المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فك طلاسم معركة الحواسم /تجميع/



صالح بن شعيب
03-08-2004, 08:27 PM
(( ))













29/ جمادى الأولى/1425 17/ تموز / 2004







قام بتجميعها


شعيب بن صالح












مقدمة




إخواني هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من البيانات والمقالات أنز لها أخونا محب المجاهدين على النيت وقمت بتجميعها وأعطيتها عنوان فك طلاسم معركة الحواسم وهي تعتبر بمثابة رد للكتاب الأول وهو السحر والطلاسم في معركة الحواسم هذا بعد الإعتذار من الأخ محب المجاهدين وأرجوا من الله أن تعم الفائدة وأن نكون بذلك نساعد على تخلص المسلمين من تأثير السحر الإعلامي اليهودي







































المحتويات









الجزء الأول : خيارات النصر عند صدام والحكمة بالإختيار
الجزء الثاني: حرب العصابات السوسة المهلكة لمغول العصر
الجزء الثالث: الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها بعد
الجزء الرابع: دور قصي في المعركة
الجزء الخامس : الأشباه والحقيقة الغائبة
الجزء السادس : كشف المبررات الكاذبة
الجزء السابع : خاتمة


















الجزء الأول


خيارات النصر عند صدام و الحكمة بالاختيار


قبل أن تبدأ المعركة في العراق كان أمام القيادة العراقية عدة خيارات لصد مغول العصر , تعالوا لنتناول أحد خياراتها و نبين النواحي الإيجابية و السلبية لكل خيار , و ندرك من خلالها ما حدث في بغداد أكان صدفة أم أمر مخطط له مسبقاً .

أولاً : الضربة الاستباقية : - لقد كان التجمع العسكري للقوات الأمريكية في الكويت كبير أكثر من 250 ألف جندي في بقعه صغير تمثل صحراء الكويت فلما لم تلجئ العراق للضربة الاستباقية الحاسمة التي تتمثل بإفراغ سيل رهيب من الصواريخ البالستية أرض – أرض التي قالت الأوساط الاستخبارتية المعادية بأنها تصل إلى 7000 صاروخ من نوع الطارق و الرعد و الفتح و الصمود و سجيل الليث و أبابيل و الغضب ……… الخ من الصواريخ البالستية التكتيكية القصيرة المدى التي يتراوح مداها ما بين 70 إلى 200 كم و التي تحمل عادة برؤوس ذات تأثير مساحي ( العنقودية أو الصدمة المدمرة ) , و لكن ربما يجيب أحدنا أن هذا مستحيل لوجود سيطرة جوية معادية مطلقة على سماء العراق لن يسمح بتواجد أعداد كبيرة من منصات الإطلاق على الأرض و لو حتى تم نشرها على أكبر مساحة ممكنة .
و الجواب على ذلك نقول أن هناك عدة حلول تسمح لهذا الأمر بالحدوث رغم السيطرة الجوية المطلقة و منها تركيز الدفاع الجوي العراقي المتمثل بالطائرات و الصواريخ و المدفعية المضادة لحماية منصات الإطلاق الصاروخية من خلال اشغال الطائرات بالطائرات أو إشغال الطائرات المعادية بمناورات الإفلات من صواريخ السام أو بناء سدود نارية ضخمة من المدفعية المضادة بكافة أعيرتها ( 20 و 23 و 25 و 30 و 57 ملم ) يمكنها أن تصد حتى الذخائر المنطلقة من الطائرات أو المحملة بصواريخ كروز و قد برع العراقيين بذلك بعد أن دربوا على ذلك لعدة سنوات يد ضباط صربيين على هذا السلاح و قد شهدنا يقيناً كفاءة سلاح المدفعية م/ ط في شاشات الفضائيات ضد صواريخ كروز في بغداد .
ليس ذلك فحسب بل كان بالإمكان أيضاً دعم الهجوم الصاروخي الاستباقي بسلاح حيوي يتمثل بطائرات فدائية تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً دون الكشف الراداري لتلقي بكميات كبيرة من قنابل الفيول المتفاعل مع الهواء FAE و الذي يولد دماراً مهولاً و المعروف أن العراق يمتلك مخزون كبير من هذه القنابل المساحية العملاقة .
كما يمكن أن يقوم أيضاً 500 طيار استشهدي من فدائي صدام بعمليات انتحارية تم التدرب عليها بعناية لتشمل حتى الأسطول البحري المعادي , يليه إنزال جوي بالسمتيات الروسية لفرق حرس جمهوري مجولقة ( محمولة جواً) كما حدث عام 1991 , تقوم بحسم الأمر .
و لكن و بناءاً على المعطيات التي أوردناها بالسطور السابقة يبرز السؤال الجديد و هو : ما دام صدام يمتلك مقومات الضربة الاستباقية الناجحة التي كان من الممكن أن تقلب الموازين و تصنع النصر السريع , فلما لم يلجئ إليها القائد صدام , و الجواب هو الخوف على العراق من أسلحة الردع الأمريكية .
لأن هذه الضربة على قدر إيلامها للعدو فهي تعطيه مصوغ شرعي بالرد بضربات نووية تكتيكية تصنع النصر في ساعات معدودة و تسبب الردع و الرعب للعالم العربي و العالم أيضاً , إضافة لأنها سوف تقتل ما لا يقل عن 4 ملايين عراقي و تدمر 70 % من العراق على أقل تقدير هو و مقدراته الحضارية و القومية و الاقتصادية و الثقافية و حتى الدينية .



تناولنا في الموضوع السابق الخيار العسكري الأول في مواجهة الهجمة الصليبية على العراق و الذي كان من الممكن أن ينتج عنه جعل العراق المحطة الأولى أو مختبر التجارب الأول للقنابل النووية التكتيكية السطحية و الخارقة للأعماق و ذاكرة التاريخ لم تنسى هيروشيما و نكازاكي اللتان دمرتهما غطرسة أمريكا بعد أن أتمت بناء قنابلها الذرية ( ليتل بوي لهيروشيما و بغ مان لنكازاكي ) انتقاماً لضربة ميناء بيرل هابر الاستباقية الوقائية الجوية اليابانية في جزر هاوي مستهدفة الأسطول الأمريكي , و اليوم سوف نتناول في هذا الموضوع التكتيك الثاني و هو الخيار المجرب عند العراقيين .

ثانياً : الهجمات المرتدة : هذا النوع من التكتيك العسكري استخدم سابقاً في عام 1991 عندما حاصرت قوات الحرس الجمهوري التابعة لفرقة حمورابي و نبوخذنصر لـ 100 ألف جندي أمريكي كانوا يمثلون الفيلق المدرع السابع في منطقة الأهواز في جنوب العراق بـ 750 دبابة من نوع أسد بابل ( ت 72 معدلة من الجيل الرابع ) .
و أدى هذا الهجوم التلاحمي المرتد الذي حُيد فيه الطيران إلى و قف الحرب بعد أن فقد العدو 86 دبابة من دباباته بقذائف أسد بابل الحرارية FAE , و بعد أن اكتشفت المخابرات العراقية أن اليورانيوم المستنفذ يدخل في تركيب معدن التدريع في دبابة أبرامز الأمريكية و الذي ترتفع حرارته بشكل كبير يؤدي إلى صهر الطاقم في حال تعرضه لطاقة حرارية مفاجئة و كبيرة .
و اليوم كان من الممكن أن يختار العراقيين هذا الخيار الذي أفلحوا به من قبل ضد الأمريكيين و الإيرانيين من قبلهم و بسلاح صدمة مناسب فمالذي منعهم من ذلك الخيار هذه المرة و يمكننا في السطور التالية الإجابة على ذلك:
لقد لجأ الأمريكيين في حربهم الأخيرة إلى أساليب قتالية جديدة لم تكن مجربة من قبل , منها على سبيل المثال استخدام الغطاء الجوي المواكب و ليس التمهيدي فقط و هذا الأمر يجعل الهجوم ضد هذه القوات ضرب من ضروب الانتحار لأن المهاجم سوف يتحول لصيد سهل للطائرات العمودية و النفاثة المواكبة الضاربة , هذا أمر أما الأمر الأخر فيكمن في ظهور تشكيلات جديدة عالية التدريب عند العدو تسمى بمجموعات المراقبة الجوية الأمامية FAC و التي يتم إنزالها في العمق بواسطة السمتيات ( الحوامات ) الخاصة و مهمة هذه المجموعات مراقبة التحركات الأرضية و تعيين الأهداف و نقل الإحداثيات رقمياً أو عن طريق إضاءة هذه الأهداف بالليزر لتوجيه السمتيات و المقاتلات القاتلة للدبابات أمثال ثاندربولت ( قذفة الصواعق ) و وورثوغ ( سوط الحرب ) نحو المخروط الإشعاعي الليزري المرتد أو المنعكس عن هذه الأهداف المضاءة إضافة إلى الذخائر المنزلقة على الليزر التي تلقى أو تطلق من الطائرات أو تقذف من الأرض مما يجعل العدو بمنأى عن مخاطر الهجمات المرتدة و من مسافات آمنة بسبب وجود هذه الوحدات الخاصة الملقبة بجنود الظل Shadow Solders .
و لكن هذا لا يعني أن القيادة العراقية كانت عاجزة عن إيجاد تكتيكات مناسبة فهي أيضاً لديها مجاميع خاصة من مغاوير صدام تستطيع أن تقوم بعمليات الرصد المتقدم بشكل مقارب لما تقوم به الوحدات المعادية فهي تنقل السموت عن طريق شيفره رقمية ليزرية أو عن طريق أسلاك الليف الضوئي بشكل يصعب معه كشفه أو التصنت عليه أو حتى التشويش على هذه الاتصالات .
كما أن الحرس الجمهوري الذي يملك أفضل تسليح في القوات العراقية كان يتبع تكتيك مضاد يحجم من التفوق الجوي الأمريكي يعتمد على الاندفاع السريع للكتلة المدرعة و اللجوء إلى أساليب التضليل التي اشتهرت بها دبابة أسد بابل و التي من بينها التفجير الذاتي الوهمي و الدفن الذاتي في الرمال أو الغوص في الماء حتى عمق 5 متر أو باستخدام أجنحة العكس الركني المضلل للموجات الرادارية أو الدخان الأبيض المضلل لليزر و نظم التوجيه الكهروبصرية , ليس ذلك فحسب بل أن هذه النخبة المسلحة زودت بأطقم دفاع جوي معزز بشكل كبير جداً بحيث يواكب الدبابة المهاجمة و المدرعة المهاجمة ( ب م ب ) الداعمة لها أو الناقلة للجند ( ب ت ر أو ب ر د م ) عربة مدفعية م/ط رباعية ( تشيلكا ) عيار 23 ملم أو ثنائية ( منغوسكا ) عيار 30 ملم إضافة إلى عربات حاملة للصواريخ م/ ط قصيرة المدى ( أوسا (سام 8 ) الراداري و ستريلا 1 (سام 9 ) الحراري و ستريلا 10 (سام 13 ) الكهروبصري ) والطويلة المدى المتحركة ( كاب ( سام 6 ) أو صاروخ الكاسر العراقي ) يضاف إلى ذلك أيضاً و جود مع كل عنصرين من أصل عشرة عناصر مقاتلة من الحرس الجمهوري صاروخ كتف م/ط من نوع ايغلا 1 ( سام 16 ) أو ايغلا 2 ( سام 18 ) , ليس ذلك فحسب بل أيضاً أنه في حالة الصدام تقوم المدفعية م/ط بتشكيل سحب مصدات نارية من الكرات و المكعبات المعدنية الصلبة التي تستهدف كل ما يطير أمامها , و لحماية هذه الكتلة المهاجمة من النيران الأرضية المعادية , فقد اشتهرت وحدات الدعم الصاروخية و المدفعية و المدفعية الصاروخية التابعة للحرس الجمهوري العراقي بتوليد ما يعرف بالبساط الناري و هو البديل الإستراتيجي عن طائرات الدعم القريب و في حالة ضعف أو إنعدام الرصد الأرضي يكون القصف أعمى و لكن على مبدأ البساط الناري الذي ولده الروس ضد الألمان في عملية بربروسا , بحيث يكون أكثر كثافة نارية .
و بعد فإننا نستخلص مما تقدم أن إمكانيات رجال النخبة من القوات المسلحة العراقية لدخول معارك تلاحميه ناجحة إلى حد ما مع العدو كبيرة جداً خصوصاً إذا تحطمت معنوياته أو اعتراه الخوف الشديد الذي يجعل خسارته مؤكدة و هذا وارد جداً بالنظر إلى المهارات الفردية و الشجاعة والصبر النادرين عند الحرس الجمهوري و الحرس الخاص العراقي .
فمالذي منع القيادة العراقية من المضي في هذا التكتيك الذي تحترفه قوات النخبة المقاتلة العراقية , و الجواب هو أن المخابرات الخارجية العراقية ( أمان ) I I S تمكنت من معرفة أن سفاح فيتنام دونلد رمسفلد وزير الدفاع الأمريكي قد أطلق العنان للقوة الجوية الأمريكية الخاصة بإستخدام مبدأ كان يستخدم بشكل محدود في فيتنام و تم تحويلة إلى أسلوب ردع استراتيجي , و يسمى هذا المبدأ أو التكتيك بالسهم المكسور ( التدمير المتبادل ) Broken Arrow وهو يعتمد على معلومات المراقبة الميدانية و الاستخبارتية فإذا كانت هذه المعلومات توحي بأن كفة الرجحان بالنصر لصالح العراقيين عندها يتم إلقاء بواسطة طائرة خاصة ( دي سي 130 فينكس أو سي 17 جلوب ماستر ) لما يعرف بالبدائل النووية المتمثلة بما يعرف عند الأمريكيين بالقنبلة الخاصة أمثال مستودع ديزي كاتر ( مقطعة الأقحوان ) Daisy Cutter التي تزن 15 ألف رطل (7 طن تقريباً ) و هي تحوي خليط متفجر خاص مكون من مادة نترات الأمونيوم و مادة البولتسرين الرغوي و مسحوق الألمنيوم و هذا الأخير يحدث تأثير إضافي عجيب لهذه القنبلة إذ ينتج عنه نتيجة تيار الاحتكاك الضاغط الذي يصل إلى 1000 رطل ضغط على البوصة المربعة صوت حاد جداً ( صفير ) تقوم موجاته الحادة الناتجة عنه بصعق أو إتلاف مواطن معينة في الدماغ تؤدي بدورها إلى القتل الفوري و هذا التأثير الثانوي المضاف إلى التأثير الرئيسي المتمثل بقوة التقطيع بالضغط العالي ذو السرعة الفوق صوتية لكل ما هو موجود في مساحة 4 كم مربع هو بمثابة التأثير الإشعاعي للقنابل النووية و الذي يمتد إلى قرابة 6 كم عن المركز .
و قد استخدمت هذه القنبلة في الفيتنام و الكويت عام 91 لأغراض نفسية و لتدمير خطوط الدفاع الهندسي الغير مأهولة , و قد ظهر استخدامة ضد الأحياء بغية القتل الجماعي و تدمير التكتلات القتالية في زمن ادارة بوش الفاسدة ضد أفغانستان في محيط مزار شريف و أسفر عنه إصابة و مقتل المئات من المجاهدين , و أخيراً كان الإستخدام الأخير في محيط بغداد ضد الحرس الجمهوري مباشرة بعد أن تأكد لمجاميع المراقبة الأمامية الجوية الأمريكية أن الحرس الجمهوري لا زال بكامل قوته بعد انتهاء موجة القصف المركزة التي قامت بها قاذفات ب 52 ستراتوفورتريس ( القلاع الإستراتيجية ) العملاقة .
و قد تأكد ذلك في حينها من خلال الوابل المدفعي و الصاروخي المضاد للطائرات و الذي صدر من أسلحة الحرس الجمهوري المضادة و تسبب في سقوط ثلاثة سمتيات أباتشي و إعطاب 27 أخرى .
و يبدو أن مخزون هذا النوع من القنابل قل بشكل كبير أو أصبح متقادم بشكل لا يخدم شرور الصهاينة المتأصل أو تبين عدم جدواه بالشكل المنشود منه بعد أن حقر من شأنه وزير الإعلام العراقي حينها محمد الصحاف و وصفه بمستودع البراغي و العذق , لذلك كان لابد من بديل عن سلاح الصدمة الإستراتيجية القديم فكان البديل ما عرف إعلامياً بأم القنابل أو عسكرياً و استخبارتياً بالهرمجدون ( نهاية الأزمنة) MOAB ( العتاد الجوي ذو التدمير الهائل ) التي تزن 10 طن ( أكثر من 22000 رطل ) و رغم أن هذه القنبلة هائلة التدمير فهي فهي إضافة إلى ذلك دقيقه جداً و نسبة خطأها الدائري لا يتجاوز الأمتار و سبب أنها موجه بالأقمار الصناعية GPS ( محدد الموقع العالمي ) من خلال التوجيه بموجات الرنين المغناطيسي ( الموجات الفوق صوتية ) , و هي في الحقيقة قنبلة جهنمية تفوق قدرات الفتك فيها أضعاف ما كان في سالفتها بل أن قدرتها تساوي أو تفوق قدرات القنابل النووية التكتيكية , لذلك تم اجراء الإختبارت عليها قبل تجربتها العملية برؤوس غير حقيقة , فهي مكونة من خلطة تدميريه خاصة هي الباريوم الحراري و مادة تيتانيوم بورون الليثيوم البركلوريك التي تتفاعل تفاعلاً حرارياً كبيراً في درجة 538 درجة مئوية لينتج عنها حرارة عالية جداً تصل إلىآلاف الدرجات المئوية و لفترة زمنية طويلة نسبيا ً لضمان الموت و الفناء لكل من شئ موجود في دائرة التأثير فيها و يساعد مع هذه المادة الفتاكة مادة مسحوق النحاس الذي تنثره القنبلة في محيطها نتيجة الضغط الهائل الناتج عن الباريوم الحراري لمسافات كبيرة و التي تعمل كناقل حراري و مولد لموجات كهراطيسية حارقة للشرائح الإلكترونية و مسرعة لجزيئات المواد بشكل كبير جداً و قد نتج عنها عندما استخدم قنبلتين منها في غرب بغداد ضد الهجوم الارتدادي الذي قامت به فرقة النداء المدرعة التابعة للحرس الجمهوري العام إفناء اللواء 23 ( 5000 عنصر ) و اللواء 26 ( 5000 عنصر ) و كان التأثير في محيط مركز المحو للقنبلة التي جردت اللحوم عن العظام بالموجة الصاعقه الحرارية الكهراطيسيه الهائلة التي فحمت معادن آلياتهم في المحيط التأثيري للقنبلة بعد أن صهرت و بخرت كل من كان في المركز الحراري , وقد أصبحت فيه تلك المعادن المتفحمة كالزجاج الرديء الذي يتهشم مع أبسط الصدمات و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و مما زاد الطينة بله هو وضع العدو تكتيك يخفف تأثير هذا السلاح الرهيب على تكتلاته المقاتلة المتلاحمة بشكل كبير من خلال الإخلاء الجزئي أو الكامل لقواته من الآليات الملتحمة و من ثم إخلائها جوياً كمرحلة أخيرة .
و وفقاً لما تقدم في السطور السابقة نجد أن تكتيك الهجمات الارتدادية ضد الآله العسكرية الأمريكية المصممة لمجابهة سبعة جيوش مجتمعة تليها بالترتيب بالقوة , أمر غير مجدي و ينتهي بالفناء للمهاجم .
و بعد فإني لم أشأ في موضوعي هذا أن أبالغ في وصف قوة عدوي واعظم من شأنه , بقدر رغبتي في تبيان الحقائق التي غيبها الحماس المفرط لدى البعض من أمتنا فاصبح يلقي اللوم جُزافاً ضد تصرفات القيادة العسكرية المختصة العراقية .
و الله أكبر ..... و الله أكبر ........ و العاقبة للمتقين
. سوف نتناول اليوم التكتيك الأول الذي كان مشتركاً بين طالبان و القاعدة و العراق فما سر هذه العلاقة التي جمعت بين هؤلاء , هل هي وحدة الهدف أم وحدة الدين فالشريحة الأكبر من الناس يرون أن الاختلاف بالتوجه بين القائد صدام و الملا عمر أمير المؤمنين و الشيخ أسامة كالبعد بين المشرق و المغرب متناسين أن العدو واحد و مبتغى هذا الأخير واحد أيضاً و أن الدين واحد و أن الهدف واحد و هو إقامة الخلافة الراشدية نعم إقامة الخلافة الراشدية فربما يجهل كثير منكم شغف القائد صدام بالتاريخ و تقديسه لأمجاد الإسلام و الجاهد الذي تمثل في أسمى آياته في عهد الخلافة الراشدية و توحيد العالم الإسلامي و العربي هو الهدف الأسمى عند صدام و قد كانت أول الإثباتات على ذلك هي وحدة الخطة العسكرية و سوف نجد هذا واضح إذا استرجعنا الأحداث في الدولتين و أجرينا المقارنة .
و ما القناع العلماني الذي تتقنع به القيادة العراقية تحت التسمية البعثية إلا حالة شكلية لكي يحكم من خلالها الخليط الغريب من الأجناس و الطوائف و التوجهات الدينية في العراق .
فمن منكم لم يشهد تدين صدام و تحريضه و عمله على إقامة شرع الله في الأرض و إقامة حدود الله تماماً كما فعلت طالبان فأشعلوا عليهم غضب الصهاينة و الصليب إرضاءاً لله و لو لم يكن صدام كذلك لما اتخذ من القائد عزت إبراهيم الدوري نائباً له و خليلاً رغم أن هذا الأخير كان شديدة التدين و لو لم يكن أيضاً صدام كذلك لما التجأ لأهل الله بعد الله , أثناء مرضه العضال أكثر من الطب فكان الشفاء العجيب لم الذي لم يسجل له سابقة طبية و أصبح محور كتاب أحد الأطباء الفرنسيين , و لولا توجه صدام الديني لما إعتمد على المجاهدين أكثر من إعتمادة على جنده و خاصتة أثناء حربة الأخيرة .
قد يكون صدام في الحقيقة ذا توجه علماني في الأصل و إلا لما كان وصل إلى السلطة , و لكن كونه كان رجل مبادئ فلا يمكن للمبادئ أن تتجسد بالنهاية إلا بالدين في أخر المطاف لأنه شريعة الله هي شرعة الكمال التي لا اعوجاج فيها .
و تعالوا الآن لنعود إلى التكتيك الثالث المتبع هذه المرة من قبل القيادة العراقية و لكن لمدة لم تصل إلى عشرين يوم فلماذا .

