خطاب
10-01-2008, 07:23 AM
دورية العراق
واع
حين اجتاحت القوات الأمريكية أراضي العراق في ربيع عام 2003 لغرض الإطاحة بنظام رئيسه السابق صدام حسين وإقامة نظام جديد موالي للولايات المتحدة والعمل في توسيع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، فلا بد وأن الاستراتيجيين الذين وضعوا خطة الغزو فكروا حينها بأشخاص مثل أمير.
وقال هذا المواطن العراقي البالغ اليوم 28 سنة من العمر الذي درس اللغة الإنجليزية في مقابلة أجريت معه في مدينة ألفيستا بالسويد التي تغص اليوم بالنازحين العراقيين الذين أصبحت السويد أكبر تجمع لهم بسبب قوانينها الليبرالية حيال النازحين من العراق علي وجه الخصوص: لقد أدركت فورا أنني سوف أعمل مع الأمريكيين وأضاف: لقد كان هذا بالنسبة لي تغييرا في حياتي بعد المعاناة الطويلة بسبب الحصار وكنا فعلا نصبو إلي حياة أفضل وانفتاح بلدنا علي العالم. غالبية العراقيين لم يحبوا نظامهم السابق والاحتلال الأمريكي كان بالنسبة لنا شيئا جديدا علينا أن نكون جزءا من الواقع الجديد.
في الغضون تبدد الحلم بقيام عراق رسمه أمير الذي رفض أن يذكر اسم عائلته في التقرير، في مخيلته وأصبح تحقيق الحلم بعيدا علي ضوء الحرب الأهلية الضروس التي اندلعت في البلاد وجعلت مستقبل العراق في عالم المجهول أكثر من أي وقت مضي لكنه قال أنه سيبقي متفائلا ولكن عليه انتظار بعض الوقت.
لا يعرف أمير ولا أحد في واشنطن وبغداد أو أي مكان آخر في العالم إلي متي سينتظر العراقيين حتي يتحقق الاستقرار في بلدهم. لكن أمير فعل ما فعله غيره من العراقيين الذين خافوا علي حياتهم من البقاء في العراق بعد التغيير ووجدوا أن الواقع الجديد ليس أفضل فنزحوا إلي بلدان في الجوار مثل سورية والأردن وفي أوروبا التي أغلقت معظم دولها أبوابها في وجوههم باستثناء السويد التي يقدر عدد العراقيين الذين نزحوا إليها بالآلاف وأصبحت مدينة ألفيستا تغص بهم. وقال أمير ان العمل مع الأمريكيين سرعان ما تحول إلي مغامرة دفع كثيرون حياتهم ثمنا لها والأنكي من المخاطر التي أحاطت بالعراقيين الذين وصفوا بالعملاء والخونة أن الأمريكيين أنفسهم لم يهتموا بهم كأن الأمر لا يعنيهم.
من العلامات علي ذلك أن الصحف الأوروبية انتقدت الولايات المتحدة بسبب ضعف نسبة التأشيرات التي خصصتها لنازحين من العراق خاصة الذين أصبحت حياتهم في خطر لأنهم عملوا مع القوات الأمريكية وبدلا من أن تساعدهم في اللجوء لأراضيها خصصت نسبة ضعيفة من التأشيرات وتركتهم يطرقون أبواب الأوروبيين كما تركت الأعباء علي سورية والأردن.
لكن أمير لا يخفي حنقه عندما يتحدث عن الأمريكيين وقال: أنهم مدينون لنا بما فعلناه وأننا جازفنا بأرواحنا وأضاف: لقد دفع كثيرون حياتهم ثمنا للعمل مع الأمريكيين وفي النهاية تركونا نقع ويتذكر أنه في الأيام الأخيرة التي قضاها في بلده وهو يرتعد خوفا بعد تلقيه تهديدات بالقتل أن أحدا من الأمريكيين الذين عمل معهم لم يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن حاله وإذا يحتاج إلي مساعدة.
