المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نوري المرادي في حوار ل الخبر الجزائرية



soualilia
02-04-2007, 06:35 PM
الدكتور نوري المرادي الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي العراقي لـ''الخبر الجزائرية ''
ص.حفيظ
أغلب عناصر المقاومة من كوادر الجيش
المقاومة العراقية تتحكم بشروط الميدان وتفرض خططها / قتلى الأمريكان المعلن عنهم رسميا لا يمثلون واحدا بالمائة من العدد الصحيح


كيف ترون حقيقة وضع العراق بعد أربع سنوات من الاحتلال؟
إن البنية التحتية في العراق هبطت إلى ما دون الصفر، واستشرى الفساد، ونزل ما لا يقل عن 70 % إلى دون مستوى خط الفقر، وارتفعت بالمقابل البطالة إلى أعلى مستويات لها في تاريخ العراق• وأذكر أن أعلى مستوى للبطالة كان عام 1966، حيث بلغت 50% من اليد العاملة، بينما خلال الحرب العراقية الإيرانية، هبطت البطالة عن هذا الحد بكثير• أما خلال فترة الحصار ما بعد العدوان الثلاثيني، فلم تزد عن 30%• والآن تدّعي حكومة الخونة أن البطالة تصل إلى 50%، ولكن دون أن تذكر كيفية جمع عيّنات هذا الإحصاء ولا منطقته• أما الفساد، فأمريكا تعترف بأن مستواه أعلى في العراق عن بقية العالم•• فلم يبق شيء لم ينهب! وقد اعترفوا أن 14 مليار دولار فقدت• والمصطلح ''فقدت'' لا يدل عندهم على ما يدل عليه عند العالم، فهم في هذا يبحثون عمن سرق هذه الـ 14 مليارا ولم يعطهم حصتهم منها! ثم تأتي الطائفية التي شملت كل شيء حتى في تعيين الكناسين•
وقد قلت: يشهد الله يا صدام حسين، أنك دكتاتور وقاس ولكن ليس بما فيه الكفاية، وإلا لما بقي هؤلاء الحثالة يتاجرون بمصير العراق•
هل المقاومة العراقية لا تزال تتحكم في مجريات الأحداث؟
المقاومة كانت ولازالت تتحكم في شروط الميدان وتفرض تكتيكها على واقع العمليات• والمقاومة منذ الشهر الثاني للاحتلال أعلنت برنامجها الذي ألخصه في أهدافها المشروعة وهي: ضرب كل منتسبي العدو المحتل وجنوده وآلياته وكل أجنبي جاء معه ـ وضرب كل عراقي جاء مع المحتل وعمل معه أيا كان موقعه وزيرا أم فرّاشا في مؤسسة ـ وضرب كل رؤوس الأحزاب العميلة ومؤسساتهم ـ منع تصدير النفط ـ منع العدو من استعمال أي من آلات الدولة لصالحه ـ ضرب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الاعتراف بحكومة الخونة العملاء، بما فيها البعثات الدبلوماسية• وقد أقسمت المقاومة أن تخرج الأمريكان على النعوش أو يحملون نعوشهم• ولا مصير لهم غير هذا المصير• أما دعايات الاقتتال البيني أو ما يقوم به مجلس عشائر الأنبار، فترّهات لا ولن تعصم جنود الاحتلال من السلخ ولن تعصم الخونة من المصير المحتوم• وكم من مرة ادّعوا أن أحد الفصائل ألقى السلاح ووافق على المشاركة في العملية السياسية•• وكم من مرة قالوا ألقينا القبض على قائد هذا الفصيل أو مساعده، بينما النتيجة أن المنطقة الخضراء والسفارة الأمريكية الأقوى حماية حتى من البنتاغون ذاته، صارت مرمى يتدرب عليه المقاتلون بالهاون أو الصواريخ• وكل سلاح مشروع للمقاومة، فالعين بالعين والسن بالسن، وكل رجل منا بعشرين منهم والبادي أظلم•
كما أود الإشارة هنا إلى أن القتلى الأمريكيين المعلن عنهم رسميا لا يمثلون واحدا بالمائة من العدد الصحيح• ولنكون على بينة، فأتحدى الأمريكيين أن يعلنوا تأسيس جمعية للعوائل الأمريكية التي استلمت خبرا رسميا عن مقتل ابنها في العراق، عندها سيظهر العدد الحقيقي•
