بالمرصاد
24-04-2004, 08:37 PM
تقرير أمريكي خطير يكشف واقع ما يجري في العراق
20/4/2004م
389 قتيلا.. و1200 جريح من قوات الاحتلال خلال عشرة أيام فقط
محاولات جديدة لإثارة الفتنة واغتيال سكرتير السفارة الإيرانية لعلاقته بالمقاومة
خبراء إسرائيليون يخططون لاغتيال رموز الشيعة والسنة قبل 30 يونيو المقبل
تعليمات بوش: اقتلوا الصدر واقضوا علي كافة الميليشيات في العراق
تقرير أمريكي خطير يكشف واقع ما يجري في العراق
بعد الفلوجة.. معركة النجف وكربلاء علي الأبواب
في شهر يونيو من عام 1920، اندلعت ثورةعارمة ضد قوات الاحتلال البريطاني في العراق، يومها كتبت "جيرترودبيل" السيدة القوية التي لعبت دورا مهما في إدارة العراق رسالة إلى والدها قالت فيها:
" لقد تبني 'المتطرفون' نهجا تصعب محاربته، ألا وهو الاتحاد بين الشيعة والسنة، أي الوحدة الإسلامية، وهم يطبقون هذه الوحدة بما يليق بها، فهناك الكثير من الخطب الدينية التي يختلط فيها الدين بالسياسة، وكلها تدعو إلى فكرة واحدة: أخرجوا الكافر من أرضكم".
استرجعت هذه الكلمات وأنا أتابع المشهد العراقي الذي جسد هذه الوحدة في أنبل صورها مع اندلاعة الانتفاضة العراقية الأخيرة في مواجهة المحتل، وتذكرت مقولة السيناتور إدوارد كيندي وهو يقول:
" العراق هو فيتنام جورج بوش. لقد تحول العراق إلى مستنقع "!!
ثمة تساؤلات تطرح نفسها! أين الحقيقة فيما شهدته الساحة العراقية مؤخرا؟ كيف سيتصرف الأمريكيون في مواجهة وحدة الشيعة والسنة؟ ثم إلى أي مدى يمكن أن تنجح قوى الاحتلال في ايجاد مخرج من هذا المستنقع؟!
في الأسبوع الماضي طلب الرئيس جورج بوش من الخارجية الأمريكية إعداد تقرير بمشاركة وزارة الدفاع وجهاز الأمن القومي وال 'سي. آي. إيه' يرصد وقائع ما جرى منذ بدء عملية حصار الفلوجة، والأسباب التي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة حتى الآن.
وقد جاءت نتائج التقرير بمثابة صدمة للرئيس الأمريكي الذي راح يتحدث عن الأسبوع القاسي الذي واجه قواته على أرض العراق، حتى أنه بدا وكأنه شارد الذهن، غائب عن الوعي خلال مؤتمره الصحفي الأخير الذي خصصه للحديث عن الموقف في العراق.
لقد أكد التقرير الأمريكي أن الوضع الميداني في العراق معقد للغاية، وأن السبب الرئيسي لذلك هو أن قوات التحالف دخلت في مرحلة حرب حقيقية مع عناصر عسكرية مدربة لديها قدرة جيدة على استخدام الأسلحة والايقاع بالمعدات والجنود الأمريكيين.
وقدر التقرير الخسائر البشرية في قوات 'التحالف' في خلال الأيام العشرة الأولى في هذا الشهر بحوالي 389 قتيلا، وذلك في احصاء أولي، في حين أن الجنرال كيميت نائب قائد القوات المحتلة في العراق قدر العدد بنحو 70 قتيلا فقط. وقال التقرير الأمريكي : إن هذا العدد لا يضم المفقودين أو الرهائن الذين لاتزال القوات الأمريكية تعتبرهم في عداد الأحياء، حيث يصل عدد المفقودين من القوات الأمريكية إلى حوالي 280 شخصا، بينما وصل عدد الجرحي من قوات التحالف إلى حوالي 1200 شخص، من بينهم 900 إصابة خطيرة، 100 إصابة متوسطة، 200 إصابات بسيطة.
وأكد التقرير الأمريكي " أن المقاتلين العراقيين يستخدمون الأسلحة العراقية التي كانت مخبأة، والتي فشلت القوات الأمريكية في العثور عليها لمدة عام كامل، الأمر الذي جعل المخابرات الأمريكية تتحري عن المجموعة التي كانت مسيطرة على أكثر من 90 % من أسلحة الجيش العراقي الذي تم حله ".
وأشار التقرير إلى أن المعارك الأخيرة أكدت أن هناك مجموعة سرية كانت تنتمي إلى قوات 'فدائيي صدام' تمثل المخزن الحقيقي للأسلحة في داخل العراق، وأن المخابرات والقوات الأمريكية فشلت حتى الآن في العثور علي هذه المجموعة أو قادتها على الرغم من اعتقالهم لشخصين ينتميان إلى هذه المجموعة.
وقال التقرير " لقد تم التحقيق وتعذيب هذين الشخصين إلا أن اعترافاتهما كانت عامة مثل إن هذه المجموعة ليس لها مكان محدد في أراضي العراق، وإنها تعتبر أي مكان يندلع فيه القتال ضد الأمريكيين هو ميدانها، وأنهم لا يعرفون القيادات الرئيسية، وإن الأسلحة مخبأة في أراض صحراوية والوصول إليها لا يتم إلا من خلال خرائط يعرفها عدد محدود من هذه المجموعة ".