بعد ساعات علي احتلال بغداد في عام 2003 احتاج الأمريكان الذين فوجئوا حينها بعدم مقاومة المدينة لهم، إلي أعداد كبيرة من العراقيين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية لتسهيل تسيير أمور الاحتلال. وأصبحت هذه الفئة من العراقيين بالذات عرضة للانتقام من معارضي الاحتلال. وأجبر كثيرون علي الرحيل لأن الأمريكيين لم يوفروا لهم الأمن وحمايتهم من انتقام المقاومة. وبدلا من أن يجد هؤلاء أبواب الولايات المتحدة مفتوحة أمامهم تبين أنها مغلقة بينما أبواب دول أخري سهلت لهم الفرار بعد أسفار شاقة.
وانتقدت وسائل إعلام غربية بشدة المعيار المزدوج للأمريكيين وعدم قبول الأشخاص الذين عملوا للولايات المتحدة في العراق وهو ما تؤكده الأرقام والإحصائيات. ففي عام 2006 واستنادا إلي تقرير نشرته صحيفة(إنترناشيونال هيرالد تريبيون) في مطلع شهر مايو/أيار أي بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام علي احتلال العراق بلغ عدد العراقيين الذين سمحت الولايات المتحدة لهم دخول أراضيها 202 فقط، وبهذا وصل عدد العراقيين الذين لجئوا إلي البلد الذي احتل بلدهم 466. ردا علي الانتقادات وعدت إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بمنح اللجوء إلي سبعة آلاف عراقي مع نهاية العام الجاري.
لكن عددهم لم يتجاوز 68 بعد نهاية الأشهر الستة الأوائل من عام 2007. وللمقارنة فقط فإن عدد العراقيين الذين لجئوا إلي الأردن زاد عن 750 ألف شخص وقرابة المليوني وصولا إلي سورية. غير أن انتقاد الولايات المتحدة بسبب سوء معاملتها للعراقيين الذين يرغبون في الهجرة إليها لم يصطدم بأذان صماء. فقد قدمت مساعدات مالية تزيد عن 800 مليون دولار إلي برنامج الغذاء العالمي وساعدت منظمات إنسانية دولية مثل الأونروا والصليب الأحمر لغوث النازحين العراقيين داخل العراق وخارجه.
وفي حين يشك خبراء دوليون بأن الولايات المتحدة ستستقبل 25 ألف نازح عراقي كما وعدت فإنها لا تزال تتعامل بحذر شديد تجاه هذه المسألة. فقد وافق مجلس الشيوخ علي قانون يسمح بدخول خمسمائة من المترجمين الأفغان والعراقيين الذين عملوا مع القوات الأمريكية إلي أراضي الولايات المتحدة في العام وكان هذا اعترافا صريحا من الولايات المتحدة بالمخاطر التي تحدق المتعاونين معهم في أفغانستان والعراق.
غير أن القضية تحيي ذكريات مؤلمة للأمريكيين. فبعد هزيمتهم في فيتنام أجبروا علي فتح أبوابهم لآلاف الفيتناميين الذين اضطروا للفرار من بلدهم بعدما وقعت تحت سيطرة الفيتكونغ. وقال عضو مجلس الشيوخ إدوارد كنيدي خلال مناقشة قانون السماح بمنح اللجوء لخمسمائة سنويا من الأفغان والعراقيين أن الولايات المتحدة لديها واجبات قوية تجاه العراقيين والأفغان الذين عملوا معها وأبدوا بذلك شجاعة ومنهم من دفع حياته من أجل ذلك.