فسرعة قيام المقاومة العراقية قياسية بالنسبة لمقاومات العالم؛ ففي يوم 9 أفريل 2003 حدثت أول عمليتين استشهاديتين نفذتهما فتاة وخطيبها وذهبتا بما لا يقل عن 45 عسكريا أمريكيا• ثم يوم 11 أفريل نفذت العملية الثالثة وذهبت بحياة 11 عسكريا أمريكيا• والمقاومة العراقية تنبهت إلى واقع المحيط، وأدركت أنها ستكون محاصرة من جميع الجهات، لذا اعتمدت على نفسها بالتمويل• ونتيجة الحصار، كان معلوما لديها أن العدو الأمريكي يفوقها في التقنية والمعدات، لذا تعمّدت قلب المعادلة بجره إلى نزالات فردية معتمدة على بسالة مقاتليها، ثم استخدمت التقنية البدائية، والتي لا تدركها الحواسيب• فقد اخترع الأمريكان آلة تكشف الألغام عن بعد وتدمرها، كلفتهم مليارات الدولارات، وهي على شكل عربة تربط إلى سيارة همر أو مصفحة، فاتبع المقاومون التفجير بالهاتف النقال• ثم لما حفظوا شكل هذه الآلة، ترصدوها وصاروا يستهدفوها دون غيرها، وضربوا العديد منها، فانتهى مفعولها العملياتي• ولطائرات الهليكوبتر اعتمدوا تقنية بدائية جدا لإسقاطها، وهي تشبه المقذاف الذي استعمله سيدنا داود كما تدعي التوراة ضد عملوق الفلسطيني• ثم يأتي السلاح الأخطر، وهو سلاح الاستشهاديات الذي لا حاسوب يرصده ولا قوة تردعه•
ولو كان من سلاح ضد هذه المقاومة لنفعت العمليات الإجرامية التي نفذها الأمريكيون أو عملاؤهم بالمواطنين، كعملية جسر الأئمة وتفجير مرقد سامراء وغيرها لتشويه صورة المقاومة، أو هكذا يتمنون• لقد قامت الحرب، واستوعب الشعب العراقي الصدمة، فليس لموعد نهايتها من أهمية• فقد كان لأمريكا عشية غزوها العراق احتياط نقدي يقدر بـ 8 تريليونات دولار، لكنها حتى ديسمبر الماضي وقعت في عجز مالي مقداره 500 مليار دولار، واستقرضت محليا وبفائدة تكلفها مليار دولار شهريا•
هل كان لإعدام الرئيس الراحل صدام حسين تبعات؟
لا، إذا ما أخذنا بالدلالات• فهو لم يحبط روح المقاومة ولم ينفع المحتلين أو غلمانهم؛ لأسباب أولها: أن الشهيد صدام احتاط لمثل الذي جرى، لذا لم يربط بشخصه أية قيادة ميدانية• وقد قام في الأيام الأولى بدور إرشادي، لكن ليس إشرافا وتخطيطا مباشرا• والعامل الثاني: أن الشهيد ومنذ العدوان الثلاثيني سنة 1990، عمّم ثقافة المقاومة ووزع السلاح وخفّف من الجوانب العقائدية داخل حزب البعث، مما قد يكون افترضه معوّقا خلال حرب التحرير المحتومة• فمعلوم للجميع أن شروط الانتساب لجيش القدس كانت أخف بكثير من شروط الانتساب للجيش الشعبي العقائدي• أي أنه وسّع قاعدة المقاومة• كما كوّن كتائب سرية ومنظمات تعمل آنيا ساعة الشدة• العامل الثالث والذي لا يقل أهمية: أن الجزء الأغلب من المقاومة لا يتبع حزب البعث وإن كان سابقا منتميا إليه، ولم يتبع الشهيد وإن كان يعتبره رمزا للمقاومة• وهذه تحسب للشهيد أن يكون رمزا حتى وهو في الأسر• وأغلب عناصر المقاومة من كوادر الجيش العراقي السابق• والعامل الرابع: أن المقاومة تحولت إلى الوعي الشعبي، لذا انتشرت في المجتمع فتكونت على أساسها آلاف المجاميع الصغيرة المقاومة، كلٌ يعمل على انفراد• بل إن الشهيد صدام، وفي توجيه له إلى قيادات سرية قال بالحرف: ''لو سمعتموني أوجه نداء لكم وأنا في الأسر، فاعتبروني خنت! لا تقبلوا بأي شيء غير المقاومة المسلحة، مهما جرى لي شخصيا''• والعامل الأخير: فالشهيد صدام قائد لا تنتهي معه الحرب إن استشهد أو كبر سنا•
لكن تغييرا ما حصل والحق يقال بعد استشهاد صدام وبسببه، وهو الحقد العارم الذي ملأ الصدور والذي لن ينحل حتى يجتث آخر صفوي وعميل من أحزاب الذين تراقصوا على جثته يوم عيد المسلمين•
ماذا عن الخطة الأمنية الجديدة؟
لو تفكّرنا في المشهد الذي رأيناه، عندما أصاب بون كي مون الهلع يوم قصفه المقاومون أمام الفضائيات، لانتبهنا أن الضربة المباركة تحتاج لرصد مكان اجتماعه، بينما حكومة العملاء لم تعلن قدومه أصلا، وتحتاج لسرعة الرد، حيث أعلن وجوده خلال المؤتمر الصحفي فقط، وحددت المقاومة المكان ونصبت الهاون ومن منطقة قريبة لتضمن التصويب، وأطلقت ثم اختفت• ولا بد أن الأمريكيين قبل المؤتمر قاموا بتشديد الرصد والحماية وغلق منافذ بغداد الرئيسية• ولا أذيع سرا من أن الخطة الأمنية، أو التي سبقتها، قرأتها المقاومة قبل أن يقرأها كيسي ومالكي•• إن مخابرات المقاومة من القوة بحيث تقرأ ما تحت يد الجنرال كيسي من أشد الملفات سرية• أنَسينا ما للجيش العراقي الباسل من قوة رصد ومخابرات؟! فهؤلاء من يعمل ويقود المقاومة•
لقد اعتقل العملاء بعض الفتية، ولكن ليس في ميدان قتال، ليدعون أنهم من المقاومة• فإنما يأتون ويعتقلون في الشارع العام، ثم يدّعون ما يدعون! فالواقع على الأرض يقول: إن أكبر العملاء عنجهية، وإن أكبر القادة الأمريكيين حماية، لا يجرؤون على الخروج من مخابئهم تحت الأرض!
لماذا لم تبرز واجهة سياسية للمقاومة بوضوح؟ وهل تعدد الفصائل نقطة ضعف لدى المقاومة العراقية؟
القاعدة في حروب التحرير، والجزائريون خير من يعرف، هي أن تقتل جنود المحتل وتضرب آلياته وتقطع إمداده وتعطّل آلة خدمته وتضرب عملاءه وتجرّه إلى معارك لا قِبل له بها حتى تفنيه أو يهرب• وهذا هو الحاصل في حرب تحرير العراق، ولا أهمية لمن يقود المعركة أو أي توجّه تعمل به• من جانب آخر، فكل التيارات الرئيسية في المقاومة أعلنت المتحدثين باسمها، ومعروف توجهها وبلا مواربة• والجانب الثالث أن الأمريكيين أو حكومة غلمانهم ليست عاجزة أن توصل رأيها إلى المقاومة• يكفي زلماي أو خليفته أن يقول أفكاره بصوت عال لتكون قد سمعتها المقاومة• ويكفي أن تترك ورقة على مكتب كيسي لتكون المقاومة قد استنسختها• وإن قالوا إن في هذا مبالغة، فليكتبوا آرائهم بالصحافة، لتقرأها المقاومة•• والجانب الرابع: فالأمريكيون وغلمانهم أصرّوا لأكثر من مرة أن الشهيد صدام هو قائد المقاومة، ثم عادوا وأصروا لأوروبا والعالم أنهم متأكدون من قيادة الشهيد الزرقاوي للمقاومة، فما الذي نفعهم هذا••؟
إن المقاومة العراقية تشتمل على كل أطياف الشعب العراقي، وأشهر فصائلها وأقواها أربعة هي: شورى المجاهدين وكتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي، وجيش المجاهدين• ثم تأتي الفصائل الأخرى•• ولست من مؤيدي دمجها في جيش واحد بقيادة واحدة، لضرورات أمنية• فلو أمكن اختراق فصيل واحد سيكون أقل خطرا مما لو توحدت وحدث اختراق•• علما بأن المفعول الأشد للمقاومة هو في المنظمات الصغيرة التي تناهز الستة آلاف.

ali2004
04-04-2007, 07:57 PM
اللهم نصرك القريب الذى وعدته عبدك المنصور مهندس المقاومة وقائدها الميدانى