مشاهدة النسخة كاملة : مواجهات نهر البارد: المشهد الأول من الحرب الجديدة!!
المهند
24-05-2007, 10:35 PM
مواجهات نهر البارد: المشهد الأول من الحرب الجديدة!!
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/imgcache/1430.imgcache
في وسعنا أن نتفهم موقف الحكومة اللبنانية حينما تجادل أنه في غير وسعها تقبل احتمال أن يتعرض أفراد من جيشها النظامي إلى الهجوم و القتل بل و الذبح أيضا على حسب ما أفادت به التقارير من قبل مجموعة ذات انتماءات 'ضبابية' و أيديولوجية أظهرت خطورتها في أكثر من مرة إذ إن الجيش اللبناني رغم أي معطى إضافي، هو آخر معاقل الوحدة الوطنية في هذا البلد العربي المنهك و الذي تتجاذبه ضغوط دولية و إقليمية عسيرة على العد. لقد لقيت ردة فعل الجيش في البداية قبولا بل و دعما غير مفاجئ حتى من قبل الفصائل الفلسطينية المتواجدة هناك لأن هذه الأخيرة ببساطة، لا ترغب لحد الساعة على الأقل، أن تتدخل في الخلافات المستعرة بين الأفرقاء اللبنانيين على أكثر من صعيد.
إلا أن ما لا يمكننا تفهمه من ناحية ثانية، هو هذا السعير البركاني ضد مخيم يضم بين جدرانه البائسة على حسب ما تناقلت صور الفضائيات، أكثر من 45 ألف لاجئ تقطعت بهم السبل منذ أكثر من نصف قرن، هربوا من قمع الدولة العبرية و رضوا بعيشة ضنك في أرض ضيقة. هذا بالضبط ما لا يمكننا تفهمه و لا إيجاد تفسير معقول له فذات الصور التي نراها على التلفزيونات و بشكل مباشر مصحوبة بشهادات و تحليلات من داخل المخيم نفسه، تجعل الأمر الذي بدأ واضحا يتوجه نحو وضع مبهم خصوصا مع استصحابنا لهذه المعلومات التي تتحدث عن وجود طرف ثالث يعمل على إطلاق نيران 'ثالثة' تصوب من خارج المخيم نحو داخله و أحيانا، خارجه صوب أفراد الجيش بشكل هدفه الأكيد، هو حفظ حد غير قابل للخفض من المواجهة معطيا بالتالي، لضباط القوات المسلحة اللبنانية كل الحق في استعمال المدفعية و القذائف الصاروخية التي يبدو و أن عدد الضحايا جراءها حينما تنقشع سحب الدخان، سوف يكون فضيحة أخلاقية و عسكرية في أحسن الظروف.
الواقع أن ما يجري حاليا لا يمكن أن يعتبر قتالا فعليا ضد "فتح الإسلام" لأنه بكل وضوح لا يعدو أن يكون قتلا ممنهجا للفلسطينيين هناك فلا يمكن للجيش اللبناني أن يمحي "العار" الذي لحقه صبيحة الأحد الأخير من خلال قصف المخيم بهذا الشكل الأعمى لأنه إذا ما كانت الحكومة ترى أن هذه الجماعة قد استولت على المخيم وجعلت الفلسطينيين هناك رهائن بين أيديها، فإن هذا لا يمنحها الحق في التعامل بالمثل وإسقاط الكل هناك محل تهمة فتحولهم بذلك، إلى رهينة أيضا بين مطرقة المسلحين وسندان مدفعية جيشها وإنني وأنا أكتب هذه الأسطر، بصدد سماع شهادة مباشرة على الجزيرة من شخص من داخل المخيم يقسم أن القذائف المدفعية تسقط على الأبرياء دونما تمييز ودون أي ضبط يفترض أن التقاليد والأعراف العسكرية تلزم به كل الجيوش النظامية في العالم وإلا فلا فرق هنا بين المحاصَرين و محاصِريهم.
لو سألت أي خبير في العمليات العسكرية من هذا النوع لقال لك أنها عملية سهلة ميسورة وفي الوسع إنهاؤها في ساعات قليلة مهما كانت تحصينات المطلوبين ودرجة تدريبهم إذ يكفي أن يكون لدى الجيش المتدخل فرقة نخبة خاصة تسعى إلى الاقتحام وتغطيها فرقة خلفية بنيران أسلحة خفيفة تضمن لها التقدم وتمكنها بذلك من تحديد نقاط محاصرة ضيقة فيصير أمر القبض على المسلحين بعد ذلك ممكنا وغير مكلف لا في الأرواح ولا حتى في الإمكانات و النيران. ولكن هذه الطريقة التي تفرضها الضوابط الأمنية، يبدو أن الذين يقودون العملية العسكرية غير راغبين في نهجها لأنهم يفضلون القصف و لا شيء غير ذلك بشكل يطرح على أي متابع ألف ألف سؤال !!