ثالثاً : حرب المدن الاستنزافيه ( قلاع الحرب) : عُرف من قديم التاريخ أن القوى المهاجَمة التي تكون أقل قوة من القوى المهاجِمة تتحصن في أسوار أو قلاع أو خنادق و قد شهدنا بالسنة الشريفة هذا الدور في معركة الخندق و الأحزاب عندما كان تفاوت القوى بين المسلمين و المشركين كبير جداً بالعدد و العدة .
و قد أعدت الإمارة الإسلامية في أفغانستان و قيادة مجلس الثورة في العراق المدن على هذا الأساس قلاع حرب و لكن بصورة معاصرة تتوافق مع تغير أساليب و أشكال الحرب , نظراً للتفوق التقني و الجوي المفرط لصالح العدو .
و ذلك من خلال الانكفاء في المدن بين الناس و الأبنية أو الانتشار في محيط هذه المدن في مساحات كبيرة وأماكن حصينة و بأعداد قليلة متنقله بشكل دائم و ذاتية القيادة و جيدة التمويه و التسليح كما أشار لذلك الشيخ الصادق أسامة بن لادن حفظة الله في تكتيكات القاعدة في أفغانستان .
و هذا التكيتك يمكن المدافع من إدخال العدو في كمائن قاتلة و يعرضه لهجمات مرتدة قصيرة و سريع على مبدأ أضرب أهرب و قد كان هذا جلي في العراق بالدرجة الأولى و أفغانستان الأقل إمكانيات بالدرجة الثانية .
و لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا م ادام هذا التكتيك ناجح و مجرب فلما لم تستمر به القيادة العراقية و لتوضيح ذلك نورد أهم الأسباب :
1. وفق للتجربة التاريخية فإن المدن أو القلاع التي صمدت كانت قليلة و كان سبب سقوطها هو نقص الإمدادات أو فنائها أو تراخي و انهيار القوة المدافعة أو تداعي التحصينات أو حدوث اختراق من خلال نقاط ضعيفة أو نتيجة خيانة……… ….. الخ مما يجعل النصر في النهاية هو الحليف الأكبر للحملات الغازية أو الفاتحة مثل الحملات الصليبية و الفتوحات الإسلامية أو حليف زحف مثل الزحف المغولي الذي نجد له صورة معاصرة اليوم في أمريكا و ينطبق الأمر على الوضع الحالي الآن , فإن تزايد القصف الجوي على المدن و استهداف الاحتياطي الغذائي و الدوائي و التركيز بالقصف الذكي على مراكز القوى و مراكز الضبط الأمني التي تسرع بانهيارها من تداعي المدن و تؤدي إلى سقوطها .
2. القيادة العراقية كانت تعلم يقيناً أن هذه الحرب هي حرب مصيرية لأمريكا المتداعية إقتصادياً و التي تطمح للحصول على الإحتياطي النفطي الثاني في العالم إن لم يكن الأول بعد الإكتشافات النفطية الهائلة التي تم إكتشافها في العراق و لم تغطى إعلامياً بشكل متعمد من الغزاة , و احتلالها للعراق هو نقطة حماية مباشرة لإسرائيل و طريقة قوية للسيطرة على الشرق الأوسط سياسياً و إقتصادياً .
3. و العامل الرئيسي في سرعة الانهيار بالنسبة للمدن العراقية و الذي كانت القيادة العراقية مدركة له تماماً و مطلعة عليه هو الخيانة و العمالة الذين أنفقت لأجلهما أمريكا مليارات الدولارات خلال سنوات الحصار للعراق , و الذي حاولت الدوائر الاستخبارتيه و الأمنية العراقية تأخير تأثيرة لأكبر وقت ممكن , مع التيقن أن النهاية سوف تكون لصالح العدو , و أول من أشار إلى هذا الانهيار المتوقع هو وزير الداخلية العراقي في ذلك الوقت , لذلك نجد أن القيادة العراقية لجأت إلى مليشيات جهادية متطوعة خارجية ذات حافز إسلامي صرف و التي كانت نواة لكتائب الفاروق الجهادية اليوم أو مليشيات متطوعة لأغراض جهادية مثل جيش القدس و مليشيات فتية عالية التدريب متحمسة للقتال بدافع المحبة ووحدة المصير مع قائدها الرمز صدام حسين ألا و هي كتائب أبناء صدام أو فدائي صدام .
4. و السبب الأخير هو سوء النوايا الصهيونية و الصليبية في حالة التصعيد فإن ما جعل الأمور معتدلة كردات فعل معقولة هو الانخفاض النسبي للخسائر المعادية البشرية فرغم تمكن المقاومة و المجاهدين من إلحاق الأذى الكبير في الآله العسكرية الأمريكية إلا أن الخسائر البشرية كانت مقبولة حتى الاقتراب من أسوار بغداد الافتراضية فلم تزيد خسائر العدو حتى تلك اللحظة عن أكثر من 800 قتيل إلا بقليل والسبب يعود إلى أن مبدأ هجمات أضرب و أهرب لا يدخل فيها التطويق أو العزل كاستراتيجية ثابته , ولأن الأمريكيين لجئوا إلى تكتيك يشبه وسيلة الدفاع عند الدودة الشريطية من خلال ترك أجزاء من جسمها لحماية الأصل و كان هذا التطبيق يتمثل بترك الآليات ككبش فداء من الإصابات الأولى أو إذا احتدم القنال , لذلك عندما بدأت الخسائر في صفوف العدو تتزايد مع بدء المواجهات الحقيقة مع النخبة المسلحة و التي بدأت في معركة الليلة السوداء عندما التحمت و طوقت تشكيلات من فرقة الفاروق من الحرس الخاص طلائع لواء الخيالة المدرع الثالث في غرب بغداد و تكبد فيها العلوج أكثر من 400 قتيل في وقت قياسي , عندها سارعت مستشارة البيت الأبيض و الأمن القومي كونداليزا رايس إلى روسيا لإقناع الرئيس الروسي بأن أمريكا سوف تلجأ إلى استخدام القنبلة الخاصة كسلاح رادع ضد التجمعات المعادية في حالة تصاعد هبات القتال التي تزيد عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في بغداد بشكل كارثي , و كان الهدف الرئيسي لهذه الزيارة هو توصيل رسالة من البيت الأبيض إلى الرئيس العراقي بأن المغالاة في الدفاع عن بغداد سوف يؤدي إلى اطرار أمريكا إلى محو تلك الأخيرة من الوجود بقنابلها الخاصة أو القنابل النووية التكتيكية المحدودة ميني Mininuc إذا دعت الحاجة .
و فعلاً عاد السفير الروسي إلى بغداد بعد أن خرج منها بعد إنتهاء زيارة رايس المفاجئة لإيصال هذه الرسالة , و بدأ التهديد يأخذ شكلاً عملي عندما بدأت كمائن أو محارق بغداد التي كان من المقرر أن يكون عددها أكثر من خمسين كمين أو محرقة غير كلاسكية و التي بدأت بمعركة المطار التي تكبد فيها الأمريكيين أكثر من 2000 جندي بإعتراف من القائد صدام في أحد رسائله الخطية التي أرسلت إلى صحيفة القدس لندن و كانت ممهورة بتوقيعة .
فقد كان الرد سريع ضد القوى المرتدة من فول العدو الناجية من المطار , و التي تمثلت بفرقة النداء التي أبيد منها لواءين من أصل ثلاثة نتيجة استخدام أمريكا لقنبلتين خاصتين يفوقان قدرة التدمير عند القنابل النووية التكتيكية الصغيرة و قد كانت هذه القنابل من نوع هرمجدون MOAB Massive Ordnance Air Blast أي العتاد الجوي الهائل التدمير و المشهورة باسم أم القنابل و قد أكد نية المحو لبغداد بهذا السلاح وصول كميات جديدة منه بعد سقوط بغداد بيوم واحد إلى الكويت كما أوردت ذلك حينها وكالات الأنباء .
هنا كان لزاماً الدخول في الخطة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القوة المقاتلة العراقية و المتمثلة بحرب العصابات الاستنزافيه التي نشهدها اليوم .
رابعاً : حرب العصابات الاستنزافيه الطويلة : إن البحث في هذا التكتيك كبير لذلك و بغية الإختصار و عدم الإطالة سوف أوضحه من خلال مقارنة لواقع تجريبي و من خلال العودة إلى الخلف قليلاً و في توضيح آخر لمعركة الليلة السوداء التي قام بها عناصر عالية التدريب و الإحتراف و التسليح من الحرس الجمهوري الخاص و الذي تمثل في لواءين من فرقة الفاروق المعززة فماذا كانت النتيجة في هذه المعركة التي تم بها مباغتة العدو بهجمات كانت مسبوقة بتمهيد ناري كبير و من ثم تطويق للقوات الغازية , أما واقع ماحصل أنه رغم أن كل مقومات النصر كانت لصالح النخبة العراقية المقاتلة فإن النتائج كانت مفاجئة فإنه رغم تمكن الحرس الخاص من قتل أكثر من 400 علج أمريكي إلا أن الخسائر في صفوف حرس صدام الخاص ( نمور صدام ) كانت أكثر من 1500 شهيد إضافة إلى موت أو أسر قائد الفرقة و تدمير و إعطاب معظم آلتها الثقيلة و خصوصاً الدبابات المعروفة بدبابات صدام التي حدثت لتكون بكفائة دبابة القتال الرئيسية الروسيه ت 80 نعم هذا ماحدث مع نخبة النخبة المزودة بافضل تسليح في القوات المسلحة العراقية على الإطلاق وفي معركة تلاحمية حجم فيها دور الطائرات و هذه المعلومات تم تأكيدها من قبل الكاتب و الصحفي مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع المصرية .
و هنا يتسائل الإنسان الغيور ما دامت مقومات المعركة في صالح حرس صدام الخاص فلما أخفق في تحقيق ذلك و ليس من صفات هذه النخبة الجبن أو التراخي أو العجز أو ضعف التجربة , و الجواب أن هذا الأمر هو موضوعنا اليوم .
لتبيان هذا الأمر على حقيقته و بتجرد نجري مقارنة ميدانية من خلال المثل الإفتراضي التالي :
العنصر القتالي الأرضي الرئيسي عند الأمريكيين هو دبابة أبرامز M1A1 Abrams و يتم تزويد فرق الفرسان المدرعة بالنموذج الأحدث وهو M1A2 Abrams .
و لكن سوف نتناول النموذج الأول الذي يتميز بعدة مميزات أهمها هي أن سماكة تدريع المقدمة يبلغ 800 ملم بينما هو في دبابات ت 72 العراقية 500 ملم يضاف إليه إنعدام وجود زوايا قائمة عند مقدمة الأبرامز أو في البرج فضلاً على أن مادة التدريع عند الأبرامز تفوق بالصلبة و المتانة و التحمل أربع أضعاف مايحتملة التدريع في دبابة أسد بابل لكونة مصنوع من سبائك من الخلائط الخاصة المركبة Composite مما يجعلها تحتمل أربع أصابات مباشرة إن حدث ذلك و السبب يعود إلى أن مقومات النجاة من الإصابة كثيرة عند الأبرامز منها الدروع الإلكترونية التي ترسل موجات كهرومغناطيسية عالية الطاقة HERF تقوم بتدمير القذائف قبل وصولها أو من خلال إجراء تغير الموضع الذي يعتمد على معلومات حماية يتم تزويد الدبابة بها من خلال وصلة معلومات خاصة DATA Role بينها و بين رادارات ميدانية من نوع فاير فيندر تستطيع إلتقاط مصدر القذائف الأرضية و سرعتها و حتى مكان سقوطها , ليس ذلك فحسب بل أن دبابة ابرامز تستطيع أن تتعامل مع ثمانية أهداف في وقت واحد فتدمر منها في أقل من دقيقة ستة أهداف وهي في حالة حركة , و تنقل من خلال شبكة الكترونية عصبية معقدة مهام تدمير باقي الأهداف لحوامة هجومية أو مدفع هورتر أو دبابة أخرى .
و نقاط الصعف في تدريع هذه الدبابة هي الجوانب و الخلف و مفصل البرج الخلفي و الجزء العلوي الخلفي من الدبابة , فهل يتثنى للدبابات العراقية الوصول هذه النقاط مع العلم أن مدى النيران الموجه عند الأبرامز أكبر بكثير ( 10 كم بينما هو 4 إلى 5 كم عند دبابة أسد بابل و صدام ) .
من خلال ما تقدم نجد أن طاقم مكون من 24 عنصر من الحرس الجمهوري من عناصر الدبابات موزعين على ستة دبابات سوف يهلكون أمام أربع خنازير أمريكية موجودين في دبابة أبرامز واحدة وخلال أقل من دقيقة و كأنهم فرائس لا حول لها و لاقوة أمام صياد محترف أو وحش ضاري .
بينما إذا وزعنا هذه العناصر المدربة و المحترفة على ستة منصات اطلاق متوسطة سريعة النصب و الإختفاء تطلق صواريخ كورنت الروسية م/د الموجة بالليزر من مسافة تصل إلى 6 كم ذات السقوط الشاقولي برؤوس حرارية أوجوفاء , أو بواسطة صورايخ كورنكرس م/د الموجة كهروبصرياً من مسافة 4 كم من الهدف ذو انقضاض مائل بحيث يكون نصيب كل منصة عنصرين أي 12 عنصر لكل المنصات , و أعطينا الباقي قاذفات مباشرة م/د من فئة رب ن الترادفية الأفقية القذف ضد الجوانب و المؤخرة و مفصل البرج( القذيفة الترادفية هي عبارة عن مقذفين أحدهم خارق بالطاقة الحركية و الثاني متفجر يعمل بعد الخرق ) أو من نوع ر ب و الحراري ذو القذف المائل ضد نقاط الضعف العلوية في الأبرامز , على أن يكون وضعهم وضع الصياد الذي يترصد الفريسة .
و النتيجة سوف تكون بإذن الله تدمير أكثر من 10 دبابات أمريكية من فئة أبرامز بشكل كامل و قتل من فيها و العودة إلى قواعدهم سالمين بسبب عنصر المفاجأة و سرعة المباغتة و انجاز العمل بشكل سريع يؤخر ردات الفعل المعادية و يصبها بالإرباك , و قد كان من أهم الأمثلة العملية على ذلك بعد سقوط بغداد معركة خالدة التي جرت غرب بغداد و التي قام بها كتائب الفاروق و معركة السامرة في جنوب مدينة سامراء و التي قام بها الحرس الجمهوري و دمر و أعطب في المعركتين أكثر من 37 دبابة بفضل الله .
و هذه هي الإستراتيجية اليوم فهل كان صدام و قيادته العسكرية مخطئين بإختيارها .
إذا علمنا أن ساعة الصفر تبدأ مع بدء الإنتفاضة أو الثورة الشعبية التي سوف تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح .
أترك لكم الحكم و الجواب ........ و شكراً .
و الله أكبر ......... و الله أكبر ........... و الله أكبر و ليخسئ الخاسئين .

صالح بن شعيب
04-08-2004, 05:16 PM
الجزء الثاني

حرب العصابات السوسة المهلكة لمغول العصر

في تحليل منطقي سابق ( خيارات صدام بالنصر و الحكمة بالاختيار ) حاولت تغطية كل احتمالات المواجهة مع مغول العصر أمريكا و خلفاءها الصليبين .
و سوف أحاول اليوم بإسهاب أكبر أن أركز على موضوع حرب العصابات الاستنزافيه و الثورات الشعبية لما في هذا الأمر منفعة لكل محب للجهاد باستيضاح بعض الجوانب الخفية في ظل التعتيم الإعلامي الكبير المطبق على أعمال المقاومة و المجاهدين و ثورة و انتفاضة أخواتنا في العراق في أم المآذن الفلوجة الغراء موطن الفضيلة و الإيمان و أم الرماح الموصل الحدباء و الرمادي مهلكة التمادي , و عشرات المناطق و المدن العراقية من كل حدب و صوب أرضنا الحبيبة العراق .
قلنا سابقاً أن حرب العصابات هي الخيار الأمثل للنيل من العدو الأمريكي أو إمبراطورية روما الجديدة و الحقيقة ليس ذلك فحسب بل هي نهاية الوجود الأمريكي كدولة عظمى و لا أبالغ في ذلك فتعالوا لنتناول الجانب الأول من هذا الأمر بموضوعية أكثر من خلال القرائن و التوضيحات و الأدلة التالية :
ذكرت صحيفة الأسبوع التي يترأس تحريرها الأستاذ و الكاتب و الصحفي مصطفى بكري بعد إعلان أمريكا إعلان القبض على نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان , أن تقريراً سرياً سلم لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد قام بإعداده كونسولتيوم ( مجموعة مشتركة ) من أجهزة الإستخبارات و الدفاع الأمريكية و البريطانية , مضمون هذا التقرير الخطة السرية التي يتبعاها القائد صدام و قيادته في العراق لمقاومة المحتل بمساعدة تنظيم القاعدة , و قد تم ذلك في إطار عملية كشف النوايا عند صدام و و الذي يمكن تبينه بالتقاط التالية ……
1. تنظيم شبكة من المقاومة المسلحة جيدة التدريب و التسليح في ظل تنسيق عالي و حالة أمنية معقدة و قيادة ميدانية غير مركزية مهمتها إدخال العدو الأمريكي في إطار حرب استنزاف طويلة و معقدة و تصاعدية تستنزف جل طاقاته العسكرية و البشرية و المادية على أن تقوم بها عناصر محترفة عالية التدريب و الخبرة من القوات العراقية المسلحة ( الجيش و الحرس الجمهوري و القومي و الخاص ) أو من المجاهدين القادمين من الخارج مثل كتائب الفاروق وأسود القاعدة يضاف إليهم الخلايا الإسلامية الجهادية و المقاومة الوطنية و الشعبية ( مجموعة التحرير ) التي تم تنظيمها من قبل شبكة أمنية سميت بشبكة العودة و مهمتها تنظيم و تمويل هذه المقاومة و إمدادها بالسلاح أو بالمال لشراء السلاح وفقاً للمناطق و التعقيدات الأمنية المعادية و لقد أشارت إلى ذلك صحيفة القدس لندن التي يرأسها الأستاذ و الكاتب و الصحفي الغيور عبد الباري عطوان .
2. البدء بتغذية هادئة و متدرجة لثورة شعبية كبيرة يدعمها تحرك عسكري ضخم في النهاية بغية الحسم و بعد إنهاك العدو بشكل كبير تبدأ هذه الانتفاضة الشعبية بحركات إضراب و مسيرات منددة بالعدوان و تنتهي بالثورة الشعبية المسلحة و حرب المدن التي سوف تقاد بعناصر محترفة تابعة لقيادة العامة للمقاومة أو القيادة العليا للمجاهدين , كما نشهد اليوم .
و قد أكد القائد صدام في اجتماع الرمادي في رمضان ضرورة بدأ التصعيد الذي شهدناه جلياً في شهر رمضان الكريم و أكد على ضرورة إنهاء التواجد الأجنبي قبل الدخول في عام جديد للمقاومة التي بدأت بشكل عملي في تاريخ 14-4-2003 , بتاريخ 1-5-2003 مع إعلان بوش الصغير عن انتهاء العمليات الكبرى .
و نحن نشهد اليوم بداية العد التنازلي و الاقتراب من ساعة الصفر , وإن غداً لناظرة لقريب فترقبوا ل إني معكم من المترقبين .
و نظراً لضخامة هذا الموضوع فقد قررت تقسيمه إلى عدة نقاط هي :
1. الإستراتيجية البعيدة المدى عند المجاهدين و صدام ضد قوى الطغيان الأمريكي .
2. سر التماسك الأمريكي أمام ضربات المقاومة و الجهاد و التحرير التي فاقت في وتيرتها ما حدث في فيتنام و أفغانستان سابقاً .
3. كيفية تمكنت أمريكا من خلق هوة بين صدام و شريحة كبيرة من الشعب العراقي من خلال إجباره على أفعال و ردود أفعال مبرمجة إستخبارتياً , و ما هي الخطة المضادة عند صدام .
4. المحاولات العقيمة لدى الأمريكيين للنيل من خطر المقاومة و الجهاد .
5. سر اختيار صدام للثورة الشعبية في إنهاء التواجد المعادي .
و غيره من النقاط الهامة و التي سوف أوردها في خلال حلقات متتابعة إن شاء الله .

في هذه الحلقة سوف أتناول ثلاثة نقاط هي كيف استطاعت أمريكا خلق هوة كبيرة بين الزعيم الشعبي القبلي العشائري صدام حسين و شعبة و كيف استطاع السفياني ( صدام ) بدهائه البدء بخطوات إعادة البناء لهذه العلاقة و لما أختار بدء حسم أعمال المقاومة ضد العدو بالثورة الشعبية التي تسبق الحسم العسكري وإليكم الجواب .
تمكنت أمريكا من خلال الرافضة ذوي الأصول الإيرانية من خلق فتنه تجسدت بشكل واضح عام 91 بثورة الجنوب ضد النظام العراقي و كان ردة فعل القيادة العراقية عنيفاً باعتبار هذه الثورة هي بمثابة تعاون صارخ مع العدو ضد الأمن القومي العراقي و الفتنة أشد من القتل و إذا بالتاريخ إلى الوراء نجد أن أرحم الأمة بالأمة الصديق رضي الله عنه لم تأخذه رأفة و لا رحمة بالمرتدين بل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رحمة العالمين كان قاسياً مع يهود بعدما كنوا له الغدر و ابتغوا الفتنة , لذلك ليس غريب أن تكون عملية قمع الفتنة عند صدام بقصوى شديدة أمر غريب و خصوصاً إذا كانت ضد فئة منقاة من الشيعة الموطنة بشكل ما من الفرس لتحقيق أبعاد استعمارية فارسية بعيدة المدى من قبل و الذي حصل هو توظيف هذا الاستثمار من قبل أمريكا بالشكل الذي شهدناه في عام 91 بل أن إيران خلطت الحابل بالنابل فكلفت وحدات من حراس الثورة الإيرانية و مرتزقة مدربة على أعمال تصفية لكوادر شيعية عراقية أصيلة هي و أنصارها و دفنها في مقابر جماعية نسبت فيما بعد لصدام بالتعاون مع المخابرات الأمريكية و البريطانية , بغية خلق أرضية لفتنة جديدة و من ثم التطهير العرقي لغير الشيعة الإيرانيين لتقوية روابط الانتماء لفارس مع الجنوب الشيعي .
ليس ذلك فحسب بل أن مذبحة حلبجه الكردية كانت بأيدي إيرانية و نسبة لصدام بغية توسيع الطوق على الحكومة السنية في بغداد.
هتان الفتنتين و مضافاً إليهم الفتن السنية التي كان على رأسها الحركة السلفية الدينية في الأنبار , و أخيراً الوضع الأمني المعقد الذي وضع فيه الرئيس صدام لكونه من الأهداف الإستراتيجية لأمريكا و استخدامه الأشباه أثر على طبيعة صدام و زاد من حنقه و شراسته و غضبة نتيجة الضغوط النفسية الهائلة التي كانت قد طبقت علية من كل صوب و حدب فلجأ لأسلوب المعالجة بالكي , و رغم أن صدام كان لا يقف إلا مع الحق من قبل إلا أن ابتعاده عن الناس و خلافه مع طوائف كثيرة منها خلقت بينه و بين نسبة كبيرة من شعب العراق شرخ لا يلتئم بسهولة فما كان الحل .
لقد كان الحل الأول أن ينزل إلى صفوف الجماهير يألم لألمهم و يسعد لسعادتهم و لا يكون ذلك إلا بالنزول إلى ساحات الجهاد كما نرى اليوم من هذا القائد العبقري الذي سوف يثبت الزمن للناس ذلك فالعالم ذو الدراية في نظر الجاهل مجنون , و جل الناس تأخذ بالظاهر و يسهل برمجة تفكيرها من قبل أخصائيين استخباراتين نفسيين في الإستخبارات الصهيونية و الصلبيه .
أما لماذا اختار صدام الحسم بالشعب فالسبب أن صدام يريد أن يطهر نفسه بشرعية شعبية يقف فيها موقف المنقذ للشعب حقيقة بكشف حقيقة ما رآه كثير من الشعب العراقي في بداية الأمر خير في مغول العصر و لعلم صدام أن الشعب وحدة لن يثني أمريكا عن أطماعها ما لم يكون الحسم من قوات مختصة بأمور الحسم ضد أعداء الله و الوطن فيتوج رئيساً على الشعب , بإرادة الشعب المطلقة هذه المرة , و يقطع دابر الفتن الناتجة عن فئات المقاومة التي سوف تنسب إنجازات المقاومة لها ما لم يكن منسوب للشعب , الأمر الذي من الممكن أن يحدث ما حدث من حرب أهلية و طائفية مدمرة بعد خروج روسيا من أفغانستان .

نحن نشهد اليوم تطورات ميدانية كبيرة شملت جميع المدن و المناطق العراقية تقريباً و تركزت في الفلوجة الغراء موطن الإيمان و الفضيلة في العراق .
و قد ظهر مع هذه التطورات تطورات ميدانية ملفتة تميزت بالأسلحة و الأساليب القتالية عند المجاهدين .
تجلى ذلك على وجه المثال لا الحصر في زيادة نسبة سقوط السمتيات الهجومية و الناقلة للجند مما أدى بأمر الله إلى حدوث حالة من الإرباك كادت تثني طيارين العدو عن إنجاز مهامهم بالشكل الصحيح بل أن الأمر تطور إلى حدوث أخطاء كبيرة استهدفت فيها السمتيات الهجومية القوات الأمريكية في مواضع عديدة كما تناول ذلك بعض وكالات الأنباء .
لقد تمكن المجاهدين و في يوم واحد من إسقاط 11 حوامة أو سمتيه كما ظهرت أسلحة مضادة للدروع معظمها من تطوير محلي ساوت بين الدبابة و العربة المدرعة و أوقعت رعب في أطقمها جعلها تفر من حصونها المعدنية لمجرد تعرضها لطلقات البنادق الأتوماتيكية كلاشنكوف في كثير من المواضع وفق شهود عيان .
فقد استخدم المجاهدين قذائف م/د من فئة سابوت ( الخارقة بالطاقة الحركية ) يتم إطلاقها من قاذف ر ب ج 7 بدفع ذاتي و بسرعة اندفاع تصل إلى 1000 متر/الثانية و قد زودت هذه القذيفة برأس عالي الكثافة من التنغستين و الفولاذ المكثف و الكربون المنشط الذي يرفع درجة الحرارة السطحية للقذيفة إلى درجة تزيد من إمكانية الخرق و يتم قتل الطاقم بالحرارة الناتجة عن جسم القذيفة و آلية الدفع للقذيفة إضافة إلى عامل الخلخلة للضغط الناتج عن سرعة الاختراق للقذيفة و الذي يؤدي إلى إحداث نزيف داخلي في الجسم و الأذن الوسطى في الدماغ و قد ذكرت أحد التقارير السرية الأمريكية التي تسربت إعلامياً من قبل الانتفاضة الحالية بأشهر أن هناك قذيفة في منطقة الأنبار استطاعت أن تخترق الدرع الجانبي في دبابة ابرامز ( 40 سم ) و دخلت إلى جحره السائق ثم تابعت لتخترق 25 سم من الطرف الأخر قبل أن تتوقف و رغم أن هذه القذيفة ليست قذيفة مجابهة إلا أن أنها تتجاوز إجراءات الحماية الثانوية المتمثلة بالدروع الإلكترونية و المدافع و الرشاشات المهجنة المضادة للقذائف و ذلك بسبب صلابتها المفرطة و سرعة اندفاعها الذي يقلل أوقات ردت الفعل إضافة إلى خلوها من مادة متفجرة قابلة للصعق و التفجير بالموجات الكهراطيسية العالية الطاقة و التي استطاع المجاهدين تجاوزها بتغليف القذائف المضادة المتفجرة بمادة عازلة ( لاصق عازل أو كيس نايلون )
كما نجد أيضاً أن ذلك النوع الأخير الذي منه قذائف ر ب ج 7 الجوفاء شهدت عدة تطورات ظهرت بشكل محدود في الحرب الأولى ما قبل سقوط بغداد, و تعمل هذه القذيفة الجوفاء التي تعمل عمل الحقنة الطبية بضخ محتواها الحراري و الضاغط بعد الارتطام بشكل ينصهر و يتقطع التدريع المستهدف, وقد ادخل القيادة العامة العراقية عدة تعديلات على هذا السلاح و على عدة مراحل كالتالي :
1. المادة الأساسية في قذيفة ر ب ج 7 الجوفاء هي مادة نترات الأمونيوم المخلوطة مع وقود البنزين و التي كان يتولد عنها حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية و ضغط مركزي يصل إلى 100 كغ على السنتيمتر المربع ، و هو معدل غير مجدي ضد دروع الدبابات الأمريكية ابرامز و لم تكن تستخدم إلا في إبطال حركة الدبابة أو عمل البرج فيها .
2. لذلك و قبل بدء الحرب طورت القيادة العراقية هذا المقذوف بجعل الحشوة مكونة من مركبات البورون الحراري مما رفع درجة الحرارة إلى 2700 درجة مئوية و الضغط المركزي الناتج عنها إلى أكثر من 200 كغ ضغط / سم2مما أدى إلى زيادة فاعلية تلك القذائف في نقاط الضعف في الابرامز الجوانب و المؤخرة و مفاصل البرج .
3. أما اليوم فقد ظهرت في ظل مجريات الأحداث الحالية قذيفة لم تستخدم إلى الآن إلا بشكل محدود هي قذيفة أسامة و على شكلين من الإطلاق المسمت الشكل الأول يطلق من قاذف ر ب ج 7 أو قاذف زوكا الروسي الأنبوبي و الشكل الثاني من مدفع غرانوف ر ب ك المسمى بالمدفع العديم الارتداد من مسافة أكبر و بإسقاط مائل و أو شبه شاقولي ، و حشوته الجوفاء هي الباريوم الحراري المولدة لدرجة حرارة تقارب 4000 درجة مئوية و ضغط مركزي يزيد عن 350 ضغط / سم2 ، و قد استخدم هذا السلاح في الأعظمية وأدى بعثر أجزاء الابرامز إلى قطع صغيرة و على بعد عشرات الأمتار بعد أن تلاشى طاقمها بعون الله ، و قد أشار إلى ذلك وكالة أنباء مفكرة الإسلام .
و من هنا و مما تقدم نجد أن هذا التطور ليس وليد اليوم أو اللحظة بل هو ناتج مجهود مضني قامت به دولة ذات سيادة و بنية علمية متميزة على مستوى الشرق الأوسط على أقل تقدير ..
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لما لم يظهر هذا السلاح قبل سقوط بغداد و جواب ينضوي في النقاط التالية :
1- اختلاف طبيعة الصراع من قبل الأمريكيين من حالة حرب يستخدم بها المتاح و غير المتاح إلى حالة معالجة أمنية لفئة مارقة شذت عن مجموعة كبيرة موالية في نظر أمريكا يجعل الإجراءات محدودة في هذا الإطار .
2- اختفاء الهدف الواضح للعدو من خلال تحول المدافع إلى شبح يملك زمام المبادرة و تبديل الأدوار عند العدو من صياد إلى فريسة .
3- طبيعة حرب الاستنزاف في حرب العصابات تأخذ شكلاً تصاعدياً مع تراجع ردود الأفعال المعادية بسبب تراجع المعنويات المعادية خصوصاً مع انعدام الهدف .
4- حرب العصابات تستطيع استنزاف العدو في حالة التخطيط الذكي المتكامل ذو الأهداف الواسعة بحيث تصل ذيولها إلى قلب أمريكا ، و تؤدي إلى أكثر من إنهاء للتواجد الأمريكي في العراق أو أفغانستان فقط بل قد تؤدي زوال العدو من الوجود كقوة عظمى أو إلى انهياره بشكل مماثل لانهيار الإمبراطورية السوفيتية أو قوة متغطرسة أخرى والسبب أن الركيزة الأساسية للكيان الأمريكي هي قوة الاقتصاد الذي يحتاج بقائه إلى بقاء الاستقرار الأمني و المالي من خلال توفر الاستثمارات الجديدة و أسواق التصريف .
فعلى سبيل المثال نجد أن أحداث أيلول أوقعت أمريكا في حالة عجز مالي و صل إلى 1000 مليار دولار ، كما أخبرنا بذلك الشيخ أسامة بن لادن حفظة الله بفضل التأييد الرباني الذي أفاض الله فيه على عبادة الصادقين .
و نجد أيضاً أن حرب المجاهدين في العراق كلفت أمريكا حتى وقت قريب أكثر من 488 مليار دولار مع انعدام المنفعة تقريباً من نفط العراق .
و بعد فإن حرب العصابات في حالة تنظيمها و تنسيقها و تخطيطها بشكل جيد تصنع ما لا تصنعه حتى أسلحة التدمير الشامل.
فهي حرب الإرادة و الصدق و الفطنة و حسن التدبير والصبر أي حرب المؤمنين و خصوصاً عند من ذاق طعم الجهاد فمن ذاق عرف و من عرف استزاد ، وهمة الرجال تزيل الجبال .
و في الختام أنوه إلى أن موضوع حرب العصابات الذي أوضحه في حلقات مبني على أساس توضيح نقاط ترتبط بموضوع واحد لا يشترط فيه الترابط بين الحلقات بقدر التوضيح للفكرة الأساسية
التاريخ يعيد نفسه إن الإعلام الذي تسيطر عليه الدوائر الصهيونية في العالم و تسخره لصالح الحملة العسكرية الأمريكية الهمجية اليوم , يذكرنا بالمنهج الإعلامي النازي عند ألمانيا النازية المبني على أساس القاعدة القائلة أعد الكذبة أربعين مرة تصبح حقيقة و هو منهاج الإدارة الأمريكية الذي نشهده اليوم , و قد شهد شاهد من أهلها من الحزب الديموقراطي الأمريكي أن كذبها يساوي 99 % من نسبة ما يقال على ألسنتهم على الأقل , و أكد ذلك مسؤول فرنسي بوصف هذا الكذب بأنه مدهش و أنا العبد الفقير إلى الله أقول والله لم يبقى إلا أن يقسموا أنهم يكذبون , فهل من مصدق .
و الحقيقة إني أريد من خلال هذه المقارنة أن أثبت أوجه التشابه بين بعض الأحداث القديمة و الحديثة و النتائج الناتجة عنها و كيفية التدرج في الوصول إلى النهاية و السقوط بين النظام النازي الهتلري و الفاشستي البوشي , و إليكم هذه المقارنة في النقاط التالية :
1. يمكننا أن نقارن بين المقاومة في الفلوجة التي شهدنا حقبتها الأولى في الفترة الواقعة ما بين يوم الاثنين 5-4-2004 و يوم الجمعة المبارك في 9-4-2004 ، الذي وصل فيه الصمود إلى أسمى أشكاله و أجبر فيه الغزاه على طلب الهدنة و من ثم التفاوض و بين الصمود في ستالينغراد في روسيا في الحرب العالمية الثانية فبتقليب صفحات التاريخ إلى الوراء قليلاً نجد أن الصمود الكبير الذي صمدته هذه المدينة الروسية في وجه النازيين سجل الخطوة الأولى في انهيار ألمانيا النازية التي كانت تعاني من صعوبات نفطية و اقتصادية مشابه إلى حد ما لما تعانيه أمريكا الفاشستية اليوم و أدى صمود المدينة الروسية إلى استهلاك معظم موارد الدولة النازية و استنفذ معظم احتياطها القومي في ذلك الزمن و بالمقارنة نجد أن هذا الأمر بدء يتجدد اليوم في العراق في معظم المدن العراقية و على رأسها تاج المقاومة الفلوجة الغراء فقد تمكن بوش الأرعن بحماقته الشهيرة و تبعيته المطلقة لأسياده الصيانة من استنزاف الاحتياطي القومي الأمريكي ، بل أن الأمر تعدى ذلك إلى اقتراح البنتاغون و الكونغرس في أيامنا هذه إلى إلغاء مشروع استراتيجي يمثل ضمان للتفوق الأمريكي العسكري في الأيام المقبلة ألا و هو مشروع رابتور ف 22 طائرة المستقبل القتالية الأمريكية , و هذا هو الدليل الأول على بدء الانهيار الذي أصاب النازيين من قبل و سوف تبدأ نتائجه لاحقاً مع الأمريكيين إن شاء الله , و لكن أوجه الزيادة هنا أن دوافع الدفاع عن عراقنا المجيد دينية و هي الأهم و وطنية بالدرجة الثانية لقولة صلى الله علية و سلم ( حب الوطن من الإيمان ) و أخيراً مسألة كرامة و شرف و ليست وطنية فقط كما حدث في روسيا . مما جعل مقاومة العراقيين الشرفاء و من ولاهم من العرب و المسلمين مقاومة طرواديه بما للكلمة من معنا و باعتراف من قبل العدو فقد علق أحد قادة المارينز بأنهم يواجهون مقاومة لم يشهدوا مثلها من قبل حتى في فيتنام و تكلمت أوساط بريطانية أن الوضع في العراق خطير و يفوق التصور بل أن الأمر وصل إلى شبكات الإعلام مثل السي إن ان التي أشارت إلى أن أمريكا بدأت تفقد ذمام المبادرة الهجومية في العراق و تعدى الأمر ليصل إلى دجال العصر بوش الذي صلى كما يقول للجيش الأمريكي لتخف خسائره و أعترف أن قواته واجهت أيام عصيبة . و قد أكدت بعض الأقنية الأمريكية ووكالات الأنباء وجود خسائر كارثية في الجيش الأمريكي مثل قناة سكاي نيوز التي أشارت إلى وقوع أكثر من 130 قتيل من الجيش في الرمادي في معركة واحدة يوم الثلاثاء فقط و خلال ساعات قليلة و اعتمدت في ذلك على مصادر مطلعة في البنتاغون كما أكدت وكالة أفاق عربية نقلاً عن معهد التحليل السياسي الألماني فوللر ( المعلوم أن قاعدة لاند ستول الألمانية هي المصب الأول للإصابات الأمريكية في العراق و التي وصل فيها عدد الإصابات فيها بالشهر التاسع من عام 2003 إلى 75714 إصابة وفق سجلات القاعدة الطبية و التي استطاعت صحيفة القدس لندن أن تتطلع عليها ) وأن قاعدة السيليه في قطر طلبت 2100 نعش بشكل فوري و هو دليل على حجم الكارثة البشرية التي تعاني منها أمريكا هذا إذا علمنا أن هذا العدد هو الفائض عن ما خزن في ثلاجات الجثث , ليس ذلك فحسب بل أن المعروف عن الجيش الأمريكي أن 70 % من جنوده على الأقل من المرتزقة الأجانب و العرب من غير الأمريكيين الذين يطمحون إلى الوعد الموهوم بالجنسية الأمريكية و يبتغون الحصول على العملة الصعبة و التعويض المناسب للأهل و الولد بعد الوفاة و جل هؤلاء إما من جنوب أسيا أو شمال أفريقيا أو من قارة أمريكا الجنوبية , و هم عديمي الحقوق عند الأمريكيين فليس لهم نصيب بنعوش لاند ستول بل بالمقابر الجماعية في صحاري العراق و المعسكرات المهجورة و ضفاف الأنهار و البحيرات و بطون الذئاب و الضواري .
بل قد تتفاجئون إن أخبرتكم أن أكثر من 80 % من نسبة الثلاثون بالمائة المتبقية هي من مواطني من الدرجة الثانية أو الثالثة في أمريكا من فئة سترت مان ( رجال البرونكس الهيبز ) أو النيجرو ( الزنوج ) و المحكومين و الخارجيين عن القانون و اللقطاء و ما أكثرهم في دولة الزنا أمريكا .

