imran
23-10-2007, 02:55 AM
هذه مقالة تشرح موقف قيادات الاخوان المسلمين في مصر من النظام الحاكم وانعكاس ذلك على موقف الحزب الاسلامي وهو امتداد لجماعة الاخوان في العراق
تصريحات العريان وبداية انحسار الإخوان
بقلم محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
في صفحة الرأي بصحيفة المصريون الإلكترونية كتب الدكتور عصام العريان مقالا يبرر فيه مشاركة الإخوان في انتخابات مجلس الشورى المصري ، ويعدد سبعة من أهم فوائد مشاركة الإخوان في المجالس النيابية .
ورأيُ الدكتور العريان يرسم ملامح الخطاب الإخواني من حيث الأهداف والمنطلقات .
أقول استنادا إلى ما ورد في تبريرات د. عصام العريان وما يرد في أدبيات الجماعة على لسان المتحدثين فيها : أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ( وهي رأس الجماعة كلها في العالم الإسلامي ) انحسرت فكريا ومنهجيا ، والانحسار الفكري ( المنهجي ) يكون مقدمة طبيعية وحتمية للانحسار العملي .. على أرض الواقع ، فما يبدوا في الأفق أن الجماعة في طريقها إلى أن تنزوي وتصبح حزبا سياسيا وتتخلى كليا عن أهدافها الأولى التي تأسست من أجلها .
التبريرات كلها تنحصر في إطار مقارعة النظام المصري في شخص الحزب الحاكم ، وتقديم بعض التسهيلات للناس ( رشاوى أعضاء الحزب الوطني ) !! . فإخوان مصر الآن نسوا قضية ( الشريعة ) ، وقضايا العالم الإسلامي الخارجي ، فلم نر في تبريرات د .العريان أي إشارة ـ فضلا عن لفظ صريح ـ يتكلم عن أن من أهداف دخول المجالس النيابية ( الشورى والشعب ) تحريك قضية ( الشريعة ) . . . المطالبة بتحكيم الشريعة ليكون القرآن دستورنا كما هو في الشعار الرئيسي للجماعة ، ولم نر في تبريرات الدكتور ولا في أطروحات الجماعة ما يشير إلى أن من أهداف الحِراك الإخواني على الساحة المصرية الاضطلاع بدور ٍ ما حول ما يدور في العالم الإسلامي عامة والعراق وفلسطين خاصة . بل قد غاب هذا الهدف أو كاد من العقلية الإخوانية الحديثة ، كما غاب من النظام الحاكم في مصر الآن ، وأصبحت مصر حكومة ومعارضة ـ إخوانية وغير إخوانية ـ بالكاد تفكر داخل حدودها ، إلا أن تخرج مأمورة للمساعدة هنا أو هناك .
ـ إن سياق ما يحدث من جماعة الإخوان المسلمين في مصر ( وباقي الفروع وخاصة إخوان العراق مثلها تقريبا ) يدل على أن الجماعة أصبحت بالفعل حزبا سياسيا بنكهة إسلامية ، علمانيُ المخبر إسلامي المظهر ، أو ـ إن أحسنا الظن ـ مؤمن يكتم إيمانه . وهذا وقت لا يجوز فيه كتمان الإيمان . فمن شأن كتمان الإيمان الآن أن يميع الحقائق على أبناء الجيل من المخلصين المنضمين إلى القاعدة العريضة في صفوف الإخوان .
ومن الواضح جدا أن الجماعة لم يعد لديها استعداد إلا ممارسة السياسة ضمن الأطر الأخرى المفروضة عليها ، فهي الآن في أُطر الديمقراطية وإن تحولت الديمقراطية إلى احتلال ـ كما هو الحال في العراق ـ فإن الجماعة لا تترك ( الجهاد السياسي ) وتبقى ( تجاهد ) بالسياسة .
أعرف أن الجماعة تمارس نوعا من المخايلة على قاعدتها من حين لحين كي لا تنفصل عنها وتبقى ضمن هيكل الإخوان المسلمين بتشكيل ( ميليشا إخوانية ) هزلية على المسرح مثلا ، أو بعمل مؤتمر طلابي في الجامعة يتفاعل حينا مع ما يحدث للمسلمين هنا أو هناك ، وهذا نوع من التنفيس يتفهمه الآخر ويتقبله ، ويؤدبه باعتقال عدد من الأفراد شهر أو شهرين كي لا يخرج عن القنوات ( الشرعية ) ، ويظل العمل في إطار التنفيس .