صحيح أن للفلسطينيين في لبنان تاريخا داميا لم تمحه الأيام والسنوات بعد ولا يختلف اثنان أن ما لحق بهم هناك علمهم كيفية الوقوف على مسافة متساوية من الكل ولكنه يبدو واضحا أيضا، أنه قد تقرر إقحامهم في 'المعمعة' من خلال فصيل مجهول وقريب العهد بالنشاط والتأسيس ثم ها هو يظهر جليا الآن أن زعماء الفصائل هناك وبعد أن أجمعوا بداية الأمر على دعم الجيش النظامي وتبرير ردة فعله، صاروا يرفعون حدة الخطاب ويهددون بشكل بيّن، أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي إلى ما لا نهاية فلقد امتدت ردة الفعل وصارت فعلا آخرا قد ينتج ردود فعل مقابلة ومتوقعة بدليل أن أحدهم قالها صراحة: "إن الفلسطينيين في نهر البارد ليسوا يتامى حتى تستباح دماؤهم إلى هذا الحد الجنوني" ولا بد من التذكير هنا أن الحرب الأهلية الأولى في لبنان اندلعت بعد أن تعرضت حافلة فلسطينية لكمين مسلح!!
على الصعيد الإنساني، قد يكون وصفنا للوضع هناك بالكارثي هو أقل عبارة نوظفها فنداءات الاستغاثة تتصاعد و تتزايد بشكل لا يمكن لأحد معها أن يبقى جامدا غير مكترث ولا شك أن الفلسطينيين في باقي المخيمات مؤمنون حاليا أن هذه النيران قد تستهدفهم في أية لحظة وعند أول خطب بدليل أن زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قالها صراحة قبل لحظات: "لا بد من نزع سلاح المخيمات" من غير أن يلحظ أنه لا يقدم ضمانا في مقابل هذا المطلب "الكبير" لأن دولته ببساطة لا تملك مقومات حماية مواطنيها و رعاياها فضلا عن ضيوفها.
لا يستلزم الأمر منا أخيرا، عظيم نباهة حتى نستنتج أن الأمر هو جزء من مخطط كبير هدفه إشعال لبنان برمته بعد أن فشلت لحد الساعة كل المحاولات الأخرى و التي كانت آخرها الحرب "الإسرائيلية" صيف العام الماضي وبما أن الأفرقاء هناك لا يبدون في الوقت الحالي استعدادا للدخول في حكومة تجمع شملهم وتجعل منهم 'جبهة وطنية' متحدة تفوت على الخارج من 'الأصدقاء والأشقاء' على السواء، مخططاتهم و نزواتهم فإننا لن نكون متشائمين كثيرا حينما نجزم أن هذا البلد العربي الجميل، مقبل على حرب أهلية جديدة يستغلها الكل وعبر الريموت كونترول، لتصفية حسابات وعثرات العشرين سنة الأخيرة على الأقل.
باسل قصي العبادله
25-05-2007, 01:46 AM
الله يفتح عليك أخي المهند , هذا جزء من الفوضى الخلاقه و هم يفعلونها الان لتتسع مشاكل الشرق الوسط فتتدخل أطراف لهم تظهر بعكس ذلك كآيران مثلا و هذا يتزامن مع هزيمتهم و سحقهم في العراق باذن الله و لكن في مخيلتهم و حساباتهم هو تخليق لجو ملائم لهروب سريع مع عدم انتساب ذلك لجيش العراق المنصور كل ذلك يتزامن مع حالة ذعر في أسرائيل مما هو قادم فيزداد التفعيل و هكذا . هي بشائر نصر عزيز مؤزر يساق لأمتنا في القادم من الأيام . الحمد لله على كل أمر , تحية من القلب لآبانا و قائدنا المنصور بالله و لحبيبنا الزاهد العابد ابو أحمد حفظه الله و لقادة ميامين هم خير من أنجبت أرحام أمهات أمتنا و أسود بدأت تزأر للأنقضاض الأخير , هو نصر من الله و فتح قريب مهما زادت الظلمه و مهما أختلطت الأوراق فان من خلق كل ذلك عز و جل في علاه لمتم نوره برحمته . و لكم و للأخوان كل التحيه .
salah71
26-05-2007, 08:44 PM
فتح الإسلام إسلامية أم مخابراتية ؟
السبت 10 من جمادى الأولى 1428هـ 26-5-2007م الساعة 11:09 ص مكة المكرمة 08:09 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة > تقارير > تقارير رئيسية
حسن الرشيدي
istratigi@hotmail.com
منذ نهار الأحد الماضي اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش اللبناني وما تعرف به نفسها باسم جماعة فتح الإسلام تتمركز في مخيم للاجئين الفلسطينيين نهر البارد وتوسعت إلى مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في أسوأ عنف دموي داخلي منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.
و تلاطمت التحليلات من هي جماعة فتح الإسلام و ما هي ارتباطاتها و لماذا تحركت في ذلك التوقيت و هل القتال الذي اندلع عفويا أم أنه أمر معد له و مخطط يرمي إلى توصيل رسائل معينة من جهة إلى أخرى في ظرف إقليمي و دولي مساعد .
و السؤال الأهم هل يمكن اعتبار هذه الجماعة إسلامية جهادية كما تدعي تقاتل من أجل مشروع إسلامي أم هي فصيل غريب المنشأ يرتبط باستخبارات دولة إقليمية كالمخابرات السورية أو هي مرتبطة بالطرف المقابل كتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري كما تقول الجهات المعادية للجماعة ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب استخدام منهج تحليلي يراعي فيه ثلاثة أمور : نشأة الجماعة- الظروف الإقليمية المصاحبة لنشاط هذه الجماعة – نموذج لجماعات مشابهة .