لكن هذا القانون جاء متأخرا جدا بالنسبة لأمير وكثير من زملائه الذين يقولون أن الأمريكيين استغلوهم. والملفت للنظر أن القصص التي رووها إلي صحفيين أجانب متشابهة إلي حد كبير. فقد نشرت مجلة(نيويوركر) مقالة في مارس/آذار الماضي بقلم الصحفي جورج باكر بعد محادثة مطولة مع أمير الذي أبلغه أن عمله مع الأمريكيين كان علي الدوام يشكل أكبر تهديد لحياته وأضاف أن الأمريكيين كانوا يعرفون ذلك وعلي الرغم رفضوا طلبه مرارا أن يجري منحه وأصدقائه العاملين لقوات الاحتلال تصريحات لتعجيل دخولهم إلي المنطقة الخضراء التي تخضع تحت سيطرة الأمريكيين أو الموافقة علي طلباتهم بالحصول علي مساكن في المنطقة الخضراء ليتمتعوا بالحماية. وشكا أمير من أن أحد الضباط الأمريكيين راح يضايقه لأنه سعي مرة للسؤال عن مصير أحد العراقيين الذي أوقفه الأمريكان.
وأوضح أمير خلال المقابلة أن الأمريكيين لا يثقون بالعراقيين حتي الذين يعملون معهم ويعتقد أن هذا له صلة بمعرفتهم السطحية عن العراقيين وقال ان شعرة تفصل بين الثقة والشك. لكنه يكشف أن فراره إلي أوروبا ليس نتيجة إهمال الأمريكيين لحماية المتعاونين العراقيين بل لأن حياته كانت في خطر كلما غادر المنطقة الخضراء. قال انه كان يرفض أن يتحدث باللغة الإنجليزية في الحياة العامة وإذا اتصل به أحد الأمريكيين فإنه يتحدث بداية بالعربية إذا كان في مكان عام لأن أعضاء المقاومة العراقية يشكون علي الفور بمن يتحدث اللغة الإنجليزية بأنه متعاون مع الاحتلال وغالبا يكون الثمن عاليا.
وأشار أمير أنه عندما زاد شعور القلق لديه بأن حياته مهددة بعدما سمع من زملاء له أن هوياتهم باتت معروفة وحصلوا علي تهديدات بالقتل اضطر إلي الفرار واليوم يعيش في مدينة ألفيستا الباردة في شمال أوروبا لكنه ليس العراقي الوحيد فقد أطلق السويديون عليها اسم العراق الصغير نسبة لكثرة النازحين العراقيين الذين استقروا فيها. لكن أمير يقول انه ما زال يشعر أنه ليس بعيدا عن العراق ويأمل أن يعوض عليه الأمريكان بتأشيرة دخول للجوء إلي الولايات المتحدة.
وكي يعزز هذا الطلب فإنه يشير إلي وجود ثلاثمائة رقم هاتف لمسؤولين عسكريين أمريكيين علي الهاتف النقال وبعض تصريحات دخول المنطقة الخضراء الموقعة من قبل أمريكيين. لكن الهجرة إلي أمريكا يبقي أملا إذ تابع أمير قوله: بعد انتخابات عام 2005 قال لنا الأمريكان أننا كنا آذان وعيون وأيدي وقلب السفارة الأمريكية في العراق. ثم ينظر إلي حاله في ديسمبر/كانون أول عام 2007 وقال بمرارة: أنا اليوم بعيد عن بلدي لكن ليس في الولايات المتحدة وإنما في السويد، لقد تخلص منا الأمريكان وتركوا العبء علي غيرهم.
واع / بريطانيا تتخلى عن مئات المترجمين العراقيين
ذكرت مصادر صحفية الأربعاء أن بريطانيا رفضت مئات المترجمين العراقيين الذين عملوا مع قواتها المسلحة بعد أن تقدموا بطلبات للعيش على أراضيها حفاظاً على سلامتهم.
وقالت المصادر إن وزارة الدفاع البريطانية اكدت أنها رفضت طلبات 300 من أصل 700 مترجم عراقى تقدموا بطلبات عن طريقها للإستفادة من برنامج التوطين الخاص الذى اعلنت عنه الحكومة البريطانية العام الماضي، وابلغت 170 منهم فقط أنهم مؤهلون للحصول على الإقامة فيما لا تزال طلبات الآخرين قيد الدرس.
ويسمح برنامج التوطين الخاص للمترجمين العراقيين المقبولين بإحضار أفراد من عائلاتهم المعتمدين عليهم بمن فيهم الجدان فى حال وافقت وزارة الداخلية البريطانية على منحهم وضعية لاجئين.
واضافت ذات المصادر أن هناك 180 عراقياً آخرين قدموا طلبات عبر وزارة الخارجية البريطانية كونهم عملوا فى السفارة البريطانية فى بغداد أو البعثات الدبلوماسية البريطانية الأخرى فى العراق تم رفض 38 بسبب حصولهم على صفقة تسوية أو حقيبة المساعدة المالية.
ونسبت المصادرالصحفية إلى مصادر دفاعية قولها"إن مقدمى الطلبات فشلوا فى الإستجابة للشروط الصارمة التى وضعتها الحكومة البريطانية وتملى على الموظفين العراقيين السابقين إثبات أنهم عملوا مع القوات البريطانية مدة 12 شهراً متواصلة".
واشارت المصادر إلى أن 32 موظفاً عراقياً عملوا مع البريطانيين اختاروا البقاء فى العراق بدلاً من العيش فى بريطانيا والحصول على حقيبة المساعدة المالية والتى تحتوى على 9180 دولاراً، أى ما يعادل 4650 جنيهاً إسترلينيا، بالإضافة إلى 10% من هذا المبلغ مقابل كل فرد من أفراد عائلاتهم الذين يعتمدون عليهم شريطة أن لا يتجاوز عددهم خمسة.
وتقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد العراقيين الذين فروا من العراق منذ الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام 2003 بأنه يتجاوز مليونى شخص إلى جانب 2ر2 مهجّر داخل العراق ،قدم عشرات الآلاف منهم طلبات للحصول على اللجوء السياسى فى الولايات المتحدة وأوروبا.
واع
حين اجتاحت القوات الأمريكية أراضي العراق في ربيع عام 2003 لغرض الإطاحة بنظام رئيسه السابق صدام حسين وإقامة نظام جديد موالي للولايات المتحدة والعمل في توسيع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، فلا بد وأن الاستراتيجيين الذين وضعوا خطة الغزو فكروا حينها بأشخاص مثل أمير.
وقال هذا المواطن العراقي البالغ اليوم 28 سنة من العمر الذي درس اللغة الإنجليزية في مقابلة أجريت معه في مدينة ألفيستا بالسويد التي تغص اليوم بالنازحين العراقيين الذين أصبحت السويد أكبر تجمع لهم بسبب قوانينها الليبرالية حيال النازحين من العراق علي وجه الخصوص: لقد أدركت فورا أنني سوف أعمل مع الأمريكيين وأضاف: لقد كان هذا بالنسبة لي تغييرا في حياتي بعد المعاناة الطويلة بسبب الحصار وكنا فعلا نصبو إلي حياة أفضل وانفتاح بلدنا علي العالم. غالبية العراقيين لم يحبوا نظامهم السابق والاحتلال الأمريكي كان بالنسبة لنا شيئا جديدا علينا أن نكون جزءا من الواقع الجديد.
في الغضون تبدد الحلم بقيام عراق رسمه أمير الذي رفض أن يذكر اسم عائلته في التقرير، في مخيلته وأصبح تحقيق الحلم بعيدا علي ضوء الحرب الأهلية الضروس التي اندلعت في البلاد وجعلت مستقبل العراق في عالم المجهول أكثر من أي وقت مضي لكنه قال أنه سيبقي متفائلا ولكن عليه انتظار بعض الوقت.
