المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جحيم المقاومة العراقية يخنق أمريكا ويبعث القلق في إسرائيل / نواف الزرو



bufaris
14-04-2007, 08:37 AM
المختصر/

الغزو الاميركي للعراق سيصبح درسا تاريخيا: كيف تحقق كل ما تريد على الارض ورغم ذلك تخفق استراتيجيا.

ميدل ايست اونلاين / يمكننا ان نثبت بداية واولا وخاتمة ان ابرز انجازات الاحتلال الاميركي لبلاد ما بين النهرين وعاصمة الرشيد اليوم بعد اربع سنوات على الغزو هي صناعة نهر من الدماء العراقية الى جانب نهري دجلة والفرات واقامة محرقة عراقية مفتوحة تلتهم مئات العراقيين يوميا لدرجة ان اهل العراق يقولون: منذ احتلال العراق في 2003 ونحن ننام علي جريمة بشعة ونصحو على اخرى، وتختلف الجرائم المستهدفة للمدنيين حسب البرمجة السياسية للاحتلال، وحسب الحاجات الآنية وتوافقها مع رغبات البيت الابيض الاميركي، كصعود وانخفاض شعبية بوش، وقرب موعد الانتخابات الاميركية ومنذ ان عين الحاكم الاميركي السابق بول بريمر اعضاء مجلس الحكم البائد وفق المحاصصة الطائفية والعرقية التي رأت فيها الادارة الاميركية التركيبة الافضل لاحكام سيطرتها علي العراق، ومنذ ان اعلن الشعب العراقي رفضه للاحتلال ومحاصصته عن طريق المقاومة، حتى بدأت جرائم القتل الجماعي، بأبشع الصور، وبشكل أذهل العراقيين، علي الرغم من كل ما مروا به علي مدي العصور من انظمة قمعية وحروب".

ويقول العراقيون ايضا : "لقد دفع العثور علي جثث مقطوعة الرؤوس او الجثث المحروقة او القتلى بلا سبب وفي أرجاء البلاد، دفع العراقيين الي التساؤل عما اذا كان العالم قد شهد مثيلا لهذه الجرائم البشعة والمنافية لاي مقياس انساني او اخلاقي من قبل؟ ومن هم الوحوش الذين يلجأون الي مثل هذه الافعال غير الانسانية؟"

وترد الكاتبة العراقية هيفاء زنكنة التي وثقت لنا الحقيقة اعلاه على شبكة البصرة مؤكدة: "ان اصول هذه الجرائم اميركية".

وعلى نحو مكمل يؤكد عراقيون آخرون: "ان الاحتلال الاميركي لبلادهما نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف الى دجلة والفرات ويحمل اسم “نهر الدم”، و”سور السيارات العظيم” الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم، لكن هذه الاشارات الرمزية لم تستوقف كثيرا الرئيس الاميركي جورج بوش الذي تمسك في الذكرى الرابعة لبدء الحرب في العراق، بأن النصر في هذه الحرب ممكن وناشد الاميركيين الصبر اشهرا حتى تعطي الاستراتيجية الجديدة “نتائج”، وشدد على ان الوقت لم يحن بعد لانسحاب القوات الاميركية /عن تقرير عن الخليج والوكالات/2007/3/20".

واذا ما اضفنا لذلك ابلغ واخطر رسالة اممية حملتها تلك التقارير/الدراسة التي نشرتها مجلة "لانست" البريطانية التي تحدثت عن "ان 655 الف عراقي لقوا حتفهم منذ اجتياح العراق في مارس/آذار 2003 .. وكان ذلك بعد ثلاث سنوات وستة أشهر من الغزو الأميركي..بينما يتحدث العراقيون اليوم عن نحو مليون شهيد عراقي....فان كل هذه المعطيات ترسم امام العالم صورة سوداء للعراق اقرب الى ان تكون كارثية هولوكوستية بكل ما تحمله هذه المصطلحات من مضامين وتاداعيات واستخلاصات اجرامية لم يشهدها التاريخ.

ومما يعزز هذه الصورة الكارثية ان الأمم المتحدة اكدت بدورها على "أن ثلاثة ملايين عراقي نزحوا داخليا أو الى خارج البلاد جراء الاوضاع الامنية في حين تتحدث المعطيات العراقية عن نحو اربعة ملايين لاجىء عراقي".

واكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة "ان العراق بات يشهد حركة “هجرة صامتة”، وقال المتحدث باسم المفوضية رون ريموند ان الكثير من العراقيين يغادرون بلدهم كل يوم فيما وصفه بـ”نزوح جماعي منتظم وصامت”.

وما يفاقم الكارثة العراقية ان هذه الاوضاع (وفق دراسة توثيقية كنا نشرناها سابقا) لن تتوقف وفقا لرؤية الخبراء والمحللين ..اذ اكد المحلل الاستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن انتوني كوردسمان "ان حظوظ الجيش العراقي الذي تعول واشنطن على بنائه في حفظ الأمن والاستقرار في العراق لا تتجاوز 50 في المائة". و"استبعد ان تستقر الأوضاع في البلد المحتل قبل العام 2012 ان لم يكن 2015".. وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال بيتر شوميكر الذي أكد ان مستوى القوات الأميركية في العراق سيبقى كما هو إلى حين حلول العام 2010.

وكل هذه المعطيات لا تشكل عمليا سوى غيض من فيض جملة حقائق مرعبة تمس صميم المشهد العراقي وجرائم الاحتلال الاميركي ضد كافة بنى ومقومات وجود الوطن العراقي والحياة العراقية.

وجرائم الاحتلال الاميركي هناك واسعة شاملة متصلة تقترف على مدار الساعة بلا توقف ضد كل شيء عراقي.. وعلى نحو حصري اجرامي سافر ضد نساء واطفال وشيوخ العراق، وضد المجتمع المدني العراقي برمته.

ولكن ...ورغم نهر الدم والمحرقة وهستيريا التقسيم والشطب الا ان الشهور القليلة الماضية في المشهد العراقي قلبت الحسابات والمخططات الاميركية/ الصهيونية رأسا على عقب... والمقاومة العظيمة الكبيرة هناك لم تخيب حسابات المحللين الاستراتيجيين الموضوعيين الذين توقعوا مثل هذا الجحيم المشتعل تحت اقدام الاميركان... والشعب العراقي العظيم لم يخيب آمال ورجاء الامة العاجزة المفككة المهلهلة المستكينة في التصدي والحاق الهزيمة بالغزاة القادمين من وراء البحار.

فعندما كان الرئيس الفرنسي شيراك قد اعلن مؤكدا: "لقد فتحنا ابواب جهنم في العراق بأيدينا، ونحن عاجزون عن اغلاقها" فهذا لم يكن مزايدة او اعلاما معاديا او خطابا حماسيا من جهة معادية...

وعندما يؤكد عدد من المحللين الاستراتيجيين الاميركيين "ان الجيش الاميركي غرق في المستنقع العراقي" فهذه تعتبر شهادة/ وثيقة بالغة الاهمية الاستراتيجية...

فها هو جون بيكي المحلل العسكري في مؤسسة "غلوبال سيكيوروني اورغ البحثية" قد اعلن مبكرا: "لا يزال امامنا مشوار طويل يتعين علينا خوضه في المستنقع العراقي، وقد صرنا اقرب الى بداية الحرب منها الى نهايتها"..

وهاهو تشارلز بينا المحلل العسكري في معهد كانو يضيف معززا: "الآن اجرؤ على القول اننا نخوض حربا تشبه حرب فيتنام على نحو متزايد ولكنها في الصحراء وليس في الادغال".

في المأزق الاميركي والقلق الاسرائيلي المترتب عليه كتب عاموس هرئيل في هآرتس يقول: "هناك على ما يبدو لحظة تبدأ فيها كل دولة قوية وعظمى تختنق من عظمتها..فهي قوية الى حد كبير ومسلحة حتى العنق ..ولكنها الى حد كبير عاجزة عن مواجهة قوى اصغر منها بكثير وربما قوى بدائية تقريبا يغذي استمرارها في الحرب فقط الاحباط وخيبات الامل وليس الاستراتيجيا وليس الاهداف وحتى ليس الهيبة ...

هناك دولتان آسيويتان الآن لهذا الوضع: الولايات المتحدة في العراق واسرائيل في المناطق الفلسطينية .. فواشنطن حققت على ما يبدو كل ما تريد في العراق: حيث اسقط صدام حسين واقيمت حكومة جديدة في انتخابات ديموقراطية ولم تعد العراق تشكل تهديدا استراتيجيا اقليميا كما كانت ..والنتيجة الحقيقية الخراب الكامل: لانه لم تعد هناك دولة عراقية وراء هذا "النظام الجديد" وكأن هناك من خطط للقضاء عليها حتى لا يكون هناك اي تهديد من ورائها .

لقد قتل مئات آلاف المواطنين العراقيين وهرب الملايين ..ناهيك عن دمار جهاز التعليم والقضاء والرفاه ...فضلا عن ان سوق السلاح يزدهر لدرجة ان احدا لم يعد يستطيع عد "العصابات المسلحة" او الميليشيات و"خلايا الارهاب" العاملة هناك بصورة حرة . وحتى انه تم دعوة ايران للمساعدة والآن يجري الممثلون الاميركان محادثات مع زعماء الميليشيات ..ولم يبق سوى هدف واحد هو :الخروج سريعا...ولم تعد الادارة الاميركية تبحث الا عن متطوع يكون جاهزا لتحمل المسؤولية الميدانية" .

اذن ....يتبين لنا أهم جوانب المشهد العراقي هنا، وهو حجم القلق الاستراتيجي الإسرائيلي من تعاظم المقاومة العراقية واحتمالية هزيمة الأميركان واندحارهم الأمر الذي سيكون له تداعيات استراتيجية خطيرة على "إسرائيل" والمنطقة من وجهة نظرهم..

ونقول من جهة اخرى في الخلاصة المكثفة هنا : إذا كانت الحروب الأميركية في العراق والمنطقة في خدمة "إسرائيل"..

وإذا كانت الحروب الإسرائيلية في العراق قد انتشرت واتسع نطاقها لتشمل كافة مجالات الحياة العراقية..

وإذا كانت حرب "الموساد" الاستخباراتية خطيرة وشرسة وتستهدف الإجهاز على النخب والكفاءات والعلماء.. وتنظيف العراق من مقومات الثقافة والحضارة والعلم والتكنولوجيا..

وإذا كان الموساد أيضاً يستهدف النيل من الاقتصاد العراقي وإضعافه وتفكيكه والسيطرة عليه..

وإذا كانت الحروب الإسرائيلية في العراق غدت واضحة صريحة واسعة تشهد المزيد من التغلغل والانتشار يوماً عن يوم، فإن جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات الكبيرة والمتفجرة تطرح نفسها بقوة هائلة على الأجندات العربية... والمسؤولية العربية القومية والتاريخية ازاء هذه الحرب الابادية الاجرامية ضد عراق الحضارة والتاريخ والفكر والفلسفة والعلم والتكنولوجيا والقمة وتوازن القوى ....؟!!

salah71
15-04-2007, 12:07 AM
جحيم المقاومة العراقية يخنق أمريكا ويبعث القلق في إسرائيل


جحيم المقاومة العراقية خنق أمريكا وعما قريب سيتحقق وعد الآخرة

بفضل الله وكرمه (وبالتأكيد هو ليس مجرد بعث للقلق!!!!!)

ali2004
18-04-2007, 08:36 PM
إقتباس" جحيم المقاومة العراقية خنق أمريكا وعما قريب سيتحقق وعد الآخرة

بفضل الله وكرمه (وبالتأكيد هو ليس مجرد بعث للقلق!!!!!)"

صدقت ورب المنصور