البصري
09-08-2004, 11:29 AM
ملاحم يحكونها عن العراق (8)
علج الراديو وذكريات البطيخ !
شبكة البصرة
مقال للناقل
لم يري العريف ماثيو كروفورد ما حدث له يوم 29-6-2004 أي بعد يوم واحد مما يسمي يوم تسليم ورقتي " السلطة" في قبو ما تحت الأرض في بغداد في حضور المحتل و أربعة عملاء!
يتبع العلج ماثيو( 25 سنة) المجموعة (ب) لإصلاح الجسور التابعة للكتيبة الهندسية السادسة ويعمل مشغلاً للراديو ومكانه في خلف السيارة المصفحة " الهامفي" الأمر الذي يعني انه ليس من واجبه مراقبة الطريق حتى وهو دائماً في السيارة الأمامية في أي رتل.
عند بداية غزو العراق في العام الماضي ، كانت مجموعته في مقدمة القوات الغازية ، وبعد عودته للعراق في الشهر الأول من هذا العام وجد أن أموراً كثيرة قد تغيرت ، يقول العلج ماثيو" لقد كانت هذه المرة تختلف عن السابقة ، وكأن القدر لا يقاوم ، حتى حرارة الشمس بدت اكثر قسوة ، حتى دورات المياه التي نستخدمها تحولت إلى حفر تحت الأرض" !
" لقد كان يوماً سيئاً منذ بدايته، لقد قلت هذا لرفاقي في ذلك اليوم المشؤوم .. ففي الصباح وبعد بداية تحرك عجلات المجموعة انفكت أحزمة ربط المواد ومعدات الإنشاء التي نستخدمها علي الشاحنة الرئيسية مما كاد أن يسبب مصيبة لنا" يقول العلج ماثيو من المستشفي يوم 4-8-2004 .
توجه رتل المجموعة في طريق يقود إلى خارج بغداد ، وكان يرافقه ثلاثة علوج في" الهامفي" الأمامية هم الجندي جون تود (25 سنة) من برديج بورت في بلسلفنيا ، والعريف ألن شيرمان (36 سنة) من واناماسا في نيوجيرسي ، والجندي بتريك اديل (21 سنة) من بيل اير في بلسلفنيا ، وكان باعة البطيخ يعرضون سلعتهم علي جانبي ذلك الطريق في صناديق كبيرة من الخشب محمولة علي أرجل علي مسافات قريبة من بعضها البعض ، وعند الوصول إلى بداية طريق صحراوي ، بدأت تلك المسافات بين باعة البطيخ تبتعد .... وفجأة سمع العلج ماثيو صوت انفجار قريب لم يسمعه في حياته ، ويصف ما حدث بقوله " ضربت الشظايا وجهي وعيوني التي امتلأت بالدماء والغبار، وتناثرت بقايا قطعة حديد في الهواء ثم دخلت فكي وسط أسناني" .
فقد العلج ماثيو كروفورد من ابر داربي في بلسلفنيا عينه اليسري نهائياً ، ويحتاج إلى عملية أخرى علي عينه اليمني ، وعملية أخرى لمعالجة ضرر العصب في اليد اليمني كما تم تركيب حديد تثبيت لمدة طويلة لربط فكه.
" قتل رفاقي الثلاثة جميعاً فور صدمة الانفجار... علمت أن المتفجرات القاتلة كانت مخفية في حامل البطيخ ! .. أننا لم نرتكب أي خطأ ... ولا يعقل أن نتوقف كل خمس دقائق لتفتيش كل حامل بطيخ علي الطريق " ! يتسائل العلج ماثيو
تقول خطيبته ليزا بيرني " أعتقد أنه لن ينسي ذلك أبداً .... سيعيش مع الذي حدث له كل يوم في بقية حياته" ونحن نضيف لقول خطيبة العلج إن كانت مازالت خطيبته فعلاً !؟ ... خاصة عندما يري البطيخ بعينه الوحيدة الباقية التي تركها له فرسان العراق!
مقال للناقل
شبكة البصرة
الاحد 22 جماد الثاني 1425 / 8 آب 2004
علج الراديو وذكريات البطيخ !
شبكة البصرة
مقال للناقل
لم يري العريف ماثيو كروفورد ما حدث له يوم 29-6-2004 أي بعد يوم واحد مما يسمي يوم تسليم ورقتي " السلطة" في قبو ما تحت الأرض في بغداد في حضور المحتل و أربعة عملاء!
يتبع العلج ماثيو( 25 سنة) المجموعة (ب) لإصلاح الجسور التابعة للكتيبة الهندسية السادسة ويعمل مشغلاً للراديو ومكانه في خلف السيارة المصفحة " الهامفي" الأمر الذي يعني انه ليس من واجبه مراقبة الطريق حتى وهو دائماً في السيارة الأمامية في أي رتل.
عند بداية غزو العراق في العام الماضي ، كانت مجموعته في مقدمة القوات الغازية ، وبعد عودته للعراق في الشهر الأول من هذا العام وجد أن أموراً كثيرة قد تغيرت ، يقول العلج ماثيو" لقد كانت هذه المرة تختلف عن السابقة ، وكأن القدر لا يقاوم ، حتى حرارة الشمس بدت اكثر قسوة ، حتى دورات المياه التي نستخدمها تحولت إلى حفر تحت الأرض" !
" لقد كان يوماً سيئاً منذ بدايته، لقد قلت هذا لرفاقي في ذلك اليوم المشؤوم .. ففي الصباح وبعد بداية تحرك عجلات المجموعة انفكت أحزمة ربط المواد ومعدات الإنشاء التي نستخدمها علي الشاحنة الرئيسية مما كاد أن يسبب مصيبة لنا" يقول العلج ماثيو من المستشفي يوم 4-8-2004 .
توجه رتل المجموعة في طريق يقود إلى خارج بغداد ، وكان يرافقه ثلاثة علوج في" الهامفي" الأمامية هم الجندي جون تود (25 سنة) من برديج بورت في بلسلفنيا ، والعريف ألن شيرمان (36 سنة) من واناماسا في نيوجيرسي ، والجندي بتريك اديل (21 سنة) من بيل اير في بلسلفنيا ، وكان باعة البطيخ يعرضون سلعتهم علي جانبي ذلك الطريق في صناديق كبيرة من الخشب محمولة علي أرجل علي مسافات قريبة من بعضها البعض ، وعند الوصول إلى بداية طريق صحراوي ، بدأت تلك المسافات بين باعة البطيخ تبتعد .... وفجأة سمع العلج ماثيو صوت انفجار قريب لم يسمعه في حياته ، ويصف ما حدث بقوله " ضربت الشظايا وجهي وعيوني التي امتلأت بالدماء والغبار، وتناثرت بقايا قطعة حديد في الهواء ثم دخلت فكي وسط أسناني" .
فقد العلج ماثيو كروفورد من ابر داربي في بلسلفنيا عينه اليسري نهائياً ، ويحتاج إلى عملية أخرى علي عينه اليمني ، وعملية أخرى لمعالجة ضرر العصب في اليد اليمني كما تم تركيب حديد تثبيت لمدة طويلة لربط فكه.
" قتل رفاقي الثلاثة جميعاً فور صدمة الانفجار... علمت أن المتفجرات القاتلة كانت مخفية في حامل البطيخ ! .. أننا لم نرتكب أي خطأ ... ولا يعقل أن نتوقف كل خمس دقائق لتفتيش كل حامل بطيخ علي الطريق " ! يتسائل العلج ماثيو
تقول خطيبته ليزا بيرني " أعتقد أنه لن ينسي ذلك أبداً .... سيعيش مع الذي حدث له كل يوم في بقية حياته" ونحن نضيف لقول خطيبة العلج إن كانت مازالت خطيبته فعلاً !؟ ... خاصة عندما يري البطيخ بعينه الوحيدة الباقية التي تركها له فرسان العراق!
مقال للناقل
شبكة البصرة
الاحد 22 جماد الثاني 1425 / 8 آب 2004