المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الأشهر القادمة ) آخر إبداعات بوش في تبرير هزيمة استراتيجيته الأخيرة في العراق



هند
23-03-2007, 11:21 PM
الكادر


( الأشهر القادمة )آخر إبداعات بوش في تبرير هزيمة ستراتيجيته الأخيرة في العراق ( فرض القانون ) ..



طلال الصالحي



الخطة ، أو الاستراتيجية الأمنية التي وعد بها الرئيس الأميركي الأرعن بوش ، كان مقدّراً لها سلفاً أن تلتحق بأخواتها ( آل استراتيج ! ) اللاتي سبقنها إلى القبر ، وحتى من دون أن يفكّر المرء أو يتعب نفسه في إيجاد التخريجات الحسابية أوالتصوّرات ، فهو يعرف مقدّماً أن هذه الاستراتيجية مصيرها القبر..

وفعلاً .. فقد قبر هذه الستراتيجية الأمنية الرجال الرجال من صناديد شارع حيفا العظماء ، فأكمل عليها حملة ( الستريلاّ ) بعدما أجهزوا على ( 17 ) طائرة سمتيّة من خيرة عناوين الطائرات ذات الأجنحة المتحرّكة وخلال أقل من ثلاثة أسابيع لاأكثر ! وسط ذهول قادة العالم ، أميركان وغيرهم ، حين كسر هذا العدد من الطائرات التي أسقطتها سواعد رجال جيش العراق الجهادي ، جميع الأرقام السابقة في حروب العالم ( الأميركية ) لنفس الفترة الزمنية ، ثم ليجهز عليها نهائياً رجال جيش تحرير العراق بالضربات الصاعقة على تجمعات ونقاط تفتيش وأرتال الجيش الأميركي ومرتزقته العراقيون ( شرطة وجيش ) وليبيدوهم عن آخرهم وأمام أنظار العالم ...

كثيرة هي التوقعات التي أطلقها المتابعون للشأن العراقي ( وما أكثرهم ) عن النتائج المتوقعة بعد الفشل الذريع لهذه الستراتيجية مقدماً ، وتأثيراتها السلبية .. بل والكارثية على الصعيد الأميركي القيادي خاصة والعسكري بشكل عام والشعبي الأميركي عموماً ، بل ومنطقتنا بشكل شامل ، وما ستحتدم تحت ظلال الهزيمة الأميركية في ( فرض القانون ) صراعات كامنة قد تندلع تحت ذرائع غير متوقعة بالمرّة ، قد تتجاوز نواياها الطائفية والإثنية لتعبر حدّتها إلى ما هو أبعد بكثير .. إذ ربما ستنشب حروب شاملة بين دول مناطقية ، كانت نيرانها تتسربل بين ركام وقودها منذ ما قبل الحربين العالميتين الأخيرتين ! والأكراد سيكونون فيها ( ما بين الشاطر والمشطور ! ) لامحالة .. وبوش يعرف جيداً ( أو أخبروه بذلك ) عن عواقب مثل هذا الفشل في ستراتيجيته .. ويعرف جيداً أي ( مستقبل ) هو مقدم عليه وينتظره بعد هذا الفشل الستراتيجي الذريع الذي تحقق فعلاً سياسياً وأخلاقياً ، لذا فهو يناور الآن بتأجيل إعلانه هزيمة هذه الستراتيجية التي سبق وأن وعد الشعب الأميركي بنجاحها ، حين صوّرها لهم وكأنها النصر المؤجل الذي سيتحقق والذي طال انتظاره ! ، .. لذا ، أخذ ( بعد مقدّمات ) يمارس عملياً نفس طريقة وأسلوب ( المثـّال ) الذي يحاول أن يشكـّل الكتلة الطينية التي بين يديه ويتلاعب بها أمام أنظار المراقبين ، في كل مرة يوحي لهم بأنه وصل أخيراً إلى لب الموضوع دون أن يحدد ملامحه ! ، فها هو بوش يشكـّل ستراتيجيته الميتة بين يديه ( من دون ان يحدد ملامحها ) في كل مرّة يطل فيها على العالم ليعلن آخر أخبار خطته ( وكأنه يقول إنني لم أنس الخطة بعد ! .. فلا زلت أتذكرها ! ) ثم ليضع اللمسات ( الأميبية ) عليها ليضيّعها بين أنياب الزمن المفتوح على آخره ، وليودعها ( في خطابه أمس ) في مدّة ( الأشهر ! ) الغير معلومة العدد ! ، في محاولة مفضوحة منه للتملص والهروب من استحقاقات الفشل عبر المكابرة المسندة بشكل واضح من قبل ( دولة العالم السريّة ) التي بدت هي الأخرى وكأنها تترنح عبر لسان ( مذيعهم ) والناطق الرسمي بنواياهم ؛ بوش الأرعن ! ..