لا يعرف أمير ولا أحد في واشنطن وبغداد أو أي مكان آخر في العالم إلي متي سينتظر العراقيين حتي يتحقق الاستقرار في بلدهم. لكن أمير فعل ما فعله غيره من العراقيين الذين خافوا علي حياتهم من البقاء في العراق بعد التغيير ووجدوا أن الواقع الجديد ليس أفضل فنزحوا إلي بلدان في الجوار مثل سورية والأردن وفي أوروبا التي أغلقت معظم دولها أبوابها في وجوههم باستثناء السويد التي يقدر عدد العراقيين الذين نزحوا إليها بالآلاف وأصبحت مدينة ألفيستا تغص بهم. وقال أمير ان العمل مع الأمريكيين سرعان ما تحول إلي مغامرة دفع كثيرون حياتهم ثمنا لها والأنكي من المخاطر التي أحاطت بالعراقيين الذين وصفوا بالعملاء والخونة أن الأمريكيين أنفسهم لم يهتموا بهم كأن الأمر لا يعنيهم.
من العلامات علي ذلك أن الصحف الأوروبية انتقدت الولايات المتحدة بسبب ضعف نسبة التأشيرات التي خصصتها لنازحين من العراق خاصة الذين أصبحت حياتهم في خطر لأنهم عملوا مع القوات الأمريكية وبدلا من أن تساعدهم في اللجوء لأراضيها خصصت نسبة ضعيفة من التأشيرات وتركتهم يطرقون أبواب الأوروبيين كما تركت الأعباء علي سورية والأردن.
لكن أمير لا يخفي حنقه عندما يتحدث عن الأمريكيين وقال: أنهم مدينون لنا بما فعلناه وأننا جازفنا بأرواحنا وأضاف: لقد دفع كثيرون حياتهم ثمنا للعمل مع الأمريكيين وفي النهاية تركونا نقع ويتذكر أنه في الأيام الأخيرة التي قضاها في بلده وهو يرتعد خوفا بعد تلقيه تهديدات بالقتل أن أحدا من الأمريكيين الذين عمل معهم لم يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن حاله وإذا يحتاج إلي مساعدة.
بعد ساعات علي احتلال بغداد في عام 2003 احتاج الأمريكان الذين فوجئوا حينها بعدم مقاومة المدينة لهم، إلي أعداد كبيرة من العراقيين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية لتسهيل تسيير أمور الاحتلال. وأصبحت هذه الفئة من العراقيين بالذات عرضة للانتقام من معارضي الاحتلال. وأجبر كثيرون علي الرحيل لأن الأمريكيين لم يوفروا لهم الأمن وحمايتهم من انتقام المقاومة. وبدلا من أن يجد هؤلاء أبواب الولايات المتحدة مفتوحة أمامهم تبين أنها مغلقة بينما أبواب دول أخري سهلت لهم الفرار بعد أسفار شاقة.
وانتقدت وسائل إعلام غربية بشدة المعيار المزدوج للأمريكيين وعدم قبول الأشخاص الذين عملوا للولايات المتحدة في العراق وهو ما تؤكده الأرقام والإحصائيات. ففي عام 2006 واستنادا إلي تقرير نشرته صحيفة(إنترناشيونال هيرالد تريبيون) في مطلع شهر مايو/أيار أي بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام علي احتلال العراق بلغ عدد العراقيين الذين سمحت الولايات المتحدة لهم دخول أراضيها 202 فقط، وبهذا وصل عدد العراقيين الذين لجئوا إلي البلد الذي احتل بلدهم 466. ردا علي الانتقادات وعدت إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بمنح اللجوء إلي سبعة آلاف عراقي مع نهاية العام الجاري.
لكن عددهم لم يتجاوز 68 بعد نهاية الأشهر الستة الأوائل من عام 2007. وللمقارنة فقط فإن عدد العراقيين الذين لجئوا إلي الأردن زاد عن 750 ألف شخص وقرابة المليوني وصولا إلي سورية. غير أن انتقاد الولايات المتحدة بسبب سوء معاملتها للعراقيين الذين يرغبون في الهجرة إليها لم يصطدم بأذان صماء. فقد قدمت مساعدات مالية تزيد عن 800 مليون دولار إلي برنامج الغذاء العالمي وساعدت منظمات إنسانية دولية مثل الأونروا والصليب الأحمر لغوث النازحين العراقيين داخل العراق وخارجه.
