المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصير أٍسرائيل بعد الهروب الامريكي : يرونه بعيداً ونراه قريباً جداً باذن الله



khaled73
04-11-2007, 10:36 AM
العراق بمنظور إسرائيلي بعد انسحاب أمريكي محتمل / احمد السيد تركي

التاريخ:21/10/1428 الموافق 01/11/2007 |القراء:218 | نسخة للطباعة


يقين / الأمر الذي لا شك فيه أن الانسحاب الأمريكي من العراق سوف تكون له تداعيات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط برمتها، وعلى النظام الإقليمي الأمني في المنطقة؛ وهو ما يدفع بالضرورة للتفكير في المستقبل وضرورة وضع السيناريوهات المحتملة لما تكون عليه الأوضاع الإستراتيجية والأمنية والاقتصادية بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.

"تسونامي" الانسحاب

من هذا المنطلق عكفت وزارة الحرب الإسرائيلية في وقت مبكر على الدراسة المتأنية للأوضاع الإسرائيلية بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، وفي هذا السياق أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر في الحادي والثلاثين من أغسطس/ آب الماضي لعام 2007، وفي معرض حديثها عن سيناريوهات ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق‏.‏ أشارت إلى وثيقة قُدمت إلى وزير الدفاع إيهود باراك‏‏ الذي استنفر طاقم وزارته لدراستها‏.‏

واستغرق إعدادها 3 أشهر‏،‏ وقد شارك في الإعداد‏ فرق عمل من 5 جهات وهذه الجهات هي‏:‏ وزارة الدفاع، شعبة الاستخبارات العسكرية، قسم التخطيط في الجيش، مجلس الأمن القومي، وزارة الخارجية‏.‏ وكان السؤال الأساسي الذي طُلب من الجميع الإجابة عليه هو‏:‏ كيف سيؤثر الانسحاب الأمريكي من العراق على المصالح الإستراتيجية لإسرائيل؟ وكانت الإجابة كالتالي‏:‏ إن الانسحاب سوف ينتج عنه تشكلُ شرق أوسط جديد بكل معنى الكلمة‏،‏ يمثل أسوأ احتمال توقعته إسرائيل في يوم من الأيام‏.‏ إذ سيكون الانسحاب بمثابة تسونامي يضرب المنطقة‏.‏

وقدرت الوثيقة أن واشنطن حسمت أمرها فيما يتعلق بالانسحاب المبكر من العراق‏.‏ ودللت على ذلك بقرار الإدارة الأمريكية رفع المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشكل كبير‏،‏ بحيث تصل في غضون عقد من الزمان إلى 30 مليار دولار بواقع 3 مليارات كل عام‏.‏ كما استشهدت بصفقة السلاح العملاقة التي وقعتها واشنطن مع السعودية‏،‏ ووصلت قيمتها إلى‏ 20‏ مليار دولار‏.‏ واعتبرت الوثيقة أن هاتين الخطوتين استهدفتا إرضاء الدولتين عقب القرار المتوقع بالانسحاب‏،‏ لمنحهما الإحساس بأنهما ستكونان قادرتين على مواجهة تبعات تنفيذ هذه الخطوة‏،‏ حيث اعتبرت أن إسرائيل والسعودية ستكونان من أكثر الأطراف تضررا من القرار الأمريكي‏.‏

مكامن الخطر على إسرائيل

في تقديرها لموقف ما بعد الانسحاب‏،‏ تحدثت الوثيقة الإسرائيلية عن 3 مكامن للخطر ستنجم عن ذلك هي كالتالي‏:‏

أولا‏:‏ أن الانسحاب سينظر إليه في العالمين العربي والإسلامي كهزيمة مروعة لأمريكا‏.‏ وسيؤدي بشكل فوري إلى زيادة هائلة في طاقة الحركات الإسلامية الجهادية‏،‏ حيث ستعمل هذه الحركات على زعزعة أنظمة الحكم العربية المعتدلة في المنطقة‏،‏ إلى جانب تعزيز الأنظمة التي تناصب أمريكا العداء‏.‏ واعتبرت الوثيقة أن أكبر ضرر إستراتيجي سيهدد إسرائيل سيكون المس باستقرار نظام الحكم في الأردن الذي تصفه الوثيقة بأنه أهم ذخر إستراتيجي لإسرائيل في المنطقة؛ لأنه يمثل الحزام الفاصل بين إسرائيل والهلال الشيعي الذي سيتبلور بعد الانسحاب، إلى جانب موقف النظام الأردني الصارم ضد الحركات الإسلامية‏.‏ ومن شأن إحداث أي تغيير هناك أن يحوله إلى ساحة فعل ضد إسرائيل‏،‏ بما يعيدها إلى السنوات الأولى لوجودها‏.‏ وأوصت الوثيقة بالبدء في دعم النظام الأردني وتعزيز قدرته على الثبات عن طريق تكثيف الدعم الدولي والأمريكي لحل مشكلاته الداخلية‏،‏ وعلى رأسها مشكلة المياه‏،‏ مع تعزيز أجهزته الأمنية ورفع كفاءتها‏.

ثانيا‏:‏ حذرت الوثيقة من أن الانسحاب سيكون عنصرا مشجعا لقوى المقاومة الفلسطينية وحزب الله على توجيه ضربات لإسرائيل‏،‏ واعتبرت أن العراق سيعود ليصبح نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل‏،‏ ونوهت إلى أن الأطراف قد تكون معنية بحصول عناصر الحركات الجهادية على صواريخ بعيدة المدى‏،‏ لكي يكون بوسعهم إطلاقها على إسرائيل من غرب إيران‏.‏

ثالثا‏:‏ رأت الوثيقة أن الانسحاب من العراق سيحرر إيران من الضغوط الممارسة عليها حاليا‏،‏ وسيسمح لها بتطوير برنامجها النووي وصولا إلى إنتاج القنبلة النووية‏،‏ في حين أن سوريا ستنجو من الحملة الأمريكية الهادفة إلى تضييق الخناق على نظام الحكم فيها‏.‏ وتحدد الوثيقة العام ‏2009‏ لاستكمال سوريا عملية تحديث جيشها‏،‏ وهو نفس العام الذي يغادر فيه بوش البيت الأبيض‏.‏

مواطن المكاسب الإسرائيلية

غير أن بعض الخبراء في طواقم العمل التي أعدت الوثيقة أشاروا إلى أن الانسحاب الأمريكي قد يشتمل على تطور إيجابي بالنسبة لإسرائيل‏،‏ فتحدثوا على أن قادة الجيش الأمريكي في العراق هم الذين يرفضون بشدة قيام الإدارة الأمريكية بمهاجمة إيران وتدمير برنامجها النووي، على اعتبار أن إيران سترد بشن عمليات انتقامية ضد القوات الأمريكية في العراق‏،‏ ورأى هؤلاء الخبراء أن الانسحاب من العراق قد يزيل عقبة كئودًا أمام تحرك أمريكي عسكري محتمل ضد إيران‏.‏

والأهم من ذلك لا يتمثل في الانسحاب الأمريكي من العراق؛ فالأكثر خطورة وما يحمل العديد من التداعيات على إسرائيل هو قرار الكونجرس الأمريكي بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم لكل من السنة والشيعة والأكراد، باعتبار أنه الخيار الأمثل ليس فقط للخروج الأمريكي من الورطة العراقية‏،‏ بل أيضا لحماية المصالح الإستراتيجية بعيدة المدى وأبرز عناوينها حماية إسرائيل‏،‏ وضمان النفط‏.‏

ووجه الخطر في هذا التصور أنه يطرح الأمر ليس باعتباره مجرد إنشاء نظام سياسي فيدرالي وفق أسس توافقية جغرافية وليست طائفية أو عرقية وتحت مظلة دولة اتحادية ذات حكومة مركزية‏،‏ كما يؤيد ذلك نسبة عراقية معتبرة‏،‏ وإنما تقسيم للدولة وفق أسس طائفية وعرقية‏،‏ مشفوعة بتقاسم للثروة وبخطوط فاصلة بين نسيج المجتمع العراقي‏،‏ وبما يمهد لتقسيم العراق فعلا‏.‏ ولعل ذلك هو ما فهمه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصف القرار بأنه كارثة للعراق وللمنطقة معا‏.‏

وحقيقة الأمر فإن هذا التفتيت يعمل على إضعاف العراق ومن ثم تزايد التمكين الإسرائيلي في المنطقة، وكما يؤكد أحد المحللين الإسرائيليين، فإن عملية العزل العرقي من جانب، وخلق تكتلات طائفية على أسس قومية من جانب آخر، في العراق ومن بعده سوريا ولبنان، ستخلق ظروفا جيدة لأجواء قبول دولة يهودية كجزء لا يتجزأ من المنطقة التي تتحدث العربية، وهذا ليس مجرد "نافذة فرص" بديلة، ولكن مسيرة بناء؛ فالمطلوب في الشرق الأوسط هو مزيد من الصبر والهدوء حتى تتحقق الأهداف الإسرائيلية.

ناهيك عن أن الانسحاب الأمريكي من العراق يؤثر وبقوة على مستقبل الكثير من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية‏،‏ كما سيؤثر أيضا‏،‏ على الاستقرار والتوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، والمقصد هنا هو خريطة توازن القوى الإقليمية وأنماط التحالفات والعلاقات‏ وخاصة في ظل اختلال ميزان القوى العسكري لصالح إسرائيل.‏ وفي ظل امتلاك إيران مشروعا سياسيا في العراق‏،‏ حيث باتت مجمل أدوار وتفاعلات إيران مع الأزمة العراقية هو انعكاس وتعبير مباشر عن هذا المشروع الإيراني الذي تمتد جذوره إلى سنوات الحرب العراقية-الإيرانية وربما إلى ما قبلها بعقود طويلة، ظل فيها العراق يلعب دور القوة الإقليمية المناوئة للأطماع‏،‏ أو الطموحات الإيرانية الساعية إلى الهيمنة في الخليج ولعب دور القوة الإقليمية الكبرى‏.‏ يتمثل هذا المشروع الإيراني في منع ظهور عراق قوي مرة أخرى قادر على التهديد‏،‏ أو عن طريق منع قيام حكومة عراقية معادية للحكم في طهران‏،‏ أو عن طريق تنصيب عراقيين موالين لإيران على مقاعد السلطة في بغداد أو من خلال تفكيك الرابطة الوطنية العراقية وتفجير الصراع الطائفي والعرقي أو عن طريق هذا كله‏.‏

