خطاب
19-04-2007, 06:25 AM
لله
د. صباح محمد سعيد الراوي
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد... هذا الكتاب اسمه الاصلي لله ثم للتاريخ، كتبه السيد حسين الموسوي، وهوعالم دين اسلامي كما سيبدو من سياق المقدمة التي كتبها عن نفسه، ارسل لي هذا الكتاب منذ فترة الاخ الحبيب والمتابع لشبكة البصرة، اخونا ابوالكاظم المقيم في كربلاء المجاهدة الصابرة المرابطة، وهو نفس الاخ الذي ارسل لي قبلا كتاب الخميني في الميزان، ونشرته شبكة البصرة في حينها..
وقبل أن أتحدث عن الكتاب، ليسمح لي القاريء العزيز بالحديث قليلا عن أخونا أبوالكاظم، هذا العراقي الاصيل المجبول على حب العراق وتربته الطاهرة ونخلته البهية الشامخة، إذ لعلي قلت سابقا عن أبوالكاظم أنه كان أحد جنود الجيش العراقي العظيم، وقاتل ببسالة وشرف في قادسية صدام المجيدة الثانية، وكان له الفخر والشرف أن نال عدة أوسمة من ضباط الفيلق الذي كان يقاتل في صفوفه، وهوحاز شرف مصافحة كبار ضباط الجيش العراقي، وذكر لي أسماء منهم.
أبوالكاظم حزن كثيرا حين شاهد عملية اغتيال شهيد الحج الأكبر صدام رضي الله عنه وعن باقي اخوانه الشهداء، وبكى وتأثر لهذا المشهد، وبقي عدة أيام حزينا لا يتحدث مع أحد.... ووفاء منه لشهيد الحج الاكبر قام بوهب ختمة من القرآن الكريم على روحه الطاهرة، وقام أيضا بتوزيع الغذاء والمرطبات والمياه لبعض زوار كربلاء على روح الشهيد صدام.
أبوالكاظم بالمناسبة كما قلت من قبل، يتابع البصرة يوميا، وهو تحدث لي قليلا في رسائله عن الفريق الركن ابوفراس، صابر الدوري، وعلق على بعض الصور التي رأها على البصرة مرفقة مع موضوع الاخ علي الفتلاوي، وهو مثل الاخ علي، بل مثل كل أهالي كربلاء الصابرة، كان يحب ابوفراس حبا جما، بل وكان ينتظر نزوله الى شوارع كربلاء ليحظى بشرف مصافحته والتحدث اليه، وقال لي ان أبوفراس من كثرة ما كان يراه حفظ وجهه، وسأله عن اسمه وعمله، فأجابه عن عمله الحالي، وشرح له عمله السابق، وأين كان يخدم وكيف قاتل ومن قاتل، فربت أبوفراس على كتفيه مشجعا ومفتخرا به..
والله يا إخوان، أن مثل أبوالكاظم ألاف مؤلفة بل ملايين من شعبنا العراقي العربي المسلم الاصيل المجاهد الصابر المرابط، والذين غيبهم وهمشهم الاحتلال المجوسي الصهيوصليبي..والذين نأمل أن نراهم فيما بعد حين يتطهر هذا الوطن العزيز الغالي من دنس الصفويين ومغول العصر وحثالاته وحشراته. تقرأ مع رسائل أبوالكاظم حب العراق حبا جنونيا لا يعادله حب، وهويختم رسائله دائما بهذه العبارة: ولدت في العراق، وعشت على أرضه الطاهرة، وشربت من مياهه النقية وأكلت من نخلته الشامخة وسأموت على أرضه وأدفن في ترابه....
نبدأ الان بمقدمة عن الكتاب...
ليس القصد من عرض هذا الكتاب التشكيك بمذهب ما أوعقيدة ما، لا...ابدا..... بل هومحاولة لوضع النقاط على الحروف ولتبيان ما يجب أن يبين، ولتوضيح ما يجب أن يعلمه كل أخ يدين بدين الاسلام ويؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ويؤمن بباقي اركان الاسلام والايمان على السواء، من غير شائبة ومن غير زوائد غريبة دخيلة على الدين الاسلامي حرفته وشوهته وغيرت مساره، لا بل جعلته أحيانا مثارا للاستهزاء والسخرية، والشواهد كثيرة على هذا.
