bufaris
27-08-2007, 09:37 PM
وكالة حق
وسط تجاهل أمني شديد، يقوم بعض الأشخاص الوسطاء لدي شركة "بلاك ووتر" الأمريكية لخدمات المرتزقة و الحماية، بتجنيد المئات من الشباب المصري للعمل في الجيش الأمريكي بالعراق كمترجمين و سائقين و عمال في القواعد الأمريكية، حيث يقوم هؤلاء بجمع أكبر عدد من الشباب المصري و جمع صور جوازات السفر الخاصة بهم، و تسليمها لشركة أردنية متعاقدة مع "بلاك ووتر"، و يأتي ممثلها لمصر كل ثلاثة أشهر لعمل مقابلات مع الشباب المتقدم للعمل، و علمت الأهالي أن أحد المكاتب اللبنانية المتعاقدة مع الجيش الأمريكي تعاقد مع مكتب مصري، و نجحوا في إرسال 500 شاب مصري للعمل في قاعدة أمريكية في قطر منذ أربعة أشهر.
لقاء وسطاء "بلاك ووتر" في مصر بالشباب المصري يتم بشكل معقد، حيث لا يتم اللقاء في مكتب أو مكان محدد و ثابت، و إنما يتم تغييره بشكل دائم، و علي طريقة أجهزة المخابرات، يتم تحديد موعد في مكان عام، و يتم تغيير وسيلة المواصلات مرتين أو ثلاثة مرات، بعد ذلك يتم الاتصال بالشاب و يطلب منه التوجه إلي كافيتريا معينة في المنطقة، و يتم تغيير المنطقة و الكافيتريا مع كل شاب متقدم، أو في كل مرة يتم اللقاء فيها بالشاب، بحجة أن المكتب مازال تحت التجهيز!، و عند الوصول للمكان المحدد لن يكون غريبا أن يجد الشاب شخصا آخر غير الذي اتصل به في انتظاره!!، و من الكافيتريات التي يستخدمها وسطاء "بلاك ووتر" كأماكن للقاء الشباب المتقدم للعمل، كافيتريا "البيت بيتك" في الدقي، كافيتريا "بيور" في فيصل، بالإضافة إلي بعض الكافيتريات في الجيزة و الحسين.
كل ما يطلبه وسطاء "بلاك ووتر" هو صورة من جواز السفر للشباب المتقدم، لإرسالها إلي الشركة الأردنية، التي ترسل بدورها قبل زيارة مسئولها للقاهرة لعمل المقابلات الشخصية، أوراق اختبار للمتقدمين الراغبين في العمل في مجال الترجمة، مكتوب علي كل ورقة اسم و رقم جواز الشاب المتقدم، و بعد المقابلات الشخصية التي يقوم بها ممثل الشركة الأردنية مع الشباب، يطلب الوسطاء المصريون جوازات السفر الأصلية للشباب الذي يقع عليه الاختيار لإنهاء اجراءات التأشيرة.
بعد إنهاء التأشيرات يحصل كل شاب علي جواز سفره بالإضافة إلي تذكرة مجانية في مقابل عمولة 4000 جنية لكل تأشيرة يحصل عليها وسطاء "بلاك ووتر"، الذين يسعون إلي إغراء عدد من الشباب للعمل معهم كمندوبين، في مقابل الحصول علي عمولة من الشباب الذين سيتعامل معهم، عن طريق بيع تأشيرة السفر بأي مبلغ يخصم منه 4000 جنية لوسطاء "بلاك ووتر" و يحصل هو علي الباقي، بالإضافة إلي إمكان المتاجرة بتذكرة الطائرة المجانية، كما يتم إعفاء المندوب من عمولة وسطاء "بلاك ووتر" إذا رغب بالسفر، علي أن لا يقل عدد الأشخاص الذين يجندهم المندوب عن 10 أشخاص.