ويقول التقرير: لقد مارست المخابرات الأمريكية كافة أنواع التعذيب على الشخصين إلا أنه بموتهما فقدت المخابرات الأمريكية أهم عنصرين كان يمكن أن يلعبا دورا مهما في كشف الكثير من الألغاز الخاصة بعمليات المقاومة العراقية.
وأكد التقرير أن الجنرال جون ابي زيد تابع التحقيق في قضية موت هذين الشخصين، وأنه صدق على إحالة الضابط 'سانشير دكلاس' للتحقيق العسكري لمسئوليته عن موتهما دون التوصل إلى المعلومات المطلوبة.
وكان التقرير الأمريكي قد أشار إلى " أن صدام حسين قبل اعتقاله مؤخرا كان قد زود قيادات هذه المجموعة بمبالغ مالية كبيرة تساعدهم على التحرك من مكان إلى مكان وتجنيد العديد من العناصر العراقية للعمل معهم، وأن صدام نفسه كان يراهن على هذه المجموعة في اشعال فتيل حرب الشوارع في المدن العراقية، مما يزيد من خسائر قوات التحالف ويجبرهم على الرحيل من العراق.
وزعم التقرير الأمريكي: أن سوريا تلعب دورا خطيرا على صعيد دعم ما أسماه التقرير 'بالإرهاب' على أرض العراق. وقال إن سوريا دفعت بعناصر كثيرة من العرب المتطوعين للقتال في العراق ضد قوات التحالف، وأن هؤلاء المتطوعين تزداد أعدادهم بشكل كثيف وأن هناك تقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من ألفي مقاتل عربي وإسلامي دخلوا العراق خلال الأيام الأولى من حصار الفلوجة، وأن السوريين لا يعتمدون على ادخال المقاتلين من منافذ واضحة، وإنما من منافذ صحراوية وجبلية مجهولة، وأن إحدى الطائرات الالكترونية سجلت هذه الظاهرة.
وقد أوصى التقرير الأمريكي بضرورة توجيه ضربة عاجلة إلى سوريا، وبدون سابق انذار وأن تكون هذه الضربة جوية وصاروخية مكثفة وتستهدف مواقع استراتيجية في العمق السوري، وأن يكون الهدف من هذه الضربة توجيه رسالة حازمة وقوية للسوريين بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى داخل العراق، ووقف امدادات الأسلحة التي تنتشر عبر الحدود.
وأوصى التقرير بضرورة أن تكون هذه الضربة سريعة وذلك قبل تفاقم الأوضاع في داخل العراق، خاصة أن عدد المقاتلين الأجانب يتجاوز حسب احصاءات من مصادر عراقية مسئولة الـ70 ألف مقاتل ينتشرون في كافة المدن العراقية.
وقال التقرير الأمريكي: إن إيران دفعت بـ1500 عنصر من المقاتلين، وأن خليل نعيمي السكرتير الأول للسفارة الإيرانية في بغداد يلعب دور المنسق بين المسئول عن هذه القوات وبين أطراف شيعية كبيرة داخل العراق.
يذكر هنا أن المسئول الإيراني جرى اغتياله في طريقه للسفارة الإيرانية في بغداد، حيث تشير كافة الدلائل إلى دور القوات الأمريكية في عملية الاغتيال، بعد أن اكتشفت حقيقة الدور الذي يقوم به في العراق.
وأكد التقرير الأمريكي أن الاخطارات التي تلقتها القوات داخل العراق أشارت إلى اختطاف ما يزيد على 100 شخص حتى الآن، وأن الأعداد التي أعلن عنها هي أعداد محدودة، وأن الهدف من ذلك هو سعي 'الإرهابيين' للحصول على قوة اضافية في التفاوض والمساومة على العديد من الاشتراطات التي قد لا تقبل بها قيادة التحالف.
وتحدث التقرير مطولا عن الوضع في الفلوجة فقال: " إن الوضع أقل ما يمكن وصفه أنه مأساوي، وأنه كان مقررا إنهاء المعركة وفقا لتعليمات الرئيس بوش، وأن الجنرال مارك كيميت وضع خطة اطلق عليها 'الضربة الأخيرة' ودفع بالآلاف من المقاتلين والدبابات والمارينز والكوماندوز تساندهم الطائرات لاقتحام المدينة من الجهة الغربية وذلك في محاولة لخداع المقاتلين العراقيين.
وقال التقرير إن خطة 'الضربة الأخيرة' كانت تقضي باغلاق مداخل المدينة حتى يمكن القبض على العراقيين الذين مثلوا بجثث الأمريكيين أو قتلهم.
وأضاف التقرير 'إن أول تحرك لرجال المارينز الأمريكيين كان عددهم 2500 مقاتل قد بدأ من ناحية الغرب إلا أن المقاومين في الفلوجة نصبوا كمينا في آخر الطريق الغربي، وما أن اطمأنوا إلى دخول المارينز حتى بدأوا في اطلاق النيران الكثيفة عليهم فأسقطوا مايزيد على 100 شخص من المارينز، الأمر الذي اضطرت معه القوات الأمريكية إلى التقهقر، والانسحاب السريع وفشلت خطة الضربة الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن القوات الأمريكية عادت لتمطر المدينة بوابل كثيف من الصواريخ مع ملاحظة أن هذه العملية تمت في ظل غياب كامل لكل أجهزة الإعلام التي كانت القوات الأمريكية قد أخرجتها وحاصرت البعض الآخر وعزلتهم ويشير التقرير إلى أن الصواريخ أدت إلى سقوط مئات القتلى من العراقيين.
وقال التقرير: " إن ردة فعل المقاومة كانت عنيفة إلى الحد الذي أجبر القوات الأمريكية ودباباتها التي كانت قد بدأت تتقدم داخل المدينة على التراجع والانسحاب غير المنظم حتى أن أحد الضباط الأمريكيين خلع زيه العسكري وتوجه إلى قائده وقال له: 'لن أعود إلى هذه المدينة وعليكم أن تحاكموني أو تقتلوني، فليس هناك أسوأ من القتال داخل الفلوجة ضد هؤلاء المتعطشين للدماء'."
ويقول التقرير: " إن المشكلة الأكثر أهمية التي تواجه الأمريكان في الفلوجة هي أنه بالرغم من الفشل في تنفيذ ثلاث خطط عسكرية للسيطرة على المدينة نهائيا وإعلان استسلامها، إلا أن ما جرى تسجيله هو ذلك التضامن والتكاتف من كل أهالي الفلوجة في عدم الإدلاء بأية معلومات حول من مثلوا بجثث الأمريكيين، حتى أن المخابرات الأمريكية دفعت مبالغ تقدر بـ 30 ألف دولار لعدد من الأشخاص من أجل الادلاء بمعلومات حول طريقة الوصول إلى المطلوبين، إلا أن الذين حصلوا على هذه الأموال اختفوا أيضا في داخل الفلوجة وأغلب التوقعات أن هذه الأموال ذهبت هي الأخرى للمقاومين في الفلوجة ".
وأكد التقرير أن العديد من رجال الشرطة والفرق التي دربتها القوات الأمريكية وقامت بنشرها داخل الفلوجة والمدن العراقية الأخرى سلموا أنفسهم للمقاومين وانقلبوا حاليا للقتال ضد قوات التحالف.
وأشار التقرير إلى أن جزءا كبيرا من هذه القوات يساعد المقاومين على التحصن في أماكن بعيدة عن قوات التحالف أو مساعدتهم في تنفيذ بعض العمليات ضد قوات التحالف.
وأكد التقرير " أن أعدادا كبيرة من رجال الشرطة العراقية في حي مدينة الصدر قاتل إلى جانب ميليشيات الصدر وأن هذا هو الذي يفسر سيطرة هذه الميليشيات بسهولة على مراكز الشرطة."
وقال التقرير: " إن نحو 50 من قوات التحالف سقطوا بنيران الشرطة العراقية، حيث إنه في إطار الخطة الثانية لاقتحام الفلوجة والسيطرة عليها دفعت القيادة الأمريكية عددا من عناصر قوات الدفاع المدني العراقية من أجل خوض حرب ضد المقاومين، إلا أن هؤلاء وبعد دخولهم المدينة قاموا بتوجيه أسلحتهم لقوات التحالف ثم هربوا داخل المدينة، كما هرب بعضهم إلى مدينة الكوت في جنوب العراق ".
ويشير التقرير إلى " أن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر اضطر في ضوء هذا الموقف إلى إقالة نوري البدران وزير الداخلية العراقي والذي تردد في إعطاء تعليمات لرجال الشرطة بالدخول في معارك مع المقاومين وعدم قدرته على إلزام رجال الشرطة بالانضباط والتعاون مع قوات التحالف ".
وأشار التقرير إلى الجهود التي تبذل حاليا لوضع حد للتدهور الحاصل في الفلوجة وداخل المناطق التي يتمركز فيها جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر.
وقال التقرير: إنه بغض النظر عن استسلام الصدر لكافة الشروط الأمريكية واستعداده لحل جيش المهدي وتحويله إلى تنظيم سياسي إلا أن الجنرال ريكاردو سانشيز قائد قوات التحالف يرى بضرورة قتل مقتدى الصدر وأن سانشيز حصل على موافقة جون أبي زيد قائد المنطقة الوسطى كما أنه أرسل اثنين من قياداته إلى البنتاجون في مهمة عاجلة لاعتماد خطة قتل مقتدى الصدر.
وطالب سانشيز حسب التقرير بالتراجع نهائيا عن خطة أسر مقتدى الصدر أو التوصل إلى حل سلمي معه لأن ذلك سيزيد من حدة المقاومة وليس العكس وأن الشيعة سيتهيأون للقيام بمئات العمليات من الخطف والقتل لمبادلتهم بمقتدى الصدر وأن قتله يجب أن يتم في إطار عملية كبرى تعقبها السيطرة على مداخل ومخارج المدن الشيعية، وأن أحداث العنف والمظاهرات قد لا تستمر لأكثر من أسبوع ثم بعدها تهدأ الأحوال بدرجة كبيرة.
وأشار التقرير إلى خطة عسكرية أعدها البنتاجون للموقف في العراق حتى ولو جرى حل الأزمة الراهنة سلميا، حيث تتضمن الخطة عدة بنود هامة هي:
* تخليص المدن الجنوبية من عناصر الميليشيات المتعددة لجيش المهدي والمقاتلين الآخرين، وأن ذلك لن يكون إلا من خلال عملية عسكرية كبرى، وأن قوات الشرطة والدفاع المدني العراقية ستكون مهمتها إجلاء الأطفال والنساء والشيوخ عن هذه المدن، على أن تقوم الطائرات والصواريخ الأمريكية بدك هذه المدن لإجبار الميليشيات العسكرية على تسليم نفسها وإلقاء أسلحتها.