إن الايمان المطلق بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله يجب أن يكون هكذا وعلى هذا الشكل فقط، بدون زيادة، وبدون اضافات لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة النبوية الشريفة، ولم تثبت في أقوال أي من الصحابة أوالائمة، ولم تجمع عليها الامة... من هنا فإن أي زيادة غريبة في الدين الاسلامي وفي الشهادتين تدعوالى وضع علامة الاستفهام عليها، من أين وردت وما هوغرض الذي أوردها ولماذا؟؟ ولوأردنا أن نسوق مثالا عن زيادة ما، لوجدنا الزيادة في الاذان، فالمسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فمن أين جاءت وأشهد أن عليا ولي الله؟ من الذي وضعها وما هوهدفه؟؟ هذا غيض من فيض سيأتي بحثه بعد حين ويأتي تبيانه في سياق هذا البحث.
لكن لعله من المفيد لوسقنا في هذا البحث سيرة انسان خبيث كان له أثر سيء جدا على الدين الاسلامي، وهوالذي ينسب اليه كل تحريف وكل تشويه وكل تمييع في قيم الدين الاسلامي العظيمة، ألا وهواسماعيل الصفوي، وهنا ليسمح لي القاريء بإعادة تذكيره بهذا المقال الذي نشرته شبكة البصرة سابقا، وهوللاستاذ صباح الموسوي، حيث كتب عن هذا الخبيث... فماذا قال:
صنع الطائفيون والشعوبيون الإيرانيون للشاه إسماعيل الصفوي هالة مقدسة فاقت هالة الملك كورش الإخميني في التلمود اليهودي، حيث جعلوه بمنزلة نائب الإمام " المعصوم" والحاكم باسمه، على الرغم من انه لم يكن من ألفقهاء وليس حتى من الحكام العدول..... وهذه المنزلة التي أعطيت لإسماعيل الصفوي آنذاك هي ذات المنزلة التي تطـورت فيمـا بعد الى نظرية الولي {الفقيه العادل: نائب الإمام المهدي} المتعارف عليها اليوم في ايران والمسماة بولاية الفقيه،لكن من هوإسماعيل الصفوي؟؟؟ هذا الشخص الذي تمكن ان يبني دولة إيرانية جديدة طالما حلم الكثيرمن قادة الشعوبيين قبله في بنائها؟
أنه إسماعيل بن حيدر بن صفي الدين الاردبيلي، الذي ولد من أب ذوأصول تركية أذرية وأم ارمنية، ظهر في مطلع القرن العاشر الهجري، ونجح لاول مرة سنة (907هـ = 1502م) في إقامة دولة شيعية اثني عشرية في تبريز عاصمة أذربيجان.
كان جده صفي دين الاردبيلي سني على مذهب الإمام الشافعي، وكان معروفا بتصوفه على الطريقة البكتاشية، وكان عضوا في المجلس السني - الشيعي المشترك الذي أسسه السلطان خدا بندة التركماني حاكم ايران، والذي ضم في عضويته فقيه الشيعة في العراق آنذاك العلامة الحلي.(تاريخ ايران ـ المجلد السادس ـ ص 616).
قبل خمسمائة عاما تقريبا وعندما كانت ايران تخضع لسلطة الايليخانيين التركمان شهدت المناطق الاذرية في غرب ايران ظهور قوة جديدة اغتنمت فرصة عدم وجود سلطة عثمانية في تلك المناطق وضعف قوة الايلخانيين لتقوم بحركة تمرد تهدف الى إقامة دولة مستقلة تحمل مذهبا مغايرا للمذهب السني السائد في بلاد فارس آنذاك، وقد عمد قائد تلك الحركة " إسماعيل الصفوي " الى المزج بين شطحات الصوفية وخرافة المذهب الجديد، ليصنع لنفسه نسبا آخرا يدعي أنه سيصله بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهونسب "السيدية" (أي السادة) بديلا عن القزلباشية الذي كان يعرف به { وهذا التغيير المفاجئ في النسب والمذهب حسب رأي الكاتب والباحث الإيراني إسماعيل نوري لم يجد المؤرخون الإيرانيون والمستشرقون لحد الآن جوابا له وهوكيف ولماذا قرر الصفويون تغيير لقبهم من الشيخ الى السيد، واختاروا لدولتهم مذهب التشيع الأثني عشري، رغم أنهم كانوا على مذهب أهل السنة}.
وفي احدى ليالي الجمعة من ربيع عام 908- 1501م والتي كان من المقرر ان يعلن في صبيحتها تتويجه ملكا، وإعلان المذهب الشيعي بديلا للمذهب السني السائد في تلك المناطق, حضر عدد من أمراء القزلباش(أصحاب القبعات الحمر من قبائل التركمان الذين شكلوا جيش التمرد الصفوي) حضروا لدى إسماعيل الصفوي وابلغوه عن توجسهم من إمكانية حدوث ردود أفعال من قبل أهالي تبريز، الذين كان عددهم يزيد على الثلاثمائة ألف نسمة، وجميعهم من أهل السنة، وذلك إذا ما سمعوا بالخطبة الشيعية الجديدة، التي تقرر ان تتضمن في آذانها "بـ اشهد ان علياً ولی الله و" حی علی خير العمل " وقد يرفضوا ان يكون الملك شيعيا...!!!! فرد عليهم قائلا " إني لا أخشى أحدا وإذا ما حدث واعترضت الرعية فاني سوف اجرد سيفي من غمده، وبإذن الله لن ادع احد منهم حيا. (كتاب عالم آراء الصفوية ص – 64).
وفي صباح الجمعة توجه إسماعيل الصفوي الى الجامع، وقد انتشر جنود القزلباش بين صفوف المصلين، ثم اعتلى المنبر وجرد سيفه من غمده وأشار الى شيخ يدعى " مولانا احمد الاردبيلي "، وكان ملما بالعقائد والفقه الشيعي, وكان قد جيء به من خارج تبريز حيث لم يكن في تبريز آنذاك عالم شيعي واحد, أشار إليه ان يصعد المنبر ويلقي الخطبة وكان هويقف الى جانبه، وما ان بدأ الشيخ خطبته حتى تعالى الهمس بين المصلين!!!!!! فقسم منهم حين رأوا الجنود فوق رؤوسهم قالوا لله درك من خطيب!!!! أما القسم الأخر فشان عليهم الأمر، فقاموا ليخرجوا من الجامع، غير ان إسماعيل الصفوي أشار الى جنود القزلباش ان يطلبوا منهم إعلان التبرؤ والمولاة (التبرؤ من الخلفاء الراشدين الثلاث وإعلان الموالاة لعلي بن أبي طالب) فمن فعل نجى، ومن امتنع تدحرج رأسه بين قدميه.!!!!!
وعلى الرغم من ان أهالي تبريز لم يبدو مقاومة تذكر في مواجهة الجيش الصفوي إلا ان جنود القزلباش قاموا بمذبحة شنيعة في المدينة لم تسلم منها النساء والأطفال!!! كما أنهم عمدوا الى نبش قبر السلطان يعقوب آق قویونلو التركماني، وقبور سائر الأمراء في المدينة وحرقوا بقايا جثثهم (سفرنامه ونيزيان در ايران: ترجمة منوچهر أميري ـ ص 408) وعلى هذه المنوال واصل إسماعيل الصفوي توسيع دائرة سلطانه ونشر مذهبه الجديد بين الأقاليم الإيرانية التي أخذت تتساقط الواحدة تلوالأخرى تحت شدة بطشه. (أرجو أن تتذكر أخي القاريء وتقارن بين ما جرى بالامس ومايجري اليوم في عراقنا الحبيب على أيدي الصفويين الانجاس).
ويشير صاحب كتاب «أحسن التواريخ» الى مذابح السنة في مدينة «شکی» في غرب ايران، ومذبحة الشيروانيين وإحراق جثت شيخهم, فرخ يسار، وبناء منارة من جماجم القتلى في المدينة، ويذكر أيضا هجوم القزلباش على قلعة باكو والقيام بمذبحة فجيعة بين أهالي القلعة وإحراق جثث الموتى وأبادة ثمانية عشر ألفا من جيش الأمير عثمان آق قويونلو بعد استسلامهم!!!
كما هاجم إسماعيل الصفوي لعنة الله عليه بغداد عام 913هـ وارتكب مع خنازيره أفظع المجازر فيها!!! وأستباح مقام الإمام ابوحنيفة النعمان رضي الله عنه ونبش قبره!!! وفي عام 914هـ هاجم الأحواز وأطاح بدولة المشعشعيين بعد مذبحة دامية لا تقل بشاعة عن مذابحه السابقة في تبريز وبغداد وغيرها،
ومن بين مذابح عام 915هـ يمكن ذكر مذبحة شيراز ومذبحة مازندران التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف، بالإضافة إلى قتل أكثر من سبعة آلاف من أهل السنة في مدينة يزد وسط ايران، مرورا بأعمال القتل والسلب والنهب التي شهدتها على يده مدينة اصفهان التي تحولت فيما بعد الى عاصمة الصفويين،
وفي عام 916 هـ ارتكب مذبحة مرو، التي قتل فيها أكثر من احد عشر ألفا بعد حربه مع "شيبک خان التركماني" الذي قام جنود القزلباش بتقطيعه واكله مام أهل المدينة.!!!
وفي عام 917 هـ قتل خمسة عشر ألفا من سكان قلعة القرشي، تلك المجزرة التي لم يسلم منها النساء والأطفال والكلاب والقطط،
وفي نفس العام هاجم هرات وقام بقتل زعمائها وفقهائها, كما هاجم بادغيس وقام بارتكاب مجزرة فظيعة فيها. (مصدر سابق).
وينقل الباحث الإيراني"الدكتور إسماعيل نوري" عن صاحب كتاب "تاريخ الأدبيات الإيرانية" ان الشاه إسماعيل كان شديد الحساسية بالنسبة للعلماء والفنانين وسائر المفكرين، وكان من سيرته انه كان يطلب منهم القول "بأشهد ان عليا ولي الله" فمن يلفظها يطلق سراحه ومن يرفض يقطع رأسه اويلقى به في النار!!! ويضرب مثالا على ذلك قصة قتل اثنين من أهل العلم والفضيلة من علماء السنة في شيراز وأصفهان وهما العلامة القاضي مير حسين مبيدي والعلامة الأمير غياث الدين محمد الأصفهاني اللذين قتلا شر قتلة نتيجة رفضهم سب الخلفاء الثلاثة!!!
ولعل هذه المجازر وغيرها هي التي كانت وراء تحرك الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول لمهاجمة الدولة الصفوية وإنقاذ أهل السنة من الإبادة الكاملة...... ولكن السؤال الذي قد يخطر في بال المتتبع هوإذا كان اليهود قد برروا وصفهم لكورش الإخميني بأنه نبي مرسل وذلك بسبب إنقاذه دهاقنتهم من الأسر البابلي, على الرغم من علمهم ان كورش هذا كان قد قتل زوج خالته وتزوج بها لكي يصبح وريثا للعرش بعد موت جده لامه, فما هي المبررات التي دفعت بمراجع الطائفية والشعوبية الإيرانية الى إصباغ هذه القدسية على إسماعيل الصفوي الذي يصفه ابنه طهماسب بأنه جزار وشارب خمر وزير نساء!!!!
وقد جاء ذلك في رسالة بعث بها الشاه طهماسب الأول بن إسماعيل الصفوي الى السلطان سليمان القانوني بن سليم الأول يقول له فيها ((ان أبي حين دخل مع أبوك الحرب في معركة جالديران كان سكرانا في ذلك اليوم ولم يكن لوحده في حالة سكر بل ان قائده " دورميش خان وسائر أمراء الجيش بل ان اغلب الجيش كان في حالة سكر))!!!
وقد تحدثت الكثيرمن المصادر التي اختصت بدراسة أحوال ملوك الصفوية ان الشاه إسماعيل كان شارب للخمر، وكان حليق اللحية ويحب مجالس اللهووالرقص!!! وبعد ان استباح هرات، طلب ان تلبس نسوتها الزينة وتخرج راقصة لاستقباله!!!
ولكن على الرغم من كل هذه الرذائل التي يوصف بها ذلك الشخص، بقي الطائفيون والشعوبيون يمجدونه!!! وبقي في أعينهم الحاكم النائب عن الإمام الغائب!!! (انتهى مقال الاستاذ صباح الموسوي).....
إنني ما سقت الحديث عن هذا الخبيث اسماعيل الصفوي إلا ليعلم القاريء أننا حين نقول عن هؤلاء المجوس القابعين في حوزات العار والكذب والدجل في طهران وغيرها أنهم صفويون فإننا لا نقول ذلك من فراغ، وربما في سياق البحث أوفي نهايته، سأضع روابط صوتيه ومرئية ووثائقية لأمور يقشعر منها البدن حدثت منهم، تشوه سيرة هذا الدين العظيم وهذا المذهب النقي، مذهب الامام العظيم الجليل الكريم جعفر الصادق رضي الله عنه وسلام الله عليه وعلى اخوانه الأئمة والفقهاء والمحدثين....
وإن شاء الله في الحلقة القادمة نكمل الحديث وعندها سنبدأ بالكتاب، لافتا النظر إلى أنه إذا كان لي من تعليق على أي فقرة أو جملة فسيدركها القاريء لأنني سأشير إليها بكلمة أقول.....
د. صباح محمد سعيد الراوي
كييف – أوكرانيا
18.04.2007
في نيسان العطاء والخير، نيسان مولد القائد، شهيد الحج الأكبر صدام رضي الله عنه وعن اخوانه الشهداء الأبرار، تحررت الفاوالعزيزة الغالية من دنس الصفويين الخمينيين الانجاس... قام رجال الجيش العراقي العظيم بقيادة البطل ماهر عبد الرشيد بتطهير المدينة من حثالات الأرض وحشراتها الضارة...
