عبدالغفور الخطيب
06-05-2008, 12:38 PM
أبناء (الهمقمق) ونقد البعث
تطل علينا من على شاشات التلفزيون وجوه بأفواه أو أفواه لها وجوه تنتفخ أشداقها بزهوة فرحة خبيثة كامنة، وتصر تلك الوجوه على تمثيل دور الناصحين المتألمين لما حصل للعراق وحكمه الوطني، فتكتفي بذكر جملة (مملغطة) بمجاملة مفضوحة، تبين أن صاحبها حزين على ما حصل للعراق، لتنتقل بسرعة البرق على نقد نظام البعث ووصفه بالنظام الدكتاتوري الدموي.
ويتكرر هذا المشهد في المجلات والصحف والكتب وعلى صفحات الإنترنت، ويشترك به أصناف كثيرة استمرأت نقد البعث وامتهنته بعد أن لم يكن لتلك الوجوه أي مهنة أو أي دور، منها من كان ينتمي لعقيدة لستالين (أبو سيبيريا)، ومنها من ينتمي لأحزاب اللحى التي يمر من خلالها عشرات المشروعات المعيقة للأمة والممهدة لتفتيتها كونها أحزاب تكره القومية العربية وتنذر نفسها لإحباط مشاريع الوحدة العربية المعيقة لمشروع الوحدة الإسلامية!
ولن نتعرض ـ بطبيعة الحال ـ للقوى المحبة للأكل بشراهة والمحبة للتنعم بلبس الفساتين الرجالية، فهي قد نذرت نفسها منذ البدء لحماية مشروع سايكس ـ بيكو ، إن لم تكن هي من أوحت بصياغته، حفاظا على مصالحها.
وهناك صنف يُعتبر الأرذل بين تلك الأصناف التي زاد نباحها على البعث وعلى الحركة القومية العربية، وهم الذين يزعمون أنهم من أسسوا حزب البعث، وأنهم هم أولى بإعادة ترميمه، وهم الذين بادروا بقرع نواقيس الخطر منذ مدة، ولن يذكروا لماذا ابتعدوا عن حزب البعث، وما كانت الأسباب لاستبعادهم، فمنهم من كان يريد تبؤ الصدارة وهو مفتقر للإبداع ومنهم من كان يريد النعيم وكأن نضال الحزب لجمع الغنائم وتقسيمها على المحاربين أو حتى القواعد منهم الذين لم يحملوا من البعث إلا اسمه، ومنهم من كان يرتعد خوفا من مصير العراق، فأراد أن يعلن ارتداده قبل الوصول الى المصير، ومنهم الخ.
والأكثر غرابة، أن هناك من يزيد من عمر ارتداده، فإن كان قد هرب بأول سنين هذا القرن، فإنه يحلف أغلظ الأيمان أنه قد ارتد منذ ثلاثة عقود! ليأخذ صك غفران من محاوره!
إن كان هذا الوقت هو وقت (قعقعة) السلاح في وجه الغزاة وأعوانهم، وليس وقت النقد والنقد الذاتي، وهذا ما يعرفه الشرفاء ممن كان ينتقد النظام الوطني في العراق قبل الغزو، وقد توقفوا عن المس بالنظام أو ذكره بسوء، وعلموا أنه من ينتقد النظام الوطني هو بالنتيجة: إما فرح بما أصابه وإما مصطف مع الغزاة. وإن من ينتقده اليوم هم (أبناء الهمقمق)
ولمن لا يعرف هذا المصطلح، فإنها عبارة جاءت على لسان شيخ عربي قديم أوصى أبناءه بعدم مصادقة (ابن الهمقمق) فلما سألوه: من هو ذاك؟ أجاب: إنه الشخص الذي يفتخر بما يفعله أخواله، ولا ينسب لأعمامه شيئا، فيقول أخوالي أكرموا ضيفهم، أخوالي اشتروا كذا وعملوا كذا. انظروا، كم هذا مشين، لكن إن كان من نفرح لهم ونبني مواقفنا على مواقفهم هم من الأعداء (أمريكان، صهاينة، فرس، عملاء) فكيف يكون ذلك؟
إن كان هؤلاء الناقدون الناصحون قد وجدوا من يستمع إليهم في هذه المواسم، التي يتماطى بها الظل ليصبح جسما، فإن مستقبلهم بعد انتصار المقاومة العراقية البطلة، والقريب بإذن الله، لن يكون أفضل من ماضيهم، فالظل ظل والجسم جسم، ولا وجود لابن الهمقمق بين الشرفاء.
تطل علينا من على شاشات التلفزيون وجوه بأفواه أو أفواه لها وجوه تنتفخ أشداقها بزهوة فرحة خبيثة كامنة، وتصر تلك الوجوه على تمثيل دور الناصحين المتألمين لما حصل للعراق وحكمه الوطني، فتكتفي بذكر جملة (مملغطة) بمجاملة مفضوحة، تبين أن صاحبها حزين على ما حصل للعراق، لتنتقل بسرعة البرق على نقد نظام البعث ووصفه بالنظام الدكتاتوري الدموي.
ويتكرر هذا المشهد في المجلات والصحف والكتب وعلى صفحات الإنترنت، ويشترك به أصناف كثيرة استمرأت نقد البعث وامتهنته بعد أن لم يكن لتلك الوجوه أي مهنة أو أي دور، منها من كان ينتمي لعقيدة لستالين (أبو سيبيريا)، ومنها من ينتمي لأحزاب اللحى التي يمر من خلالها عشرات المشروعات المعيقة للأمة والممهدة لتفتيتها كونها أحزاب تكره القومية العربية وتنذر نفسها لإحباط مشاريع الوحدة العربية المعيقة لمشروع الوحدة الإسلامية!
ولن نتعرض ـ بطبيعة الحال ـ للقوى المحبة للأكل بشراهة والمحبة للتنعم بلبس الفساتين الرجالية، فهي قد نذرت نفسها منذ البدء لحماية مشروع سايكس ـ بيكو ، إن لم تكن هي من أوحت بصياغته، حفاظا على مصالحها.
وهناك صنف يُعتبر الأرذل بين تلك الأصناف التي زاد نباحها على البعث وعلى الحركة القومية العربية، وهم الذين يزعمون أنهم من أسسوا حزب البعث، وأنهم هم أولى بإعادة ترميمه، وهم الذين بادروا بقرع نواقيس الخطر منذ مدة، ولن يذكروا لماذا ابتعدوا عن حزب البعث، وما كانت الأسباب لاستبعادهم، فمنهم من كان يريد تبؤ الصدارة وهو مفتقر للإبداع ومنهم من كان يريد النعيم وكأن نضال الحزب لجمع الغنائم وتقسيمها على المحاربين أو حتى القواعد منهم الذين لم يحملوا من البعث إلا اسمه، ومنهم من كان يرتعد خوفا من مصير العراق، فأراد أن يعلن ارتداده قبل الوصول الى المصير، ومنهم الخ.
والأكثر غرابة، أن هناك من يزيد من عمر ارتداده، فإن كان قد هرب بأول سنين هذا القرن، فإنه يحلف أغلظ الأيمان أنه قد ارتد منذ ثلاثة عقود! ليأخذ صك غفران من محاوره!
إن كان هذا الوقت هو وقت (قعقعة) السلاح في وجه الغزاة وأعوانهم، وليس وقت النقد والنقد الذاتي، وهذا ما يعرفه الشرفاء ممن كان ينتقد النظام الوطني في العراق قبل الغزو، وقد توقفوا عن المس بالنظام أو ذكره بسوء، وعلموا أنه من ينتقد النظام الوطني هو بالنتيجة: إما فرح بما أصابه وإما مصطف مع الغزاة. وإن من ينتقده اليوم هم (أبناء الهمقمق)
ولمن لا يعرف هذا المصطلح، فإنها عبارة جاءت على لسان شيخ عربي قديم أوصى أبناءه بعدم مصادقة (ابن الهمقمق) فلما سألوه: من هو ذاك؟ أجاب: إنه الشخص الذي يفتخر بما يفعله أخواله، ولا ينسب لأعمامه شيئا، فيقول أخوالي أكرموا ضيفهم، أخوالي اشتروا كذا وعملوا كذا. انظروا، كم هذا مشين، لكن إن كان من نفرح لهم ونبني مواقفنا على مواقفهم هم من الأعداء (أمريكان، صهاينة، فرس، عملاء) فكيف يكون ذلك؟
إن كان هؤلاء الناقدون الناصحون قد وجدوا من يستمع إليهم في هذه المواسم، التي يتماطى بها الظل ليصبح جسما، فإن مستقبلهم بعد انتصار المقاومة العراقية البطلة، والقريب بإذن الله، لن يكون أفضل من ماضيهم، فالظل ظل والجسم جسم، ولا وجود لابن الهمقمق بين الشرفاء.