المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هجوم الموصل: تأخر؟ ام الغي؟ ماذا؟ ولماذا؟



خطاب
03-03-2008, 09:43 PM
شبكة البصرة

صلاح المختار

من استمع الى المالكي وهو يقول، يوم (3/2/2008)، لقد ابتدأت معركة الحسم في الموصل وهي (اخر معقل للارهابيين) كما قال، تصور ان (المعركة النهائية) بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال قد ابتدأت في ذلك اليوم، وانها ستكون ضارية وحاسمة، كما قال! لكن ما حصل بعد شهر طويل من الانتظار دون ان (يأتي جودو)، اي لا يقع الهجوم، اكد ان كلامه كان محض عنتريات ومبالغات سايكولوجية تعوض عن الشعور العميق والمتجذر بالضعف والهزيمة. وجاء تصريح مهم لقائد عسكري امريكي في العراق يقول بان الهجوم على الموصل سيستمر عاما او اكثر ليزيد من الاسئلة والتساؤلات الطبيعية! وكان اول تساؤل هو : هل من المعقول ان يستمر هجوم امريكي، بكل قدرات امريكا العسكرية والتكنولوجية والاستخبارية، ومدعوم بالعملاء من البيش مركة الكردية والصفويين، عاما او اكثر؟ لقد اضاف ذلك المزيد من التساؤلات على المسالة. ان السؤال الذي يدور في اذهان العراقيين وكافة المراقبين هو : هل أجل الهجوم ام الغي؟ وفيما يلي باختصار شديد الاجابة :

1 – لقد قررت المقاومة العراقية، كما هو واضح من سير الاحداث وتسند ذلك معلومات تسربت من مصادرها، ان لا تنجر الى معركة كبيرة تبعا لاسلوب الحرب النظامية اعد لها العدو قوات ضخمة من اجل الحاق اكبر الخسائر الممكنة بالمقاومة، خصوصا كوادرها المقاتلة، فاختفت اغلب الكوادر في مناطق امنة. وهنا يجب او نوضح ونذكّر بان من اهم قواعد حرب العصابات التي تتقيد بها المقاومة هي :

أ - عدم خوض معارك نظامية الا في مراحل الحرب النهائية وحينما تكون امكانيات المقاومة كافية لشن هجمات نظامية، او صد الهجمات النظامية للعدو، كما حصل في اواخر حرب فيتنام. اما في حرب تحرير العراق فان شن هجمات نظامية ضخمة مستبعد لان التفوق الامريكي المادي كبير جدا وامكانيات امريكا التكنولوجية فائقة التقدم، وبهذه الامكانيات تستطيع الحاق خسائر اكبر بالمقاومة كلما خاضت معركة كبيرة ووفقا لقواعد الحرب النظامية.

ب – لا تشتبك مع العدو وهو متيقظ وجاهز لخوض معركة اعد لها هو وليس انت.

ج – ان المهمة الاساسية للقوات النظامية المعادية في العراق هي قتل اكبر عدد ممكن من كوادر المقاومة، خصوصا الكادر العسكري المقاتل ذو الخبرة والافق السياسي المتطور. لذلك فان احدى المهام الاساسية للمقاومة الان هي حماية الكادر من التصفية في معارك لم تخطط لها المقاومة، والاحتفاظ به للمعارك التي تخطط لها هي وفقا لتقديراتها.

د – عندما تنسحب القوات المعادية، بعد عدم السماح لها بخوض المعركة الكبيرة التي خططت لها، يجب مهاجمة مؤخرتها ان كان ذلك ممكنا ووفقا لتقدير القيادة الميدانية.

هـ - بعد اكمال الانسحاب يجب ان تعود الكوادر، التي انسحبت الى مناطق امنة، وتقوم بشن هجمات متلاحقة ومتزامنة وفي اكثر من مكان، خصوصا مهاجمة البيش مركة.

ان هذه القواعد تلخص في قاعدة اساسية وهي : عندما يهاجمك العدو بقوة متفوقة جدا انسحب وحافظ على قوتك خصوصا البشرية وعندما ينسحب هاجمه بعنف.



2 - ان المقاومة حصلت على الدعم الكامل لاغلبية العشائر وشيوخها في محيط الموصل، وكلفت مقاتلي العشائر بقطع خطوط امدادات العدو اذا شن الهجوم او مشاغلة قواته في معارك في محيط الموصل، خصوصا تصفية اكبر عدد ممكن من عصابات البيش مركة.



3 - اقامت المقاومة قيادة ميدانية موحدة لاغلب الفصائل لمواجهة الهجوم على الموصل، وتمركزت هذه القيادة في مناطق مناسبة لكافة الاحتمالات.



4– اعدت المقاومة مناطق قتل للقوات المهاجمة في العديد من مناطق الموصل دون خوض معارك مباشرة، وهذه المناطق تكفي لالحاق خسائر ضخمة بقوات العدو.



5 – بما ان القوة االثانية في الهجوم على الموصل، بعد القوات الامريكية، هي البيش مركة، فان تصعيد التوتر في شمال العراق نتيجة الهجمات التركية على مقرات حزب العمال الكردي (وليس الكردستاني)* التركي قد اثر بقوة على الاستعداد الامريكي للمعركة لان البيش مركة والزعامة الكردية الصهيونية وقعت فريسة الخوف من شمولها بالهجوم التركي، فسحبت قسما من قواتها من الموصل الى المدن الاقرب الى مراكز القيادات الكردية لحمايتها من اي احتمال سلبي. وازداد قلق الزعامات الكردية نتيجة تسرب معلومة خطيرة تقول بان تركيا تستعد لشن هجوم كبير في كركوك وتطهيرها من البيش مركة كليا والانسحاب، بعد تسليح عدة جماعات في المدينة، لمنع عودة البيش مركة اليها.



6 – تفاقم الخلافات بين الصهاينة الصفويين والصهاينة الاكراد حول كركوك، وبقية المطاليب التي تريدها الزعامة الكردية، وتخوف الصفويين من تمادي صهاينة الشمال في مطاليبهم لتصل حد الانفصال، ليس نتيجة عراقيتهم غير الاصيلة بل لان (وطنهم الام - ايران) سيتعرض لمخاطر انفصال اكراده، في حالة انفصال اكراد العراق، وهو بدوره سيشجع العرب في الاحواز والاذريين في اذربيجان الايرانية والبلوش على الانفصال. لذلك فان المطلوب ايرانيا الان هو تقسيم العراق فعليا، وفقا لنظام كونفدرالي، مع ابقاء رابطة هشة تربط (الدول) الثلاثة الكردية والسنية والصفوية في عراق موحد شكليا لمنع انتقال عملية التقسيم الى ايران.



7 – قيام المقاومة الوطنية بمشاغلة قوات الاحتلال والقوات العميلة في معارك عديدة، في مناطق العراق المختلفة، لاجبار العدو على التقليل من تركيز قواته في وحول الموصل. ومن المظاهر الايجابية التي تزامنت مع الحشد لمهاجمة الموصل عودة عمليات المقاومة الى التصاعد في الانبار، والتي افتخر بوش بانه وضع حد للمقاومة فيها! اما في ديالى وصلاح الدين وجنوب بغداد وجنوب العراق فقد واصلت المقاومة تصعيد عملياتها التي لم تتوقف او تنخفض كما روج العدو.



8 – كما ان تطورا ايجابيا اخرا حصل، وهو توقف تبادل الاتهامات بين بعض فصائل المقاومة وبدء عملية تستهدف تقاربها وتجميد خلافاتها.



9 – توصلت المخابرات الامريكية الى معلومات تقول بان ايران ستستغل انغماس القوات الامريكية في معركة الموصل لتزيد من تدخلها في العراق، والذي حدد له قائد امريكي مدة عام لحسم معركة الموصل.



10 – ان انهاك القوات الامريكية في معاركها مع المقاومة قد ادى الى تدهور استعدادها القتالي وزاد من انحطاط معنويات الجنود، مما جعل خوضها لمعركة الموصل محفوفا بمخاطر الفشل، وهو ما سيعيد الضغط في داخل امريكا لسحب القوات، بعد ان خف هذا الضغط نتيجة ادعاء الادارة الامريكية بان المقاومة قد ضعفت، سيعيده الى سابق عهده، وربما ستتضاعف حدة الهجمات داخل امريكا على الادارة الامريكية لاجل سحب القوات.



ان هذه العوامل، وغيرها كثير، كانت وراء عدم شن الهجوم الكبير والحاسم كما وصفه المالكي. ولاخفاء هذا الفشل تركز الجهد القتالي للقوات الامريكية والعميلة لها، على مداهمة احياء معينة في الموصل لاعتقال اشخاص عديدين ومن مختلف الفصائل اضافة لمستقلين! ان هذه العوامل بغالبيتها مستمرة، اضافة للتصعيد الكبير في لبنان، من قبل حزب الله وامريكا، خصوصا تهديد نصرالله بخوض حرب مفتوحة مع اسرائيل نتيجة اغتيال عماد مغنية، وكان ضابطا في المخابرات الايرانية كما هو معروف، فاستغلت امريكا ذلك لاجل تحقيق تصعيد اضافي في لبنان بارسال البارجة كول، وقطع بحرية اخرى، الى المياه الدولية قبالة الشاطئ اللبناني، لذلك فان الهجوم، بالصورة التي وصفها المالكي وبعض القادة العسكريين الامريكيين، لن يحدث على الارجح، على الاقل في المدى القصير، مادام التصعيد مستمرا في لبنان، والازمة التركية الناجمة عن هجمات حزب العمال الكردي لم تحل بل اجل الحسم التركي نتيجة للضغط الامريكي على تركيا.

والدلالة الاهم لتصريح القائد الامريكي المذكور هي ان امريكا لا تريد الاعتراف بان هجوم الموصل فاشل سلفا لذلك تركت الباب مفتوحا لاكثر من عام وممارسة اساليب قوات الامن، وهي الاعتقالات والمداهمات المفاجئة، وليس اساليب الجيوش، وهي شن هجمات او هجوم عسكري كبير.



*ان استخدام وصف (الكردستاني)، المشتق من كلمة كردستان، ينطوي على معنى انها (ارض الاكراد) وهذا غير دقيق، لانها ارض يسكنها ايضا اتراك وتركمان وعرب ويزيديين واشوريين وغيرهم من الاقوام. كما انه اعتراف غير مباشر بحق الانفصال لاكراد تركيا والعراق وايران وسوريا، وقبول الخريطة العنصرية لما سمي ب(كردستان الكبرى)، والتي تضم اجزاء من العراق وسوريا وتركيا غير كردية وليس في اكثرها اكراد، مثل مناطق جنوب شرق بغداد وشمال سوريا وجنوب شرق تركيا، لذلك فان الوصف الدقيق هو (الكردي) وليس (الكردستاني)، فالاكراد جزء من تركيا والعراق وايران وسوريا، وليس لهم ارض واحدة تخلو من الاقوام الاخرى.

Salah_almukhtar@gawab.com

2/3/2008

شبكة البصرة

الاحد 24 صفر 1429 / 2 آذار 2008

البصري
04-03-2008, 05:11 PM
وهناك سبب مهم لم يذكره "صلاح المختار" هو : أنّ العلوج وذيولهم لم يعد باستطاعتهم خوض معركة كبيرة ولا صغيرة مع قوات الخفاء الصدامي ( فكيف يتسنى لمن قُطع منه الوتين أنّ يتحرّك ) .
إنّ ما قيل عنه ( معركة الموصل الحاسمة ) ما هي إلا كسابقاتها من التضخيم والترويج الإعلامي الهوليوودي الزائف [ وتذكروا معي المسيرة المليونية المزعومة التي تشدق بها الحذاء الصدر ؛ وجيشه جيش البالوعات ] ، وتذكروا كل الصولات السينمائية الأمريكية في بغداد وما حولها .

وأودّ أنْ أُذكر أنه ليس هناك فصائل للمقاومة ، ولا عشائر متعاونة ، بل هناك جيش واحد ، فصيل واحد ، جهة واحدة هي الجهة الصدامية المتمثلة بالنظام القانوني الرسمي العراقي . وما عداه فزورٌ وبهتان .