إحدي وسطاء "بلاك ووتر" في مصر، و التي تحتفظ الجريدة باسمها، أكدت أن "العمل سيكون علي الحدود العراقية - الأردنية، أو العراقية - الكويتية، أو في قواعد أمريكية موجودة علي مسافة 50 كيلو مترا داخل العراق فقط"!!، و أضافت "لا يوجد عمليات عسكرية في هذه المناطق، كل ما يقوم به الشاب هو مجرد ترجمة كلمات بسيطة للعراقيين مثل هد أو إبني"!!، و تقول الوسيطة أنه "لا داعي للخوف لأن من يقوم بالعمليات العسكرية هم الأمريكيون و ليسوا العرب"!!.
و قالت وسيطة "بلاك ووتر" ان "مدة العقد 9 شهور يتم تجديده بعدها لمن يريد، و المرتب 1400 دولار شهريا، و يمكن للشاب الحصول علي مرتب الشهر الأول في بداية وصوله للقاعدة الأمريكية"، و أكدت وسيطة "بلاك ووتر" أن المرتبات في القواعد العسكرية الموجودة في المناطق الخطرة تتجاوز هذا المبلغ بكثير "إلا أن الشباب هناك لا يكتفي بالترجمة، و إنما سيشارك في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية"!!، و أضافت أن "العامل لا يتكلف هناك أي شئ، حيث يتكفل الجيش الأمريكي بكل شئ ابتداء من تذكرة الطائرة مرورا بالأكل و اللبس و حتي السجاير"!!.
و في محاولة لإغراء العديد من الشباب المصري الذين يحلمون بالسفر إلي الولايات المتحدة الأمريكية يروج وسطاء "بلاك ووتر" أنه "بإمكان الشاب الذي سيخدم في الجيش الأمريكي في العراق الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة، بغرض العمل بعد انتهاء مدة عمله في الجيش الأمريكي، شريطة أن يتحلي الشخص بالالتزام و الأمانة و الإخلاص"!!، أما هؤلاء الذين لن يتمكنوا من الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة، فيمكنهم العمل بعد ذلك في العراق الذي سيتحول إلي "مستعمرة أمريكية و بالتالي ستزيد فيه المرتبات و ستكون بالدولار"!!.
.. و سماسرة السفر .. مجهولو الهوية و يگتسبون ثقة مطلقة من الشباب المصري
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، أصبح السفر إلي الخارج هو حلم الملايين من الشباب المصري، حتي ولو كان الموت ثمنا لهذا الحلم، الأمر الذي استغله البعض و حصل من ورائه علي ثروات طائلة، و من هنا ظهر سماسرة السفر، و هم أشخاص مجهولو الهوية، يمتلكون إما علاقات داخل بعض السفارات، أو علاقات في الخارج تسمح لهم بإدخال الشباب المصري إلي الدول الأخري بشكل رسمي أو غير رسمي.
حسين محمد واحد من هؤلاء الشباب الذين تعاملوا مع سمسار للسفر إلي إحدي الدول العربية قال لـ"الأهالي"، "علي الرغم من كثرة عمليات النصب التي تتم، فإن هؤلاء السماسرة يكتسبون ثقة مطلقة من الشباب، الذين يلجأ أهل العديد منهم إلي بيع بيته أو أرضه، أو التوقيع علي شيكات للحصول علي المال المطلوب من السمسار، الذي يمهل الشاب مهلة محددة لرد المبلغ المتبقي، و إلا يبدأ محاميه في اتخاذ الاجراءات القانونية، المتعلقة بالشيكات التي وقع عليها أهل الشاب المسافر".
و عن مدي التزام السمسار مع الشباب الذي يهربه للخارج يقول حسين "إذا تم القبض علي الشاب و ترحيله في المرة الأولي، فيتكفل السمسار بتهريبه مرة أخري دون مطالبته بأي مبالغ إضافية، أما إذا تكرر الأمر، فيعيد السمسار النقود إلي صاحبه بعد أن يقتطع منها مبلغا قد يصل إلي الربع"!.