* يتزامن مع هذه العمليات عمليات عسكرية أخرى في غرب بغداد من أجل القضاء تماما على المسلحين من عناصر السنة الذين يشكلون مصدر قلق للقوات الأمريكية.
* السعي للتخلص من كافة الرموز والقيادات الدينية من السنة والشيعة والتي تلعب دورا في عمليات التحريض على المقاومة قبل 30 يونيو موعد نقل السلطة إلى العراقيين وحتى تكون الحكومة العراقية المقبلة علمانية تماما في توجهاتها وبعيدة عن أي أثر ديني.
* تأمين العاصمة بغداد وإجبار كافة الميليشيات والعناصر 'الإرهابية' الأجنبية على الخروج من هذه المدينة على أن تكون القوات الأمريكية مسئولة مسئولية كاملة عن تأمين هذه المدينة وعدم السماح بالقيام بعمليات عنف فيها، باعتبار أن بغداد ستكون هي المقر الرئيسي للحكم والقيادة والاستثمار وعقد الصفقات التجارية.
* أن الخطة العسكرية التي تقتضي تأمين بغداد يجب أن تتبعها خطة تأمين كافة المدن والمناطق المجاورة لبغداد، وأن أحد البدائل الأساسية لخطة البنتاجون هو احتلال هذه المدن احتلالا كاملا حتى يتاح لقوات التحالف أن تقوم بالتطهير الجزئي والكلي لهذه المدن أولا بأول لأن إحدى المشكلات الأمنية الهامة هي وجود ميليشيات عسكرية في هذه المدن تهدد بمخاطر شتى في الفترة القادمة.
* تفكيك ميليشيا جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى التي هي أكثر انضباطا وتخضع مباشرة لقادة الشيعة الذين يتوجب التخلص منهم تباعا بشكل مباشر أو غير مباشر.
في ضوء ذلك التقرير صدرت الأوامر من البيت الأبيض بضرورة مواجهة كافة العناصر التي تهدد قوات التحالف مع ضرورة أن تنتهي المخابرات الأمريكية في غضون اسبوعين فقط من إعداد خطط الفتنة بين الشيعة والشيعة وبين السنة والسنة، وبين الشيعة والسنة، وأن تفاصيل هذه الخطة تقتضي التحالف مع بعض قيادات الشيعة ضد قيادات أخرى خاصة أن التقارير الأخيرة أكدت أن الشيعة ليسوا جميعا على موقف واحد، وأن هناك خلافات أساسية بين بعض الجهات وبعضها الآخر، وأن هذه الخلافات قد تصل إلى حد العراك الداخلي، إلا أن هناك جهات دائما تعمل على توحيد الشيعة وإظهارهم بمظهر المتضامن، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة فهناك خلافات بين بعض فرقهم المتعددة.
وترى الخطط الأمريكية أنه قد يكون من الأولى في المرحلة الأولى تفتيت هذه العناصر المجتمعة وبمعنى آخر عدم إظهار الشيعة بمظهر القوة الواحدة في مواجهة السنة أو إظهار السنة بمظهر القوة الواحدة في مواجهة الشيعة، فالشيعة لابد أن يجري تقسيمهم إلى طوائف وفئات متناحرة وكذلك الأمر بالنسبة للسنة.
وفي ضوء ذلك تجري حاليا الاستعانة بعدد من الخبراء الإسرائيليين وخططهم في اغتيال القيادات والرموز الفلسطينية لاستخدامها في عمليات الاغتيال المرتقبة ضد رموز السنة والشيعة.
وقد أشارت المعلومات إلى أن واشنطن أوفدت 200 طيار أمريكي لتلقي تدريبات سرية في 'إسرائيل' وأن هذه التدريبات تتناول بالأساس كيفية اقتحامهم للمناطق الصعبة بطائراتهم وكيفية استخدام نيران المدفعية القريبة لاصطياد بعض الأشخاص وكذلك الاعتماد على المروحيات الهجومية في دك بعض المواقع.
وتقول المعلومات: إن الطيارين الأمريكيين سيعودون إلى قواعدهم في العراق ابتداء من الأسبوع المقبل.
إلى ذلك بدأت القوات الأمريكية الاستعداد لمعركة فاصلة في النجف وكربلاء وفقا للخطط الموضوعة من البنتاجون وذلك بالرغم من أن القادة الأمريكيين الميدانيين حذروا من أن قوات التحالف قد تتكبد خسائر فادحة خاصة أن المدينتين تعدان من المدن المقدسة لدي الشيعة.
وهناك خلافات ظهرت مؤخرا حول نوعيات الأسلحة التي سيتم استخدامها في المعارك القادمة خاصة أن الأمريكيين استخدموا في الفلوجة العديد من أنواع الأسلحة المحظورة دوليا في ضرب السكان المدنيين، والاتجاه الغالب هو استخدام أسلحة أشد فتكا في المعارك المقبلة وكانت القوات الأمريكية قد استخدمت في الفلوجة نوعين من الأسلحة المحظورة تم إنتاجهما في 'إسرائيل' من بينهما القنابل التي تستخدم لأول مرة والتي تدمر الأكسجين في مساحة محددة فيشعر الإنسان بالاختناق الشديد الذي يؤدي إلى الموت.
وتتخوف قيادة قوات الاحتلال من مباحثات تجري في الخفاء لتوحيد جهود حوالي 35 ميليشية مسلحة داخل العراق وهو أمر من شأنه أن يشعل العراق من شماله إلى جنوبه ضد قوات الاحتلال خاصة إذا ما انضمت قوى المقاومة بكافة اتجاهاتها إلى هذه الميليشيات.
20/4/2004م
389 قتيلا.. و1200 جريح من قوات الاحتلال خلال عشرة أيام فقط
محاولات جديدة لإثارة الفتنة واغتيال سكرتير السفارة الإيرانية لعلاقته بالمقاومة
خبراء إسرائيليون يخططون لاغتيال رموز الشيعة والسنة قبل 30 يونيو المقبل
تعليمات بوش: اقتلوا الصدر واقضوا علي كافة الميليشيات في العراق
تقرير أمريكي خطير يكشف واقع ما يجري في العراق
بعد الفلوجة.. معركة النجف وكربلاء علي الأبواب
في شهر يونيو من عام 1920، اندلعت ثورةعارمة ضد قوات الاحتلال البريطاني في العراق، يومها كتبت "جيرترودبيل" السيدة القوية التي لعبت دورا مهما في إدارة العراق رسالة إلى والدها قالت فيها:
" لقد تبني 'المتطرفون' نهجا تصعب محاربته، ألا وهو الاتحاد بين الشيعة والسنة، أي الوحدة الإسلامية، وهم يطبقون هذه الوحدة بما يليق بها، فهناك الكثير من الخطب الدينية التي يختلط فيها الدين بالسياسة، وكلها تدعو إلى فكرة واحدة: أخرجوا الكافر من أرضكم".
استرجعت هذه الكلمات وأنا أتابع المشهد العراقي الذي جسد هذه الوحدة في أنبل صورها مع اندلاعة الانتفاضة العراقية الأخيرة في مواجهة المحتل، وتذكرت مقولة السيناتور إدوارد كيندي وهو يقول:
" العراق هو فيتنام جورج بوش. لقد تحول العراق إلى مستنقع "!!
ثمة تساؤلات تطرح نفسها! أين الحقيقة فيما شهدته الساحة العراقية مؤخرا؟ كيف سيتصرف الأمريكيون في مواجهة وحدة الشيعة والسنة؟ ثم إلى أي مدى يمكن أن تنجح قوى الاحتلال في ايجاد مخرج من هذا المستنقع؟!
في الأسبوع الماضي طلب الرئيس جورج بوش من الخارجية الأمريكية إعداد تقرير بمشاركة وزارة الدفاع وجهاز الأمن القومي وال 'سي. آي. إيه' يرصد وقائع ما جرى منذ بدء عملية حصار الفلوجة، والأسباب التي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة حتى الآن.
وقد جاءت نتائج التقرير بمثابة صدمة للرئيس الأمريكي الذي راح يتحدث عن الأسبوع القاسي الذي واجه قواته على أرض العراق، حتى أنه بدا وكأنه شارد الذهن، غائب عن الوعي خلال مؤتمره الصحفي الأخير الذي خصصه للحديث عن الموقف في العراق.
لقد أكد التقرير الأمريكي أن الوضع الميداني في العراق معقد للغاية، وأن السبب الرئيسي لذلك هو أن قوات التحالف دخلت في مرحلة حرب حقيقية مع عناصر عسكرية مدربة لديها قدرة جيدة على استخدام الأسلحة والايقاع بالمعدات والجنود الأمريكيين.
وقدر التقرير الخسائر البشرية في قوات 'التحالف' في خلال الأيام العشرة الأولى في هذا الشهر بحوالي 389 قتيلا، وذلك في احصاء أولي، في حين أن الجنرال كيميت نائب قائد القوات المحتلة في العراق قدر العدد بنحو 70 قتيلا فقط. وقال التقرير الأمريكي : إن هذا العدد لا يضم المفقودين أو الرهائن الذين لاتزال القوات الأمريكية تعتبرهم في عداد الأحياء، حيث يصل عدد المفقودين من القوات الأمريكية إلى حوالي 280 شخصا، بينما وصل عدد الجرحي من قوات التحالف إلى حوالي 1200 شخص، من بينهم 900 إصابة خطيرة، 100 إصابة متوسطة، 200 إصابات بسيطة.
وأكد التقرير الأمريكي " أن المقاتلين العراقيين يستخدمون الأسلحة العراقية التي كانت مخبأة، والتي فشلت القوات الأمريكية في العثور عليها لمدة عام كامل، الأمر الذي جعل المخابرات الأمريكية تتحري عن المجموعة التي كانت مسيطرة على أكثر من 90 % من أسلحة الجيش العراقي الذي تم حله ".
وأشار التقرير إلى أن المعارك الأخيرة أكدت أن هناك مجموعة سرية كانت تنتمي إلى قوات 'فدائيي صدام' تمثل المخزن الحقيقي للأسلحة في داخل العراق، وأن المخابرات والقوات الأمريكية فشلت حتى الآن في العثور علي هذه المجموعة أو قادتها على الرغم من اعتقالهم لشخصين ينتميان إلى هذه المجموعة.
وقال التقرير " لقد تم التحقيق وتعذيب هذين الشخصين إلا أن اعترافاتهما كانت عامة مثل إن هذه المجموعة ليس لها مكان محدد في أراضي العراق، وإنها تعتبر أي مكان يندلع فيه القتال ضد الأمريكيين هو ميدانها، وأنهم لا يعرفون القيادات الرئيسية، وإن الأسلحة مخبأة في أراض صحراوية والوصول إليها لا يتم إلا من خلال خرائط يعرفها عدد محدود من هذه المجموعة ".
