المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة امريكية : وزارة الداخلية العراقية براميل بارود تابعة لفئات شيعية متصارعة



bufaris
14-08-2007, 09:50 PM
وصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز وزارة الداخلية العراقية بأنها تعكس فوضى العراق المحطم، وقالت إنّ هذا (المركز العصبي) لجهاز الشرطة العراقية، ليس دائرة حكومية محضة فطوابقه مثل براميل بارود تابعة للفئات الشيعية المتنازعة وقد تنفجر في أية لحظة. ثمة طوابق تابعة للميليشيات وأخرى لحزب الدعوة وثالثة لمنظمة بدر. وكل منها لها سجونها السرية، بينما تتم التصفيات داخل مبنى الوزارة حيث يقتل ضابط أوضابطان أسبوعياً وغالباً ما يكون القاتل برأي مسؤولين في الشرطة من الوزارة نفسها.

وطبقاً لرواية (نيد باركر) مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز: ركـَنَ العقيد سيارته المرسيدس في مكان وقوف السيارات بالمبنى ذي الطوابق الأحد عشر، متفحصاً المشهد خشية وجود سيارة مشبوهة. وقبل أنْ يمدّ يده الى مقبض الباب، كي يغلقها، تطلع الى كل وجوه المتسكعين بالقرب منه بأمل أنْ يكون قادراًعلى تمييز أحد المشبوهين. انتزع مسدسه.

ورفع زناد الأمان، تحسباً لأيّ كمين بعدها توجّه الى مكتبه. هذه هي وزارة الداخلية، مركز (القيادة المـُبلقنة) للشرطة الوطنية، والتي تعكس وجود الفئات القاتلةالتي تسببت في تحطيم الحكومة تقريباً الى حد وقف عملها. إنّ اللغة التي تستخدمها الحكومة الأميركية في وصف وزاراتها وإداراتها ووكالاتها الحكومية تناقض تماماً برأي مراسل الصحيفة- شبيهتها في بغداد فالميليشيات هي التي هيمنت وأفرادها يقتلون تحت غطاء الزي الرسمي للشرطة، ويبقون فوق القانون. وحتى وقت قريب يتم اغتيال واحد أو إثنين من ضباط شرطة وزارة الداخلية كل اسبوع بينما هم يغادرون المبنى او يأتون اليه. ومن المحتمل أن تكون الاغتيالات تنفذ من قبل ضباط تابعين للوزارة نفسها! طبقاً لما يقوله مسؤولو شرطة. ويتابع (باركر) قوله: لقد انخفض القتل، لكنّ دبلوماسيين غربيين مستمرون في وصف مبنى وزارة الداخلية بأنها (اتحاد الأوليغاركيين) أي (اتحاد القلة الحاكمة). وهم أولئك الذين يعملون في هذا المبنى، ويعتمد بقاؤهم على التحالفات المتحوّلة السرية المتصارعة.وفي الطابق الثاني يعمل اللواء (مهدي الغراوي) قائد الشرطة الوطنية السابق. والعام الماضي كانت قوات أميركية وعراقية قد وجدت 1400

سجين معظمهم من السنة، في قاعدة يسيطر عليها (الغراوي) في شرق بغداد. الكثيرون منهم أظهروا علامات تعذيبهم. وأكد مسؤولون عراقيون كبار أن وزير الداخلية منع قراراً قضائياً بالقبض على اللواء (مهدي الغراوي) هذه السنة. أما إدارات الطابقين الثالث والخامس، فتهيمن عليها مجموعة شيعية تابعة الى حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزارء (نوري المالكي).

والطابق السادس –يقول مراسل لوس أنجلوس تايمز- تابع لوحدة

الجرائم الرئيسة التي تقودها ميليشيات منظمة بدر، ويقود هذه الوحدة نائب الوزير

اللواء (أحمد الخفاجي) الذي امتدح من قبل بعض المسؤولين الغربيين بأنه إداري ناجح فيما يشك آخرون بأنه يدير سجوناً سرية ويقول المراسل: إن الطابق السابع مخصص للاستخبارات، حيث تقوم منظمة بدر ومجاميع كردية مسلحة "تكافح" من أجل السيطرة. أما الطابق التاسع فتتقاسمه إدارة المفتش العام والمستشار العام وكلاهما من الدينيين الشيعة. وانصبت جهودهم المركزية –طبقاً لقول مراسل الصحيفة الأميركية- على تطهيرالمنتسبين السنة الباقين في الوزراة وكان المستشار العام السابق سنياً قتل قبل سنة.ويقول عقيد وهو مثل مسؤولي الوزرا ة الآخرين تحدث بشرط السرية ليحموا أنفسهم من الانتقام: "ثمة أشياء سيئة جدا ترتكب في الطابق التاسع". ويؤكد المراسل (باركر): إن ادارة الحاسوب في الطابع العاشر. إثنان من موظفيها قبض عليهما في شهر شباط الماضي متهمين بتهريب متفجرات، طبقاً للشرطة ومسؤولين في الجيش الأميركي. ويقول بعض المسؤولين

العراقيين والأميركيين إنّهما كانا يخططان لخزن المتفجرات هناك. فيما يقول آخرون إنهما كانا يحبكان (مؤامرة) لمهاجمة المستشارين الأميركان المقيمين فوقهم بشكل مباشر في الطابق الأعلى الحادي عشر.وبعد شهور من التوقيف، ليس واضحاً حتى الآن هل المحتجزون من المتمردين السنة أم انهم تابعون لمقتدى الصدر، والذي تنتشر صوره على بعض حيطان الوزارة وهو يحدّق بعينيه الى أسفل مشيرا الى انتشار

نفوذه في الوزراة.ويقول مراسل لوس انجلوس تايمز ان الحواجز تقسم الوزراة، ويقوم مسلحون خاصون بحراسة مكاتب نواب الوزير يستخدم كبار مسؤولي الشرطة السلالم المليئة بالحواجز بدلاً من المخاطرة باستخدام المصعد حذراً من

زملائهم المسحلين فلا أمان حتى داخل وزارة الداخلية.

ويقول ضابط كبير: "ما الذي في قلوبهم؟ انت لا تعرف هم تابعون لمن.

ويؤكد مراسل صحيفة لوس انجلوس تايمز قوله: إن التجزؤ في الوزارة بدأ بسرعة بعد احتلال العراق. كما هو الحال مع جميع إدارات الحكومة العراقية. وقد عين وكلاء الوزارة بشكل خاص ليمثل كل واحد منهم حزباً

سياسياً. والوكلاء بعدئذ يوزعون الوظائف بين الحزبيين المخلصين والتابعين لهم.

السبت 4-8-2007