2- النقطة الثانية التي تمثل بداية النهاية و التي بدأت يوم الأربعاء 14-4-2004 مساءاً كما بدأ مع النازيين عند حصار موسكو نتيجة الهجوم المرتد الذي قام به الروس مستغلين سوء الأحوال الجوية , و قد تكرر هذا المشهد في العراق من قبل تنظيمات القوات العراقية المسلحة ( رجال الجيش و الحرس ) و تنظيمات الجهاد التي أصبحت منضوية تحت لواء مجاهدي الله أكبر محمد رسول الله مستغلين حالة العزلة الناتجة عن قطع الإمداد الذي نجحت به المقاومة و حالات الإنهاك و التردي المعنوي من خلال قصف مدفعي ميداني و صاروخي أنبوبي أحادي أو متعدد الفوهات ( كاتيوشا و كراد …. …. الخ ) مستهدفين العتاد الثقيل و نقاط التذخير , و الغرض هو إفقاد العدو القدرة على المبادئه أو المبادرة القتالية ( القدرة على الهجوم ) و لا أظن إلا أن هذا قد حدث إن شاء الله وخصوصاً و أن هذا الهجوم الذي أحجمت عن ذكره معظم مؤسسات الإعلام من الصم و البكم و خصوصاً المنافقة و الموالية لأمريكا , و دعمت هذه الضربات للقوات المحيطة بالفلوجة من خارج الفلوجة بضربات صاروخية بالستية تكتيكية أرض – أرض من فئة الطارق الشديد الإنفجار و الليث العنقودي الناثر و الرعد العنقودي الناشر و قد استهدفت هذه الصواريخ المسمته بعناية تجمعات الآليات الأرضية و مرابض الطائرات و مدارجها كما استهدف مراكز التمويل اللوجستي و مقرات القيادة في كل من مطار صدام الدولي و القواعد القريبة منه و المنطقة الخضراء .
ويمكن إثبات أن هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 100 كم و يصل طولها إلى 11.4 متر مما يستوجب إطلاقها من منصات يصل طولها إلى أكثر من 16 متر , من خلال ما ذكرته رويتر منذ فترة قصيرة عن إدخال القيادة الأمريكية لبطاريات باتريوت المضادة للصواريخ إلى العراق إضافة إلى دوي صفارات الإنذار في كثير من الأحيان في المنطقة الخضراء قبل حدوث الانفجارات مما يدل على الرصد الراداري لأهداف قادمة من بعيد و أخيرا دوي الانفجارات الهائل الذي لا يمكن أن ينتج إلا عن الصواريخ البالستية الضخمة .
و بعد فإن ساعة الصفر اقتربت بإذن الله و أصبحت قاب قوسين أو أدنى و إن غداً لناظرة لقريب .
مقدمة : في أحد كتب محمد حسنين هيكل مقولة لجورج بوش الأب قالها بعد انتهاء حرب 1991 مفادها أن "القرن الحالي أمريكي و سوف يكون القرن الذي يليه أمريكي أيضاً" لقد كانت هذه الكلمات بمثابة اطلاق مبادرة عداء للعالم بوجه جديد للنازية ، تمثلت الخطوة الأولى فيه بانهيار الاتحاد السوفيتي .
منذ ذلك الوقت بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تطور إستراتيجيتها و تكنولوجيتها العسكرية بما يتناسب مع أطماعها المنشودة فبدأت تطور قدراتها العسكرية و التقنية على أساس يخضع العالم لسيطرتها ، و بدأت بإعادة صياغة و استثمار الكادر الإعلامي الذي كان لعدم استثماره بالشكل الصحيح السبب الرئيسي لسقوط أمريكا في الفيتنام .
و كانت أول متطلبات التضليل الإعلامي ، هو إعلان القيادة الأمريكية لمفهوم جديد تمثل باستراتيجية مفادها " الصفر من الخسائر " Zero Kill و خصوصاً بعد مجزرة القوات الأمريكية في مقديشو في الصومــال ولكون هذه الاستراتيجية تستدعي تفعيل واقعي ، تم تجسيده من خلال بدء القيادة الأمريكية بتشكيل ما يعرف بجيش المرتزقة المكون من الدول الفقيرة و النائية ذات الطابع الديكتاتوري والمسلحة بتسليح الأمريكي بغية تسهيل تحويله إلى أداة قتالية بوقت قياسي و النوعية الأخرى من أفراد هذا الجيش هي حثالة الشعب الأمريكي من ذوي الحقوق المحدودة أو المعدومة عند الحكومة الأمريكية ولأن هذا الأمر يحتاج إلى الوقت لإكمال صياغة الصورة النهائية لهذا الجيش ، كان لا بد من استراتيجيات مؤقتة بديلة مثل مبادرة الضربات المباعدة Stand Off التي طبقت في عملية ثعلب الصحراء والتي استهدف بها الأمريكيون العراق في عام 1998 في زمن كلنتون .
و لكن هذا النوع الأخير من التكتيك كبير التكلفة بشكل يفقد معه الصورة العملية لتفعيلة بشكل واسع ، الأمر الذي أدى إلى اعتماد القيادة الأمريكية لخيارات جديدة منها الهجوم الإستراتيجي الخاطف أو النووي الخاطف Strategic Flash Attack ( تعتمد هذه الإستراتيجية على قنابل إشعاعية صغيرة و محدودة من فئة ب B Bomb و التي تسمى ميني Mininuk وهي أما نووية تكتيكية صغيرة أو نيترونية محدودة جداً ) و الذي كان مقرر أن يجرب ضد كوريا الشمالية بشكل ينهي المعركة خلال 13 دقيقة من بدء الهجوم الفعلي أو ضد العراق في حالة لجوء هذا الأخير للضربة الاستباقية أو إلى استخدام أسلحة التدمير الشامل أو نتيجة حدوث ارتفاع في نسبة الخسائر بشكل غير مقبول عند القيادة الأمريكية من خلال تنفيذ كمائن بغداد الغير تقليدية المشابه لكمين المطار أو تنفيذ تكتيك أسوار بغداد الافتراضية التي كان من الممكن أن تودي بحياة 25 ألف علج أمريكي على وجه التقريب كم أشار إلى ذلك الكاتب و الصحفي اللامع مصطفى بكري و حال دون استخدام هذه الأسوار الحارقة و الخانقة في ذلك الوقت الطائرات الأمريكية التي ألقت بقنابل موجات الميكروويف العالي الطاقة HMP فعطلت بنية التحكم الإلكتروني المركزي فيها .
و ربما كان من الممكن أن تلجأ أمريكا المجرمة إلى هذا التكتيك دون مبرر واضح سوى الإسراع بالنصر لولا تدخل روسيا قبل بدء الحرب ووضح خطوط حمراء ضد هذا الإجراء الغير تقليدية مدعمة هذا الإنذار في ذلك الوقت باستعراض لقدراتها النووية .
مما دفع الأمريكيين إلى وضع استراتيجية جديد سميت بالصدمة و الترويع و التي تعتمد على ضربات جوية و صاروخية جراحية ( ذكية) و كثيفة تشل أوصال القوة عند المستهدف بوقت قياسي و تؤدي إلى عزله و تشتيته من خلال قطع الاتصالات و الإمدادات و خلق الفوضى ، و من ثم التطويق من خلال القيام بعدد كبير من الانزالات الجوية في وقت واحد و على عدة جبهات على مبدأ الأفعى المتعددة الرؤوس والتي كان من أهم الفوائد لهذه الانزالات تشتيت قدرات الجهة المستهدفة و تأمين خطوط تقدم سريع و إمدادات لوجستية متقدمة للكتلة المدرعة و المؤللة الثقيلة و كان في هذا التكتيك البدء الفعلي لاستخدام جيوش المرتزقة.
كانت القيادة العراقية تستوعب كل هذه النوايا السيئة و تعلم بحتمية النهاية لصالح العدو لذلك لجأ القائد صدام إلى الاعتماد المبكر لإستراتيجية بديلة عن المجابهة المباشرة ، و هي إدخال الأمريكيين في القبضة العراقية المتجسدة بحرب العصابات اليوم ، و يمكننا القول أن عقائد هذه الحرب جربت قبل سقوط بغداد في الجنوب على أيدي وحدات دربت على هذا النوع من التكتيك ، و أدركت فوائد الوجه التطبيقي له .
و لكن موضوعنا الرئيسي اليوم يتناول الرموز الخطابية و الشيفرة التي كان يقصدها القائد المجاهد صدام من خلال قولة " اضربوا ما فوق الأعناق و اضربوا كل بنان "

تكتيك الضربات الذكية عند المجاهدين التي أفقدت العدو توازنه : الضرب لما فوق الأعناق يعني استهداف القادة و الضباط في المعركة و رؤوس القوة في القطاعات المهاجمة وليس قطع الرؤوس كما فهم كثير من الناس، و الهدف من ذلك تشتيت القدرات المعادية و شلها بشكل يسهل معه النيل منها ، و أكبر الأمثلة على ذلك ما حدث في الفلوجة ، فكيف عجز 30 ألف من قوات المارينز المحترفين و المدججين بالسلاح الثقيل والفتاك ، عن إعادة السيطرة على مدينة صغيرة مثل الفلوجة ، و الجواب أنه بالإضافة لإرادة الصمود و الجهاد ، كان هناك التكتيك المجدي أو الفعال الذي تمثل بتطويق القوة المعادية المخترقة بشكل سريع و مفاجئ و مدروس من ثلاثة أو أربع محاور و التركيز على نقاط القوة الداعمة للاختراق و على القيادات التي يمكن الاستدلال عليها ببساطة من خلال معرفة أو رصد عربات القيادة المتميزة أو ملاحظة إشارات الرتب من قبل قناصين متخصصين أو رماة م/ د أو مدافع هاون مهرة .
أم المقصود باضربوا كل بنان في إشارة كودية إلى منع الدعم اللوجستي الذي إذا زاد حول العدو إلى مدافع مقتصد لذخائره و مقتصد لطعامه و ينضوي تحت ضرب البنان أيضاً إفقاد المؤزرة الجوية الدور الفعال في المعركة من خلال التلاحم الشجاع مع العدو .
هذا في حالة كان العدو هو المبادر أما إذا كانت المبادرة بيد المجاهدين فإن الهدف الأساسي للمجاهدين هو الرأس المتمثل بالقيادات و مفاصل القوة .
و المعروف أنه في حالة اشتداد الاحتدام فإن وجود القائد لا بد منه في الميدان لإجبار الجنود على متابعة المعركة و قد أثمر هذا التكتيك الذي خطط له المجاهد صدام حسين بالفلوجة بشكل كبير نتج عنه وفق مصادر جهادية و إعلامية موت كثير من الضباط و على رأسهم قائد قوات المارينز المحاصرة للفلوجة .
و أدى اتباع المجاهدين لهذا التكتيك إلى نتائج مبهرة ، أكدها تسريب معلومات عن طريق معهد فوللر الألماني مفادها طلب القيادة الأمريكية لـ 2100 نعش بشكل فوري ، علماً أن النعوش لا تكون إلا للضباط و الأمر الذي أكد صحة الخبر تصريح وزير الدفاع السفاح رامسلفيد بأنه يود إرسال 2000 من جنود الاحتياط و جنود الاحتياط هنا هم الضباط لأن الجيش الأمريكي جله من المرتزقة أو حثالة الشعب الأمريكي أما الاحتياط فهم من أبناء العم سام أي من أبناء العائلات الدافعة للضرائب و هم أكاديميين يمتلكون الرتب .
من هنا نجد أن القائد صدام قائد عبقري فذ يعلم كيف يضرب عدوه و متى و أين و تطور الأحداث المستمر خير دليل على ما أقول .
فربما لم يستطع التاريخ أن يشوه شخصية الصديق رضي الله عنه محارب الردة و لكن عملاء الصليب استطاعوا أن يشوهوا شخصية الحجاج حيث جعلوه من أصحاب الشيزفرنيا ( انفصام الشخصية ) فوصفوه بالجبار الظالم و نسوا أن هذا الظالم وطد الأمن و الاستقرار للأمة والخلافة وأنه نقط و شكل القرآن و عرب النقد ووصلت الفتوحات الإسلامية في زمنه إلى أوجها .
و صدام الذي حارب الفتن و المؤامرات التي كانت تحاك بالعراق وأرثى دعائم الأمن و الاستقرار الداخلي و بنى جيل من العلماء و المثقفين الذين تحاول أيدي الصهاينة اليوم النيل منهم … الخ .
و بعد فإن نور الخلافة الراشدية بدأت أول خيوطه بالظهور و سوف يطوي صفحات العلمانية و يضيء سطور الحقيقة التي يجهلها الكثير من الناس و لا يعلمها إلا أصحاب العقول النيرة و الفكر المتوقد الحر .

صالح بن شعيب
04-08-2004, 05:17 PM
يعتبر السلاح الأمريكي البري و الجوي اليوم من أقوى العتاد العسكري في العالم ، مما يستوجب إيجاد أساليب و وسائط مضادة متطورة للنيل منه .
و هو موضوع بحثنا هذا ، و لكي يتم تقريب الفكرة إلى الأذهان بشكل أكبر علينا معرفة أهم نقاط القوة في أهم هذه الأسلحة قبل معرفة الوسائط المضادة عند المجاهدين لكي يتبين لنا قدر الجاهد و قدر القائم على تفعيل استمراره بمشيئة الله و عونه .
دبابة ابرامز : و هي أسد البر عند الأمريكيين بسبب تمتعها بقدرات فريدة من الناحية النارية أو التقنية أو حتى نظم الحماية المتطورة .
و في حالة حرب العصابات أو حرب الأشباح أو حرب الكمائن و الأفخاخ لا يبقى إلا ميزت الحماية والتي تكمن في النقاط التالية :
1. سماكة التدريع الذي يصل عند المقدمة إلى 800 ملم و عند الجوانب إلى 400 ملم .
2. يتميز التدريع بكونه مفصلي متقاطع أي ليس من كتلة واحدة أو نسق هندسي تراكبي واحد مما يساعد الدرع على احتواء و تشتت الضربات بشكل كبير .
3. خلو التدريع الأمامي من الزوايا القائمة الأمر الذي يفقد المقذوف المضاد ميزة نقطة الارتكاز للثقب أو الاختراق ، و يتم الاستعاضة عن ذلك في الجوانب بصفائح أو دروع سالبيه إضافية عالية المقاومة ( يدخل فيها التيتانيوم المقاوم للحرارة و طبقة من السيراميك لامتصاص الصدمات ) .
4. يتم استخدام مادة مركبة عالية الكثافة تفوق أقوى الدروع الروسية بأربعة أضعاف على الأقل يدخل بتركيبة اليورانيوم المنضب الثقيل العالي الكثافة المبرد بالكريستال أو الخزف مما يقلل فرص النيل منه بشكل كبير .
5. يمتاز بنظام حماية ثانوي متمثل في بالدروع الردية أو المغناطيسية أو الإلكترونية و هذه الأخيرة تولد موجات إشعاعية كهرومغناطيسية عالية الطاقة تقوم بصعق القذائف المضادة ذات الحشوات المتفاعلة أو المتفجرة.
و بالطبع فإن لهذا الحصن المعدني نقاط ضعف يعرفها الخبراء من المجاهدين و الأخصائيين العسكريين من القوات المسلحة العراقية و أهمها النقاط التالية :
1. مفصل البرج الخلفي .
2. أعلى البرج و أعلى المؤخرة في الدبابة .
3. المؤخرة بسبب وجود المحرك و الوقود و الذخائر المتفجرة .
4. التصفيح السفلي لبطن الدبابة .
5. جنزير الحركة رغم قوة تعدينه و قوة مفاصلة .
و قد بدء المجاهدين بالنيل من هذا الحصن المعدني باستهداف نقطة الضعف الرابعة فيه باستخدام عبوات ناسفة ارتجالية من فئة 700 كغ من المواد الشديدة الإنفجار ، وبقية نقاط الضعف بتوجيه ضربات عديدة من قذائف ر ب ج 7 ضد هذه النقاط أو ضد جسم الدبابة بغية رفع درجة الحرارة الداخلية فيها بشكل يقتل الطاقم أو يفجر الذخائر أو يحرق الوقود .
كما اعتمد المجاهدين قبل حصولهم على الأسلحة المتطورة على مبدأ التركيز على نقطة تدريع ضعيفة بضربات متتالية .
و لكن المشكلة الشائكة التي واجهت المجاهدين في بداية الأمر وجود الدروع الإلكترونية و لكن بفضل الله تم معالجة هذا الأمر من قبل المختصين من خلال إلباس أو طلاء القذائف المضادة بمواد عازلة للصعق الإلكتروني إلى أن ظهرت في بعض الدبابات مشكلة الدروع المغناطيسية المحيدة للقذائف و ظهرت الدروع الردية التي تقذف القذائف بعيد عنها أو تفجرها خارجياً .
و لكن هذه الإجراءات في أغلب الأحوال كانت تؤدي إلى إعطاب الدبابات و ليس تدميرها و عادة ما كان نصيب الطاقم النجاة الأمر الذي يجعلها مركز ثقة وأمن للأطقم .
لذلك ووفقاً لبرنامج التطور لعمليات و أساليب المقاومة و الجهاد بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة و المقاومة و التحرير التي يترأسها القائد المجاهد صدام حسين بتسليم المجاهدين و رجال الحرس ( الجمهوري و القومي و الخاص ) لأسلحة أكثر فاعلية و فتك من السابقة بعد أن دخلوا في مرحلة الاحتراف التجريبي.
و كان من أهم القذائف المجابهة أو الفدائية المضادة للدروع :
1. قذيفة سابو العراقية : و هي قذيفة تعتمد على عاملين الأول هو الطاقة الحركية حيث تندفع بتسارع يصل إلى اكثر من 1000 متر / الثانية بالاعتماد على قوتي دفع الأولى عند الانطلاق من القاذف ( ر ب ج 7 معدل محلياً ) و الثانية بعد انطلاق بشكل شبه مدفعي كما يساعد على التسارع أيضاً ارتفاع درجة حرارة القذيفة نتيجة وجود الكربون المنشط مما يخفف الاحتكاك بجزيئات الهواء أما العامل الأخر فهو كثافة المادة المعدنية التي يجب أن تكون أكثر من كثافة معدن التدريع ليتحقق شرط الاختراق و يكون هذا المقذوف عادتناً مكون من خليط من التنغستين و التيتانيوم و الفريت .
و قد تحدث أوساط استخبارية معادية من خلال تقرير سري تسرب قُدم إلى البنتاغون مفاده أن المقاومة استخدمت مقذوف حركي استطاع أن يخترق الجانب الأول من دبابة ابرامز ( 400 ملم ) ثم نفذ إلى حجرة السائق وتابع مسيرة لمسافة 250 ملم في الجانب الأخر قبل أن يتوقف .
و جانب الفتك في هذا المقذوف يعتمد على حرارة العادم و الجسم و الخلخلة الهوائية الناتجة عن التغير المفاجأ للضغط الذي يؤدي إلى تدمير الذخائر و إصابة الطاقم بنزف دماغي و داخلي قاتل .
2. القذيفة الترادفية : و هي قذيفة تعتمد رأسين مترادفين الأول خارق ( سابو ) و الثاني متفجر ( أجوف ) و يستخدم هذا النوع من القذاف الحرس الجمهوري العام بقاذفات ر ب ن RBN الروسي و هذا المقذوف يخرق جسم الدبابة كما يخرق السكين الساخن قالب الزبد .
3. القذيفة التداخلية : و هي عبارة عن مقذوفين في مقذوف و احد ، بحيث يقوم الأول بلفظ الثاني عند الارتطام بعد شحنة بشحنة دفع عالية و مسعر حراري و هي من أسلحة حرس صدام الخاص و ميزة هذا المقذوف أنه يتعامل مع كافة أنواع الدروع المتقاطعة منها و السلبية Passive Armor و الإلكترونية و حتى المغناطيسية التي تولد مجالات مغناطيسية رديه أو محيده لمسار المقذوف و كذلك هو فعال مع الدروع التفاعلية أو الردية Active Armor ( هذا الدرع يعتمد ثلاثة طبقات الأولى أقل صلابة من الأخيرة و الثانية متفجرة تتفاعل عند ضغط الدرع الأول عليها فتقذف المقذوف المضاد إلى الخلف أو تفجره ) .
4. القذيفة الحرارية : و هي تعتمد على مادة الوقود الحراري أو الغازي ( مادة أكسيد الإيثلين التي تنتشر في الجو لتشكل فيه 6% من المكون الجوي و تتفاعل بعدها محترقة في الجو بشكل سريع جداً تتم العملية كاملة خلال 125 مليثانية أي 1.25 جزء بالعشرة من الثانية مما يسبب صدمة مدمرة ضاغطة إضافة إلى حرارة عالية و مركزة مفاجئة تقطع أوصال التدريع و تنقل خلاله حرارة عالية قد تؤدي في ظروف معينة إلى صهر الطاقم و تفحيم معدن الدبابة ) و هي قنبلة ذات تأثير خارجي دون خرق و لكن ينفذ تأثيرها إلى داخل الدبابة لذلك نجد هذا المقذوف ينقض بشكل مائل أو شبة شاقولي ، ويتم قذفة بواسطة القاذف الفردي ر ب و RBO الروسي و هو خاص بالحرس الخاص و العام فقط .
5. القذيفة الثنائية : و هي قذيفة ثنائية التأثير بعد الخرق بحيث تولد ضغط هائل فوق صوتي و حرارة هائلة (4000 درجة ) بسبب احتوائها على الباريوم الحراري و هي مشتقة من قذيفة AT 4 الأمريكية و قد تم تطويرها محلياً بشكل كامل و يمكنها أن تهدم بيت من طابقين نتيجة قوة النبضة الناتجة عنها و هي خاصة بالحرس الخاص و العام و أسود القاعدة تحت اسم قذيفة أسامة و كتائب الفاروق و يمكن إطلاقها من شريحة كبيرة من القاذفات الفردية ( ر ب ج 9 و ر ب ج 15 و ر ب ج 27 و ر ب ج 29 … الخ ) .
و بعد فإننا نجد مما تقدم مدى المجهود العلمي و التجهيزي الذي سعت إلية القيادة العراقية الحكيمة بقيادة القائد المجاهد صدام حسين حفظة الله و سدد خطاه .
و سوف أتتناول في الحلقة القادمة إن شاء الله تطور سلاح المجاهدين ضد السمتيات أو الحوامات و كان بودي أن أُدعم هذا الموضوع ببعض الصور المفيدة للموضوع و لكن لم يتثنى لي ذلك في الوقت الحالي على الأقل على أن أحاول إرفاق الصور في حلقات قادمة إن شاء الله .
تعتبر حوامة أباتشي الهجومية السلاح الأكثر خطورة على عمليات المجاهدين في العراق فهي الحوامة الأقوى بالعالم لامتلاكها إمكانيات خاصة منها غزارة النيران و دقتها و ذكائها وأخطرها على المجاهدين مدفع كانون ذو الطلقات المستقيمة الدفع عيار 30 ملم المصنعة من التيتانيوم المقوى أو اليورانيوم المستنفذ الذي يخترق أي عائق صلب مهما كانت قوته كاختراق السكين الحار لقالب الزبد ، كما نجد أن من أهم الأخطار الأخرى تطور أجهزة التحسس و الرصد للأهداف في هذه الحوامة و منها مجسات حرارية تستطيع رصد الأجسام الحارة داخل الدبابات أو حتى وراء السواتر الترابية أو الكرونكيتيه (الإسمنتية ) و لا يمكن النجاة منها إلا بتسكين الحركة .
و النقطة الأهم في حرب العصابات هي نظام الحماية المتميز في هذه الآلة الرهيبة المتمثلة في الأوجه التالية :
1. الهيكل الخارجي ذو الهندسة الأحادية الترابط و العالي المتانة المقاوم لأقوى الصدمات ( يدخل في تركيبة الألمنيوم المصلب و التيتانيوم و كربيد البورون و الكيفلار ) و العديم الزوايا مما يجعلها آمنة ضد الإصابات الجماعية من المدافع المضادة م / ط عيار 12.7 ملم و 14.5 ملم و الإصابات المتعددة من عيار 23 ملم أو الإفرادية من عيار 30 ملم .
2. يتم حماية الوقود فيها من خلال ضخ غاز النيتروجين بضغط مغلغل في الوقود لمنع احتراقه في حالة نفاذ الذخائر إلى داخل الخزانات الجانبية و زيادة في الوقاية يتم منع دخول الأكسجين و تسرب الوقود من خلال مادة مطاطية مدعمة بمادة رغوية و بطريفة معينة تقوم بسد الثقب الذي تحدثه الطلقة بسرعة قياسية و لمدة آمنة تصل إلى 30 دقيقة .
3. كما يتم حماية الأجزاء الحساسة في الحوامة من خلال العزل الداخلي و تغليفها بمواد ماصة للصدمات ، أم حماية المحرك ضد المدافع المضادة فيكون بزياد التصفيح و إضافة مواد ماصة للصدمة إضافة إلى جعل توضعه في مكان يجعله بمنأى عن الطلقات المباشرة بشكل كبير .
أما الطريقة الذاتية لحماية المحركات من الصواريخ الموجه حرارياً فهي من خلال إدخال هواء بارد من فتحات جانبية تختلط مع الهواء الخارج من المحرك فتبرده و تبرد المحرك في ذات الوقت .
4. تمتاز حوامات أباتشي بنظام حماية ذاتي ضد الكمائن الدفاعية من خلال إطلاق بشكل مستمر لمشاعل المغنيسيوم الحرارية التي تطلق تردد حراري تفاضلي مطابق لحرارة عادم أو نفاث المحرك أو من خلال ومض فلاشي ليزري في الليل يحدث عمى أني و تخدير للحواس والوعي لعدة دقائق ، أو من خلال وضع المدفع على الحالة الآلية أو المهجنة بربطة بالمجسات الحرارية بحيث تفتح نيرانها و بمعدل 600 طلقة / الدقيقة و يمكن النجاة من الإجراءات الضارة بالأفراد من خلال تثبيت الحركة و إغماض العيون أو استخدام أغطية أو بدلات عازلة سطحها من الدائن ( البلاستيك أو النايلون ) و مبطنة بالقصدير أو الألمنيوم و استخدام النظارات الواقية للأشعة ( مثل الواقية من الشمس مثلاً ) ، أما طريقة استخدام الصواريخ المضادة من قبل المجاهدين بنجاح فتعتمد على إحداث تطويرات هامة لهذه الصواريخ وهي المفاجأة التي تمكنت من خلالها القيادة العامة للقوات المسلحة للمقاومة أن تقهر هذه الدبابة الجوية .
و فيما يلي بعض هذه الأسلحة الروسية المطورة محلياً التي نالت من هذه المعجزة الجوية المتغطرسة :
1. صاروخ ستريلا 2 م( سام 7 بي ) 9K32 Strela 2M : و هو صاروخ حراري التوجيه تبلغ سرعته 2.3 ماك ( 760 م / ث ) و مداه المجدي 3500 متر و حتى ارتفاع 2 كم كحد أقصى وقد تم تعديله بالعراق بتزويده بنظام توجيه متحول بحيث ينطلق متتبع لحرارة العادم بالأشعة تحت الحمراء Infrared Rays فيتحول إلى متتبع لغازات الكربون ( ثاني أكسيد الكربون ) بالأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet R الأمر الذي يفاجئ الإجراءات المضادة و مستقبل الإنذار الحراري IR في الطائرة الذي يستشعر بانطلاق الصاروخ و جهة انقضاضه .
2. صاروخ ستريلا 3 ( سام 14 ) 9K34 Strela 3 : و هو صاروخ حراري أيضاً و لكن مدعم بمحدد مسار تبلغ سرعته 2.5 ماك (825 م / ث ) و يصل مداه المجدي إلى 6 كم و حتى ارتفاع 4300 متر و أهم أوجه التطوير فيه كونه ثنائي أي حراري و كربوني في آن و احد وهو الأكثر استخدام لدى المجاهدين أمثال كتائب الفاروق الجهادية .
3. صاروخ ايغلا ( سام 16 ) 9K38 Igla : و هو صاروخ يعمل بنطاقين حراريين إيجابي و سلبي أي بالأشعة تحت الحمراء و الفوق الحمراء Ultrared أي التصوير الحراري و يبلغ مداه 7 كم و سرعته 2.7 ماك ( 890 م / ث) ، و قد طورت العراق فيه نظام الجيروسكوب ( الموازن الملاحي ) مما زاد دقته بشكل كبير و زيدت الشحنة المتفجرة فيه بحيث أصبح يقتل الطاقم المعزول بالأباتشي و هو يستخدم بشكل محدود من قبل كتائب الفاروق تحت اسم خطاب و بشكل كبير من قبل الحرس الجمهوري .
4. صاروخ ايغلا 2 ( سام 18 ) 9K310 Igla 2 : و هو صاروخ متطور جداً يعادل أو يفوق صاروخ ستنغر الأمريكي ويعتبر هو و نظام التوجيه الأساسي فيه مشابه لصاروخ خطاب و قد طور العراقيين فيه مبدأ التوجيه بالليف الضوئي من خلال التكثيف الضوئي لجسم الهدف و هذا الصاروخ لم يستخدم بعد بشكل كبير و سوف يكون له دور كبير في الأيام المقبلة إن شاء الله عندما يشتد الالتحام .
و يبلغ مدى هذا الصاروخ 8 كم متر و سرعته 3 ماك (990 م / ث ) و يستطيع هذا للصاروخ القيام بالتفافات حادة جداً بسبب وجود معالج مطور و موجه للدفع النفاث .