وفي حين يشك خبراء دوليون بأن الولايات المتحدة ستستقبل 25 ألف نازح عراقي كما وعدت فإنها لا تزال تتعامل بحذر شديد تجاه هذه المسألة. فقد وافق مجلس الشيوخ علي قانون يسمح بدخول خمسمائة من المترجمين الأفغان والعراقيين الذين عملوا مع القوات الأمريكية إلي أراضي الولايات المتحدة في العام وكان هذا اعترافا صريحا من الولايات المتحدة بالمخاطر التي تحدق المتعاونين معهم في أفغانستان والعراق.
غير أن القضية تحيي ذكريات مؤلمة للأمريكيين. فبعد هزيمتهم في فيتنام أجبروا علي فتح أبوابهم لآلاف الفيتناميين الذين اضطروا للفرار من بلدهم بعدما وقعت تحت سيطرة الفيتكونغ. وقال عضو مجلس الشيوخ إدوارد كنيدي خلال مناقشة قانون السماح بمنح اللجوء لخمسمائة سنويا من الأفغان والعراقيين أن الولايات المتحدة لديها واجبات قوية تجاه العراقيين والأفغان الذين عملوا معها وأبدوا بذلك شجاعة ومنهم من دفع حياته من أجل ذلك.
لكن هذا القانون جاء متأخرا جدا بالنسبة لأمير وكثير من زملائه الذين يقولون أن الأمريكيين استغلوهم. والملفت للنظر أن القصص التي رووها إلي صحفيين أجانب متشابهة إلي حد كبير. فقد نشرت مجلة(نيويوركر) مقالة في مارس/آذار الماضي بقلم الصحفي جورج باكر بعد محادثة مطولة مع أمير الذي أبلغه أن عمله مع الأمريكيين كان علي الدوام يشكل أكبر تهديد لحياته وأضاف أن الأمريكيين كانوا يعرفون ذلك وعلي الرغم رفضوا طلبه مرارا أن يجري منحه وأصدقائه العاملين لقوات الاحتلال تصريحات لتعجيل دخولهم إلي المنطقة الخضراء التي تخضع تحت سيطرة الأمريكيين أو الموافقة علي طلباتهم بالحصول علي مساكن في المنطقة الخضراء ليتمتعوا بالحماية. وشكا أمير من أن أحد الضباط الأمريكيين راح يضايقه لأنه سعي مرة للسؤال عن مصير أحد العراقيين الذي أوقفه الأمريكان.
وأوضح أمير خلال المقابلة أن الأمريكيين لا يثقون بالعراقيين حتي الذين يعملون معهم ويعتقد أن هذا له صلة بمعرفتهم السطحية عن العراقيين وقال ان شعرة تفصل بين الثقة والشك. لكنه يكشف أن فراره إلي أوروبا ليس نتيجة إهمال الأمريكيين لحماية المتعاونين العراقيين بل لأن حياته كانت في خطر كلما غادر المنطقة الخضراء. قال انه كان يرفض أن يتحدث باللغة الإنجليزية في الحياة العامة وإذا اتصل به أحد الأمريكيين فإنه يتحدث بداية بالعربية إذا كان في مكان عام لأن أعضاء المقاومة العراقية يشكون علي الفور بمن يتحدث اللغة الإنجليزية بأنه متعاون مع الاحتلال وغالبا يكون الثمن عاليا.