من هي فتح الإسلام ؟
في أوج الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف الثمانينات تبين للزعيم السوري آنذاك حافظ أسد و الذي كان يمد أدواته لبسط نفوذه على لبنان أن رئيس منظمة فتح ياسر عرفات لا يريد الانضواء تحت نفوذه فقرر إنهاء النفوذ الفلسطيني في لبنان و التي عجزت إسرائيل بميكنتها العسكرية عن إنهائه و بضوء أخضر إسرائيلي أمريكي و نجحت المخابرات السورية في استمالة أحد قادة فتح في لبنان و يدعى العقيد أبو موسى فانشق عن عرفات بفصيل و أطلق عليه فتح الانتفاضة و قاتلت فتح أبو موسى فتح عرفات قتالا مريرا في لبنان و انضم لأبي موسى فصائل لبنانية و فلسطينية موالية لسوريا و نجحوا في تحجيم نفوذ عرفات شمال لبنان بعد انسحابه من الجنوب بمباركة مسيحية إسرائيلية ثم انسحابه من وسط لبنان بتعاون شيعي باطني.
من رحم فتح الانتفاضة خرجت فتح الإسلام . و الإعلان عنها كان مفاجئا و بدون أي مقدمات منذ حوالي ستة أشهر . لذلك كانت صعوبة التعرف عليها و على منهجها و هذا يلقي ظلالا من الشك حول نشأتها تفرض علينا الحرص الشديد في الحكم عليها .
ففي نهاية شهر نوفمبر عام 2006 وقع إشكال في مخيم البداوي في شمال لبنان بين اللجنة الأمنية في المخيم ومجموعة العبسي المحسوبة على فتح الانتفاضة، وتم اعتقال شابين من المجموعة وتسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهو ما دفع العبسي لإعلان انشقاقه عن فتح الانتفاضة، وتشكيل حركة فتح الإسلام بعد ذلك الحادث بيومين.
لقد طرح اسم فتح الإسلام بقوة في الثاني عشر من مارس الماضي لاتهامها في تنفيذ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق ذهب ضحيتها ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى حيث تم توقيف بعض المشتبهين واتهم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع صراحة الاستخبارات السورية برعاية التنظيم قائلاً: إن الجميع يعرف من هي الجهة التي تقف وراء ما يسمى بفتح الإسلام التي هي جزء من الجهاز الاستخباراتي السوري.
أما سوريا فقد نفت بحزم هذه الاتهامات مؤكدة أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة حيث قال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد إن فتح الإسلام أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط لأعمال إرهابية في سورية وبرز في تحقيقات قضية عين علق وجود أربعة موقوفين سوريين وثلاثة سعوديين على الأقل حيث تردد أنهم أوقفوا في مطار بيروت الدولي وبينهم عبد الله بيشي وهو مطلوب في السعودية قيل إنه دخل لبنان من سوريا قادماً إليها عبر إيران غير أن المصادر الأمنية المتابعة عزت وجود السعوديين في هذه المجموعة إلى وقوعهم في شرك الخداع حيث كانوا يرغبون بالذهاب إلى العراق وقد تم إيهامهم بذلك غير أنهم اكتشفوا أن المجموعة ترغب بتنفيذ عمليات في لبنان مما دفعهم إلى محاولة المغادرة لتوقفهم القوى الأمنية اللبنانية في مطار بيروت.
و في العاشر من مايو أعلنت فتح الإسلام أن قوات الأمن السورية قتلت أربعة من أعضائها بينما كانوا يحاولون عبور الحدود إلى العراق وتوعدت بالانتقام وأشارت إلى أن اثنين من المسلحين الأربعة القتلى هما قياديان يلقبان بأبي الليث الشامي وأبي عبد الرحمن الشامي وقالت إنهما كانا يحاولان العبور لنصرة إخوانهما في دولة العراق الإسلامية و اشتبكوا الأربعة في مواجهة بطولية شرسة غير متكافئة لا في العدد ولا في العدة مع مجموعات من أذناب الطواغيت وحراس الطواغيت في سوريا على حد بيان الجماعة .
و يلاحظ أن الإعلان عن هذا الاشتباك كان قبل مؤتمر شرم الشيخ بيوم واحد فقط و الذي فاجأ الجميع بعقد لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم و وزيرة الخارجية الأمريكية رايس
وأضافت الجماعة في بيان على الانترنت ولينتظر أعداء الله من اليهود والصليبيين وحراسهم ما يقطع قلوبهم ويهدّ عروشهم. نقسم ونعاهد الله أن دماء إخواننا لن تذهب هدراً وذكرت الجماعة أن خمسة من قوات الأمن السورية قتلوا في الاشتباك لكنها لم تقل متى وقع.
و بالبحث عن مصادر للمعلومات عن هذه الجماعة تتبعنا بياناتها و روايات شهود ميلاد الجماعة و من أحادث صحفية لزعيمها و من آراء زعماء لبنانيين و فلسطينيين عنها و أيضا تقارير صحفية .