أين الخطط العربية؟

في ضوء هذه الحقائق السابقة، بات من المؤكد أن الوجود الإيراني في العراق يمثل إزعاجًا لإسرائيل وأمنها، على الرغم من أن تفتيت العراق يمثل ضمانًا للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة العربية المفككة، بإطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبإقامة سلسلة من القواعد العسكرية في دول عربية ذات مواقع إستراتيجية، ولكن الأحداث والسوابق التاريخية تؤكد أن تفكيك الدول الموحّدة وتحويلها إلى كياناتٍ إثنية وقبلية ومذهبية متناحرة، وبالتالي عجزها عن تشكيل قوة سياسية وعسكرية مؤثرة، ينتج عنه مزيد من أعمال العنف والإرهاب التي تطال كل دول منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع يتجه هذا العنف صوب إسرائيل التي تعتبر نفسها دولة فوق القانون.

والسؤال الآن هو: هل استعدت الدول العربية لهذا الانسحاب الأمريكي من العراق؟ وما هي الخطط والإستراتيجيات التي أعدتها من أجل سد الفراغ الإستراتيجي لتعديل ميزان القوى في المنطقة؟

يمكن القول إنه إذا كانت الدول العربية قد أكدت من قبل تمسكها بوحدة العراق ومعارضة تقسيمه الذي سيجعل منه بؤرة توتر كبيرة تمتد إلى كل المنطقة من حوله، فإنه من المهم بذل كل ما يمكن من جهود للحفاظ على وحدة العراق؛ لأن فيها الحفاظ على استقرار المنطقة في النهاية. والشعب العراقي مدعو أيضا لتحمل مسئوليته في هذا المجال بإنجاح مقترحات المصالحة الوطنية والقضاء على عناصر القاعدة ووقف عمليات الفرز الطائفي التي تشجعها بعض الأطراف العراقية.

والأمر الذي لا شك فيه أن هذا الموقف الإسرائيلي من الانسحاب الأمريكي من العراق يثير العديد من الأسئلة المهمة، في مقدمتها:

احتمالات المستقبل الفلسطيني، إذا ما استمر تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة، واعتبار الأولى كيانا صديقا لإسرائيل والثانية كيانا معاديا لها. في حين تتجه إسرائيل لإعادة تحديث جيشها بالكامل خلال 5 سنوات، حتى تتجنب تكرار الهزيمة التي لقيتها في لبنان؟

وما هي احتمالات تقسيم العراق إلى 3 دويلات، كما يريد الأمريكيون، إضافة إلى سيناريو الحرب الأهلية بين متعصبي الشيعة والسنة وكيف يمكن إجهاض محاولات تفتيت المنطقة عبر تقسيم دولها إلى معتدلين ترضى عنهم واشنطن وإسرائيل ومتطرفين مغضوب عليهم؟

وما هي النتائج المترتبة على توجيه ضربة لإيران لإجهاض مشروعها النووي؛ الأمر الذي ينصّب إسرائيل قوة عظمى وحيدة في الشرق الأوسط، وما تأثير ذلك على منطقة الخليج عمرانيا وبيئيا، وعلى موقف الشيعة في العالم العربي؟

هذه التساؤلات والشكوك لا بد من الاستعداد لها من خلال طرح تصور عربي موحد، سواء من خلال الجامعة العربية، أو عقد قمة عربية طارئة تضع الخطط والإستراتيجيات لمواجهة الانسحاب الأمريكي من العراق وسد الفراغ الأمني والإستراتيجي والفوضى التي تنشأ عن الانسحاب أو التقسيم.

http://www.almokhtsar.com/html/best/5/1287.php

ali2004
04-11-2007, 01:36 PM
إن الانسحاب سوف ينتج عنه تشكلُ شرق أوسط جديد بكل معنى الكلمة‏،‏ يمثل أسوأ احتمال توقعته إسرائيل في يوم من الأيام‏.‏ إذ سيكون الانسحاب بمثابة تسونامي يضرب المنطقة‏.‏

سيكون الإنسحاب بمثابة تسونامى يضرب العالم كله حيث يكون إيذانا بعودة الخلافة الراشدة على يد سادس الراشدين قائدنا صدام الأغر و جنده الميامين

اللهم نصرك القريب