وأشار أمير أنه عندما زاد شعور القلق لديه بأن حياته مهددة بعدما سمع من زملاء له أن هوياتهم باتت معروفة وحصلوا علي تهديدات بالقتل اضطر إلي الفرار واليوم يعيش في مدينة ألفيستا الباردة في شمال أوروبا لكنه ليس العراقي الوحيد فقد أطلق السويديون عليها اسم العراق الصغير نسبة لكثرة النازحين العراقيين الذين استقروا فيها. لكن أمير يقول انه ما زال يشعر أنه ليس بعيدا عن العراق ويأمل أن يعوض عليه الأمريكان بتأشيرة دخول للجوء إلي الولايات المتحدة.
وكي يعزز هذا الطلب فإنه يشير إلي وجود ثلاثمائة رقم هاتف لمسؤولين عسكريين أمريكيين علي الهاتف النقال وبعض تصريحات دخول المنطقة الخضراء الموقعة من قبل أمريكيين. لكن الهجرة إلي أمريكا يبقي أملا إذ تابع أمير قوله: بعد انتخابات عام 2005 قال لنا الأمريكان أننا كنا آذان وعيون وأيدي وقلب السفارة الأمريكية في العراق. ثم ينظر إلي حاله في ديسمبر/كانون أول عام 2007 وقال بمرارة: أنا اليوم بعيد عن بلدي لكن ليس في الولايات المتحدة وإنما في السويد، لقد تخلص منا الأمريكان وتركوا العبء علي غيرهم.
واع / بريطانيا تتخلى عن مئات المترجمين العراقيين
ذكرت مصادر صحفية الأربعاء أن بريطانيا رفضت مئات المترجمين العراقيين الذين عملوا مع قواتها المسلحة بعد أن تقدموا بطلبات للعيش على أراضيها حفاظاً على سلامتهم.
وقالت المصادر إن وزارة الدفاع البريطانية اكدت أنها رفضت طلبات 300 من أصل 700 مترجم عراقى تقدموا بطلبات عن طريقها للإستفادة من برنامج التوطين الخاص الذى اعلنت عنه الحكومة البريطانية العام الماضي، وابلغت 170 منهم فقط أنهم مؤهلون للحصول على الإقامة فيما لا تزال طلبات الآخرين قيد الدرس.
ويسمح برنامج التوطين الخاص للمترجمين العراقيين المقبولين بإحضار أفراد من عائلاتهم المعتمدين عليهم بمن فيهم الجدان فى حال وافقت وزارة الداخلية البريطانية على منحهم وضعية لاجئين.
واضافت ذات المصادر أن هناك 180 عراقياً آخرين قدموا طلبات عبر وزارة الخارجية البريطانية كونهم عملوا فى السفارة البريطانية فى بغداد أو البعثات الدبلوماسية البريطانية الأخرى فى العراق تم رفض 38 بسبب حصولهم على صفقة تسوية أو حقيبة المساعدة المالية.
ونسبت المصادرالصحفية إلى مصادر دفاعية قولها"إن مقدمى الطلبات فشلوا فى الإستجابة للشروط الصارمة التى وضعتها الحكومة البريطانية وتملى على الموظفين العراقيين السابقين إثبات أنهم عملوا مع القوات البريطانية مدة 12 شهراً متواصلة".
واشارت المصادر إلى أن 32 موظفاً عراقياً عملوا مع البريطانيين اختاروا البقاء فى العراق بدلاً من العيش فى بريطانيا والحصول على حقيبة المساعدة المالية والتى تحتوى على 9180 دولاراً، أى ما يعادل 4650 جنيهاً إسترلينيا، بالإضافة إلى 10% من هذا المبلغ مقابل كل فرد من أفراد عائلاتهم الذين يعتمدون عليهم شريطة أن لا يتجاوز عددهم خمسة.
وتقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد العراقيين الذين فروا من العراق منذ الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام 2003 بأنه يتجاوز مليونى شخص إلى جانب 2ر2 مهجّر داخل العراق ،قدم عشرات الآلاف منهم طلبات للحصول على اللجوء السياسى فى الولايات المتحدة وأوروبا.