الرواية الأولى للأمين العام لحركة فتح - الانتفاضة العقيد محمد موسى (أبو موسى) حيث يقول على هامش مؤتمر صحافي عقدته الفصائل الفلسطينية في دمشق في ديسمبر الماضي إن أبو خالد العملة كان المسئول الوحيد عن إدارة وقيادة قواتنا ومواقعنا العسكرية التي بقيت في لبنان بعد انسحاب الجيش السوري... المشكلة بدأت أول هذه السنة بتغيب المراقبة لتلك المواقع حيث كان هناك شاباً من عناصرنا اسمه شاكر العبسي حبس عند السوريين نحو ثلاث سنوات ونصف سنة عندما اغتيل الدبلوماسي الأميركي في عمان حيث ذكر اسم العبسي في التحقيقات التي جرت في عمان ثم أفرج عنه هنا (يقصد في سوريا) هذا الشاب ملتصق بأبي خالد العملة بما انه مكلف مهمات تسمي عندنا الوطن المحتل و كان أبو خالد يرسله إلى هذه المواقع في لبنان ومعه عشرة عناصر غير معروفة لدى باقي مواقعنا... وعندما كانوا يسألون هذه العناصر من أرسلها فيقول لهم شاكر العبسي إن هذا تدريب للأرض المحتلة. وأكد إن هذا الجسم كبر وكبر إلى ان صار في حدود 40 شخصا يحملون هويات من الحركة ويحملون سلاحاً من الحركة ويتدربون علي أيدي شباب من الحركة وأصبحوا عناصر مقاتلة وأعطوا غطاء سياسياً بحملهم هوياتنا من غير أن يسجلوا في سجلات الإدارة الداخلية عندنا وهوياتهم منحت بسحبها فارغة وتمت تعبئتها في المواقع... هذه المسألة الأمنية شعرنا بخطورتها بعدما نزحوا عن الأرض القريبة من الحدود السورية وذهبوا إلى عمق لبنان وأعطوا مواقع من مواقعنا في نهر البارد والبداوي من دون علم القيادة إلى أن حصل ما أعلنه شاكر العبسي بأن هذا تنظيم: فتح الإسلام.لكن الخطيئة التي وقع فيها أبو خالد (العملة) انه لم يعلم القيادة منذ البداية ما هي مصلحتنا في هذا التدريب ونحن ضمن الموقف السياسي السوري الوطني وحزب الله وما هي مصلحتنا بأن نأتي بهذه القوة التي ثبت لنا في ما بعد أنها من الجزائر وتونس والسعودية والأردن وسوريا.
و أضاف أبو موسى انه عندما اخذوا هذا الموقع وأعلنوا عن أنفسهم في نهر البارد تقاطرت عليهم عناصر من تنظيمات مختلفة مثل جند الله وجند الشام ومن كل القوي المعارضة للخط الوطني المقاوم في لبنان.
أوردت جريدة النهار في الرابع عشر من مارس الماضي تحقيقا حول فتح الإسلام المنتشرة في مخيم عين البارد في الشمال فقالت إنها تضم 200 عنصر برئاسة شاكر العبسي المنشق عن فتح الانتفاضة والذي يقول انه كان عقيدا طيارا في منظمة التحرير الفلسطينية.
و في مقابلة أخرى مع صحيفة النهار نفى شاكر العبسي أي علاقة لحركته بتنظيم القاعدة وأي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في لبنان الشهر الماضي.
وقال العبسي إن فتح الإسلام لا تتبع لأي نظام ولا لأي تنظيم على وجه الأرض. إنها حركة مستقلة تجعل الكتاب والسنة منهجا لها.
ونفى العبسي تصريحات وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد الذي قال إن العبسي كان مسجونا في سوريا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة والتخطيط لأعمال إرهابية.
وقال العبسي نعم كنت مسجونا في سوريا لكن التهم التي قيل إنها سبب الحكم الذي صدر في حقي ليست صحيحة. لم اسجن بسبب انتسابي إلى القاعدة على الإطلاق ومن حقق معي آنئذ هو نفسه وزير الداخلية اليوم شخصيا ولم ينبس بكلمة القاعدة أبدا.
وأوضح العبسي انه بعد خروجه من السجن سكن في دمشق حيث مقر فتح الانتفاضة التنظيم الفلسطيني الذي كان ينتمي إليه قبل تأسيس فتح الإسلام في نوفمبر المنصرم.
كذلك نفى العبسي الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية اللبناني حسن السبع حول مسؤولية أعضاء من فتح الإسلام عن التفجير الذي وقع في منطقة مسيحية في فبراير وأدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال العبسي تعلمون إننا منذ الإعلان عن هذه الحركة ونحن متابعون امنيا. حتى أن لدى أجهزة الأمن عددا من الصور لمعظم الإخوة الموجودين معنا إن لم يكن للكل فليرونا صور هؤلاء الموقوفين وليقارنوها بكل صورنا الموجودة لديهم والتي يعرفونها جيدا.
و تحدث شاكر العباسي إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز قائلاً بأن أمريكا تحتاج إلى أن تعاقب بسبب تواجدها في العالم الإسلامي. وقد قال شاكر العباسي بالحرف الواحد إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز : السبيل الوحيد للحصول على حقوقنا هو استخدام القوة وهو السبيل الذي تتعامل به أمريكا معنا وبالتالي عندما يشعر الأمريكيون بأن حياتهم واقتصادهم عرضة للتهديد فإنهم سوف يعرفون ويفهمون أن عليهم أن يرحلوا.
نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون انترناشونال الأمريكية بتاريخ الخامس عشر من مارس الماضي تحقيقاً من إعداد مراسليها حمل عنوان (وجه جديد للقاعدة يظهر في لبنان) وتحدّث مراسلو الصحيفة عن ذهابهم إلى مخيم نهر البارد ومقابلتهم لعناصر الجماعة وتحدّثوا عن زعيم الجماعة المدعو شاكر العباسي وعن قيامه بالإشراف على تدريب المقاتلين ونشر أيديولوجيا تنظيم القاعدة.
و لاحظ مراسل الصحيفة الأمريكية إلى قيام أعضاء وعناصر تنظيم فتح الإسلام بتعليق صور أسامة بن لادن في أماكنهم الخاصة.و أشارت صحيفة إلى أن بعض مسئولي أجهزة المخابرات الشرق أوسطية يقولون بأن شاكر العباسي يمثل واحداً من أخطر العناصر من حيث قدرته على تجميع المجموعات والفرق الصغيرة من حيث الناشطين وتزويدهم بالمهارات والقدرات العسكرية و يستعين شاكر العباسي بمستشار اتصالات هو أبو الحسن عمره 24 عاماً وهو طالب ترك دراسته الجامعية في مجال الصحافة لينضم إلى جماعة فتح الإسلام ويشرف على مجلة إخبارية تهدف إلى تجنيد العناصر الجديدة للجماعة.و أشار مراسل صحيفة الهيرالد تربيون إلى أن العباسي قد تحدث إلى مراسل صحيفة التايمز اللندنية وقال بأنه لن يقوم بتنفيذ أي عمليات عسكرية داخل لبنان واعترف بأنه يقوم بإرسال المقاتلين إلى العراق وقال بأن تنظيمه (جماعة فتح الإسلام) يعمل في مخيم نهر البارد خصيصاً لهذا الغرض منذ بداية الحرب في العراق وبأن تنظيم (عصبة الأنصار) يعمل أيضاً خصيصاً لهذا الغرض ولكن في مخيم عين الحلوة الواقع على مسيرة نصف ساعة بالسيارة جنوب العاصمة بيروت.
و عن الوضع التنظيمي لفتح الإسلام، خص الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالشرق الأوسط، محمد عبد الرحمن، العربية نت بمعلومات عن تنظيم فتح الإسلام، مشددا على أن الشخصية الأقوى في التنظيم هي محمد علي عمر المعروف بلقب أبو حطاب. وهذه المعلومات لم يتسن للعربية نت التأكد منها من مصادر أخرى في لبنان وقال الأسماء التي أعلن عن مصرعها مثل أبو مدين الذي وصف بأنه الرجل الثاني أو الثالث وكذلك صدام الحاج ديب، هؤلاء من قيادات الصف الثاني وهم عادة يديرون الأمور العسكرية والقتالية.
وتابع أما قيادات الصف الأول الذي يديرون الفكر والتنظيم وسياسة الحركة فهم الثلاثي: محمد علي عمر (أبو حطاب) ولد في سوريا ويحمل الجنسية اللبنانية ويعيش في طرابلس، وشخص يسمى مروان وهو فلسطيني، والسوري محمد.ح.
وأوضح تقرير العربية نت أن محمد علي عمر أبو خطاب في الثلاثينات من عمره، وهو معروف جيدا في طرابلس. ويحمل أيضا لقب أبو عزام إلا أن هذا اللقب ليس شائعا إلا في الدوائر القيادية للتنظيم، ويقال أنه كان في الشيشان وأفغانستان. وهو المسئول الأول عن تأسيس التنظيم وليس شاكر العبسي. وأما مروان الذي لا أعرف اسمه كاملا فهو فلسطيني ويمسك الملف المالي للتنظيم، مقيم في مخيم عين الحلوة وكان يسافر لبغداد دائما. وأما السوري محمد.ح فقد كان مسئولا عن نقل الأوامر والتعليمات من المسئول الأول، وساعد المتطوعين الذي سافروا إلى العراق بالعودة إلى لبنان. وسبق له أن كان في القائم والأنبار في العراق.
و في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط نشرته في 1 مارس 2007 العدد 10320 قال الزعيم الذي تدور حول الشبهات شاكر العبسي إن كل الاتهامات ألصقت بنا وقيل إننا وافدون من سورية علماً بأنني كفلسطيني أردني تركت الأردن وأنا صغير جدا ومنذ السبعينات وأنا أتنقل بين المخيمات و نحن مجموعة من الشباب المسلم في تنظيم فتح الانتفاضة أعلنا راية لا اله إلا الله لما رأينا أن لا سبيل للوصول للهدف إلا بها لأن كل الرايات السابقة أسهمت في إفساد شعبنا وصار الخلاف على متر أو عودة لاجئ واحد. لقد ضيعنا الهدف
«لم اسجن في الأردن كما يدعون وسجنت في سورية لأنني كنت أحاول التسلل إلى فلسطين عن طريق الجولان ولم أقاتل في العراق كما يشيعون وإن كنت قد قاتلت ذات يوم في نيكاراغوا ويتابع ما هي تهمتنا؟ أننا نستقبل متطوعين و أحد مبادئ فتح أصلاً تجميع جهود الأمة فكيف حين نرفع راية لا إله إلا الله؟ .
و لكن من الملاحظ أن زعماء هذا التنظيم المعروفين لم يرتبطوا بأي وجه إسلامي بارز على الساحة الإسلامية سواء كان سلفيا أو جهاديا أو أي انتماء آخر إنما ورد اسم شاكر العبسي في الأردن عام 2002 حيث يُنسب إليه الضلوع باغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي وقد صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام في هذه القضية ولا يعرف على وجه التحديد طبيعة العلاقة التي ربطت العبسي بسائر المتهمين في هذه القضية وعلى رأسهم الزعيم السابق لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي.و كذلك لم يزكي أحد من قيادات إسلامية أو جهادية معروفة أي من قيادات هذا التنظيم .