أما "الباشا أبو العمايم"، فقد قال "عندما تتحدث إلي السمسار لا يقنعك و لا يتحدث معك في تفاصيل السفر، كل ما يفعله هو أن يتحدث معك و كأنك قد ذهبت إلي هناك بالفعل، و يتحدث عن الراتب الكبير الذي ستحصل عليه، و لا يتحدث معك سوي عن أوهام، و عن قدراته في التغلب علي أي مشكلة".
و أضاف "الباشا"، "حتي المهرب تغيرت أخلاقياته، فبعد أن كان يقوم بإيصال كل شخص إلي العنوان الذي يريده في الدولة التي يتم تهريبه إليها، حيث يذهب إلي أحد أصدقائه أو معارفه، يتركه الآن بمجرد وصوله إلي البلد، أو يسلمه من شخص إلي آخر حتي يصل إلي البلد"!!.
و عن سبب لجوء العديد من الشباب إلي الحصول علي المال اللازم للسفر يقول "الباشا"، "الناس معدمة و لكنها تلجأ إلي السفر حتي و لو كان ثمن ذلك هو الموت، بسبب الحالة الاجتماعية و الاقتصادية التي يعاني منها الشباب المصري"، و أضاف أن "عددا كبيرا من الذين يسافرون للدول الأوربية، كانوا يعملون في الأساس في دول عربية، و أتوا ببعض من المال إلا أنه بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية يستثمرون الأموال التي أتوا بها في السفر لإحدي الدول الأوربية و التي قد تصل تكلفتها إلي 60 ألف جنيه".
أحمد ماهر، سائق، لم يأت بأموال من دولة عربية يرغب في السفر بها لأوربا، و لكنه يود السفر إلي هناك لسبب آخر "رغم التكلفة العالية و التي تصل إلي 40 ألف جنيه للتهريب إلي أوربا إلا أنني أحاول السفر إلي دولة أوروبية، ليس فقط للبحث عن فرصة عمل، و لكن لأنني أتمني أن تعاملني الحكومة كإنسان، في مصر و في الدول العربية نعامل معاملة الحيوانات"، و أضاف أحمد "مشكلتنا هنا و التي تجعل الشباب يهرب من البلد هي الحكومة التي لا تسمح لنا بأي فرصة للحياة كبني آدمين".
"تسعيرة السفر" تتحدد حسب قدرة السمسار و علاقاته و المرتب الذي يتقاضاه العامل في الدولة التي يسافر إليها، فلبنان تبدأ من 12 إلي 18 ألف جنيه، الإمارات 17 ألفا، السعودية 12 ألفا، سلطنة عمان من 12 إلي 16 ألفا، الكويت و قطر من 14 إلي 18 ألفا، و فرنسا من 35 إلي 40 ألفا للتهريب، و 60 ألف جنية بتأشيرة رسمية.
و رغم هذه الأسعار إلا أن الشباب يسعي لتوفيرها بأي شكل بغرض السفر، يقول عمرو المنسي "سأستلف جزءاً من المبلغ و الجزء الآخر سأكتب به شيكات، السفر كله مخاطرة، حتي أثناء وجودي في الخارج لأنني سأسافر عن طريق التهريب، و لكنني مضطر لخوض هذه المخاطرة للحصول علي فرصة عمل جيدة، و لكي أكون قادرا علي تجهيز إخوتي البنات، و شراء قطعة أرض لنعيش فيها و لو حتي في عشة أفضل من السكن، هنا أعمل و أتعب و في النهاية لا يكفي أجري لأي شيء"
و عن سبب رغبة عمرو في السفر يقول "أحاول السفر بسبب حالتي الاجتماعية، عمري 24 عاما، و أسهم في مصاريف البيت، بالإضافة إلي تحملي مسئولية زواج أختين، و هو ما يعني أنني لن أتزوج إلا بعد 40 عاما بهذا الأجر الذي أتقاضاه هنا، فلا يوجد أمامي حل للحصول علي كل هذا المال إلا السفر".
و بالرغم من أن السمسار لا يمتلك مكتبا، ذلك لعدم وجود أي تراخيص معه، فإن الوصول إليه كما يقول رضا البدري، مدرس ابتدائي، "غاية في السهولة و ذلك عن طريق المعارف أو السمع"، و رغم عدم وجود أي إيصال أو إثبات يحفظ حق الشاب الذي يدفع نقوده للسمسار، لكن أحدا من الشباب لا يتردد في دفع الأموال كما يقول رضا: "هؤلاء السماسرة يعملون بسمعتهم، عندما تذهب إلي هناك ستجد آخرين يدفعون المال المطلوب بكل سلاسة و اقتناع، فتدفع نقودك و أنت مطمئن، بالرغم من أنك في بداية الأمر تكون خائفا". و السمسار كما يقول رضا البدري هو "شخص مجهول الهوية لا يعلم عنه أحد سوي الاسم و رقم الموبايل"، و لا يكتفي السمسار بتهريب المسافرين فقط، و إنما نتيجة "دور خفي لا يعلمه أحد" كما يقول رضا يعرفون موعد طلبات السفارات للمهن المختلفة مثل المدرسين، و يعرفون التخصصات التي تريدها السفارة بالترتيب، و عند نزول الإعلان في الجريدة تكون السفارة قد أخذت حوالي نصف الطلبات من هؤلاء السماسرة"!!.
و رغم الشعار الذي يرفعه كل سمسار و المتمثل في "لو مسافرتش هتاخد فلوسك"، يري رضا أن السمسار مستفيد في كل الأحوال، فالسمسار "يعمل علي تشغيل هذه الأموال في أي مشروع أو حتي في البنك لمدة ستة أشهر كاملة، و يحصل علي أرباحها، بعد ذلك يعيدها إلي صاحبها"، و عن سبب لجوء العديد من الشباب إلي السفر يقول رضا "الشباب لا يسافر بسبب قلة الخير، بلدنا مليئة بالخير، و لكن خيرها ليس في يد فقرائها، الشباب يلجأ إلي السفر بسبب عدم العدالة في توزيع خير البلد".
وسط تجاهل أمني شديد، يقوم بعض الأشخاص الوسطاء لدي شركة "بلاك ووتر" الأمريكية لخدمات المرتزقة و الحماية، بتجنيد المئات من الشباب المصري للعمل في الجيش الأمريكي بالعراق كمترجمين و سائقين و عمال في القواعد الأمريكية، حيث يقوم هؤلاء بجمع أكبر عدد من الشباب المصري و جمع صور جوازات السفر الخاصة بهم، و تسليمها لشركة أردنية متعاقدة مع "بلاك ووتر"، و يأتي ممثلها لمصر كل ثلاثة أشهر لعمل مقابلات مع الشباب المتقدم للعمل، و علمت الأهالي أن أحد المكاتب اللبنانية المتعاقدة مع الجيش الأمريكي تعاقد مع مكتب مصري، و نجحوا في إرسال 500 شاب مصري للعمل في قاعدة أمريكية في قطر منذ أربعة أشهر.
لقاء وسطاء "بلاك ووتر" في مصر بالشباب المصري يتم بشكل معقد، حيث لا يتم اللقاء في مكتب أو مكان محدد و ثابت، و إنما يتم تغييره بشكل دائم، و علي طريقة أجهزة المخابرات، يتم تحديد موعد في مكان عام، و يتم تغيير وسيلة المواصلات مرتين أو ثلاثة مرات، بعد ذلك يتم الاتصال بالشاب و يطلب منه التوجه إلي كافيتريا معينة في المنطقة، و يتم تغيير المنطقة و الكافيتريا مع كل شاب متقدم، أو في كل مرة يتم اللقاء فيها بالشاب، بحجة أن المكتب مازال تحت التجهيز!، و عند الوصول للمكان المحدد لن يكون غريبا أن يجد الشاب شخصا آخر غير الذي اتصل به في انتظاره!!، و من الكافيتريات التي يستخدمها وسطاء "بلاك ووتر" كأماكن للقاء الشباب المتقدم للعمل، كافيتريا "البيت بيتك" في الدقي، كافيتريا "بيور" في فيصل، بالإضافة إلي بعض الكافيتريات في الجيزة و الحسين.
كل ما يطلبه وسطاء "بلاك ووتر" هو صورة من جواز السفر للشباب المتقدم، لإرسالها إلي الشركة الأردنية، التي ترسل بدورها قبل زيارة مسئولها للقاهرة لعمل المقابلات الشخصية، أوراق اختبار للمتقدمين الراغبين في العمل في مجال الترجمة، مكتوب علي كل ورقة اسم و رقم جواز الشاب المتقدم، و بعد المقابلات الشخصية التي يقوم بها ممثل الشركة الأردنية مع الشباب، يطلب الوسطاء المصريون جوازات السفر الأصلية للشباب الذي يقع عليه الاختيار لإنهاء اجراءات التأشيرة.
بعد إنهاء التأشيرات يحصل كل شاب علي جواز سفره بالإضافة إلي تذكرة مجانية في مقابل عمولة 4000 جنية لكل تأشيرة يحصل عليها وسطاء "بلاك ووتر"، الذين يسعون إلي إغراء عدد من الشباب للعمل معهم كمندوبين، في مقابل الحصول علي عمولة من الشباب الذين سيتعامل معهم، عن طريق بيع تأشيرة السفر بأي مبلغ يخصم منه 4000 جنية لوسطاء "بلاك ووتر" و يحصل هو علي الباقي، بالإضافة إلي إمكان المتاجرة بتذكرة الطائرة المجانية، كما يتم إعفاء المندوب من عمولة وسطاء "بلاك ووتر" إذا رغب بالسفر، علي أن لا يقل عدد الأشخاص الذين يجندهم المندوب عن 10 أشخاص.
إحدي وسطاء "بلاك ووتر" في مصر، و التي تحتفظ الجريدة باسمها، أكدت أن "العمل سيكون علي الحدود العراقية - الأردنية، أو العراقية - الكويتية، أو في قواعد أمريكية موجودة علي مسافة 50 كيلو مترا داخل العراق فقط"!!، و أضافت "لا يوجد عمليات عسكرية في هذه المناطق، كل ما يقوم به الشاب هو مجرد ترجمة كلمات بسيطة للعراقيين مثل هد أو إبني"!!، و تقول الوسيطة أنه "لا داعي للخوف لأن من يقوم بالعمليات العسكرية هم الأمريكيون و ليسوا العرب"!!.
و قالت وسيطة "بلاك ووتر" ان "مدة العقد 9 شهور يتم تجديده بعدها لمن يريد، و المرتب 1400 دولار شهريا، و يمكن للشاب الحصول علي مرتب الشهر الأول في بداية وصوله للقاعدة الأمريكية"، و أكدت وسيطة "بلاك ووتر" أن المرتبات في القواعد العسكرية الموجودة في المناطق الخطرة تتجاوز هذا المبلغ بكثير "إلا أن الشباب هناك لا يكتفي بالترجمة، و إنما سيشارك في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية"!!، و أضافت أن "العامل لا يتكلف هناك أي شئ، حيث يتكفل الجيش الأمريكي بكل شئ ابتداء من تذكرة الطائرة مرورا بالأكل و اللبس و حتي السجاير"!!.
و في محاولة لإغراء العديد من الشباب المصري الذين يحلمون بالسفر إلي الولايات المتحدة الأمريكية يروج وسطاء "بلاك ووتر" أنه "بإمكان الشاب الذي سيخدم في الجيش الأمريكي في العراق الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة، بغرض العمل بعد انتهاء مدة عمله في الجيش الأمريكي، شريطة أن يتحلي الشخص بالالتزام و الأمانة و الإخلاص"!!، أما هؤلاء الذين لن يتمكنوا من الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة، فيمكنهم العمل بعد ذلك في العراق الذي سيتحول إلي "مستعمرة أمريكية و بالتالي ستزيد فيه المرتبات و ستكون بالدولار"!!.
.. و سماسرة السفر .. مجهولو الهوية و يگتسبون ثقة مطلقة من الشباب المصري
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، أصبح السفر إلي الخارج هو حلم الملايين من الشباب المصري، حتي ولو كان الموت ثمنا لهذا الحلم، الأمر الذي استغله البعض و حصل من ورائه علي ثروات طائلة، و من هنا ظهر سماسرة السفر، و هم أشخاص مجهولو الهوية، يمتلكون إما علاقات داخل بعض السفارات، أو علاقات في الخارج تسمح لهم بإدخال الشباب المصري إلي الدول الأخري بشكل رسمي أو غير رسمي.
حسين محمد واحد من هؤلاء الشباب الذين تعاملوا مع سمسار للسفر إلي إحدي الدول العربية قال لـ"الأهالي"، "علي الرغم من كثرة عمليات النصب التي تتم، فإن هؤلاء السماسرة يكتسبون ثقة مطلقة من الشباب، الذين يلجأ أهل العديد منهم إلي بيع بيته أو أرضه، أو التوقيع علي شيكات للحصول علي المال المطلوب من السمسار، الذي يمهل الشاب مهلة محددة لرد المبلغ المتبقي، و إلا يبدأ محاميه في اتخاذ الاجراءات القانونية، المتعلقة بالشيكات التي وقع عليها أهل الشاب المسافر".
و عن مدي التزام السمسار مع الشباب الذي يهربه للخارج يقول حسين "إذا تم القبض علي الشاب و ترحيله في المرة الأولي، فيتكفل السمسار بتهريبه مرة أخري دون مطالبته بأي مبالغ إضافية، أما إذا تكرر الأمر، فيعيد السمسار النقود إلي صاحبه بعد أن يقتطع منها مبلغا قد يصل إلي الربع"!.
أما "الباشا أبو العمايم"، فقد قال "عندما تتحدث إلي السمسار لا يقنعك و لا يتحدث معك في تفاصيل السفر، كل ما يفعله هو أن يتحدث معك و كأنك قد ذهبت إلي هناك بالفعل، و يتحدث عن الراتب الكبير الذي ستحصل عليه، و لا يتحدث معك سوي عن أوهام، و عن قدراته في التغلب علي أي مشكلة".
و أضاف "الباشا"، "حتي المهرب تغيرت أخلاقياته، فبعد أن كان يقوم بإيصال كل شخص إلي العنوان الذي يريده في الدولة التي يتم تهريبه إليها، حيث يذهب إلي أحد أصدقائه أو معارفه، يتركه الآن بمجرد وصوله إلي البلد، أو يسلمه من شخص إلي آخر حتي يصل إلي البلد"!!.
و عن سبب لجوء العديد من الشباب إلي الحصول علي المال اللازم للسفر يقول "الباشا"، "الناس معدمة و لكنها تلجأ إلي السفر حتي و لو كان ثمن ذلك هو الموت، بسبب الحالة الاجتماعية و الاقتصادية التي يعاني منها الشباب المصري"، و أضاف أن "عددا كبيرا من الذين يسافرون للدول الأوربية، كانوا يعملون في الأساس في دول عربية، و أتوا ببعض من المال إلا أنه بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية يستثمرون الأموال التي أتوا بها في السفر لإحدي الدول الأوربية و التي قد تصل تكلفتها إلي 60 ألف جنيه".
أحمد ماهر، سائق، لم يأت بأموال من دولة عربية يرغب في السفر بها لأوربا، و لكنه يود السفر إلي هناك لسبب آخر "رغم التكلفة العالية و التي تصل إلي 40 ألف جنيه للتهريب إلي أوربا إلا أنني أحاول السفر إلي دولة أوروبية، ليس فقط للبحث عن فرصة عمل، و لكن لأنني أتمني أن تعاملني الحكومة كإنسان، في مصر و في الدول العربية نعامل معاملة الحيوانات"، و أضاف أحمد "مشكلتنا هنا و التي تجعل الشباب يهرب من البلد هي الحكومة التي لا تسمح لنا بأي فرصة للحياة كبني آدمين".
"تسعيرة السفر" تتحدد حسب قدرة السمسار و علاقاته و المرتب الذي يتقاضاه العامل في الدولة التي يسافر إليها، فلبنان تبدأ من 12 إلي 18 ألف جنيه، الإمارات 17 ألفا، السعودية 12 ألفا، سلطنة عمان من 12 إلي 16 ألفا، الكويت و قطر من 14 إلي 18 ألفا، و فرنسا من 35 إلي 40 ألفا للتهريب، و 60 ألف جنية بتأشيرة رسمية.
و رغم هذه الأسعار إلا أن الشباب يسعي لتوفيرها بأي شكل بغرض السفر، يقول عمرو المنسي "سأستلف جزءاً من المبلغ و الجزء الآخر سأكتب به شيكات، السفر كله مخاطرة، حتي أثناء وجودي في الخارج لأنني سأسافر عن طريق التهريب، و لكنني مضطر لخوض هذه المخاطرة للحصول علي فرصة عمل جيدة، و لكي أكون قادرا علي تجهيز إخوتي البنات، و شراء قطعة أرض لنعيش فيها و لو حتي في عشة أفضل من السكن، هنا أعمل و أتعب و في النهاية لا يكفي أجري لأي شيء"
و عن سبب رغبة عمرو في السفر يقول "أحاول السفر بسبب حالتي الاجتماعية، عمري 24 عاما، و أسهم في مصاريف البيت، بالإضافة إلي تحملي مسئولية زواج أختين، و هو ما يعني أنني لن أتزوج إلا بعد 40 عاما بهذا الأجر الذي أتقاضاه هنا، فلا يوجد أمامي حل للحصول علي كل هذا المال إلا السفر".
و بالرغم من أن السمسار لا يمتلك مكتبا، ذلك لعدم وجود أي تراخيص معه، فإن الوصول إليه كما يقول رضا البدري، مدرس ابتدائي، "غاية في السهولة و ذلك عن طريق المعارف أو السمع"، و رغم عدم وجود أي إيصال أو إثبات يحفظ حق الشاب الذي يدفع نقوده للسمسار، لكن أحدا من الشباب لا يتردد في دفع الأموال كما يقول رضا: "هؤلاء السماسرة يعملون بسمعتهم، عندما تذهب إلي هناك ستجد آخرين يدفعون المال المطلوب بكل سلاسة و اقتناع، فتدفع نقودك و أنت مطمئن، بالرغم من أنك في بداية الأمر تكون خائفا". و السمسار كما يقول رضا البدري هو "شخص مجهول الهوية لا يعلم عنه أحد سوي الاسم و رقم الموبايل"، و لا يكتفي السمسار بتهريب المسافرين فقط، و إنما نتيجة "دور خفي لا يعلمه أحد" كما يقول رضا يعرفون موعد طلبات السفارات للمهن المختلفة مثل المدرسين، و يعرفون التخصصات التي تريدها السفارة بالترتيب، و عند نزول الإعلان في الجريدة تكون السفارة قد أخذت حوالي نصف الطلبات من هؤلاء السماسرة"!!.
و رغم الشعار الذي يرفعه كل سمسار و المتمثل في "لو مسافرتش هتاخد فلوسك"، يري رضا أن السمسار مستفيد في كل الأحوال، فالسمسار "يعمل علي تشغيل هذه الأموال في أي مشروع أو حتي في البنك لمدة ستة أشهر كاملة، و يحصل علي أرباحها، بعد ذلك يعيدها إلي صاحبها"، و عن سبب لجوء العديد من الشباب إلي السفر يقول رضا "الشباب لا يسافر بسبب قلة الخير، بلدنا مليئة بالخير، و لكن خيرها ليس في يد فقرائها، الشباب يلجأ إلي السفر بسبب عدم العدالة في توزيع خير البلد".