ويقول التقرير: لقد مارست المخابرات الأمريكية كافة أنواع التعذيب على الشخصين إلا أنه بموتهما فقدت المخابرات الأمريكية أهم عنصرين كان يمكن أن يلعبا دورا مهما في كشف الكثير من الألغاز الخاصة بعمليات المقاومة العراقية.
وأكد التقرير أن الجنرال جون ابي زيد تابع التحقيق في قضية موت هذين الشخصين، وأنه صدق على إحالة الضابط 'سانشير دكلاس' للتحقيق العسكري لمسئوليته عن موتهما دون التوصل إلى المعلومات المطلوبة.
وكان التقرير الأمريكي قد أشار إلى " أن صدام حسين قبل اعتقاله مؤخرا كان قد زود قيادات هذه المجموعة بمبالغ مالية كبيرة تساعدهم على التحرك من مكان إلى مكان وتجنيد العديد من العناصر العراقية للعمل معهم، وأن صدام نفسه كان يراهن على هذه المجموعة في اشعال فتيل حرب الشوارع في المدن العراقية، مما يزيد من خسائر قوات التحالف ويجبرهم على الرحيل من العراق.
وزعم التقرير الأمريكي: أن سوريا تلعب دورا خطيرا على صعيد دعم ما أسماه التقرير 'بالإرهاب' على أرض العراق. وقال إن سوريا دفعت بعناصر كثيرة من العرب المتطوعين للقتال في العراق ضد قوات التحالف، وأن هؤلاء المتطوعين تزداد أعدادهم بشكل كثيف وأن هناك تقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من ألفي مقاتل عربي وإسلامي دخلوا العراق خلال الأيام الأولى من حصار الفلوجة، وأن السوريين لا يعتمدون على ادخال المقاتلين من منافذ واضحة، وإنما من منافذ صحراوية وجبلية مجهولة، وأن إحدى الطائرات الالكترونية سجلت هذه الظاهرة.
وقد أوصى التقرير الأمريكي بضرورة توجيه ضربة عاجلة إلى سوريا، وبدون سابق انذار وأن تكون هذه الضربة جوية وصاروخية مكثفة وتستهدف مواقع استراتيجية في العمق السوري، وأن يكون الهدف من هذه الضربة توجيه رسالة حازمة وقوية للسوريين بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى داخل العراق، ووقف امدادات الأسلحة التي تنتشر عبر الحدود.
وأوصى التقرير بضرورة أن تكون هذه الضربة سريعة وذلك قبل تفاقم الأوضاع في داخل العراق، خاصة أن عدد المقاتلين الأجانب يتجاوز حسب احصاءات من مصادر عراقية مسئولة الـ70 ألف مقاتل ينتشرون في كافة المدن العراقية.
وقال التقرير الأمريكي: إن إيران دفعت بـ1500 عنصر من المقاتلين، وأن خليل نعيمي السكرتير الأول للسفارة الإيرانية في بغداد يلعب دور المنسق بين المسئول عن هذه القوات وبين أطراف شيعية كبيرة داخل العراق.
يذكر هنا أن المسئول الإيراني جرى اغتياله في طريقه للسفارة الإيرانية في بغداد، حيث تشير كافة الدلائل إلى دور القوات الأمريكية في عملية الاغتيال، بعد أن اكتشفت حقيقة الدور الذي يقوم به في العراق.
وأكد التقرير الأمريكي أن الاخطارات التي تلقتها القوات داخل العراق أشارت إلى اختطاف ما يزيد على 100 شخص حتى الآن، وأن الأعداد التي أعلن عنها هي أعداد محدودة، وأن الهدف من ذلك هو سعي 'الإرهابيين' للحصول على قوة اضافية في التفاوض والمساومة على العديد من الاشتراطات التي قد لا تقبل بها قيادة التحالف.
وتحدث التقرير مطولا عن الوضع في الفلوجة فقال: " إن الوضع أقل ما يمكن وصفه أنه مأساوي، وأنه كان مقررا إنهاء المعركة وفقا لتعليمات الرئيس بوش، وأن الجنرال مارك كيميت وضع خطة اطلق عليها 'الضربة الأخيرة' ودفع بالآلاف من المقاتلين والدبابات والمارينز والكوماندوز تساندهم الطائرات لاقتحام المدينة من الجهة الغربية وذلك في محاولة لخداع المقاتلين العراقيين.
وقال التقرير إن خطة 'الضربة الأخيرة' كانت تقضي باغلاق مداخل المدينة حتى يمكن القبض على العراقيين الذين مثلوا بجثث الأمريكيين أو قتلهم.
وأضاف التقرير 'إن أول تحرك لرجال المارينز الأمريكيين كان عددهم 2500 مقاتل قد بدأ من ناحية الغرب إلا أن المقاومين في الفلوجة نصبوا كمينا في آخر الطريق الغربي، وما أن اطمأنوا إلى دخول المارينز حتى بدأوا في اطلاق النيران الكثيفة عليهم فأسقطوا مايزيد على 100 شخص من المارينز، الأمر الذي اضطرت معه القوات الأمريكية إلى التقهقر، والانسحاب السريع وفشلت خطة الضربة الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن القوات الأمريكية عادت لتمطر المدينة بوابل كثيف من الصواريخ مع ملاحظة أن هذه العملية تمت في ظل غياب كامل لكل أجهزة الإعلام التي كانت القوات الأمريكية قد أخرجتها وحاصرت البعض الآخر وعزلتهم ويشير التقرير إلى أن الصواريخ أدت إلى سقوط مئات القتلى من العراقيين.
وقال التقرير: " إن ردة فعل المقاومة كانت عنيفة إلى الحد الذي أجبر القوات الأمريكية ودباباتها التي كانت قد بدأت تتقدم داخل المدينة على التراجع والانسحاب غير المنظم حتى أن أحد الضباط الأمريكيين خلع زيه العسكري وتوجه إلى قائده وقال له: 'لن أعود إلى هذه المدينة وعليكم أن تحاكموني أو تقتلوني، فليس هناك أسوأ من القتال داخل الفلوجة ضد هؤلاء المتعطشين للدماء'."
ويقول التقرير: " إن المشكلة الأكثر أهمية التي تواجه الأمريكان في الفلوجة هي أنه بالرغم من الفشل في تنفيذ ثلاث خطط عسكرية للسيطرة على المدينة نهائيا وإعلان استسلامها، إلا أن ما جرى تسجيله هو ذلك التضامن والتكاتف من كل أهالي الفلوجة في عدم الإدلاء بأية معلومات حول من مثلوا بجثث الأمريكيين، حتى أن المخابرات الأمريكية دفعت مبالغ تقدر بـ 30 ألف دولار لعدد من الأشخاص من أجل الادلاء بمعلومات حول طريقة الوصول إلى المطلوبين، إلا أن الذين حصلوا على هذه الأموال اختفوا أيضا في داخل الفلوجة وأغلب التوقعات أن هذه الأموال ذهبت هي الأخرى للمقاومين في الفلوجة ".
وأكد التقرير أن العديد من رجال الشرطة والفرق التي دربتها القوات الأمريكية وقامت بنشرها داخل الفلوجة والمدن العراقية الأخرى سلموا أنفسهم للمقاومين وانقلبوا حاليا للقتال ضد قوات التحالف.
وأشار التقرير إلى أن جزءا كبيرا من هذه القوات يساعد المقاومين على التحصن في أماكن بعيدة عن قوات التحالف أو مساعدتهم في تنفيذ بعض العمليات ضد قوات التحالف.
وأكد التقرير " أن أعدادا كبيرة من رجال الشرطة العراقية في حي مدينة الصدر قاتل إلى جانب ميليشيات الصدر وأن هذا هو الذي يفسر سيطرة هذه الميليشيات بسهولة على مراكز الشرطة."
وقال التقرير: " إن نحو 50 من قوات التحالف سقطوا بنيران الشرطة العراقية، حيث إنه في إطار الخطة الثانية لاقتحام الفلوجة والسيطرة عليها دفعت القيادة الأمريكية عددا من عناصر قوات الدفاع المدني العراقية من أجل خوض حرب ضد المقاومين، إلا أن هؤلاء وبعد دخولهم المدينة قاموا بتوجيه أسلحتهم لقوات التحالف ثم هربوا داخل المدينة، كما هرب بعضهم إلى مدينة الكوت في جنوب العراق ".
ويشير التقرير إلى " أن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر اضطر في ضوء هذا الموقف إلى إقالة نوري البدران وزير الداخلية العراقي والذي تردد في إعطاء تعليمات لرجال الشرطة بالدخول في معارك مع المقاومين وعدم قدرته على إلزام رجال الشرطة بالانضباط والتعاون مع قوات التحالف ".
وأشار التقرير إلى الجهود التي تبذل حاليا لوضع حد للتدهور الحاصل في الفلوجة وداخل المناطق التي يتمركز فيها جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر.
وقال التقرير: إنه بغض النظر عن استسلام الصدر لكافة الشروط الأمريكية واستعداده لحل جيش المهدي وتحويله إلى تنظيم سياسي إلا أن الجنرال ريكاردو سانشيز قائد قوات التحالف يرى بضرورة قتل مقتدى الصدر وأن سانشيز حصل على موافقة جون أبي زيد قائد المنطقة الوسطى كما أنه أرسل اثنين من قياداته إلى البنتاجون في مهمة عاجلة لاعتماد خطة قتل مقتدى الصدر.
وطالب سانشيز حسب التقرير بالتراجع نهائيا عن خطة أسر مقتدى الصدر أو التوصل إلى حل سلمي معه لأن ذلك سيزيد من حدة المقاومة وليس العكس وأن الشيعة سيتهيأون للقيام بمئات العمليات من الخطف والقتل لمبادلتهم بمقتدى الصدر وأن قتله يجب أن يتم في إطار عملية كبرى تعقبها السيطرة على مداخل ومخارج المدن الشيعية، وأن أحداث العنف والمظاهرات قد لا تستمر لأكثر من أسبوع ثم بعدها تهدأ الأحوال بدرجة كبيرة.
وأشار التقرير إلى خطة عسكرية أعدها البنتاجون للموقف في العراق حتى ولو جرى حل الأزمة الراهنة سلميا، حيث تتضمن الخطة عدة بنود هامة هي:
* تخليص المدن الجنوبية من عناصر الميليشيات المتعددة لجيش المهدي والمقاتلين الآخرين، وأن ذلك لن يكون إلا من خلال عملية عسكرية كبرى، وأن قوات الشرطة والدفاع المدني العراقية ستكون مهمتها إجلاء الأطفال والنساء والشيوخ عن هذه المدن، على أن تقوم الطائرات والصواريخ الأمريكية بدك هذه المدن لإجبار الميليشيات العسكرية على تسليم نفسها وإلقاء أسلحتها.
* يتزامن مع هذه العمليات عمليات عسكرية أخرى في غرب بغداد من أجل القضاء تماما على المسلحين من عناصر السنة الذين يشكلون مصدر قلق للقوات الأمريكية.
* السعي للتخلص من كافة الرموز والقيادات الدينية من السنة والشيعة والتي تلعب دورا في عمليات التحريض على المقاومة قبل 30 يونيو موعد نقل السلطة إلى العراقيين وحتى تكون الحكومة العراقية المقبلة علمانية تماما في توجهاتها وبعيدة عن أي أثر ديني.
* تأمين العاصمة بغداد وإجبار كافة الميليشيات والعناصر 'الإرهابية' الأجنبية على الخروج من هذه المدينة على أن تكون القوات الأمريكية مسئولة مسئولية كاملة عن تأمين هذه المدينة وعدم السماح بالقيام بعمليات عنف فيها، باعتبار أن بغداد ستكون هي المقر الرئيسي للحكم والقيادة والاستثمار وعقد الصفقات التجارية.
* أن الخطة العسكرية التي تقتضي تأمين بغداد يجب أن تتبعها خطة تأمين كافة المدن والمناطق المجاورة لبغداد، وأن أحد البدائل الأساسية لخطة البنتاجون هو احتلال هذه المدن احتلالا كاملا حتى يتاح لقوات التحالف أن تقوم بالتطهير الجزئي والكلي لهذه المدن أولا بأول لأن إحدى المشكلات الأمنية الهامة هي وجود ميليشيات عسكرية في هذه المدن تهدد بمخاطر شتى في الفترة القادمة.
* تفكيك ميليشيا جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى التي هي أكثر انضباطا وتخضع مباشرة لقادة الشيعة الذين يتوجب التخلص منهم تباعا بشكل مباشر أو غير مباشر.
في ضوء ذلك التقرير صدرت الأوامر من البيت الأبيض بضرورة مواجهة كافة العناصر التي تهدد قوات التحالف مع ضرورة أن تنتهي المخابرات الأمريكية في غضون اسبوعين فقط من إعداد خطط الفتنة بين الشيعة والشيعة وبين السنة والسنة، وبين الشيعة والسنة، وأن تفاصيل هذه الخطة تقتضي التحالف مع بعض قيادات الشيعة ضد قيادات أخرى خاصة أن التقارير الأخيرة أكدت أن الشيعة ليسوا جميعا على موقف واحد، وأن هناك خلافات أساسية بين بعض الجهات وبعضها الآخر، وأن هذه الخلافات قد تصل إلى حد العراك الداخلي، إلا أن هناك جهات دائما تعمل على توحيد الشيعة وإظهارهم بمظهر المتضامن، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة فهناك خلافات بين بعض فرقهم المتعددة.
وترى الخطط الأمريكية أنه قد يكون من الأولى في المرحلة الأولى تفتيت هذه العناصر المجتمعة وبمعنى آخر عدم إظهار الشيعة بمظهر القوة الواحدة في مواجهة السنة أو إظهار السنة بمظهر القوة الواحدة في مواجهة الشيعة، فالشيعة لابد أن يجري تقسيمهم إلى طوائف وفئات متناحرة وكذلك الأمر بالنسبة للسنة.
وفي ضوء ذلك تجري حاليا الاستعانة بعدد من الخبراء الإسرائيليين وخططهم في اغتيال القيادات والرموز الفلسطينية لاستخدامها في عمليات الاغتيال المرتقبة ضد رموز السنة والشيعة.
وقد أشارت المعلومات إلى أن واشنطن أوفدت 200 طيار أمريكي لتلقي تدريبات سرية في 'إسرائيل' وأن هذه التدريبات تتناول بالأساس كيفية اقتحامهم للمناطق الصعبة بطائراتهم وكيفية استخدام نيران المدفعية القريبة لاصطياد بعض الأشخاص وكذلك الاعتماد على المروحيات الهجومية في دك بعض المواقع.
وتقول المعلومات: إن الطيارين الأمريكيين سيعودون إلى قواعدهم في العراق ابتداء من الأسبوع المقبل.
إلى ذلك بدأت القوات الأمريكية الاستعداد لمعركة فاصلة في النجف وكربلاء وفقا للخطط الموضوعة من البنتاجون وذلك بالرغم من أن القادة الأمريكيين الميدانيين حذروا من أن قوات التحالف قد تتكبد خسائر فادحة خاصة أن المدينتين تعدان من المدن المقدسة لدي الشيعة.
وهناك خلافات ظهرت مؤخرا حول نوعيات الأسلحة التي سيتم استخدامها في المعارك القادمة خاصة أن الأمريكيين استخدموا في الفلوجة العديد من أنواع الأسلحة المحظورة دوليا في ضرب السكان المدنيين، والاتجاه الغالب هو استخدام أسلحة أشد فتكا في المعارك المقبلة وكانت القوات الأمريكية قد استخدمت في الفلوجة نوعين من الأسلحة المحظورة تم إنتاجهما في 'إسرائيل' من بينهما القنابل التي تستخدم لأول مرة والتي تدمر الأكسجين في مساحة محددة فيشعر الإنسان بالاختناق الشديد الذي يؤدي إلى الموت.
وتتخوف قيادة قوات الاحتلال من مباحثات تجري في الخفاء لتوحيد جهود حوالي 35 ميليشية مسلحة داخل العراق وهو أمر من شأنه أن يشعل العراق من شماله إلى جنوبه ضد قوات الاحتلال خاصة إذا ما انضمت قوى المقاومة بكافة اتجاهاتها إلى هذه الميليشيات.