و أما البيان الصادر عن تنظيم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الشام فهو يعزز فرضية التبعية لسوريا و البيان الصادر عن التنظيم لم يندد بأي ممارسة للنظام السوري ضد الفلسطينيين في لبنان بالرغم من ذكره لحركة أمل و لم يذكر أي شيء عن حزب الله و دوره ضد أهل السنة .
و الجدير ذكره أن النظام السوري منذ فترة طويلة و هو يجيد استخدام ورقة الإسلاميين في سوق المقايضة الدولية وعبر اختراق المخابرات السورية لكثير من الجماعات يمكن دفعها بطريق مباشر أو غير مباشر لتنفيذ مخططاته و استراتيجياته و كان جورج تينيت قد عارض بشدة فرض أي عقوبات على سوريا في أعقاب احتلال العراق و ذكر الإدارة حجم المساعدات الإستخباراتية التي قدمها النظام السوري للولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث عرف وقتها أن خلية هامبورج قد كشفتها المخابرات السورية و قدمتها للمخابرات الأوروبية و الأمريكية .و لا ننسى أيضا ابوعدس واعترافاته التلفازية المزعومة باغتيال الحريري, والأحداث الدامية العجيبة بين قوات الأمن السورية وأصوليين مزعومين من حين لآخر.
إن كثير من هذه التنظيمات الإسلامية من السهل إختراقها و من السهل على أنظمة كثيرة التلاعب بها لأغراض خاصة بها بدء من مسرحية المنشية عام 1954 و مرورا بالتكفير و الهجرة في السبعينات و قتلها الشيخ الذهبي و ليس انتهاء بالجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر بزعامة الزوابري و غيره و لهذه الأحداث قصة أخرى.
و ليس معنى أن توجه هذه الجماعة لصالح أهداف النظام السوري أن أفرادها و قياداتها كلها من المخابرات و لكن ما نريد قوله أنه سهل توجيه هذه الجماعة بطريقة وآلية معينة لصالح النظام السوري و لخدمة أهدافه .
salah71
26-05-2007, 08:57 PM
لحساب من تُحرق لبنان؟
الاثنين5 من جمادى الأولى 1428هـ 21-5-2007م الساعة 04:02 م مكة المكرمة 01:02 م جرينتش
الصفحة الرئيسة > تقارير > تقارير رئيسية
وليد نور
مفكرة الإسلام: عادت لبنان إلى واجهة الأحداث مرة أخرى بقوة، وهي التي لم تغب عنها كثيرًا منذ الحرب الأخيرة، غير أن العودة هذه المرة كانت مختلفة عن المرات السابقة؛ حيث اختفى العنصر الشيعي من الواجهة وبرز العنصر السني والفلسطيني بقوة لم تسبق منذ الحرب الأهلية اللبنانية وما تبعها من الحرب التي استهدفت المخيمات الفلسطينية.
بالتأكيد إن ما جرى ولا يزال يجري من اشتباكات في مخيم نهر البارد وضواحيها بين الجيش اللبناني وحركة "فتح الإسلام" لا نستطيع فصله عما يموج على سطح السياسة اللبنانية من أحداث، وما يجرى في داخلها من تقلبات، بل إننا لا نستطيع أن نفصل بين ما يجري في لبنان والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، حيث أضحت لبنان منذ سنين كثيرة ساحة للآخرين يعبثون بأمنها واستقرارها من أجل أهدافهم ومخططاتهم.
"فتح الإسلام" والنشأة الغامضة:
لولا الظروف الغامضة التي أحاطت بظهور "فتح الإسلام" لكان ظهورها طبيعيًا في ظل الأوضاع السياسية الملتهبة، والصعود الشيعي المستفز، غير أن كثيرًا من المؤشرات شجعت بعض المراقبين على القول بأن "فتح الإسلام" صنيعة سورية أو على أحسن الأحوال "مخترقة" من المخابرات السورية.
ظهر اسم "فتح الإسلام" لأول مرة في سبتمبر الماضي؛ حيث أعلن شاكر العبسي انشقاقه ومجموعته عن حركة «فتح ـ الانتفاضة» وإقدامه على احتلال مراكزها في مخيم البداوي، وتقول مصادر أمنية إن القيادة الفعلية لهذه المجموعة تعود للسوري «أبو مدين»، وأن الشعارات الإسلامية ليست سوى عامل تمويه.
عند محاولة سوريا نفي صلتها بحركة "فتح الإسلام"، قال وزير الداخلية "بسام عبد المجيد": إن "فتح الإسلام هو أحد تنظيمات "القاعدة" التي تخطط لأعمال إرهابية في سوريا، وجرى كشفها في أغسطس 2002، وأوقف عدد من أعضائها مع مسئولهم شاكر العبسي"، ثم كشف "عبد المجيد" عن أن "العبسي" حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات أطلق سراحه بعده، ولما رغبت السلطات الأمنية في اعتقاله كان قد اختفى.
تصريحات "عبد المجيد" زادت من الشكوك في صلة المخابرات السورية بالعبسي، حيث لم يعهد عن النظام السوري، ولا يتصور عن أي نظام آخر، أن يتعامل بهذه الرقة مع شخص متهم بالانتساب للقاعدة والصلة بالزرقاوي والتخطيط لأعمال "إرهابية"، أو أن تتركه السلطات الأمنية يفلت من مراقبتها بكل هذه السهولة إلا إذا كان يعد لأمر ما.