وآن لهذه الجماهير المخلصة أن تعي تحركات الجماعة ، وأن تحاكمها إلى أفعالها لا إلى أقوالها ، وأن تسأل رموزها عن دماء إخوانها في العراق وفلسطين والصومال ، وعن دستورنا القرآن وباقي شعارات الجماعة .
وكنا نود من الدكتور العريان أن يكتب لنا ثمار المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المصري ، نريد أن نرى ما جناه الإخوان للشعب من دخولهم مجلس الشعب ، ما ذا استفاد المواطن العادي حين انتخب عضوا إخوانيا ؟ ، وما جناه الإخوان للأمة ككل من تواجدهم بعدد كبير داخل مجلس الشعب . ماذا قدموا للشعب وماذا قدموا للشريعة الإسلامية ؟
تغير الدستور وهم في المجلس . وتطاول وزير الثقافة على الحجاب والمحجبات وشيوخ الصحوة وهم في المجلس. وإن ثم مكتسبات فإن الدولة تصادرها باعتقال عدد من الرموز ، ومن ثم المساومة ـ ولو ضمنيا ـ بهم ، وتستجيب الجماعة لذلك . بل إن الجماعة تخاف من ( العين الحمرة ) وهاهي ترسل رسائل ( التطمين ) من وقت للآخر للنظام كي لا يظن أن الإخوان همتهم تسموا لأكثر من مشاكسة وظهور على الساحة وأن كل هدفهم هو ( التغير بالشريعة ضمن أطر الدستور ) وهذه من أعجب العجائب .
والواقع أن الحركة السياسية في مصر لم تتأثر بتواجد الإخوان في العمل السياسي إلا قليلا جدا ، وهذا القليل جدا في الأقوال لا الأفعال .. في بعض الشكليات لا في جوهر القضايا التي نريد ، والواقع أن التواجد في العمل السياسي بأقصى المستطاع ـ كما هو حاصل الآن في مجلس الشعب ويبدوا أنه لن يتكرر ـ لا يفضي إلى أي نتيجة إيجابية في صالح الجماعة أو في صالح الشعب .
بل إن نظرنا للأمر من جهة أخرى وهو أن الجماعة بمشاركتها في المجالس النيابية تقدم نوعا من التنفيس عن النظام المصري ، فالمشاركة تعطي للشعب أملا في معارضة نزيهة تأخذ له حقه ، نوع من التنفيس عن الشعب حتى تمرر ملفات وقضايا تاريخية تخص مصر المحروسة أهمها التوريث . ولا أستبعد أن يستدعى الإخوان إلى عملية التوريث مقابل بعض الكراسي في المجالس المحلية وليس الشورى أو الشعب .!!
ـ قد أصبح واضحا لكل ذي عينين أن جماعة الإخوان المسلمين أصحبت حزبا سياسا وعليها الآن أن تصارح جماهيرها ومن يتكلمون إليهم بأنهم حزب سياسي مصري بنكهة إسلامية ، وأن قضايا الشريعة تحتاج لساعد آخر أقوى يحمل رايتها . وأن الإخوان المسلمين كالحزب الحاكم انكفئوا على بلادهم ولم يعد لهم شأن بما هو خارج حدود مصر .
أعرف جيدا أن عامة جماهير الإخوان ابتداءً من الصف الثالث والرابع مخلصة تبحث عن تمكين لدين الله في أرض مصر ، ويلتهب قلبها لما يحدث لإخوانها في العراق وفلسطين والصومال والشيشان وغيرهما ، وأعرف جيدا أنهم يبصرون ما يدور من قيادتهم السياسية وبعضهم لا يرضى عن تحركات القيادة في الجماعة إلا أنه لا يستطيع ترك الصف الإخواني لاعتقاده أن العمل للدين لا يوجد إلا في صفوف الإخوان ، فإن تركهم ترك العمل لدينه بالكلية ، وهذا وهم خاطئ ، وحسبانٌ باطل . فالميادين كثيرة ولله الحمد . ومن البديهي أن الله لم يتعبدنا بالعمل من خلال أي جماعة فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين .
منقول عن موقع (المصريون).
تعليق بسيط
ماذا استفاد الحزب الاسلامي من تحالفه مع الاحتلال وماذا استفادت جماعات الاخوان في الدول العربية والاسلامية من تحالفاتها مع الاحزاب الاخرى ومهادنتها للانظمة . ان قادة الاخوان المسلمين الاوائل كحسن البنا وسيد قطب وسعيد حوى رحمهم الله تعالى لا يقبلون بمواقف القيادات كمحسن عبد المجيد ومهدي عاكف وتساهل من ابتعد عن العمالة كالشيخ عبد المجيد الزنداني مع جماعات محاربة لدين الاسلامي كالقاديانيين.
تصريحات العريان وبداية انحسار الإخوان
بقلم محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
في صفحة الرأي بصحيفة المصريون الإلكترونية كتب الدكتور عصام العريان مقالا يبرر فيه مشاركة الإخوان في انتخابات مجلس الشورى المصري ، ويعدد سبعة من أهم فوائد مشاركة الإخوان في المجالس النيابية .
ورأيُ الدكتور العريان يرسم ملامح الخطاب الإخواني من حيث الأهداف والمنطلقات .
أقول استنادا إلى ما ورد في تبريرات د. عصام العريان وما يرد في أدبيات الجماعة على لسان المتحدثين فيها : أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ( وهي رأس الجماعة كلها في العالم الإسلامي ) انحسرت فكريا ومنهجيا ، والانحسار الفكري ( المنهجي ) يكون مقدمة طبيعية وحتمية للانحسار العملي .. على أرض الواقع ، فما يبدوا في الأفق أن الجماعة في طريقها إلى أن تنزوي وتصبح حزبا سياسيا وتتخلى كليا عن أهدافها الأولى التي تأسست من أجلها .
التبريرات كلها تنحصر في إطار مقارعة النظام المصري في شخص الحزب الحاكم ، وتقديم بعض التسهيلات للناس ( رشاوى أعضاء الحزب الوطني ) !! . فإخوان مصر الآن نسوا قضية ( الشريعة ) ، وقضايا العالم الإسلامي الخارجي ، فلم نر في تبريرات د .العريان أي إشارة ـ فضلا عن لفظ صريح ـ يتكلم عن أن من أهداف دخول المجالس النيابية ( الشورى والشعب ) تحريك قضية ( الشريعة ) . . . المطالبة بتحكيم الشريعة ليكون القرآن دستورنا كما هو في الشعار الرئيسي للجماعة ، ولم نر في تبريرات الدكتور ولا في أطروحات الجماعة ما يشير إلى أن من أهداف الحِراك الإخواني على الساحة المصرية الاضطلاع بدور ٍ ما حول ما يدور في العالم الإسلامي عامة والعراق وفلسطين خاصة . بل قد غاب هذا الهدف أو كاد من العقلية الإخوانية الحديثة ، كما غاب من النظام الحاكم في مصر الآن ، وأصبحت مصر حكومة ومعارضة ـ إخوانية وغير إخوانية ـ بالكاد تفكر داخل حدودها ، إلا أن تخرج مأمورة للمساعدة هنا أو هناك .
ـ إن سياق ما يحدث من جماعة الإخوان المسلمين في مصر ( وباقي الفروع وخاصة إخوان العراق مثلها تقريبا ) يدل على أن الجماعة أصبحت بالفعل حزبا سياسيا بنكهة إسلامية ، علمانيُ المخبر إسلامي المظهر ، أو ـ إن أحسنا الظن ـ مؤمن يكتم إيمانه . وهذا وقت لا يجوز فيه كتمان الإيمان . فمن شأن كتمان الإيمان الآن أن يميع الحقائق على أبناء الجيل من المخلصين المنضمين إلى القاعدة العريضة في صفوف الإخوان .
ومن الواضح جدا أن الجماعة لم يعد لديها استعداد إلا ممارسة السياسة ضمن الأطر الأخرى المفروضة عليها ، فهي الآن في أُطر الديمقراطية وإن تحولت الديمقراطية إلى احتلال ـ كما هو الحال في العراق ـ فإن الجماعة لا تترك ( الجهاد السياسي ) وتبقى ( تجاهد ) بالسياسة .
أعرف أن الجماعة تمارس نوعا من المخايلة على قاعدتها من حين لحين كي لا تنفصل عنها وتبقى ضمن هيكل الإخوان المسلمين بتشكيل ( ميليشا إخوانية ) هزلية على المسرح مثلا ، أو بعمل مؤتمر طلابي في الجامعة يتفاعل حينا مع ما يحدث للمسلمين هنا أو هناك ، وهذا نوع من التنفيس يتفهمه الآخر ويتقبله ، ويؤدبه باعتقال عدد من الأفراد شهر أو شهرين كي لا يخرج عن القنوات ( الشرعية ) ، ويظل العمل في إطار التنفيس .
وآن لهذه الجماهير المخلصة أن تعي تحركات الجماعة ، وأن تحاكمها إلى أفعالها لا إلى أقوالها ، وأن تسأل رموزها عن دماء إخوانها في العراق وفلسطين والصومال ، وعن دستورنا القرآن وباقي شعارات الجماعة .
وكنا نود من الدكتور العريان أن يكتب لنا ثمار المشاركة في انتخابات مجلس الشعب المصري ، نريد أن نرى ما جناه الإخوان للشعب من دخولهم مجلس الشعب ، ما ذا استفاد المواطن العادي حين انتخب عضوا إخوانيا ؟ ، وما جناه الإخوان للأمة ككل من تواجدهم بعدد كبير داخل مجلس الشعب . ماذا قدموا للشعب وماذا قدموا للشريعة الإسلامية ؟
تغير الدستور وهم في المجلس . وتطاول وزير الثقافة على الحجاب والمحجبات وشيوخ الصحوة وهم في المجلس. وإن ثم مكتسبات فإن الدولة تصادرها باعتقال عدد من الرموز ، ومن ثم المساومة ـ ولو ضمنيا ـ بهم ، وتستجيب الجماعة لذلك . بل إن الجماعة تخاف من ( العين الحمرة ) وهاهي ترسل رسائل ( التطمين ) من وقت للآخر للنظام كي لا يظن أن الإخوان همتهم تسموا لأكثر من مشاكسة وظهور على الساحة وأن كل هدفهم هو ( التغير بالشريعة ضمن أطر الدستور ) وهذه من أعجب العجائب .
والواقع أن الحركة السياسية في مصر لم تتأثر بتواجد الإخوان في العمل السياسي إلا قليلا جدا ، وهذا القليل جدا في الأقوال لا الأفعال .. في بعض الشكليات لا في جوهر القضايا التي نريد ، والواقع أن التواجد في العمل السياسي بأقصى المستطاع ـ كما هو حاصل الآن في مجلس الشعب ويبدوا أنه لن يتكرر ـ لا يفضي إلى أي نتيجة إيجابية في صالح الجماعة أو في صالح الشعب .
بل إن نظرنا للأمر من جهة أخرى وهو أن الجماعة بمشاركتها في المجالس النيابية تقدم نوعا من التنفيس عن النظام المصري ، فالمشاركة تعطي للشعب أملا في معارضة نزيهة تأخذ له حقه ، نوع من التنفيس عن الشعب حتى تمرر ملفات وقضايا تاريخية تخص مصر المحروسة أهمها التوريث . ولا أستبعد أن يستدعى الإخوان إلى عملية التوريث مقابل بعض الكراسي في المجالس المحلية وليس الشورى أو الشعب .!!
ـ قد أصبح واضحا لكل ذي عينين أن جماعة الإخوان المسلمين أصحبت حزبا سياسا وعليها الآن أن تصارح جماهيرها ومن يتكلمون إليهم بأنهم حزب سياسي مصري بنكهة إسلامية ، وأن قضايا الشريعة تحتاج لساعد آخر أقوى يحمل رايتها . وأن الإخوان المسلمين كالحزب الحاكم انكفئوا على بلادهم ولم يعد لهم شأن بما هو خارج حدود مصر .
أعرف جيدا أن عامة جماهير الإخوان ابتداءً من الصف الثالث والرابع مخلصة تبحث عن تمكين لدين الله في أرض مصر ، ويلتهب قلبها لما يحدث لإخوانها في العراق وفلسطين والصومال والشيشان وغيرهما ، وأعرف جيدا أنهم يبصرون ما يدور من قيادتهم السياسية وبعضهم لا يرضى عن تحركات القيادة في الجماعة إلا أنه لا يستطيع ترك الصف الإخواني لاعتقاده أن العمل للدين لا يوجد إلا في صفوف الإخوان ، فإن تركهم ترك العمل لدينه بالكلية ، وهذا وهم خاطئ ، وحسبانٌ باطل . فالميادين كثيرة ولله الحمد . ومن البديهي أن الله لم يتعبدنا بالعمل من خلال أي جماعة فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين .
منقول عن موقع (المصريون).
تعليق بسيط
ماذا استفاد الحزب الاسلامي من تحالفه مع الاحتلال وماذا استفادت جماعات الاخوان في الدول العربية والاسلامية من تحالفاتها مع الاحزاب الاخرى ومهادنتها للانظمة . ان قادة الاخوان المسلمين الاوائل كحسن البنا وسيد قطب وسعيد حوى رحمهم الله تعالى لا يقبلون بمواقف القيادات كمحسن عبد المجيد ومهدي عاكف وتساهل من ابتعد عن العمالة كالشيخ عبد المجيد الزنداني مع جماعات محاربة لدين الاسلامي كالقاديانيين.