خطاب
27-08-2008, 08:00 PM
منقول
دائما الحاجة هي أم الإختراع، فما تقوم به المقاومة البطلة في أرض العراق يدعو إلى الإفتخار بوجود مثل هذه العقول فى ظل هذه الظروف المحيطة بالأمة العربية والإسلامية من ناحية، والظروف والامكانات، والموارد الشحيحة واللازمة لتطوير تلك الاسلحة من ناحية أخرى، حتى أصبحت هذه المقاومة شوكة متعددة الرؤوس ضد المحتلين على إختلاف جنسياتهم وتعدد ألوانهم، وستظل كذلك إلى أن يعود المحتلون من حيث جاءوا..
بدأ الأمر، حينما أعلن أحد كبار قادة الجيش الأميركي المحتل في العراق عن إستبدال عجلات الهمفي التي يستخدمها هذا الجيش في دورياته وعملياته العسكرية، بعجلات كاسحة للألغام، مزودة بوسائل حماية متطورة.
وأشار القائد الأميركي إلى أن الهدف من اتخاذ هذه الخطوة، هو حماية أكثر للطاقم من الألغام والعبوات الناسفة ونيران الأسلحة الخفيفة والتهديدات الأخرى التي تأتي إلى أفراد الطاقم، وأن هذه التقنية الحديثة مصممة لكي تحمل الوزن الإضافي كوسائل حماية مدرعة، وأنها معجزة الجيش الأميركي التي لا يمكن قهرها، حسبما يقول!
لقد كانت العبوات الناسفة التي تستخدمها المقاومة في العراق بداية مرحلة الاحتلال، بدائية الصنع، نوعاً ما، وكانت تعتمد على أدوات بسيطة، لكن المقاومة، وبعد عامين ونصف من القتال بدأت تكتشف طرقًا أكثر تطوراً، وأشد فتكاً، فيما يتعلق بإعداد العبوات الناسفة.
ومايؤكد أن الجماعات المقاومة والمسلحة وصلت إلى أعلى تقنيات التطور وأحدثها.. هذه المشاهد الثلاثة، لثلاثة جماعات جهادية، كانت وسيلتها في الهجوم العبوات الذكية..
- المشهد الأول:
بيان لإحدى الجماعات المسلحة تعلن فيه إستخدامها للعبوات الذكية، وهي الجيل الجديد من العبوات الناسفة المطوّرة، وكيف أنها حطمت أسطورة التكنلوجيا الأميركية.. أن العبوات الناسفة محلية الصنع، وشديدة المفعول، كالعبوة الذكية التي لاتكشفها الكاسحات هي من إبتكار جماعة أنصار الاسلام، قبل أن تنتقل إلى فصائل وجماعات مقاومة أخرى. وتقول الجماعة التي أبتكرت العبوة الذكية في بيان لها:
إستمراراً للضربات الموجعة التي يسددها أسود العراق للقوات الاميركية، وإستمراراً للتطور التكنولوجي الذي أحرزه إخوتكم في مجال العبوات الناسفة المطورة والتي لا تستطيع كاسحات العدو إكتشافها، بل وتقف فوقها لتنفجر عليها العبوة، لتمرغ أنف أسطورة التكنولوجيا الاميركية التي لا تقهر في التراب.. إستمراراً لذلك، تمكن إخوتكم أسود العراق وأنصار الاسلام, من تدمير كاسحة ألغام أميركية في الجانب الأيمن من مدينة الموصل المجاهدة، تأتي هذه العملية في إطار الرد على العملية العسكرية التي تستهدف أهالي الموصل المسلمين الصادقين.
- المشهد الثاني:
وفي بيان ثان لجماعة أخرى، جربت أول عبواتها الذكية على آلية كاسحة أميركية، ويعد البيان بإستعداد الجماعة للكاسحات المتطورة الذكية، ويسخر في الوقت ذاته من تصريحات الناطق باسم (خطة فرض القانون) الذي يؤكد أن الحكومة بصدد إستخدام آليات متطورة للكشف عن العبوات الناسفة، حيث تقول الجماعة في بيانها:
تمكن أخوتكم المجاهدون من إصطياد ماتسمى بـكاسحة الألغام في بغداد، التي وبحمد الله دمرت تدميراً كاملاً بعد أن شاهدنا مايسمى الناطق باسم (خطة أمن بغداد) المزعومة، يقول، أن القوات العراقية قد تسلمت آليات و أجهزة خاصة باكتشاف الألغام والمتفجرات، فقام جنود الجماعة المختصون بإصطياد الكاسحات، بإستعمال أول عبوة ذكية صُنعت خصيصاً لاصطياد كاسحات الألغام، وتجريبها على الكاسحات الاميركية ولله الحمد أثبتت نجاحاً باهراً، ونود أن نؤكد أن هذه العملية هي لكاسحة ألغام تابعة للقوات الاميركية فكيف بآلياتكم الواهنة، وأن جنودنا متلهفون لتدشين العبوة بـ(كاسحة الألغام الذكية) جديدة الصنع، والتي يريدون إستخدامها على نطاق واسع في أرض الجهاد، ونقول للجيش العميل، أنتظروا منا ما يسوءكم فهذا أول الغيث، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل، ومن الله العون والسداد.
-ا لمشهد ثالث:
يبدأ المشهد الثالث بظهور كاسحة ألغام أميركية، تتحرك ببطء .. تتوقف كاسحة الألغام التي هي آخر ما أبتكرته تكنلوجيا أميركا، يبدو أن الكاسحة الذكية، تحسست وجود لغم قام بزرعه مقاومون تابعون لجيش الراشدين، لكنها تحركت، بعد أن تاكدت خلو المكان من الخطر، تظهر كاسحة الغام أخرى، أكثر تطوراً من الأولى، فهي مزودة بأحدث وأدق الأجهزة، وتتوقف الكاسحة الثانية المتطورة، التي تحمل التكنلوجيا المتطورة، لقد تحسست وجود الخطر، ولكن أجهزتها أكدت لها عدم وجود أي شئ، تتحرك تاركة المكان، وهنا تظهر المفاجأة، إذ تتقدم الناقلة الاميركية، وتنتصب فوقها كومة من الاجهزة المتطورة، وهذا هو الهدف الذي ينتظره المقاومون.. وما هي سوى لحظات حتى تتناثر أشلاء الآلية الأميركية بمن فيها.
وهنا يتمكن المقاومون من تجاوز أخطر حلقتين في السلاح الاميركي، الكاسحة الاولى والثانية التي يفترض أنها لا تخطئ، ويتم تدمير الهدف وهو لابد أن يكون من الصيد الثمين جداً، لأن تحرك كاسحتين بهذه الطريقة أمامه لتأمين الطريق، يؤكد أهمية الشخصيات الموجودة داخل العربة الأخرى. وهاهي أثمن أسلحتهم وأخطرها وأكثرها تقنية (الكاسحات المتطورة جداً) تخرج من ساحة المعركة أو تحال على التقاعد باكراً، نتيجة العقلية الكبيرة للمقاومة الباسلة، التي تخطت كل الحدود التي كانت يوماً من الخيال عبورها وتجاوزها، وبهذا يثبت المجاهدون والمقاومون أنهم يتقدمون بخطوات هائلة إلى الامام.
وفي تقييم لأداء الجيش الاميركي في العراق وأساليبه في (مكافحة) المقاومة التي يطلق عليها الاميركيون التمرد، قال باحثون شهدوا مؤتمراً أكاديميا في أميركا أن الجيش الاميركي يمتلك أساليب أقل من المقاومة، ويعتقد أميركيون أن هذا يعتبر أكبر تحد للاميركيين منذ الحرب الكورية قبل نصف قرن. ووصف العسكريون الاميركيون، المقاتلين العراقيين بأنهم اذكياء، ودهاة، وشجعان، وأنه لا يمكن التغلب عليهم .
وكان الجيش الاميركي قد تعرض لهزيمة في فيتنام بسبب قدرة وكفاءة تنظيم مقاتلي (الفيت كونغ)، وما يثير الأن هو أن القوة العظمى الوحيدة في العالم تواجه خطر الهزيمة وإجبارها على الهروب من عدد لا يزيد عن عشرات الالاف من المقاتلين العراقيين المسلحين بأسلحة خفيفة، والذين إستطاعوا تطوير اسلحة وتكتيكات قادرة على تدمير طائرات ومصفحات تكلف صناعتها بلايين الدولارات.
إن المقاومة العراقية أثبتت أنها قادرة على التكيف مع الجو العسكري، وتغيير أساليبها بما يتناسب مع الظرف السياسي.. وأستطاع المقاتلون تغيير قواعد الاشتباك الاميركية وتحويلها لصالحهم.. إن العراق اليوم يمتص مصادر الجيش الاميركي بوتيرة سريعة، حتى بات هذا الجيش الاميركي يحتاج إلى آخر مستحدثات التكنولوجيا من أجل هزيمة قوات عسكرية ذكية مثل المقاومة العراقية، وهي قوات لم يكن الأميركيون يتوقعون وجودها. إن المقاومة العراقية اليوم تعرف متى، وأين سيضرب الأميركيون، وتقوم بإستخدام قواعد الإشتباك ضدهم، حتى وصل الحال بهم إلى أن أحدث تقنياتهم باتت عبئاً ثقيلاً عليهم، كالكاسحة الذكية التي أحرجتهم أكثر مما أنقذتهم!
لماذا الكاسحة الذكية؟!
لقد وقع أكثر من 81 ألف هجوم بهذا السلاح في العراق، بضمنها 25 ألف هجوم في العام الأخير من عمر الإحتلال، حسب مصادر الجيش الأميركي نفسها، فكانت فكرة تصنيع الكاسحة الذكية بعد كل هذه الخسائر، قبل أن تحيلها العبوة الذكية على التقاعد باكراً.. لقد كان تدميراً لرمز التفوق العسكرى النوعي للجيش الأميركي، وقد تطايرت آليات المحتل أمام عبوة محلية الصنع عليها (بصمة) المقاومة العراقية، لتؤكد مرة أخرى إمكانية مواجهة أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وإستخدام هذا النوع من العبوات، قبالة آلة صرفت عليها بلايين الدولارات يدل على حالة العجز التي يعيشها الإحتلال في مواجهة المقاومة البطلة..
نعم لقد تطورت الحرب بالفعل إلى شيء مختلف تماماً، فقد دخلت متفجرات الطرق (العبوات الناسفة) بإعتبارها سلاحاً بارزاً في العراق، حتى أن بعض المحللين وصفوا ظهور هذه العبوات بظهور البندقية الآلية في الحرب العالمية الأولى، أو (القنبلة الذكية) الموجهة بالليزر في (حرب الخليج) عام 1991!
وقد تصاعدت في السنتين الأخيرتين الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية بعبوات ناسفة رغم التعتيم الإعلامي والكذب في إنخفاض وتراجع المقاومة، إذ وصلت الهجمات التي يتم تنفيذها بعبوات ناسفة فقط إلى أكثر من ألف هجمة شهرية، وهو معدل يعادل أربعة أضعاف المعدل الذي كانت عليه تلك الهجمات عام 2004. فالمقاومون العراقيون أصبحوا أكثر تعقيداً في تصنيعهم للعبوات، وأماكن زرعها ووسائل تفجيرها. حتى وصل الحال بالبريطانيين إلى أن يؤكدوا في تقرير، أن الجيش البريطاني يعتقد أن هناك مخزوناً كافياً من المتفجرات غير الشرعية لدى العراقيين، يمكنه مواصلة ذات معدل الهجمات لسنوات دون إمدادات جديدة.
ولكن رغم إنفاق بلايين الدولارات تجاوزت الخمسة عشر بليوناً خلال السنوات الخمس الماضية من قبل دائرة مكافحة سلاح العبوات الناسفة، علاوة على صرف 4.5 بليون دولار إضافي للسنة المالية 2008، بقي هذا السلاح الأكثر فتكاً بالقوات الاميركية، حسب إعتراف البنتاغون هذا العام. أن عقول المقاومين ما زالت تنتج مزيداً من التقنيات، وهذا ما اكده قائد كبير في الجيش الأميركي، حتى أن حالة الهوس الامني الذي يعيشه الأميركان بلغ حداً كبيراً تجاوز حد الرعب خشية إستخدام مواد كيماوية في تركيب العبوات الناسفة وأحزمة الاستشهاديين خصوصاً بعدما تمكن المجاهدون من الوصول إلى أماكن غاية في الحساسية ودقة في التخطيط. ويتخوف الأميركان من أن يحاول المجاهدون والمقاومون إيجاد وسيلة لإضافة مواد كيماوية مختلفة إلى العبوات الناسفة، وهذه مسألة وقت.. فتقنيات المقاومة تتطور دائما، وتحاول طوال الوقت تصنيع أسلحة متطورة أكثر..
وبعد خمس سنوات تبين أن هذه الجهود والصرفيات المستمرة لبناء تقنيات مضادة للعبوات الناسفة، كانت دفاعية، إرتكاسية، وأخيراً غير كافية.. بل، وعاجزة !! لقد بات الأميركان اليوم يبحثون عن الرصاصة الفضية وهي النجاح في مقاومة هذه العبوات الناسفة فتحولت بذلك من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، وذلك يعد تطوراً كبيراً في التكنيك الذي استخدمه المقاومون، وهو جعل المحتلين في موقع الدفاع وإجبارهم للتخلي عن موقع الهجوم، وهو ما حدث بالفعل، فأخذت جيوش الولايات المتحدة الأميركية، الأولى في العالم في كل شيء تدافع عن نفسها، وجل همها وهدفها هو كيفية حماية أرتالها من هجمات أبطال المقاومة العراقية الباسلة في العراق.
(يُريد الاميركان حلولاً تقنية، وأن حل معضلة العبوات الناسفة يُجسّد البعد الكامل لقوة أميركا، سياسياً، وعسكرياً، وستراتيجياً، وعملياتياً، وإستخباراتياً)، هذا ما قاله أحد القادة الأميركان الذي يُشرف على تقنيات عديدة للقضاء على فعالية سلاح العبوات الناسفة وتدميرها.
لقد أجرت لجنة خاصة مشتركة من الجيش الأميركي والكونغرس أكثر من (200) مقابلة مع المتعاقدين والعلماء والخبراء في العراق وفي أفغانستان وواشنطن وأماكن أخرى لبحث كيفية التعامل مع سلاح العبوات الناسفة الفتاك، خصوصاً بعد التصاعد اللولبي لإصابات الاميركان من عشرات إلى مئات وإلى آلاف عديدة، وبعد تطور هذه العبوات تقنياً..
لقد صعق الأميركان لنتائج تلك العبوات الناسفة، فتزايد بحثهم بشكل مُلح لإيجاد تقنيات مضادة لهذه العبوات الفتاكة، حتى أنهم لجأوا إلى (نحل العسل) و(كلاب الصيد) لكشف العبوات الناسفة، علاوة على تجهيز الجنود بدروع واقية، وإستخدام أجهزة الصد، والتعطيل، والسحق ضد هذا السلاح، وتقنيات عديدة أخرى.. ورغم كل ذلك، أستمر سلاح العبوات بفعاليته وتصاعده بأعداد تصل إلى حوالي 100 هجوم تفجيري يومياً، عدا تلك العبوات الناسفة التي يتم اكتشافها.
أعمال التطوير المفاجئة في تقنيات المقاومة هذه، دفعت عدداً من المحللين الأميركان والقادة العسكريين والميدانيين إلى القول: (يبدو أننا خسرنا في صراع الأدمغة في مواجهة المقاومة العراقية).. وقال عدد من هؤلاء أن أخطر ما في الموضوع أن المقاومين لم يعودوا بحاجة إلى الأستشهاديين!
إن إكتشاف طريقة التعامل مع العبوات الناسفة القاتلة التي تكبد الاحتلال الأميركي خسائر جسيمة في العراق أصبح أحد الأولويات الأهم للقيادة العسكرية الاميركية، لاسيما وأن عناصر المقاومة العراقية تعمل بشكل مستمر على تطوير وتحديث تلك العبوات الناسفة. حتى أن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية أكدوا أن ذلك النظام الذي يستعمل أدوات معتمدة على (المايكرويف) بهدف القضاء على العبوات الناسفة من مسافات بعيدة تم أختباره في داخل أميركا وأُرسل إلى العراق بالفعل بعد أن تم اطلاق تسمية (الكاسحة الذكية) على من تحمل تلك الأنظمة المتطورة تكنلوجياً..
إلا أنه، وبرغم التقدم الذي تبدو عليه هذه المنظومة الجبارة، فأن الذي يطل في الأفق دائماً، هو إرادة الأنسان الذي يمكنه إختراع سلاح والتوصل إلى سلاح مضاد له، وهو ما تمثل بسلاح (العبوة الذكية) التي أنتجتها عقول المجاهدين.. وقبل كل هذه الأسلحة، يبقى تحقيق الهدف من الحرب مرهونا بالإستيلاء على الأرض، فعلى فرض أن العدو إستخدم الأسلحة الذكية ثم مضى بعد ذلك، هل يكون قد حقق هدفه.. لا.. عليه أن يحتل الأرض وعلى المقاوم أن يجد من التكتيكات والأساليب ما يمكنه من إحالة حياة العدو إلى جحيم، وقد ظهر ذلك في المعارك التكتيكية التي دارت بين المقاومة العراقية والقوات الاميركية والتي نجحت خلالها المقاومة العراقية في إحداث خسائر كبيرة في صفوف هذه القوات المحتلة.
إن المقاومة العراقية أسقطت أسطورة الجيش الأميركي، وأعترف جنرالاتهم بالهزيمة التي أصبحت واضحة دون تلميح، بل عبر تصريحات واعترافات لأكثر من مرة، وعلى لسان هؤلاء، بفشل المشروع الأميركي بشهادة العالم بأسره ..
ويكفي المقاومة العراقية فخرا أنها أسقطت أسطورة الجيش الأميركي، ونزعت الهيبة عنه، وأذلت ماكينته العسكرية من خلال عملياتها النوعية الفريدة، ويشهد بذلك العدو قبل الصديق .. لقد أثبتت (العبوة الذكية) التي جاءت للرد على سلاح الكاسحة الأميركية الذكية، التي تبين غباؤها، نقول، أثبتت هذه العبوة، كذب إدعاءات من يقول أن فصائل المقاومة العراقية والجهادية هي فصائل لا تعرف غير لغة السلاح.
إن أميركا جاءت لتبقى، وأعدت العدة لذلك، لكنها لم تحسب حساباً للمقاومة العراقية الباسلة التي شكلت إعصاراً نواته بغداد (درة الشرق الأوسط)، وحدوده، أركان (البيت الأسود) الأميركي، التي تهتز عروشه اليوم، بفعل الضربات الموجعة للمقاومة العراقية الباسلة، التي حوّلت أرقى ما وصل إليه العلم الحديث من التطور، الذي أنتج الكاسحة الذكية، إلى سراب، بفعل عبوة ذكية، لاتزال دائرتها الكهربائية البسيطة (مغلقة) على عقول، ظن الجميع، أنها الأذكى، قبل أن يبرهن المقاومون، على أنها الأغبى في ميدان العلم التكنلوجي الحديث !!
أميركا تريد الآن أن تخرج حفاظاً على ما تبقى لها من ماء الوجه، إن كان لوجهها ماء، ولكن هل دخول الحمّام كالخروج منه كما يقال؟!!
نعم هي ستخرج مرغمة، ولكن عليها قبل ذلك أن تدفع الثمن.. ثمن العدوان والبغي، ثمن دماء الشهداء، ثمن الأغتصاب، أغتصاب الأرض، والعرض..
نعم عليها أن تدفع ثمن ذلك كله، وهي اليوم تدفعه، ولن يسمح المقاومون العراقيون لها بالخروج حتى يحطموا تلك العنجهية وذلك الكبرياء الكاذب!
صحيح أن أميركا القوة الكونية الأعظم في العالم دخلت بإرادتها، لكنها بالتاكيد لن تخرج بإرادتها هذه المرة، بل بإرادة المقاومين الذين يذيقونها السم الزعاف، وحينما تخرج لن تكون قادرة على تكرار ما فعلته مع أي شعب آخر، لأن درس العراق سيكون بليغاً، بل وأبلغ من بليغ !!
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=308642
دائما الحاجة هي أم الإختراع، فما تقوم به المقاومة البطلة في أرض العراق يدعو إلى الإفتخار بوجود مثل هذه العقول فى ظل هذه الظروف المحيطة بالأمة العربية والإسلامية من ناحية، والظروف والامكانات، والموارد الشحيحة واللازمة لتطوير تلك الاسلحة من ناحية أخرى، حتى أصبحت هذه المقاومة شوكة متعددة الرؤوس ضد المحتلين على إختلاف جنسياتهم وتعدد ألوانهم، وستظل كذلك إلى أن يعود المحتلون من حيث جاءوا..
بدأ الأمر، حينما أعلن أحد كبار قادة الجيش الأميركي المحتل في العراق عن إستبدال عجلات الهمفي التي يستخدمها هذا الجيش في دورياته وعملياته العسكرية، بعجلات كاسحة للألغام، مزودة بوسائل حماية متطورة.
وأشار القائد الأميركي إلى أن الهدف من اتخاذ هذه الخطوة، هو حماية أكثر للطاقم من الألغام والعبوات الناسفة ونيران الأسلحة الخفيفة والتهديدات الأخرى التي تأتي إلى أفراد الطاقم، وأن هذه التقنية الحديثة مصممة لكي تحمل الوزن الإضافي كوسائل حماية مدرعة، وأنها معجزة الجيش الأميركي التي لا يمكن قهرها، حسبما يقول!
لقد كانت العبوات الناسفة التي تستخدمها المقاومة في العراق بداية مرحلة الاحتلال، بدائية الصنع، نوعاً ما، وكانت تعتمد على أدوات بسيطة، لكن المقاومة، وبعد عامين ونصف من القتال بدأت تكتشف طرقًا أكثر تطوراً، وأشد فتكاً، فيما يتعلق بإعداد العبوات الناسفة.
ومايؤكد أن الجماعات المقاومة والمسلحة وصلت إلى أعلى تقنيات التطور وأحدثها.. هذه المشاهد الثلاثة، لثلاثة جماعات جهادية، كانت وسيلتها في الهجوم العبوات الذكية..
- المشهد الأول:
بيان لإحدى الجماعات المسلحة تعلن فيه إستخدامها للعبوات الذكية، وهي الجيل الجديد من العبوات الناسفة المطوّرة، وكيف أنها حطمت أسطورة التكنلوجيا الأميركية.. أن العبوات الناسفة محلية الصنع، وشديدة المفعول، كالعبوة الذكية التي لاتكشفها الكاسحات هي من إبتكار جماعة أنصار الاسلام، قبل أن تنتقل إلى فصائل وجماعات مقاومة أخرى. وتقول الجماعة التي أبتكرت العبوة الذكية في بيان لها:
إستمراراً للضربات الموجعة التي يسددها أسود العراق للقوات الاميركية، وإستمراراً للتطور التكنولوجي الذي أحرزه إخوتكم في مجال العبوات الناسفة المطورة والتي لا تستطيع كاسحات العدو إكتشافها، بل وتقف فوقها لتنفجر عليها العبوة، لتمرغ أنف أسطورة التكنولوجيا الاميركية التي لا تقهر في التراب.. إستمراراً لذلك، تمكن إخوتكم أسود العراق وأنصار الاسلام, من تدمير كاسحة ألغام أميركية في الجانب الأيمن من مدينة الموصل المجاهدة، تأتي هذه العملية في إطار الرد على العملية العسكرية التي تستهدف أهالي الموصل المسلمين الصادقين.
- المشهد الثاني:
وفي بيان ثان لجماعة أخرى، جربت أول عبواتها الذكية على آلية كاسحة أميركية، ويعد البيان بإستعداد الجماعة للكاسحات المتطورة الذكية، ويسخر في الوقت ذاته من تصريحات الناطق باسم (خطة فرض القانون) الذي يؤكد أن الحكومة بصدد إستخدام آليات متطورة للكشف عن العبوات الناسفة، حيث تقول الجماعة في بيانها:
تمكن أخوتكم المجاهدون من إصطياد ماتسمى بـكاسحة الألغام في بغداد، التي وبحمد الله دمرت تدميراً كاملاً بعد أن شاهدنا مايسمى الناطق باسم (خطة أمن بغداد) المزعومة، يقول، أن القوات العراقية قد تسلمت آليات و أجهزة خاصة باكتشاف الألغام والمتفجرات، فقام جنود الجماعة المختصون بإصطياد الكاسحات، بإستعمال أول عبوة ذكية صُنعت خصيصاً لاصطياد كاسحات الألغام، وتجريبها على الكاسحات الاميركية ولله الحمد أثبتت نجاحاً باهراً، ونود أن نؤكد أن هذه العملية هي لكاسحة ألغام تابعة للقوات الاميركية فكيف بآلياتكم الواهنة، وأن جنودنا متلهفون لتدشين العبوة بـ(كاسحة الألغام الذكية) جديدة الصنع، والتي يريدون إستخدامها على نطاق واسع في أرض الجهاد، ونقول للجيش العميل، أنتظروا منا ما يسوءكم فهذا أول الغيث، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل، ومن الله العون والسداد.
-ا لمشهد ثالث:
يبدأ المشهد الثالث بظهور كاسحة ألغام أميركية، تتحرك ببطء .. تتوقف كاسحة الألغام التي هي آخر ما أبتكرته تكنلوجيا أميركا، يبدو أن الكاسحة الذكية، تحسست وجود لغم قام بزرعه مقاومون تابعون لجيش الراشدين، لكنها تحركت، بعد أن تاكدت خلو المكان من الخطر، تظهر كاسحة الغام أخرى، أكثر تطوراً من الأولى، فهي مزودة بأحدث وأدق الأجهزة، وتتوقف الكاسحة الثانية المتطورة، التي تحمل التكنلوجيا المتطورة، لقد تحسست وجود الخطر، ولكن أجهزتها أكدت لها عدم وجود أي شئ، تتحرك تاركة المكان، وهنا تظهر المفاجأة، إذ تتقدم الناقلة الاميركية، وتنتصب فوقها كومة من الاجهزة المتطورة، وهذا هو الهدف الذي ينتظره المقاومون.. وما هي سوى لحظات حتى تتناثر أشلاء الآلية الأميركية بمن فيها.
وهنا يتمكن المقاومون من تجاوز أخطر حلقتين في السلاح الاميركي، الكاسحة الاولى والثانية التي يفترض أنها لا تخطئ، ويتم تدمير الهدف وهو لابد أن يكون من الصيد الثمين جداً، لأن تحرك كاسحتين بهذه الطريقة أمامه لتأمين الطريق، يؤكد أهمية الشخصيات الموجودة داخل العربة الأخرى. وهاهي أثمن أسلحتهم وأخطرها وأكثرها تقنية (الكاسحات المتطورة جداً) تخرج من ساحة المعركة أو تحال على التقاعد باكراً، نتيجة العقلية الكبيرة للمقاومة الباسلة، التي تخطت كل الحدود التي كانت يوماً من الخيال عبورها وتجاوزها، وبهذا يثبت المجاهدون والمقاومون أنهم يتقدمون بخطوات هائلة إلى الامام.
وفي تقييم لأداء الجيش الاميركي في العراق وأساليبه في (مكافحة) المقاومة التي يطلق عليها الاميركيون التمرد، قال باحثون شهدوا مؤتمراً أكاديميا في أميركا أن الجيش الاميركي يمتلك أساليب أقل من المقاومة، ويعتقد أميركيون أن هذا يعتبر أكبر تحد للاميركيين منذ الحرب الكورية قبل نصف قرن. ووصف العسكريون الاميركيون، المقاتلين العراقيين بأنهم اذكياء، ودهاة، وشجعان، وأنه لا يمكن التغلب عليهم .
وكان الجيش الاميركي قد تعرض لهزيمة في فيتنام بسبب قدرة وكفاءة تنظيم مقاتلي (الفيت كونغ)، وما يثير الأن هو أن القوة العظمى الوحيدة في العالم تواجه خطر الهزيمة وإجبارها على الهروب من عدد لا يزيد عن عشرات الالاف من المقاتلين العراقيين المسلحين بأسلحة خفيفة، والذين إستطاعوا تطوير اسلحة وتكتيكات قادرة على تدمير طائرات ومصفحات تكلف صناعتها بلايين الدولارات.
إن المقاومة العراقية أثبتت أنها قادرة على التكيف مع الجو العسكري، وتغيير أساليبها بما يتناسب مع الظرف السياسي.. وأستطاع المقاتلون تغيير قواعد الاشتباك الاميركية وتحويلها لصالحهم.. إن العراق اليوم يمتص مصادر الجيش الاميركي بوتيرة سريعة، حتى بات هذا الجيش الاميركي يحتاج إلى آخر مستحدثات التكنولوجيا من أجل هزيمة قوات عسكرية ذكية مثل المقاومة العراقية، وهي قوات لم يكن الأميركيون يتوقعون وجودها. إن المقاومة العراقية اليوم تعرف متى، وأين سيضرب الأميركيون، وتقوم بإستخدام قواعد الإشتباك ضدهم، حتى وصل الحال بهم إلى أن أحدث تقنياتهم باتت عبئاً ثقيلاً عليهم، كالكاسحة الذكية التي أحرجتهم أكثر مما أنقذتهم!
لماذا الكاسحة الذكية؟!
لقد وقع أكثر من 81 ألف هجوم بهذا السلاح في العراق، بضمنها 25 ألف هجوم في العام الأخير من عمر الإحتلال، حسب مصادر الجيش الأميركي نفسها، فكانت فكرة تصنيع الكاسحة الذكية بعد كل هذه الخسائر، قبل أن تحيلها العبوة الذكية على التقاعد باكراً.. لقد كان تدميراً لرمز التفوق العسكرى النوعي للجيش الأميركي، وقد تطايرت آليات المحتل أمام عبوة محلية الصنع عليها (بصمة) المقاومة العراقية، لتؤكد مرة أخرى إمكانية مواجهة أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وإستخدام هذا النوع من العبوات، قبالة آلة صرفت عليها بلايين الدولارات يدل على حالة العجز التي يعيشها الإحتلال في مواجهة المقاومة البطلة..
نعم لقد تطورت الحرب بالفعل إلى شيء مختلف تماماً، فقد دخلت متفجرات الطرق (العبوات الناسفة) بإعتبارها سلاحاً بارزاً في العراق، حتى أن بعض المحللين وصفوا ظهور هذه العبوات بظهور البندقية الآلية في الحرب العالمية الأولى، أو (القنبلة الذكية) الموجهة بالليزر في (حرب الخليج) عام 1991!
وقد تصاعدت في السنتين الأخيرتين الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية بعبوات ناسفة رغم التعتيم الإعلامي والكذب في إنخفاض وتراجع المقاومة، إذ وصلت الهجمات التي يتم تنفيذها بعبوات ناسفة فقط إلى أكثر من ألف هجمة شهرية، وهو معدل يعادل أربعة أضعاف المعدل الذي كانت عليه تلك الهجمات عام 2004. فالمقاومون العراقيون أصبحوا أكثر تعقيداً في تصنيعهم للعبوات، وأماكن زرعها ووسائل تفجيرها. حتى وصل الحال بالبريطانيين إلى أن يؤكدوا في تقرير، أن الجيش البريطاني يعتقد أن هناك مخزوناً كافياً من المتفجرات غير الشرعية لدى العراقيين، يمكنه مواصلة ذات معدل الهجمات لسنوات دون إمدادات جديدة.
ولكن رغم إنفاق بلايين الدولارات تجاوزت الخمسة عشر بليوناً خلال السنوات الخمس الماضية من قبل دائرة مكافحة سلاح العبوات الناسفة، علاوة على صرف 4.5 بليون دولار إضافي للسنة المالية 2008، بقي هذا السلاح الأكثر فتكاً بالقوات الاميركية، حسب إعتراف البنتاغون هذا العام. أن عقول المقاومين ما زالت تنتج مزيداً من التقنيات، وهذا ما اكده قائد كبير في الجيش الأميركي، حتى أن حالة الهوس الامني الذي يعيشه الأميركان بلغ حداً كبيراً تجاوز حد الرعب خشية إستخدام مواد كيماوية في تركيب العبوات الناسفة وأحزمة الاستشهاديين خصوصاً بعدما تمكن المجاهدون من الوصول إلى أماكن غاية في الحساسية ودقة في التخطيط. ويتخوف الأميركان من أن يحاول المجاهدون والمقاومون إيجاد وسيلة لإضافة مواد كيماوية مختلفة إلى العبوات الناسفة، وهذه مسألة وقت.. فتقنيات المقاومة تتطور دائما، وتحاول طوال الوقت تصنيع أسلحة متطورة أكثر..
وبعد خمس سنوات تبين أن هذه الجهود والصرفيات المستمرة لبناء تقنيات مضادة للعبوات الناسفة، كانت دفاعية، إرتكاسية، وأخيراً غير كافية.. بل، وعاجزة !! لقد بات الأميركان اليوم يبحثون عن الرصاصة الفضية وهي النجاح في مقاومة هذه العبوات الناسفة فتحولت بذلك من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع، وذلك يعد تطوراً كبيراً في التكنيك الذي استخدمه المقاومون، وهو جعل المحتلين في موقع الدفاع وإجبارهم للتخلي عن موقع الهجوم، وهو ما حدث بالفعل، فأخذت جيوش الولايات المتحدة الأميركية، الأولى في العالم في كل شيء تدافع عن نفسها، وجل همها وهدفها هو كيفية حماية أرتالها من هجمات أبطال المقاومة العراقية الباسلة في العراق.
(يُريد الاميركان حلولاً تقنية، وأن حل معضلة العبوات الناسفة يُجسّد البعد الكامل لقوة أميركا، سياسياً، وعسكرياً، وستراتيجياً، وعملياتياً، وإستخباراتياً)، هذا ما قاله أحد القادة الأميركان الذي يُشرف على تقنيات عديدة للقضاء على فعالية سلاح العبوات الناسفة وتدميرها.
لقد أجرت لجنة خاصة مشتركة من الجيش الأميركي والكونغرس أكثر من (200) مقابلة مع المتعاقدين والعلماء والخبراء في العراق وفي أفغانستان وواشنطن وأماكن أخرى لبحث كيفية التعامل مع سلاح العبوات الناسفة الفتاك، خصوصاً بعد التصاعد اللولبي لإصابات الاميركان من عشرات إلى مئات وإلى آلاف عديدة، وبعد تطور هذه العبوات تقنياً..
لقد صعق الأميركان لنتائج تلك العبوات الناسفة، فتزايد بحثهم بشكل مُلح لإيجاد تقنيات مضادة لهذه العبوات الفتاكة، حتى أنهم لجأوا إلى (نحل العسل) و(كلاب الصيد) لكشف العبوات الناسفة، علاوة على تجهيز الجنود بدروع واقية، وإستخدام أجهزة الصد، والتعطيل، والسحق ضد هذا السلاح، وتقنيات عديدة أخرى.. ورغم كل ذلك، أستمر سلاح العبوات بفعاليته وتصاعده بأعداد تصل إلى حوالي 100 هجوم تفجيري يومياً، عدا تلك العبوات الناسفة التي يتم اكتشافها.
أعمال التطوير المفاجئة في تقنيات المقاومة هذه، دفعت عدداً من المحللين الأميركان والقادة العسكريين والميدانيين إلى القول: (يبدو أننا خسرنا في صراع الأدمغة في مواجهة المقاومة العراقية).. وقال عدد من هؤلاء أن أخطر ما في الموضوع أن المقاومين لم يعودوا بحاجة إلى الأستشهاديين!
إن إكتشاف طريقة التعامل مع العبوات الناسفة القاتلة التي تكبد الاحتلال الأميركي خسائر جسيمة في العراق أصبح أحد الأولويات الأهم للقيادة العسكرية الاميركية، لاسيما وأن عناصر المقاومة العراقية تعمل بشكل مستمر على تطوير وتحديث تلك العبوات الناسفة. حتى أن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية أكدوا أن ذلك النظام الذي يستعمل أدوات معتمدة على (المايكرويف) بهدف القضاء على العبوات الناسفة من مسافات بعيدة تم أختباره في داخل أميركا وأُرسل إلى العراق بالفعل بعد أن تم اطلاق تسمية (الكاسحة الذكية) على من تحمل تلك الأنظمة المتطورة تكنلوجياً..
إلا أنه، وبرغم التقدم الذي تبدو عليه هذه المنظومة الجبارة، فأن الذي يطل في الأفق دائماً، هو إرادة الأنسان الذي يمكنه إختراع سلاح والتوصل إلى سلاح مضاد له، وهو ما تمثل بسلاح (العبوة الذكية) التي أنتجتها عقول المجاهدين.. وقبل كل هذه الأسلحة، يبقى تحقيق الهدف من الحرب مرهونا بالإستيلاء على الأرض، فعلى فرض أن العدو إستخدم الأسلحة الذكية ثم مضى بعد ذلك، هل يكون قد حقق هدفه.. لا.. عليه أن يحتل الأرض وعلى المقاوم أن يجد من التكتيكات والأساليب ما يمكنه من إحالة حياة العدو إلى جحيم، وقد ظهر ذلك في المعارك التكتيكية التي دارت بين المقاومة العراقية والقوات الاميركية والتي نجحت خلالها المقاومة العراقية في إحداث خسائر كبيرة في صفوف هذه القوات المحتلة.
إن المقاومة العراقية أسقطت أسطورة الجيش الأميركي، وأعترف جنرالاتهم بالهزيمة التي أصبحت واضحة دون تلميح، بل عبر تصريحات واعترافات لأكثر من مرة، وعلى لسان هؤلاء، بفشل المشروع الأميركي بشهادة العالم بأسره ..
ويكفي المقاومة العراقية فخرا أنها أسقطت أسطورة الجيش الأميركي، ونزعت الهيبة عنه، وأذلت ماكينته العسكرية من خلال عملياتها النوعية الفريدة، ويشهد بذلك العدو قبل الصديق .. لقد أثبتت (العبوة الذكية) التي جاءت للرد على سلاح الكاسحة الأميركية الذكية، التي تبين غباؤها، نقول، أثبتت هذه العبوة، كذب إدعاءات من يقول أن فصائل المقاومة العراقية والجهادية هي فصائل لا تعرف غير لغة السلاح.
إن أميركا جاءت لتبقى، وأعدت العدة لذلك، لكنها لم تحسب حساباً للمقاومة العراقية الباسلة التي شكلت إعصاراً نواته بغداد (درة الشرق الأوسط)، وحدوده، أركان (البيت الأسود) الأميركي، التي تهتز عروشه اليوم، بفعل الضربات الموجعة للمقاومة العراقية الباسلة، التي حوّلت أرقى ما وصل إليه العلم الحديث من التطور، الذي أنتج الكاسحة الذكية، إلى سراب، بفعل عبوة ذكية، لاتزال دائرتها الكهربائية البسيطة (مغلقة) على عقول، ظن الجميع، أنها الأذكى، قبل أن يبرهن المقاومون، على أنها الأغبى في ميدان العلم التكنلوجي الحديث !!
أميركا تريد الآن أن تخرج حفاظاً على ما تبقى لها من ماء الوجه، إن كان لوجهها ماء، ولكن هل دخول الحمّام كالخروج منه كما يقال؟!!
نعم هي ستخرج مرغمة، ولكن عليها قبل ذلك أن تدفع الثمن.. ثمن العدوان والبغي، ثمن دماء الشهداء، ثمن الأغتصاب، أغتصاب الأرض، والعرض..
نعم عليها أن تدفع ثمن ذلك كله، وهي اليوم تدفعه، ولن يسمح المقاومون العراقيون لها بالخروج حتى يحطموا تلك العنجهية وذلك الكبرياء الكاذب!
صحيح أن أميركا القوة الكونية الأعظم في العالم دخلت بإرادتها، لكنها بالتاكيد لن تخرج بإرادتها هذه المرة، بل بإرادة المقاومين الذين يذيقونها السم الزعاف، وحينما تخرج لن تكون قادرة على تكرار ما فعلته مع أي شعب آخر، لأن درس العراق سيكون بليغاً، بل وأبلغ من بليغ !!
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=308642