مما يزيد من الغموض حول "فتح الإسلام" الصعود السريع لقوتها، حيث أصبحت في غضون أقل من ستة أشهر منظمة قادرة على شل عاصمة لبنان الثانية، ومحاصرة الجيش اللبناني؛ من خلال تمركزها في أكبر مخيمات الشمال اللبناني، فضلاً عن الإمكانات المادية الهائلة التي تتوفر للتنظيم، والقدرات التدريبية العالية، وهي أمور من الصعب توفرها في بيئة مثل لبنان عرف عن سلطاتها الأمنية مطاردتها وتتبعها الدقيقة لكل ما يمت للإسلام السلفي بصلة، فكيف إذا كان الحال بمجموعة مسلحة، ولعل مما يزيد من الشكوك حول التورط السوري عرض سوريا إبان الحرب الأخيرة على الولايات المتحدة تحديد أماكن عناصر القاعدة في لبنان والمساعدة في اعتقالهم، وهو أمر يؤكد التغلغل السوري داخل الشمال اللبناني رغم الانسحاب.
أيًا كان الأمر وسواء أكانت سوريا تقف وراء "فتح الإسلام" أو يقف غيرها، إلا إننا لا نستطيع أن نتهم "فتح الإسلام" بالعمالة الكاملة لتلك الفئة أو لهذا الطرف، فالظروف التي يعيشها السنة في لبنان تشجع على نشوء تلك الأوضاع، وبالتأكيد هناك من يحاول استغلال تلك الظروف لإشعال الأحداث بشكل يصب في نهاية الأمر في صالحه، والذي يأتي كثيرًا على حساب السنة.
الاشتباكات الأخيرة:
بدأت الاشتباكات الأخيرة، والتي لا تزال مستمرة بشكل متقطع، بعد أن تعرض فرع مصرف البحر المتوسط في أميون للسرقة، واتُهمت حركة "فتح الإسلام" بالوقوف وراء عملية، وقررت السلطات الأمنية تنفيذ مداهمات محددة، غير أن الطرف الآخر، والمتهم بأنه "فتح الإسلام" استعد لهذه الأوضاع واقتحم مواقع الجيش في تخوم مخيم نهر البارد، واندلعت الاشتباكات التي لم تستطع القوات الأمنية السيطرة عليها فاستعانت بالجيش؛ مما جعل لبنان تشهد يومًا داميًا لم تشهد مثله منذ سنين عديدة، خاصة وأن حركة "فتح الإسلام" ردت سريعًا وفي نقاط محددة ومدروسة على الجيش؛ الأمر الذي يثير الشكوك مجددًا عن الجهة المتنفذة والتي تقف وراء "فتح الإسلام" وتمده بكل هذه المعلومات، ثم تعمُد "فتح الإسلام" استهداف الجيش يوحي بأن الهدف هو جر الجيش اللبناني إلى "حرب أهلية" جديدة، خاصة بعد أن سارع عدد من اللبنانيين إلى تلبية الدعوات التي صدرت لمؤازرة الجيش والقوى الأمنية فحمل بعضهم السلاح وخرج إلى الشوارع للمشاركة في القتال.
لصالح من؟:
يبقي السؤال الأهم، لصالح من هذه الأحداث الدامية التي أشعلت شمال لبنان، ولا تزال تداعياتها السياسية مشتعلة؟، ليس من السهل الإشارة إلى جهة واحدة تستفيد من مثل هذه الأحداث في لبنان، فما تنفجر قنبلة في الساحة اللبنانية الرخوة إلا وعمل كل طرف على الاستفادة منها لصالحه، والأطراف هنا ليست مقتصرة على الشأن الداخلي فحسب، بل إنها تمتد لتشمل الأطراف الخارجية أيضًا، غير أن الحادث الأخير يصب في اتجاهات متعددة منها:
- قضية المحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري، وهو الأمر الأبرز الذي يميل إليه الكثيرون، إلا إنه بالتأكيد ليس الأمر الأوحد، ويقول "صبحي الطفيلي" الأمين الأسبق لحزب الله تعليقًا على تلك الأحداث: "كلما تقدمنا قليلاً سيكون الصيف حارًا، وهذا على حساب الناس، وهذا مقدمة للمحكمة".
وبالتأكيد فإن مثل تلك الأحداث لن تعرقل قرار إنشاء المحكمة، ولكن كفيلة بتوتير الأجواء السياسية بشكل يرجع إلى كل طرف قدرته في الاستفادة منه.
- قضية إسقاط الحكومة، فالمعارضة المتمثلة في "حزب الله" و"عون" حاولت استغلال هذه الأحداث لتجديد دعوتها إلى تغيير الحكومة، فدعا بيان "حزب الله" إلى "تطويق الأحداث والاشتباكات الحاصلة والقيام بمعالجة سياسية جريئة لإنهاء الأزمة القائمة، وهي بالدرجة الأولى مسؤولية الفريق الحاكم في السلطة، الذي عليه أن يبادر ويتحرك ولا يترك الساحة تحترق"، أما الجنرال "ميشال عون" فكان أكثر وضوحًا حيث صرح قائلاً: "اليوم لا نرى حلاً جديًا لمعالجة كل الأزمات القائمة إلا برحيل هذه الحكومة، ولا نريد بعد اليوم أن نسمع اجتهادات وتبريرات".
