ali2004
10-08-2004, 07:39 AM
لصوص العراق الجديد
بدأت ملامح العراق الجديد التي بشرتنا بها الادارة الامريكية، وجيشها الجرار من المسؤولين و المثقفين العراقيين، لتغطية غزوها العسكري التدميري للعراق، تتبلور يوما بعد يوم، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
اولا: حكومة الدكتور اياد علاوي الديمقراطية اعادت العمل بقانون الاعدام، وهددت باعدام كل من يخرج على النظام، والانكى من ذلك ان وزير حقوق الانسان، وهو كردي عانى من التعذيب، وعاش جل حياته في المنفى، ايد هذه الخطوة بحماس غير عادي. فأي وزير هذا، واي حقوق انسان تلك التي يتزعم وزارتها؟
ثانيا: الدكتور احمد الجلبي وابن شقيقه سالم الجلبي مدير عام محاكمة مسؤولي النظام العراقي السابق، وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين، صدرت في حقهما مذكرة اعتقال من قبل قاض عراقي، الاول بتهمة تزوير دنانير عراقية وتجاوزات مالية اخرى، والثاني بتهمة القتل. الدكتور الجلبي كان من ابرز المبشرين بالعراق الجديد القائم على النزاهة وعدالة القضاء، والحريات والشفافية.
ثالثا: منظرو الغزو العسكري الامريكي ومفكروه رسموا لنا صورة وردية عن الحريات الاعلامية في العراق الامريكي، وقالوا ان بغداد ستكون عاصمة جمهورية افلاطون العصرية، وواحة للاعلام الحر. وها هي حكومة الدكتور علاوي تقدم لنا نموذجا ناصعا في هذا الخصوص، باغلاقها مكتب قناة الجزيرة الفضائية، بعد اغلاق مكتب قناة العربية قبل اقل من عام.
رابعا: القوات الامريكية ترتكب مجازر في النجف الاشرف، وتحرق المقدسات، والاغرب من ذلك ان انصار امريكا، من الكتاب والشعراء والمثقفين لا ينطقون بكلمة احتجاج واحدة، وكأن الذين يستشهدون في النجف ليسوا عراقيين وليسوا بشرا.
نفهم ان معظم هؤلاء كانوا يسكتون على مجازر امريكا في الفلوجة وبعقوبة لان ضحايا هذه المجازر من طائفة اخرى، او لانهم متهمون، وبسبب طائفتهم، بمساندة الرئيس العراقي صدام حسين ونظام حكمه، ولكن ما لا نفهمه صمتهم المريب هذا على الضحايا الشهداء من ابناء الطائفة الشيعية المناضلة المجاهدة.
فهل قتل الطائرات والصواريخ الامريكية للعراقيين، بغض النظر عن مذهبهم، هو حلال ومباح في نظر هؤلاء؟ ثم اين أدبياتهم التي سطروها تباكيا على حقوق الانسان والحريات في العراق، ولماذا لا ينحازون لابناء جلدتهم، واذا كانوا يفرقون بين العراقيين على اسس طائفية، وهم كذلك فعلا، فلماذا لا ينحازون الى ابناء طائفتهم؟
ونجد من حقنا ايضا ان نسأل عن حزب الدعوة ، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ونطالب قيادتيهما باعطاء تفسير لصمتهما هذا على انتهاك حرمة المقدسات في النجف في وضح النهار. فأي دعوة هذه التي تبارك هذا العدوان الامريكي، واي ثورة اسلامية هذه التي لا ينحاز اهلها وقادتها الى المحرومين المدافعين عن كرامة هذه المقدسات؟
محاولة ارتداء عباءات الوساطة ، وبذل الجهود الطيبة من اجل وقف القتال التي يتدثر بها بعض القيادات الاسلامية في النجف هي تهرب من المسؤولية، وطريقة مكشوفة للخداع، لا يمكن ان تنطلي على طفل ساذج يركض مذعورا في حواري النجف الاشرف وازقته.
جيش المهدي يقاتل الاحتلال، ويخوض حرب تحرير، ويلبي نداء الخالق جلّ وعلا في مواجهة الظلم الواقع على هذا الشعب العربي المسلم. ولذلك يستحق هذا الجيش وقيادته كل الدعم والمساندة. فهو يقاتل على ارضه، ويدافع عن مقدساته، فماذا يفعل الآخرون، وعن ماذا يدافعون، عن امريكا واحتلالها؟
السيد مقتدي الصدر ليس طارئاً على العراق، ولم يأت الى النجف الاشرف على ظهر دبابة امريكية، ولم يهرب من مواجهة النظام، بل بقي على ارضه ووسط اتباعه، ولم يغير مواقفه، ويبارك احتلال بلاده ولهذا اكتسب كل هذه الشعبية، ودخل التاريخ من انصع ابوابه، اياً كان مصيره.
الرئيس الامريكي جورج بوش نفسه قال انه لو كانت بلاده محتلة، سيحمل البندقية ويقاوم الاحتلال، فلماذا يعيبون على السيد الصدر مقاومته، ولماذا يشككون في مقاومة الآخرين ويعتبرونها ارهابا؟
الارهابيون الحقيقيون هم الذين يقفون في خندق الاحتلال، ويوفرون الغطاء له، ويتجسسون على ابناء وطنهم، ويشاركون في قتل المقاومين الذين لبوا نداء الواجب، وحملوا السلاح في مواجهة الغزو وقواته.
المشروع الامريكي فشل في العراق لانه قام على العدوان والاذلال والقهر، واعتمد على اللصوص والمرتزقة من الذين ليست لهم علاقة بالعراق غير الاسم فقط. وتحركهم الاحقاد ضد كل ما هو عربي، وكل ما هو مسلم. وها هم رموز هذا المشروع يسقطون الواحد تلو الآخر، بعد ان سقطت الاقنعة، وظهرت وجوههم على حقيقتها.
العراق الامريكي الجديد عراق يديره اللصوص والقتلة والمزورون وعملاء وكالات المخابرات الاجنبية. عراق بلا ماء ولا كهرباء ولا امن ولا استقرار ولا كرامة.
الظاهرة الوحيدة المشرفة في هذا العراق الكبير العظيم هم هؤلاء الذين يرفعون السلاح في وجه الاحتلال، ولصوصه ومزوريه، وهؤلاء هم الذين سيؤسسون للعراق الجديد، العراق الديمقراطي الذي يحكمه الشرفاء والمؤمنون الحقيقيون، ويتساوى فيه الجميع، وتذوب فيه الفوارق الطبقية والعرقية والطائفية، وتختفي منه وجوه الفتنة هذه التي هبطت على ارضه ببراشوتات امريكية .
القدس العربي
10/8/2004
-----------------------------------------------------
اللهم أيد المنصور بك "صادم المجيد" على كل العملاء فإنه هو الظاهرة الوحيدة المشرفة في هذا العراق الكبير العظيم
بدأت ملامح العراق الجديد التي بشرتنا بها الادارة الامريكية، وجيشها الجرار من المسؤولين و المثقفين العراقيين، لتغطية غزوها العسكري التدميري للعراق، تتبلور يوما بعد يوم، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
اولا: حكومة الدكتور اياد علاوي الديمقراطية اعادت العمل بقانون الاعدام، وهددت باعدام كل من يخرج على النظام، والانكى من ذلك ان وزير حقوق الانسان، وهو كردي عانى من التعذيب، وعاش جل حياته في المنفى، ايد هذه الخطوة بحماس غير عادي. فأي وزير هذا، واي حقوق انسان تلك التي يتزعم وزارتها؟
ثانيا: الدكتور احمد الجلبي وابن شقيقه سالم الجلبي مدير عام محاكمة مسؤولي النظام العراقي السابق، وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين، صدرت في حقهما مذكرة اعتقال من قبل قاض عراقي، الاول بتهمة تزوير دنانير عراقية وتجاوزات مالية اخرى، والثاني بتهمة القتل. الدكتور الجلبي كان من ابرز المبشرين بالعراق الجديد القائم على النزاهة وعدالة القضاء، والحريات والشفافية.
ثالثا: منظرو الغزو العسكري الامريكي ومفكروه رسموا لنا صورة وردية عن الحريات الاعلامية في العراق الامريكي، وقالوا ان بغداد ستكون عاصمة جمهورية افلاطون العصرية، وواحة للاعلام الحر. وها هي حكومة الدكتور علاوي تقدم لنا نموذجا ناصعا في هذا الخصوص، باغلاقها مكتب قناة الجزيرة الفضائية، بعد اغلاق مكتب قناة العربية قبل اقل من عام.
رابعا: القوات الامريكية ترتكب مجازر في النجف الاشرف، وتحرق المقدسات، والاغرب من ذلك ان انصار امريكا، من الكتاب والشعراء والمثقفين لا ينطقون بكلمة احتجاج واحدة، وكأن الذين يستشهدون في النجف ليسوا عراقيين وليسوا بشرا.
نفهم ان معظم هؤلاء كانوا يسكتون على مجازر امريكا في الفلوجة وبعقوبة لان ضحايا هذه المجازر من طائفة اخرى، او لانهم متهمون، وبسبب طائفتهم، بمساندة الرئيس العراقي صدام حسين ونظام حكمه، ولكن ما لا نفهمه صمتهم المريب هذا على الضحايا الشهداء من ابناء الطائفة الشيعية المناضلة المجاهدة.
فهل قتل الطائرات والصواريخ الامريكية للعراقيين، بغض النظر عن مذهبهم، هو حلال ومباح في نظر هؤلاء؟ ثم اين أدبياتهم التي سطروها تباكيا على حقوق الانسان والحريات في العراق، ولماذا لا ينحازون لابناء جلدتهم، واذا كانوا يفرقون بين العراقيين على اسس طائفية، وهم كذلك فعلا، فلماذا لا ينحازون الى ابناء طائفتهم؟
ونجد من حقنا ايضا ان نسأل عن حزب الدعوة ، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، ونطالب قيادتيهما باعطاء تفسير لصمتهما هذا على انتهاك حرمة المقدسات في النجف في وضح النهار. فأي دعوة هذه التي تبارك هذا العدوان الامريكي، واي ثورة اسلامية هذه التي لا ينحاز اهلها وقادتها الى المحرومين المدافعين عن كرامة هذه المقدسات؟
محاولة ارتداء عباءات الوساطة ، وبذل الجهود الطيبة من اجل وقف القتال التي يتدثر بها بعض القيادات الاسلامية في النجف هي تهرب من المسؤولية، وطريقة مكشوفة للخداع، لا يمكن ان تنطلي على طفل ساذج يركض مذعورا في حواري النجف الاشرف وازقته.
جيش المهدي يقاتل الاحتلال، ويخوض حرب تحرير، ويلبي نداء الخالق جلّ وعلا في مواجهة الظلم الواقع على هذا الشعب العربي المسلم. ولذلك يستحق هذا الجيش وقيادته كل الدعم والمساندة. فهو يقاتل على ارضه، ويدافع عن مقدساته، فماذا يفعل الآخرون، وعن ماذا يدافعون، عن امريكا واحتلالها؟
السيد مقتدي الصدر ليس طارئاً على العراق، ولم يأت الى النجف الاشرف على ظهر دبابة امريكية، ولم يهرب من مواجهة النظام، بل بقي على ارضه ووسط اتباعه، ولم يغير مواقفه، ويبارك احتلال بلاده ولهذا اكتسب كل هذه الشعبية، ودخل التاريخ من انصع ابوابه، اياً كان مصيره.
الرئيس الامريكي جورج بوش نفسه قال انه لو كانت بلاده محتلة، سيحمل البندقية ويقاوم الاحتلال، فلماذا يعيبون على السيد الصدر مقاومته، ولماذا يشككون في مقاومة الآخرين ويعتبرونها ارهابا؟
الارهابيون الحقيقيون هم الذين يقفون في خندق الاحتلال، ويوفرون الغطاء له، ويتجسسون على ابناء وطنهم، ويشاركون في قتل المقاومين الذين لبوا نداء الواجب، وحملوا السلاح في مواجهة الغزو وقواته.
المشروع الامريكي فشل في العراق لانه قام على العدوان والاذلال والقهر، واعتمد على اللصوص والمرتزقة من الذين ليست لهم علاقة بالعراق غير الاسم فقط. وتحركهم الاحقاد ضد كل ما هو عربي، وكل ما هو مسلم. وها هم رموز هذا المشروع يسقطون الواحد تلو الآخر، بعد ان سقطت الاقنعة، وظهرت وجوههم على حقيقتها.
العراق الامريكي الجديد عراق يديره اللصوص والقتلة والمزورون وعملاء وكالات المخابرات الاجنبية. عراق بلا ماء ولا كهرباء ولا امن ولا استقرار ولا كرامة.
الظاهرة الوحيدة المشرفة في هذا العراق الكبير العظيم هم هؤلاء الذين يرفعون السلاح في وجه الاحتلال، ولصوصه ومزوريه، وهؤلاء هم الذين سيؤسسون للعراق الجديد، العراق الديمقراطي الذي يحكمه الشرفاء والمؤمنون الحقيقيون، ويتساوى فيه الجميع، وتذوب فيه الفوارق الطبقية والعرقية والطائفية، وتختفي منه وجوه الفتنة هذه التي هبطت على ارضه ببراشوتات امريكية .
القدس العربي
10/8/2004
-----------------------------------------------------
اللهم أيد المنصور بك "صادم المجيد" على كل العملاء فإنه هو الظاهرة الوحيدة المشرفة في هذا العراق الكبير العظيم