salah71
30-05-2008, 03:30 PM
انفراد صحفي عالمي
القائد الاعلي عِزَّة الدوري في حديث خاص لـ « مجلة الموقف العربي»
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/2454.imgcache
غلاف العدد 308 مجلة الموقف العربي
أجرى الحوار:عبد العظيم مناف
كان موعدنا هو الموعد الأول علي قائمة مواعيده مبكرا، وكان عامل ضيافتة العربية ثلاثية الدافئ «قهوة عربية. شاي. حامض- نوع من الليمون المجفف يعرفه ضيوف العراق-» يقدم لنا أول ضيافة اليوم بكرا منبعا ومصبا وتقديما.
هذا الحوار هو الثاني مع قائد أعلي معركة في ميدان القتال والسلاح يتكلم والخيل فصهل، وقد أجري الحوار الأول في موقع عسكري علي عمق في أرض مغرب الوطن العربي، وجاء النصر واحتفل القائد الأعلي وثورته وثواره بالنصر.
وهذا الحوار أجري أيضا والقائد في ساحة الوغي يردع الظالم المتجاوز المدي، ومن نصر مغرب الوطن، إلي مشرق الإشراق يصنع نشامي الرجال النصر في أرض الوطن الواحد. ضد العدو الواحد، وإن بلغ الزمن عقدين بين نصر اللقاء الأول والحوار الثاني من مغرب الوطن العربي إلي مشرقه.
حديثه في لقائنا بين خالد وعقبة وسعد بن أبي وقاص، وبين بوفرا وتسو والهيثم وحمورابي وروسو في الدين عبادات ومعاملات.. إيمان وعمل، وفي الدولة واجبات وحقوق. قوانين وقيم يطوف من الاستراتيجية ومناهجها. إلي المؤسسات ومهماتها في المشروعات والأمن مرورا بالصوفية وبحارها. المحافظة علي القيم، وحماية الوطن هكذا كان لقاؤنا دائما ينصح بمرجع أو يطلب مصنفا - كتابا- أو مستفسرًا -بتواضع- عن مفرد.
كان موعد هذا الحوار قد تأخر 63 شهرا، إذ كان من المقرر أن يتم في آذار/ مارس 2003 حين كان سيادته قائد الجبهة الشمالية، وكان قد اتفق علي أن يكون كاتب السطور -بناء علي طلبه- من بين فريق إعلام الجبهة. لكن تعديلا من القيادة استوجب تغيير مكان الاجابة، وتأخر موعد إجراء زمن الحوار خمس سنوات وبضعة شهور «ثلاثة وستين شهرا». وجاء الموعد وفاء بالوعد، فالرجل صادق كفجر الجبل.
في ثلاثية الأُوَلْ -الأوائل- جاء العراق فهو صاحب أول أبجدية في التاريخ -أول من عرف الكتابة- وهو صاحب أول قانون عرفه العالم (الانتصار للعدالة وضمان ألا يضطهد القوي الضعيف) قانون حمورابي، ويعرف الجميع ذلك ويعترف الأصدقاء والأعداء ومنهم الأكاديمية أستاذة الجامعة الوزيرة السابقة «مادلين أولبرايت» فقد قالت:
(قانون حمورابي الهبة التي تلقتها الحضارة قبل أربعة آلاف سنة من بابل القديمة التي تعرف الآن بالعراق) «ص 261 -الجبروت والجبار».
أما ثالثة الأول، وبمناسبة بابل فهي «السبي البابلي الأول» بقيادة نبوخذ نصر، ولأن الأضداد أنداد فكما بدأت الحرب بثلاث وثلاثين دولة بين متبوع وتابع مبيوع، فعلي الفارق اعتداد وإن اتفق العدد حيث تتكون (القيادة العليا للجهاد والتحرير) من ثلاثة وثلاثين جيشا.
وإذا كانت «مادلين أولبرايت» وزيرة خارجية الإرهابي الصهيوني «بوش السابق» قد قالت نادمة متحسرة:
(سياسة الهيمنة تتناقض مع الصورة الذاتية للولايات المتحدة، وتشكل طريقة رديئة لحماية مصالحنا، وقد تبين أن تطبيقها في خدمة ما اعتقد قادتنا أنها «المبادئ الصحيحة والمثل العليا» -كما هو الحال في العراق- استنزاف مميت للموارد الأمريكية والقوة العسكرية والهيبة، وليكن ذلك درسا لنا) «انتهي الاقتباس -الاعتراف- لأولبرايت».
إذا كان من فضلٍ لكسر الاستكبار الأمريكي، وتحطيم الصلف الأطلسي لدرجة استخدام مادلين مفردات «مميتة للقوة والهيبة والموارد، وأن العراق درس لنا»، فإن هذا الفضل إنما يعود لنشامي وماجدات المقاومة بـ «القيادة العليا للجهاد والتحرير» يقودها خادم المجاهدين «عِزة إبراهيم الدوري -القائد الاعالي لجبهة الجهاد والتحرير الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي المستوي القومي، وأمين سر قطر العراق.
وإذا كان وقت حوار القائد الاعلي الأخ «عزة الدوري» في هذه الظروف الفاصلة الحاسمة الحاكمة ميدانيا تؤكد كرم وقيم وسخاء خادم الجهاد والمجاهدين. لأن الدقائق والثواني ثمينة في «المكان والزمان والمناخ» كما يقول أمير القيادة في ختام هذا الحوار.
وإذا كانت «الموقف العربي» وهي أكثر المطبوعات حوارًا مع القادة والرؤساء والملوك تعتز بذلك فإن اعتزازها أكثر وأبلغ وأصدق حين يكون اللقاء أو الحوار مع قائد في عرينه وسط جنده خلال معركته الفاصلة ضد أعتي قوة ظالمة.
وإذا كانت -الموقف العربي- تواصل سبقها الذي تعتز به حوارًا ومحاورا، فقد كان لقاؤها السابق علي هذا الحوار مع خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» حين كان كاتب السطور يحاوره في التطورات والدورة الإيمانية عقب تخرج دفعة حزبية، ولعل هذا سر ما يلحظه القارئ الكريم في الاستناد إلي القرآن الكريم والحديث الشريف والصحابي الجليل بعلم غزير في علوم الدين وهموم الدولة.
وفي اللقاء السابق أيضا قدم كاتب السطور لأخيه القائد الأعلي «عزة الدوري» مؤلفه «التحدي الذهبي» وهي ثلاثة أنواع كما يصنفها المؤرخ البريطاني الكبير «أرنولد توينبي» أحدها «التحدي الذهبي» وهي (تمثل الفرصة التي تمكن الشعب الحي من انتزاع فرصته في الحياة إذا أجاد التعامل معها ولم يفقدها) «راجع التحدي الذهبي»، هذا علي مستوي الشعب.
أما علي مستوي القائد فإن القائد البريطاني -أيضا- تشرشل، وعقب احتلال العاصمة باريس. سأل الجنرال ديجول متململا قائلا: (ماذا بقي من فرنسا يا جنرال؟) فأجابه بكل ثقة في النصر قائلا: (أنا). وانتصر ديجول وتحررت فرنسا.. هذا في التاريخ. وفي اللغة فإن بغداد وباريس ثنائيتان تبدآن بالحرف الثاني في الابجديتين العربية واللاتينية -الانجليزية- أما في الجغرافيا فإن مساحة العراق ومساحة فرنسا متساويتان.
وإذا كانت عبارات الإطراء من خادم الجهاد والمجاهدين قائد «القيادة العليا للجهاد والتحرير» لأسرة «الموقف العربي» هي أوسمة اعتبار فإن الامتنان مصحوبا بالاعتزاز، موصولا بالمواصلة، مصونا بالتواصي، أملا وعملا، قيما وقلما، انتماء وأداء بأن تكون أسرة «الموقف العربي» و«صوت العرب» كما عهدتموها أخي القائد الأعلي وقيادة نشامي جبهة الجهاد والتحرير.. الانجاز الاعجاز وبنص قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(أهل العراق كنز الايمان، وجمجمة العرب، وهم رمح الله عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار).
ولهذا فلا غرابة لكرم الاستجابة، والنجابة في الإجابة، وإلي حوار خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» القائد الاعالي لجبهة الجهاد والتحرير».. إنه موعد مع النصر.
موعد مع النصر
> سيادة القائد الاعلي يقول سيدنا علي كرم الله وجهه (رب همة أحيت أمة) ويقول سيدنا زيد بن علي رضي الله عنهما (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا) . ويقول القائد الصيني الكبير (صن تسو) اقطع لعدوك إصبعًا بدلاً من أن تجرح له خمسًا.
والملاحظة أن المقاومة العراقية بدأت فور تدنيس القوات الأمريكية أرض العراق.0 كيف استطاعت أن تبدأ وتنمو بهذه السرعة؟
>> أولا ً أحييك أيها الأخ العزيز المناضل الكبير عبد العظيم مناف، أجزل الله أجرك وأعلي مقامك بين مقامات المناضلين والمجاهدين من أبناء أمتنا المجيدة.0 بارك الله بكم علي جهودكم الخيرة لنشر جزء يسير من سفر خالد معمد بأنهار من دماء العراقيين أباة الضيم حملة الرسالة الخالدة للأمة.00
ولنبدأ علي بركة الله الإجابة عن أسئلتكم وأملنا بالخيرين من أمتنا وبكم كبير إن شاء الله في إيصال وتوضيح صورة عن الجهاد في أرض الجهاد مصداقا ً لقول رسولنا العربي الكريم صلي الله عليه وسلم (من جهز غازيا ً في سبيل الله فقد غزا) وها أنتم تقدمون العون بنشر حقيقة ناصعة عن المقاومة العراقية الباسلة التي أذلت الأعداء وحطمت جبروتهم وستسحقهم بعون الله ومدده.
وكما تعلم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب العراق والأمة العربية.. حمل عقيدتها وآمن برسالتها الخالدة في الحياة وناضل وقاتل طويلا ً من أجل تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية..أنه اليوم يمثل روح الأمة المجتباة وإرادتها في الثورة والتجدد والانبعاث، لذلك فهو لم يلق السلاح أو يوقف القتال ولا ساعة من نهار أو ليل ولم تتوقف مسيرته الجهادية في أي وقت... البعث منظمة ثورية وقيادة شجاعة ومبدعة وتنظيم ثوري جهادي مسلح وما يمثله من جيش باسل وقوات مسلحة مجيدة، لم يلق السلاح ولم يفاجأ بالذي حصل بل إن ما حصل زاده قوة وعزما وإصرارا علي المضي في طريق الرسالة التي نذر نفسه لحملها ومواصلة معركتها المقدسة متوكلا علي الله، لائذا بالصبر والمصابرة، مصمما علي المطاولة في قتال الغزاة وعملائهم وجواسيسهم مهما غلت التضحيات وطال الزمن حتي الظفر الكامل وتحرير العراق، لأن هذه المعركة التاريخية الفاصلة هي قدر البعث ومسئوليته مثلما هي مسئولية شعب العراق العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية المجاهدة والأحرار في أمتنا والإنسانية جمعاء، فالمستهدف في هذا الغزو وفي هذه المعركة هو البعث بما يمثله من عقيدة وأهداف ومنهج وإرادة مستقلة وإنجازات كبري حققها في العراق، ومن خلال كل ذلك استهدف شعب العراق العظيم والأمة العربية المجيدة من محيطها إلي خليجها بهذا الغزو.. هكذا ستمضي مسيرة البعث معمدة بالتضحيات السخية والدماء الزكية لرجاله الرساليين ومناضليه الشجعان، وأغلاها علي الإطلاق القائد الشهيد شهيد الحج الأكبر وأولاده والكادرالمتقدم للحزب والذين يلونهم... في آخر إحصاء أجرته منظمات الحزب، بلغ عدد شهداء البعث في هذه المعركة حتي الآن مائة وعشرين ألف شهيد0
إن مقاومتنا للمحتل ومعركتنا معه ليست جديدة، بل بدأت منذ السنوات الأولي لنشأة البعث، ثم توسعت وتعمقت بعد ثورة تموز المجيدة عام 1968 وقد تنوعت المواجهة في مراحلها وصفحاتها وأشكالها وأدواتها. وفي الفترات التي سبقت 2003 استخدم العدو الإمبريالي قوي محلية من داخل العراق والأمة أحيانا، وفي أحيان أخري أستخدم قوي إقليمية لتقاتلنا نيابة عنه، وحين فشلت أدواته المحلية والإقليمية في إيقاف مسيرة العراق النهضوية القومية دخل العدو الأمريكي مباشرة ساحة الصراع والقتال وحشد ما حشد من قوي كبري وقاد الغزو والاحتلال بنفسه... بعد الاحتلال تنوعت صفحات المقاومة ضد الغزو والاحتلال.. أول صفحاتها كانت المواجهة الرسمية حيث تصدت القوات المسلحة الباسلة للغزو الأمريكي عبر تشكيلاتها النظامية، ثم تداخل مع هذه الصفحة، أنطلاق المواجهة الشعبية ضد الغزو، وحصل الاندماج الشعبي والرسمي والعسكري فورا وبدأت حرب التحرير الشعبية مع الأسبوع الأول للغزو كما خططت القيادة وكما هو في استراتيجيتها، وشارك فيها تشكيلات من تنظيمات الحزب المدنية وفدائيو صدام، ومتطوعون لتنفيذ عمليات أستشهادية، كما شارك في التشكيلات الاولي للمقاومة الشعبية ماجدات العراق، ونفذت بعضهن عمليات استشهادية كانت أولاها العملية البطولية التي نفذتها اثنتان من ماجدات العراق في بغداد في اليوم الثالث للأحتلال وتلك التي نفذتها ماجدة عراقية أخري في مدينة الناصرية جنوب العراق. أما الصفحة الثالثة من معركة الحواسم فهي استمرار المقاومة ومواصلة المعركة حتي تحرير العراق الشامل والعميق وتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والنهضة بإذن الله القوي العزيز.0 إنه الحق الأعظم والحق يعلو ولا يعلي عليه (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَي الْبَاطِلِ فَيدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ) إنها سنة الله في الأرض وقوانينه جل شأنه ونواميس الطبيعة وقوانينها.. إنه منطق التاريخ ومساره.0
> سيادة القائد الاعلي ارتباطا ً بالسؤال السابق، ما هو دور ضباط وكوادر القوات المسلحة العراقية في المقاومة؟
>> ضباط الجيش وقادته وآمريه ومقاتليه يؤدون اليوم دورا ً بطوليا ً وحاسما ً في مسيرة المقاومة، فهم بالإضافة إلي دورهم الجهادي القتالي الخاص عبر تشكيلاتهم الرسمية من فرق وألوية وأفواج وفصائل تحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، فإنهم وبحسب توجيهات وأوامر قيادة الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة، ينتشرون علي فصائل الجهاد الأخري ويعملون فيها قادة ميدانيين ومخططين وفنيين ومصنعين ومطورين لأغلب أنواع أسلحة المقاومة.. إنهم يمثلون روح المقاومة وسر إبداعاتها ودقة أدائها وانتصاراتها.. لقد أرعبوا المحتل وأقضُّوا مضاجعه...
> سيادة القائد الاعلي كما تعلمون سيادتكم في الاستراتيجيات العسكرية عند تفوق طيران العدو ينصح بالالتحام البري خاصة ً في المشاة وهذا لا يتوافر حاليا ً لطبيعة المعركة في العراق خاصة إن المقاومة قد تفجرت في مدن ومناطق صحراوية لا توجد فيها جبال أو غابات، ما هي خصوصية المقاومة العراقية برأيكم؟ وكيف استطاعت أن تقاتل المحتل في مناطق مكشوفة وتصمد بوجه آلته العسكرية؟
>> في هذا الإطاراعتمدت المقاومة علي مبادئ وقواعد الحروب الشعبية وحرب العصابات بعد تطوير في أساليبها وتكتيكاتها القتالية فيها وأبدعت في عملياتها التعبوية والعمليات الخاصة، والأهم أنها طوعت البيئة العراقية لخدمة الحرب الشعبية.0 لقد طورت كثيرا ً عبر الممارسة في مبادئ (اظهر بسرعة واضرب بسرعة واختف بسرعة) و (أهل مكة أدري بشعابها) واستثماره إلي أبعد الحدود) و(استخدام عوامل الزمن والأرض والمناخ علي امتدادها والتنقل بسرعة في أداء العمليات في ميادينها حيثما تتوفر ثغرة ويتوافر مقتلا للعدو حتي تكون الأرض كلها لنا ويكون الزمن كله لنا)، متابعة وملاحقة خطط العدو وتكتيكاته ونواياه وأهدافه وما يستجد عنده من وسائل ومستلزمات وإمكانات بالدراسة والتحليل والاستنباط، لمواكبة المستجد لديه والتصدي له بجديد مستنبط من عندنا).
فقد ابتكرنا واستنبطنا وسائل وطرق جديدة وغير مسبوقة في حروب التحرير الشعبية أو حتي في علوم المتابعة الاستخبارية والمخابراتية للعدو المحتل وعملائه مما أتاح لأبطال المقاومة فرصا جديدة وكبيرة لاستهداف العدو ومفاجأته من حيث نوع العمليات وحجمها واختيار المكان وتوقيت الزمان وطبيعة الهدف ونوع المستهدف. ولا أستطيع التفصيل أكثر في هذا السفر للضرورات الأمنية التي أبقت مقاومة البعث وقيادته وقيادة الجهاد سرا ً مطلسماًعلي العدو فأذلته وأذلت عملاءه وجواسيسه.
> سيادة القائد الاعلي كنتم حزبا ً حاكما ً وتنظيماتكم الحزبية تنتشر في كل مكان في العراق.0 هل لتشكيلاتكم المقاومة نفس الانتشار علي مساحة العراق الآن أم أنها تتركز في مناطق ومحافظات محددة؟
>> إن عمر الحزب في العراق يمتد إلي أكثر من نصف قرن حافل بالنضال الثوري والكفاح البطولي مسترشدا خلالها بأغلي شعار رفعه للأمة (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) وبأكمل الأهداف لها وهي: الوحدة.. وحدة الأمة من محيطها الهادر إلي خليجها الثائر. والحرية، حرية الأمة في إرادتها ونهوضها الحضاري الإنساني وحرية إنسانها المعطاء المبدع. والاشتراكية، لبناء مستقبلها المزدهر ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الخالي من الفقر والجهل والمرض.00
هذه هي مبادئ حزب البعث التي حمل شعب العراق رايتها علي مدي أكثر من نصف قرن فعشقها وعشقته.. واعلم أيها المناضل العربي الأصيل إن تنظيم البعث اليوم وعلي أساس هذه الحقائق هو أصفي وأنقي وأقوي مما كان عليه قبل الاحتلال بأضعاف مضاعفة لأسباب سيتحدث عنها البعث في وقتها، فهو ينتشر اليوم داخل العراق في كل مدنه وقراه وسهوله وجباله وبواديه، كما ينتشرخارج العراق حيثما يوجد عراقيون في أي بلد عربي أو أجنبي.
وبعد الاحتلال وحيث يواجه البعث مطحنة الاجتثاث انتمي إلي الحزب آلاف المناضلين أغلبهم من الشباب بين عمر السادسة عشرة والخامسة والعشرين، هذا مع التشديد الصارم في شروط قبول الانتماء الي الحزب لأسباب معروفة، كما انضم إلي صفوف فصائل المقاومة التي يقودها البعث عشرات الآلاف من العراقيين، وأخيرا إنبثقت الجهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم فصائل وطنية وقومية إسلامية والبعث أحد أركانها الأساسية.. وهذا ليس غريبا ً ولا مفاجئًا لأن شعب العراق وجيله الحاضر هو جيل المقاومة التي أرسي البعث مقوماتها وهيأ متطلباتها وعززها بمنظومة أخلاقه الكريمة التي هي أخلاق الأمة التي أتمها نبيها العربي الأكرم ورسولها الأعظم صلي الله عليه وسلم الذي قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ..
> سيادة القائد الاعلي لكل مقاومة أو حركة تحرر حاضن ثوري أو سند مالي خارجي داعم00والمقاومة العراقية هي الوحيدة التي لم تجد حاضناً أو قوي داعمة لها لا علي المستوي العربي ولا علي المستوي الإقليمي والدولي كيف استطاع البعث توفير مستلزمات إدامة المقاومة بزخمها القوي المتصاعد؟
>> أهم ما يميز مقاومتنا ويجعلها متفردة في تاريخ حروب التحرير الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لعباده الصابرين المحتسبين وهي لا تملك حاضنا خارج حدود بلدها فحسب، بل الأدهي والأمر أن 99% من القوي الدولية الفاعلة أما تشترك مع العدو مباشرة ًضدها أو تتعاطف معه، والواحد بالمائة المتعاطف مع المقاومة أعطاها ظهره خوفا ًً من أعدائها، ولكن الله أعطاها وأغناها... أعطاها الإيمان العميق والثقة العالية بنصره للمؤمنين، وسخر لها شعب العراق الذي قدم لها المال والبنين معا ً مدد ٌ لا ينضب، وهذا مؤشر مهم يبين لك أيها العزيز وحدة البعث وشعب العراق علي هدف المقاومة، ووحدة البعث والأمة علي أهداف النهضة والوحدة والدور الرسالي. ولذلك لم يستطع العدو التاريخي للأمة (اجتثاث) البعث دون أن يسعي لاجتثاث شعب العراق وعروبته وتاريخه وحضارته وحتي جغرافيته كي يستطيع اجتثاث البعث، لكنه خسئ وارتد علي أعقابه خائبا يلعق جراحه ويلعن عملاءه، فبفضل المقاومة العراقية والدور الجهادي للبعثيين، انتقلت معركة الاجتثاث إلي عقر دارالعدو، وهو الآن في ميدان المنازلة يتهاوي أمام ضربات المقاومة الباسلة.. فانظر أيها العزيز ماذا يحدث اليوم داخل أمريكا وبريطانيا وداخل دول العدوان جميعا ً... لقد دمرت المقاومة حلف الشر وهربت أطرافه واحدا بعد الأخر ولم يبق إلا بوش يتخبط في ورطته وينتظر حتفه فمقاومتنا قد توكلت علي الله وهي تعلم علم اليقين أن من يتوكل علي الله فهو حسبه، ووجدت في شعبنا الأبي المعطاء حاضنتها الطبيعية فهي سيفه البتار وهي وليده البار وهو مددها الذي لا ينضب عطاؤه.
> سيادة القائد الاعلي هناك من يقول إن بعض البعثيين لم يؤدوا دورهم في مواجهة الاحتلال ومقاومته، منهم من لزم بيته ومنهم من غادر العراق0 وهناك من يقول إن دور البعثيين في المقاومة محدود، بماذا ترد؟ وما القول عن حجم المقاومة البعثية في إجمالي المقاومة العراقية؟
>> ربما قال هذا البعض ما قاله لكونه لم ير صورة الوضع في العراق كاملة. فقد قام العدو المحتل وشركاؤه الاقليميون والمحليون بحملة إبادة جماعية ضد البعثيين وعوائلهم ومؤيديهم ومناصريهم، ووضع في دستور العملاء الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية مادة ذات محتوي عنصري نازي تنص علي اجتثاث البعث تنظيما وفكرا وِشخصيات، ثم شرَّعوا بموجبها قانونا ً للاجتثاث، ومن أهم وأخطر وسائل الاجتثاث بعد الاغتيالات والتصفيات الجسدية للبعثيين، هي محاولة تغييب دور البعث كليا ً من الميدان كحزب مقاوم ومقاومة مسلحة، وتشويه صورته ودوره من خلال: أولا ً ترويج الشائعات السوداء ضده ومنع وسائل الاعلام من نشر أي خبر عنه وعن تشكيلات الجيش العراقي المقاومة التي يقودها الحزب مع الفصائل المسلحة الأخري المرتبطة بتنظيمه والتي تغطي أرض العراق من أقصاه إلي أقصاه. وثانيا استمرار الحملات العسكرية المسلحة التي يقوم بها المحتل بمطاردة وملاحقة وقتل وتدمير وتشريد وتهجير قيادات البعث وكوادره وقاعدته العريضة والحواضن الشعبية المتعاطفة معه، علي مدار الساعة في الليل والنهار، وقد استهدفوا بالتصفيات الجسدية والتدمير والتهجير مجتمع الحزب الي الجار السادس حتي وصل شهداء الشعب إلي أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شهيد، بينهم أكثر من مئة وعشرين ألف بعثي.. فلو لم يكن البعث المبادر بالمقاومة منذ اليوم الأول للغزو والعدوان، وتصرف كما لو أن المعركة معركته والقضية قضيته لما رأي العالم بروز أقوي مقاومة وطنية فور وقوع الغزو، ولما شهد أسرع وأقسي هزيمة لأعتي محتل في التاريخ0
واعلم أيها العزيز أن فصائل الجهاد الأخري ظهرت بعدما أخذت المقاومة بعدا ًعميقا في التصدي للمحتل وتحطيم استراتيجيته، ومنها من تشكل وبدأ العمل بعد ثلاث سنوات من الاحتلال. والحمد لله لقد ظهر اليوم كل شيء علي حقيقته وعجز العدو نهائيا ً عن طمس دور الحزب في المقاومة رغم ماكنته الإعلامية الهائلة.
فأقول اليوم بحمد الله وفضله إن قاعدة الجهاد الواسعة والقوية وعمودها الفقري هي مقاومة البعث والقوي الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها الفصائل والقوي المنضوية تحت جبهة (القيادة العليا للجهاد والتحرير)التي تنتشرعلي مساحة العراق كله من أم قصر الباسلة جنوبا ً إلي زاخو شمال الوطن، ومن القائم وحصيبة غربا ً إلي خانقين ومندلي شرقا ًوهي تضم كل أطياف الشعب وقومياته وطوائفه.00
واعلم أيها العزيز وليعلم أحرار الأمة العربية أن هذه المقاومة الطاهرة الباسلة التي ركعت العدو هي الأخري مستهدفة اليوم بالاجتثاث ومن أهم وسائل اجتثاثها، محاصرتها إعلاميا ً واقتصادياً وسياسياً والتعتيم علي عملياتها المسلحة وفعالياتها السياسية، وتجاهل تأثيرها المادي والنفسي المدمر علي جنود المحتل وقواته في العراق.0 ألا تري كيف اتفق الغزاة والعملاء والخونة والجواسيس والمرتدون والمنافقون مجتمعين علي محاربة المقاومة العراقية رغم اختلافاتهم في أمور أخري كثيرة؟ واتفقوا علي تغييب دورها وطمس فعلها وتضخيم عناوين زائفة بدعوي أنها ارهاب ؟..
لم تتلق مقاومتنا إلي اليوم أية مساعدة أو دعم من الخارج، ولم تجد من ينشر اخباراً عن وأدائها وعملياتها أو عن عقيدتها ومنهجها وأهدافها. ولقد وثقت علي مدي السنوات الخمس الماضية آلاف العمليات الموجعة للعدو علي أقراص ليزرية، بينما يعمل العدو وعملاؤه وكل القوي المعادية للبعث والشعب والأمة علي إظهار وإبراز دور مجاميع أخري، وزمر شكلها الاحتلال مباشرة ً أو بالواسطة ومنها من شكلتها قوي خارجية معادية للعراق، ويغدق العدو المحتل والقوي الخارجية علي هذه المجاميع والزمر، الأموال والسلاح لتنفيذ أجندة المحتل وتشويه سمعة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وإشعال فتنة طائفية بغضاء لا تبقي ولا تذر. إن من هذه المجاميع من يقتل الشعب علي الهوية، ومنها من يكفِّر علي الهوية، ومنها من يسلب وينهب، ومنها من هو مختص بتصفية الرموز القيادية المبدعة في المجتمع بعثيين وضباطا وطيارين وعلماء مبدعين، ومنهم من ينهب أموال الشعب ويستبيح حرماته ومقدساته.. ورغم هذا فقد شقت مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية طريقها حتي ركع العدو أمام ضرباتها وقد استيأس من مجاراتها وبات يفتش عن مخرجٍ، وهي ماضية في جهادها بإذن الله حتي التحرير وتدمير الغزاة المحتلين أو خضوعهم واستجابتهم لشروطها وثوابتها وفي مقدمتها الانسحاب غير المشروط من العراق وتسليمه لأهله الشرعيين:المقاومة الباسلة بكل أشكالها وألوانها، وتحميلهم المسئولية القانونية عن جرائمهم ضد شعب العراق بضمن ذلك دفع التعويضات.
> سيادة القائد الاعلي ما هو موقفكم من التنظيمات أو الفصائل الإسلامية ومنها تنظيم القاعدة التي تقاتل قوات الاحتلال من جهة ولكنها تكفر البعث من جهة أخري؟
>> إن البعث باعتباره صاحب القضية الأولي في هذا الصراع أي أن برنامجه وإنجازاته ومشروعه النهضوي القومي كان المطلوب والمستهدف بالتصفية والاجتثاث فقد تحمّل بجدارة مسئوليته في التصدي للغزو والاحتلال وإدارة الصراع وقيادته مبدئيا وأخلاقيا، ومعه شعب العراق العظيم وكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية، وقام بدور طليعي في تعبئة الشعب وحشد طاقاته ضد الاحتلال واضعا خبرته وتجربته الثرية وموروثه التاريخي من النضال والكفاح والفداء والبطولة ومطاولة الغزاة المحتلين في خدمة معركة التحرير وفصائل المجاهدين علي اختلافها....
وعلي هذا فإن القاسم المشترك الذي يحدد موقفنا هو العمل لتدمير العدو وتحرير العراق.. فنحن مع الذين يقاتلون بشرف ومسئولية، من أجل تدمير المحتل وعملائه وتحرير العراق.. نحن معهم يدا بيد ونحتضنهم ونعمل المستحيل لقيام الوحدة الجهادية المقدسة معهم ومع كل من يرمي حجرا ً علي العدو أو يقول في وجهه كلمة حق، وقد قامت نواة وحدة المجاهدين بفضل الله تحت راية (القيادة العليا للجهاد والتحرير).
اغتنم هذه المناسبة ومن خلال صحيفة الموقف العربي الغراء لأُحيي كل المقاتلين خارج البعث من وطنيين وإسلاميين خاصة واتجاهات أخري وعلي رأسهم فصائل الجهاد والتحرير، وأبارك لهم جهادهم المقدس علي طريق التحرير الشامل والكامل لوطننا العزيز. وليعلم أبناء أمتنا أن العراق لن يتحرر ولن يخرج الغزاة المحتلون إلا بالجهاد المسلح الدائم المتصاعد يردفه الجهاد السياسي، وأي تراجع أو تقاعس عن مبدأ الجهاد المسلح ومنهجه الايماني، يصب في خدمة العدو ويوفر له الفرصة للمضي في تنفيذ مشروعه الاستعماري في بلدنا والانطلاق منه إلي الوطن العربي لتمزيق أمتنا وسحقها واستعمارها مباشرة ً.
إن البعث وحلفاءه يعتمدون منهج المقاومة المسلحة الدائمة والمتصاعدة حتي يخرج آخر جندي من أرضنا أو يلقي حتفه علي أيدي أبطال العراق وفرسانه بغض النظر عن الزمن طال أم قصر لأن الزمن ليس هدفا ً وإنما هو وسيلة من وسائل التحرير ..
> سيادة القائد الاعلي بعد خمس سنوات من الاحتلال، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد كل هذه المعاناة التي عاشها العراق تحت الاحتلال؟ هل سيطول الأمر خمس سنوات أخري أو أكثر؟ ماذا لديكم؟
>> في حروب التحرير الشعبية يكون طرفا الصراع فيها غير متكافئين وفق مقاييس القوي المادية والعملية والقدرات العسكرية وإمكانات التسلح والتجهيز والتقنية العالية للوسائل القتالية ووسائل التدمير.. وفي قضيتنا اليوم الفرق هائل بين قوة العدو المحتل وبين مالدي شعب العراق ومقاومته الباسلة..العدو يملك أحدث تقنيات وأسلحة الحرب والتدمير، ولديه هيمنة واسعة علي السياسة والإعلام والاقتصاد والمعلومات الاستخبارية والمخابراتية، واستطاع أن يسخر أجزاء واسعة من العالم لخدمة مشروعه في غزو العراق واحتلاله وتدميره... في المقابل شعب العراق أعزل محاصر منذ سنين طويلة، ويتعرض منذ الاحتلال لعمليات منهجية من القتل والتشريد والتهجير والإبادة، ولا يملك ما يواجه به هذا العدو إلا إيمانه بالله الواحد الأحد، ولا يملك إلا الحق والعدل أمام الباطل والجور والعدوان.. ولذلك بني شعب العراق العظيم استراتيجيته في المقاومة والتصدي للغزو والاحتلال علي أساس مبادئ حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد التي ترتكز علي ثلاث صفحات أساسية:-
الصفحة الأولي: تبدأ باستنزاف العدو عبر استخدام مجاميع جهادية صغيرة تعتمد أسلوب الكر والفر، اضرب واهرب، تلاحقه في كل مكان، وتضرب خطوط إمداداته وجواسيسه وعملاءه حتي تنهك العدو وتجهض مشروعه لإقامة نظام عميل يكون في خدمته، ثم تبدأ الصفحة الثانية: متداخلة مع الصفحة الأولي وذلك من خلال مواجهة العدو بمجاميع قتالية أكبر مستهدفة جهده العسكري مباشرة لإيقاع أكبر الخسائر في قواته الغازية وتحطيم معنوياتها وإثارة الرعب لدي عناصرها.. وقد أنجزت المقاومة العظيمة الصفحتين الأولي والثانية..واليوم تتهيأ وتستعد للبدء بتنفيذ الصفحة الثالثة والأخيرة وقد حققت انجازات كبيرة علي طريق استكمال الاستعدادات للبدء بتنفيذ هذه الصفحة في تدمير العدو وطرده أو تركيعه واستسلامه لثوابت المقاومة وشروطها المتمثلة في انسحابه الفوري وغير المشروط مع تنفيذ جميع مطالب المقاومة وحقوق الشعب العراقي في كل ما لحقه من أضرار مادية ومعنوية بسبب الغزو والاحتلال وجرائمهما. لقد بات يوم التحرير وخروج العدو قاب قوسين أو أدني بإذن الله وقوته القوية (وَيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بنَصْرِ اللَّهِ ينصُرُ مَن يشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ (6) (سورة الروم) .. ولا نريد أن نتحدث عما اعددنا لهذه الصفحة من مستلزمات وخطط وبرامج ولكن من بين هذه المستلزمات وعلي رأسها تحقيق وإنجاز وحدة المقاومة المسلحة التي قامت نواتها شامخة بفضل الله في جبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا0
> سيادة القائد الاعلي احتلال العراق قامت به أكبر دولة في العالم وتملك أقوي آلة عسكرية وعبأت له العملاء والعملات ومع ذلك لم تتوحد فصائل المقاومة حتي الآن في جبهة واحدة علي غرار ما حدث في حروب تحرير دول كانت محتلة.0 لماذا لم يحدث ذلك؟ومن المسئول؟ أين؟ وكيف الحل؟ وهل بدأت خطواته وحدة وخطة وخطوة؟
>> نحن نعلم علم اليقين أن من أهم عوامل الانتصار في حروب التحرير الشعبية علي الغزاة هي قدرة المقاومة علي التوحد وتحشيد كل طاقات الأمة المادية والمعنوية واستثمارها بطريقة علمية ولذلك دعا البعث إلي وحدة المقاومة منذ اليوم الأول للاحتلال ولكن للأسف بعض الفصائل التي تشكلت بعد الاحتلال ودخلت إلي أرضنا نزلت إلي الميدان تقاتل العدو وبذات الوقت تناصب البعث ومقاومته العداء وبذلك تنفذ أخطر دور لتمزيق المقاومة وإضعافها وتقدم للغازي المحتل خدمات مجانية لتمكنه من المضي في حملة اجتثاث البعث، وهم قد لا يعلمون وبينهم من يعلم إن اجتثاث البعث يعني اجتثاث العروبة والإسلام في العراق وقتل شعبه وتدمير حضارته ومنجزاته.. ويعني أيضاً تمكين العدو من السيطرة علي العراق والمضي في تنفيذ مشروع تدمير العراق وتفتيت الأمة واستعمارها ونهب خيراتها... ومنهم مَنْ عاون مِنْ مَوْقِعِهِ، المحتل، في قتل وتصفية عدد كبير من كادر الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الجهاد.. ومع ذلك فإن وعي قيادة البعث وتجربتها الطويلة الغنية جعلها تدرك، إن أي رد علي هذه الفصائل سيؤدي حتما إلي إضعاف المقاومة وتشويه دورها، لذلك قررت القيادة بدل الرد عليها بالمثل، أن تضاعف جهودها لتحقيق وحدة المقاومة ووحدة القوي المناهضة للاحتلال وعلي كل الأصعدة وبكل الوسائل وبذلت في هذا المجال جهودا كبيرة توجت بتحقيق أول جبهة مناهضة للاحتلال في بداية عام 2005، وهي الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، ثم حققت الإنجاز الأكبر وهو وحدة الفصائل الجهادية بإقامة (جبهة الجهاد والتحرير) وقيادتها العليا والتي ضمت اثنين وعشرين فصيلا يوم تأسيسها في أيلول 2007، وبعد أيام من الآن سيصبح عددها بإذن الله أكثر من ثلاثين فصيلا، ينتمي مقاتلوها إلي كل أطياف الشعب، ويوجدون علي كل ارض العراق من زاخو إلي الفاو. وأؤكد هنا بأن جبهة الجهاد والتحرير منفتحة علي كل فصائل الجهاد الأخري دون استثناء ومفتوحة لانضمامهم إليها علي قاعدة التمسك بالمقاومة المسلحة حتي تحرير العراق بغض النظرعن مواقف تلك الفصائل وتصرفاتها السابقة تجاه البعث وثورته ومسيرته وعقيدته. ونحن موقنون أن الجميع سيعلم أن البعث هو الحامي الأول والأقوي للعروبة والإسلام في العراق وهو القادر علي حمل رسالة الأمة وأهدافها في التحرير والوحدة والنهضة.. ومع هذا كله فنحن نحيي كل جهد يوظف في مسيرة المقاومة والتحرر، ونحيي كل طلقة تصوب في وجه الغزاة البرابرة، كما نحيي في هذه المناسبة قادة ومقاتلي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير، وقادة ومقاتلي الفصائل الإسلامية خارج جبهة الجهاد والتحرير، ونقدر ونعتز بتضحياتهم، وبابنا مفتوح لهم ولكل خير وفارس وبطل يثور ضد الاحتلال، وسنحتضنهم ونتحمل منهم حتي يفهمونا أو حتي يفهمنا من كانت نواياه ومقاصده شريفة تجاه مسيرة التحرير وكان صادقا في جهاده في سبيل الله والوطن، ولا نعتقد علي الإطلاق أن مجاهدا صادقا ومخلصا يناصب البعث العداء، لأن البعث علي امتداد تاريخه ناضل ببسالة ضد أعداء الأمة.. أعداء العروبة والإسلام، وهو اليوم الحاضن الأول للمقاومة المدافعة عن الوطن والإسلام ورسالة الأمة الخالدة، وقدم اليوم من الشهداء علي طريق تحرير الوطن تضحيات عظيمة من قادته وكادره وقواعده ما لم يقدمه غيره.
> سيادة القائد الاعلي لكل مقاومة خطة ووسيلة وهدف سياسي وعسكري، فاين موقع القيادة العليا للجهاد والتحرير من السؤال؟
>> القيادة العليا للجهاد والتحرير قامت وانطلقت علي أساس استراتيجية التحرير الجهادية التي وضعت بعد الاحتلال.وقد تضمن بيان تأسيسها الأول وبرنامجها الجهادي القتالي والسياسي، الإطار العام لاستراتيجية التحرير، والمرحلة الانتقالية، ومرحلة ما بعد التحرير. محور خطتنا باختصار وبدون تفاصيل يقوم علي تحرير العراق، ووسيلتنا استنفار وتعبئة طاقات الشعب والأمة وزجها في معركة التحرير، ثم إقامة الدولة الوطنية الشعبية علي أسس ديمقراطية منبثقة من تراثنا وتقاليدنا ومن ديننا الإسلامي الحنيف.0
>سيادة القائد الاعلي تتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن اتصالات بينكم وبين الأمريكان، ما حقيقة هذه الأخبار؟ هل أجريتم فعلا أي اتصال مع جهات أمريكية رسمية بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟ وهل انتم مستعدون للتفاوض مع الأمريكان؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هي شروط التفاوض؟ وهل تقودون التفاوض بشخصكم أم لديكم من تخولونه للقيام بهذه المهمة؟ وهل هي ثنائية أم جبهوية قطبية تقودونها ومن أعراف مقولات التفاوض القول بأنك لا تستطيع أن تصل علي مائدة المفاوضات إلي أبعد من ما تصل إليه مدافعك، فهل وصلت تعبئة النشامي أو جهازيتهم إلي اطمئنانكم علي حصاد المائدة وبأذن الله حتمية هزيمة الأطالسة الأبالسة الصهاينة؟
>>إن استراتيجية الحزب ومنهجه الجهادي يقومان علي أساس التمسك بثوابت التحرير والاستقلال المعلنة في وسائل الإعلام، والتي يعرفها الصديق والعدو.والبعث يتعامل مع الأعداء والأصدقاء، أي مع أمريكا ومع دول العالم، ومع كل الأحزاب والتيارات والتجمعات والأشخاص والشخصيات أصدقاء وأعداء، علي أساس الثوابت المبدئية للبعث والمقاومة المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال، ولكن البعث لا يتفاوض مع أحد علي الإطلاق إن لم يعترف بالثوابت مسبقا، وسوف لن يتفاوض لا مع أمريكا ولا مع وسطاء ولا مع أصدقاء إلا علي هذا الأساس، فإذا اعترف العدو بالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض معه وسنعاونه علي الخروج من بلدنا بماء وجهه ونسهل عليه السبيل.0، قبل هذا الاعتراف لا تفاوض مع العدو المحتل..
إن القاسم المشترك بين البعث والناس جميعا أعداء وأصدقاء هو ثوابت التحرير والاستقلال، وكذلك نعلنها اليوم للعالم كله لكي لا يدجل علينا أحد ولا يشوش ويضلل فالبعث يلتقي مع كل من يريد اللقاء به إلا مع الكيان الصهيوني وحكومة العملاء في المنطقة الخضراء لأننا لا نعترف بها ولا بدستورها وقوانينها وأنظمتها والقرارات التي اتخذتها وما نتج عنها، فهي وعمليتها السياسية ومشاريعها ومؤسساتها وأجهزتها مرفوضة جملة وتفصيلا.. وسنكون سعداء يوم يقتنع العدو بهزيمته ويقبل بثوابتنا ويعترف بها ويجلس معنا نتفاوض لوضع برنامج لتنفيذها، وسنكون سعداء للغاية عندما أي طرف عراقي ممن تورطوا مع الاحتلال يقتنع بثوابتنا فيرفض المحتل وينحاز إلي المقاومة بالطريقة التي يقدر عليها حتي ولو بالكلمة وسنضع كل من ينحاز من هذا الوسط إلي المقاومة ويتعهد بالنضال والجهاد من أجل تحرير الوطن علي رءوسنا ونسهل لهم كل السبل ونعاونهم علي العودة إلي الشعب والوطن وإلي الجهاد وإلي ما يرضي الله.
وأحيي في هذه المناسبة الشيخ المؤمن الشريف ناصر الجنابي الذي انتفض بوقت مبكر لدينه ووطنه وأمته والتحق بركب الجهاد والمقاومة والرفض عندما تبين له الحق من الباطل، كما أدعو في هذه المناسبة كل أطراف العملية السياسية المخابراتية والمتورطين معها إلي التوبة فورا وقطع أي علاقة بها وبمن صاغها، والالتحاق مع الشعب العظيم ومقاومته الباسلة ومع أي فصيل من فصائلها قبل أن تحرقهم نار العملية فلا ينفع الندم بعدها فيذهبوا جميعا إلي مزابل التاريخ وإلي جهنم وبئس المصير.
أما ثوابتنا المقدسة للتحرير والاستقلال المعلنة والتي علي أساسها نلتقي، وبعد الاعتراف بها نتفاوض فهي ما يلي:ـ
1 - الاعتراف الرسمي والمعلن بالمقاومة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وبكل فصائلها وأحزابها ممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراق.
2 - الإعلان الرسمي - من قبل القيادة الأمريكية - الانسحاب من العراق وبدون قيد أو شرط.
3 - إلغاء جميع الهياكل السياسية والتشريعية والقوانين والتشريعات الصادرة منذ الاحتلال وفي مقدمتها قانون اجتثاث البعث وتعويض جميع المتضررين بسببه ومن جرائه.
4 - إيقاف المداهمات والملاحقات والاعتقالات والقتل والتشريد.
5 - إطلاق سراح الأسري والمسجونين والموقوفين بدون استثناء وتعويض الجميع علي ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.
6 - إعادة الجيش وقوي الأمن الوطني إلي الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال وتعويض جميع المتضررين منهم بسبب قرار الحل ومن جرائه.
7 - التعهد بتعويض جميع الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء الاحتلال وبسببه.
وأي تفاوض مع الغزاة بدون هذه الثوابت يمثل ارتدادا هو خيانة ومرفوض من قبل المقاومة بجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية. ونقول للعدو المحتل وعملائه وأذنابه ولكل الخونة والمنافقين والجبناء والمتخاذلين أن لا تفاوض مع العدو المحتل إلا علي أساس الاعتراف المسبق بهذه الثوابت. وستبقي المقاومة وتتصاعد حتي القضاء علي آخر جندي للاحتلال أو يخرج هاربا وخاسئا من أرضنا أو يستجيب إلي إرادة الشعب ومقاومته الباسلة فيقبل بالثوابت ويخرج بماء وجهه قبل أن تحل به الكارثة الكبري مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات ولو لأجيال قادمة.. ونحن علي ثقة أن مزيدا من التصعيد ومزيدا من الطرق علي رأس الغازي المحتل، وعلي رؤوس عملائه وأذنابه، سيجبرهم وهم أذلة صاغرين علي الاعتراف بثوابتنا ؛ثوابت الحق ؛ثوابت التحرير والاستقلال، أو تنهار قواه ويولي هاربا يجر أذيال الخيبة والخسران، وأنه ليوم قريب بأذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
>سيادة القائد الاعلي بعض أوساط الحكومة وقادة جيش الاحتلال يتحدثون عن اتصالات مع البعث للمشاركة في مؤتمر المصالحة المزمع عقده تحت رعاية جامعة الدول العربية والمشاركة من ثم في العملية السياسية كيف تعلقون علي ذلك؟ وما هو موقفكم بالضبط من العملية السياسية الجارية حاليا؟
>> إن موقف البعث من الاحتلال وعملائه ومما أحدثوه في بلدنا يتلخص بمقاتلة المحتل وأعوانه وأذنابه وجواسيسه وعلي رأسهم أدوات وأزلام العملية السياسية المخابراتية، ورفض أي مهادنة مع هؤلاء، ومقاومة أي كيان يؤسس في العراق تحت ظل الاحتلال ولخدمته وفي مقدمة ذلك حكومة الخونة في المنطقة الخضراء وأجهزتها ودستورها وقوانينها وكل ما أحدثته وستحدثه علي أرضنا.
فالغزو والاحتلال والاستعمار مرفوض ومقاومته وقتاله فرض عين علي كل مواطن في كل القوانين والعقائد والشرائع السماوية والأرضية وكل ما جاء وسيجيء به الاحتلال مرفوض وباطل، ومقاومته واجب وطني وواجب شرعي.
هذا هو موقف البعث وموقف الشعب المقاوم، أما من يشأ غير ذلك فإنه يقع ضمن منهج التآمر علي الوطن والإساءة للبعث وتشويه مسيرته الجهادية التي يقوم بها بعض الخونة والجبناء والمتخاذلين ممن تساقطوا من مسيرة البعث أو ممن لفظتهم المسيرة فوقعوا في أحضان المحتل وعملائه.
البعث وجميع فصائل المقاومة العراقية اليوم بعون من جبار السموات والأرض علي مشارف النصر التاريخي للأمة علي أعدي وأعتي أعدائها علي الإطلاق، وسيمضي حزبنا في مسيرة الأمة طليعة ثورية مؤمنة حتي تتحقق أهدافها الكبري في التحرير الشامل والتوحيد الكامل وبناء المستقبل الذي يحفظ للأمة دورها الإنساني الرائد في الحياة.
> سيادة القائد الاعلي يتحدث البعض عن أنكم سوف تتمسكون بسياسة هيمنة وانفراد حزبكم علي السلطة السياسية بعد التحرير؟ ما حقيقة ذلك؟ وهل لديكم استراتيجية واضحة لإدارة الحكم في العراق بعد التحرير؟ ما طبيعة هذه الاستراتيجية وما موقع الحزب فيها؟
>> البعث العربي الاشتراكي كان في مقدمة الأحزاب والحركات الداعية إلي تحشيد طاقات الأمة منذ أيام التأسيس، وهو أول من دعا إلي إقامة الجبهات والتحالفات بين قوي الثورة العربية، وساهم بفعالية في إقامة أول جبهة في العراق في العهد الملكي وكانت تلك الجبهة هي القاعدة الشعبية والحاضن السياسي لثورة تموز 1958 العظيمة، وحين انقلب الحزب الشيوعي العراقي علي تلك الجبهة، توجه البعث في ذلك الوقت إلي الشعب بقوة فعبأ طاقاته الجماهيرية عبر تحالف وطني قومي إسلامي للوقوف بوجه الدكتاتورية الشعوبية وكانت ثمرة ذلك التوجه قيام ثورة رمضان المجيدة عام 1963 ثم بعد ثورة تموز 1968 أقام البعث الجبهة الوطنية التقدمية مع الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي نقضها الملا مصطفي عام 1974 بإعلان تمرده المسلح، ثم أقام البعث الجبهة القومية التقدمية مع الحزب الثوري الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتجاه القومي العربي، وكانت هذه الجبهة مفتوحة لكل قوي المعارضة الوطنية والتي لم تتلوث بالتآمر والعمل مع أمريكا والصهيونية، وفعلا استجابت أغلب قوي المعارضة الوطنية ورجعت إلي العراق، ولكن الغزاة لم يمهلوا البعث لكي يستكمل إقامة جبهة وطنية واسعة وقوية، فقاموا بعدوانهم في 2003.
هذا هو البعث في العراق قبل الاحتلال. وكل ظاهرة أو تصرف يخالف هذا النهج ومبادئ العمل الجبهوي الوطني، يقع في إطار أخطاء المسيرة وهفواتها، والحزب كفكر ومنهج وأهداف بريء منها. أما بعد الاحتلال فمنذ اليوم الأول رفع البعث شعار وحدة المقاومة، وجعل وحدتها ضرورة تاريخية، وجاهد بدأب ومثابرة الي أن أقام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في 2005، ثم بعدها أقام جبهة الجهاد والتحرير لفصائل مسلحة في الميدان في أيلول 2007 والجبهتان مفتوحتان لكل القوي الخيرة المناهضة للاحتلال المسلحة والسياسية لتحقيق مزيد من التوحد والتآلف سواء في مرحلة التحرير أو لما بعد التحرير.
البعث لم يطرح في أي يوم من مسيرته موضوع الحزب الواحد ولا يؤمن بنظرية الحزب الواحد ويرفضها وإنما طرح في مرحلة سابقة ولظروف موضوعية نظرية الحزب القائد.. والقائد لا يعني التميز والتعالي والتفرد وإنما يعني الأداء الطليعي علي الارض وفي الميدان، والقيادة المادية يأخذها بهذا التفوق وعبر عملية ديمقراطية شعبية واسعة يقول الشعب فيها كلمته عبر قواه الوطنية والقومية والإسلامية. فالبعث يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بأهمية وضرورة تحشيد طاقات الشعب والأمة عبر تحالف وطني وقومي وإسلامي لكل قوي الشعب المناضلة من اجل التحرير والحرية والاستقلال والديمقراطية والبناء، كما يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يجري تداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي وعلي أساس صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، ويؤمن البعث إيمانا عميقا بحرية الإنسان وحقوقه المقدسة للتعبير عن ذاته وتفجير طاقاته وإبداعاته وإنسانيته، اما مكانة القيادة في المسيرة فلا يفرضه أحد وسيكون ذلك خيار الشعب الذي سيقرر من هم ممثلوه استنادا إلي مستوي علاقتهم وتلاحمهم معه ومستوي التعبير عن تطلعاته وآماله في العيش حرا مطمئنا علي حياته وحياة أجياله اللاحقة وعبر مستوي أدائه وتضحياته.
> سيادة القائد الاعلي دأب المحتل وأدواته من الحكومات المتعاونة معه علي اتباع سياسات طائفية داخل أوساط الشعب العراقي وزرع الأحقاد بين أبنائه ولعبت المليشيات دورا كبيرا في هذه السياسة.0 كيف السبيل إلي تجاوز الفرم والهدم والدم؟
>> إن شعب العراق يا ابن العروبة الشهم، شعب عريق وعظيم وذو تاريخ مجيد وهو شعب متحضر وإنساني لا يعرف الطائفية ولا العرقية ولا يعيشان فيه. إن إيمانه بالله الواحد الأحد ورسالته الإنسانية تحرق كل الظواهر التي تسيء إلي وحدته ولحمته ودوره الرسالى فى الحىاة، وستخرج الطائفىة والعرقىة والعمالة والخىانة مع خروج أول جندى من جنود الغزاة المحتلىن هاربا ومدحورا، لأن هذه الظواهر قد جاء بها المحتل من خارج الحدود لتيسير احتلال العراق وتدميره.. ولقد رأيت أيها العزيز هذا الشعب العظيم في بغداد وفي البصرة وفي ديالي كيف وقف ضد الفتنة الطائفية التي أشعلها المحتل وعملاؤه الطائفيون فقبروها في مهدها، وانظر اليوم إلي عشائر العراق الكريمة الباسلة في الجنوب وفي الشمال والوسط كيف تقف شامخة زاهية بعراقيتها وعروبتها ودينها تتصدي للطائفية والعرقية وكل الظواهر التي لا تليق بشعب الحضارات في العراق.
> سيادة القائد الاعلي تتحدث العديد من القوي السياسية العراقية وغير العراقية عن أخطاء اكتنفتها تجربتكم في الحكم.0 راجعتم تجربتكم؟ واستخلصتم تعريفا ً واعترافا ً ومعرفة للتصويب استهدافا ً للصواب والثواب؟ إيمانا ً وأمانة ً وأمنا ً بعد النصر والتحرير بإذن الله ووعده للمجاهدين؟
>> لأهمية السؤال وخطورته لابد أن أتحدث عن مقدمة موجزة ومختصرة تمهد للإجابة الدقيقة والوافية عن سؤالك هذا... إن البعث كما تعلم في عقيدته ومنهجه وأهدافه وتكوينه وإرادته وقدرته في الأداء والعطاء يمثل طموح الأمة المشروع لاستعادة دورها التاريخي كأمة حضارية رسالية مسئولة أمام الله سبحانه عن ممارسة دور قيادي طليعي رائد ومبدع في إعمار الأرض وتحرير الإنسان وإقامة الحق والعدل. إن البعث يحمل هذه القيم السامية والمعاني العالية ويسعي لتطبيقها في كل تفاصيل حياته وبنائه ومسيرته وكفاحه.. ولذلك فإن تجربة البعث في العراق بكل ما حفلت به هي ملك الشعب العراقي وثمرة من ثمرات كفاحه وهي أيضا ملك الأمة وثمرة من ثمرات ثورتها الكبري علي طريق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. وعلي هذا الأساس تعامل البعث مع تلك التجربة الرائدة بمسئولية تاريخية عالية وبروح جهادية شجاعة فقررت القيادة أن تجري علي هذه التجربة دراسات شاملة ومعمقة وفي كل ميادينها، وان تقف طويلا عند كل منعطف من منعطفاتها، تسجل من جهة، للتاريخ وللأمة إبداعاتها وإنجازاتها التاريخية لتأخذ منها الدروس والعبر وتغني مسيرة البعث اللاحقة، ومن جهة ثانية، تشخص الأخطاء والهفوات والكبوات وأحيانا بعض الانحرافات لمعالجتها جذريا ومعالجة الأسباب والعوامل التي ساهمت في وقوعها. ولقد اتخذت القيادة إجراءات سريعة للتصحيح والتقويم رغم شراسة المعركة التي تخوضها مع الغزاة وعملائهم وأذنابهم، فعاد البعث بقوة إلي أصل مبادئه وعقيدته ودستوره ونظامه سواء فيما يتعلق بحياته الداخلية أو ما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، ثم جهاده وكفاحه، ثم أعدت القيادة الدراسات اللازمة والشاملة للتجربة وما اكتنفها علي امتداد خمسة وثلاثين عاما، ثم دراسة مرحلة الاحتلال وما تلاه لعرض تلك الدراسات علي أول مؤتمر قطري، يعقد لتدقيق وتمحيص التجربة واستخلاص التعريف والمعرفة، والاعتراف رسميا.. أنها أمانة فلا أمن ولا سلام ولا أمان إلا بأدائها كما يجب.
> ثمة من يقول: إن الكثير من البعثيين قد أعيدوا إلي مواقع مهمة في حكومة الاحتلال من خلال أطراف عربية ترعي وتدعم العملية السياسية.0 بماذا تعلقون علي ما يقال بهذا الشأن؟
>> لقد بلغ عدد المنتمين إلي الحزب من العراقيين خمسة ملايين ومائتي ألف يضمنهم الكادر المتقدم والكادر الذي يليه.. أعداد منهم تقاعدت قبل الاحتلال.. وتساقط عدد آخر بعد الاحتلال لهول الصدمة وضعف حصانته المبدئية ولأسباب اخري. وقد تلقف العدو وعملاؤه أعدادا يسيرة من هؤلاء، مدنيين وعسكريين، ومعروف أن مثل هذه العناصر الذي يشوبها ضعف في بنائها المبدئي، تتساقط من مسيرة النضال والجهاد في أول ظرف صعب أو اختبار قاسٍ يواجهها ولكن تساقطها يطهر الحركة الثورية من عناصر ضعفها ويعزز من صلابتها وينقيها من الشوائب. سياسات البعث ومواقفه معروفة وواضحة. الاحتلال وعملاؤه وجواسيسه ومن تعاون مع الاحتلال ومن هادن الاحتلال كل هؤلاء هم أعداء للبعث والوطن والأمة، وهم خونة أذلاء. وكل ما احدثه الاحتلال وعملاؤه في بلدنا باطل ومرفوض وسيزول بزوال الاحتلال. والبعث يؤمن أن المحتل لن يخرج من بلدنا إلا بالمقاومة المسلحة الباسلة. وأن مقاومتنا ستظل قائمة وفعالة ومستمرة وتتصاعد بعون الله ومدده حتي النصر والتحرير طال الزمن أم قصر وسيبقي العدو يتلقف المتساقطين من المسيرة لاستخدامهم كأداة للتشويش علي الحزب.
> سيادة القائد الاعلي أثار قانون النفط والغاز الذي أقرته حكومة العميل المالكي والذي يعتزم ما يسمي بمجلس النواب المصادقة عليه الكثير من الجدل والتباين في الآراء بشأنه واعتبرته الإدراة الإمريكية والحكومة صنيعة الاحتلال، نقطة تحول في تاريخ الصناعة النفطية في العراق وعامل جذب للاستثمارات الاجنبية اللازمة لتطوير صناعة العراق النفطية.0 ماذا تقولون في ذلك وما السبيل للافلات من قانون التفتيت والفتات والافتات اجتماعيا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً؟
>> نحن لا نعترف بقانون النفط والغاز ولا بأي قانون آخر ولا بالدستورالذي فرضه المحتل.. نرفض المحتل وعملاءه وإذنابه وكل ما جاء به أو أحدثه في بلدنا، إنما هدف العدو المحتل وعملائه من هذا القانون هو ارتداد علي قرار التأميم العظيم الذي صدر في يونيو عام 1972، وإعادة تسليم نفط العراق إلي الشركات الاحتكارية الاستعمارية، واستخدام القانون لتجزئة الاقتصاد العراقي وتفكيك وحدته البنيوية دعما لمخططه في تجزئة الدولة وتفتيت المجتمع. وإذا كان هذا ما يسعي له المحتل من إصدار قانون النفط، فإن المقاومة العراقية الباسلة، تتصدي لمشروع الاحتلال بكامله وليس لقانون النفط وحده وستقبره بكل تفاصيله بعون الله.
>سيادة القائد الاعلي من القرارات الخطيرة التي اتخذها المحتل حل الجيش الوطني العراقي، ما حجم تأثير القرار في تأخير عودة مسار جيش النشامي أخوة ً ومهمة وهمة وهل استطعتم أن تعيدوا تنظيمه ليقوم في دوره للمقاومة؟
>> من أهم إنجازات البعث ومن أهم أركان تجربته الثورية ومشروعه النهضوي الحضاري في العراق هو بناء جيش عقائدي رسالي أُعد إعدادا علميا وعصريا حضاريا ؛وطنيا؛ ؛قوميا وإنسانيا وجري تطويره من الناحيتين النوعية والكمية بسرعة عالية، مما جعله عنصرا أساسيا في منظومة الأمن القومي العربي، وجدارا صلبا في مواجهة أطماع ومصالح الإمبريالية والاستعمارية غير المشروعة والتصدي لمخططاتهما العدوانية في وطننا العربي وإزاء منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأصبح هذا الجيش يشكل رادعا حقيقيا يمكنه ردع الكيان الصهيوني ومقاتلته وتحرير فلسطين، مثلما تمكن قبل ذلك من تحطيم الموجة الخمينية الطائفية التي كادت تجتاح الأمة برمتها ومنطقة الخليج والجزيرة العربية بشكل خاص. فالجيش العراقي الباسل هو جزء أساسي وعزيز من تجربة البعث وإنجازاته التاريخية ومن مشروعه النهضوي الحضاري الذي استهدفه العدو في غزوه للعراق ولذلك كان أول قرارين اتخذهما العدو بعد دخوله العراق هما قرار اجتثاث حزب البعث وقرار حل الجيش وقوي الأمن الوطني، أي اجتثاث البعث وقواته المسلحة. لقد قرر العدو إستهداف البعث وجيشه الباسل منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، منذ بدأ البعث مطلع السبعينيات يدخل الي الجيش عوامل التحديث العلمية والتكنولوجية المعاصرة ويطور عقيدته العسكرية والسياسية ليكون بأعلي مستويات الجاهزية في تأدية واجبه الوطني لحماية العراق، وواجبه القومي علي مساحة الوطن العربي. ولقد مارس جيشنا هذا الدور فعلا في الميدان منذ ذلك التاريخ فقاتل دفاعا عن الأمة في أقصي مغربها في موريتانيا وإريتريا والسودان إلي الخليج العربي وإلي سوريا ومصر، وقد عاون حركات التحرر والشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، فأصبح جيش العراق عنوانا كبيرا لتجربة البعث في العراق، تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته الإمبريالية والصهيونية للدول العربية، فحشدت ضده وضد النموذج الوطني العراقي قوي الكفر والشرك والعدوان من كل أصقاع الأرض فكان التاسع من نيسان 2003. يومها تصور الغزاة وعملاؤهم وإذنابهم والمنافقون والمرتدون أن كل شيء قد انتهي بعد حل حزب البعث وحل الجيش، وسوف لن يبقي للعراق بعد اليوم جيش يحمل الأمانة ويؤدي رسالة الأمة.. خسئوا إذ ظنوا أن جيش العراق جيشا فني مهني تقليدي فحسب مثل جيوشهم.. إن جيش العراق إضافة إلي مهنيته العالية فهو جيش عقائدي قومي رسالي ولد من رحم شعب العراق العظيم ونشأ علي عقيدة الأمة ونهل من قيمها الشريفة التي كانت جوهر البعث، حتي أصبح الجيش والشعب والبعث كيانا إيمانيا وإنسانيا واحدا حيا وفاعلا، ولذلك انتفض الشعب والجيش والبعث في وجه الغزاة وعملائهم من خونة الشعب والأمة، وأشعل الأرض نارا تحت أقدامهم حتي اعترف العدو بالهزيمة والفشل. وهو يلهث اليوم خلف جيش البطولة والفداء يستجدي منه الهدنة والمهادنة، ويحاول بكل الوسائل القذرة من ترغيب وترهيب استمالة بعض ضباطه كي يهادنوه أو يستخدمهم في تشويه مسيرة هذا الجيش العظيم وجهاده، لكنه في كل مرة حاولها كان يجد ردا عنيفا من رجال جيش القادسيتين المجيدتين يتمثل في تصعيد الطرق علي رأسه والتمسك بمنهج الجهاد والتحرير حتي النصر.. الجيش العراقي اليوم يؤدي مهمته الرسمية ودوره الجهادي ضد الاحتلال عبر تشكيلاته المقاتلة كألوية وأفواج وسرايا وفصائل، إضافة الي توزع ضباطه ومراتبه ووجودهم في صفوف فصائل الجهاد الوطنية والقومية والإسلامية بدون استثناء كقادة ميدانيين وفنيين ومخططين ومصنعين ومبدعين، إن رجاله اليوم يملأون أرض العراق جهادا وبطولة وفداء، وعلي أكتافهم قامت أعظم وأسرع واشرف مقاومة في حروب التحرير الشعبية. هذا هو جيش العراق وهو يستعد اليوم لأداء واجبه المقدس عندما يقترب يوم الحسم النهائي بإذن الله وبقوته القوية.
القائد الاعلي عِزَّة الدوري في حديث خاص لـ « مجلة الموقف العربي»
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/2454.imgcache
غلاف العدد 308 مجلة الموقف العربي
أجرى الحوار:عبد العظيم مناف
كان موعدنا هو الموعد الأول علي قائمة مواعيده مبكرا، وكان عامل ضيافتة العربية ثلاثية الدافئ «قهوة عربية. شاي. حامض- نوع من الليمون المجفف يعرفه ضيوف العراق-» يقدم لنا أول ضيافة اليوم بكرا منبعا ومصبا وتقديما.
هذا الحوار هو الثاني مع قائد أعلي معركة في ميدان القتال والسلاح يتكلم والخيل فصهل، وقد أجري الحوار الأول في موقع عسكري علي عمق في أرض مغرب الوطن العربي، وجاء النصر واحتفل القائد الأعلي وثورته وثواره بالنصر.
وهذا الحوار أجري أيضا والقائد في ساحة الوغي يردع الظالم المتجاوز المدي، ومن نصر مغرب الوطن، إلي مشرق الإشراق يصنع نشامي الرجال النصر في أرض الوطن الواحد. ضد العدو الواحد، وإن بلغ الزمن عقدين بين نصر اللقاء الأول والحوار الثاني من مغرب الوطن العربي إلي مشرقه.
حديثه في لقائنا بين خالد وعقبة وسعد بن أبي وقاص، وبين بوفرا وتسو والهيثم وحمورابي وروسو في الدين عبادات ومعاملات.. إيمان وعمل، وفي الدولة واجبات وحقوق. قوانين وقيم يطوف من الاستراتيجية ومناهجها. إلي المؤسسات ومهماتها في المشروعات والأمن مرورا بالصوفية وبحارها. المحافظة علي القيم، وحماية الوطن هكذا كان لقاؤنا دائما ينصح بمرجع أو يطلب مصنفا - كتابا- أو مستفسرًا -بتواضع- عن مفرد.
كان موعد هذا الحوار قد تأخر 63 شهرا، إذ كان من المقرر أن يتم في آذار/ مارس 2003 حين كان سيادته قائد الجبهة الشمالية، وكان قد اتفق علي أن يكون كاتب السطور -بناء علي طلبه- من بين فريق إعلام الجبهة. لكن تعديلا من القيادة استوجب تغيير مكان الاجابة، وتأخر موعد إجراء زمن الحوار خمس سنوات وبضعة شهور «ثلاثة وستين شهرا». وجاء الموعد وفاء بالوعد، فالرجل صادق كفجر الجبل.
في ثلاثية الأُوَلْ -الأوائل- جاء العراق فهو صاحب أول أبجدية في التاريخ -أول من عرف الكتابة- وهو صاحب أول قانون عرفه العالم (الانتصار للعدالة وضمان ألا يضطهد القوي الضعيف) قانون حمورابي، ويعرف الجميع ذلك ويعترف الأصدقاء والأعداء ومنهم الأكاديمية أستاذة الجامعة الوزيرة السابقة «مادلين أولبرايت» فقد قالت:
(قانون حمورابي الهبة التي تلقتها الحضارة قبل أربعة آلاف سنة من بابل القديمة التي تعرف الآن بالعراق) «ص 261 -الجبروت والجبار».
أما ثالثة الأول، وبمناسبة بابل فهي «السبي البابلي الأول» بقيادة نبوخذ نصر، ولأن الأضداد أنداد فكما بدأت الحرب بثلاث وثلاثين دولة بين متبوع وتابع مبيوع، فعلي الفارق اعتداد وإن اتفق العدد حيث تتكون (القيادة العليا للجهاد والتحرير) من ثلاثة وثلاثين جيشا.
وإذا كانت «مادلين أولبرايت» وزيرة خارجية الإرهابي الصهيوني «بوش السابق» قد قالت نادمة متحسرة:
(سياسة الهيمنة تتناقض مع الصورة الذاتية للولايات المتحدة، وتشكل طريقة رديئة لحماية مصالحنا، وقد تبين أن تطبيقها في خدمة ما اعتقد قادتنا أنها «المبادئ الصحيحة والمثل العليا» -كما هو الحال في العراق- استنزاف مميت للموارد الأمريكية والقوة العسكرية والهيبة، وليكن ذلك درسا لنا) «انتهي الاقتباس -الاعتراف- لأولبرايت».
إذا كان من فضلٍ لكسر الاستكبار الأمريكي، وتحطيم الصلف الأطلسي لدرجة استخدام مادلين مفردات «مميتة للقوة والهيبة والموارد، وأن العراق درس لنا»، فإن هذا الفضل إنما يعود لنشامي وماجدات المقاومة بـ «القيادة العليا للجهاد والتحرير» يقودها خادم المجاهدين «عِزة إبراهيم الدوري -القائد الاعالي لجبهة الجهاد والتحرير الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي المستوي القومي، وأمين سر قطر العراق.
وإذا كان وقت حوار القائد الاعلي الأخ «عزة الدوري» في هذه الظروف الفاصلة الحاسمة الحاكمة ميدانيا تؤكد كرم وقيم وسخاء خادم الجهاد والمجاهدين. لأن الدقائق والثواني ثمينة في «المكان والزمان والمناخ» كما يقول أمير القيادة في ختام هذا الحوار.
وإذا كانت «الموقف العربي» وهي أكثر المطبوعات حوارًا مع القادة والرؤساء والملوك تعتز بذلك فإن اعتزازها أكثر وأبلغ وأصدق حين يكون اللقاء أو الحوار مع قائد في عرينه وسط جنده خلال معركته الفاصلة ضد أعتي قوة ظالمة.
وإذا كانت -الموقف العربي- تواصل سبقها الذي تعتز به حوارًا ومحاورا، فقد كان لقاؤها السابق علي هذا الحوار مع خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» حين كان كاتب السطور يحاوره في التطورات والدورة الإيمانية عقب تخرج دفعة حزبية، ولعل هذا سر ما يلحظه القارئ الكريم في الاستناد إلي القرآن الكريم والحديث الشريف والصحابي الجليل بعلم غزير في علوم الدين وهموم الدولة.
وفي اللقاء السابق أيضا قدم كاتب السطور لأخيه القائد الأعلي «عزة الدوري» مؤلفه «التحدي الذهبي» وهي ثلاثة أنواع كما يصنفها المؤرخ البريطاني الكبير «أرنولد توينبي» أحدها «التحدي الذهبي» وهي (تمثل الفرصة التي تمكن الشعب الحي من انتزاع فرصته في الحياة إذا أجاد التعامل معها ولم يفقدها) «راجع التحدي الذهبي»، هذا علي مستوي الشعب.
أما علي مستوي القائد فإن القائد البريطاني -أيضا- تشرشل، وعقب احتلال العاصمة باريس. سأل الجنرال ديجول متململا قائلا: (ماذا بقي من فرنسا يا جنرال؟) فأجابه بكل ثقة في النصر قائلا: (أنا). وانتصر ديجول وتحررت فرنسا.. هذا في التاريخ. وفي اللغة فإن بغداد وباريس ثنائيتان تبدآن بالحرف الثاني في الابجديتين العربية واللاتينية -الانجليزية- أما في الجغرافيا فإن مساحة العراق ومساحة فرنسا متساويتان.
وإذا كانت عبارات الإطراء من خادم الجهاد والمجاهدين قائد «القيادة العليا للجهاد والتحرير» لأسرة «الموقف العربي» هي أوسمة اعتبار فإن الامتنان مصحوبا بالاعتزاز، موصولا بالمواصلة، مصونا بالتواصي، أملا وعملا، قيما وقلما، انتماء وأداء بأن تكون أسرة «الموقف العربي» و«صوت العرب» كما عهدتموها أخي القائد الأعلي وقيادة نشامي جبهة الجهاد والتحرير.. الانجاز الاعجاز وبنص قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(أهل العراق كنز الايمان، وجمجمة العرب، وهم رمح الله عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار).
ولهذا فلا غرابة لكرم الاستجابة، والنجابة في الإجابة، وإلي حوار خادم الجهاد والمجاهدين «عزة الدوري» القائد الاعالي لجبهة الجهاد والتحرير».. إنه موعد مع النصر.
موعد مع النصر
> سيادة القائد الاعلي يقول سيدنا علي كرم الله وجهه (رب همة أحيت أمة) ويقول سيدنا زيد بن علي رضي الله عنهما (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا) . ويقول القائد الصيني الكبير (صن تسو) اقطع لعدوك إصبعًا بدلاً من أن تجرح له خمسًا.
والملاحظة أن المقاومة العراقية بدأت فور تدنيس القوات الأمريكية أرض العراق.0 كيف استطاعت أن تبدأ وتنمو بهذه السرعة؟
>> أولا ً أحييك أيها الأخ العزيز المناضل الكبير عبد العظيم مناف، أجزل الله أجرك وأعلي مقامك بين مقامات المناضلين والمجاهدين من أبناء أمتنا المجيدة.0 بارك الله بكم علي جهودكم الخيرة لنشر جزء يسير من سفر خالد معمد بأنهار من دماء العراقيين أباة الضيم حملة الرسالة الخالدة للأمة.00
ولنبدأ علي بركة الله الإجابة عن أسئلتكم وأملنا بالخيرين من أمتنا وبكم كبير إن شاء الله في إيصال وتوضيح صورة عن الجهاد في أرض الجهاد مصداقا ً لقول رسولنا العربي الكريم صلي الله عليه وسلم (من جهز غازيا ً في سبيل الله فقد غزا) وها أنتم تقدمون العون بنشر حقيقة ناصعة عن المقاومة العراقية الباسلة التي أذلت الأعداء وحطمت جبروتهم وستسحقهم بعون الله ومدده.
وكما تعلم أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب العراق والأمة العربية.. حمل عقيدتها وآمن برسالتها الخالدة في الحياة وناضل وقاتل طويلا ً من أجل تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية..أنه اليوم يمثل روح الأمة المجتباة وإرادتها في الثورة والتجدد والانبعاث، لذلك فهو لم يلق السلاح أو يوقف القتال ولا ساعة من نهار أو ليل ولم تتوقف مسيرته الجهادية في أي وقت... البعث منظمة ثورية وقيادة شجاعة ومبدعة وتنظيم ثوري جهادي مسلح وما يمثله من جيش باسل وقوات مسلحة مجيدة، لم يلق السلاح ولم يفاجأ بالذي حصل بل إن ما حصل زاده قوة وعزما وإصرارا علي المضي في طريق الرسالة التي نذر نفسه لحملها ومواصلة معركتها المقدسة متوكلا علي الله، لائذا بالصبر والمصابرة، مصمما علي المطاولة في قتال الغزاة وعملائهم وجواسيسهم مهما غلت التضحيات وطال الزمن حتي الظفر الكامل وتحرير العراق، لأن هذه المعركة التاريخية الفاصلة هي قدر البعث ومسئوليته مثلما هي مسئولية شعب العراق العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية المجاهدة والأحرار في أمتنا والإنسانية جمعاء، فالمستهدف في هذا الغزو وفي هذه المعركة هو البعث بما يمثله من عقيدة وأهداف ومنهج وإرادة مستقلة وإنجازات كبري حققها في العراق، ومن خلال كل ذلك استهدف شعب العراق العظيم والأمة العربية المجيدة من محيطها إلي خليجها بهذا الغزو.. هكذا ستمضي مسيرة البعث معمدة بالتضحيات السخية والدماء الزكية لرجاله الرساليين ومناضليه الشجعان، وأغلاها علي الإطلاق القائد الشهيد شهيد الحج الأكبر وأولاده والكادرالمتقدم للحزب والذين يلونهم... في آخر إحصاء أجرته منظمات الحزب، بلغ عدد شهداء البعث في هذه المعركة حتي الآن مائة وعشرين ألف شهيد0
إن مقاومتنا للمحتل ومعركتنا معه ليست جديدة، بل بدأت منذ السنوات الأولي لنشأة البعث، ثم توسعت وتعمقت بعد ثورة تموز المجيدة عام 1968 وقد تنوعت المواجهة في مراحلها وصفحاتها وأشكالها وأدواتها. وفي الفترات التي سبقت 2003 استخدم العدو الإمبريالي قوي محلية من داخل العراق والأمة أحيانا، وفي أحيان أخري أستخدم قوي إقليمية لتقاتلنا نيابة عنه، وحين فشلت أدواته المحلية والإقليمية في إيقاف مسيرة العراق النهضوية القومية دخل العدو الأمريكي مباشرة ساحة الصراع والقتال وحشد ما حشد من قوي كبري وقاد الغزو والاحتلال بنفسه... بعد الاحتلال تنوعت صفحات المقاومة ضد الغزو والاحتلال.. أول صفحاتها كانت المواجهة الرسمية حيث تصدت القوات المسلحة الباسلة للغزو الأمريكي عبر تشكيلاتها النظامية، ثم تداخل مع هذه الصفحة، أنطلاق المواجهة الشعبية ضد الغزو، وحصل الاندماج الشعبي والرسمي والعسكري فورا وبدأت حرب التحرير الشعبية مع الأسبوع الأول للغزو كما خططت القيادة وكما هو في استراتيجيتها، وشارك فيها تشكيلات من تنظيمات الحزب المدنية وفدائيو صدام، ومتطوعون لتنفيذ عمليات أستشهادية، كما شارك في التشكيلات الاولي للمقاومة الشعبية ماجدات العراق، ونفذت بعضهن عمليات استشهادية كانت أولاها العملية البطولية التي نفذتها اثنتان من ماجدات العراق في بغداد في اليوم الثالث للأحتلال وتلك التي نفذتها ماجدة عراقية أخري في مدينة الناصرية جنوب العراق. أما الصفحة الثالثة من معركة الحواسم فهي استمرار المقاومة ومواصلة المعركة حتي تحرير العراق الشامل والعميق وتحقيق أهداف الأمة في الوحدة والنهضة بإذن الله القوي العزيز.0 إنه الحق الأعظم والحق يعلو ولا يعلي عليه (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَي الْبَاطِلِ فَيدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ) إنها سنة الله في الأرض وقوانينه جل شأنه ونواميس الطبيعة وقوانينها.. إنه منطق التاريخ ومساره.0
> سيادة القائد الاعلي ارتباطا ً بالسؤال السابق، ما هو دور ضباط وكوادر القوات المسلحة العراقية في المقاومة؟
>> ضباط الجيش وقادته وآمريه ومقاتليه يؤدون اليوم دورا ً بطوليا ً وحاسما ً في مسيرة المقاومة، فهم بالإضافة إلي دورهم الجهادي القتالي الخاص عبر تشكيلاتهم الرسمية من فرق وألوية وأفواج وفصائل تحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، فإنهم وبحسب توجيهات وأوامر قيادة الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة، ينتشرون علي فصائل الجهاد الأخري ويعملون فيها قادة ميدانيين ومخططين وفنيين ومصنعين ومطورين لأغلب أنواع أسلحة المقاومة.. إنهم يمثلون روح المقاومة وسر إبداعاتها ودقة أدائها وانتصاراتها.. لقد أرعبوا المحتل وأقضُّوا مضاجعه...
> سيادة القائد الاعلي كما تعلمون سيادتكم في الاستراتيجيات العسكرية عند تفوق طيران العدو ينصح بالالتحام البري خاصة ً في المشاة وهذا لا يتوافر حاليا ً لطبيعة المعركة في العراق خاصة إن المقاومة قد تفجرت في مدن ومناطق صحراوية لا توجد فيها جبال أو غابات، ما هي خصوصية المقاومة العراقية برأيكم؟ وكيف استطاعت أن تقاتل المحتل في مناطق مكشوفة وتصمد بوجه آلته العسكرية؟
>> في هذا الإطاراعتمدت المقاومة علي مبادئ وقواعد الحروب الشعبية وحرب العصابات بعد تطوير في أساليبها وتكتيكاتها القتالية فيها وأبدعت في عملياتها التعبوية والعمليات الخاصة، والأهم أنها طوعت البيئة العراقية لخدمة الحرب الشعبية.0 لقد طورت كثيرا ً عبر الممارسة في مبادئ (اظهر بسرعة واضرب بسرعة واختف بسرعة) و (أهل مكة أدري بشعابها) واستثماره إلي أبعد الحدود) و(استخدام عوامل الزمن والأرض والمناخ علي امتدادها والتنقل بسرعة في أداء العمليات في ميادينها حيثما تتوفر ثغرة ويتوافر مقتلا للعدو حتي تكون الأرض كلها لنا ويكون الزمن كله لنا)، متابعة وملاحقة خطط العدو وتكتيكاته ونواياه وأهدافه وما يستجد عنده من وسائل ومستلزمات وإمكانات بالدراسة والتحليل والاستنباط، لمواكبة المستجد لديه والتصدي له بجديد مستنبط من عندنا).
فقد ابتكرنا واستنبطنا وسائل وطرق جديدة وغير مسبوقة في حروب التحرير الشعبية أو حتي في علوم المتابعة الاستخبارية والمخابراتية للعدو المحتل وعملائه مما أتاح لأبطال المقاومة فرصا جديدة وكبيرة لاستهداف العدو ومفاجأته من حيث نوع العمليات وحجمها واختيار المكان وتوقيت الزمان وطبيعة الهدف ونوع المستهدف. ولا أستطيع التفصيل أكثر في هذا السفر للضرورات الأمنية التي أبقت مقاومة البعث وقيادته وقيادة الجهاد سرا ً مطلسماًعلي العدو فأذلته وأذلت عملاءه وجواسيسه.
> سيادة القائد الاعلي كنتم حزبا ً حاكما ً وتنظيماتكم الحزبية تنتشر في كل مكان في العراق.0 هل لتشكيلاتكم المقاومة نفس الانتشار علي مساحة العراق الآن أم أنها تتركز في مناطق ومحافظات محددة؟
>> إن عمر الحزب في العراق يمتد إلي أكثر من نصف قرن حافل بالنضال الثوري والكفاح البطولي مسترشدا خلالها بأغلي شعار رفعه للأمة (أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة) وبأكمل الأهداف لها وهي: الوحدة.. وحدة الأمة من محيطها الهادر إلي خليجها الثائر. والحرية، حرية الأمة في إرادتها ونهوضها الحضاري الإنساني وحرية إنسانها المعطاء المبدع. والاشتراكية، لبناء مستقبلها المزدهر ومجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد الخالي من الفقر والجهل والمرض.00
هذه هي مبادئ حزب البعث التي حمل شعب العراق رايتها علي مدي أكثر من نصف قرن فعشقها وعشقته.. واعلم أيها المناضل العربي الأصيل إن تنظيم البعث اليوم وعلي أساس هذه الحقائق هو أصفي وأنقي وأقوي مما كان عليه قبل الاحتلال بأضعاف مضاعفة لأسباب سيتحدث عنها البعث في وقتها، فهو ينتشر اليوم داخل العراق في كل مدنه وقراه وسهوله وجباله وبواديه، كما ينتشرخارج العراق حيثما يوجد عراقيون في أي بلد عربي أو أجنبي.
وبعد الاحتلال وحيث يواجه البعث مطحنة الاجتثاث انتمي إلي الحزب آلاف المناضلين أغلبهم من الشباب بين عمر السادسة عشرة والخامسة والعشرين، هذا مع التشديد الصارم في شروط قبول الانتماء الي الحزب لأسباب معروفة، كما انضم إلي صفوف فصائل المقاومة التي يقودها البعث عشرات الآلاف من العراقيين، وأخيرا إنبثقت الجهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم فصائل وطنية وقومية إسلامية والبعث أحد أركانها الأساسية.. وهذا ليس غريبا ً ولا مفاجئًا لأن شعب العراق وجيله الحاضر هو جيل المقاومة التي أرسي البعث مقوماتها وهيأ متطلباتها وعززها بمنظومة أخلاقه الكريمة التي هي أخلاق الأمة التي أتمها نبيها العربي الأكرم ورسولها الأعظم صلي الله عليه وسلم الذي قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ..
> سيادة القائد الاعلي لكل مقاومة أو حركة تحرر حاضن ثوري أو سند مالي خارجي داعم00والمقاومة العراقية هي الوحيدة التي لم تجد حاضناً أو قوي داعمة لها لا علي المستوي العربي ولا علي المستوي الإقليمي والدولي كيف استطاع البعث توفير مستلزمات إدامة المقاومة بزخمها القوي المتصاعد؟
>> أهم ما يميز مقاومتنا ويجعلها متفردة في تاريخ حروب التحرير الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لعباده الصابرين المحتسبين وهي لا تملك حاضنا خارج حدود بلدها فحسب، بل الأدهي والأمر أن 99% من القوي الدولية الفاعلة أما تشترك مع العدو مباشرة ًضدها أو تتعاطف معه، والواحد بالمائة المتعاطف مع المقاومة أعطاها ظهره خوفا ًً من أعدائها، ولكن الله أعطاها وأغناها... أعطاها الإيمان العميق والثقة العالية بنصره للمؤمنين، وسخر لها شعب العراق الذي قدم لها المال والبنين معا ً مدد ٌ لا ينضب، وهذا مؤشر مهم يبين لك أيها العزيز وحدة البعث وشعب العراق علي هدف المقاومة، ووحدة البعث والأمة علي أهداف النهضة والوحدة والدور الرسالي. ولذلك لم يستطع العدو التاريخي للأمة (اجتثاث) البعث دون أن يسعي لاجتثاث شعب العراق وعروبته وتاريخه وحضارته وحتي جغرافيته كي يستطيع اجتثاث البعث، لكنه خسئ وارتد علي أعقابه خائبا يلعق جراحه ويلعن عملاءه، فبفضل المقاومة العراقية والدور الجهادي للبعثيين، انتقلت معركة الاجتثاث إلي عقر دارالعدو، وهو الآن في ميدان المنازلة يتهاوي أمام ضربات المقاومة الباسلة.. فانظر أيها العزيز ماذا يحدث اليوم داخل أمريكا وبريطانيا وداخل دول العدوان جميعا ً... لقد دمرت المقاومة حلف الشر وهربت أطرافه واحدا بعد الأخر ولم يبق إلا بوش يتخبط في ورطته وينتظر حتفه فمقاومتنا قد توكلت علي الله وهي تعلم علم اليقين أن من يتوكل علي الله فهو حسبه، ووجدت في شعبنا الأبي المعطاء حاضنتها الطبيعية فهي سيفه البتار وهي وليده البار وهو مددها الذي لا ينضب عطاؤه.
> سيادة القائد الاعلي هناك من يقول إن بعض البعثيين لم يؤدوا دورهم في مواجهة الاحتلال ومقاومته، منهم من لزم بيته ومنهم من غادر العراق0 وهناك من يقول إن دور البعثيين في المقاومة محدود، بماذا ترد؟ وما القول عن حجم المقاومة البعثية في إجمالي المقاومة العراقية؟
>> ربما قال هذا البعض ما قاله لكونه لم ير صورة الوضع في العراق كاملة. فقد قام العدو المحتل وشركاؤه الاقليميون والمحليون بحملة إبادة جماعية ضد البعثيين وعوائلهم ومؤيديهم ومناصريهم، ووضع في دستور العملاء الذي أعدته المخابرات المركزية الأمريكية مادة ذات محتوي عنصري نازي تنص علي اجتثاث البعث تنظيما وفكرا وِشخصيات، ثم شرَّعوا بموجبها قانونا ً للاجتثاث، ومن أهم وأخطر وسائل الاجتثاث بعد الاغتيالات والتصفيات الجسدية للبعثيين، هي محاولة تغييب دور البعث كليا ً من الميدان كحزب مقاوم ومقاومة مسلحة، وتشويه صورته ودوره من خلال: أولا ً ترويج الشائعات السوداء ضده ومنع وسائل الاعلام من نشر أي خبر عنه وعن تشكيلات الجيش العراقي المقاومة التي يقودها الحزب مع الفصائل المسلحة الأخري المرتبطة بتنظيمه والتي تغطي أرض العراق من أقصاه إلي أقصاه. وثانيا استمرار الحملات العسكرية المسلحة التي يقوم بها المحتل بمطاردة وملاحقة وقتل وتدمير وتشريد وتهجير قيادات البعث وكوادره وقاعدته العريضة والحواضن الشعبية المتعاطفة معه، علي مدار الساعة في الليل والنهار، وقد استهدفوا بالتصفيات الجسدية والتدمير والتهجير مجتمع الحزب الي الجار السادس حتي وصل شهداء الشعب إلي أكثر من مليون وثلاثمائة ألف شهيد، بينهم أكثر من مئة وعشرين ألف بعثي.. فلو لم يكن البعث المبادر بالمقاومة منذ اليوم الأول للغزو والعدوان، وتصرف كما لو أن المعركة معركته والقضية قضيته لما رأي العالم بروز أقوي مقاومة وطنية فور وقوع الغزو، ولما شهد أسرع وأقسي هزيمة لأعتي محتل في التاريخ0
واعلم أيها العزيز أن فصائل الجهاد الأخري ظهرت بعدما أخذت المقاومة بعدا ًعميقا في التصدي للمحتل وتحطيم استراتيجيته، ومنها من تشكل وبدأ العمل بعد ثلاث سنوات من الاحتلال. والحمد لله لقد ظهر اليوم كل شيء علي حقيقته وعجز العدو نهائيا ً عن طمس دور الحزب في المقاومة رغم ماكنته الإعلامية الهائلة.
فأقول اليوم بحمد الله وفضله إن قاعدة الجهاد الواسعة والقوية وعمودها الفقري هي مقاومة البعث والقوي الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها الفصائل والقوي المنضوية تحت جبهة (القيادة العليا للجهاد والتحرير)التي تنتشرعلي مساحة العراق كله من أم قصر الباسلة جنوبا ً إلي زاخو شمال الوطن، ومن القائم وحصيبة غربا ً إلي خانقين ومندلي شرقا ًوهي تضم كل أطياف الشعب وقومياته وطوائفه.00
واعلم أيها العزيز وليعلم أحرار الأمة العربية أن هذه المقاومة الطاهرة الباسلة التي ركعت العدو هي الأخري مستهدفة اليوم بالاجتثاث ومن أهم وسائل اجتثاثها، محاصرتها إعلاميا ً واقتصادياً وسياسياً والتعتيم علي عملياتها المسلحة وفعالياتها السياسية، وتجاهل تأثيرها المادي والنفسي المدمر علي جنود المحتل وقواته في العراق.0 ألا تري كيف اتفق الغزاة والعملاء والخونة والجواسيس والمرتدون والمنافقون مجتمعين علي محاربة المقاومة العراقية رغم اختلافاتهم في أمور أخري كثيرة؟ واتفقوا علي تغييب دورها وطمس فعلها وتضخيم عناوين زائفة بدعوي أنها ارهاب ؟..
لم تتلق مقاومتنا إلي اليوم أية مساعدة أو دعم من الخارج، ولم تجد من ينشر اخباراً عن وأدائها وعملياتها أو عن عقيدتها ومنهجها وأهدافها. ولقد وثقت علي مدي السنوات الخمس الماضية آلاف العمليات الموجعة للعدو علي أقراص ليزرية، بينما يعمل العدو وعملاؤه وكل القوي المعادية للبعث والشعب والأمة علي إظهار وإبراز دور مجاميع أخري، وزمر شكلها الاحتلال مباشرة ً أو بالواسطة ومنها من شكلتها قوي خارجية معادية للعراق، ويغدق العدو المحتل والقوي الخارجية علي هذه المجاميع والزمر، الأموال والسلاح لتنفيذ أجندة المحتل وتشويه سمعة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وإشعال فتنة طائفية بغضاء لا تبقي ولا تذر. إن من هذه المجاميع من يقتل الشعب علي الهوية، ومنها من يكفِّر علي الهوية، ومنها من يسلب وينهب، ومنها من هو مختص بتصفية الرموز القيادية المبدعة في المجتمع بعثيين وضباطا وطيارين وعلماء مبدعين، ومنهم من ينهب أموال الشعب ويستبيح حرماته ومقدساته.. ورغم هذا فقد شقت مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية طريقها حتي ركع العدو أمام ضرباتها وقد استيأس من مجاراتها وبات يفتش عن مخرجٍ، وهي ماضية في جهادها بإذن الله حتي التحرير وتدمير الغزاة المحتلين أو خضوعهم واستجابتهم لشروطها وثوابتها وفي مقدمتها الانسحاب غير المشروط من العراق وتسليمه لأهله الشرعيين:المقاومة الباسلة بكل أشكالها وألوانها، وتحميلهم المسئولية القانونية عن جرائمهم ضد شعب العراق بضمن ذلك دفع التعويضات.
> سيادة القائد الاعلي ما هو موقفكم من التنظيمات أو الفصائل الإسلامية ومنها تنظيم القاعدة التي تقاتل قوات الاحتلال من جهة ولكنها تكفر البعث من جهة أخري؟
>> إن البعث باعتباره صاحب القضية الأولي في هذا الصراع أي أن برنامجه وإنجازاته ومشروعه النهضوي القومي كان المطلوب والمستهدف بالتصفية والاجتثاث فقد تحمّل بجدارة مسئوليته في التصدي للغزو والاحتلال وإدارة الصراع وقيادته مبدئيا وأخلاقيا، ومعه شعب العراق العظيم وكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية، وقام بدور طليعي في تعبئة الشعب وحشد طاقاته ضد الاحتلال واضعا خبرته وتجربته الثرية وموروثه التاريخي من النضال والكفاح والفداء والبطولة ومطاولة الغزاة المحتلين في خدمة معركة التحرير وفصائل المجاهدين علي اختلافها....
وعلي هذا فإن القاسم المشترك الذي يحدد موقفنا هو العمل لتدمير العدو وتحرير العراق.. فنحن مع الذين يقاتلون بشرف ومسئولية، من أجل تدمير المحتل وعملائه وتحرير العراق.. نحن معهم يدا بيد ونحتضنهم ونعمل المستحيل لقيام الوحدة الجهادية المقدسة معهم ومع كل من يرمي حجرا ً علي العدو أو يقول في وجهه كلمة حق، وقد قامت نواة وحدة المجاهدين بفضل الله تحت راية (القيادة العليا للجهاد والتحرير).
اغتنم هذه المناسبة ومن خلال صحيفة الموقف العربي الغراء لأُحيي كل المقاتلين خارج البعث من وطنيين وإسلاميين خاصة واتجاهات أخري وعلي رأسهم فصائل الجهاد والتحرير، وأبارك لهم جهادهم المقدس علي طريق التحرير الشامل والكامل لوطننا العزيز. وليعلم أبناء أمتنا أن العراق لن يتحرر ولن يخرج الغزاة المحتلون إلا بالجهاد المسلح الدائم المتصاعد يردفه الجهاد السياسي، وأي تراجع أو تقاعس عن مبدأ الجهاد المسلح ومنهجه الايماني، يصب في خدمة العدو ويوفر له الفرصة للمضي في تنفيذ مشروعه الاستعماري في بلدنا والانطلاق منه إلي الوطن العربي لتمزيق أمتنا وسحقها واستعمارها مباشرة ً.
إن البعث وحلفاءه يعتمدون منهج المقاومة المسلحة الدائمة والمتصاعدة حتي يخرج آخر جندي من أرضنا أو يلقي حتفه علي أيدي أبطال العراق وفرسانه بغض النظر عن الزمن طال أم قصر لأن الزمن ليس هدفا ً وإنما هو وسيلة من وسائل التحرير ..
> سيادة القائد الاعلي بعد خمس سنوات من الاحتلال، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد كل هذه المعاناة التي عاشها العراق تحت الاحتلال؟ هل سيطول الأمر خمس سنوات أخري أو أكثر؟ ماذا لديكم؟
>> في حروب التحرير الشعبية يكون طرفا الصراع فيها غير متكافئين وفق مقاييس القوي المادية والعملية والقدرات العسكرية وإمكانات التسلح والتجهيز والتقنية العالية للوسائل القتالية ووسائل التدمير.. وفي قضيتنا اليوم الفرق هائل بين قوة العدو المحتل وبين مالدي شعب العراق ومقاومته الباسلة..العدو يملك أحدث تقنيات وأسلحة الحرب والتدمير، ولديه هيمنة واسعة علي السياسة والإعلام والاقتصاد والمعلومات الاستخبارية والمخابراتية، واستطاع أن يسخر أجزاء واسعة من العالم لخدمة مشروعه في غزو العراق واحتلاله وتدميره... في المقابل شعب العراق أعزل محاصر منذ سنين طويلة، ويتعرض منذ الاحتلال لعمليات منهجية من القتل والتشريد والتهجير والإبادة، ولا يملك ما يواجه به هذا العدو إلا إيمانه بالله الواحد الأحد، ولا يملك إلا الحق والعدل أمام الباطل والجور والعدوان.. ولذلك بني شعب العراق العظيم استراتيجيته في المقاومة والتصدي للغزو والاحتلال علي أساس مبادئ حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد التي ترتكز علي ثلاث صفحات أساسية:-
الصفحة الأولي: تبدأ باستنزاف العدو عبر استخدام مجاميع جهادية صغيرة تعتمد أسلوب الكر والفر، اضرب واهرب، تلاحقه في كل مكان، وتضرب خطوط إمداداته وجواسيسه وعملاءه حتي تنهك العدو وتجهض مشروعه لإقامة نظام عميل يكون في خدمته، ثم تبدأ الصفحة الثانية: متداخلة مع الصفحة الأولي وذلك من خلال مواجهة العدو بمجاميع قتالية أكبر مستهدفة جهده العسكري مباشرة لإيقاع أكبر الخسائر في قواته الغازية وتحطيم معنوياتها وإثارة الرعب لدي عناصرها.. وقد أنجزت المقاومة العظيمة الصفحتين الأولي والثانية..واليوم تتهيأ وتستعد للبدء بتنفيذ الصفحة الثالثة والأخيرة وقد حققت انجازات كبيرة علي طريق استكمال الاستعدادات للبدء بتنفيذ هذه الصفحة في تدمير العدو وطرده أو تركيعه واستسلامه لثوابت المقاومة وشروطها المتمثلة في انسحابه الفوري وغير المشروط مع تنفيذ جميع مطالب المقاومة وحقوق الشعب العراقي في كل ما لحقه من أضرار مادية ومعنوية بسبب الغزو والاحتلال وجرائمهما. لقد بات يوم التحرير وخروج العدو قاب قوسين أو أدني بإذن الله وقوته القوية (وَيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بنَصْرِ اللَّهِ ينصُرُ مَن يشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ (6) (سورة الروم) .. ولا نريد أن نتحدث عما اعددنا لهذه الصفحة من مستلزمات وخطط وبرامج ولكن من بين هذه المستلزمات وعلي رأسها تحقيق وإنجاز وحدة المقاومة المسلحة التي قامت نواتها شامخة بفضل الله في جبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا0
> سيادة القائد الاعلي احتلال العراق قامت به أكبر دولة في العالم وتملك أقوي آلة عسكرية وعبأت له العملاء والعملات ومع ذلك لم تتوحد فصائل المقاومة حتي الآن في جبهة واحدة علي غرار ما حدث في حروب تحرير دول كانت محتلة.0 لماذا لم يحدث ذلك؟ومن المسئول؟ أين؟ وكيف الحل؟ وهل بدأت خطواته وحدة وخطة وخطوة؟
>> نحن نعلم علم اليقين أن من أهم عوامل الانتصار في حروب التحرير الشعبية علي الغزاة هي قدرة المقاومة علي التوحد وتحشيد كل طاقات الأمة المادية والمعنوية واستثمارها بطريقة علمية ولذلك دعا البعث إلي وحدة المقاومة منذ اليوم الأول للاحتلال ولكن للأسف بعض الفصائل التي تشكلت بعد الاحتلال ودخلت إلي أرضنا نزلت إلي الميدان تقاتل العدو وبذات الوقت تناصب البعث ومقاومته العداء وبذلك تنفذ أخطر دور لتمزيق المقاومة وإضعافها وتقدم للغازي المحتل خدمات مجانية لتمكنه من المضي في حملة اجتثاث البعث، وهم قد لا يعلمون وبينهم من يعلم إن اجتثاث البعث يعني اجتثاث العروبة والإسلام في العراق وقتل شعبه وتدمير حضارته ومنجزاته.. ويعني أيضاً تمكين العدو من السيطرة علي العراق والمضي في تنفيذ مشروع تدمير العراق وتفتيت الأمة واستعمارها ونهب خيراتها... ومنهم مَنْ عاون مِنْ مَوْقِعِهِ، المحتل، في قتل وتصفية عدد كبير من كادر الحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الجهاد.. ومع ذلك فإن وعي قيادة البعث وتجربتها الطويلة الغنية جعلها تدرك، إن أي رد علي هذه الفصائل سيؤدي حتما إلي إضعاف المقاومة وتشويه دورها، لذلك قررت القيادة بدل الرد عليها بالمثل، أن تضاعف جهودها لتحقيق وحدة المقاومة ووحدة القوي المناهضة للاحتلال وعلي كل الأصعدة وبكل الوسائل وبذلت في هذا المجال جهودا كبيرة توجت بتحقيق أول جبهة مناهضة للاحتلال في بداية عام 2005، وهي الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، ثم حققت الإنجاز الأكبر وهو وحدة الفصائل الجهادية بإقامة (جبهة الجهاد والتحرير) وقيادتها العليا والتي ضمت اثنين وعشرين فصيلا يوم تأسيسها في أيلول 2007، وبعد أيام من الآن سيصبح عددها بإذن الله أكثر من ثلاثين فصيلا، ينتمي مقاتلوها إلي كل أطياف الشعب، ويوجدون علي كل ارض العراق من زاخو إلي الفاو. وأؤكد هنا بأن جبهة الجهاد والتحرير منفتحة علي كل فصائل الجهاد الأخري دون استثناء ومفتوحة لانضمامهم إليها علي قاعدة التمسك بالمقاومة المسلحة حتي تحرير العراق بغض النظرعن مواقف تلك الفصائل وتصرفاتها السابقة تجاه البعث وثورته ومسيرته وعقيدته. ونحن موقنون أن الجميع سيعلم أن البعث هو الحامي الأول والأقوي للعروبة والإسلام في العراق وهو القادر علي حمل رسالة الأمة وأهدافها في التحرير والوحدة والنهضة.. ومع هذا كله فنحن نحيي كل جهد يوظف في مسيرة المقاومة والتحرر، ونحيي كل طلقة تصوب في وجه الغزاة البرابرة، كما نحيي في هذه المناسبة قادة ومقاتلي فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير، وقادة ومقاتلي الفصائل الإسلامية خارج جبهة الجهاد والتحرير، ونقدر ونعتز بتضحياتهم، وبابنا مفتوح لهم ولكل خير وفارس وبطل يثور ضد الاحتلال، وسنحتضنهم ونتحمل منهم حتي يفهمونا أو حتي يفهمنا من كانت نواياه ومقاصده شريفة تجاه مسيرة التحرير وكان صادقا في جهاده في سبيل الله والوطن، ولا نعتقد علي الإطلاق أن مجاهدا صادقا ومخلصا يناصب البعث العداء، لأن البعث علي امتداد تاريخه ناضل ببسالة ضد أعداء الأمة.. أعداء العروبة والإسلام، وهو اليوم الحاضن الأول للمقاومة المدافعة عن الوطن والإسلام ورسالة الأمة الخالدة، وقدم اليوم من الشهداء علي طريق تحرير الوطن تضحيات عظيمة من قادته وكادره وقواعده ما لم يقدمه غيره.
> سيادة القائد الاعلي لكل مقاومة خطة ووسيلة وهدف سياسي وعسكري، فاين موقع القيادة العليا للجهاد والتحرير من السؤال؟
>> القيادة العليا للجهاد والتحرير قامت وانطلقت علي أساس استراتيجية التحرير الجهادية التي وضعت بعد الاحتلال.وقد تضمن بيان تأسيسها الأول وبرنامجها الجهادي القتالي والسياسي، الإطار العام لاستراتيجية التحرير، والمرحلة الانتقالية، ومرحلة ما بعد التحرير. محور خطتنا باختصار وبدون تفاصيل يقوم علي تحرير العراق، ووسيلتنا استنفار وتعبئة طاقات الشعب والأمة وزجها في معركة التحرير، ثم إقامة الدولة الوطنية الشعبية علي أسس ديمقراطية منبثقة من تراثنا وتقاليدنا ومن ديننا الإسلامي الحنيف.0
>سيادة القائد الاعلي تتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن اتصالات بينكم وبين الأمريكان، ما حقيقة هذه الأخبار؟ هل أجريتم فعلا أي اتصال مع جهات أمريكية رسمية بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟ وهل انتم مستعدون للتفاوض مع الأمريكان؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هي شروط التفاوض؟ وهل تقودون التفاوض بشخصكم أم لديكم من تخولونه للقيام بهذه المهمة؟ وهل هي ثنائية أم جبهوية قطبية تقودونها ومن أعراف مقولات التفاوض القول بأنك لا تستطيع أن تصل علي مائدة المفاوضات إلي أبعد من ما تصل إليه مدافعك، فهل وصلت تعبئة النشامي أو جهازيتهم إلي اطمئنانكم علي حصاد المائدة وبأذن الله حتمية هزيمة الأطالسة الأبالسة الصهاينة؟
>>إن استراتيجية الحزب ومنهجه الجهادي يقومان علي أساس التمسك بثوابت التحرير والاستقلال المعلنة في وسائل الإعلام، والتي يعرفها الصديق والعدو.والبعث يتعامل مع الأعداء والأصدقاء، أي مع أمريكا ومع دول العالم، ومع كل الأحزاب والتيارات والتجمعات والأشخاص والشخصيات أصدقاء وأعداء، علي أساس الثوابت المبدئية للبعث والمقاومة المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال، ولكن البعث لا يتفاوض مع أحد علي الإطلاق إن لم يعترف بالثوابت مسبقا، وسوف لن يتفاوض لا مع أمريكا ولا مع وسطاء ولا مع أصدقاء إلا علي هذا الأساس، فإذا اعترف العدو بالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض معه وسنعاونه علي الخروج من بلدنا بماء وجهه ونسهل عليه السبيل.0، قبل هذا الاعتراف لا تفاوض مع العدو المحتل..
إن القاسم المشترك بين البعث والناس جميعا أعداء وأصدقاء هو ثوابت التحرير والاستقلال، وكذلك نعلنها اليوم للعالم كله لكي لا يدجل علينا أحد ولا يشوش ويضلل فالبعث يلتقي مع كل من يريد اللقاء به إلا مع الكيان الصهيوني وحكومة العملاء في المنطقة الخضراء لأننا لا نعترف بها ولا بدستورها وقوانينها وأنظمتها والقرارات التي اتخذتها وما نتج عنها، فهي وعمليتها السياسية ومشاريعها ومؤسساتها وأجهزتها مرفوضة جملة وتفصيلا.. وسنكون سعداء يوم يقتنع العدو بهزيمته ويقبل بثوابتنا ويعترف بها ويجلس معنا نتفاوض لوضع برنامج لتنفيذها، وسنكون سعداء للغاية عندما أي طرف عراقي ممن تورطوا مع الاحتلال يقتنع بثوابتنا فيرفض المحتل وينحاز إلي المقاومة بالطريقة التي يقدر عليها حتي ولو بالكلمة وسنضع كل من ينحاز من هذا الوسط إلي المقاومة ويتعهد بالنضال والجهاد من أجل تحرير الوطن علي رءوسنا ونسهل لهم كل السبل ونعاونهم علي العودة إلي الشعب والوطن وإلي الجهاد وإلي ما يرضي الله.
وأحيي في هذه المناسبة الشيخ المؤمن الشريف ناصر الجنابي الذي انتفض بوقت مبكر لدينه ووطنه وأمته والتحق بركب الجهاد والمقاومة والرفض عندما تبين له الحق من الباطل، كما أدعو في هذه المناسبة كل أطراف العملية السياسية المخابراتية والمتورطين معها إلي التوبة فورا وقطع أي علاقة بها وبمن صاغها، والالتحاق مع الشعب العظيم ومقاومته الباسلة ومع أي فصيل من فصائلها قبل أن تحرقهم نار العملية فلا ينفع الندم بعدها فيذهبوا جميعا إلي مزابل التاريخ وإلي جهنم وبئس المصير.
أما ثوابتنا المقدسة للتحرير والاستقلال المعلنة والتي علي أساسها نلتقي، وبعد الاعتراف بها نتفاوض فهي ما يلي:ـ
1 - الاعتراف الرسمي والمعلن بالمقاومة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وبكل فصائلها وأحزابها ممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراق.
2 - الإعلان الرسمي - من قبل القيادة الأمريكية - الانسحاب من العراق وبدون قيد أو شرط.
3 - إلغاء جميع الهياكل السياسية والتشريعية والقوانين والتشريعات الصادرة منذ الاحتلال وفي مقدمتها قانون اجتثاث البعث وتعويض جميع المتضررين بسببه ومن جرائه.
4 - إيقاف المداهمات والملاحقات والاعتقالات والقتل والتشريد.
5 - إطلاق سراح الأسري والمسجونين والموقوفين بدون استثناء وتعويض الجميع علي ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.
6 - إعادة الجيش وقوي الأمن الوطني إلي الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال وتعويض جميع المتضررين منهم بسبب قرار الحل ومن جرائه.
7 - التعهد بتعويض جميع الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء الاحتلال وبسببه.
وأي تفاوض مع الغزاة بدون هذه الثوابت يمثل ارتدادا هو خيانة ومرفوض من قبل المقاومة بجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية. ونقول للعدو المحتل وعملائه وأذنابه ولكل الخونة والمنافقين والجبناء والمتخاذلين أن لا تفاوض مع العدو المحتل إلا علي أساس الاعتراف المسبق بهذه الثوابت. وستبقي المقاومة وتتصاعد حتي القضاء علي آخر جندي للاحتلال أو يخرج هاربا وخاسئا من أرضنا أو يستجيب إلي إرادة الشعب ومقاومته الباسلة فيقبل بالثوابت ويخرج بماء وجهه قبل أن تحل به الكارثة الكبري مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات ولو لأجيال قادمة.. ونحن علي ثقة أن مزيدا من التصعيد ومزيدا من الطرق علي رأس الغازي المحتل، وعلي رؤوس عملائه وأذنابه، سيجبرهم وهم أذلة صاغرين علي الاعتراف بثوابتنا ؛ثوابت الحق ؛ثوابت التحرير والاستقلال، أو تنهار قواه ويولي هاربا يجر أذيال الخيبة والخسران، وأنه ليوم قريب بأذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
>سيادة القائد الاعلي بعض أوساط الحكومة وقادة جيش الاحتلال يتحدثون عن اتصالات مع البعث للمشاركة في مؤتمر المصالحة المزمع عقده تحت رعاية جامعة الدول العربية والمشاركة من ثم في العملية السياسية كيف تعلقون علي ذلك؟ وما هو موقفكم بالضبط من العملية السياسية الجارية حاليا؟
>> إن موقف البعث من الاحتلال وعملائه ومما أحدثوه في بلدنا يتلخص بمقاتلة المحتل وأعوانه وأذنابه وجواسيسه وعلي رأسهم أدوات وأزلام العملية السياسية المخابراتية، ورفض أي مهادنة مع هؤلاء، ومقاومة أي كيان يؤسس في العراق تحت ظل الاحتلال ولخدمته وفي مقدمة ذلك حكومة الخونة في المنطقة الخضراء وأجهزتها ودستورها وقوانينها وكل ما أحدثته وستحدثه علي أرضنا.
فالغزو والاحتلال والاستعمار مرفوض ومقاومته وقتاله فرض عين علي كل مواطن في كل القوانين والعقائد والشرائع السماوية والأرضية وكل ما جاء وسيجيء به الاحتلال مرفوض وباطل، ومقاومته واجب وطني وواجب شرعي.
هذا هو موقف البعث وموقف الشعب المقاوم، أما من يشأ غير ذلك فإنه يقع ضمن منهج التآمر علي الوطن والإساءة للبعث وتشويه مسيرته الجهادية التي يقوم بها بعض الخونة والجبناء والمتخاذلين ممن تساقطوا من مسيرة البعث أو ممن لفظتهم المسيرة فوقعوا في أحضان المحتل وعملائه.
البعث وجميع فصائل المقاومة العراقية اليوم بعون من جبار السموات والأرض علي مشارف النصر التاريخي للأمة علي أعدي وأعتي أعدائها علي الإطلاق، وسيمضي حزبنا في مسيرة الأمة طليعة ثورية مؤمنة حتي تتحقق أهدافها الكبري في التحرير الشامل والتوحيد الكامل وبناء المستقبل الذي يحفظ للأمة دورها الإنساني الرائد في الحياة.
> سيادة القائد الاعلي يتحدث البعض عن أنكم سوف تتمسكون بسياسة هيمنة وانفراد حزبكم علي السلطة السياسية بعد التحرير؟ ما حقيقة ذلك؟ وهل لديكم استراتيجية واضحة لإدارة الحكم في العراق بعد التحرير؟ ما طبيعة هذه الاستراتيجية وما موقع الحزب فيها؟
>> البعث العربي الاشتراكي كان في مقدمة الأحزاب والحركات الداعية إلي تحشيد طاقات الأمة منذ أيام التأسيس، وهو أول من دعا إلي إقامة الجبهات والتحالفات بين قوي الثورة العربية، وساهم بفعالية في إقامة أول جبهة في العراق في العهد الملكي وكانت تلك الجبهة هي القاعدة الشعبية والحاضن السياسي لثورة تموز 1958 العظيمة، وحين انقلب الحزب الشيوعي العراقي علي تلك الجبهة، توجه البعث في ذلك الوقت إلي الشعب بقوة فعبأ طاقاته الجماهيرية عبر تحالف وطني قومي إسلامي للوقوف بوجه الدكتاتورية الشعوبية وكانت ثمرة ذلك التوجه قيام ثورة رمضان المجيدة عام 1963 ثم بعد ثورة تموز 1968 أقام البعث الجبهة الوطنية التقدمية مع الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي نقضها الملا مصطفي عام 1974 بإعلان تمرده المسلح، ثم أقام البعث الجبهة القومية التقدمية مع الحزب الثوري الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتجاه القومي العربي، وكانت هذه الجبهة مفتوحة لكل قوي المعارضة الوطنية والتي لم تتلوث بالتآمر والعمل مع أمريكا والصهيونية، وفعلا استجابت أغلب قوي المعارضة الوطنية ورجعت إلي العراق، ولكن الغزاة لم يمهلوا البعث لكي يستكمل إقامة جبهة وطنية واسعة وقوية، فقاموا بعدوانهم في 2003.
هذا هو البعث في العراق قبل الاحتلال. وكل ظاهرة أو تصرف يخالف هذا النهج ومبادئ العمل الجبهوي الوطني، يقع في إطار أخطاء المسيرة وهفواتها، والحزب كفكر ومنهج وأهداف بريء منها. أما بعد الاحتلال فمنذ اليوم الأول رفع البعث شعار وحدة المقاومة، وجعل وحدتها ضرورة تاريخية، وجاهد بدأب ومثابرة الي أن أقام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في 2005، ثم بعدها أقام جبهة الجهاد والتحرير لفصائل مسلحة في الميدان في أيلول 2007 والجبهتان مفتوحتان لكل القوي الخيرة المناهضة للاحتلال المسلحة والسياسية لتحقيق مزيد من التوحد والتآلف سواء في مرحلة التحرير أو لما بعد التحرير.
البعث لم يطرح في أي يوم من مسيرته موضوع الحزب الواحد ولا يؤمن بنظرية الحزب الواحد ويرفضها وإنما طرح في مرحلة سابقة ولظروف موضوعية نظرية الحزب القائد.. والقائد لا يعني التميز والتعالي والتفرد وإنما يعني الأداء الطليعي علي الارض وفي الميدان، والقيادة المادية يأخذها بهذا التفوق وعبر عملية ديمقراطية شعبية واسعة يقول الشعب فيها كلمته عبر قواه الوطنية والقومية والإسلامية. فالبعث يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بأهمية وضرورة تحشيد طاقات الشعب والأمة عبر تحالف وطني وقومي وإسلامي لكل قوي الشعب المناضلة من اجل التحرير والحرية والاستقلال والديمقراطية والبناء، كما يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يجري تداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي وعلي أساس صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، ويؤمن البعث إيمانا عميقا بحرية الإنسان وحقوقه المقدسة للتعبير عن ذاته وتفجير طاقاته وإبداعاته وإنسانيته، اما مكانة القيادة في المسيرة فلا يفرضه أحد وسيكون ذلك خيار الشعب الذي سيقرر من هم ممثلوه استنادا إلي مستوي علاقتهم وتلاحمهم معه ومستوي التعبير عن تطلعاته وآماله في العيش حرا مطمئنا علي حياته وحياة أجياله اللاحقة وعبر مستوي أدائه وتضحياته.
> سيادة القائد الاعلي دأب المحتل وأدواته من الحكومات المتعاونة معه علي اتباع سياسات طائفية داخل أوساط الشعب العراقي وزرع الأحقاد بين أبنائه ولعبت المليشيات دورا كبيرا في هذه السياسة.0 كيف السبيل إلي تجاوز الفرم والهدم والدم؟
>> إن شعب العراق يا ابن العروبة الشهم، شعب عريق وعظيم وذو تاريخ مجيد وهو شعب متحضر وإنساني لا يعرف الطائفية ولا العرقية ولا يعيشان فيه. إن إيمانه بالله الواحد الأحد ورسالته الإنسانية تحرق كل الظواهر التي تسيء إلي وحدته ولحمته ودوره الرسالى فى الحىاة، وستخرج الطائفىة والعرقىة والعمالة والخىانة مع خروج أول جندى من جنود الغزاة المحتلىن هاربا ومدحورا، لأن هذه الظواهر قد جاء بها المحتل من خارج الحدود لتيسير احتلال العراق وتدميره.. ولقد رأيت أيها العزيز هذا الشعب العظيم في بغداد وفي البصرة وفي ديالي كيف وقف ضد الفتنة الطائفية التي أشعلها المحتل وعملاؤه الطائفيون فقبروها في مهدها، وانظر اليوم إلي عشائر العراق الكريمة الباسلة في الجنوب وفي الشمال والوسط كيف تقف شامخة زاهية بعراقيتها وعروبتها ودينها تتصدي للطائفية والعرقية وكل الظواهر التي لا تليق بشعب الحضارات في العراق.
> سيادة القائد الاعلي تتحدث العديد من القوي السياسية العراقية وغير العراقية عن أخطاء اكتنفتها تجربتكم في الحكم.0 راجعتم تجربتكم؟ واستخلصتم تعريفا ً واعترافا ً ومعرفة للتصويب استهدافا ً للصواب والثواب؟ إيمانا ً وأمانة ً وأمنا ً بعد النصر والتحرير بإذن الله ووعده للمجاهدين؟
>> لأهمية السؤال وخطورته لابد أن أتحدث عن مقدمة موجزة ومختصرة تمهد للإجابة الدقيقة والوافية عن سؤالك هذا... إن البعث كما تعلم في عقيدته ومنهجه وأهدافه وتكوينه وإرادته وقدرته في الأداء والعطاء يمثل طموح الأمة المشروع لاستعادة دورها التاريخي كأمة حضارية رسالية مسئولة أمام الله سبحانه عن ممارسة دور قيادي طليعي رائد ومبدع في إعمار الأرض وتحرير الإنسان وإقامة الحق والعدل. إن البعث يحمل هذه القيم السامية والمعاني العالية ويسعي لتطبيقها في كل تفاصيل حياته وبنائه ومسيرته وكفاحه.. ولذلك فإن تجربة البعث في العراق بكل ما حفلت به هي ملك الشعب العراقي وثمرة من ثمرات كفاحه وهي أيضا ملك الأمة وثمرة من ثمرات ثورتها الكبري علي طريق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. وعلي هذا الأساس تعامل البعث مع تلك التجربة الرائدة بمسئولية تاريخية عالية وبروح جهادية شجاعة فقررت القيادة أن تجري علي هذه التجربة دراسات شاملة ومعمقة وفي كل ميادينها، وان تقف طويلا عند كل منعطف من منعطفاتها، تسجل من جهة، للتاريخ وللأمة إبداعاتها وإنجازاتها التاريخية لتأخذ منها الدروس والعبر وتغني مسيرة البعث اللاحقة، ومن جهة ثانية، تشخص الأخطاء والهفوات والكبوات وأحيانا بعض الانحرافات لمعالجتها جذريا ومعالجة الأسباب والعوامل التي ساهمت في وقوعها. ولقد اتخذت القيادة إجراءات سريعة للتصحيح والتقويم رغم شراسة المعركة التي تخوضها مع الغزاة وعملائهم وأذنابهم، فعاد البعث بقوة إلي أصل مبادئه وعقيدته ودستوره ونظامه سواء فيما يتعلق بحياته الداخلية أو ما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، ثم جهاده وكفاحه، ثم أعدت القيادة الدراسات اللازمة والشاملة للتجربة وما اكتنفها علي امتداد خمسة وثلاثين عاما، ثم دراسة مرحلة الاحتلال وما تلاه لعرض تلك الدراسات علي أول مؤتمر قطري، يعقد لتدقيق وتمحيص التجربة واستخلاص التعريف والمعرفة، والاعتراف رسميا.. أنها أمانة فلا أمن ولا سلام ولا أمان إلا بأدائها كما يجب.
> ثمة من يقول: إن الكثير من البعثيين قد أعيدوا إلي مواقع مهمة في حكومة الاحتلال من خلال أطراف عربية ترعي وتدعم العملية السياسية.0 بماذا تعلقون علي ما يقال بهذا الشأن؟
>> لقد بلغ عدد المنتمين إلي الحزب من العراقيين خمسة ملايين ومائتي ألف يضمنهم الكادر المتقدم والكادر الذي يليه.. أعداد منهم تقاعدت قبل الاحتلال.. وتساقط عدد آخر بعد الاحتلال لهول الصدمة وضعف حصانته المبدئية ولأسباب اخري. وقد تلقف العدو وعملاؤه أعدادا يسيرة من هؤلاء، مدنيين وعسكريين، ومعروف أن مثل هذه العناصر الذي يشوبها ضعف في بنائها المبدئي، تتساقط من مسيرة النضال والجهاد في أول ظرف صعب أو اختبار قاسٍ يواجهها ولكن تساقطها يطهر الحركة الثورية من عناصر ضعفها ويعزز من صلابتها وينقيها من الشوائب. سياسات البعث ومواقفه معروفة وواضحة. الاحتلال وعملاؤه وجواسيسه ومن تعاون مع الاحتلال ومن هادن الاحتلال كل هؤلاء هم أعداء للبعث والوطن والأمة، وهم خونة أذلاء. وكل ما احدثه الاحتلال وعملاؤه في بلدنا باطل ومرفوض وسيزول بزوال الاحتلال. والبعث يؤمن أن المحتل لن يخرج من بلدنا إلا بالمقاومة المسلحة الباسلة. وأن مقاومتنا ستظل قائمة وفعالة ومستمرة وتتصاعد بعون الله ومدده حتي النصر والتحرير طال الزمن أم قصر وسيبقي العدو يتلقف المتساقطين من المسيرة لاستخدامهم كأداة للتشويش علي الحزب.
> سيادة القائد الاعلي أثار قانون النفط والغاز الذي أقرته حكومة العميل المالكي والذي يعتزم ما يسمي بمجلس النواب المصادقة عليه الكثير من الجدل والتباين في الآراء بشأنه واعتبرته الإدراة الإمريكية والحكومة صنيعة الاحتلال، نقطة تحول في تاريخ الصناعة النفطية في العراق وعامل جذب للاستثمارات الاجنبية اللازمة لتطوير صناعة العراق النفطية.0 ماذا تقولون في ذلك وما السبيل للافلات من قانون التفتيت والفتات والافتات اجتماعيا ً واقتصاديا ً وسياسيا ً؟
>> نحن لا نعترف بقانون النفط والغاز ولا بأي قانون آخر ولا بالدستورالذي فرضه المحتل.. نرفض المحتل وعملاءه وإذنابه وكل ما جاء به أو أحدثه في بلدنا، إنما هدف العدو المحتل وعملائه من هذا القانون هو ارتداد علي قرار التأميم العظيم الذي صدر في يونيو عام 1972، وإعادة تسليم نفط العراق إلي الشركات الاحتكارية الاستعمارية، واستخدام القانون لتجزئة الاقتصاد العراقي وتفكيك وحدته البنيوية دعما لمخططه في تجزئة الدولة وتفتيت المجتمع. وإذا كان هذا ما يسعي له المحتل من إصدار قانون النفط، فإن المقاومة العراقية الباسلة، تتصدي لمشروع الاحتلال بكامله وليس لقانون النفط وحده وستقبره بكل تفاصيله بعون الله.
>سيادة القائد الاعلي من القرارات الخطيرة التي اتخذها المحتل حل الجيش الوطني العراقي، ما حجم تأثير القرار في تأخير عودة مسار جيش النشامي أخوة ً ومهمة وهمة وهل استطعتم أن تعيدوا تنظيمه ليقوم في دوره للمقاومة؟
>> من أهم إنجازات البعث ومن أهم أركان تجربته الثورية ومشروعه النهضوي الحضاري في العراق هو بناء جيش عقائدي رسالي أُعد إعدادا علميا وعصريا حضاريا ؛وطنيا؛ ؛قوميا وإنسانيا وجري تطويره من الناحيتين النوعية والكمية بسرعة عالية، مما جعله عنصرا أساسيا في منظومة الأمن القومي العربي، وجدارا صلبا في مواجهة أطماع ومصالح الإمبريالية والاستعمارية غير المشروعة والتصدي لمخططاتهما العدوانية في وطننا العربي وإزاء منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأصبح هذا الجيش يشكل رادعا حقيقيا يمكنه ردع الكيان الصهيوني ومقاتلته وتحرير فلسطين، مثلما تمكن قبل ذلك من تحطيم الموجة الخمينية الطائفية التي كادت تجتاح الأمة برمتها ومنطقة الخليج والجزيرة العربية بشكل خاص. فالجيش العراقي الباسل هو جزء أساسي وعزيز من تجربة البعث وإنجازاته التاريخية ومن مشروعه النهضوي الحضاري الذي استهدفه العدو في غزوه للعراق ولذلك كان أول قرارين اتخذهما العدو بعد دخوله العراق هما قرار اجتثاث حزب البعث وقرار حل الجيش وقوي الأمن الوطني، أي اجتثاث البعث وقواته المسلحة. لقد قرر العدو إستهداف البعث وجيشه الباسل منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، منذ بدأ البعث مطلع السبعينيات يدخل الي الجيش عوامل التحديث العلمية والتكنولوجية المعاصرة ويطور عقيدته العسكرية والسياسية ليكون بأعلي مستويات الجاهزية في تأدية واجبه الوطني لحماية العراق، وواجبه القومي علي مساحة الوطن العربي. ولقد مارس جيشنا هذا الدور فعلا في الميدان منذ ذلك التاريخ فقاتل دفاعا عن الأمة في أقصي مغربها في موريتانيا وإريتريا والسودان إلي الخليج العربي وإلي سوريا ومصر، وقد عاون حركات التحرر والشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، فأصبح جيش العراق عنوانا كبيرا لتجربة البعث في العراق، تجاوز الخط الأحمر الذي وضعته الإمبريالية والصهيونية للدول العربية، فحشدت ضده وضد النموذج الوطني العراقي قوي الكفر والشرك والعدوان من كل أصقاع الأرض فكان التاسع من نيسان 2003. يومها تصور الغزاة وعملاؤهم وإذنابهم والمنافقون والمرتدون أن كل شيء قد انتهي بعد حل حزب البعث وحل الجيش، وسوف لن يبقي للعراق بعد اليوم جيش يحمل الأمانة ويؤدي رسالة الأمة.. خسئوا إذ ظنوا أن جيش العراق جيشا فني مهني تقليدي فحسب مثل جيوشهم.. إن جيش العراق إضافة إلي مهنيته العالية فهو جيش عقائدي قومي رسالي ولد من رحم شعب العراق العظيم ونشأ علي عقيدة الأمة ونهل من قيمها الشريفة التي كانت جوهر البعث، حتي أصبح الجيش والشعب والبعث كيانا إيمانيا وإنسانيا واحدا حيا وفاعلا، ولذلك انتفض الشعب والجيش والبعث في وجه الغزاة وعملائهم من خونة الشعب والأمة، وأشعل الأرض نارا تحت أقدامهم حتي اعترف العدو بالهزيمة والفشل. وهو يلهث اليوم خلف جيش البطولة والفداء يستجدي منه الهدنة والمهادنة، ويحاول بكل الوسائل القذرة من ترغيب وترهيب استمالة بعض ضباطه كي يهادنوه أو يستخدمهم في تشويه مسيرة هذا الجيش العظيم وجهاده، لكنه في كل مرة حاولها كان يجد ردا عنيفا من رجال جيش القادسيتين المجيدتين يتمثل في تصعيد الطرق علي رأسه والتمسك بمنهج الجهاد والتحرير حتي النصر.. الجيش العراقي اليوم يؤدي مهمته الرسمية ودوره الجهادي ضد الاحتلال عبر تشكيلاته المقاتلة كألوية وأفواج وسرايا وفصائل، إضافة الي توزع ضباطه ومراتبه ووجودهم في صفوف فصائل الجهاد الوطنية والقومية والإسلامية بدون استثناء كقادة ميدانيين وفنيين ومخططين ومصنعين ومبدعين، إن رجاله اليوم يملأون أرض العراق جهادا وبطولة وفداء، وعلي أكتافهم قامت أعظم وأسرع واشرف مقاومة في حروب التحرير الشعبية. هذا هو جيش العراق وهو يستعد اليوم لأداء واجبه المقدس عندما يقترب يوم الحسم النهائي بإذن الله وبقوته القوية.