خطاب
06-10-2008, 09:53 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القشة التي قصمت ظهر البعير الأمريكي
شبكة البصرة
محمد العماري
كان دهاقة السياسة الأمريكان يتصوّرون, بسبب تربيتهم السينمائية الهوليودية, إن غزو العراق والذي تبيّن فيما بعد بانه أمّ المصائب, سوف يكون نزهة عابرة يتمّ فيها إختطاف كنوزذلك البلدالنفطية وثرواته الأخرى ثم يعود اللصوص الى وطنهم سالمين غانمين, وكأن شيئا لم يكن. لأن الجهل والاستخفاف بقدرات الشعوب في الدفاع عن كرامتها, وفوق كلّ شيء الحقد الأعمى على كلّ من له تاريخ عريق وثراء حضاري وإنساني كالعراق, كان هو المحرّك الأساسي الذي دفع بأوباش امريكا التكنولوجيين على رمي أنفسهم كالعميان في جحيم ألاض السواد. ولم يكن الاقتصاد بكل تفرعاته وملحقاته بمناى عن لهيب النيران التي إلتفّت حول مارينز وعلوج أمريكا منذ التاسع من نيسان عام 2003, يوم إرتكابهم لأكبر جريمة في التاريخ الحديث وأكبرخطأ إستراتيجي وقعت فيه السياسة الأمريكية منذ قرن.
ومن المعروف للجميع إن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش على بنيان, لم يكن مرصوصا أبدا, من الثروات الماية والمادية الضخمة, معظمها سُرقت بسبل وذرائع مختلفة من دول وشعوب عديدة. وهذا البنيان, الذي يشكّل النظام المالي والمصرفي عموده الفقري, معرّض بين الحين والأخر لأزمات وهزات إقتصادية وهزّات مختلفة, تتبعها على مديات متقاربة هزات إرتجاجية. كما يحصلعادة بعد كلّ زلزال. وبرأيي المتواضع إن الزلزال الذي ضرب أمريكا في الصميم وأوصلها الى هذه الحال المزرية وحوّلها الى إضحوكة أمام دولة كبرى كاوروبا وروسيا والصين,هو غزو العراق وإحتلاله, وما تبعه بعد ذلك من إنتكاسات وهزائم مختلفة الحجوم والأنواع والتأثير.
لكن الغريب في السياسية الأمريكية ومن ثمّ في السياسيين هو أنه لم يوجّه أي واحد منهم, الاّ القليل وبشكل خجول, إصبع الاتهام الى المجرم جورج بوش. فهذا الرجل الأرعن أحرق مليارات أمريكا في حروب عدوانية ضد دول وشعوب لم يسبق لها أن ألحقت الأذى لا بالمواطن الأمريكي ولا باقتصاده, الذي كان قبل غزو وإحتلال أفغانستان والعراق, باحسن حال. وتنيجة لحالة الرعب والخوف, من الحاضر والمستقبل والأعداء المفرضين, التي زرعها في نفوس الأمريكيين حاخامات البيت الأبيض, أصبح كلّ شيء في أمريكا عرضة للانهيار. وما تمرّ فيه أمريكا حاليا ليس الاّ بداية العدّ التنازلي لآنهيار إمبراطورية الشر الأمريكية. وهذه ليست أمنيتنا فقط بل إنها حقيقة علمية لا تقبل الدحض والنفي. لأن الكثير من الحضارات السابقة إنهارت من الداخل بعد أن إنتشر في مفاصلها الفساد والجشع والانانية المطلقة والنزعة المتطرفة لشن حروب عدوانية لا أخلاقية ولا شرعية باهضة التكاليف.
ويبقى السؤال الذي يتردد على جميع ألسنة المواطنين العرب, ما هو موقع أموال الدول العربية في أمريكا من الأعراب في الأزمة التي نمرّ بها دولة العم سام؟ فالصمت والامبالاة التي تتظاهربها دول الخليج النفطية يثيرالكثير من الشكوك والريبة, في الوقت الذي أدلى به معظم حكام وقادة العالم بدلوهم. وراح البعض بلا لف ودوران بحمّل الادارة الأمريكية مسؤولية ما يحصل لأمريكا وللوضع المالي العالمي بشكل عام. وطالب آخرون بالبحث عن بدائل للتخلّص من هيمنة النظام المالي والمصرفي الأمريكي لأنه أثبت عجزه وفشله. بل إن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قال بما معناه "إن زمن هيمنة طرف واحد على إقتصاد العالم قد ولىّ". بينما إتهم رئيس وزرائه فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بفقدان الاحساس بالمسؤولية. كما بدأت أوروبا بالتخلّي, كل دولة بطريقتها الخاصة, عن الحليف الأمريكي الذي تعصف به رياح أزمة مالية ومصرفية لم يشهد لها مثيلا, كما صرّح الكثير من الخبراء, منذ عقود طويلة.
ومن المحتمل إن بوش الصغير, الذي قدمت إدارته خطة إنقاذ بمبلغ 700 مليار دولار, كان وما زال يعوّل كثيراعلى أصدقائه من الحكام العرب الأثرياء. أؤلئك الحكام الذين رقصوا معه بالسيوف العربية وقلّدوه أوسمة ونياشين وكأنه فاتح الأندلس. بينما يستمر سفك دماء الملايين من العرب والمسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وغيره على مدار الساعة من قبل أوباش ومرتزقة أمريكا. لكن العروف أن الحكام العرب, وحكام الخليج بالتحديد, ينحدرون من سلالة حاتم الطائي فليس مستبعدا أن يضعوا ملياراتهم, كما دأبوا دائما, في خزائن سُليمان أو بوش الصغيرالأمريكي لكي يستمرهو, أو من يأتي من بعده, في شنّ المزيد من الحروب العدوانية على كلّ من لا ينحني أمام آلهة بني إسرائيل التي تحمي وترعى ساكن البيت الأبيض.
إن الأمريكان, حكاما ومحكومين, سيدركون في يوم من الأيام بأن سبب الأنهيارالمالي والسقوط الأخلاقي والفشل السياسي الذي تعيشه بلادهم جاء كنتيجة طبيعة للحرب العدوانية التي شنّتها على العراق عصابة المتصهينين الجدد القابعة في البيت الأبيض. وهذه الحرب بالذات هي القشّة التي قصمت بعير إقتصادهم. وكلّفت ميزانية الدولة وبالتالي دافع الضرائب مليارات الدولارات, وألغت أو قلّصت الكثير من المشاريع الخدمية والصحية والتعليمية التي كان وما زال ملايين الأمريكيين الفقراء والمتوسطي الحال بحاجة ماسّة اليها. وإستنادا الى ما ذكره الكثير من الخبراء والمحللين الأقتصاديين فان تكاليف الحرب العدوانية على العراق وأفغانستان حتى يومنا هذا طبعا, وصلت ما يُقارب 700 مليار دولار والحبل ما زال عالجرار.
ولو توفّرت ذرّة من العدالة في هذا العالم, وفي أمريكا تحديدا لكان جورج بوش اليوم في قفص الاتهام. فثمة أكثر من دليل وبرهان وحجّة, كلّها موثقة ومحفوظة لدى جهات عدّة, على أنه إرتكب عشرات الجرائم والجُنح بحق الشعب الأمريكي, وأولها الكذب والخداع والتضليل. ثم جرائم ومجازرلا تعد ولا تحصى بحق شعوب مسالمة أخرى. كلّ هذا من أجل حفنة من أباطرة المال والبيزنس والسمسرة وتجارالسلاح ومصاصي دماء وثروات الشعوب بعد إن ماتت وتيبّست ضمائرهم وأصبح العالم كلّه بالنسبة لهم بقرة حلوب.
وتحت يافطة السوق الحرة, الخالية من أي إلتزام إنساني أو أخلاقي نحو الآخرين, إنتهت ثروة ومواردالغالبية العظمى من البشرفي أيدي قلّة معدودة ممن يعتبرون أنفسهم بشرا من نوع خاص.
أما خطّة جورج بوش, التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي مؤخرا, والتي طرحها من أجل انقاذ اقتصاد بلاده الذي دمّره وخربه بديه وأوصله الى حافة الانهيار فسوف يكون تأثيرها محدودا جدا. ربما لبضعة أشهر أو لسنوات قلائل. وهي عبارة عن"قوت اللا يموت", كما يقول المثل. لأن نزيف الدماء والأموال الأمريكية ما زال مستمرا في العراق وفي أفغانستان. ويبدو إن ثمة في أمريكا, التي تعيش مرحلة إقتصادية حالكة السواد, من لا يريد وضع حدّا أو نهاية لذلك النزيف المادي والبشري الذي سينتهي بامبراطورية الشرالأمريكية الى غرفة العناية المركّزة..
mkhalaf@alice. it
القشة التي قصمت ظهر البعير الأمريكي
شبكة البصرة
محمد العماري
كان دهاقة السياسة الأمريكان يتصوّرون, بسبب تربيتهم السينمائية الهوليودية, إن غزو العراق والذي تبيّن فيما بعد بانه أمّ المصائب, سوف يكون نزهة عابرة يتمّ فيها إختطاف كنوزذلك البلدالنفطية وثرواته الأخرى ثم يعود اللصوص الى وطنهم سالمين غانمين, وكأن شيئا لم يكن. لأن الجهل والاستخفاف بقدرات الشعوب في الدفاع عن كرامتها, وفوق كلّ شيء الحقد الأعمى على كلّ من له تاريخ عريق وثراء حضاري وإنساني كالعراق, كان هو المحرّك الأساسي الذي دفع بأوباش امريكا التكنولوجيين على رمي أنفسهم كالعميان في جحيم ألاض السواد. ولم يكن الاقتصاد بكل تفرعاته وملحقاته بمناى عن لهيب النيران التي إلتفّت حول مارينز وعلوج أمريكا منذ التاسع من نيسان عام 2003, يوم إرتكابهم لأكبر جريمة في التاريخ الحديث وأكبرخطأ إستراتيجي وقعت فيه السياسة الأمريكية منذ قرن.
ومن المعروف للجميع إن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش على بنيان, لم يكن مرصوصا أبدا, من الثروات الماية والمادية الضخمة, معظمها سُرقت بسبل وذرائع مختلفة من دول وشعوب عديدة. وهذا البنيان, الذي يشكّل النظام المالي والمصرفي عموده الفقري, معرّض بين الحين والأخر لأزمات وهزات إقتصادية وهزّات مختلفة, تتبعها على مديات متقاربة هزات إرتجاجية. كما يحصلعادة بعد كلّ زلزال. وبرأيي المتواضع إن الزلزال الذي ضرب أمريكا في الصميم وأوصلها الى هذه الحال المزرية وحوّلها الى إضحوكة أمام دولة كبرى كاوروبا وروسيا والصين,هو غزو العراق وإحتلاله, وما تبعه بعد ذلك من إنتكاسات وهزائم مختلفة الحجوم والأنواع والتأثير.
لكن الغريب في السياسية الأمريكية ومن ثمّ في السياسيين هو أنه لم يوجّه أي واحد منهم, الاّ القليل وبشكل خجول, إصبع الاتهام الى المجرم جورج بوش. فهذا الرجل الأرعن أحرق مليارات أمريكا في حروب عدوانية ضد دول وشعوب لم يسبق لها أن ألحقت الأذى لا بالمواطن الأمريكي ولا باقتصاده, الذي كان قبل غزو وإحتلال أفغانستان والعراق, باحسن حال. وتنيجة لحالة الرعب والخوف, من الحاضر والمستقبل والأعداء المفرضين, التي زرعها في نفوس الأمريكيين حاخامات البيت الأبيض, أصبح كلّ شيء في أمريكا عرضة للانهيار. وما تمرّ فيه أمريكا حاليا ليس الاّ بداية العدّ التنازلي لآنهيار إمبراطورية الشر الأمريكية. وهذه ليست أمنيتنا فقط بل إنها حقيقة علمية لا تقبل الدحض والنفي. لأن الكثير من الحضارات السابقة إنهارت من الداخل بعد أن إنتشر في مفاصلها الفساد والجشع والانانية المطلقة والنزعة المتطرفة لشن حروب عدوانية لا أخلاقية ولا شرعية باهضة التكاليف.
ويبقى السؤال الذي يتردد على جميع ألسنة المواطنين العرب, ما هو موقع أموال الدول العربية في أمريكا من الأعراب في الأزمة التي نمرّ بها دولة العم سام؟ فالصمت والامبالاة التي تتظاهربها دول الخليج النفطية يثيرالكثير من الشكوك والريبة, في الوقت الذي أدلى به معظم حكام وقادة العالم بدلوهم. وراح البعض بلا لف ودوران بحمّل الادارة الأمريكية مسؤولية ما يحصل لأمريكا وللوضع المالي العالمي بشكل عام. وطالب آخرون بالبحث عن بدائل للتخلّص من هيمنة النظام المالي والمصرفي الأمريكي لأنه أثبت عجزه وفشله. بل إن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قال بما معناه "إن زمن هيمنة طرف واحد على إقتصاد العالم قد ولىّ". بينما إتهم رئيس وزرائه فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بفقدان الاحساس بالمسؤولية. كما بدأت أوروبا بالتخلّي, كل دولة بطريقتها الخاصة, عن الحليف الأمريكي الذي تعصف به رياح أزمة مالية ومصرفية لم يشهد لها مثيلا, كما صرّح الكثير من الخبراء, منذ عقود طويلة.
ومن المحتمل إن بوش الصغير, الذي قدمت إدارته خطة إنقاذ بمبلغ 700 مليار دولار, كان وما زال يعوّل كثيراعلى أصدقائه من الحكام العرب الأثرياء. أؤلئك الحكام الذين رقصوا معه بالسيوف العربية وقلّدوه أوسمة ونياشين وكأنه فاتح الأندلس. بينما يستمر سفك دماء الملايين من العرب والمسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وغيره على مدار الساعة من قبل أوباش ومرتزقة أمريكا. لكن العروف أن الحكام العرب, وحكام الخليج بالتحديد, ينحدرون من سلالة حاتم الطائي فليس مستبعدا أن يضعوا ملياراتهم, كما دأبوا دائما, في خزائن سُليمان أو بوش الصغيرالأمريكي لكي يستمرهو, أو من يأتي من بعده, في شنّ المزيد من الحروب العدوانية على كلّ من لا ينحني أمام آلهة بني إسرائيل التي تحمي وترعى ساكن البيت الأبيض.
إن الأمريكان, حكاما ومحكومين, سيدركون في يوم من الأيام بأن سبب الأنهيارالمالي والسقوط الأخلاقي والفشل السياسي الذي تعيشه بلادهم جاء كنتيجة طبيعة للحرب العدوانية التي شنّتها على العراق عصابة المتصهينين الجدد القابعة في البيت الأبيض. وهذه الحرب بالذات هي القشّة التي قصمت بعير إقتصادهم. وكلّفت ميزانية الدولة وبالتالي دافع الضرائب مليارات الدولارات, وألغت أو قلّصت الكثير من المشاريع الخدمية والصحية والتعليمية التي كان وما زال ملايين الأمريكيين الفقراء والمتوسطي الحال بحاجة ماسّة اليها. وإستنادا الى ما ذكره الكثير من الخبراء والمحللين الأقتصاديين فان تكاليف الحرب العدوانية على العراق وأفغانستان حتى يومنا هذا طبعا, وصلت ما يُقارب 700 مليار دولار والحبل ما زال عالجرار.
ولو توفّرت ذرّة من العدالة في هذا العالم, وفي أمريكا تحديدا لكان جورج بوش اليوم في قفص الاتهام. فثمة أكثر من دليل وبرهان وحجّة, كلّها موثقة ومحفوظة لدى جهات عدّة, على أنه إرتكب عشرات الجرائم والجُنح بحق الشعب الأمريكي, وأولها الكذب والخداع والتضليل. ثم جرائم ومجازرلا تعد ولا تحصى بحق شعوب مسالمة أخرى. كلّ هذا من أجل حفنة من أباطرة المال والبيزنس والسمسرة وتجارالسلاح ومصاصي دماء وثروات الشعوب بعد إن ماتت وتيبّست ضمائرهم وأصبح العالم كلّه بالنسبة لهم بقرة حلوب.
وتحت يافطة السوق الحرة, الخالية من أي إلتزام إنساني أو أخلاقي نحو الآخرين, إنتهت ثروة ومواردالغالبية العظمى من البشرفي أيدي قلّة معدودة ممن يعتبرون أنفسهم بشرا من نوع خاص.
أما خطّة جورج بوش, التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي مؤخرا, والتي طرحها من أجل انقاذ اقتصاد بلاده الذي دمّره وخربه بديه وأوصله الى حافة الانهيار فسوف يكون تأثيرها محدودا جدا. ربما لبضعة أشهر أو لسنوات قلائل. وهي عبارة عن"قوت اللا يموت", كما يقول المثل. لأن نزيف الدماء والأموال الأمريكية ما زال مستمرا في العراق وفي أفغانستان. ويبدو إن ثمة في أمريكا, التي تعيش مرحلة إقتصادية حالكة السواد, من لا يريد وضع حدّا أو نهاية لذلك النزيف المادي والبشري الذي سينتهي بامبراطورية الشرالأمريكية الى غرفة العناية المركّزة..
mkhalaf@alice. it