المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكاوإيران... حُلفاء في السرّ أعداء في العلن



خطاب
04-05-2007, 10:43 AM
أمريكاوإيران... حُلفاء في السرّ أعداء في العلن!

شبكة البصرة

محمد العماري
الغاية تبرّرالوسيلة, كما هو معروف. لكن لدى كل من أمريكا وإيران عشرات الغايات ومئات الوسائل المتشعبة والمتداخلة مع بعضها البعض. وكلاهما يسعى جاهدا لتحقيق البعض من أهدافه القريبة والبعيدة على حساب العراق, بعد أن عجزا في إخضاع شعبه الأبيّ وترويضه وواجها, إيران الصفوية وأمريكا الصهيونية, مقاومة عنيدة لا تقهرمن قبل شرفاء العراق, من شماله الى جنوبه. بيد إن الفشل الذريع لأمريكا في العراق لا يعني, كما يتوهّم البعض, نجاحا باهرا لايران, رغم تغلغل الأخيرة في مفاصل الدولة الكارتونية لما يسمى بالعراق الجديد,.وإمساكها بخيوط اللعبة فيه.

ولا يعني نجاحا لايران أيضا كونها تحرّك الدمى الساكنة في المنطقة الخضراء كما تشاء. فهؤلاء كانوا, ومازالوا, ومنذ سنوات طويلة,عبارة عن عاهرات تحت الطلب وخاضعين, كالعاهرات بالضبط, لقوانين السوق ونظرية العرض والطلب. وإن وجودهم في العراق, كوجود الاحتلال نفسه, مؤقت وزائل لا محالة. لأن الشعب العراقي,الذي لم يهادن أو يساوم أو يخضع لغزاة أو طامعين في تاريخه الطويل, رفض رفضا قاطعاالغزو الأمريكي وتبعاته والغزو المجوسي الطائفي وملحقاته. وأثبت للجميع بان من يدخل العراق غازيا لا يخرج منه الاّ "على آلةٍ حدباء محمولُ".

عموما ان موضوع العراق, إذا تمّ اللقاء بين ممثلي دولة الملالي وإدارة الشرالأمريكية, سوف يكون آخر ما يشغل بال الطرفين. حتى وان أظهرا خلاف ذلك, كما يحصل في العادة, أمام عدسات التلفزة ووسائل الأعلام. وسيبدي كلّ منهما زورا وبتهانا حرصه" الشديد" على وحدة العراق وسيادته وإستقلاله ومستقبله..ألخ. مع إن العالم أجمع يعرف تماما ما يقوم به أتباعهما من جنود وعلوج وميليشيات طائفية وجواسيس, من تفكيك منظم للعراق وتمزيقه أرضا وشعبا وتاريخا. وبطبيعة الحال سيدّعي كل منهما الفوز بحصّة الأسد من اللقاء المرتقب بينهما. دون أن يتخلى الطرفان طبعا عن العنتريات اللغوية, خصوصا من جانب إدارة الشرالأمريكية. وإستمرارها في عرض عضلاتها البلاستيكية بعد أن صارت الصفعات تنهال عليها وعلى رأس جورج بوش من كلّ جانب, سواء في العراق أو في أمريكا نفسها. وآخرهذه الصفعات الشديدة جاءت من جورج تينيت رئيس السي أي أيه السابق, في كتابه المعنون "في قلب العاصفة" الذي صدر مؤخرا.

بينما صرحت كوندوليزا رايس من طرفها قائلة أن لا مانع لديها من عقد لقاء مع وزير الخارجية الايرانية بنو شهر متكي بشرط أن لا يتعدى هذا اللقاء موضوع العراق. وهذا يعني إن الوزيرة رايس, كالمشتهية ومستحية, على أحرّ من الجمر لمثل هذا اللقاء ولكنها تضع بعض الشروط, لذرالرماد في العيون. مع العلم إنها ستكون أول من يتخلى عن تلك الشروط ويتجاوزها. لأن جورج بوش بدأ يستعين بالشياطين, بعد أن كان يتلقى أوامره وتوجيهاته من الرب,من أجل وجود اصبع, ولا نقول يد, تمتد اليه لانتشاله من البئرالذي سقط فيه هو وإدارته المتصهينة. وبعد أن بحّ صوته من الصراخ على المارّة, "إنّي أغرق....أغرق..أغرق!". ولكن لا حياة لمن تنادي. لأن دول وشعوب العالم, باستثناء حفنة من المنتفعين والمخدوعين, بدأت تكتشف حجم الخداع والتضليل والفبركة التي مارستها إدارة بوش المجرمة لجرالعالم أجمع الى حرب عدوانية وقف ضدها الجميع الاّ بضعة مجرمين من حاخامات البيت الأسود في واشنطن, وأصبحت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل الرأي العام العالمي, وعلى الأخص في أمريكا.

لقد قال بوش الصغير قبل إنعقاد المؤتمر ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستكون مهذبة ولكنها صارمة مع وزيرالخارجية الايراني. وهذا الكلام يعني ان كوندوليزا العزيزة سوف تتحمّر وتتعطّر جيدا وترتدي أجمل ما لديها من الثياب وكأنها ذاهية الى لقاء الحبيب. وتمارس شيئا من الدلال على أمل أن تسمع من الوزيرالايراني كلاما رقيقا من نوع "نعم أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ ".الى لقاء الشيطان الأكبر (سابقا) ويكفيني في الوقت الراهن إبتسامة أو تكشيرة من جنابكم أمام عدسات التلفزة.

مؤتمرات شرم الشيخ لم تحقق شيئا يذكر لمن نظمها أو حضرها او ساهم فيها بهذا الشكل أو ذاك. وكانت وما زالت مضيعة للوقت والمال. وإذا كان جورج بوش يعوّل فعلا على مؤتمر شرم الشيخ فهو كذاك الذي "بدّه مايه على ماي السراب". وسيخرج من هذا المؤتمر حالما تنطفيء أضواء القاعة ويُسدل الستارعلى الحضور خالي الوفاض. وسيعودعبوسا قمطريرا الى مكتبه البيضاوي لقراءة قوائم موتاه وقتلاه وخسائره المادية الأخرى على أيدي أسود العراق الميامين. وفي ختام مقالنا هذا نود أن نقول للرئيس الأمريكي,"يا جورج بوش....المايُعرف تدابيره حِنطته تأكل شعيره!".

mkhalaf@alice.it

شبكة البصرة

الاربعاء 14 ربيع الثاني 1428 / 2 آيار 2007

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس