المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احمد الجلبي، بين سندان الحكومة العميلة ومطرقة المقاومة



الهمام
09-08-2004, 12:40 PM
اسم لامع في عالم الخيانة والعمالة، عاد للعراق بعد غياب خمسة وأربعين عاما ظل خلالها مطلوبا لأكثر من دولة بتهم الاختلاس والنصب، وعاش في أحضان وكالة الاستخبارات الأمريكية عقدا من الزمن، وكان يزوّدها بتقارير كاذبة عن قدرات العراق من الأسلحة الكيماوية، ولعب دورا في إقناع الصهاينة في البيت الأسود لاحتلال العراق، حقدا على صدام وطمعا في الحكم والثروة.
شهر العسل الذي قضاه الجلبي مع الأمريكان في العراق لم يدم أكثر من عام، وتم اكتشاف أطماعه التي تعدت حدود المسموح في أجندة أسياده، وانتهى دوره قبل ان ينتهي مجلس الحكم العميل في 28/6/2004 عندما قامت قوات الاحتلال بمداهمة مقره والاستيلاء على وثائق تشير إلى عمالته لإيران، وانه كالراقصة التي تجيد الرقص على الحبال وتضحك على الجميع لابتزازهم.
احمد الجلبي أصبح مطلوبا من الحكومة العميلة في العراق والتي كان هو احد أهم أركانها أيام مجلس الحكم، والأيام دواليك ويوم لك ويوم عليك، وهو مطلوب أيضا من القوات الأمريكية لتسليمه إلى الحكومة الأردنية لمحاكمته على سرقة بنك البتراء، ومطلوب في لبنان بنفس التهمة وكذلك في سويسرا.
الأموال يمكن تعويضها والتنازل عنها، ولكن الوطن لا يمكن تعويضه أبدا (وكما قال مطرب العراق الكبير سعدون جابر، الّي مضيّع ذهب في سوق الذهب يلقاه، والّي مضيّع مُحب يمكن سنه وينساه، بس الّي مضيّع وطن وين الوطن يلقاه )
احمد الجلبي ضيّع كل شيء، ضيع الوطن عندما كذب عليه وحمّله التهم الكبيرة عند أسياده الأمريكان، وضيّع الوطن عندما باعه بحفنة دولارات تصدّقت عليه بها وكالة الاستخبارات الأمريكية، وضيّع الوطن عندما عاد على ظهر دبابة أمريكية مرتديا قبعة المارينز وحلمه الكبير ان يكون فخامة الرئيس، ضيّع الوطن والمواطن عندما وشى بكل الوطنيين من أبناء جلدته وزج بهم في معتقل أبو غريب حقدا وانتقاما، ضيّع الرجولة والشهامة العربية بعمالته وخسته وأصبح طريد الأمريكان والخونة أمثاله، طريدا مختبئاً مرة في النجف ومرة في إيران.
كل هؤلاء لا يزعجون الجلبي بقدر ما يزعجه مطاردة المقاومة له، لان المقاومة تطارده لأنه باع الوطن ولم يكتفي بسرقة أموال الشعب العراقي، ولم يكتفي بتزوير العملة العراقية، ولم يكتفي بنهب لقمة عيش المواطن الشريف الذي تحمل سنوات الحصار وغدر الجار غير انه لم يبيع الوطن ويهجر الديار كما فعل الجلبي.
مطرقة المقاومة تقرع في راس الجلبي صبح مساء كلما سمع عن دوي انفجار، وفضّل الابتعاد عن الوطن الذي لم يحبه من قبل استعداداً للهروب قبل أسياده لان العبد ليثق بسيده والسيد لا يثق بعبده لأنهم في النذالة سواء.