوم، يخرج ممثل آخر ليقول أن المباحثات بين العرائس ومحركيها قد وصلت الى طريق مسدود!

إذا كان الأطفال قد اكتشفوا تقنية تحريك الدمى في مسارح العرائس، فلماذا لا يخجل هؤلاء ويتوقفوا عن التمثيل في تلك المسرحية السمجة، لكن سيقول من يقرأ هذا الكلام، كيف للدمى أن تخجل إذا كانت مصنوعة من قبل محركيها؟