غير أن الأمر بالتأكيد لن يقف عن تلك البيانات، بل لا يستبعد أن تتورط أصابع المعارضة "من بعيد" في تأجيج الأوضاع التي لم تستطع تأجيجها عبر الاعتصامات والإضرابات في بيروت، فلعل تأتي الفرصة عبر نقل الصراع إلى داخل البيت السني، وإلى معاقل الحزب الحاكم.
المخيمات الفلسطينية، تبقى النقطة الأخطر التي تتعلق بها هذه الأحداث هي قضية المخيمات الفلسطينية والتي تطالب فئات من السياسيين اللبنانيين بفرض السيطرة الكاملة عليها، بل إن عون بالغ في بيانه، حيث اتهم الفلسطينيين بالغدر، فقال: "حقًا إنه ليوم أسود أن يستهدف جيش على أرضه وهو يسعى إلى تثبيت الأمن والاستقرار، على يد من استضافهم وأمن لهم المسكن والمأوى.. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الجيش اللبناني لهذا الغدر"، هذه البيانات من عون وغيرها تعيد إلى الأذهان ما تعرضت له المخيمات الفلسطينية من جرائم بشعة في الحرب الأهلية اللبنانية، فهل تكون تلك المخيمات الساحة التي ينهي فيها الفرقاء اللبنانيون خلافاتهم؟.. ربما.
أهل السنة بين الشمال والجنوب:
يبقى أن نقول أن أسوأ ما تسفر عنه تلك الأحداث هو التشويه المتعمد لأهل السنة في لبنان، حتى اعتبرت المعارضة وجود حركة "فتح الإسلام" دليلاً على "التطرف" السني في لبنان، والمطالبة بالتشديد على "المسلمين السنة" بينما يتم التغاضي عن "السلاح الشيعي" لأنه "عنصر استقرار" على حد زعم عون في بيانه.
إن تلك الأحداث مؤذنة بخطر محدق بالسنة في لبنان، ولعل ما يؤكد ذلك حملة التوقيفات التي شهدتها طرابلس قبل أسابيع قليلة، وبرزت وقتها مخاوف، تزداد الآن، من صدور قرار بملاحقة وتفكيك الحالة السلفية، تكرارًا لما حدث في عامي 1999 و2000.
salah71
27-05-2007, 02:04 AM
السنيورة يستنكر معارضة نصر الله اقتحام الجيش لمخيم "نهر البارد"
السبت 10 من جمادى الأولى 1428هـ 26-5-2007م الساعة 10:19 م مكة المكرمة 07:19 م جرينتش
الصفحة الرئيسة > الأخبار > العالم العربي والإسلامي
مفكرة الإسلام: استنكر فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني تصريحات حسن نصر الله ،الأمين العام لحزب الله، والتي عارض فيها اقتحام الجيش اللبناني لمخيم "نهر البارد" شمال لبنان للقضاء على تنظيم فتح الإسلام.
وأشار السنيورة إلى عدم مبادرة نصر الله بإدانة ما جرى في المخيم بشكل واضح واعتداء مسلحي تنظيم فتح الإسلام على قوات الجيش اللبناني، معتبرًا أن موقف نصر الله "يؤمن غطاءً لعناصر التنظيم"، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية.
وفي الوقت ذاته، أشار المسئول اللبناني إلى احتمال وجود علاقة بين "فتح الإسلام" وسوريا، إلا أنه لم يصل إلى حد اتهام سوريا صراحة، رابطًا بين ما يجري وما قال إنه تقدم يحصل في موضوع إقرار المحكمة الدولة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وعلى الصعيد ذاته، ألمح السنيورة كذلك إلى احتمال وجود رابط بين فتح الإسلام والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، أحمد جبريل، الذي يتخذ من دمشق مقرًا له.
ومن جهته، استبعد أحمد فتفت وزير الشباب والرياضة اللبناني، تحول المواجهات بين مسلحي التنظيم والجيش اللبناني إلى حرب استنزاف، مؤكدًا أن "التوجه هو نحو قرار حاسم قريبًا إذا لم تحل (المسألة) سياسيًا"، مشددًا على أن الحل السياسي لا يمكن أن يتم إلا باستسلام غير مشروط لمقاتلي جماعة فتح الإسلام، وإلا المقابل ستكون المعركة مستمرة بين الجيش وعناصر التنظيم المسلح.
وفيما يتعلق باحتمال اقتحام الجيش للمخيم، أشار فتفت إلى أن ذلك قرار عسكري يتخذه الجيش، وأنه لا "خط أحمر" سياسيًا أمام الجيش، موضحًا أن الهدوء القائم حاليًا هو لإعطاء "القوى الفلسطينية الوقت الكافي لحماية المدنيين وإقناع الإرهابيين بتسليم أنفسهم"
كما جدد فتفت اتهام سورية بالوقوف وراء قيادة التنظيم، مميزًا بين القيادة "المرتبطة بالأجهزة السورية" و"الأفراد المغرر بهم الذين يعتقدون فعلاً أنهم يقومون بعمل من أجل الدين"
وفي الإطار ذاته، يواصل الجيش اللبناني حصاره لمخيم نهر البارد لليوم السابع وسط أنباء عن إطلاق نار متفرق في المنطقة اليوم السبت، وكانت الاشتباكات بين الجيش وفتح الإسلام قد أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين فضلاً عن المدنيين.
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=43326
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved