salah71
11-09-2008, 01:47 AM
القيادي البعثي بدوي محمد بدوي لـ(حكايات):
صدام لم يمت سيعود بشحمه ولحمه ويخاطب الناس
صدام أذكى من الأمريكان لذا جعلهم يعتقدون أنهم قتلوه..!
مازال الزعيم يقود المقاومة وسينتصر في المعركة ضد أمريكا
حاوره: عبد الجليل سليمان
كنت كأني أتوسد ساعداً من عاصفة حين شرعت في إجراء حوار معه، رجل مُفرط اليقين، وعلى درجة عالية بل مطلقة بأن صدام حسين لم يمت، ليس لأنه (كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد)، بل لأن من لديه مشروع قائم على صراع يتوسل الذكاء لا يستطيع أعداءه سوقِة إلى الموت بحسب السيد (بدوي محمد بدوي).
وما أن شرعت في إستدراج الرجل لمعرفة فكرته التي تلامس بجنونها حدود العبثية المفرطة، وتفارق حتى الأفكار البعثية وتختزلها في شخص (صدام حسين).
قلت له إنك (صدّامي)، فلم يعترض بل أبدى موافقة ضمنية بقوله: الصدامية مصطلح إستخدمه الناس لوصف الذين يؤمنون بقدرات صدام وأنا أحدهم.
الحوار مع (بدوي محمد بدوي) وهو سوداني مقيم في هولندا منذ 1999م، وهو كادر بعثي كان من ألمع كوادر الحزب الخطابية، الحوار معه مزيج من الفانتازيا والواقعية والأسطورة والصوفية.. إلى الحوار:
* (هاي المرجلة).. كانت آخر العبارات التي قالها صدام أثناء وضع حبل المشنقة على عنقه.. يكتمل المشهد بشد الحبل على العنق، ويسقط الرجل (صدام).. الجميع شاهد ذلك كل العالم، لذا تبدو فكرة أن صدام لم يمت (سخيفة) إلى حد كبير..؟!
ـ الفكرة ليست قائمة على تصورات دينية، هي فكرة المنقذ.. فكرة قائمة على أن صدام بطل وأسطورة، وهو أذكى من أعدائه وأكثر قدرة على الفعل منهم، لذا لا يستطيعون التمكن منه وإعدامه الذي تتحدث عنه لا يعني أنه مات، هذه محض صورة مخادعة لأن الصراع الدائر هو صراع ذكاء.. والذكي هو من يكسب الصراع، بحسب مفهوم الخداع الإستراتيجي الذي طرح في الحرب العالمية الثانية.. أنا أعتقد أن العراقيين علماء وبمقدورهم لعب لعبة ذكية.. وهذه كلها مقدمة لصراع (حرب) قادمة.
* لم أفهم شيئاً.. قل لي بوضوح.. هل برأيك صدام حي أم ميت..؟
ـ الفكرة تبدو مجنونة تماماً كفكرة زرقاء اليمامة (أني أرى شجرا يسير)، لم يصدقها الناس، فخسروا الحرب، هنالك أناس يتمتعون ببصيرة نافذة تتجاوز الواقع والتحليل السياسي وأدوات المنطق، لذا لا يصدقهم الناس.
* أتود القول أن بصيرتك نافذة إلى درجة أنك تنكر موت صدام..؟!
ـ ضاحكاً، أنا لا أنكر شيئاً لم يحدث أصلاً، أنا متأكد إن صدام لم يمت هذا محض وهم، هناك أوهام كثيرة، مثل حرب النجوم، والوصول للمريخ، ضللت بها البشرية وصدقتها تماماً كما صدقت إعدام صدام.
* لكن حرب النجوم ليست وهماً.. تماماً مثل موت صدام الذي شاهدناه جميعاً..؟!
ـ إنها وهم وفرية كبيرة وإلاّ لما هزمت طالبان الناتو، الآن حلف الناتو يسعى للتفاوض مع فلول طالبان والأمريكان يطلبون ود المقاومة العراقية، كانوا يفاوضونها سراً والآن علناً.. من تظن أنه يقود المقاومة في العراق..!
* من..؟!
ـ صدام بالتأكيد..!
* يا رجل..؟!
ـ أسخر كما شئت لكن إذا هنالك وهم كبير وتضليل والبشرية مغيبة فأنا لا أستغرب من سخريتك هذه، علاوة على أن الأمريكان بحسب إعتقادي.. ليسوا أذكياء بل أغبياء ووصف الصحاف لهم بالطراطير والعلوج ليس تهويماً، بل صحيح ودقيق.
* لكن هذا كلام (مختل) الأمريكيون لديهم قدرات لا ينكرها إلا مكابر فهم يمتلكون أموالاً وتكنولوجيا وسلاح.. وديمقراطية، كيف تصفهم بالغباء، أليس في ذلك إجحاف..؟!
ـ بغض النظر عن كيف اكتشف الغرب التكنولوجيا.. فالإنسان عندما يكتشف التكنولوجيا يملكها للناس، ويتم تطويرها عبر أجيال وتراكم لكنهم إحتكروها لذا إمتلكوا شفراتها، وبتشفيرهم لها حرموا الآخرين منها، وتميزوا عنهم ثم حاربوا بقية الدول التي تسعى لامتلاك العلم والمعرفة، ولولا ذلك الاحتكار لاستطاع رجال أوغنديون أو تشاديون أو أياً كانوا تطوير تكنولوجيا تضاهي وتبز تلك التي لدى أمريكا، الآن في مجال الكمبيوتر هم يستوردون مبرمجين هنود.. ألا تعلم ذلك..؟!
* دعنا نعود لصدام حسين.. أظنك تعني صدام الفكرة وليس الشخص؟؟
ـ أنا أعني صدام حسين المجيد بشحمه ولحمه وسوف يظهر ويخاطب الناس ومن أول الجمل التي يُتوقع أن يقولها:
(يا أيها الناس)
وسوف يخاطب الأمريكان أيضاً ويوضح لهم ما فعلوه من إراقة دماء وإحتلال بلد، وسيعطيهم إنذاراً يماثل إنذار بوش قبل حربه على العراق وسوف ينطبق عليهم بيت الشعر الذي كان يردده صدام دوماً:
وقد أسمعت لو ناديت حياًً ولكن لا حياة لمن تنادي.
بعدها ستقوم حرب يهزم فيها الأمريكان وتندلع حرب أهلية داخل أمريكا نتيجة للهزيمة التي ستلحق بها ضمن سياق جدل صعود وهبوط الأمبراطوريات العظمي وسيصعد العرب من جديد.
* دفوعاتك ضعيفة..؟!
ـ المحللون في إطار التضليل الإعلامي الراهن لا يستطيعون التوصل إلى هكذا نتائج، وما قلته ليست أماني، فالعراق في ظل القائد صدام ومشروعه لتحرير فلسطين قدم تضحيات جسام بني القاعدة العلمية والعسكرية وحارب إيران و33 دولة بقيادة أمريكا وقدم مئات الآلاف من الشهداء، هذه التضحيات قطعاً من أجل مشروع كبير والعراق بإمكانياته المادية والبشرية كان يمكنه العيش بسلام في السياق الأمريكي لكنه حورب من أجل مشروعه العظيم، الذي بدأ يتحقق الآن وسوف ينهض شامخاً من جديد.
* لكن أمريكا موجودة بكل جبروتها في كل مكان..؟
ـ أمريكا موقفها مثل التاجر المتورط في ديون وصفقات، لكنه يأتي في سيارة أنيقة وجلباب ناصع إلى المناسبات ومعه خروف فلا يصدقك أحداً إذا قلت أنه مفلس، لكن ما أن تتوقف سيارة الشرطة أمام منزلة وتعتقله حتى يتضح الأمر، هذا حال أمريكا تشن الحروب لأنها مفلسة وعاجزة وتنهب ثروات الشعوب وتعيش عالة علينا جميعاً، وهي تنتظر الآن لحظة قدوم البوليس، هي دولة ضعيفة لكن لا زالت تمتلك قوة عسكرية كافية رغم أن لديها أزمات اقتصادية وأخلاقية كبيرة، الإنسان المؤمن بأمريكا يعتقد أنها قوية بما يكفي لكن الإنسان الثاقب البصيرة يرى دوماً ما وراء الأكمة.
* ماذا ترى وراءها..؟!
ـ مثلاً السود توصلوا إلى أن الإنسان الأبيض فشل في إدارة الدولة وإنهم أكثر ذكاءً من البيض، لذا رشح باراك أوباما نفسه وهذه تعكس جزء كبير من الأزمة، الآن اكتسب السود واستعادوا الثقة بأنفسهم، لكن البيض مجدداً سوف يتآمرون عليهم بشكل أو بآخر.
* يبدو أن إعدام صدام سبب لك شرخاً نفسياً عميقاً ويتضح ذلك من إصرارك على التشبث بفكرة المنقذ الذي يخرج من (قبر) ليقود البشرية إلى الخلاص..؟
ـ قد تبدو الفكرة لأول وهلة هكذا كأنما تُعبر عن صدمة وشرخ نفسي لكن الصدمة تتلاشى بمرور الزمن وفكرتي هذه تتعمق بمرور الزمن لأنها مستندة على أن كل إنسان لديه رسالة محددة لابُد أن يستمر لإكمال رسالته، وكان صدام يقول:
(أنه رأى الموت ماثلاً أمامه كحالة مادية لكن لم يخطر على باله انه سوف يموت، وقال إن هذا لا يتعارض مع الإيمان وعبد الرحمن الداخل كان مؤمن بفكرته عندما كانت تطارده دولة كاملة مع اثنين من خدمه لكنه في النهاية أقام دولته في الأندلس وصدام أكثر من تاريخي بل هو أسطورة وهو أذكى من أن يعدمه أعداءه لكن ولظروف محددة (الاحتلال).. يرى الناس الصورة على نحو غير صحيح وأنا متابع لشخصية صدام منذ 1982م بشكل متواصل ولم يخب ظني فيه قط.
* لكن أمريكا هزمته وهو حي فكيف سيهزمها ميتاً..؟
ـ أنا لا أرى هزيمة الأمريكان مستحيلة والتاريخ يقول أن هنالك قوى صاعدة هزمت إمبراطوريات كبيرة أما بالنسبة لـ(جدلية) حياة صدام وموته فهذه بالنسبة لي مسألة إيمان لكن يظل صحيحاً أن هنالك أناس مستعدون لإذكاء جذوة المقاومة التي يؤمنون بها، وإذا فكر الإنسان بشكل صحيح لماذا لايتساءل ماذا سيحدث إذا استمرت البشرية بصورتها الحالية لعشرين سنة قادمة، ملايين الناس سوف يموتون بالحرب، المجاعة، الأمراض، ملايين العاطلين عن العمل وطالبي الهجرة والمقهورين والسجناء، إذن هنالك خلل نتيجة للسيطرة الأمريكية على العالم، اذا كانت السيطرة عادلة لماذا لا نكون في حالة توازن.. هذه سيطرة ظالمة.. تفرضها قيم السوق (التافهة) وهذا لا يمكن ولابد أن يتم علاج هذا الخلل الذي سببته سيطرة الأمريكيين على العالم.
* حالة عودة التوازن للعالم هل مرتبطة بظهور صدام؟
ـ نعم صدام هو أحد قادة الصراع والحراك فلابُد أن يظهر لأنه يُمثل طموحات المستضعفين وهنالك مُشاركين في الصراع إلى جانب صدام (قوة خيرة كثيرة) تبدأ من فنزويلا وتنتهي في باكستان. وهنالك قوة محايدة وأخرى خائفة وثالثة لها مشروع كأيران التي تعتقد أن صدام انتهى وأن العراق تراجع، وهي القوة البديلة القادمة لكن المُقاومة الأكثر قدرة هي القوى غير الواضحة (المجهولة من هم الذين يحاربهم الأمريكان في العراق الآن، هل يحاربون شبحاً، هذه هي القوى القادمة وهي القوى التي يقودها صدام).
* هذا أشبه بالحلم..؟
ـ أجمل ما في الموضوع أن ينطرح كلام بشكل لا يُصدق لأن (البتصدق ما بتحقق)، وهو غير (محبوك) بشكل سليم لكن هذا الحلم سيتحقق ولماذا لا تكون لنا أحلامنا فالحياة لا معنى لها دون أحلام كبيرة.
* أخيرا.. مساحة لك أملأها بما شئت؟؟
ـ قال صحفي أمريكي شهير لصدام قبل الحرب أن أمريكا قادمة ولن أراك مُجددا فرد صدام:
ـــ لكننا كأنما نراك أمامنا.
وأنا أيضاً أتمنى أن ألتقيك مرة أخرى عقب عودة صدام
http://amir.maktoobblog.com/?post=1187954
صدام لم يمت سيعود بشحمه ولحمه ويخاطب الناس
صدام أذكى من الأمريكان لذا جعلهم يعتقدون أنهم قتلوه..!
مازال الزعيم يقود المقاومة وسينتصر في المعركة ضد أمريكا
حاوره: عبد الجليل سليمان
كنت كأني أتوسد ساعداً من عاصفة حين شرعت في إجراء حوار معه، رجل مُفرط اليقين، وعلى درجة عالية بل مطلقة بأن صدام حسين لم يمت، ليس لأنه (كان يحيا كأن الحياة أبد وكأن الشراب نفد)، بل لأن من لديه مشروع قائم على صراع يتوسل الذكاء لا يستطيع أعداءه سوقِة إلى الموت بحسب السيد (بدوي محمد بدوي).
وما أن شرعت في إستدراج الرجل لمعرفة فكرته التي تلامس بجنونها حدود العبثية المفرطة، وتفارق حتى الأفكار البعثية وتختزلها في شخص (صدام حسين).
قلت له إنك (صدّامي)، فلم يعترض بل أبدى موافقة ضمنية بقوله: الصدامية مصطلح إستخدمه الناس لوصف الذين يؤمنون بقدرات صدام وأنا أحدهم.
الحوار مع (بدوي محمد بدوي) وهو سوداني مقيم في هولندا منذ 1999م، وهو كادر بعثي كان من ألمع كوادر الحزب الخطابية، الحوار معه مزيج من الفانتازيا والواقعية والأسطورة والصوفية.. إلى الحوار:
* (هاي المرجلة).. كانت آخر العبارات التي قالها صدام أثناء وضع حبل المشنقة على عنقه.. يكتمل المشهد بشد الحبل على العنق، ويسقط الرجل (صدام).. الجميع شاهد ذلك كل العالم، لذا تبدو فكرة أن صدام لم يمت (سخيفة) إلى حد كبير..؟!
ـ الفكرة ليست قائمة على تصورات دينية، هي فكرة المنقذ.. فكرة قائمة على أن صدام بطل وأسطورة، وهو أذكى من أعدائه وأكثر قدرة على الفعل منهم، لذا لا يستطيعون التمكن منه وإعدامه الذي تتحدث عنه لا يعني أنه مات، هذه محض صورة مخادعة لأن الصراع الدائر هو صراع ذكاء.. والذكي هو من يكسب الصراع، بحسب مفهوم الخداع الإستراتيجي الذي طرح في الحرب العالمية الثانية.. أنا أعتقد أن العراقيين علماء وبمقدورهم لعب لعبة ذكية.. وهذه كلها مقدمة لصراع (حرب) قادمة.
* لم أفهم شيئاً.. قل لي بوضوح.. هل برأيك صدام حي أم ميت..؟
ـ الفكرة تبدو مجنونة تماماً كفكرة زرقاء اليمامة (أني أرى شجرا يسير)، لم يصدقها الناس، فخسروا الحرب، هنالك أناس يتمتعون ببصيرة نافذة تتجاوز الواقع والتحليل السياسي وأدوات المنطق، لذا لا يصدقهم الناس.
* أتود القول أن بصيرتك نافذة إلى درجة أنك تنكر موت صدام..؟!
ـ ضاحكاً، أنا لا أنكر شيئاً لم يحدث أصلاً، أنا متأكد إن صدام لم يمت هذا محض وهم، هناك أوهام كثيرة، مثل حرب النجوم، والوصول للمريخ، ضللت بها البشرية وصدقتها تماماً كما صدقت إعدام صدام.
* لكن حرب النجوم ليست وهماً.. تماماً مثل موت صدام الذي شاهدناه جميعاً..؟!
ـ إنها وهم وفرية كبيرة وإلاّ لما هزمت طالبان الناتو، الآن حلف الناتو يسعى للتفاوض مع فلول طالبان والأمريكان يطلبون ود المقاومة العراقية، كانوا يفاوضونها سراً والآن علناً.. من تظن أنه يقود المقاومة في العراق..!
* من..؟!
ـ صدام بالتأكيد..!
* يا رجل..؟!
ـ أسخر كما شئت لكن إذا هنالك وهم كبير وتضليل والبشرية مغيبة فأنا لا أستغرب من سخريتك هذه، علاوة على أن الأمريكان بحسب إعتقادي.. ليسوا أذكياء بل أغبياء ووصف الصحاف لهم بالطراطير والعلوج ليس تهويماً، بل صحيح ودقيق.
* لكن هذا كلام (مختل) الأمريكيون لديهم قدرات لا ينكرها إلا مكابر فهم يمتلكون أموالاً وتكنولوجيا وسلاح.. وديمقراطية، كيف تصفهم بالغباء، أليس في ذلك إجحاف..؟!
ـ بغض النظر عن كيف اكتشف الغرب التكنولوجيا.. فالإنسان عندما يكتشف التكنولوجيا يملكها للناس، ويتم تطويرها عبر أجيال وتراكم لكنهم إحتكروها لذا إمتلكوا شفراتها، وبتشفيرهم لها حرموا الآخرين منها، وتميزوا عنهم ثم حاربوا بقية الدول التي تسعى لامتلاك العلم والمعرفة، ولولا ذلك الاحتكار لاستطاع رجال أوغنديون أو تشاديون أو أياً كانوا تطوير تكنولوجيا تضاهي وتبز تلك التي لدى أمريكا، الآن في مجال الكمبيوتر هم يستوردون مبرمجين هنود.. ألا تعلم ذلك..؟!
* دعنا نعود لصدام حسين.. أظنك تعني صدام الفكرة وليس الشخص؟؟
ـ أنا أعني صدام حسين المجيد بشحمه ولحمه وسوف يظهر ويخاطب الناس ومن أول الجمل التي يُتوقع أن يقولها:
(يا أيها الناس)
وسوف يخاطب الأمريكان أيضاً ويوضح لهم ما فعلوه من إراقة دماء وإحتلال بلد، وسيعطيهم إنذاراً يماثل إنذار بوش قبل حربه على العراق وسوف ينطبق عليهم بيت الشعر الذي كان يردده صدام دوماً:
وقد أسمعت لو ناديت حياًً ولكن لا حياة لمن تنادي.
بعدها ستقوم حرب يهزم فيها الأمريكان وتندلع حرب أهلية داخل أمريكا نتيجة للهزيمة التي ستلحق بها ضمن سياق جدل صعود وهبوط الأمبراطوريات العظمي وسيصعد العرب من جديد.
* دفوعاتك ضعيفة..؟!
ـ المحللون في إطار التضليل الإعلامي الراهن لا يستطيعون التوصل إلى هكذا نتائج، وما قلته ليست أماني، فالعراق في ظل القائد صدام ومشروعه لتحرير فلسطين قدم تضحيات جسام بني القاعدة العلمية والعسكرية وحارب إيران و33 دولة بقيادة أمريكا وقدم مئات الآلاف من الشهداء، هذه التضحيات قطعاً من أجل مشروع كبير والعراق بإمكانياته المادية والبشرية كان يمكنه العيش بسلام في السياق الأمريكي لكنه حورب من أجل مشروعه العظيم، الذي بدأ يتحقق الآن وسوف ينهض شامخاً من جديد.
* لكن أمريكا موجودة بكل جبروتها في كل مكان..؟
ـ أمريكا موقفها مثل التاجر المتورط في ديون وصفقات، لكنه يأتي في سيارة أنيقة وجلباب ناصع إلى المناسبات ومعه خروف فلا يصدقك أحداً إذا قلت أنه مفلس، لكن ما أن تتوقف سيارة الشرطة أمام منزلة وتعتقله حتى يتضح الأمر، هذا حال أمريكا تشن الحروب لأنها مفلسة وعاجزة وتنهب ثروات الشعوب وتعيش عالة علينا جميعاً، وهي تنتظر الآن لحظة قدوم البوليس، هي دولة ضعيفة لكن لا زالت تمتلك قوة عسكرية كافية رغم أن لديها أزمات اقتصادية وأخلاقية كبيرة، الإنسان المؤمن بأمريكا يعتقد أنها قوية بما يكفي لكن الإنسان الثاقب البصيرة يرى دوماً ما وراء الأكمة.
* ماذا ترى وراءها..؟!
ـ مثلاً السود توصلوا إلى أن الإنسان الأبيض فشل في إدارة الدولة وإنهم أكثر ذكاءً من البيض، لذا رشح باراك أوباما نفسه وهذه تعكس جزء كبير من الأزمة، الآن اكتسب السود واستعادوا الثقة بأنفسهم، لكن البيض مجدداً سوف يتآمرون عليهم بشكل أو بآخر.
* يبدو أن إعدام صدام سبب لك شرخاً نفسياً عميقاً ويتضح ذلك من إصرارك على التشبث بفكرة المنقذ الذي يخرج من (قبر) ليقود البشرية إلى الخلاص..؟
ـ قد تبدو الفكرة لأول وهلة هكذا كأنما تُعبر عن صدمة وشرخ نفسي لكن الصدمة تتلاشى بمرور الزمن وفكرتي هذه تتعمق بمرور الزمن لأنها مستندة على أن كل إنسان لديه رسالة محددة لابُد أن يستمر لإكمال رسالته، وكان صدام يقول:
(أنه رأى الموت ماثلاً أمامه كحالة مادية لكن لم يخطر على باله انه سوف يموت، وقال إن هذا لا يتعارض مع الإيمان وعبد الرحمن الداخل كان مؤمن بفكرته عندما كانت تطارده دولة كاملة مع اثنين من خدمه لكنه في النهاية أقام دولته في الأندلس وصدام أكثر من تاريخي بل هو أسطورة وهو أذكى من أن يعدمه أعداءه لكن ولظروف محددة (الاحتلال).. يرى الناس الصورة على نحو غير صحيح وأنا متابع لشخصية صدام منذ 1982م بشكل متواصل ولم يخب ظني فيه قط.
* لكن أمريكا هزمته وهو حي فكيف سيهزمها ميتاً..؟
ـ أنا لا أرى هزيمة الأمريكان مستحيلة والتاريخ يقول أن هنالك قوى صاعدة هزمت إمبراطوريات كبيرة أما بالنسبة لـ(جدلية) حياة صدام وموته فهذه بالنسبة لي مسألة إيمان لكن يظل صحيحاً أن هنالك أناس مستعدون لإذكاء جذوة المقاومة التي يؤمنون بها، وإذا فكر الإنسان بشكل صحيح لماذا لايتساءل ماذا سيحدث إذا استمرت البشرية بصورتها الحالية لعشرين سنة قادمة، ملايين الناس سوف يموتون بالحرب، المجاعة، الأمراض، ملايين العاطلين عن العمل وطالبي الهجرة والمقهورين والسجناء، إذن هنالك خلل نتيجة للسيطرة الأمريكية على العالم، اذا كانت السيطرة عادلة لماذا لا نكون في حالة توازن.. هذه سيطرة ظالمة.. تفرضها قيم السوق (التافهة) وهذا لا يمكن ولابد أن يتم علاج هذا الخلل الذي سببته سيطرة الأمريكيين على العالم.
* حالة عودة التوازن للعالم هل مرتبطة بظهور صدام؟
ـ نعم صدام هو أحد قادة الصراع والحراك فلابُد أن يظهر لأنه يُمثل طموحات المستضعفين وهنالك مُشاركين في الصراع إلى جانب صدام (قوة خيرة كثيرة) تبدأ من فنزويلا وتنتهي في باكستان. وهنالك قوة محايدة وأخرى خائفة وثالثة لها مشروع كأيران التي تعتقد أن صدام انتهى وأن العراق تراجع، وهي القوة البديلة القادمة لكن المُقاومة الأكثر قدرة هي القوى غير الواضحة (المجهولة من هم الذين يحاربهم الأمريكان في العراق الآن، هل يحاربون شبحاً، هذه هي القوى القادمة وهي القوى التي يقودها صدام).
* هذا أشبه بالحلم..؟
ـ أجمل ما في الموضوع أن ينطرح كلام بشكل لا يُصدق لأن (البتصدق ما بتحقق)، وهو غير (محبوك) بشكل سليم لكن هذا الحلم سيتحقق ولماذا لا تكون لنا أحلامنا فالحياة لا معنى لها دون أحلام كبيرة.
* أخيرا.. مساحة لك أملأها بما شئت؟؟
ـ قال صحفي أمريكي شهير لصدام قبل الحرب أن أمريكا قادمة ولن أراك مُجددا فرد صدام:
ـــ لكننا كأنما نراك أمامنا.
وأنا أيضاً أتمنى أن ألتقيك مرة أخرى عقب عودة صدام
http://amir.maktoobblog.com/?post=1187954