إن الأعداد الكبيرة من الحوامات الساقطة في الآونة الأخيرة هي أكبر دليل على فاعلية هذه الصواريخ مع العلم أن الأعداد التي تناولها الإعلام من الحوامات الساقطة أقل بكثير من الأعداد الحقيقة ، و بعد فهذا مؤكد جديد يثبت أن المرحلة القتالية الحالية التي يخوضها اليوم المجاهدين ليست وليدة اليوم بل هي نتاج تحضير طويل و بحث علمي مضني و الأمور تقاس بالنتائج و خيرها خواتمها إن شاء السميع العليم .

حرب العصابات السوسة المهلكة لمغول العصر ( الحلقة الثامنة

أود أن أبين في هذه الحلقة الأرقام الحقيقية لخسائر العدو و أتكلم عن سلاح الصدمة الفردي في حرب العصابات لدى النخبة المقاومة ، و ذلك بعد أن أبين الرقم الحقيقي للتواجد العسكري الأمريكي معتمد بذلك على مصادري الخاصة و معلومات مستمدة من أخطاء إعلامية من الإدارة العسكرية و السياسية الأمريكية .
و بناء عليه أبدأ بالحجم الحقيقي للتواجد الأمريكي في العراق ، يتواجد اليوم في العراق أكثر من 500 ألف جندي و ليس 135 ألف كما تدعي الإدارة المعادية لإخفاء حقيقة العجز الأمريكي في احتواء العراق في ظل مقاومة منظمة جداً و يتم توزيع هذه القوات على معظم القطاع السني وبعض القطاعات الشيعية في العراق و هذه القوات مكونة من أربع فيالق يكون توزيعها كالتالي :
أولاً : فيلق المارينز الأول :
1. الفرقة الأولى مارينز تعدادها 30 ألف عنصر مارينز .
2. الفرقة الثالثة مارينز تعدادها 30 ألف عنصر مارينز

. الفرقة الرابعة مارينز تعدادها 45 ألف عنصر مارينز .
4. الفرقة الخامسة مارينز تعدادها 30 ألف عنصر مارينز .
و بذلك يصبح التواجد الأمريكي من قوات المارينز فقط 135 ألف جندي جلهم من المرتزقة يتراوح راتب الفرد بينهم من 2000 إلى 30000 دولار شهرياً و ذلك حسب المهمة و الموقع .

ثانياً : فيلق الرينجرز الثالث و يسمى أيضاً ايربون :
1. الفرقة المحمولة جواً الثامنة الثقيلة تعدادها 30 ألف جندي .
2. الفوج المظلي 82 تعداده 12 ألف مظلي .
3. فرقة الرينجرز 101 تعدادها 16 ألف جوال ( رينجر ) وهي معروف باسم سكريمرز ( النسور الصياحة ) .
4. لواء الرينجرز 107 تعداده 6 آلاف جوال و يعرف هذا اللواء فيابرس ( الأفعى الخبيثة ) .
5. لواء الرينجرز 103 تعداده 6 آلاف جوال و يعرف هذا اللواء بسترا يكر ( الضارب ) .
و يبلغ تعداد هذه القوات في هذا القوات مجتمعة في هذا الفيلق 70 ألف جندي .
ثالثاً : فيلق الخيالة الخامس :
1. لواء الخيالة الثالث الميكانيكي ( المؤلل ) المعروف بالعقارب ( سكوربيونس ) تعداده 15 ألف عسكري .
2. لواء الخيالة الأول المدرع المعروف بفمبرس ( مصاصي الدماء ) تعداده 15 ألف عسكري .
3. فوج خيالة المدفعية 70 تعداده 12 ألف عسكري .
و بذلك يصبح تعداد القوات المعادية المتواجدة من هذا الفيلق 42 ألف جندي معادي .
رابعاً : فيلق الفرسان السابع :
1. الفرقة الميكانيكية الرابعة فرسان تعدادها 30 ألف جندي .
2. الفرقة المدرعة الأولى فرسان تعدادها 20 ألف جندي .
و بذلك يصبح التواجد من هذا الفيلق 50 ألف جندي .

و من هنا نجد أن المجموع العام لهذه القوات بلغ 297 ألف جندي يضاف إليه 60 ألف عنصر بوليس عسكري في محاولة لضبط الجيش و منعه من الإنهيار نتيجة شدة ضربات المقاومة العسكرية العراقية و لكبح حالات الفرار المتكررة و التمرد أيضاً و يضاف إلى هذه القوة أيضاً 40 ألف من المخابرات و القوات الخاصة بأنواعها ( النشاطات الخاصة و قوة الدلتا و نيفي سيلز ( كوماندوس المارينز ) و فرقة 161 و القبعات الخضراء و اللواء المجولق173 ... الخ ) و لا ننسى ادعاء التبديل بين الفرقة الرابعة مارينز ( 45 ألف ) و الفرقة الثانية مارينز ( 45 ألف ) إلا أن الذي حدث هو إضافة القوات إلى حجم التواجد في القوات الأمريكية فما زلنا نسمع بالفرقة الرابعة مارينز إلى يومنا هذا .
و لا ننسى عمليات الترميم التي تمثلت في خمس عمليات ترميم الأولى 60 ألف جندي و الثانية 40 ألف جندي و الثالثة 40 ألف و الرابعة 30 ألف و الأخيرة 20 ألف أي المجموع 190 ألف جندي أمريكي .

و بذلك عدد القوات الأمريكية التي أدخلت إلى العراق هي :

297 + 60+40+45+190 = 632 ألف جندي ، أي ما يفوق قوات التدخل و الانتشار الأميركية (450 ألف ) بـ 182 ألف جندي .
و هذا ما يفسر سبب إرسال أعداد غير محددة من قوات الاحتياط ( الحرس القومي ) إلى العراق و البدء بسحب القوات الأمريكية من الأماكن الساخنة و الخطرة مثل كوريا الجنوبية ... الخ .
و هو الدليل الأكبر على هول المقاومة العراقية و شدة تنظيمها و عمق ضرباتها و الوضع الكارثي للعدو في العراق .
و مما أكد هذا الأمر تقرير الخارجية الروسية في الشهر التاسع من عام 2003 و الذي أكد أن خسائر القوات الأمريكية في العراق فاقت خسائر الروس في أفغانستان خلال تسعة سنوات و المعروف أن خسائر الروس كانت أكثر من 16 ألف قتيل إضافة ستة آلاف مفقود .
و جاءت بعد ذلك صحيفة القدس لندن لتؤكد أنها استطاعت من خلال أقنية خاصة الوصول و الإطلاع على سجلات قاعدة لاند ستول في ألمانيا و على حجم الإصابات الأمريكية التي وصلت إلى هذه القاعدة التي ي
3تم ترحيل مجمل الإصابات إليها أولاً قبل نقلها بشكل نهائي إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
حيث بلغ عدد الإصابات وفق السجلات حتى نهاية الشهر التاسع من عام 2003 إلى 73714 إصابة متفاوتة و لو أخذنا بالحسبان أن معدل القتلى للجرحى هو الثلث فإن عدد القتلى يكون قرابة 25 ألف قتيل .
و زاد في تأكيد هذه الحقيقة فيما بعد تقرير سري تداولته بعض وكالات الأنباء الأمريكية أن نسبة الإصابات العجزية أو المعيقه من أبناء أمريكا فقط و الذين يمثلون من 20 إلى 30 % من نسبة الجيش الأمريكية و من كل الطبقات وصل إلى أكثر من 22000 إصابة .
و تسرب فيما بعد تقرير سري من البنتاغون في نهاية عام 2003 يؤكد أن أجمالي خسائر العدو تجاوز خسائر الأمريكيين في حرب الفيتنام و الذي بلغ حيينها خسائر الأمريكيان أكثر من 58 ألف قتيل و مفقود .
و لكن السؤال الملح الآن إلى أين يمضي هذا الأرعن بوش بأمريكا ( روما الجديدة ) بقتالة مع أولي البأس إلى الزوال نأمل ذلك مع الصراع الأخير الذي تكلم عنه الأثر الشريف و الأسفار اليهود و الذي يقتل فيه كما ورد 70 ألف و يؤثر فيه 70 ألف ويأتي بعدها ملك الروم جاسياً على ركبتيه ذليل مطالباً بأسراه ، بعد نصر عظيم يفرح به المؤمنين إن شاء الله .

أسلحة الصدمة الفردية عند المقاومة :
1. صاروخ ميسترال م/ ط المعدل : قامت البنية العلمية العراقية بتطور هذا الصواريخ الفرنسية المنشأ بشكل جعل هذا الصاروخ عالي الفاعلية ضد جميع أنواع الطائرات المعادية تقريباً .
و من أهم امتيازات هذا السلاح الخاص بالعراق إضافة نظام توجيه إضافي من التوجيه بالليزر و زيادة المدى الفعال إلى 10 كم و حتى ارتفاع 6 كم ضد الطائرات و يتم استخدامه بطريقة الفخ الدفاعي من خلال وضع قاعدة لإطلاق و التي يحملها و ينصبها عنصران في موقع أمان مموه ثم ينتشر في محيط هذه القاعدة و على شكل مثلث ثلاث عناصر خاصة مزودة بمناظير ليفية عالية الحساسية و الدقة مرتبطة بقائس مسافة ليزري و مشفر اتصال رقمي ليزري و أخيراً مضيء أهداف ليزري ذو نبضات مشفرة أيضاً .
مهمة هذه العناصر من القوات الخاصة العراقية ( مغاوير صدام ) التي يصل بعد الواحد منها عن الأخر بالتمركز إلى 15 كم يقوم العنصر أولاً برصد الطائرة القادمة و تصنيفها إن كانت سمتيه أم ميدانية أم ضاربة .... الخ .
يلي ذلك عملية نقل معلومات الرصد إلى عناصر المراقبة و الإطلاق إما سلكياً عن طريق أسلاك ليفية ضوئية تنقل معلومات الرصد عن طريق الفوتون الضوئي أو لا سلكياً عن طريق الليزر المشفر وفق حالة التجهيز .
حيث يتم متابعة الهدف من قبل عناصر المراقبة و قاعدة الإطلاق ويتم الإطلاق الصاروخ بعد عمل المؤشر الخاص بالاستقبال للأثر الحراري للهدف للأمواج الحراري القصير و الطويلة للهدف يتبع ذلك عمل مؤشر المخروط الليزري المرتد من مضيأت عناصر المراقبة الليزرية .
حيث ينطلق الصاروخ الثنائي التوجيه بسرعة 3 ماك ( ثلاثة أضعاف سرعة الصوت ) ليرتطم بالهدف و هو محمل بشحنة متفجرة كافية لإسقاط أعتى الطائرات النفاثة المعادية مثل طائرة ف 16 ( اسقط منها حتى الآن 5 طائرات بهذا السلاح الرهيب ) .
رابط صورة صاروخ ميسترال :
2. قذيفة سنتمتر م/ د : و هي قذيفة روسية المنشأ عراقية التطوير تسمى عند العراقيين بالعقرب مداها 15 كلم و هي خاصة بحرس صدام الخاص ( نمور صدام ) يتم إطلاقها بواسطة المدافع الغير ارتدادية من فئة غرانوف عيار 122 ملم يستخدم بها نفس تكتيك ميسترال و لكن بتوزيع عناصر المراقبة على شكل نصف دائرة أمام المدفع لإضاءة الهدف الأرضي بالليزر لينعكس منه مخروط ليزري رأسي يساعد على سقوط المقذوف بشكل انقضاضي و تكون القذيفة ذات حشوه مضادة للدروع إما جوفاء ثنائية ( الباريوم الحراري ) أو حراري ( أكسيد الإيثلين ) FAE .
رابط قذيفة سنتمتر
.3 صاروخ كورنيت : صاروخ م/ د يعمل على مبدأ قذيفة العقرب و لكن القاذف و الموجه واحد لمدى 6 كم .
رابط صاروخ كورنيت :




يتبع …

محـــــــــــــــــب المجـــــــــــــــــاهدين …
ملاحظة : أخونا محب المجاهدين لم يكمل باقي الحلقات أدعوا الله أن يعود ويكملها

صالح بن شعيب
04-08-2004, 05:19 PM
الجزء الثالث



الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة الأولى(

انتهت أم المعارك
مستر بوش ( بوش الأب ) لقد صرحتم أمام العالم ، أن قواتكم لن تتوقف قبل أن تدخل بغداد و تسقط النظام الحاكم فيها ، فماذا حدث .
سؤال كان له وقع الصاعقة على جورج بوش الأب ، كان هذا في مؤتمر صحفي في بريطانية حضرته مار كريت تاتشر رئيسية وزراء البريطانية السابقة ( المرأة الحديدية كما يلقبها البريطانيين ) .
بوش : صمت و شرود ، و في محاولة يائسة لتغير موضوع الحوار و الخوض في سؤال أخر ، قام بوش بالإشارة إلى صحفي أخر عله يكون نجاة لبوش من هذا المأزق بسؤال جديد يمثل له حبل النجاة .
و لكن السؤال يتكرر فكل شئ مفهوم عدى هذه النقطة .
بدأت ملامح الغضب ترتسم على وجه بوش رغم الصمت ، و المراسلين و الصحفيين ينظرون و ينتظرون يريدون ما يشفي نهمهم الإعلامي .
عندها انفجر بوش بالكلام بعد أن استشاط غضباً قائلاً ( كيف أطلب من جيشي التقدم نحو بغداد و 100 ألف جندي أمريكي تحت الحصار ) ؟؟ ! .
ثم ترك المؤتمر و خرج ؟؟؟؟؟ !!!! .
صحيفة ليموند الفرنسية وصفت ما حصل في نهاية أم المعارك بالتالي ( لقد قام الأمريكيون بثلاثة انزالات مظلية ضخمة لضمان تقدم الكتلة المدرعة الأمريكية الهائلة نحو بغداد و لتأمين نقاط إمداد متقدمة لها من أجل تسهيل تقدم سريع و آمن .
فماذا حدث ، و صفت ليموند الوضع بالانفجار لسيل عارم من قوة عراقية مؤللة محترفة و بسرعة قياسية أبادت هذه القوة العراقية المندفعة الانزالات الأمريكية الضخمة عن أخرها ) مــن فعــــــل ذلــــــك ؟؟؟؟؟ ! .
و من هي القوات المحاصرة التي تكلم عنها بوش ...
كان الخطر الأكبر الذي يهدد أوربا الحليف الأكبر لأمريكا هو المارد الشيوعي ( الاتحاد السوفيتي السابق ) و كان أكبر أشكال هذا الخطر بعد الخطر النووي الشيوعي ، الهجوم البري السوفيتي العملاق الذي قد يبدأ بأي لحظة ليبتلع أوربا بوقت قياسي و كان اشتياح تشكوسوفكيا المتمردة أيام خروشوف أكبر دليل على حقيقة الخطر الروسي .
أكثر من 70 ألف دبابة يتم إسقاط اكثر من 18 ألف دبابة منها بالمظلات أمر يمكن وصفة بالكارثة أو بالخيال فلا يوجد مستحيل أما الجيش الأحمر .
الأمر الذي دعا قادة البنتاغون إلى الإسراع في وضع جدوى أو دراسة عملية يتم من خلالها إيجاد قوة دفاعية ارتدادية تؤخر أو توقف هذا السيل المعدني الجارف عن التقدم .
و كانت النتيجة تشكيل ما يعرف بفيلق الفرسان المدرع السابع ( 110 آلاف جندي أمريكي ) المكون من 4000 دبابة ابرامز مسنودة بـ 400 حوامة أباتشي هجومية و مائة طائرة دعم ميداني قاتلة للدبابات من نوع ايه 10 ثاندربولت ( قذفة الصواعق ) .
و في حرب 1991 رأت القيادة السياسية أن من الحكمة إنهاء المعركة البرية ضد العراقيين بسرعة و بأقل الخسائر بعد أن أدركت أن الحملة الجوية لن تحسم الأمر .
فلم يكن أمامها إلا توكيل الأمر إلى فيلق الفرسان المدرع السابع ذو القدرات المفرطة من التسليح والتكنولوجيا و الذي كان مزود بذخائر فرعية فائقة الذكاء Brilliant التي تطلقها راجمات أو مدفعية MLRS الصاروخية و ذخائر اليورانيوم المستنفذ و القذائف الموجه بالأقمار الصناعية التي تطلقها الدبابات و مدافع الهورتز بلادين الذاتية الحركة عيار 155 ملم .
كانت كل المعطيات و المؤشرات تؤكد أن تقدم هذه الكتلة المدرعة الأقوى في العالم سوف يكون بمثابة الرحلة إلى بغداد البطولة و الفداء .
و لكن كل الحسابات تبخرت في الهواء من الصدمة الأولى عندما نشب أسود حمورابي و نبوخذنصر البابليين من أهواز العراق و طوقت دبابات أسد بابل هذه الكتلة المعادية الضخمة و بدأت تصنع بها المعجزات عشرات الدبابات و المدرعات المحروقة و المدمرة و مئات القتلى وآلاف الجرحى و الفوضى و الشتات و العزل شعر قادة العدو و كأن قواتهم دخلت أتون الجحيم .
كان الأمر أشبه بالانفجار فعلاً ، طوق حصار محكم و إبادة لآلاف المظليين من الفوج المظلي 82 قوة التدخل السريع الخاصة الملقبة بالصواعق ثاندرس THUNDERS ، وبساعات قليلة توقفت الحرب .
من القوة التي فعلت ذلك .
إنهم نمور صدام إنهم رجال المهمات الصعبة " الحرس الجمهوري البطل " .

الجزء الثالث


الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة الثانية )

إن من أهم أسرار القوة في الحرس الجمهوري هو العامل النفسي أو المعنوي و هو أمر يفتقده الصليبين اليوم و هذا العامل النفسي و المعنويات المرتفعة جداً لها أسباب أهمها :

1. القيادة : يكفيها فخراً أن قائدها العام المجاهد الصلب صدام حسين ، يقول القائد الفرنسي المخضرم نابليون بونابرت ( جيش من الوعول يقودهم أسد خير من جيش من الأسود يقودهم وعل ) بكيف بأسد بابل قائد الأسود .

2. الإرادة : و هي مبدأ عند القائد صدام ( تباً للمستحيل ) و قوله مخاطب الحرس الجمهوري عن حرب العصابات ( إنها حرب الإرادات ) و معروف عن الحرس الجمهوري أنه يقاتل حتى النصر أو الشهادة و لا ينسحب ما لم تأتيه الأوامر من القائد و قد وصفته دوائر الإعلام المعادية بأنه يقاتل حتى أخر رجل ، مثل اس اس جستابو و البانزر الألمانيين .


3. الأنفة : و هو مبدأ صدامي أو بابلي ( إني بابلي فإما أن أعيش مرفوع الرأس أو أموت تحت سنابك الخيل ) و هو مبدأ أهلي الفلوجة اليوم ( أما أن نعيش أعزاء أو نموت شهداء ) و لا ننسى قول القائد صدام الذي مفاده ( ليس العز في فوهات البنادق أو أسنة الرماح إنما العز في أنفة الرجال الحاملة للسلاح ) .

الإعداد العقائدي : يعتمد هذا الأعداد على عدة محفزات هي :

1. الحافز العشائري : و ذلك من خلال انتقاء أفراد و قادة الحرس من عشائر أصيلة تعتز بقيم العشائر السامية و الأصيلة منذ قديم الأزل حتى أن الإسلام جاء ليتمها فقط لقولة صلى الله عليه و سلم ( جئت لأتمم مكارم الأخلاق ) صدق الرسول الكريم .

و من ذكاء صدام حسين أنه أعتمد بدرجة الأولى على العشائر ذات الأصول القيسية من بن قيس و هي عشائر تمتز بأنها محاربة محبة للقتال الشجاعة و الإقدام في فطرتها .

2. الحافز التاريخي : و هو نفس المحفز الألماني من حيث الفكرة لقوات البانزر المعادلة للحرس الجمهوري العام و الأس أس الجستابو المعادل للحرس و الأمن الخاص .
فإن كان الرابط عند الألمان هو العرق الآري فالرابط عن العراقيين الأصول التاريخية البابلية و الآشورية والعشائرية التي يعتز بها العراقيين .

3. حافز المحبة : و هو المحبة للقائد أولاً المثل الأعلى لرجال المهمات الصعبة و ثانياً محبة الوطن .

4. الحافز الجهادي : هذا هو الحافز الأهم عند القائد صدام و لا ننسى قولة ( لا أومن بالمستحيل و أقدس الجهاد ) غير أن القائد صدام لم يستطع في ظل حكم ذا طبيعة علمانية في الظاهر أن يقوى هذا الجانب بشكل عملي .
إلا أن المرحلة التي تلت سقوط بغداد حققت له مراده من خلال احتكاك الحرس الجمهوري بالمجاهدين الذين لا حافز لهم إلا إعلاء راية الحق و من أعز أمر الله أعزة الله ، و هو و حافز المحنه يحتمان بقدرة القدير النصر لقولة صلى الله عليه و سلم ( لن تنصروا من كثره و لكن إذا فزعتم نصرتم ) أو كما قال رسول الله .
و قوله تعالى ( لقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين ) صدق الله العظيم . التوبة آيه 25.
فاعتماد الحافز الجهادي الديني من خلال نصرة لله و من نصر الله نصره و ثبت أقدامه بنصره المظفر و من أصدق من الله قيلا .



الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة الثالثة )

تتميز تشكيلات الحرس الجمهوري بعاملين للقوة هما العامل القتالي و العامل التسليحي و سوف نتناول في هذه الحلقة من موضوعنا الهام ، العامل لقتالي الذي يتجسد بدورة بثلاثة عناصر رئيسية هم عنصر القيادة و عنصر الإدارة و عنصر التكتيك فتعالوا نتناول هذه العناصر بشيء من التفصيل .

1. عنصر القيادة : و من أهم ميزات هذا العنصر في الحرس الجمهوري أن القسم الميداني فيه أقوى وأهم من القسم المركزي من حيث القرار و التكتيك القتالي ، فالحرس الجمهوري مكون من رجال ترتجل القتال و تصيب و هو دليل على الخبرة و الاحتراف ، مما يجعل قيادة هذه التشكيلات لا مركزية و هي نقطة قوة هامة في محاربي الحرس لأن المُطلع الميداني أخبر بمتطلبات المعركة و حيثياتها من الذي يقبع في مكان حصين في باطن الأرض بعيداً عن أتون المعركة و الصِدام .

و هو أمر يستدعي تواجد أطقم قيادة كبيرة في المعركة و المعروف في رجال الحرس أن من أصل كل خمس محاربين يكون أحدهم ضابط و الباقي بكفاءة ضباط الصف من حيث الخبرة بمعنى أخر يمكن اعتبار جيش الحرس الجمهوري جيش من القادة و هو أهم أسرار القوة فيه و السبب الرئيسي لتسميته برجال المهمات الصعبة من قبل القائد الرمز صدام حسين حفظة الله .

2. عنصر الإدارة : و هو تابع لعنصر القيادة الميدانية و لكن بصفة أمنية تتولاها مؤسسة الأمن الخاص بسلطات واسعة و ذلك من خلال نقل أوامر القيادة العليا للجيش و القوات المسلحة بشكل أمني و مشفر ونقل تطورات الميدانية بشكل معاكس أي إلى القيادة العليا و حتى القيادة العليا لا تتدخل إلا بالقرارات الإستراتيجية فقط ، و من مهام الأمن الخاص الميداني أيضاً ضبط الحالة القتالية تماماً مثل البوليس العسكري و لكن بشكل أكثر ميدانية و احتكاك مع العنصر القتالي ليسهل فهم و تقدير ردات الأفعال الميدانية بالشكل الصحيح ، بحيث يتم تفعيل الإجراءات الأمنية الميدانية المناسبة للمعركة و التي عادتاً ما تكون لصالح رجال الحرس الجمهوري من حيث التماسك لقتالي رفع المعنويات و التأمين الميداني الذي يبعث الثقة بالقيادة العليا و يحفز المحاربين على إجادة القتال بشكل أكبر و استمرار المعركة إذ دعت الضرورة الميدانية.

3. عنصر التكتيك : لقد شاع في الجيوش أنها في حالة الحروب الدفاعية تلجأ إلى التحصن بالخنادق و المتاريس و الحصون و الملاجئ الخرسانية و الكرونكيتية ( الأسمنت المسلح ) ، و قد شاع هذا بالخطأ عن الحرس الجمهوري ، لأن الحرس الجمهوري جيش ذو تجهيز هجومي فالحرب كر و فر لذلك فالحرس الجمهوري قوة حيوية تعتمد مبدأ الهجمات المتكررة و الالتفافية و التلاحمية في حالة الهجوم أما في حالة الدفاع فيهي تعتمد على التنقل الدائم و الانتشار على مساحات واسعة و المناورة واستخدام مبدأ التخفي و التنكر و التمويه و التضليل بدل التحصين الثابت ، وذلك من خلال استثمار مطور بشكل كبير لمبدأ التقنيع الروسي الماسكروفكا Maskrovka من خلال تجهيزات خاصة يتم من خلالها استثمار الطبيعة فمثلاً دبابات أسد بابل السلاح الرئيسي الهجومي الثقيل في الحرس ، مزودة بآلية خاصة للحفر بالتراب و الرمل و الاختفاء الكامل أو الجزئي بهما وفق متطلبات المعركة أو التكتيك طبعاً مع امتلاك القدرة المعاكسة أي الخروج ، و يمكنها أن تختفي أيضا في وسط مائي و حتى عمق 5 متر كما فعلت في منطقة الأهواز في جنوب العراق عندما حاصرت الفيلق المدرع الأمريكي السابع و يمكنها كتكتيك قتالي أيضاً القيام بخدعة التفجير الذاتي أو بخدعة النينجا اليابانية ( مقاتلين محترفين من الساموراي ) من خلال توليد سحب دخانية و معدنية تحجب جميع أشكال الرصد و من ثم الاختفاء في الأرض الترابية أو الرملية بالإضافة إلى أساليب أخرى للتضليل أهمها استخدام مجسمات مطابقة بالشكل و الأبعاد و المكونات السطحية لآليات الحرس الجمهوري .
و هناك عنصر تكتيكي أهم في تشكيلات الحرس الجمهوري ألا و هي اعتماد و تقوية مهارة الفرد أكثر من الآله و تزويده بأسلحة فردية خفيفة و متوسطة فتاكة و فعالة و دقيقة و متطورة مدعمة بالمهارة القتالية التي يتملكها رجال الحرس الأشداء و هذا التكتيك كان ناجح بشكل كبير في إنقاذ جل التشكيلات القتالية الخاصة بالحرس الجمهوري في المعارك التي سبقت سقوط بغداد فالسلاح وفق مفهوم القائد المجاهد الشجاع صدام حسين يسهل تعويضه و لكن الصعب هو تعويض الرجال .



الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة الرابعة) حلقة خاصة

سوف يدور بحثنا في هذه الحلقة عن ظهر العامل التسليحي و هو مكون من ثلاثة نقاط و هي التسليح الرئيسي و التسليح الفردي و سلاح الصدمة و هذا الأخير هو أكثر ما يميز الحرس الجمهوري الباسل .
و لكن و مع ذلك سوف أخصص هذه الحلقة عن برامج التسليح السرية و التي كانت محور قول القائد صدام في إحدى كلماته عام 2000 ( العراق اليوم أقوى مما كانت عليه منذ عشرة سنوات ) .
و كانت هي الحافز الأولى لمقولة صدام التي أشار بها إلى بداية توجه الإسلامي الصريح .
و هي البرامج التي جعلت صدام يقوها صراحة أمام أركان قيادته أنه سوف يتحول إلى المنهج الإسلامي الراشدي .

مقدمة : من أسرار الحرس الجمهوري الغير معلنة أن القيادة العامة منذ عام 1997 كانت تقوم بعملية تطوير لسلاح الدروع في الحرس الجمهوري و لكن في نطاق سري جداً لدرجة أن عناصر مختارة من الحرس الجمهوري تدرب على مشبهات لأسلحة متطورة داخل العراق و في روسيا دون أن تزود هذه التشكيلات بهذه الأسلحة الثقيلة رغم برنامج التدريب المتكرر و المكثف بل أن المفاجأة كانت هي أن القيادة العراقية غطت النقص الناتج عن حرب 1991 لدبابات ت - 72 من الجيل الثالث و الرابع و رغم أن تلك الأخيرة كانت تجمع في العراق تحت أسم أسد بابل ، بدبابات أقل كفاءة من النماذج الروسية اي بنماذج تشيكية و صربية من الجيل الأول الثاني على أن يتم تحويل هذه الدبابات فيما بعد إلى بعض فرق الجيش مثل الفرقة العاشرة و اللواء 52 و لكن هذا لم يحدث بل أن القيادة العليا للقوات المسلحة اكتفت ببرامج تحديث مبسطة لنظام التحكم و القيادة و إدارة النيران في قمرات الدبابات مع معالجة بسيطة لنظم التسليح و التدريع لأربعمائة دبابة من اصل 1000 دبابة من دبابات أسد بابل تحت أسم دبابة صدام .
و المفاجأة الأكبر هي إبقاء محركات الديزل الخاصة بدبابات أسد بابل بقوة 1500 حصان لدبابات صدام التي توصل سرعة الدبابة القصوى إلى 120 كم / ساعة وتم تغير محركات أسد بابل بحجة عدم توفر قطع غيار كافية إلى محركات ديزل بقوة 1300 حصان أي أن السرعة خفضت إلى 100 كم في الساعة .
مما فتح باب السؤال إن العراق مقبلة مواجهة مع أكبر دولة في العالم فبدل أن تطور آلتها العسكرية اكتفت بترميمها فقط بل ودمرت أسلحتها الإستراتيجية المتمثلة بأسلحة التدمير الشامل و الصواريخ البالستية البعيدة المدى ( الحسين و العباس و العابد و حجارة سجيل ) .
و هذا يعني أن سقوط العراق أمام غزو مغول العصر أمريكا أمر محتم ، فلماذا؟؟؟ !!! .
المعروف أن أموال الخزينة المركزية للعراق كانت لا تهدر أو تخرج إلى خارج العراق فهناك 200 مليار دولار من الاحتياطي المركزي و أموال النفط المهرب إلى السوق السوداء أنفقتها العراق على برامج الدفاع بل قامت القيادة العليا بتوقيع عقود شراء سرية لشراء مكونات مصانع و شركات مع أطقمها بعد أخذ تراخيص سرية من دول عظمى كان أهمها روسيا ووضعها في معسكرات سرية حصينة تحت الأرض لإنجاز مشروع سري ضخم سمي برنامج عودة بابل الكبرى .
كما تم استيراد 400 صاروخ طويل المدى ( 400 كم ) م / ط متعدد المهام يمكن أن يعمل كصاروخ أرض –أرض أدخل إلى العراق في برادات إعانة عن طريق دولة صديقة و هي صواريخ مضاد للتجمعات المعادية الجوية و تتعامل مع كل ما يطير من المنظومات الجوية و الصاروخية المتطورة و تعرف هذه الصواريخ بصواريخ اس 400 الماز الروسي ( سام – اكس – 20 ) و يوجد نموذج من هذا الصاروخ مداه 100 كم تم تجميع 600 صاروخ منه في العراق بترخيص روسي .
كما تم استيراد من روسيا و عن طريق دولة صديقة 1500 محرك طائرات نفاثة متطور و تم استبدال عدد من طائرات سوخوي 24 فنسر القاذفة الروسية الإستراتيجية التي تنوي العراق تسليحها بقنابل كرات صدام النارية ( الوقود المتفاعل بالهواء ) الضخمة البديل الإستراتيجي لقنبلة الردع النووية المحدودة .
أما البرنامج الرئيسي في هذا المشروع فهو برنامج صدام الصاروخي و قد بدأت قصة هذا البرنامج بضربة حظ بدأت بعملية خاصة مشتركة بين قوة العمليات الخاصة العراقية و الروسية و كان هدفها اقتحام قاعدة سرية في صحراء الكويت لمنصات صواريخ بيرشنغ 2 البالستية المتوسطة المدى التي اخفي منها بشكل غير شرعي 7 صواريخ ، بعد توقيع معاهدة ستارت 3 التي تقضي بإلغاء و تدمير الصواريخ البالستية المتوسطة المدى التي يصل مداها إلى 2000 كم .
و قد تم خلال العملية تفكيك هذه الصواريخ و نقلت بالحوامات إلى البصرة ومنها إلى بغداد على أن تسلم فيما بعد إلى الاتحاد السوفيتي و لكن اتحاد جمهوريات الاتحاد السوفيتي انهار قبل ان يتم التسليم .
و كانت لهذه الصواريخ رؤوس نووية بقوة 300 كيلو طن من مادة ت ن ت .
و لكن هذه الرؤوس مشفرة و مؤمنه بحيث إن أي محاولة للعبث بها فإنها ترسل إشارات إلى الأقمار الصناعية يتم من خلال ذلك تحديد موقعها و يمكن أيضا في هذه الحالة تدميرها عن بعد و قد كانت المخابرات العراقية تعي ذلك تماماً .
فكيف يمكن للعراق أن يستفيد من هذه الرؤوس النووية الحرارية ؟؟؟ .
تمكن كونسولتيوم مشترك ألماني و روسي و عراقي من خلال إدخال هذه الرؤوس إلى غرف شديدة العزل تولد نبضات الكهرومغناطيسية عالية الطاقة عطلت البنية الإلكترونية في الرؤوس ، و من بعد ذلك تم تقطيع هذه الرؤوس بالليزر و تم تحويلها إلى عشرات الرؤوس النووية الصغيرة .
و العراق متطور في مجال الليزر فهو أول من افتتح أول غرفة جراحة بالليزر في العالم و لا فخر .

ومن خلال دراسة العراق لتكنولوجيا صورايخ بيرشنغ 2 استطاعت أن تطور برنامج صاروخي تحت أسم صدام و لم يتثنى تجربته في العراق ففك الصاروخ و نقل بالطيران المدني إلى كوريا الشمالية حيث جرب في نهاية عام 1998 تحت أسم نودونغ 3 و قد أثار هذا الصاروخ إعجاب الكوريين و كان سبب في إدخال العراق ببرنامج محركات الصواريخ العابرة للقارات الكوري ؟؟؟ !!!

نعم إنها أمور لا تصدق و لكن رغم كل شئ و قبل كل شئ هي الحقيقة .
فمن صدق فلنفسه و من كذب فعليها و سوف يأتي يوم تنجلي به الحقائق و تذهب تظهر نور الحقيقة كظهور نور الشمس في كبد السماء
و لكن إن كان هناك من يصدق فسوف يسأل أين هذه التكنولوجيا فقد سقطت بغداد و لم نرى شئ فأقول ..
قال الله تعالى : (ا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم ) المائدة 101 .
و في الوقت المناسب سوف تعلمون من هو صدام بكر حسين التكريتي فانتظروا أني معكم من المنتظرين .

صالح بن شعيب
04-08-2004, 05:21 PM
الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة الخامسة )

في هذه الحلقة سوف نتناول القسم الأول من عامل التسليح الرئيسي عند الحرس الجمهوري البطل من خلال تكتيك استخدمه الحرس الجمهوري في حربة الأخيرة قبل سقوط بغداد .
كانت القيادة العامة تعلم يقيناً أن الجيش الأمريكي كان معد لمجابهة أقوى جيوش العالم مجتمعة و كان الأمر لا يختلف مع الحرس الجمهوري رغم ما شع بأنه أقوى رابع جيش في العالم لذلك انكبت القيادة العامة بمساعدة خبراء روس أكفاء على محاولة إيجاد تكتيك ينجي تشكيلات الحرس الجمهوري من قبضة الهلاك الأمريكية .
و كان ذلك من خلال تحويل نقطة قوة في الآلة العسكرية الأمريكية إلى نقطة ضعف و ذلك من خلال التكتيك التالي :
1. اعتماد مبدأ التغير المستمر لموضع و مرابض الآليات و الدروع بعد كل عملية رصد أو استطلاع معادي بغية تضليل العدو .
2. اعتماد مبدأ التقنيع الذي اشتهر به الحرس الجمهوري المتمثل بالأهداف الهيكلية أو أعمال التضليل الأخرى المتمثلة في الحرق الذاتي التضليلي و الاختفاء بالرمل … الخ .
كانت القيادة تعلم أن هذه التكتيكات ناجحة ضد الطيران في ظل غياب الدفاع الجوي الصاروخي الإستراتيجي و التكتيكي الفعال على السواء ، رغم أن العراق كان قد مضى في برنامج صاروخي سري مضاد للجو مطور و فعال لكن كانت القيادة تدرك أن هذا الدفاع الفعال البعيد و المتوسط المدى لن يثني مغول العصر عن المضي بمخططة إضافة إلى أن إمكانيات العدو كانت مفتوحة و ليست محدودة مثل العراق و يوجد لدية جناح متخصص من الطائرات الخاصة بإخماد الدفاعات الجوية الصاروخية تدعى طائرات العرسة المتوحشة وايلد ويسيل Wild Weasel المجهزة بتقنيات و تسليح خاص بتدمير شبكات الصواريخ م / ط و الرادارات .
مما جعل العراق تعتمد على منظومات متقادمة أخضعت لبعض التحديثات مثل فولجا ( سام 2 ) و بتشورا ( سام 3) و كاب ( سام 6) و رولاند الفرنسي .
حيث أطلق من هذه الصواريخ في معركة الحواسم قبل سقوط بغداد أكثر من 1600 صاروخ .
ومما تقدم نجد أنه لم يكن لدى الحرس الجمهوري سوى الاعتماد على المدفعية المضادة م / ط و خصوصاً ذات المدى البعيد عيار 57 ملم ( المدى 7 كم ) التي كانت على الأقل تربك الطيارين و تشتت تركيزهم بغية إتمام مخطط التضليل و التقنيع و قد كانت فعالة ضد صواريخ الكروز .
و قد كان هذا مجدي ضد الحملة الجوية لدرجة معينة و لكن الأمر بدأ يختلف عندما بدأ الدور البري لمغول العصر مما جعل الحرس الجمهوري يلجأ لتكتيك جديد .
3. اعتمد الأمريكيون في العملية البرية على مبدأ خطير يسمى الأفعى المتعددة الرؤوس بحيث كانت تتم عمليات إنزال جوية خفيفة من الجوالة ( الرينجرز ) Rangers و ثقيلة من وحدات الخيالة Cavaliers المدرعة وكانت وحدات المارينز Marines و وحدات الفرسان Knights المدرعة تمثل الكتلة الميكانيكية الحاسمة ذات الاندفاع السريع .
و قد كان هذا يحدث تشتيت و إرباك للقوة المدافعة و يجعلها مطوقة و معزولة بشكل يسهل معه إبادتها .
4. كان التكتيك المضاد عند الحرس الجمهوري و الذي أحيط بسرية كبيرة حتى أن القادة الكبار لم يكونوا يعلمون به و كان تحت مسؤولية عناصر سرية مدسوسة من الأمن الخاص المخولة من قبل القائد العام و بتخطيط اشترك به خبراء الروس ميدانيين .
و اعتمد هذا التكتيك المعروف بانسلاخ الأفعى ( تنسلخ الأفعى عن جلها القديم ) و ذلك بترك الآليات الثقيلة في و الوقت المناسب و جعل منها طعم أشغال و كشف لآليات و دبابات العدو التي كانت تدمر بصواريخ فردية موجة م / د مثل كورنيت الموجة بالليزر أو بالقذائف الفدائية المباشرة م / د مثل ر ب ن RBN الترادفي و ر ب وRBO الحراري .
و ذلك من خلال كمائن محكمة أو من خلال الجعل من دبابات ت 72 و مجنزرات ب م ب و عربات ب ر د م منصات لإطلاق صواريخ م / د غير مأهولة يتم التحكم بها عن بعد بواسطة السلك و يتم توجيه قذائفها من جهة أخرى تكون أيضاً بعيدة عن هذه المنصات التي تكون عادتاً مكشوفة للعدو .
و في حالة تدميرها من قبل العدو ، فواجب الطاقم في هذه الحالة التنكر بلباس مدني و من ثم الانكفاء في اقرب مدينة أو فرية أو عشيرة أو تحميل بعض الآليات الناجية على شاحنات ناقلة حيث يقوم السائق لهذه الناقلات بترك شاحنته مع سماع صوت الطائرات المعادية أو أصوات الذخائر أثناء قذفها .
و هذا التكتيك مكن 58 ألف عنصر من عناصر الحرس الجمهوري من النجاة من أصل 72 ألف محارب كان معظم الشهداء فيهم من اللواء 23 و 26 الذين أبيدوا نتيجة استخدام أمريكا بدائل نووية تعادل القنابل النووية التكتيكية من خلال مادة الباريوم الفتاك Superbaric ذات الأثر الحراري و التدميري المهول .
و بعد مما تقدم تترأى لنا حكمة القائد صدام حسين في عدم إدخال سلاحه المتطور في المرحلة الأولى من معركة الحواسم حيث كان الجيش و الحرس الجمهوري يفقد زمام المبادرة و يمثلان دور الهدف أو الصيد للصياد أما الآن و مع تغير الأدوار و تحول مغول العصر إلى فريسة سهلة بيد أسود المقاومة التي تقودها و تشرف عليها و تشارك معها بنصيب الأسد فصائل الحرس الجمهوري .
أصبح السلاح الثقيل هو بمثابة سلاح الحسم الذي سوف يأتي دورة في الوقت المناسب و في الحلقات القادمة إن شاء الله سوف أتناول سلاح الدبابات المتطور المتمثل بدبابة أسد بابل المحدثة و دبابة صدام .




الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة السادسة )
هذه الحلقة سوف أخصصها لتبان العنصر المعادي الأكثر تأثير على خطة انسلاخ الأفعى التي اتبعها أبطال الحرس الجمهوري لتفويت فرصة الإبادة المنشودة عند العدو لهذه هذه النخبة المقاتلة التي تمثل عماد الجهاد في المرحلة الحالية و الحسم في النهاية ، و إن كره المبطلون .
كان التأثير السلبي النسبي طبعاً على خطة أبطال الحرس يكمن بنسبة 70 % من المؤثرات في خطورة عناصر المراقبة الأرضية و هم قسمان :
1. القسم العسكري : - و يقوم به عناصر مختارة من القوات الخاصة ( الكوماندوس) الأمريكي ( الدلتا فورس و النيفي سيلز ) و البريطانية ( الساس ) .
و هي قوة يلقبها الأمريكيين بجنود الظل مهمة هذه القوة القيام من خلال تواجد مؤقت يتم عادة بواسطة الحوامات بأعمال المراقبة المتقدمة العسكرية و هو سبب الأساسي بتسميتها بالمراقبة الجوية الأمامية FAC و من أخطر أعمال هذه الفئة العسكرية القذرة تسميت الأهداف للطيران و المدفيعة الميدانية و الصاروخية إضافة إلى تعينها بطلقات خاصة تبث رنين نبضات ليزرية إرشادية أو موجات مغناطيسي خاص ( موجات فوق صوتية ) إلى الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيرة أو طائرات المراقبة الإلكترونية مثل الأواكس ، ليتم التعامل مع الهدف المحدد من قبل الطائرات الضاربة .
و كانت هذه القوة الشيطانية في منظور حسابات القيادة العسكرية العراقية العليا و القيادة الخاصة بالحرس الجمهوري لذلك خصصوا لهؤلاء الأوغاد المرتزقة مجاميع مضادة من القوات الخاصة العراقية ( مغاوير صدام ) تقوم بالتعامل مع هذه الخنازير بطرق مبتكرة و ذلك بمساعدة المخلصين من المجاهدين العرب و فدائيو صدام الشجعان .
2. القسم الإستخباراتي : - و هو عبارة عن شبكة سرية من أصحاب النفوس الدنيئة و القذرة والحثالة العديمي الأصل و الانتماء من أبناء الزناة .
و هذه الشبكة العملية يسميها علوج أمريكا بالمحاربين السريين Secret Warriors و هو قسم يقوم بنفس أعمال المراقبة الأمامية و لكن بشكل أكثر سرية و تنكر سوء بواسطة اللباس المدني أو لباس الفلاحين أو حتى البدو و يقود هذه الشبكة عناصر معادية عالية التدريب من النشاطات الخاصة وقوات القبعات الخضر .
و يتم عمل هذه العملاء من خلال التواجد الهادئ على قرب معين من الحشود العسكرية المتواجد عادة عند النقاط الإستراتيجية والحساسة كالجسور أو في المدن و نظام الإرشاد لدى هؤلاء العملاء هو هواتف نقالة خاصة من فئة الُسريا مدعم بقائس مسافة ليزري و محدد موقع كوني من فئة GPS .
و قد تم التعامل مع هذا الخطر من خلال التغير الفوري لمواقع التشكيلات المرصودة مع أول ملاحظة أو رصد أو حتى الشك بوجود هؤلاء و قاموا بمنع المدنين من التواجد على مقربة من القطع العسكرية .
و قد تولى أمر ملاحقة و تصفية هؤلاء العملاء في حالة ثبوت عمالتهم عناصر متخصصة من المكتب الثامن التابع لجهاز أمان ( المخابرات العامة ) و عناصر من وحدة الإغتيال 999 ( عقارب صدام ) .
و بعد فإن العدو حاول المستحيل للنيل من أبطال الحرس و لكن خابوا و خاب فألهم .
فبقاء هذه القوة المنتخبة هو بمثابة الكارثة سوء في حالة المواجهة رغم التفوق التكنولوجي الساحق للعدو لأن أمريكا تعلم أن هذه القوة لا تخشى الموت و لا تنتهي دون ثمن في الأغلب لا تستطيع أمريكا دفعة .
أو التحول إلى قوة كمائن و أفخاخ و حرب عصابات كما نشهد اليوم أو قوة حسم في النهاية و هذا ما ننتظره جميعاً إن شاء العزيز القدير .



الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( الحلقة السابعة )

في هذه الحلقة سوف أتكلم عن أسلحة الصدمة عند الحرس الجمهوري و كيف كانت خطة الدفاع عن بغداد من قبل الحرس الجمهوري .
تعتمد تشكيلات الحرس الجمهوري على الصواريخ البالستية ذات التأثير المساحي القصيرة المدى التي يتراوح مداها ما بين 100 إلى 200 كم وعلى راجمات الصواريخ ذات التأثير المساحي كسلاح صدمة و ذلك لما توفره هي و الصواريخ من قوة نيران هائلة و على مساحات كبيرة و سوف أذكر فيما يلي أهم هذه الأسلحة باداً بسلاح الصواريخ أرض – أرض :
1. صاروخ الليث : مشتق من صاروخ لونا ام ( فروغ 7 ) الروسي الذي يبلغ مداه 70 كم وقد عدل مدى هذا الصاروخ ليصل إلى 100 كم و تم تغير موازن المسار فيه ( الجيروسكوب ) بغية زيادة الدقة و زود براس عنقودي ( 300 قنيبلة ) من النوع الناثر و يعتمد عمل هذا الرأس على إحداث فتحة أمامية برأس الصاروخ تدخل تيار هوائي قوي يحدث ضغط يؤدي إلى قذف الصفائح المحيطة بجوانب الرأس الحربي ثم نثر القنابل الأسطوانية الشكل بشكل جماعي على ارتفاع يتراوح بين 100 إلى 300 متر حسب المساحة المراد تغطيتها .
2. صاروخ الرعد : و هو مشتق من لونا أيضاً وبنفس مدى الليث و براس عنقودي و لكن من النوع الناشر بحيث يكون انقضاضه مائل بدل الشاقولي لينشر من فتحتين جانبيتين في أسفل الرأس الصاروخ خلال أقل من ثانية 300 قنبلة كروية على امتداد 400 متر و هو جيد ضد الأرتال و المركبات و الأفراد و الدروع المتوسطة ويوجد من هذه الصواريخ مدى أكبر منه يصل إلى 150 كم و لكن تحت مسمى جديد و طول أكبر و هو صاروخ الفتح الحامل لـ 400 قنيبلة .
3. صاروخ الصمود : و هو السلاح الرئيسي لدى الحرس الجمهوري و خصوصاً الصمود 2 الذي حاولت المستحيل أمريكا و إسرائيل للتخلص منه و سر القوة في هذا الصاروخ أنه مصمم لحمل رؤوس متعددة و بحملة كبيرة 1000 كغ بدل 500 كم لصواريخ الطارق و الليث و الرعد و أبابيل 100 .. الخ
أو 700 مثل صاروخ الفتح .
و من الرؤوس التي يحملها العنقودي ( 500 قنيبلة ) و فراغية ( الوقود الغازي ) FAE و الحارقة و الخبيثة و هذه الأخيرة هي الأخطر على الإطلاق و هي السلاح الذي تخشاه أمريكا و حاولت إيجاده و لكن دون جدوى و إن شاء الله سوف أخصص له موضوع خاص .
و يصل مدى هذا الصاروخ إلى أكثر من 200 كم .

أما سلاح الراجمات فمداه يتراوح بين 50 إلى 70 كم و من أهم هذه الراجمات :-
1. سجيل 50 : مكونة من 16 أنبوبة إطلاق عيار 200 ملم براس عنقودي ناثرة و ناشرة ( 200 قنيبلة ) أو انشطارية ( 5000 شظية مسمارية ) أو فراغية و يبلغ مدى هذا الصاروخ 50 كم .
2. سجيل 70 : مكونة من 12 أنبوبة إطلاق عيار 300 ملم بنفس الرؤوس السابقة و يصل المدى إلى 70 كم .

و لكن هذه الأسلحة الصادمة لم تستخدم بالشكل الصحيح و الفعال في معركة الحواسم قبل سقوط بغداد بسبب السيطرة شبة المطلقة لسلاح الجو المعادي و لأن سلاح الصدمة في معركة الحواسم كان هو عبارة عن كمين أسوار بغداد الافتراضية و فما هذه الأسوار .
أسوار بغداد التي قال عنها القائد صدام " إن بغداد مصممة على جعل مغول العصر ينتحرون على أسوارها " .
كانت أسوار بغداد مكون من سبعة خطوط متفجرة على طول محيط بغداد وبعرض 17 كم يوجد بين الخط و الخط فاصل يزيد عن 2 كم و هو مكون على عمق 7 متر من مواد متفجرة تقليدية و براميل من مواد نفطية مثل الفيول و الكيروسين و البنزين و نفط خام و غازات طبيعية مثل الميثان و مركبة مثل أكسيد الإيثلين المادة الرئيسية في FAE .
مهمة هذه الخطوط إحداث انفجار و احد في جميع الخطوط و في وقت واحد بشكل يتم من خلاله التفريغ الشديد و المفاجئ للهواء و إحداث خلخلة جوية قوية جداً ، يؤديان إلى خنق و إحداث نزيف قاتل بالدماغ لكل من هو موجود بين هذه الخطوط داخل الآليات أو خارجها على السواء .
و قد كانت الخطة تقضي بإدخال العدو إلى منطقة هذه الخطوط بصعوبة حتى لا يساوره الشك بوجود هذا الكمين المرعب حيث سوف يطر هذا الأخير إلى حشد قواته في نطاق هذا الخط استعداداً للاقتحام بغداد ، و تنقسم الخطوط القتالية عند العدو المهاجم إلى ثلاثة أقسام بحيث يكون الأول و هو الأهم و الأثقل و الأقوى و يكون مكون من الدبابات و المدرعات المجنزرة و المدولبة الناقلة للجند ، أما الخط الثاني فيكون مكون من العربات و السيارات الأقل تدريع مثل الهامفي و الهامر و الشاحنات الناقلة للمشاة .
و الخط الثالث هو الخط اللوجستي و خط الدعم الناري البعيد ( المدفعي و الصاروخي الأنبوبي ) ، وتقتضي الخطة بزج الخط الأول في نطاق أسوار بغداد و الذي يمثل رأس الحربة و رأس القوة و بفنائه يسهل على القوة الضاربة المكونة من فرق الحرس الجمهوري المدرعة ( نبوخذنصر ) و الميكانيكية ( المؤللة ) (عدنان طلفاح و حمورابي ) مهمة هذه الفرق الانقضاض من المدن مثل الحلة و بابل … الخ على الخط الثاني و الثالث من خطوط العدو و القضاء عليه ، و لكن مالذي حدث ؟؟؟؟؟ !!! .
الذي حدث أن أمريكا علمت بطريقة ما بحقيقة هذه الأسوار ربما بالتحليل الإستخباراتي لكلمات القائد الرمز أو عن طريق شبكة جواسيس سرية أو عن طريق أنظمة متطورة تكنولوجياً تستطيع كشف أعماق كبيرة تصل إلى 30 متر تحت الأرض و الخيار الأخير هو الأكثر واقعية ، و السبب أ ن القيادة العليا أحاطت هذا الأمر بسيرة كبيرة جداً يصعب أو يستحيل اختراقها .
و وفق هذه المعلومات قامت بتعطيل البنية الإلكترونية لهذه الخطوط التي تعتمد على كنترول مركزي سلكي الإلكترون يجعلها تنفجر بشكل آلي و آني .
و قد تم التعطيل لهذه الخطوط بواسطة 80 قنبلة كهرومغناطيسية من فئة HMP High Microwaves Power التي تولد طاقة كهرومغناطيسية تصل إلى عشرات مليارات الجول و الأمبير كافيه لصهر حتى الأسلاك النحاسية و على أعماق كبيرة .
مما أجبر الحرس الجمهوري على البدء الإنسحاب قبل وصول الجيش الأمريكي لعدم جدوى الخطة الموكلة إلية ، و حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

يتبع ….

محــــــــب المجـــــــاهدين ...
الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( ح 8 )

في هذه الحلقة سوف أتجاوز نقطة التسليح الفردي عند الحرس الجمهوري لأني وجدت من الأفضل إضافة هذا العنصر التسليحي إلى سلسلة حرب العصابات السوسة المهلكة لمغول العصر ضمن حلقة أسلحة الصدمة في الحلقة الثامنة من هذه السلسلة إن شاء الله .
و بناء عليه فسوف يكون البحث في هذه الحلقة مختص بالأسلحة الرئيسية الميدانية فقط و الخاصة برجال الحرس المغاوير من نخبة القوات المسلحة البطلة و المتمثلة في سلاح الدروع أو الدبابات بمعنى أدق .
و قبل الخوض في خضم هذا الموضوع علي أن أكمل ما بدأته من الحديث عن خطة أسوار بغداد الدفاعية التي بدأت بالحديث عنها في الحلقة السابعة من هذه السلسلة ، و التي لم يكتب لها النجاح لأمر قد أراده الله ربما كان في صالح العراق .
و ذلك لأن الأمريكيين يمتلكون دافع إجرامي مهول ، فمجرد خسارتهم لبضع آلاف في معركة المطار سارعوا إلى استخدام أسلحة شديدة الفتك لا تقل خطورة عن السلاح النووي التكتيكي .
فكيف الحالة إذا وصلت هذه الخسائر إلى عشرات الآلاف كما كان مقرر في حالة تفعيل أسوار بغداد الافتراضية المهلكة .
لقد تأكد أن القيادة الأمريكية كانت قد نشرت في قواعد سرية في الجزيرة العربية قاذفات إستراتيجية ضخمة فوق صوتية من نوع ب 1 ب B 1B Lancer تحمل عدد غير محدد من القنابل النووية التكتيكية قادرة على تدمير المدن الرئيسية العراقية و إفناء من فيها من الأحياء و في دقائق معدودة بعد وصول القاذفات إلى أهدافها المنشودة .
و لا أعتقد أن هناك خط أحمر يمثل تجاوزه من قبل القيادة العامة العراقية مسوغ شرعي لهذه الآلة الفتاكة أكثر من ما يمكن أن ينتج عن أسوار بغداد الافتراضية فالحمد لله على كل شئ .
و بالعودة إلى تتمة خطة أسوار بغداد فقد كان لحرس صدام الخاص دور جوهري في هذه الخطة و هو إعادة استخدام الآليات العسكرية الأمريكية التي نفق روادها بالخنق أ و النزيف الداخلي الحاد الذي أحدثت أسوار بغداد وبقيت بعدها قابلة لاستخدام .
و قد كانت هذه الكتلة الثقيلة المعادية مدعمة بمنظومة دفاع جوي قوية و فعالة ضد سلاح الجو المعادي و هو أمر قد يلغي التفوق الأمريكي بشكل كبير .
و لكن السؤال كيف بإمكان الحرس الخاص العراقي أن يستخدم السلاح الأمريكي و هو معد و مدرب على السلاح الروسي أو الفرنسي وللجواب على هذا الموضوع سوف نورد الحقائق المخفية التالية :
1. لقد تم تهيئة الحرس الجمهوري الخاص و هو القطاع الأكثر سرية في القوات المسلحة على أساس تعددية الخبرات حيث تم تدريبه على يد ضباط غربيين و شرقيين بغية زيادة الأفاق الإستراتيجي العسكري لهذه النخبة الخاصة .
2. و على نفس المنوال كان التدريب على تعددية الأسلحة و خصوصاً من الأسلحة الغربية الأمريكية و البريطانية .
أما عن كيفية حدوث ذلك فقد استخدم العراق خبراء من دول غربية تستخدم السلاح الأمريكي في تسليحها أو من خلال دراسة و كشف أسرار الأسلحة التي خلفها الجيش الأمريكي في أم المعارك و قد كانت برامج التدريب مكثفة جداً في هذا المضمار و مستمرة لتحقيق الغاية المرجوة منها بالشكل الصحيح و في نطاق سري جداً .
و في حالة تم استخدام الأسلحة الأمريكية من قبل نمور صدام فإن هذا الأمر سوف يعقد المسألة بشكل كبير جداً من ناحية التميز بين الصديق و العدو بالنسبة للطيران الأمريكي حتى خارج المعارك التلاحمية التي يصعب فيها عمل الطائرات في الحالة الاعتيادية للقتال .
و رغم أن الأمر يصعب تصديقه إلا أن هذا الأمر و رغم صعوبته كان سهل على قائد لا يؤمن بالمستحيل مثل القائد صدام و كل من يؤمن بالمستحيل فهو خارج لائحة النمور عند صدام .
فهو رجل سخر الصعاب بإرادته المذهلة بنى الجسور في 6 أشهر بعد أم المعارك بقدرات محلية ، و قد كانت تحتاج من قبل أكبر الشركات العالمية المختصة إلى أربع سنوات على الأقل و قد أتم حفظة الله ذلك في ظل حصار مطبق بل أنه اخترق المستحيل قبل ذلك في عدة تجارب و منها أنه في أحد الاجتماعات دخل و هو يحمل مكثفين لغاز السورين القاتل للأعصاب و الذي كان حكراً على الصناعة البريطانية .
حيث قال سدد الله خطاه بعد أن اظهر المكثفان و أشار بالأول " هذا المكثف إنجليزي" ثم أشار بالثاني و قال " و هذا عراقي و هو أفضل من البريطاني " .
نعم فعلها صدام و سوف يفعلها دائماً إن شاء الله .
و بعد و بالعودة إلى الموضوع الرئيسي في هذه الحلقة فسوف نتناول صنفين من الدبابات أحدها خاص بالحرس الجمهوري العام و تدعى دبابة أسد بابل و الثانية خاص بالحرس الجمهوري الخاص و تدعى دبابة صدام ، و فيما يلي أهم مميزات هاتين الدبابتين كل واحدة على حدة :
أولاً : دبابة أسد بابل :-
1. المحرك : قوة المحرك في هذه الدبابة التي تزن 43 طن أكثر من 1500 حصان علماً أنه تم تعديل هذا المحرك من الديزل إلى البنزين و هي ميزة تزيد قدرات الدبابة من خلال سرعة و قوة الإقلاع و تقلل زمن التسارع أو الوصول إلى السرعة القصوى التي تزيد نظرياً عن 125 كم/ س في الأماكن المفتوحة القليلة العوائق .
2. التدريع : و هو في الهيكل الأساسي مكون من الفولاذ العالي الكثافة المدعم بخلائط خاصة من الزجاج و الغرافيت العازل بغية امتصاص الصدمات و تخفيف الأثر الحراري و تبلغ سماكات هذه الدروع في المناطق الأساسية كالمقدمة 500 ملم مما يستدعي وجود حماية إضافية لمقاومة الأسلحة المضادة المعاصرة التي تستطيع خرق أكثر من 700 ملم بهذا المعدن العالي الكثافة و المتانة .
3. الحماية : و هي متمثلة بالدروع التفاعلي الردية التي تولد ضغوط سطحية مدمرة و نابذة ضد الأجسام المضادة للدروع من خلال انفجارات لعلب مصفحة تثبت على البرج و المقدمة والجوانب في الدبابة .
و نظام الحماية الثاني متمثل في بالدروع الوثابة التي تولد مصدات معدنية من خلال كرات معدنية صغيرة تدمر أو تبعد أي مقذوف انقضاضي يستهدف النقاط الضعيفة في أعلى الدبابة و يوجد في كل دبابة 60 درع وثاب من هذه الفئة .
و هذه الدروع فعالة بشكل كبير ضد مقذوفات الطائرات الموجة و الإفرادية و لكن يوجد سلح أخر لحماية الدبابة ضد مثل هذه الأخطار متمثلة في رشاش دوشكا عيار 12.7 ملم المثبت على حامل دوار فوق برج الدبابة و الذي يعمل بشكل آلي مع تحكم بشري أو بشكل آلي كامل من خلال ارتباطه بكومبيوتر التحكم في الدبابة .
و الجانب السري في حماية هذا الرشاش هو طلقات كهرومغناطيسية عالية الطاقة من فئة EMP تقوم بتعطيل القذائف المضادة أو تدميرها وفقاً لدرجة التعرض لهذه الموجات الكهربائية الهوائية العالية الطاقة و هي تعمل عمل الدروع الإلكترونية في دبابات ابرامز الأمريكية و تعتمد على توليد أشعة كهرومغناطيسية من فئة HERF High Energy Radio Frequency أي الترددات اللاسلكية العالية الطاقة .
4. قوة النيران : تمتاز بالتسليح من غير القذائف الاعتيادية الروسية ( القذائف الحركية و الحرارية و الجوفاء و أغراض العامة ) بالقذائف الترادفية ذات التأثير المزدوج الذي يجمع بين الخرق و من ثم التدمير .
إضافة إلى القذائف الذكية الموجة إما بالليزر مثل قذيفة سنايبر ( القناص ) AT 11 أو بالليزر و التوجيه الحراري في المرحلة الأخيرة مثل قذيفة فاخير AT 19 الروسية المعدلة محلياً وبخبرات ألمانية و فرنسية للعمل على مبدأ أطلق و انس بعد تزودها بنظام توجيه بالعطالة ( القصور الذاتي ) INS Inertical Navigation System الذي يمكن أن يوصل المدى لهذه القذائف إلى 10 كم أو بواسطة مرشدات الليزر الخاصة بالقوات الخاصة LN .

5. ثانياً : دبابة صدام :- و هي تتميز عن أسد بابل بقوة المحرك ( 1700 حصان ) و نظم الحماية من خلال وجود ما يعرف بالمصدات المغناطيسية بدل الدروع الوثابة من خلال تشكيل جدر تقوم برد القذائف المضادة أو تدميرها وفق سرعة المقذوف ، إضافة إلى جهاز مولد لنبضات ليزرية يقوم بتعطيل مستشعرات التوجيه الخاصة بالقذيفة الموجهة أو من خلال صعق المحتويات و تدميرها .
و بعد فإن الأيام حبلى بالمفاجئات فالبحث العلمي العراقي قطع مرحلة متقدمة جداً في استخدامات الألياف الضوئية و تقنيات الميكروويف العجيبة التي استخدمت بشكل محدود من خلال تقنية موجات الميكروويف ( الشديدة القصر) العالية الكثافة HDM Microwaves High Densityالتحكمية التي استخدمت بالتحكم بطائرة برداتور المسيرة و جعلتها تهبط على مدرج عراقي قبل الحرب ، أو بواسطة موجات ميكروويف القدرة المستمرة CPM Power Microwaves Continual التي خدرت إلكترونياً القنابل الذكية من فئة بيف ووي ( الممهدة ) Pave Way المنزلقة على الليزر فضللتها عن هدفها إضافة إلى قنابل JADM ( قذيفة الهجوم المباشر المشتركة ) الموجهة بالأقمار الصناعية من خلال موجات الرنين المغناطيسي GPS ، و تكرر نفس الشيء مع صــــواريخ كروز تومـــــاهوك Tomahawk أثناء قصف بغداد في معركة الحواسم و لعلكم تذكرون ذلك تماماً .

يتبع ...
محـــــــــــــــب المجـــــــــــاهدين ...





الحرس الجمهوري قوة الحسم التي لم يبدأ دورها الحقيقي بعد ( ح 9 ) و الأخيرة

هذه الحلقة هي الخاتمة لهذه السلسلة ، و سوف أتناول فيها الكلام عن السلاح الأقوى عند الحرس الجمهوري ألا وهو سلاح الصدمة الإستراتيجية لدى هذه النخبة المقاتلة .
فالقيادة العامة تدرك تماماً أنه لا بد من إيجاد سلاح ردع مناسب يضفي التفوق العسكري على ميدان القتال و يعطي للنخبة المقاتلة هيبتها و حسمها أثناء الوغى .
كما يحفظ سيطرتها أكبر فترة ممكنة على الميدان ، إن لم تكن السيطرة كاملة و مطلقة على هذا الميدان ، كما يعطيها هذا السلاح القدرة على إنهاء المعركة لصالح هذه النخبة المتميزة بالشكل و الوقت المناسب .
و هو سلاح معاصر لمجاراة التفوق في حرب الأزرار ، لذلك سعت هذه القيادة الحكيمة إلى تطور هذه التقنية الرادعة التي تعتبر عماد المعركة الحديثة .
و قد بدء الأمر من خلال مشروع عسكري يعرف بالصِدام و كانت فكرته تعتمد على تطوير قنبلة نووية بدائية تقتل بالأشعة .
و لكن توقف هذا البرنامج من خلال كشف لجان التفتيش بالتسعينات لهذا البرنامج بسبب خطأ أمني قاتل أدى إلى وقف هذا المشروع فيما بعد .
فكان البديل المؤقت هو مشروع كرات صدام النارية و هي عبارة عن قنبلة ضخمة طويلة خاصة بالقاذفات الإستراتيجية لدى العراق مثل سوخوي 24 فنسر SU 24 Fencer ( انظر الرابط ) و القاذفة الأكبر توبوليف 22 باكفاير TU 22 Backfire ( انظر الرابط ) و تزن هذه القنبلة حوالي 4 طن و تبلغ دائرة الإفناء المركزي فيها أكثر من 250 متر و هي تعتمد على مادة FAE أي الوقود المتفجر بملامسة الهواء ( الوقود الغازي ) و الذي يعتمد على مادة أكسيد الإيثلين يضاف إلية محرض تفاعلي قوي يسمى البدوبين .
و مبدأ عمل هذه القنبلة يعتمد على التحول السريع من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية و الانتشار بالجو إلى درجة تركيز بنسبة 6 % من نسبة الجو ، حيث تبدأ هذه المادة بالتأكسد و بدء التفاعل الحراري و الاحتراق أو الإنفجار بشكل أني على جميع مساحة الانتشار لهذا الغاز المتفجر مما يجعل من لهذا الإنفجار وضعاً غير اعتيادي والذي يكون عادتاً بالانفراج من المركز إلى المحيط ، و إنما على شكل كرة ملتهبة ( انظر الصورة المرفقة ) الأمر الذي يؤدي إلى تفريغ مفاجئ لكتلة مماثلة من الجو و خصوصاً ذرات الأوكسجين مما يؤدي إلى قتل كل من يتنفس بشكل فوري من خلال سحب الأوكسجين من الرئتين و الجلد كما ينتج عن هذه القنبلة ضغط هائل يفوق 800 رطل على البوصة المربعة و هو ضغط كافي لتدمير المنشآت الخرسانية و الآليات بأنواعها و يساعد على ذلك الموجة الحرارية التي تكون بآلاف الدرجات و تحرق و تصهر كل شئ موجود في الدائرة الحرارية تقريباً .
كما ينتج عنها أيضاً موجة خلخلة تضرب الأذن الوسطى و هذا الأمر عادتاً ما يؤدي إلى الوفاة من خلال قوة النزف الشديد بالدماغ .
أما السبب في هذا التفريغ القوي و الصدمة المدمرة هو سرعة التفاعل حيث تبلغ الفترة الزمنية من بدء انتشار الغاز إلى انتهاء تفاعله 125 مليثانية أي واحد و ربع جزء من العشرة من الثانية .
و قد أنتجت الدوائر العسكرية أعداد كبيرة من هذا العتاد المدمر ، الغريب في الأمر هو عدم تمكن قوات العدو من إيجاد أي شئ من هذا المخزون الكبير إلى الآن .
و لكن رغم كل ما تقدم فإنكم سوف تفاجئون إن قلت لكم أن هذا السلاح ليس السلاح المعتمد لصدمة الإستراتيجية عند العراقيين إذا ما هو السلاح المعتمد ؟؟؟ !! .
السلاح هو " الرؤوس الخبيثة " .
القنبلة الخبيثة :- استطاع البحث العلمي الروسي قبل انهيار الاتحاد السوفيتي أن يطور ما يمكن تسميته بالقنبلة النووية النظيفة .
و ذلك من خلال استثارة كوامن مادة نادرة باهظة الثمن ( الغرام بألف دولار في السوق السوداء) تدعى الزئبق الأحمر و في الأصل كان لهذه المادة استخدامات غير عسكرية مثل تحويل عنصر النحاس إلى ذهب طبيعي بطريق كيميائية و فيزيائية خاصة ، و لكن الكادر العلمي الروسي توصل نتيجة البحث المضني إلى طريقة تحول هذه المادة إلى مادة متفجرة شيطانية ، ذات قدرة تدميريه مهولة جداً ، و ذلك من خلال تحريض نسبة مئوية معينة من الطاقة الكامنة في هذه المادة الرهيبة .
فكانت النتائج مبهرة حيث استطاعوا أن يولدوا من كمية تساوي 100 غرام من هذه المادة قوة انفجار تساوي طن من مادة ت ن ت الشديدة الإنفجار و استطاعوا أن يصنعوا آلية تحرض و تسريع و صعق جزيئات لأكثر من كيلوغرام من هذه المادة أي قوة تدمير تعادل 10 طن من مادة ت ن ت أي بمعنى أخر ما يعادل نصف الطاقة التدميريه لقنبلة هيروشيما الذرية .
و قد تمكنت القيادة العراقية و بشكل متعمد من استقطاب جزء كبير من علماء هذا البحث العلمي الخطير من خلال استغلالهم لحالة الفوضى التي أصابت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و بدءوا بتطوير هذا المبدأ التدمير الأسطوري حيث تمكنوا من إيجاد آلية صعق أكثر تطور تمثلت في مبدأ توليد موجات كهرومغناطيسية قوة جداً على مبدأ EMP ElectroMagnetic Power تقوم بتفعيل كوامن الطاقة في الزئبق الأحمر بعد نثره بقوة الإنفجار الناتج عن القنبلة و المفعل للموجات الكهرومغناطيسية التي تحرض كوامن طاقة الزئبق .
الأمر الذي زاد من مساحة تأثير هذه المادة خصوصاً من خلال اعتماد التفجير التقاربي أي قبل الارتطام بالأرض لأن الأرض تمتص جزء كبير من موجة الصدمة الناتجة عن الإنفجار .

القنبلة الكهرومغناطيسية العراقية :- و هي عبارة عن سلاح نظيف لا يقتل الأحياء و لكن يشل البنية الإلكترونية و الاتصالات بأنواعها و يشبه مبدأها مبدأ الصاعقة و لكن بشكل مساحي و سبب عدم تأثيرها على البشر أن الطبيعة الكهربائية في الإنسان من النوع الكيميائي و هو مغاير لكهرباء الآلات .
و الحقيقة أن النوعية العراقية من هذه القنابل محاطة بسرية غريبة لذلك لا يمكن معرفة قدراتها بشكل دقيق إلى الآن .
و بعد فلا زالت أسرار الحرس الجمهوري خفية و لم تظهر أبعادها العملية و الحقيقية بالشكل المطلوب و المنتجة لأجله إلى الآن و الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات و الأحداث إن شاء الله .



النهـــــــــــــــــــــــــاية …

محـــــــــــــــــــــــــب المجــــــــــــــــــــاهدين ...

صالح بن شعيب
04-08-2004, 07:15 PM
الجزء الرابع




حقيقة سقوط بغداد(_ دور قصي في المعارك)

هذا الموضوع الغاية منه تبيان الوضع الحقيقي للأحداث المتلاحقة قبل سقوط بغداد و الصورة الحقيقية لتكتيك الحرس الجمهوري بالاستناد إلى ترابط الأحداث و القرائن والتحليل العلمي و المنطقية .
و قبل أن أخوض في هذا الأمر سوف أخصص هذا القسم من هذا البحث بطرح بعض التساؤلات المفيدة لتنوير بعض العقول التي أظلمتها الأكاذيب الأمريكية و البرمجة الإعلامية المضللة بشكل مدروس من قبل أخصائيين بعلم النفس في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية C I A ووكالة الأمن القومي N S A و هذه الأسئلة هي :
1. لما تثير قناة بي بي سي البريطانية القطرية المقنعة باسم الجزيرة لإبعاد الشبة الإعلامية و التوجيه و التمويليه الاستخبارتيه عنها , فإثارة موضوع سقوط بغداد في أوقات بدء الثورة أو الانتفاضة الشعبية في العراق و التي تحتاج إلى الناحية المعنوية المرتفعة بشكل كبير فعملية الإحباط المقنع المتمثل بتصوير مصير الحرس الجمهوري بأنه خضعت للفناء جل تشكيلاته بالتكنولوجيا العسكرية ذات القدرات المفرطة حسب الوصف المبطن في برنامج بلا حدود و خصوصاً ما قاله رجل الظلام الذي أدعى أنه أحد قادة الحرس الجمهوري عندما أخبر المذيع أحمد منصور الذي تحوم حوله استفهامات كثيرة سوف نتناولها في السطور القادمة ، بأن أحد الصواريخ الذي أطلقته الطائرات الأمريكية جعل أحد المدرعات الناقلة للجند تتلاشى أو تتبخر .
و في الإجابة على طرف من هذه الخرافة نقول أنه من المعروف أن مدرعات الحرس الجمهوري المقاتلة الناقلة للجند الداعمة للدبابات من فئة ب م ب 2 و ب م ب 3 أو حتى الناقلة للجند الداعمة للمشاة الميكانيكية أمثال ب ت ر و ب ردم , مصنوعة من الحديد المصلب أو المكثف أو الفولاذ و معدن الحديد ينصهر بشكل كامل في درجة حرارة 6000 درجة مئوية بينما يحتاج إلى أكثر من20 مليون درجة مئوية ليتبخر أي أكثر من درجة حرارة باطن الشمس بخمسة ملايين درجة و هي حرارة لا تنتج حتى عن القنابل النووية الحرارية سلاح المحو الشامل الذي تبلغ حرارته المركزية حوالي مليون درجة , لأن معدن الحديد معدن من تصميم إلهي غير قابل للفناء أو التبخر لأنه من مكونات الأرض الثابتة التي تخضع لدورة طبيعية مهمة في بقاء الحياة .
لذلك أنصحكم يا أخوتي أن تتسلحوا بالعلم فهي سنة رسول الله الذي أوصنا قائلاً و هو الصادق الأمين ( من أراد منكم الدنيا فعليه بالعلم و من أراد الآخرة فعليه بالعلم و من أرادهما معاً فعليه بالعلم ) و أوصنا بأن نفهم نوايا أعدائنا بقولة الشامل الذي ترى العقول النيرة سعت المقاصد فيه ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) فخير الكلام ما قل ( أي قلت كلماته ) و دل ( أي كثرت مقاصده ) .
2. من هو هذا القائد المجهول والذي أعتقد أنه قائد فرقة المدينة المنورة , و إن كان قائد مغواراً فلما يخفي نفسه إن لم يكن آثم ( الإثم ما حاك في الصدر و كرهت أم يطلع عليه الناس ) و لما هو طليق لا يقبع في غيابات السجون أو المعتقلات الأمريكية , ما دام من الوطنين الأوفياء .
3. من هو أحمد منصور أهو رجل الأخوان المتدين المجاهد أم رجل الإستخبارات البريطانية الذي اختص في علم النفس الإعلامي و علم الإثارة , متى كان مراسل و لما روج للجانب الإحباطي للجهاد في الفلوجة من خلال تبيان الجانب المأساوي فقط و دس السم في الدسم ليكسب شئ من ود المجاهدين الذين كانوا أوعى من أن ينزلقوا في شباكه بل أن ما روج له جعل أصحاب العواطف المندفعة العمياء ينقمون حتى على المجاهدين و ظن البعض أنه يخطوا خطى تيسير علوني الذي يخضع للإقامة الجبرية و يتهم بالإرهاب و يخضع للمحاكمة و السبب أنه كان مخلص في عملة و تعرض للموت من أجله في أكثر من موضع هو و الشهيد طارق أيوب رحمة الله .
و إني أراهن على أن أحمد منصور سوف يرقى إلى ما رقى إليه وضاح خنفر من قبلة أو على نفس الركاب والأيام القادمة سوف تثبت لكم صدق ادعائي هذا , و الحقيقة أن هذا الرجل هو مرشد خفي للعدو و خطة احتياطية بعد أن فضح المجاهدين نوايا العدو بقتلهم لضباط الاستطلاع المقنعين بصفة المقاولين في الفلوجة و ما هم سوى ضباط الموساد و النشاطات الخاصة S A D التابعين للمخابرات الأمريكية المركزية و الذين كان عددهم 16 عميل سري و ليس أربعة كما أظهرت وسائل الإعلام , و الحمد لله الذي جعل جهود العدو تبوء بالفشل , و ما تمثيلية تبادل التهم بين القيادة المعادية و قناة الجزيرة المشبوه إلا ترويج يقوي جذور هذه القناة في المستقبل إن كان لأمريكا بعد الآن مستقبل .
4. نجد في البرنامج اتهام واضح لصدام بأنه الرأس المدبر للمؤامرة تدمير الجيش و الحرس الجمهوري و مقدرات العراق بكل أشكالها بل أنه هو من سلم بغداد .
و بدون تحيز و بتسفيه لعقلي أريد أن أعرف ما الثمن الذي كان ينشده صدام من وراء ذلك , فإن كان هو الطاغوت المتعجرف الجبار الظالم كما يراه الكثير من أعداءه فما الثمن الذي كان يعادل الجاه و السلطان و المال و الملك و الوطن في لاس فيغاس موطن العملاء في أمريكا , كان يكفيه أن يضع الطاعة لأمريكا و سيدتها إسرائيل و أن يصفي العلماء أو يسلمهم أو أن يضع الرجل المناسب في المكان الغير مناسب كما يفعل الكثير من خدام أمريكا اليوم , و كان يكفيه أن يقر بوجود إسرائيل أو أن يوطن المهجرين من الفلسطينيين عنده , أو يبني استثمارات بينه و بين أمريكا أو يعتمد الدولار كعملة صعبة بدل اليورو و أن يضع أموال العراق في بنوك سويسرا مثل غيره و ليس في البنك المركزي العراقي كان يكفيه هذا ليصنع لنفسه مجد أما حقيقة ما حدث و حقيقة وضع قصي نجله فسوف نتناوله في القسم الثاني من هذا الموضوع إن بقينا أحياء إن شاء الله تعالى .

بعد معركة أم المعارك عام 1991 و بعد الدمار الكبير الذي أحدثته هذه الحرب في الآلة العسكرية العراقية بدأت القيادة العسكرية العراقية و الأمنية بعملية إعادة تقيم لإستراتيجية الدفاع في العراق , و العمل على إيجاد مسوغات و حلول عملية مرضية تفي بمتطلبات المرحلة المقبلة من الصراع مع طاغوت العصر العسكري و الإعلامي و المادي أمريكا , وأخذ بالحسبان تمكن تلك الأخيرة من إحداث اختراقات أمنية خطيرة في صفوف التشكيلات العسكرية العراقية و من هنا و بناء ما تقدم بدأت القيادة السياسية و العسكرية و الأمنية بعملية بناء لمنظمة أمنية شبة عسكرية مهمتها سد الثغرات و ضبط الأمن الميداني و العسكري لقوات الاحتياط العراقية المتمثلة في قوات الحرس الجمهوري الموزعة على فيلق الله أكبر ( فرقة حمورابي و نبوخذنصر و عدنان طلفاح ) و فيلق الفتح المبين ( فرقة بغداد و النداء و المدينة المنورة ) و قوات الحرس الخاص التي تتمثل في فيلق الحسين ( فرقة العابد و فرقة الفاروق ) و القوات الخاصة ( وحدة المغاوير و وحدة الضفادع البشرية و وحدة الإغتيال (999)) و يبلغ مجموع هذه القوات مجتمعة زهاء 150 ألف محارب محترف من النخبة المقاتلة في القوات المسلحة العراقية .
و من هذه النخبة تم اختيار عناصر بعناية و إتقان من قبل أخصائيين نفسيين و أمنيين و عسكريين روس و عراقيين و ذلك بعد تجاوز مرحلة الاختبارات الأولى بنجاح حيث يتم إخضاع هذه النخبة المختارة لبرنامج تدريب معقد و شديد على فنون حرب العصابات ( الكر و الفر و مناورة الجرذان و أضرب و أهرب والكمائن و الأفخاخ) و حرب المدن أو الشوارع و على قيادة المليشيات المدربة ( فدائي صدام و كتائب القدس و كتائب الحزب و كتائب الفاروق ) كما تم تدريبهم بعناية و إتقان على استخدام أسلحة و عتاد حرب العصابات , و ذلك بواسطة أخصائيين من كوماندوس سبيتسناز Spetsnaz و كوماندوس العقارب الحمراء الروسيان .
كما أخذ بالحسبان أن تكون القيادة الحقيقة لقوات النخبة هي مؤسسة الأمن الخاص SSO التي كان يقودها نجل القائد صدام حسين قصي على شكل مشرف لأعمال المؤسسة دون التحكم العسكري المباشر الذي يحتاج إلى أخصائيين عسكريين , لكونه أخصائي في المجال الأمني فقط و لا يمتلك الخبرة العسكرية و قد تم تدريبه بعناية من قبل أخصائيين روس من بقايا مخابرات KGB الروسية و السر في اعتماد القائد صدام على الخبراء و الضباط الروس هو دهاء صدام في استغلال ما يعرف بوحدة المصير ( اتحاد القوى ضد العدو المشترك ) .
أما سبب تسليم منظمة الأمن الخاص لقصي تحت إشراف ، أخصائيين محل ثقة , فهو اغتنام روح و حماس و اندفاع الشباب في شخصه و كون أبن القائد أي أحرص الناس على أبيه ولأن صدام يعرف خلجات نفسية قصي و دقائقها فيسهل السيطرة عليه .
أما ماهية خطة الحرس الجمهوري للدفاع عن بغداد فقد كانت على النحو التالي :
1. يتم نشر قوات الحرس الجمهوري على ثلاثة خطوط قتالية في محيط بغداد و على مساحات واسعة يبلغ قطرها 80 كم على أن تكون الأسلحة الثقيلة لقوات الحرس العام من النوع المتقادم نسبياً و ليست الكتلة المعدة أصلاً لهذه النخبة المسلحة لكي يسهل الاستغناء عنها في حالة الضرورة التكتيكية .
يقوم خبراء روس شيوعيين من أعداء الإمبريالية الغربية مع مجاميع هندسية عراقية بتطبيق عقيدة الخداع و التضليل المتجسدة في مبدأ التقنيع الروسي الماسكروفكا Maskrovka و ذلك من خلال نشر أهداف خداعية مطابقة بالشكل و الأبعاد و المضمون السطحي للدبابات و المدرعات الحقيقة , أما الدبابات الحقيقة ت 72 من الجيل الثاني و الثالث الغير صالحة لاستخدام القتالي الفعال مع وجود دبابات ت 72 من الجيل الرابع ( أسد بابل ) كبديل للحرس العام و الجيل الخامس ( صدام ) للحرس الخاص , حيث يتم طلاء الدبابات المتقادمة بطلاء عازل و تغليفها بغلاف مطاطي و من ثم دفنها بدون طاقم في الرمال و الإبقاء على جزء يسير ظاهر من السبطانة الرئيسية إلى الأمام ليتم التحكم بالإطلاق سلكياً لقذائف منزلقة على الليزر عيار 125 ملم تغطي زاوية 180 درجة يتم إضاءتها و توجيها بواسطة مشع ليزري Laser Navigator فردي يضيء الأهداف عن بعد .
و هذه الإجراءات المعقدة ضيقت نتائج مجهود الطائرات القاذفة و الضاربة في محاولة تدمير الآلية الثقيلة لقوات الحرس العام .
و المهمة الثانية لهذه الدبابات هو اشغال نيران العدو الموجة الجوية و الأرضية ريثما تتمكن مجاميع من رماة م/د الموجة كهروبصرياً من نوع كورنكرس من مسافة 4 كم أو الموجة بالليزر من نوع كورنت إي حتى مدى 6 كم و بهذا الشكل يتم تدمير من 3 إلى 4 آليات معادية مقابل دبابة واحدة بدل أن يدمر 6 دبابات في أقل من دقيق من قبل دبابة ابرامز واحدة وبدون مساندة لأن الرقم سوف يتضاعف في حالة الإسناد الجوي .
و قد كانت خطة الإنسحاب إلى قلب بغداد ذات نسقين يقوم بالأول عنصر و احد فدائي لكل آلية مهمته القيام بكافة أشكال المناورات و أساليب الخداع العسكرية بغية تخفيف احتمالات درجات الخطر قدر الإمكان أما النسق الثاني فيتم بنقل جزء كبير من الآليات بناقلات الدبابات بعد أن تتنكر باقي عناصر الحرس الجمهوري باللباس المدني مع الاحتفاظ بالسلاح الفردي و تدخل المدينة بشكل آمن .
و بعد فإن القيادة الحقيقة لأفراد الحرس الجمهوري كانت متمثلة بعناصر ميدانية من الأمن الخاص و ضباط و خبراء عسكريين روس استطاعوا أن ينقذوا أكثر من 95 % من أفراد الحرس الجمهوري الذين كانوا منتشرين حول بغداد ما عدى الألوية 26 و 23 من فرقة النداء و أكثر من 1500 محارب من فرقة الفاروق من الحرس الخاص .

النهاية …

صالح بن شعيب
04-08-2004, 07:18 PM
الجزء الخامس




الأشباه و صدام و الحقيقة الغائبة " أين صدام " – القسم الأول

القسم الأول " أين صدام " :
كان القائد صدام حسين هدف استراتيجي لأربع قوى ذات أجهزة استخبارية قوية هي الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة البريطانية و إسرائيل و حتى إيران .
و قد وظفت هذه الجهات الثلاثة أقصى طاقتها ووسائطها لاغتيال القائد الكبير أو قلب النظام الحاكم في العراق لذلك كانت القيادة العراقية الرشيدة بقيادة الرئيس صدام تواجه تحديات كبيرة و كبيرة جداً .
و قد أوجد القائد صدام عدة حلول ضد الاغتيالات المعادية و قلب نظام الحكم كان منها مبدأ الأشباه أو تسير المواكب المتعددة كحل أمني جيد و قد كان هذا الأمر مجدي في بداية الأمر و لكن مع تطور و اشتداد و زيادة محاولات الاغتيال التي أدت إلى مقتل اثنين من أشباهه القائد ، و من هنا كان لا بد من إيجاد استراتيجية أمنية جديدة تنقذ قائدنا من براثن العدو اللئيم .
و قبل الخوض في هذا الإجراء الجديد علينا أن نبين طريقة صدام الذهبية في كشف الانقلابات و التي يمكننا تسميتها مجازاً بالمغناطيس .
اعتمدت هذه الإستراتيجية على مبدأ الإتفاق بين القائد و أحد أعوانه الثقاة و لكن من المغيبين عن شاشات الإعلام على تنظيم انقلاب ضد سيادته بتمويل جزئي من سيادته و رعاية أمنية خفية ريثما يأخذ الطعم حدة فيستقطب الخونة و المغرضين و العملاء فيتحول التمويل بشكل مفاجئ و بطريقة فنية من التمويل الوطني إلى تمويل معادي مع التأمين المعادي أيضاً حتى تكتمل أركان اللعبة و تقترب ساعة الصفر فتنقلب و بشكل مفاجئ كل الموازين و تحدث الصدمة حيث تتم السيطرة السريعة و المطلقة على الأمر من خلال الأجهزة الأمنية المختصة الموالية للقيادة العامة أي قيادة مجلس الثورة .
فيقتل من يقتل و يعاقب من يعاقب و يكافئ من يكافئ كل على قدر استحقاقه ، و قد اذهل هذا الأمر الاستخبارات المعادية و كانت طلاسمه مازالت إلى حد ما خفية بالنسبة لهم حيث تم افشل أكثر من انقلابين بنفس الطريقة و في كل مرة كانت تتغير أركان اللعبة الأمنية .
أما الإستراتيجية التي اتبعها داهية العرب و الإسلام صدام العروبة في تخفيف الملاحقة الأمنية و تحجيم مخاطر محاولات الإغتيال التي وصلت في أحد الأعوام إلى ستة محاولات .
كان رأي القائد صدام و جهاز أمنه الخاص أن التخفي بالأشباه أمر ضعيف أمام إمكانيات استخبارا تيه متطورة جداً لدى العدو فمثلاً كان هناك في المبنى الرئيسي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " CIA " Agency Central Intelligence غرفة خاصة أو يمكن أن نقول جناح مشترك مع وكالة الأمن القومي الأمريكية المعروفة بالأذن الكبرى NSA of Ageny National Security تدعى هذه الغرفة بغرفة صدام حسين يوجد فيها علماء مختصين بعلم النفس و السلوك مهمتهم دراسة الطبيعة النفسية و السلوكية للقائد صدام بغية التمييز لشخص الرئيس من خلال الطبيعة و الحركات إضافة إلى مهمة أخرى ألا وهي دراسة الأفعال و ردود الأفعال لدى القائد وذلك بغية التحكم الغير مباشر في شخصيته و قد قام هؤلاء الأخصائيين حينها بجمع هذه المعلومات ضمن كومبيوتر فائق الذكاء من فئة Supercomputer يقوم بأكثر من 25 مليار عملية حسابية بالثانية و تعمل به أكثر من 3000 دارة متكاملة من فئة IC و LSI في وقت واحد .
مهمة هذا الكومبيوتر الجبار حل شيفرات و طلاسم شخصية القائد صدام و تحليلها و معرفة طريقة تفكيره ( خابوا و خاب فألهم و خسئوا ) .
و لكن الخطر الحقيقي بالمراقبة لشخص الرئيس كانت من قبل أخصائيين بعلم السحنة ( تفاصيل الشكل و تبدلاته ) و العلم الأخطر هو علم القيافة HBAL Human Body Agriculture Logicوهو علم يختص بنقاط التميز عند الإنسان من خلال الطول و الكف و الفم و أخيراً صنوان الأذن حيث يوجد خمسة أشكال للأذن أساسية و يميز الأذن عن الأخرى من 3 إلى 5 فوارق في الشكل و الحجم و التلافيف و التعرجات .. الخ .
أي أن الأذن مثل بصمة الإبهام لذلك يمكن تعقب شخص الرئيس صدام من خلال صنوان آذنه البيضوي الشكل ( انظر صورة القائد الحقيقة المرفقة ) و قد لجأ الأمريكيين إلى طريقة أكثر تكنولوجيا لتعقب صدامنا الغالي من خلال تعقب تردد الأشعة التحت حمراء القصيرة الصادرة عن جسده الكريم بواسطة قمر ميتسي الصناعي الفائق التطور و الخاص بالأمن القومي و هو أمر يحتاج في البداية إلى كاميرا أرضية خاصة تقوم
برصد هذا التردد الحراري أو البصمة الحرارية .
و قد لجأ العدو إلى هذه الأساليب المتطورة جداً بعد أن أخذ الأمن الخاص تدابير معقدة ضد وسائط التتبع الكلاسيكية الأخرى ، و التي من أهمها المرشدين الأرضيين من العملاء بواسطة أجهزة GPS الخاصة بالأقمار الصناعية أو من خلال تتبع الاتصالات و المكالمات الهاتفية للرئيس صدام بواسطة أقمار التصنت الإلكتروني الصناعية ، و الذي حصل أن الأخ القائد توقف عن استخدام الاتصالات السلكية و اللاسلكية من بعد حرب 1991 ( أم المعارك ) .
و لكن اشتداد الإجراءات المعادية و تطورها جعلت القائد صدام يعيد حساباته من جديد فأراد حفظة الله أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، العصفور الأول كان التحول للعمل السري الذي يعشقه القائد صدام و يبدع به إضافة إلى أنه كان يريد أن يشرف بشكل مباشر على تجهيزات معركة الحواسم السرية التي كان القائد يستعد لها منذ زمن طويل .
و الثاني إخماد و تضليل الدوائر الأمنية و الإستخباراتيه المعادية ، من خلال الاختفاء الكامل ، و لكن مع ربط هذا الأمر بإجراءات ذكية تمثلت في اصطناع الخلاف العائلي و موضوع تعدد الزوجات بغية إبعاد البديل عن الأسرة بشكل طبيعي ، و قد تأكدت فكرة الموت لدى المخابرات الأمريكية من خلال محاولتين اغتيال أحدها كانت إسرائيلية شارك بها الموساد و الكوماندوس الإسرائيلي من فئة سيرت كولاني قسم الإغتيال من خلال طائرة مسيرة من نوع بايونير بواسطة نوع معين من الليزر القاتل و الثانية من خلال عملية ثعلب الصحراء بواسطة استخدام صاروخ كروز توماهوك ضد هدف تم تعينه استخباراتياً بدقة أو في النهاية نتيجة مرض العضال الذي أصابه حفظة الله و هو من النوع القاتل ( سرطان الجهاز الليمفاوي ) و الذي كان من المقدر أن ينهي القائد صدام لا سمح الله خلال عام 1999 م .
و الذي أكد هذا الواقع الافتراضي عند المخابرات الأمريكية التي تعتمد على الأدلة المادية بالدرجة الأولى هو الاختفاء المطلق للقائد صدام منذ عام 1998 م و ظهور ازدواجية بالقرارات في العراق منذ ذلك الحين مما أكد للأمريكيين موت صدام و أكد أن الذي يحكم و يوجه البديل الشكلي بشكل عملي هم قصي و عدي .
و في النهاية نجد أن الأمر الذي أقرت به القيادة المعادية هي موت صدام حسين الحقيقي و هو ما أراده القائد صدام تماماً .
أما عن الدائرة الأمنية التي تحيط بسيادته في مرحلته الخطيرة فإن سريتها و استحالة اختراقها تعتمد على العوامل التالية :
1. استخدام مبدأ الدائرة الأمنية المغلقة من خلال توظيف إضافي لجميع أفراد الأمن الخاص متمثل بالمراقبة المراقبة المتبادلة لبعضهم البعض كإجراءات وقائية زائدة و من حلال تقديم هذه العناصر و بشكل دوري لتقارير بهذا الشأن .
2. استخدام مبدأ التوظيف الأمني الجزئي أي أن من خلال جعل عمل عنصر الأمن الخاص ضيق جداً بحيث يكون محدود بشكل لا يفهم معه هذا الأخير طبيعة عمله الحقيقي حتى لو كان فائق الذكاء على أن يكتمل العمل بشكل جماعي فقط مع مراعاة عدم جمع المجموعة المنجزة له و التغير الدوري المستمر لها .
3. أما القيادات الأمنية فتكون مختارة من خلال اختبارات معقدة جداً تؤكد التوافق الفكري مع القائد ووحدة المصير .
4. اعتماد عناصر أمنية شابة و فتية لما في الشباب من حماس و إخلاص مميزين لأن الشاب الناضج يقدس القدوة و المثل الأعلى .
و بالعودة إلى ما يخص أساليب القائد بالاختفاء فهي تكون عن طريق التخفي من خلال التنكر أو تغير الشكل بواسطة عمليات تجميل مدروسة بشكل يصبح من الممكن معه إجراء عمليات معاكسة تعيد سيادته إلى الشكل الطبيعي في الوقت المناسب .
و زيادة في الاحتياط الأمني فقد اتخذ القائد لنفسه عدة منازل متواضعة صغيرة و غير ملفتة للأنظار في الأعظمية و تكريت و الموصل .. الخ .
هذا عدى الملاجئ و الأنفاق و الأقبية و الحصون التي كانت تعد منذ زمن ليس بالقريب تحت العراق المجيد و يستخدمها قائدنا اليوم كثيراً .

قوم من وراء النهر رايتهم سود صغار عليهم الحارث بن حراث ( أسامة بن لادن ) على مقدمتهم رجل يقال له المنصور ( صدام حسين ) يمكنون لآل محمد كما مكنت قريش لمحمد وجب على كل مؤمن نصرته أو قال إجابته

الأشباه و صدام و الحقيقة الغائبة " الشبيه الأساسي " – القسم الثاني

كان الشبيه الأساسي للرئيس صدام حسين لمدة 19 عام هو " مخائيل رمضان صالح" و الذي كان أبو عدي يدعوه مخلف رمضان و هذا الرجل شديد الشبه للقائد صدام لدرجة مذهلة بحيث لا يمكن تميزه إلا بالأذنين من قبل المتخصصين بعلم القيافة فقط .
إضافة إلى أنه تم تدريبه من قبل المخابرات العراقية على تقمص شخص القائد صدام حسين حفظة الله مما جعل من هذا الرجل خط الدفاع الأول عن القائد صدام حسين و استمر الأمر إلى عام 1997 م حيث اختفى هذا الشبيه الهام و لكن بعد أن فقد القدرة على النطق ؟؟؟ !!! .
تبين فيما بعد أن المخابرات المركزية الأمريكية و أمنها القومي استقطبوا هذا الرجل و هربوه في ما بعد إلى أمريكا .
و قد لاحظت المخابرات العراقية الخارجية " جهاز أمان " هذا الأمر و تابعته و قامت بما يلزم ؟؟؟ !! .
و لكن فقدان مخائيل رمضان أمر جلل لأن باقي الأشباه يمكن تميزهم بعدة فوارق عن القائد صدام و منها الطول فطول القائد صدام هو 180 سم و الفم و هو من النوع المتقدم للفك السفلي و شكل الكف ( من النوع العمالي ذو الخطوط الثلاثة المميزة ) و هي كلها مطابقة عند مخائيل رمضان عدى فوارق الأذن .
و قد كان هذا الحافز و الحوافز التي ذكرناها في القسم الأول من هذا الموضوع بمثابة مسرع قوي للقائد المجاهد صدام لتنفيذ عملية الاختفاء و التحول من تكتيك الشبيه إلى تكتيك أكثر ذكاء هو تكتيك البديل ؟ .
و هو تكتيك أثار إعجاب المخابرات المعادية حتى أنها استخدمت هذا التكتيك في أيامنا هذه مرتين من خلال شخص بريمر ( جيري بريمر اليهودي الأصل ) و الذي نفق في عملية ناجحة للمقاومة في 11-12-2003 م في المنطقة الخضراء هو و جون أبو زيد .
حيث ظهر البديل الأول لبريمر يوم تمثيلية إعلان القبض على صدام و الذي تمكن المجاهدين من قتله بعد ذلك أيضاً في 15-12-2004 في عملية كبيرة شارك بها قرابة 2000 مجاهد و استشهد منهم أثناء 43 مما عطل الخطط الاحتياطية الأمريكية لمدة طويلة استغرقت بعدها المخابرات لأكثر من 15 يوم حتى وجدت بديل شكلي لهذا القذر و الذي هو الآن بمثابة دمية مسيرة من قبل الإدارة الأمريكية و الأمن القومي مع العلم أن الفاعلية الحقيقة الحاكمة الآن للناطق بلسانه اليهودي "جان سينور " بعد أن كان بريمر الحقيقي مستشار البيت الأبيض سابقاً .
و كان الأمر أكثر صعوبة على أمريكا في محاولة إيجاد بديل لأبو زيد حيث استغرق الأمر أكثر من شهر و نصف الشهر حتى تحقق المراد الشكلي مع شخص إيطالي الأصل من فرجينيا و لكن مع فقد الجوهر في هذا القائد الصهيوني الماروني اللعين .
و بالعودة إلى موضوعنا الرئيسي فإن صدام بعبقريته الفذة و بعد نظره و قوة حدسه استطاع أن يستثمر البديل بشكل ذكي جداً حيث تجسد ذلك مع ظهور البديل مع فوارق شكلية هامة مثل شامة الخد الأيسر كانت فيما بعد و مع الوقت المميز لصورة القائد صدام المجازية و الإعلامية ، رغم أن القائد صدام حفظة الله و رعاه لم يكن عنده شامة على جانب الخد الأيسر ، فمالحكمة بإظهار هذه الشامة ؟؟ !! .
كان البديل الرئيسي الذي اصبح فيما هو حاكم العراق الافتراضي يدعى " جاسم العلي " و قد نجح هذا الشخص الفريد و النبيل في تقمص الصفات النفسية و السلوكية للقائد صدام ، و ساعد على تحقيق هذا الإتقان بالدرجة الأولى المخابرات العراقية العامةIIS Iraqi Intelligence Serves مع وجود مشاركة فعال و قوية من قبل مؤسسة الأمن الخاصSSO Special Security Organization إضافة إلى الدور الخاص لنائب الرئيس الأول القائد المجاهد عزت إبراهيم الدوري و نجلي سيادة الرئيس القائد قصي صدام حسين و عدي صدام حسين .
و نتج عن هذا كله بالإضافة إلى الدافع الصادق عند القائد جاسم العلي ، ظهور صدام جديد حاكم للعراق و كان هذا كله من توجيه و بأصابع خفية للقائد المجاهد صدام حسين ( المنصور ) .
بعد كل ما تقدم كانت ردة فعل المخابرات الأمريكية عدم المبالاة ما دام فارس القادسية و الفاو و أم المعارك المنصور قد ترجل ، فاحتلال العراق مسألة وقت و كان من أكثر الأدلة على ذلك جعل الأسبقية و الأهمية في الحرب ضد أفغانستان أولاً ، و الثقة الكبيرة عند الأمريكيين بالنصر السريع ضد العراق حتى أن جورج بوش أرسل رسالة لبلير قبل الحرب بأيام معدودة يخبره فيها أن القوات الأمريكية سوف تحتل العراق قبل أن يخرج صدام من مخبأه ؟؟؟؟؟ !! .
لقد طلب هذا الأخير من وكالة الأمن القومي و المخابرات المركزية وضع البديل تحت المجهر حتى إذا اقتربت ساعة الحرب كان صيداً سهلاً للقوة الأمريكية الضاربة .
بدأت الحرب ، و كانت حيينها المخابرات الأمريكية قد حددت 40 موضع لتواجد القائد جاسم العلي و لكن
كان من أخطاء الجهاز الأمني الأمريكي الحرص الزائد على تحقيق الهدف من الضربة التي سميت ضربة لا تفوت أو قطع الرأس حيث كلف و من قبل الأمريكيين الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن العميل الصغير بمحاولة الاتصال بالرئيس و فعلاً وصل خبر الاتصال إلى القائد جاسم فطلب منه الأمن الخاص مغادرة المكان لسببين الأول الاتصال الذي تواقت مع إطلاق صواريخ كروز توماهوك Tomahawk و الثاني هو رصد الأمن الخاص الجناح الميداني للصواريخ و الطائرات المنسلة بواسطة ما يعرف بالرادارات السلبية التي بإمكانها أن ترصد حتى الطائرات الشبح التي تعمل وفق تقنية ستيليث ( التسلل ) Stealth ، والتي استطاع العراق ان يطورها ضمن برنامج سري جداً و عالي الحساسية و التطور .
و هذا الأمر جعل صواريخ كروز توماهوك و قنابل بيف ووي ( الممهدة ) Pave Way تخفق في تحقيق هدفها المنشود .
مما أدى إلى تعقيد الحرب على الأمريكان بشكل كبير خصوصاً و أن الأمن الخاص اتخذ أماكن جديدة للاجتماعات الخاصة بالقيادة إلى أن تكررت المحاولة في المنصورة بواسطة قنابل JDAM الموجهة بالأقمار الصناعية من فئة 2000 رطل .
و لكن دون جدوى مما جعل الأمريكيين يتحول إلى خطط أخرى انتهت مع سقوط بغداد .
في هذا الوقت ودع القائد جاسم العلي الجماهير على أنه القائد صدام ليبدأ مع قائده المنصور صدام حسين عمله الجديد … ؟؟!
الأشباه و صدام و الحقيقة الغائبة " الشبيه المعتقل " – القسم الثالث

بعد انتهاء المرحلة الأولى من معركة الحواسم تحولت استراتيجية الأمريكيين من الرغبة بالقتل للقائد جاسم العلي إلى رغبة ملحة بالأسر و بأي شكل و بناء عليه قامت دوائر المخابرات الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية و البريطانية بتشكيل فريق مشترك من عناصر مختارة من المخابرات و القوات الخاصة الاستخبارتيه تحت مسمى قوة المهمات الخاصة 121 و هي قوة أوكل لها مهام كثيرة أهمها و على رأسها القبض على القائد جاسم العلي .
و ذلك لعلم هذا الجهاز اللعين أن هذا القائد هو عند القيادة العامة للمقاومة و التحرير العراقية هو القائد صدام نفسه و أن فرق الشكل باعتقادهم هي عمليات تجميل لجأ إليها القائد لأسباب أمنيه و لم يكن على معرفة بالسر الحقيقي سوى النائب الأول و نجلي القائد المفدى و بعض أجنحة الأمن الخاص .
مما جعله بشكل تلقائي القائد الشرعي للمقاومة و التحرير في الظاهر على أن يوجه في الباطن من قبل أقنيه سريه تدار من القائد المفدى حفظة الله .
بدأت الوحدة الأمريكية الخاصة بمحاولة تضيق الدائرة الأمنية على القائد جاسم العلي بشكل مدروس و هادئ و لكن فجأة تسارعت هذه العملية و بشكل كبير ، و السبب ؟؟! ، تمثيلية قتل أبناء القائد صدام فكيف ذلك ؟؟؟!!! .
قبل أن أبين ذلك سوف أضيف هذا البيان للقيادة العامة الذي لم يكتب له أن يرى النور .
------------------------------------------------------
» القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير«
23-7-2003 م
ادعت قوات الغدر أنها قتلت نجلا الرئيس صدام حسين حفظهم الله جميعاً وهذا محض افتراء وكذب فنحن لا نلقي بقادتنا إلى التهلكة فهم و بفضل الله بخير وفي أماكن آمنة جداً يقودون ويشرفون على العمليات العسكرية الجهادية .
وأمريكا لم تكذب بهذا الشأن فحسب بل وبشأن كل من ادعت أنها ألقت القبض عليهم من القادة الكبار والمسئولين بالقيادة العراقية .
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما داموا لم يقتلوا فما الذي حصل ؟ ، والجواب ببساطة أن مجموعة من مجاهدين كتائب الفاروق الجهادية مكونة من أربع أفراد بينهم مقدم من الأمن الخاص من جناح المراقبة و التنسيق قاموا مع مجموعتهم ( المجموعة 9 أفراد) بمهاجمة قافلة قرب الموصل مكونة من أربع عربات جيب هامر تابعة للفرقة 101 فدمروا بعون الله القافلة و قتلوا من كان فيها جميعاً وهم 16 علج أمريكي ثم قامت هذه القوه المهاجمة بالاختفاء ببيوت معدة لاختفاء المؤقت بعد العمليات ، و الذي حدث أن أحد الخونة المتواطئين من الأكراد من عملاء الاستعمار والمادة أوشى بهذه المجموعة لقوات الإحتلال والغدر طمعاً بالمكافئة إذ ظن أن ضابط الأمن هو القائد المجاهد قصي حفظة الله ( هذا الضابط من أشباه قصي ) فحاصرت هذه الأخيرة المنزل ، حيث قاومت هذه الفتيه المجاهدة بشجاعة منقطعة النظير لستة ساعات متواصلة كبدت فيها العدو أكثر من 9 علوج على الأقل خمسة منهم كانوا من الفرقة 101 وأربعة من قوة الدلتا بالإضافة إلى 31 جريح سبعه منهم كانوا بحاله خطيرة بفضل و اثنان في حالة موت سريري ، ولولا تدخل حوامات سكوربيون التابعة لقوة دلتا الخاصة التي أطلقت آلاف الطلقات و بمعدل هائل( 12 ألف طلقة بالدقيقة) للحوامة الواحدة من أصل أربع حوامات شاركت في العملية إضافة إلى إطلاقها لقذائف صاروخية من نوع هيدرا 50 الخارقة المتفجرة ، و لم يكتفي هؤلاء الجبناء بذلك بل أدخلوا أيضاً إلى هذه الجبهة الصامدة و العنيدة بأسود الجهاد سمتيات الأباتشي بصواريخها الشيطانية (هيلفيار وهيدرا 70 ) هذا بالإضافة إلى إطلاق صواريخ تاو م/ د من قبل الوحدات الأرضية ، لولا إرادة الله و هذا الكم الرهيب من النيران لارتفعت حصيلة القتلى بين صفوف العدو الجبان قبل استشهاد شهدائنا ، هذا وقد شهد العدو بهذه المقاومة الطرواديه والحمد لله رغم أنفه و لكنة أراد أن يغتنم هذا الكنز في حبكة هولودية حاكتها له قيادته الآثمة بهذا الإدعاء المبتذل ذو الكذب المنظم ولو كانوا صادقين لكانوا أسروهم بدل ذلك بأسلحة شل القدرة ، لما في ذلك من مغانم أكبر للساسة والاقتصاديين الأمريكيين ، وقد قامت قيادتنا بإرسال فاكس إلى وكالات أنباء معهود تجاوبها هي القدس بريس وميدل ايست اونلاين ببعض التفاصيل في هذا الشأن ، وقد سميت هذه العملية البطوليه بعملية إرادة الشهداء .
عندما وصلت أنباء عملية إرادة الشهداء إلى مسامع الرئيس القائد المجاهد صدام حسين عن طريق أمنه الخاص تمنى أن يشرفه الله بأن يكونوا أبنائه لما وجده في هؤلاء الرجال من شجاعة وإقدام نادرين وإصرار على الاستشهاد وقال إن "هؤلاء الشهداء هم أبنائي حقاً وسأثأر لهم كما أثأر لنجلي" وكان الثائر السريع في عملية "لعنة الشهداء" التي استهدفت الفرقة التي حاصرت الفيلا ، وقال حفظة الله " إن نجلي ليسوا أعز علي من ديني و أمتي و العراق " .
( الهيئة الإعلامية للقيادة العامة للقوات المسلحة و المقاومة و التحرير )
--------------------------------------------------------------------------
والسؤال الأول ما دام قصي و عدي لم يموتا و هذا تعلمه أمريكا جيداً فلما يخرج صدام من خلال خطاب صوتي و يخبر الجميع أن نجليه في عداد الشهداء ؟؟! .
لقد أراد القائد الصامد أن يضرب و كعادته عصفورين بحجر واحد فهو لا يدخل المحنها ليخرج منها .
وقد كان الهدف الأول لقائدنا هو إدخال المجاهدين قصي و عدي في الدائرة الخاصة الآمنة التي تتيح لهم التحرك الجهادي الآمن .
و الهدف الثاني الجعل من الاثنين رمز و قدوة جهادية للمجاهدين ، رغم أن هذا كان قائماً إلا أن هذا الأمر كان يحتاج إلى إثبات مادي للعامة من الناس ، إضافة لكونه كمحرض قوي على زيادة الجهاد .
و لكن الأمريكيين لم يهتموا لهذا الأمر بقدر الصدمة التي أصابتهم عندما قارنوا البصمة الصوتية لصدام في هذا الخطاب من خلال أجهزتهم .
لقد كانت النتيجة أن صاحب الصوت كان صدام حسين نفسه الرجل الذي من المفترض أنه فارق الحياة منذ علم 1998 م فماذا حدث .
سارع القياديين و الأخصائيين في المخابرات الأمريكية والأمن القومي بالاجتماع على الفور فالأمر جلل هل يعقل أن يكون صدام على قيد الحياة ، لقد قام الأخصائيين بالتحليل الأول و هو ربما يكون الأمر فبركة من الأمن الخاص من خلال تجميع كلمات قديمة للقائد صدام و صياغتها في خطاب .
و لكن لهذا التكتيك ثغرات كثيرة منها مؤشر التقدم في العمر في الصوت ، و الثاني استحالة أن تكون هذه الكلمات في كل خطابات صدام و اجتماعاته ، و تجتمع بخطابه الأخير إما من ناحية الكلمات أو نبرة الصوت الخطابية بهذا الشكل .
مما جعل المخابرات تستبعد هذا الخيار أيضاً ، أما الخيار الثاني عند هؤلاء المكابرين فكان هو أن الأمن الخاص ربما توصل إلى أجهزة لتزوير البصمة الصوتية .
لكن القيادة المعادية في الحقيقة لا تقبل في مثل هذه الحالات بالتكهنات ، والسبب خطورة الشخص صاحب الصوت فهو المنصور الذي لم تسجل له خسارة من قبل و هو البابلي الموجود في توراة أسيادهم الحقيقي و الذي سوف يغلب الروم و يسحق الصهاينة إن بقي على قيد الحياة .
لا بد إذا من التحقق ، لقد قررت حيينها الإدارة الأمريكية بعد تفكير و مشاورات أن توجد طريقة تجبر بها قائدنا على الظهور و العودة إلى الساحة و بأي شكل لكي يسهل النيل منه لا سمح الله ، ظناً منها أنها لا تزال تمتلك مفاتيح السيطرة عليه ( خابوا و خاب فألهم و خسئوا ) .
نعم غطرسة هذه الإدارة الفاسدة جعلتها تظن أن القائد صدام إن كان موجود سوف يخرج و هو مجبر في حال لم يبقى غيره بالساحة بغية الحفاظ على هيكلية المقاومة ، و ذلك بعد زوال الأشباه و كانت بحمقها و كبرها تستبعد وجود القائد المفدى أصلا و تظن أن زوال الأشباه سوف يؤدي إلى نهاية المقاومة إن لم يكن صدام موجود ، بدأت مخابرات العدو بخطوات استدراج قائدنا من خلال عملية تصفية و اعتقال الأشباه و ترتيب اعتقال البديل جاسم العلي ظناً منها أن تحقيق هذا الأمر يؤدي إلى فراغ و إنهيار في قيادة المقاومة وفق تقدير إدارتهم اللعينة إن لم يظهر صدام على الساحة ، لذلك فهو مجبر على الظهور أو انه في عداد الموتى ، ما أحمق هؤلاء و لا أدري كيف حكموا العالم بغبائهم .
بدأت نشاطات العدو في هذا الشأن و استطاع هذا الأخير أن يصفي معظم أشباه صدام جسدياً حتى لم يبقى بالساحة سوى القائد جاسم العلي فكيف وقع هذا القائد في أيدي العدو .
بعد اجتماع الرمادي في رمضان جلس القائد جاسم العلي باسم القائد صدام ليعلن بدأ توجه الإسلامي و التخلي عن أي ارتباط علماني سابق .
و قد صدر تعميم بذلك على كافة جهات المقاومة و منها البعثيه أيضاً لكن هذا الأمر لم يستسيغه عدد من البعثين و السبب أن البعثين كانوا نوعين نوع صدامي يؤمن بمبادئ صدام و لا يهتم إن كانت بعثية أم لا .
و الفئة الثاني و هي قليلة بفضل الله تتبع صدام لأنه بعثي فقط و هذه الفئة تريد استثمار أفكارها و مصالحها مع البعث مما جعل هؤلاء المتخاذلين يوقعون بالقائد نتيجة المصالح الدنيوية الرخيصة و الخلاص من ضغوط الأمريكيين التي طبقت عليهم و على عائلاتهم و التي يعرفها أكثركم .
بدأت المكيدة من خلال تطبيق القائد جاسم تكتيك القيادة الجديدة للمقاومة و التي تجسدت في تقسيم القيادة إلى ستة أقسام أو إدارات رئيسية و هذا التحول يحتاج ان يكون التبليغ من قبل القائد جاسم العلي نفسه .
فتحرك هذا القائد الشجاع ضمن موكب جهادي خاص من كتائب الفاروق مكون من 450 مجاهد وبطريقة يصعب الشعور بها ، بدءاً بالأنبار و من ثم إلى نينوى و من ثم صلاح الدين و لكن في تكريت كانت المحطة الأخيرة التي كان بها الكمين حيث قامت وحدات مشتركة معاديه من النشاطات الخاصة و قوة دلتا و جوالة الجيش " الرينجرز " و عناصر مارينز من الفرقة الرابعة بمحاصرة المجاهدين ، و ذلك عن طريق خطة ذكية خططها الجنرال الماروني جون أبو زيد تحت أسم الفجر الأحمر ، و كانت بفضل من الله أخر خططه القذرة قبل نفوقه ( عملية شبة الجزيرة و عقرب الصحراء و الأفعى المجلجلة و الأفعى المتسلقة ... الخ ) .
لقد استبسل مجاهدين الفاروق في الدفاع عن قائدهم بجهاد من يطلب الموت مما صعب الأمر على العدو و جعل المعركة تستمر 30 ساعة شبه متواصلة قتل فيها من العدو أكثر من 250 علج و استشهد بالمقابل من المجاهدين 123 مجاهد بطل .
لقد كان الأمريكيين يريدون القائد جاسم العلي حي و بأي شكل و المجاهدين لم يثنيهم طول الجهاد و سقوط الشهداء عن الاستمرار في القتال و لم تنفذ ذخائرهم بفضل الله ، فما الحل عندها جاءت الأوامر من القيادة المعادية باستخدام غازات الآلام و قنابل الهلع بغية شل قدرة المجاهدين على القتال و لكن دون جدوى أمام اسود الرحمن مما جعلهم أخيراً و كحل أخير يلجئوا إلى سلاحهم النهائي بواسطة الطيران و المتمثل بقنابل غازات البنج التي خدرت حين استخدامها كل كائن حي ضمن مساحة 10 كم مربع و منهم كل من كان في المعركة تقريباً و لأن هذا البنج عالي التركيز و لا يمكن التحكم بنسبة القاتلة فهو يؤدي إلى موت 50% من المتعرضين له ، لذلك تسبب في استشهاد 97 مجاهد كان من بينهم القائد جاسم العلي .
هذا الأمر كان له وقع الصدمة على العدو استشهاد القائد جاسم يعني تحويل القائد صدام لرمز من رموز الجهاد أيضاً ، فما الحل كان أمام الأمريكيين حلين الأول إخفاء الحدث و الثاني فبركته و اختاروا الثاني حيث استجلبوا الشبيه مخائيل رمضان و أخضعوه لخمس عمليات تجميل متتالية و السبب أن مخائيل رمضان كان يشبه القائد صدام و لكن بينه و بين القائد جاسم خمسة فوارق ظاهرة تقريباً في الرأس فقط .
و لأن القائد جاسم هو القائد صدام في نظر الشريحة الأكبر من الناس و القيادة و... الخ ، لذلك كان لا بد من إخضاع هذا الأخير لعمليات تجميل مناسبة .
و لكن المفاجئة الصاعقة الثانية كانت أن مخائيل رمضان في أمريكا اعتاد المسكرات و أدوات المجون و نظراً لعامل السن فقد ظهر عنده نتيجة هذا الانحراف أمراض القلب و الكبد .
و هو أمر أدى نتيجة سرعة و تهور العدو إلى وفاته بعد فترة وجيزة من العمليات التجميليه بسبب تأثير مخدر العمليات على قلبه و لم يتمكن الأمريكيين ألا أن يجروا له سوى تصوير واحد و هو الفلم الذي عرض مع إعلان القبض على القائد صدام .
مما أطرهم إلى البحث عن بديل و بأسرع وقت فوقع الاختيار على كردي من كركوك و هو الحليق صاحب الصور الثابتة .
و بعد فإن ما نشهده اليوم من تطور و تنسيق للمقاومة في العراق هو دليل تعيه أمريكا تماماً على أن قيادة المقاومة هي للقائد صدام و إن كانت في الظاهر للنائب الأول القائد عزت إبراهيم الدوري .
و الأيام حبلى بالمفاجئات و إن زمن النصر أضحى قريب ان شاء الله و إن غداً لناظرة لقريب .
و قبل الختام أود أن أنوه أن أهم سر في قوة و حكمة صدام و حفظ الله له هو حفظة و تدبره للقرآن الكريم و ارتباطه مع أهل الله .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( و الذي بعثني بالحق نبياً لتفترقاً أمتي عن أصل دينها و جماعتها إلى اثنتين و سبعين فرقة ، كلها ضالة مضلة يدعون إلى النار ، فإن كان ذلك فعليكم بكتاب الله عز و جل فإن فيه نباً من كان قبلكم و نباً ما يأتي بعدكم و حكم ما بينكم ، من خالفه من الجبابرة قسمه الله و من ابتغى العلم بغيره أضله الله .
هو حبل الله المتين و نوره المبين و شفائه النافع و عصمة من تمسك به و نجاة من تبعه ، لا يعوج فيقوم و لا يزيغ فيستقيم و لا تنقضي عجائبه و لا يخلقه كثرة الترديد ) صدق الرسول الكريم .

النهـــــــــــــــــــــــاية ...

محــــــــــــــــــــــــــب المجـــــــــــــــــــــــــادين ...

لتغلبن الروم في أخر الزمان على يد رجل من أهل بيتي يدعى "صادم" ...... الخ

صالح بن شعيب
04-08-2004, 07:21 PM
الجزء السادس


المبررات الكاذبة



الكاتب / سميرة رجب

في سياق اعترافات البيت الأبيض والداوننغ ستريت بكذب جميع ادعاءاتهما لتبرير غزوهم للعراق واحتلاله، بعث جود وانيسكي، أستاذ الاقتصاد السياسي الامريكي، ورئيس تحرير سابق لصحيفة وول ستريت (23/6/2004-ٍُك.ىًىََف) بخطاب إلى جون أشكروفت، المدعي العام الأمريكي، يسأله عن أسباب استمرار اعتقال الرئيس صدام حسين طالما كان بريئا من كل التهم... وهنا مقتطفات من ذلك الخطاب :

... اتساءل الآن لماذا نعتقله أساسا؟!... اذا فكرت في الموضوع، فقبل 18 شهراً كان صدام حسين يجلس في مكتبه رئيساً شرعياً ورئيس وزراء للعراق وهو مشغول بأمور بلده الخاصة، لم يكن للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع العراق ولهذا لم تكن تعترف رسميا به رئيسا للبلاد... ولكن بقية العالم كانوا يعترفون به وكان للعراق مقعد في الامم المتحدة وربما كان سيحتل حسب الدورة الروتينية مقعداً في مجلس الأمن.

كان ذلك عندما قرر الرئيس بوش أن صدام لديه اسلحة دمار شامل ويتآمر مع القاعدة لتهديد الشعوب المحبة للسلام مثل الولايات المتحدة، وأخذ اتهاماته الى مجلس الأمن الذي صوت بالإجماع على مطالبة صدام بالسماح للمفتشين بالعودة إلى العراق للتفتيش عن الأسلحة.

إذا تتبعت إجراءات الأمم المتحدة خلال الأشهر التي تلت فستجد أن بغداد استجابت لكل المطالب التي أمر بها مجلس الامن... وحتى إذا فاتتك التغطية التلفزيونية، وإذا قرأت الأوراق بعناية فلن تجد مثالا واحداً على تحدي صدام لمجلس الأمن... فهو عندما قرأ تصريحات الرئيس بوش ونائبه ووزير الخارجية تدعي انه مازال يخفي أشياء عن المفتشين وان مخابراتنا المركزية تعلم بها، دعا المخابرات المركزية للقدوم إلى العراق وتفتيش كل زاوية ومخبأ... هل تذكر ذلك؟، وعندما أعطت المخابرات المركزية معلومات إلى المفتشين حول أماكن يفترض أن يوجد فيها اسلحة دمار شامل، ذهب إليها المفتشون ولكنهم لم يجدوا شيئا حتى ولا أثرا صغيرا من الأدلة.

ولذلك عندما طلب الرئيس بوش من مجلس الأمن قرارًا يدعم الحرب على العراق، أجابه مجلس الأمن بالرفض وأشار الأعضاء إلى أن دبلوماسية الأمم المتحدة أتت مفعولها وان المفتشين يستطيعون تنظيف المكان كله من الأسلحة في خلال أشهر قليلة ويقدمون شهادة بخلو العراق منها.

ولكن الرئيس بوش حصل على تخويل من الكونجرس بشن الحرب على العراق... وتحرك جنرالاته وجنوده نحو العراق من الكويت... وقد عارض بعض أعضاء الكونجرس ولكن ماذا كان يمكنهم أن يفعلوا سوى الجلوس وانتظار أن تقهر قواتنا الجيش العراقي ثم تعثر على أسلحة الدمار الشامل؟...

وكما نعرف الآن فقد كان صدام حسين يقول الحقيقة... لم يكن لديه أسلحة دمار شامل... ثم إن الإدارة، التي تعمل أنت فيها مسؤولا قانونيا رئيسيا، أصرت على أن الحرب مبررة بسبب ارتباطات صدام حسين بالقاعدة... ونحن لا نحتاج إلى قرار من مجلس الأمن إذا كنا نرى تهديداً خطيراً من حكومة ما في مكان ما قد تطور اسلحة دمار شامل ثم تسربها إلى القاعدة التي بدورها سوف تتسلل بها إلى الولايات المتحدة حيث تحدث دمارا كارثيا، ولكننا الآن نجد ان صدام حسين كان يقول الحقيقة تماما فليس له ارتباط بالقاعدة أو أسامة بن لادن... ومن الواضح ان وكالاتنا الاستخباراتية تعرف كل ذلك كما اكتشفت (لجنة التحقيق في 11/9) بأن الإدارة الأمريكية اختارت أن تصدق عكس ذلك.

واستمرت الحرب وأنهيت المهمة على الأقل في المرحلة العسكرية الرسمية، وقدر عدد ضحايا العسكريين العراقيين في القتال بحدود 60 ألفا وقدر عدد الضحايا المدنيين من 16 ألفا إلى 35 ألفا... وقد عثر على صدام حسين واعتقل ووضع خلف قفل ومفتاح في سجن آمن بفكرة تسليمه فيما بعد الى محكمة دستورية ويحاكم باعتباره مجرم حرب...

وقد قال الرئيس بوش في مناسبات عديدة إن العراق صار أفضل بدونه لأن نظامه كان معروفا باستخدام (غرف التعذيب والاغتصاب) في سجن أبو غريب... والآن نعرف ان الرئيس بوش لم يأمر جنودنا باستخدام تلك الغرف لاغتصاب وتعذيب المحتجزين العراقيين... ويقول إنه لم يصدر أمراً بذلك ونحن نصدقه... ولكني أتساءل إذا ما كان لديك دليل مادي على أن صدام أمر الشرطة العراقية بتعذيب واغتصاب السجناء أو انه مثل السيد بوش سيقول إنه كان رئيسا للحكومة وإنه لو كان يعرف التجاوزات التي يقوم بها الشرطة المحليون لأوقفها؟...

أقول لك الحقيقة يا جون، بمقدار تذكري لم يكن هناك تأكيد على (وحشية) صدام حسين من أي شخص سوى من المنفيين العراقيين المرتبطين بأحمد الجلبي أو الأكراد الذين قاتلوا مع الجانب الإيراني أثناء الحرب الإيرانية العراقية... وهناك أقاويل عديدة وكتب كاملة حول فظائع صدام حسين ولكن مصدرها كلها من نفس أوساط الناس الذين قدموا الينا (أدلة) مزيفة على وجود أسلحة دمار شامل وعلى علاقات النظام العراقي بالقاعدة... أليس ممكنا ان كل ما يمكن ان يكون صدام فعله في تلك السنوات يمكن تبريره بأفعال يقوم بها رأس الدولة لحماية شعبه؟...

نعم لقد غزا الكويت عام 1990 ولكن رداً على هذا أقول: كانت تلك حربا يسهل الدفاع عنها باعتبارها رداً على الحرب الاقتصادية التي كان أمير الكويت يشنها ضد العراق... أقول (يسهل الدفاع عنها) مقارنة بالغزو الأمريكي ودمار بنية العراق بتبريرات كاذبة. ثم إن الرئيس بوش مازال يحمل في نفسه أن صدام حاول اغتيال أبيه في 1993.... ولكن إذا بحثت قليلا لوجدت إن هذه فرية أخرى اختلقها المحافظون الجدد...

كما ان الرئيس يحمل في ذهنه ان صدام ارتكب مذبحة ضد الاكراد في 1988 وقتل عشرات الألوف منهم بغاز سام أو بالمدافع... وإذا بحثت ايضاً في أصل هذه القصة فستجد أنها مصنوعة من نسيج المحافظين الجدد... هذا ليس تخمينا مني يا جون لأني قضيت ساعات لا تعد في هذا الموضوع ولم أترك ثغرة فيه إلا ونبشتها... ما عليك سوى أن تدعو هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الانسان) واسألهم إذا كانوا قد وجدوا قبوراً جماعية لعشرات الآلاف من الأكراد وسيقولون لك انهم مازالوا يبحثون.

عليّ أن أعترف انه ليس هناك طريقة سهلة لإدارة بوش لتفسير كيف خُدِعَت من الألف إلى الياء في قضية صدام حسين... ولا أقترح بهذا أن تلتقي بالرئيس بوش وتقول له أن يظهر على شاشة التلفزيون ويقول للشعب الأمريكي إنه ارتكب خطأ كبيرا... أنا أقترح فقط أن تعود إلى كتبك القانونية ولمصلحتك تحاول أن تجد مبررا معقولاً لاعتقال صدام حسين وهو كما يبدو لم يرتكب شيئا سيئا... وستكون عندها في وضع أفضل لتقديم المشورة للرئيس بوش في كيفية تفادي الوقوع في مثل هذه الأخطاء الفادحة. (دورية العراق).


ملاحظة هذا بزعم أن المقبوض عليه صدام حسين كما يدعون






الجزء السابع
الخاتمة




لن أكتب حاتمة الآن وسأدع كتابتها للأيام فهي التي ستكتب الخاتمة