خطاب
22-02-2008, 09:32 AM
منقول
دولة العراق الإسلامية وتكتيكات خطف جنود الاحتلال
أصبح أسر الأميركيين في العراق أمراً واقعاً يثير هواجس ورعب جنود الاحتلال، كما يعد مؤشراً على فشل المخططات الأميركية، وباتت هجمات المقاومة العراقية تهدف ـ ضمن ما تهدف ـ إلى اقتناص الأميركيين أحياء وهو الهدف الأكثر صعوبة مقارنة باستهداف قتل جنود الاحتلال..مما يؤكد خطورة المرحلة التي تتعرض لها الإدارة الاميركية وأذنابها في العراق.
في مايو الماضي قامت المقاومة العراقية بأسر ثلاثة من جنود الاحتلال الأميركي .. اختفى الأميركيون الثلاثة في منطقة تشبه فيتنام جنوبي بغداد: أراض منخفضة، مبتلة، حشائشها مرتفعة، ونخيلها كثيف. كان الجنود الثلاثة ضمن سرية مكونة من ثمانية جنود، يجلسون في عربتي همفي في الظلام الداكن في محاولة لاعتقال رجال المقاومة الذين يقومون باقتناص الأميركيين والعملاء بعبوات ناسفة محلية الصنع.. لم يكن مكان الجنود المجاور لبعض المنازل سرا، فقد قاموا بكمين في نفس المكان قبل ذلك مما يشير إلى غبائهم العسكري.. كانت عربتا الهمفي محميتين هذه المرة بأسلاك شائكة حلزونية، لكنها لم تكن كافية لحماية الجنود من أيدي المقاومة فقد احترقت إحدى عربتي الهمفي بمن فيها وعثر على جثة خامسة لاحقا في منزل على بعد 50 ياردة.. وكان الهجوم مفاجئا وساحقا الى الدرجة التي لم يستطع الجنود خلالها إرسال إشارة استغاثة لاسلكية.
الخوف يشل حركة الأميركيين
رصدت مجلة "النيوزويك" في نسختها العربية الصادرة في 29 – 5- 2007 موقف الجنود الأميركيين الذين كانوا بالقرب من الجنود القتلى والمخطوفين، وهم أكثر من 20 جندياً في عربتي همفي على بعد نحو 500 ياردة إلى الشمال و875 ياردة إلى الجنوب، سمعوا صوت انفجار. لكنهم لم يسرعوا نحوه لأن الانفجارات كثيرة ومتكررة هناك.. واستدعوا طائرة بدون طيار لترسل إليهم الصور، وقد استغرق ذلك 15 دقيقة ومضت 40 دقيقة أخرى قبل أن يصل أى جنود أمريكيين، لوجود عبوات ناسفة زرعها المجاهدون على الطريق إلى موقع الحادث.
تعد الدقائق والساعات الأولى عقب الحادث نقاط فاصلة في عمليات الإنقاذ خاصة من أجل اقتفاء الآثار.. وليس غريباً أن أميركا خصصت ـ حديثاـ جزءاً من الميزانية من أجل استعادة الجنود المخطوفين أو الجثث مما شكل عبئاً على الجيش.
صعوبة المهمة
أرسلت القيادة الأميركية 4000 جندي أميركي و2000 جندي عراقي إلى المنطقة التي وقع فيها الحادث ولكن بعد نجاح مهمة رجال المقاومة .. وحلقت طائرات استكشاف بدون طيار فوق الرؤوس، والتقطت أقمار التجسس الاصطناعية الصور من الفضاء، كما قام الرجال بالبحث من بيت إلى بيت، وعرضوا مكافأة قدرها 200 ألف دولار وأوقفوا مئات العراقيين لاستجوابهم وجففوا إحدى القنوات، واستخدموا الكلاب في البحث عن الجنود بالقاعدة المتقدمة في اليوسفية، مقر الجنود المفقودين ولكن دون جدوى.
قال الجنود والضباط الأميركيون إن العثور على رفاقهم يشكل العمل الأكثر أهمية لهم في تاريخهم العسكري. وزعم الجنرال ديفيد بيترايوس كبير القادة العسكريين الأمريكيين في العراق ـ في مقابلة لمجلة "آرمي تايمز" الأسبوع الماضي ـ أنه يعرف أسماء الخاطفين وأنه يعتقد أن اثنين على الأقل من الجنود الثلاثة مازالوا على قيد الحياة.. لكنهم ما زالوا مفقودين.
وأصدرت دولة العراق الإسلامية بياناً عبر الإنترنت جاء فيه: "جنودكم في أيدينا. لا تبحثوا عنهم إذا أردتم لهم الأمان".
اعتراف بالفشل
حاول بعض المسئولين العسكريين الأميركيين إظهار حالة من التفاؤل إزاء امكانية استعادة الجنود المخطوفين، لكن البعض الآخرـ الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفا من أن يبدوا غير متحمسين أو انهزاميين ـ كانوا يطرحون أسئلة صعبة.. لماذا بدا الجنود ضعفاء وهم يتعرضون للكمين؟ هل تباطأ رفاقهم في القيام بعملية الإنقاذ؟ إلى متى يستطيعون الاستمرار في تحويل موارد هائلة من أجل الجنود المخطوفين والجرحى والقتلى؟ تشكل عبارة "لا تتركوا مقاتلاً وراءكم" شعاراً يحاول الأميركيون تطبيقه.. وهي تستدعي إلى الأذهان صوراً لرجال مشاة البحرية المرهقين إلى أبعد حد يحملون جثث رفاقهم من تشوزين ريزيرفوار في كوريا، أو الطائرات المروحية وهي تتوجه متعرضة لإطلاق النار لإنقاذ القوات الخاصة المطوقة في فيتنام.
لكن تكلفة استعادة من سقطوا أحياء كانوا أم أمواتا يمكن أن تكون مرتفعة جداً .. فلا تزال أميركا تنفق نحو 100 مليون دولار سنوياً بحثاً عن جنود سقطوا في حروب سابقة، واستطاعت مؤخراً استعادة جثة طيار أسقطت طائرته في كرواتيا عام 1944 حيث دفن في ولاية ميشجان.. لكن الجنود الأميركيين ـ كجنود الاحتلال البريطاني ـ كانوا يُدفنون خارج وطنهم وتعد ظاهرة استعادة الجثث في أميركا حديثة نسبيا.
قد يؤدي البحث الطويل والواسع عن الجنود الأميركيين المفقودين في العراق إلى أن يصبح المهمة الوحيدة للاحتلال الأميركي في العراق الآن .. فمعظم الجنود الذين التقتهم "النيوزويك" يؤكدون رغبتهم في حماية زملائهم بالإضافة إلى العودة بالجميع إلى الوطن على قيد الحياة.
دولة العراق الإسلامية وتكتيكات خطف جنود الاحتلال
أصبح أسر الأميركيين في العراق أمراً واقعاً يثير هواجس ورعب جنود الاحتلال، كما يعد مؤشراً على فشل المخططات الأميركية، وباتت هجمات المقاومة العراقية تهدف ـ ضمن ما تهدف ـ إلى اقتناص الأميركيين أحياء وهو الهدف الأكثر صعوبة مقارنة باستهداف قتل جنود الاحتلال..مما يؤكد خطورة المرحلة التي تتعرض لها الإدارة الاميركية وأذنابها في العراق.
في مايو الماضي قامت المقاومة العراقية بأسر ثلاثة من جنود الاحتلال الأميركي .. اختفى الأميركيون الثلاثة في منطقة تشبه فيتنام جنوبي بغداد: أراض منخفضة، مبتلة، حشائشها مرتفعة، ونخيلها كثيف. كان الجنود الثلاثة ضمن سرية مكونة من ثمانية جنود، يجلسون في عربتي همفي في الظلام الداكن في محاولة لاعتقال رجال المقاومة الذين يقومون باقتناص الأميركيين والعملاء بعبوات ناسفة محلية الصنع.. لم يكن مكان الجنود المجاور لبعض المنازل سرا، فقد قاموا بكمين في نفس المكان قبل ذلك مما يشير إلى غبائهم العسكري.. كانت عربتا الهمفي محميتين هذه المرة بأسلاك شائكة حلزونية، لكنها لم تكن كافية لحماية الجنود من أيدي المقاومة فقد احترقت إحدى عربتي الهمفي بمن فيها وعثر على جثة خامسة لاحقا في منزل على بعد 50 ياردة.. وكان الهجوم مفاجئا وساحقا الى الدرجة التي لم يستطع الجنود خلالها إرسال إشارة استغاثة لاسلكية.