شبكة البصرة
الاربعاء 30 ربيع الاول 1428 / 18 نيسان 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
د. صباح محمد سعيد الراوي
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد... هذا الكتاب اسمه الاصلي لله ثم للتاريخ، كتبه السيد حسين الموسوي، وهوعالم دين اسلامي كما سيبدو من سياق المقدمة التي كتبها عن نفسه، ارسل لي هذا الكتاب منذ فترة الاخ الحبيب والمتابع لشبكة البصرة، اخونا ابوالكاظم المقيم في كربلاء المجاهدة الصابرة المرابطة، وهو نفس الاخ الذي ارسل لي قبلا كتاب الخميني في الميزان، ونشرته شبكة البصرة في حينها..
وقبل أن أتحدث عن الكتاب، ليسمح لي القاريء العزيز بالحديث قليلا عن أخونا أبوالكاظم، هذا العراقي الاصيل المجبول على حب العراق وتربته الطاهرة ونخلته البهية الشامخة، إذ لعلي قلت سابقا عن أبوالكاظم أنه كان أحد جنود الجيش العراقي العظيم، وقاتل ببسالة وشرف في قادسية صدام المجيدة الثانية، وكان له الفخر والشرف أن نال عدة أوسمة من ضباط الفيلق الذي كان يقاتل في صفوفه، وهوحاز شرف مصافحة كبار ضباط الجيش العراقي، وذكر لي أسماء منهم.
أبوالكاظم حزن كثيرا حين شاهد عملية اغتيال شهيد الحج الأكبر صدام رضي الله عنه وعن باقي اخوانه الشهداء، وبكى وتأثر لهذا المشهد، وبقي عدة أيام حزينا لا يتحدث مع أحد.... ووفاء منه لشهيد الحج الاكبر قام بوهب ختمة من القرآن الكريم على روحه الطاهرة، وقام أيضا بتوزيع الغذاء والمرطبات والمياه لبعض زوار كربلاء على روح الشهيد صدام.
أبوالكاظم بالمناسبة كما قلت من قبل، يتابع البصرة يوميا، وهو تحدث لي قليلا في رسائله عن الفريق الركن ابوفراس، صابر الدوري، وعلق على بعض الصور التي رأها على البصرة مرفقة مع موضوع الاخ علي الفتلاوي، وهو مثل الاخ علي، بل مثل كل أهالي كربلاء الصابرة، كان يحب ابوفراس حبا جما، بل وكان ينتظر نزوله الى شوارع كربلاء ليحظى بشرف مصافحته والتحدث اليه، وقال لي ان أبوفراس من كثرة ما كان يراه حفظ وجهه، وسأله عن اسمه وعمله، فأجابه عن عمله الحالي، وشرح له عمله السابق، وأين كان يخدم وكيف قاتل ومن قاتل، فربت أبوفراس على كتفيه مشجعا ومفتخرا به..
والله يا إخوان، أن مثل أبوالكاظم ألاف مؤلفة بل ملايين من شعبنا العراقي العربي المسلم الاصيل المجاهد الصابر المرابط، والذين غيبهم وهمشهم الاحتلال المجوسي الصهيوصليبي..والذين نأمل أن نراهم فيما بعد حين يتطهر هذا الوطن العزيز الغالي من دنس الصفويين ومغول العصر وحثالاته وحشراته. تقرأ مع رسائل أبوالكاظم حب العراق حبا جنونيا لا يعادله حب، وهويختم رسائله دائما بهذه العبارة: ولدت في العراق، وعشت على أرضه الطاهرة، وشربت من مياهه النقية وأكلت من نخلته الشامخة وسأموت على أرضه وأدفن في ترابه....
نبدأ الان بمقدمة عن الكتاب...
ليس القصد من عرض هذا الكتاب التشكيك بمذهب ما أوعقيدة ما، لا...ابدا..... بل هومحاولة لوضع النقاط على الحروف ولتبيان ما يجب أن يبين، ولتوضيح ما يجب أن يعلمه كل أخ يدين بدين الاسلام ويؤمن بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ويؤمن بباقي اركان الاسلام والايمان على السواء، من غير شائبة ومن غير زوائد غريبة دخيلة على الدين الاسلامي حرفته وشوهته وغيرت مساره، لا بل جعلته أحيانا مثارا للاستهزاء والسخرية، والشواهد كثيرة على هذا.
إن الايمان المطلق بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله يجب أن يكون هكذا وعلى هذا الشكل فقط، بدون زيادة، وبدون اضافات لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة النبوية الشريفة، ولم تثبت في أقوال أي من الصحابة أوالائمة، ولم تجمع عليها الامة... من هنا فإن أي زيادة غريبة في الدين الاسلامي وفي الشهادتين تدعوالى وضع علامة الاستفهام عليها، من أين وردت وما هوغرض الذي أوردها ولماذا؟؟ ولوأردنا أن نسوق مثالا عن زيادة ما، لوجدنا الزيادة في الاذان، فالمسلم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فمن أين جاءت وأشهد أن عليا ولي الله؟ من الذي وضعها وما هوهدفه؟؟ هذا غيض من فيض سيأتي بحثه بعد حين ويأتي تبيانه في سياق هذا البحث.
لكن لعله من المفيد لوسقنا في هذا البحث سيرة انسان خبيث كان له أثر سيء جدا على الدين الاسلامي، وهوالذي ينسب اليه كل تحريف وكل تشويه وكل تمييع في قيم الدين الاسلامي العظيمة، ألا وهواسماعيل الصفوي، وهنا ليسمح لي القاريء بإعادة تذكيره بهذا المقال الذي نشرته شبكة البصرة سابقا، وهوللاستاذ صباح الموسوي، حيث كتب عن هذا الخبيث... فماذا قال:
صنع الطائفيون والشعوبيون الإيرانيون للشاه إسماعيل الصفوي هالة مقدسة فاقت هالة الملك كورش الإخميني في التلمود اليهودي، حيث جعلوه بمنزلة نائب الإمام " المعصوم" والحاكم باسمه، على الرغم من انه لم يكن من ألفقهاء وليس حتى من الحكام العدول..... وهذه المنزلة التي أعطيت لإسماعيل الصفوي آنذاك هي ذات المنزلة التي تطـورت فيمـا بعد الى نظرية الولي {الفقيه العادل: نائب الإمام المهدي} المتعارف عليها اليوم في ايران والمسماة بولاية الفقيه،لكن من هوإسماعيل الصفوي؟؟؟ هذا الشخص الذي تمكن ان يبني دولة إيرانية جديدة طالما حلم الكثيرمن قادة الشعوبيين قبله في بنائها؟
أنه إسماعيل بن حيدر بن صفي الدين الاردبيلي، الذي ولد من أب ذوأصول تركية أذرية وأم ارمنية، ظهر في مطلع القرن العاشر الهجري، ونجح لاول مرة سنة (907هـ = 1502م) في إقامة دولة شيعية اثني عشرية في تبريز عاصمة أذربيجان.
كان جده صفي دين الاردبيلي سني على مذهب الإمام الشافعي، وكان معروفا بتصوفه على الطريقة البكتاشية، وكان عضوا في المجلس السني - الشيعي المشترك الذي أسسه السلطان خدا بندة التركماني حاكم ايران، والذي ضم في عضويته فقيه الشيعة في العراق آنذاك العلامة الحلي.(تاريخ ايران ـ المجلد السادس ـ ص 616).
قبل خمسمائة عاما تقريبا وعندما كانت ايران تخضع لسلطة الايليخانيين التركمان شهدت المناطق الاذرية في غرب ايران ظهور قوة جديدة اغتنمت فرصة عدم وجود سلطة عثمانية في تلك المناطق وضعف قوة الايلخانيين لتقوم بحركة تمرد تهدف الى إقامة دولة مستقلة تحمل مذهبا مغايرا للمذهب السني السائد في بلاد فارس آنذاك، وقد عمد قائد تلك الحركة " إسماعيل الصفوي " الى المزج بين شطحات الصوفية وخرافة المذهب الجديد، ليصنع لنفسه نسبا آخرا يدعي أنه سيصله بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهونسب "السيدية" (أي السادة) بديلا عن القزلباشية الذي كان يعرف به { وهذا التغيير المفاجئ في النسب والمذهب حسب رأي الكاتب والباحث الإيراني إسماعيل نوري لم يجد المؤرخون الإيرانيون والمستشرقون لحد الآن جوابا له وهوكيف ولماذا قرر الصفويون تغيير لقبهم من الشيخ الى السيد، واختاروا لدولتهم مذهب التشيع الأثني عشري، رغم أنهم كانوا على مذهب أهل السنة}.
وفي احدى ليالي الجمعة من ربيع عام 908- 1501م والتي كان من المقرر ان يعلن في صبيحتها تتويجه ملكا، وإعلان المذهب الشيعي بديلا للمذهب السني السائد في تلك المناطق, حضر عدد من أمراء القزلباش(أصحاب القبعات الحمر من قبائل التركمان الذين شكلوا جيش التمرد الصفوي) حضروا لدى إسماعيل الصفوي وابلغوه عن توجسهم من إمكانية حدوث ردود أفعال من قبل أهالي تبريز، الذين كان عددهم يزيد على الثلاثمائة ألف نسمة، وجميعهم من أهل السنة، وذلك إذا ما سمعوا بالخطبة الشيعية الجديدة، التي تقرر ان تتضمن في آذانها "بـ اشهد ان علياً ولی الله و" حی علی خير العمل " وقد يرفضوا ان يكون الملك شيعيا...!!!! فرد عليهم قائلا " إني لا أخشى أحدا وإذا ما حدث واعترضت الرعية فاني سوف اجرد سيفي من غمده، وبإذن الله لن ادع احد منهم حيا. (كتاب عالم آراء الصفوية ص – 64).
وفي صباح الجمعة توجه إسماعيل الصفوي الى الجامع، وقد انتشر جنود القزلباش بين صفوف المصلين، ثم اعتلى المنبر وجرد سيفه من غمده وأشار الى شيخ يدعى " مولانا احمد الاردبيلي "، وكان ملما بالعقائد والفقه الشيعي, وكان قد جيء به من خارج تبريز حيث لم يكن في تبريز آنذاك عالم شيعي واحد, أشار إليه ان يصعد المنبر ويلقي الخطبة وكان هويقف الى جانبه، وما ان بدأ الشيخ خطبته حتى تعالى الهمس بين المصلين!!!!!! فقسم منهم حين رأوا الجنود فوق رؤوسهم قالوا لله درك من خطيب!!!! أما القسم الأخر فشان عليهم الأمر، فقاموا ليخرجوا من الجامع، غير ان إسماعيل الصفوي أشار الى جنود القزلباش ان يطلبوا منهم إعلان التبرؤ والمولاة (التبرؤ من الخلفاء الراشدين الثلاث وإعلان الموالاة لعلي بن أبي طالب) فمن فعل نجى، ومن امتنع تدحرج رأسه بين قدميه.!!!!!
وعلى الرغم من ان أهالي تبريز لم يبدو مقاومة تذكر في مواجهة الجيش الصفوي إلا ان جنود القزلباش قاموا بمذبحة شنيعة في المدينة لم تسلم منها النساء والأطفال!!! كما أنهم عمدوا الى نبش قبر السلطان يعقوب آق قویونلو التركماني، وقبور سائر الأمراء في المدينة وحرقوا بقايا جثثهم (سفرنامه ونيزيان در ايران: ترجمة منوچهر أميري ـ ص 408) وعلى هذه المنوال واصل إسماعيل الصفوي توسيع دائرة سلطانه ونشر مذهبه الجديد بين الأقاليم الإيرانية التي أخذت تتساقط الواحدة تلوالأخرى تحت شدة بطشه. (أرجو أن تتذكر أخي القاريء وتقارن بين ما جرى بالامس ومايجري اليوم في عراقنا الحبيب على أيدي الصفويين الانجاس).
ويشير صاحب كتاب «أحسن التواريخ» الى مذابح السنة في مدينة «شکی» في غرب ايران، ومذبحة الشيروانيين وإحراق جثت شيخهم, فرخ يسار، وبناء منارة من جماجم القتلى في المدينة، ويذكر أيضا هجوم القزلباش على قلعة باكو والقيام بمذبحة فجيعة بين أهالي القلعة وإحراق جثث الموتى وأبادة ثمانية عشر ألفا من جيش الأمير عثمان آق قويونلو بعد استسلامهم!!!
كما هاجم إسماعيل الصفوي لعنة الله عليه بغداد عام 913هـ وارتكب مع خنازيره أفظع المجازر فيها!!! وأستباح مقام الإمام ابوحنيفة النعمان رضي الله عنه ونبش قبره!!! وفي عام 914هـ هاجم الأحواز وأطاح بدولة المشعشعيين بعد مذبحة دامية لا تقل بشاعة عن مذابحه السابقة في تبريز وبغداد وغيرها،
ومن بين مذابح عام 915هـ يمكن ذكر مذبحة شيراز ومذبحة مازندران التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف، بالإضافة إلى قتل أكثر من سبعة آلاف من أهل السنة في مدينة يزد وسط ايران، مرورا بأعمال القتل والسلب والنهب التي شهدتها على يده مدينة اصفهان التي تحولت فيما بعد الى عاصمة الصفويين،
وفي عام 916 هـ ارتكب مذبحة مرو، التي قتل فيها أكثر من احد عشر ألفا بعد حربه مع "شيبک خان التركماني" الذي قام جنود القزلباش بتقطيعه واكله مام أهل المدينة.!!!
وفي عام 917 هـ قتل خمسة عشر ألفا من سكان قلعة القرشي، تلك المجزرة التي لم يسلم منها النساء والأطفال والكلاب والقطط،
وفي نفس العام هاجم هرات وقام بقتل زعمائها وفقهائها, كما هاجم بادغيس وقام بارتكاب مجزرة فظيعة فيها. (مصدر سابق).
وينقل الباحث الإيراني"الدكتور إسماعيل نوري" عن صاحب كتاب "تاريخ الأدبيات الإيرانية" ان الشاه إسماعيل كان شديد الحساسية بالنسبة للعلماء والفنانين وسائر المفكرين، وكان من سيرته انه كان يطلب منهم القول "بأشهد ان عليا ولي الله" فمن يلفظها يطلق سراحه ومن يرفض يقطع رأسه اويلقى به في النار!!! ويضرب مثالا على ذلك قصة قتل اثنين من أهل العلم والفضيلة من علماء السنة في شيراز وأصفهان وهما العلامة القاضي مير حسين مبيدي والعلامة الأمير غياث الدين محمد الأصفهاني اللذين قتلا شر قتلة نتيجة رفضهم سب الخلفاء الثلاثة!!!
ولعل هذه المجازر وغيرها هي التي كانت وراء تحرك الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول لمهاجمة الدولة الصفوية وإنقاذ أهل السنة من الإبادة الكاملة...... ولكن السؤال الذي قد يخطر في بال المتتبع هوإذا كان اليهود قد برروا وصفهم لكورش الإخميني بأنه نبي مرسل وذلك بسبب إنقاذه دهاقنتهم من الأسر البابلي, على الرغم من علمهم ان كورش هذا كان قد قتل زوج خالته وتزوج بها لكي يصبح وريثا للعرش بعد موت جده لامه, فما هي المبررات التي دفعت بمراجع الطائفية والشعوبية الإيرانية الى إصباغ هذه القدسية على إسماعيل الصفوي الذي يصفه ابنه طهماسب بأنه جزار وشارب خمر وزير نساء!!!!
وقد جاء ذلك في رسالة بعث بها الشاه طهماسب الأول بن إسماعيل الصفوي الى السلطان سليمان القانوني بن سليم الأول يقول له فيها ((ان أبي حين دخل مع أبوك الحرب في معركة جالديران كان سكرانا في ذلك اليوم ولم يكن لوحده في حالة سكر بل ان قائده " دورميش خان وسائر أمراء الجيش بل ان اغلب الجيش كان في حالة سكر))!!!
وقد تحدثت الكثيرمن المصادر التي اختصت بدراسة أحوال ملوك الصفوية ان الشاه إسماعيل كان شارب للخمر، وكان حليق اللحية ويحب مجالس اللهووالرقص!!! وبعد ان استباح هرات، طلب ان تلبس نسوتها الزينة وتخرج راقصة لاستقباله!!!
ولكن على الرغم من كل هذه الرذائل التي يوصف بها ذلك الشخص، بقي الطائفيون والشعوبيون يمجدونه!!! وبقي في أعينهم الحاكم النائب عن الإمام الغائب!!! (انتهى مقال الاستاذ صباح الموسوي).....
إنني ما سقت الحديث عن هذا الخبيث اسماعيل الصفوي إلا ليعلم القاريء أننا حين نقول عن هؤلاء المجوس القابعين في حوزات العار والكذب والدجل في طهران وغيرها أنهم صفويون فإننا لا نقول ذلك من فراغ، وربما في سياق البحث أوفي نهايته، سأضع روابط صوتيه ومرئية ووثائقية لأمور يقشعر منها البدن حدثت منهم، تشوه سيرة هذا الدين العظيم وهذا المذهب النقي، مذهب الامام العظيم الجليل الكريم جعفر الصادق رضي الله عنه وسلام الله عليه وعلى اخوانه الأئمة والفقهاء والمحدثين....
وإن شاء الله في الحلقة القادمة نكمل الحديث وعندها سنبدأ بالكتاب، لافتا النظر إلى أنه إذا كان لي من تعليق على أي فقرة أو جملة فسيدركها القاريء لأنني سأشير إليها بكلمة أقول.....
د. صباح محمد سعيد الراوي
كييف – أوكرانيا
18.04.2007
في نيسان العطاء والخير، نيسان مولد القائد، شهيد الحج الأكبر صدام رضي الله عنه وعن اخوانه الشهداء الأبرار، تحررت الفاوالعزيزة الغالية من دنس الصفويين الخمينيين الانجاس... قام رجال الجيش العراقي العظيم بقيادة البطل ماهر عبد الرشيد بتطهير المدينة من حثالات الأرض وحشراتها الضارة...
شبكة البصرة
الاربعاء 30 ربيع الاول 1428 / 18 نيسان 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس