المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قتلوا بعضهم بهدف الحصول على الغنيمة.! مقتل جنديين أمريكيين من أجل سرقة مخشلات ذهبية



bufaris
14-06-2008, 12:11 AM
قتلوا بعضهم بهدف الحصول على الغنيمة.! مقتل جنديين أمريكيين من أجل سرقة مخشلات ذهبية مزيفة من دور أحد أفراد المقاومة العراقية.!- حادثة أقرب للخيال ترويها شاهدة عيان
2008-06-13



قد لا يصدق القارئ الكريم ما سيقرأه أدناه، وقد يحكم عليه بأن الموضوع لا يتعدى إثارة الأحقاد والضغائن ضد القوات الأمريكية المحتلة على اعتبار أنها احتلت العراق لجعله نموذجاً حضارياً في منطقة الشرق الأوسط كما يسوّق الاعلام العميل، لكنها غدرت بدون استحياء بالأهداف التي أعلنتها قبل احتلاله، وهذا شأن الاحتلال أياً كان جنسه، أو لونه، أو شكله، غايته الأساسية التي أثبتتها وقائع التاريخ المعاصر هو نشر إستراتيجية فوضوية دموية عبّر عنها أو اصطلح على تسميتها قادة البيت الأبيض بـ (الفوضى الخلاقة) التي عمت جميع أنحاء العراق المحتل، فاستبيح ماله، وعرض أبنائه ...الخ، وأصبح قتل الإنسان العراقي هو أحد الأهداف وبذات الوقت إحدى الغايات الأساسية التي جاء من أجلها الاحتلال الأمركي للعراق.

بدايةً وبالصراحة الشجاعة التي عرفها أبطال المقاومة الوطنية العراقية الباسلة أعرف القارئ الكريم بوقت مبكر على بعضٍ من مفردات الحدث الذي أنا بصدد البحث في بيان تفاصيله:

مكان الحدث: العراق، محافظة بابل، مدينة الحلة، قضاء المحمودية.

موضوع الحدث: سرقة أموال وذهب دار أحد مجاهدي المقاومة العراقية الباسلة المدعو (أبو عمر)، ليتقاتل جنود قوات الاحتلال الأمريكي بعدها فيما بينهم على الغنيمة.

تفاصيل الحدث: حصلت القوات الأمريكية المحتلة عبر مجموعة من خونة العراق الذين امتهنوا مهنة التجسس ضد أبناء جلدتهم ونصطلح عليهم بـ (جواسيس الرذيلة خونة العراق) ونتمنى أن يعمم استخدام هذا المصطلح من قبل السادة الكتاب والباحثين والقراء وغيرهم، على معلومات تفيد أن السيد (أبو عمر) هو أحد العناصر القيادية/ المؤثرة في المقاومة العراقية الوطنية الباسلة، وقلما يتواجد في داره لأنه يخشى جواسيس الرذيلة خونة العراق، لذا فإنه يستخدم أساليب التضليل في المجيء إلى سكنه ومن ثم مغادرتها بسرعة، حيث تمكن السيد أبو عمر من تشتيت كل جهود جواسيس الرذيلة خونة العراق في محاولة رصده وهو في داره لغرض إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأمريكية المحتلة.
ولذا فإن تلك القوات المحتلة قد قامت بجملة من الإجراءات الاستخبارية منها تزويد جواسيس الرذيلة خونة العراق بالآتي:

1 ـ جهاز اتصال صهيوني (إسرائيلي) الصنع يعمل على قنوات محددة بين جواسيس الرذيلة خونة العراق وبين مسؤوليهم في مدينة الحلة.

2 ـ مجموعة من أرقام هواتف ضباط المخابرات الأمريكية (C.I.A) وضباط مخابرات الجيش الأمريكي كوسيلة بديلة للجهاز أعلاه.

3 ـ زرع دار (أبو عمر) فنياً: لغرض تحقيق هذا الأمر داهمت مجموعة من قوات الاحتلال الأمريكي دار (أبو عمر) وإخرجت أهله وأطفاله ..الخ منها إلى منطقة بعيدة نقلوا إليها بسيارات قوات الاحتلال معصوبي الأعين، وإبقائهم في مكان مجهول بالنسبة لهم حوالي ثلاث ساعات، خلال هذه الفترة قامت الزمرة الفنية الخاصة بقوات الاحتلال بزرع دار المقاوم المجاهد (أبو عمر) زرعاً فنياً، أي زرعه بعدد من الكاميرات الخفية التي وضعت في غرفة النوم، غرفة الجلوس الخاصة بالعائلة، غرف الأبناء، غرف الاستقبال، وكاميرا على باب الدخول الرئيسي للدار، ومن سمات هذا الزرع أنه يجمع بين الصوت والصورة، والدقة الفنية العالية في إخفاء الكاميرات والأسلاك التي توصل بين الكاميرات والسيطرة.

4 ـ السيطرة الفنية التي من خلالها يمكن مشاهدة ما تعرضه الكاميرات التي أشرنا إليها آنفاً والتي تتولى مهمة مراقبة منشآت دار (أبو عمر) صوت وصورة وضعت في دار أحد جواسيس الرذيلة خونة العراق، القريبة جداً من دار (أبو عمر)، حيث تولى ذلك الجاسوس مشاهدة عملية المراقبة الفنية وفق توقيتات متفق عليها بينه وبين مسؤوليه في المادة (2) أعلاه، فإن جاء (أبو عمر) إلى داره وشاهده ذلك الجاسوس من خلال المراقبة الفنية أعلاه أخبر فوراً قوات الاحتلال الأمريكي بذلك وفق ماورد في المادتين (1و2) أعلاه.

المهم أن المراقبة استمرت فترة طويلة كان جاسوس الرذيلة خائن العراق يزود ضباطه الأمريكان بمجموعة من الكاسيتات المسجلة عليها المراقبة ووفق توجيهاتهم للتأكد من قبلهم من بعض الأمور الاستخبارية، وفي نهاية المطاف خاب جهد المحتلين وجاسوسهم، حيث لم تسجل هذه الكاسيتات أيّ فعل استخباري يمكن أن يحقق لهم بصيص أمل واحد يمكن بواسطته الوصول إلى المجاهد أبو عمر، وكذلك لم يخبر ذلك الجاسوس مسؤوليه عن أي تردد للمجاهد المذكور إلى داره، سيما وأن أبو عمر كان على علم مسبق بأن الأمريكان المحتلين كانوا يطلبون رأسه بأي ثمن مستخدمين كل الوسائل المتاحة لهم لهذه الغاية..

وأخيراًوليس آخراً ضاقت الجهات الاستخبارية الأمريكية ذرعاً بهذه العملية الفاشلة لتتحول العملية أعلاه برمتها من عملية استخبارية غايتها إلقاء القبض على (أبو عمر) أحد عناصر المقاومة الوطنية الباسلة إلى عملية سرقة منظمة لداره، وبالذات ما موجود في غرفة نومه التي كانت مزروعة كما أشرنا زرعاً فنياً (صوت وصورة).

وتفصيل ذلك أن كاميرا المراقبة التي كانت في غرفة نوم المجاهد أبو عمر قد صورت زوجته لمرات متعددة وهي تخرج حليها الذهبية حيث كانت تنظر إليها بسرعة ثم تعيدها إلى مكانها، حيث كانت تشعر وهي تنظر إلى حليها الذهبية أن العالم كله يراقبها، إنه مجرد إحساس شخصي كان يراودها في مثل هذا الموقف بالذات، كما صورت الكاميرا السيدة زوجة المجاهد/المقاوم أيضاً وهي تخرج مجموعة من الأوراق تقلبهم ثم تعيدهم إلى ذات المكان.

فقرر أصحاب الحضارة الأمريكية، وصاحبة القيم الدنيوية العليا أن تتحول العملية من إلقاء القبض على (أبو عمر) إلى سرقة (ذهب وأموال أبو عمر)، و في أحد الأيام جاءت مجموعة من قوات الاحتلال الأمريكي وأحاطت بالمكان وأخلت عائلة أبو عمر من الدار إلى مكان قريب جداً من الدار هذه المرة ولم يأخذوهم كما في الحالة السابقة إلى مكان بعيد، ثم دخلت مجموعة من أفراد القوات الأمريكية المحتلة إلى الدار، وبعد دقائق معدودة تقول (السيدة أم عمر) زوجة المجاهد المذكور وإذا بإطلاق نار قليل الكثافة أول الأمر جرى داخل الدار ثم طلقات قليلة متقطعة مع صرخات وأصوات تتحدث بلغة لا نفهم كنهها، وفجأة خرج عدداً منهم وهم يحملون جثة والصراخ والعويل مستمرُ فيما بينهم ووضعوه بإحدى عجلاتهم، ثم عادوا فدخلوا الدار مرة أخرى وخرج ثلاثة منهم يحملون بطانية من بطانيات الدار لا ندري ما فيها ووضعوها في زاوية معينة من باحة الدار، ثم غادروا المكان بسرعة هائلة وسمات الارتباك والجدال بصوت عال لا زال مستمراً بينهم وتحركت عجلاتهم مثيرة عاصفة من التراب من شدة سرعة انطلاقها.

تستمر السيدة زوجة أبو عمر في بيان تفاصيل هذا الحدث قائلة: حدث هذا كله وأنا أروي لكم الأمر باختصار ونحن قد لجمنا الخوف من ما حدث داخل دارنا، والخوف الآخر أننا بدأنا نسمع في ذات المكان الذي وضعوا فيها البطانية أنيناً بشرياً تارة وأنيناً بشرياً يصاحبه بكاء وترديد بعض الكلمات بلغة لا نفهمها تارة أخرى، حيث بدأت هذه الكلمات بصوت ضعيف وواهن، ثم بعد فترة اختفى نهائياً صوت الأنين والبكاء وترديد بعض الكلمات ونحن لا نستطيع التقرب من المكان أو دخول دارنا خوفاً مما لايحمد عقباه.

أراد ابني (عمر) التقرب خلسة إلى المكان لكنني نهيته بقوة، ولكنه بعد لحظات غافلني وأنا في وضع مرتبك من الأمر برمته وتقدم زحفاً إلى جهة البطانية وأنا بصراحة أقول: تجمدت في مكاني من الخوف على تصرف ابني عمر الذي عاد إليّ قائلاً دون أي خوف أنه شاهد جندياً أمريكياً من جنودهم البيض وليس السود داخل البطانية وهي مليئة بالدم، وأن الدم قد سال منها في باحة الدار، فتوقعت عندها أن هناك مصيبة ستقع علينا من قوات الاحتلال الأمريكي وهي أنه سيتهموننا بقتل هذا الجندي والجندي الآخر الذي حملوه والذي هو بلا شك أيضاً مقتول وفق تهمة تنسب إلينا شئنا أم أبينا..

فاحتضنت ابني ودموعي تنهار بلا شعور مني وأنا بذات الوقت متوجهة إلى الله تعالى بالدعاء لينجينا مما نحن فيه، وبذات الوقت قررت مع نفسي أن لا أدخل داري لتوقعي مجيئهم مرة ثانية، وبينما أنا مستغرقة في دعواتي لله تعالى لم أسمع إلا وأزيز طائرات سمتية قريبة منا لأجد بعد لحظات إحدى هذه الطائرات فوق الدار مباشرة والسلالم قد أنزلت/ تدلت منها، ثم بعد لحظات وإذا بطائرتين أخريين تحومان بالقرب من الطائرة الأولى وتطيران على ارتفاع واطئ تكاد في بعض الأحيان ان تلامس سطوح الدور القريبة منها، وبذات الوقت شاهدت غمامات بيضاء من التراب قريبة جداً منا، وإذا بأعداد كبيرة من جنود الاحتلال الأمريكي قد وصلت دارنا بشكل خاص ومنطقتنا كلها بشكل عام، ومعهم بعض المترجمين منهم من خان العراق وارتضى بمهنة الرذيلة وهي الترجمة لقوات الاحتلال ومنهم من جنسيات عربية أخرى.

تقول السيدة (أم عمر) وهي تصف هذا الحدث والدموع تملئ مقلتيها، والوهن يتسلل إلى صوتها، ونظرات شاردة تعتريها بين حين وآخر، ولكنها تنتبه إلى نفسها فتعود فتتماسك من جديد وهي تقول: لم أجد نفسي وأطفالي بين أحضاني أحيطهم بذراعي وصدري وركبتي، مصممة أن اموت دونهم إلا وفوهات بنادق مجموعة من قوات الاحتلال مصوبة إليّ وإلى أولادي وهم يصرخوا بنا بلغتهم التي لانفهم شيئًا منها، فيترجم لهم مترجماً معهم وهو من خونة العراق ممتهن الرذيلة وهو من العراقيين الأكراد..! ومن الذين باعوا دينهم بقوميتهم وبصوت أعلى من صوت سادته الأمريكان قائلا بعد سبنا وشتمنا بكلمات بذيئة جداً: (من قتل هذا الجندي؟من وضعه هنا؟ أخرجي قاتل هذا الجندي من مخبئه أيتها.... }كلمات بذيئة جداً{ وإلا سنقتل أطفالك أمامك..الخ) فأجبتهم وقد تملكتني الشجاعة من الله تعالى ومشيرة بذات الوقت إلى اثنين من جنود الاحتلال: اسألوهما فإنهما قد قتلوا هذا الجندي والجندي الآخر الذي وضعوه في السيارة! فترجم المترجم جوابي هذا، فإذا بالوجوم والدهشة تعتري وجوه الجميع سيما أحدهم الذي ظهر لاحقاً أنه قائدهم! ولاحظت وانا في ذلك الموقف الصعب أن قبضة الجنديين الذين أشرت إليهما قد تراخت بعد أن نظر إليهم باقي الجنود!

فصرخ بيّ قائدهم بصوت قائم على المفاجأة غير المتوقعة: كيف قتلهم من أشرت إليهم؟ فأجبته وأنا أحس بشكل أكبر أن الشجاعة والعون الإلهي يصاحباني: كيف تريد مني أن أشرح لك هذا وقد مضى علي في هذا المكان أربع ساعات أرتجف أنا وأولادي من البرد، وأنتم تحيطون بي وفوهات بنادقكم مصوبة علينا ونحن عزل لا سلاح لنا، والطائرات فوقي ..الخ؟
كان رد فعل قائدهم أن تحدث أولاً مع الجنديين الذين أشرت إليهما، فإذا بهما يغادران المكان، وخفّض من تبقى من الجنود أسلحتهم عنا ونظراتهم التي تعلوها علامات الاستفهام تتلاقى وتتصادم ولكن بصمت مطبق!

وتواصل السيدة أم عمر قائلة: أن الموقف الذي أنا فيه ووصفه الذي ذكرته لكم باختصار هو غير المواقف الأخرى التي تجري في دور المنطقة كلها ولا أدري كنهها، حيث يتراكض جنود الاحتلال الأمركي، والطائرة التي كانت تنزل الجنود بالسلالم، قد اختفت سلالمها ولكنها بقيت تحوم فوق منطقتنا مع الطائرتين الأخريين وأصواتها تصم الآذان. تحدث قائد المجموعة الذي أشرت إليه آنفاً إلى عدد من الجنود الذين معه بحدة وعصبية ما لا أفهمه، وإذا (بمترجم الرذيلة) يصرخ بي بالنهوض والتوجه إلى سيارة عسكرية أمريكية نوع (همر) كانت متوقفة قريباً منا، فصرخت بأعلى صوتي باكية رافضة الركوب بالسيارة وأولادي معي على ذات المنوال من الصراخ والبكاء مما جلب انتباه باقي الجنود، فجاء شخص آخر مرتد ملابس عسكرية ومدنية بذات الوقت ويحيط به عدد من جنود الاحتلال الأمريكي وتحدث مع قائد الجنود الذين يحيطون بنا، وإذا بمترجم الرذيلة يطلب منا الصمت والهدوء، وإذا التزمنا بذلك فسوف لن يأخذونا معهم، فامتثلت لأمرهم هذا..

واستمر الحديث بين الشخصين المذكورين ثم توجها سوية إلى الجنديين الذين اشرت إليهم حيث انتقل الجميع إلى مكان لا أستطيع رؤيته، وبقينا على حالنا هذا حوالي ساعة كاملة، بعدها تغير الموقف بشكل مفاجئ، حيث ارتفعت الطائرات السمتية في السماء ولكنها بقيت تحوم على شكل دائرة حول مكان منطقتنا وخف ضجيجها كثيراً، كما خفت حركة جنود الاحتلال الأمريكي وانتشروا على سطح دارنا والدور المجاورة له، ثم جاءني (مترجم الرذيلة) وطلب مني النهوض والتوجه معه إلى داري حيث أجلسني في غرفة الجلوس (نطلق عليها في العراق اسم: الهول الداخلي)، وقد لاحظت آثار طلقات نارية على الجدران والدماء على الأرض وعدد من جنود الاحتلال الأمريكي داخل هذا المكان وبيدهم كاميرات فوتوغرافية وفديوية، وفي يد أحدهم كيس نايلون وفيه عدد من الطلقات النارية الفارغة، ومعدات أخرى لا أدري ماهيتها، فجاءني ذات الشخص الذي كان يرتدي الملابس المدنية والعسكرية ومعه آخرين وبدأوا يسالوني بعد أن طلبوا مني الهدوء، والدقة في الإجابة، فطلبوا مني أولاً وصفاً لتصرف القوة العسكرية الأمريكية الأولى التي جاءت قبلهم؟

فطلبت منهم أولاً عبر مترجم الرذيلة ان يكفوا عن شتمي وسبي بكلمات بذيئة، فتفاجئ من طلبي هذا، فعاد إليه متحدثاً معه، وإذا به يلطمه على وجهه لطمة سال الدم من أنفه وفمه وغادر المكان مباشرة، وقد أعادت تلك الصفعة لذلك المترجم إليّ رشدي والاطمئنان إلى قلبي، ثم جاء مترجماً آخراً عرفت من لغته أنه من العرب الكويتين، فوصفت لهم كاملاً ما حدث، ثم نقلوني إلى غرفة نومي، حيث ما أن شاهدت آثار طلقات الرصاص على الجدران وبقع الدم على فراشي وأرض الغرفة، إضافة إلى أن الدولاب الخاص بي أبوابه مفتوحة وقد بعثرت محتوياته على الأرض حتى بدأت وبشكل لاشعوري بالصراخ واللطم على الخدود وتمزيق بعضاً من خصلات شعري، مما أذهل الأمريكان المحتلين الذين بدؤوا يهدئونني بلغتهم التي لا افهم منها شيئاً، وقد حاول المترجم الكويتي مسك يدي فصرخت به: يا خائن الدين والعروبة هل جئت لتتلذذ بما نحن عليه، ألم يكفيكم اثنا عشر عاماً تنطلق الطائرات الأمريكية وغيرها من مطاراتكم تقتل اطفال وشباب وشيوخ العراق، ألم ترتووا من دماء العراقيين ...الخ ..

حيث تحدثوا معه بما لا أفهمه فخرج قليلاً ثم عاد وإمارات الذل والخنوع مرتسمة على محياه، فسألني بصوت خافت عن أسباب بكائي وصراخي: فأجبته أن حلييّ الذهبية التي كانت في الصندوق الصغير غير موجودة، وان اموالنا التي بقيت لنا في هذا الكيس غير موجودة أيضاً، فسألني كم وزن الذهب؟ فأجبته أنه يزيد على الكيلوين بقليل، ثم سألني عن كمية المبلغ المسروق؟ فأجبته أنه ما يعادل عشرة آلاف دولار؟ وأنا لا زالت أولول وأبكي على الفاجعة الجديدة التي نزلت علينا، واتصور المستقبل المظلم الذي سيواجهنا، حيث لا ذهب نبيعه ونعيش بثمنه، ولا بقيت النقود التي ادخرناها لساعة الشدة، وأبو عمر عاطل عن العمل يتنقل من مكان إلى آخر ليقود العمليات الجهادية ضد الكفار المحتلين وكنت اعلم جيداً أن السمة العامة عند نظرائنا العراقيين أن جنود الاحتلال قلما دخلوا أحد الدور دون أن يسرقوا شيئاً إلى درجة أن هناك مداهمات منظمة ومنهجية لدور المواطنين العراقيين غايتها السرقة لكنني كنت قد خبأتهم ولولا كاميرات التجسس لما عثروا عليهم، واستمريت بالعويل ولطم الخدود وأولادي معي يبكون وجنود الاحتلال كالبلهاء ينظرون إليّ بين متشفي وبين مشفق، وأخيراً سألني المترجم الكويتي الجنسية قائلاً: من أين اشتريت هذه الحلي؟ أقصد المكان الذي اشتريت منها هذه الحلي الذهبية؟

أجبته أن هذه الحلي حصيلة عمر مدته خمسة وعشرين عاماً فهل تريديني أن أتذكر محلات الصياغة التي اشتريت منهم هذه الحلي بالسهولة التي تتصورها! ثم لماذا هذا السؤال؟ المهم أعيدوا إليّ حليي الذهبية ونقودي التي ادخرتها لأولادي أستحلفكم بالله تعالى؟!
ترجم مترجم الرذيلة كلامي هذا إلى مسؤوله الذي كان ينظر شزراً وبغضب، ثم خاطب المترجم أيضاً بكلام ترجمه مترجم الرذيلة إليّ قائلاً: إن الذهب الذي قتل من أجله اثنين من جنودنا الأمريكان وليس من جنود المرتزقة كان ذهباً مزيفاً؟ هل تعلمين ذلك أم أنك تتغافلين عن هذه الحقيقة؟!
فما أن قال ذلك إلا صرخت صرخة أحس أنها هزت أرجاء المكان وفقدت الوعي ولم أعد أسمع أو أرى شيئاً اللهم إلا صراخ اولادي ونحيبهم.

وتستمر السيدة (أم عمر) في سرد قصتها، قائلة: بعد حوالي الساعة أفقت قليلاً من حالة الغيبوبة، حيث أسمع فقط أولادي وبعضاً من قريباتي وجيراني وهم يبكون على الحالة التي انا عليها، وما أن فتحت عيني حتى بدأت تهاليل الله أكبر من قبل الحاضرين والجميع يهنئني على سلامتي وسلامة أولادي، فسألتهم أين الأمريكان المحتلين؟ أجابوني بأنهم قد غادروا المكان وإن شاء الله تعالى بدون رجعة، فسألت وأين ذهبي ومدخراتي المالية؟ ضحك الجميع ليس تندراً بل أصبحت سرقات الجنود المحتلين الأمريكان عادية جداً بالنسبة للعوائل العراقية، فكانت إجابة الجميع لها تتضمن: أدعي الله تعالى أن يحرر وطننا من هؤلاء الحرامية (السراق) للخلاص من شرهم، ويولي علينا خيارنا بدلاً من شرارنا الذين باعوا الدين بالدنيا، والآخرة بحب المال، والمهم سلامتك وأولادك والبطل أبو عمر.

وجدت نفسي مرغمة على الصمت، ولكن الذي قطعه صوت (أم مجاهد) الذي علا فجأة في المكان وهي تصرخ بأعلى صوتها: يا ناس! الحاضر يقول للغائب أن ذهب أم عمر والذي قتل من اجله اثنين من العلوج أذلهم الله تعالى كان ذهباً زائفاً (باللهجة العراقية نقول أنه: ذهب شبه) وحسبوا أنه ذهب حقيقي فمات على ملة الكفر والسرقة اثنين من علوج المحتل، أما النقود المسروقة وهي من عملة الدولار فالأمر لله تعالى.

فصرخت في وجه أم مجاهد كيف كان ذهبي مزيفاً؟!
أجابتني أم مجاهد: لقد كلفني أخي أبو عمر ببيع ذهبك على شكل وجبات دون علمك لئلا تتأثرين وتحزنين، وبثمنه اشترى أسلحة نفّذ بها عمليات جهادية مع أخوته المجاهدين وقد حققوا ضربات في الصميم في إيقاع خسائر كبيرة بالمحتل الأمريكي، وبدوري اشتريت لك ذهباً مزيفاً بأمر أخي أبو عمر أيضاً ووضعته في مكان ذهبك الحقيقي وقد سعيت أن يكون مشابهاً لذهبك الحقيقي، وقد ساعدني في شراء الذهب المزيف أحد الصاغة العرب لديه محل للصياغة، وقد عرفت لاحقاً أنه من المتعاطفين مع المجاهدين بلا حدود ويقدم لهم الكثير مما يحتاجونه على مستوى المعلومات عن تحركات الاحتلال الأمريكي أو من خلال رفدهم بالمعونات المالية بين حين وآخر.

بعد ما ورد آنفاً تصف السيدة (أم عمر) شعورها الذي تأرجح بين الفرح والحزن، فتقول: فرحت جداً لأن ذهبي وهو حقي الشرعي كزوجة قد نفذ بثمنه عمليات جهادية ضد قوات الاحتلال الأمريكي وبحكم عقيدتي الإيمانية بالله تعالى فإني سأُجر على ذلك من الله تعالى عند العرض عليه أجراً إلهياً لا حدود له.
وحزنت لأن زوجي المجاهد (أبو عمر) لم يكلفني شخصياً ببيع ذهبي لصالح المجاهدين، لأنه لو كلفني بذلك لكان أجري عند الله تعالى أكبر بكثير مما هو عليه الآن، ولكن في كلا الحالتين فإن كرم الله تعالى لا حدود له.
ولا بد من التعريف المختصر بأم مجاهد التي ورد اسمها آنفاً أعلاه: وهي أم اثنين من المجاهدين الذي استشهدوا في سبيل الدفاع عن العراق العظيم بعد أن نفذوا العشرات من العمليات الجهادية وأوقعوا الكثير من الخسائر في القوات المحتلة الأمريكية وقد ذاع صيت شجاعتهم الجهادية في منطقة المحمودية والمناطق المجاورة لها والمناطق القريبة من بغداد، ولم تتمكن قوات الاحتلال الأمريكي من النيل منهما إلا بعد وشاية من أحد الجواسيس عملاء الرذيلة خونة الوطن في ما يعرف بـ (فيلق بدر) القادم من وراء الحدود.

ويعرف عن (أم مجاهد) أيضاً أنها رفضت إقامة العزاء على ابنيها رفضاً قاطعاً وشيعتهما مع أهل المنطقة ورفاقهم المجاهدين بالضرب على الدفوف وذكر الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وصحبه وسلم، ولا يزال بيتها مأوى للمجاهدين عند ساعة الشدة، حيث يأتون إليها لتناول الطعام البسيط وأخذ قليل من النوم ثم مغادرة البيت بسرعة، بذات الوقت الذي كانت بين حين وآخر تنقل الخبز والتمر واللبن إلى أوكار المجاهدين، وقد عاهدت الله تعالى أن لا تموت إلا شهيدة في سبيل الإسلام ضد قوات الكفر المحتلين لوطنها العراق.

المصدر:http://iraqirabita.org/index.php?do=article&id=14374