الخوف يشل حركة الأميركيين
رصدت مجلة "النيوزويك" في نسختها العربية الصادرة في 29 – 5- 2007 موقف الجنود الأميركيين الذين كانوا بالقرب من الجنود القتلى والمخطوفين، وهم أكثر من 20 جندياً في عربتي همفي على بعد نحو 500 ياردة إلى الشمال و875 ياردة إلى الجنوب، سمعوا صوت انفجار. لكنهم لم يسرعوا نحوه لأن الانفجارات كثيرة ومتكررة هناك.. واستدعوا طائرة بدون طيار لترسل إليهم الصور، وقد استغرق ذلك 15 دقيقة ومضت 40 دقيقة أخرى قبل أن يصل أى جنود أمريكيين، لوجود عبوات ناسفة زرعها المجاهدون على الطريق إلى موقع الحادث.
تعد الدقائق والساعات الأولى عقب الحادث نقاط فاصلة في عمليات الإنقاذ خاصة من أجل اقتفاء الآثار.. وليس غريباً أن أميركا خصصت ـ حديثاـ جزءاً من الميزانية من أجل استعادة الجنود المخطوفين أو الجثث مما شكل عبئاً على الجيش.
صعوبة المهمة
أرسلت القيادة الأميركية 4000 جندي أميركي و2000 جندي عراقي إلى المنطقة التي وقع فيها الحادث ولكن بعد نجاح مهمة رجال المقاومة .. وحلقت طائرات استكشاف بدون طيار فوق الرؤوس، والتقطت أقمار التجسس الاصطناعية الصور من الفضاء، كما قام الرجال بالبحث من بيت إلى بيت، وعرضوا مكافأة قدرها 200 ألف دولار وأوقفوا مئات العراقيين لاستجوابهم وجففوا إحدى القنوات، واستخدموا الكلاب في البحث عن الجنود بالقاعدة المتقدمة في اليوسفية، مقر الجنود المفقودين ولكن دون جدوى.
قال الجنود والضباط الأميركيون إن العثور على رفاقهم يشكل العمل الأكثر أهمية لهم في تاريخهم العسكري. وزعم الجنرال ديفيد بيترايوس كبير القادة العسكريين الأمريكيين في العراق ـ في مقابلة لمجلة "آرمي تايمز" الأسبوع الماضي ـ أنه يعرف أسماء الخاطفين وأنه يعتقد أن اثنين على الأقل من الجنود الثلاثة مازالوا على قيد الحياة.. لكنهم ما زالوا مفقودين.
وأصدرت دولة العراق الإسلامية بياناً عبر الإنترنت جاء فيه: "جنودكم في أيدينا. لا تبحثوا عنهم إذا أردتم لهم الأمان".
اعتراف بالفشل
حاول بعض المسئولين العسكريين الأميركيين إظهار حالة من التفاؤل إزاء امكانية استعادة الجنود المخطوفين، لكن البعض الآخرـ الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفا من أن يبدوا غير متحمسين أو انهزاميين ـ كانوا يطرحون أسئلة صعبة.. لماذا بدا الجنود ضعفاء وهم يتعرضون للكمين؟ هل تباطأ رفاقهم في القيام بعملية الإنقاذ؟ إلى متى يستطيعون الاستمرار في تحويل موارد هائلة من أجل الجنود المخطوفين والجرحى والقتلى؟ تشكل عبارة "لا تتركوا مقاتلاً وراءكم" شعاراً يحاول الأميركيون تطبيقه.. وهي تستدعي إلى الأذهان صوراً لرجال مشاة البحرية المرهقين إلى أبعد حد يحملون جثث رفاقهم من تشوزين ريزيرفوار في كوريا، أو الطائرات المروحية وهي تتوجه متعرضة لإطلاق النار لإنقاذ القوات الخاصة المطوقة في فيتنام.
لكن تكلفة استعادة من سقطوا أحياء كانوا أم أمواتا يمكن أن تكون مرتفعة جداً .. فلا تزال أميركا تنفق نحو 100 مليون دولار سنوياً بحثاً عن جنود سقطوا في حروب سابقة، واستطاعت مؤخراً استعادة جثة طيار أسقطت طائرته في كرواتيا عام 1944 حيث دفن في ولاية ميشجان.. لكن الجنود الأميركيين ـ كجنود الاحتلال البريطاني ـ كانوا يُدفنون خارج وطنهم وتعد ظاهرة استعادة الجثث في أميركا حديثة نسبيا.
قد يؤدي البحث الطويل والواسع عن الجنود الأميركيين المفقودين في العراق إلى أن يصبح المهمة الوحيدة للاحتلال الأميركي في العراق الآن .. فمعظم الجنود الذين التقتهم "النيوزويك" يؤكدون رغبتهم في حماية زملائهم بالإضافة إلى العودة بالجميع إلى الوطن على قيد الحياة.