bufaris
06-03-2007, 10:32 PM
شبكة البصرة
نظرا للتطور السريع للأحداث داخل العراق، وحصول الكثير من التشعب والتداخل ما يفضي إلى ضبابية غير مسبوقة، وعدم وضوح في الرؤية فقد باتت هناك حاجة ماسة لمعرفة رؤية المقاومة العراقية، والكيفية التي تفكر بها قياداتها وكيف تتحرك وما هي الأهداف النهائية التي تبغي الوصول إليها، وهنا نطرح أسئلة دقيقة وحساسة وعبر طرق ملتوية ووسائل اتصال معقدة، لم نعرف بالدقة من هو الذي يتحدث إلينا، لكن الذي نثق به أنه أحد القادة البارزين في المقاومة العراقية، وأجاب على أسئلتنا بوصفه مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين، وفهمنا انه اختصاصي في الصيدلة، لكنه وجد نفسه في قلب المقاومة العراقية.
هذا القائد في المقاومة العراقية يقدم رؤية المقاومة السياسية لما يجري ويكشف تفاصيل المخطط الذي استهدف المقاومة وكيف دخل مقتدى الصدر على خط تنفيذ هذا المخطط.
يقول مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين عن الرؤية والأهداف التي تقود المقاومة ضد المحتلين : «هذه رؤية سياسية عامة فيها تشخيص للواقع وتطوراته وتحاول ايجاد مقاربة موضوعيه لما يحصل في العراق، وهي تلخص رؤية المقاومة للاحتلال الأمريكي، ولا تتجاهل أي رأي أو موقف للقوى الوطنية العراقية، سواء الذين يقفون في المقدمة ومن حملة السلاح، أو الذين يتصدرون الحشود من المقاومين والرافضين للاحتلال، وحتى الذين لا يترددون برمي المحتل وأعوانه بنظرة ازدراء واحتقار، هؤلاء جميعا من المقاومين العراقيين الذين يحملون شرف المساهمة والمشاركة الفاعلة في المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي لبلدهم.
* كيف تفهم المقاومة العراقية ما يحصل الآن، خاصة بعد انتخابات 2005 والتي اشتركت فيها جميع الأطراف بما فيها تلك التي تمثل من تنتمي اليهم المقاومة التي توصف بالسنية في العراق؟
ـ سأختصر في بعض النقاط، وأحاول شرح الحقائق في جوانب أخرى خاصة ما أجد انه ضروري وحساس، ويرتبط بالتطورات اليومية في الشارع العراقي، وأول المسائل ان المقاومة ليست سنية كما تفضلتم بسؤالكم، وهذه التسمية أو العنوان، جزء من برنامج تقسيم شجاعة ووطنية واخلاص العراقيين وايمانهم الثابت، وحرصهم الجماعي على ردع الطامعين وقتل المحتلين، لهذا نقول إن المقاومة العراقية تشمل جميع الأطياف والأعمار والمهن والشخصيات، وستكشف وثائق المقاومة الحقائق التي تذهل الجميع وتؤكد ان الأكراد والتركمان والعرب والأطياف الأخرى، مشاركة بفاعلية لا مثيل لها في هذه المقاومة الباسلة، علما أن الثقل الأكبر كان من نصيب مناطق الوسط وغرب العراق، ولهذا ما يسوغه حيث يوجد ثقل القوات الأمريكية الأكبر في هذه المناطق وان الذين يحاولون تكريس مقاومة لجهة أو فئة أو رقعة جغرافية أو طائفية ما، انما يسعون إلى اهانة ماضي وحاضر ومستقبل العراقيين، ونحن نؤكد للجميع، عبر هذا المنبر الاعلامي، إن المقاومة عراقية صميمة وتضم جميع الأطياف والأعراق، وهذا أساس وجوه سر نجاحها وتطورها والحاقها الهزائم المنكرة بقوات الاحتلال الأمريكي.
الآن أعود إلى جوهر سؤالكم حول نتائج الانتخابات التي جرت في 15ـ12ـ2005 والتي يقول الكثيرون ان الجميع قد اشترك بها، وهنا لا بد من توضيح الحقائق كما هي ومن ثم رصد ما حصل للوصول إلى فهم دقيق لما يجري الآن، وأقول ان رؤية المقاومة العراقية استندت منذ البداية الى قناعة تامة وصارمة تقول، ان لا علاج في العراق إلا بطرد المحتل الأمريكي، ولهذا فإن جيش الراشدين، توجه في وقت مبكر جدا الى مقاومة المحتل، ونفذو مقاتلوه الأبطال أول هجوم على دبابات الاحتلال في 17 صفر 1424 هـ الموافق 18 ـ 4 ـ 2003 أي بعد أسبوع من احتلال بغداد وحصل هذا الهجوم البطولي في نفق الشرطة بجانب الكرخ من العاصمة العراقية بعد صلاة الجمعة من ذلك اليوم وحصل اشتباك وقدمنا والحمد لله عددا من الشهداء في ذلك اليوم المبارك.
ومنذ ذلك الحين وهيئة أركان جيش الراشدين وبالتشاور مع الفصائل المقاومة الاخرى، تؤمن بأن السبيل الوحيد لخروج الاحتلال هو طرده بقوة السلاح وبايمان واصرار المقاومين الأفذاذو ولم نتوقف عن قراءة التطورات والوقائع في العراق ورصدنا ما حصل، وتأكد لنا أن نهجنا هو الصحيح والسليم منذ أن تم تشكيل مجلس الحكم الأمريكي في عهد بول بريمر في أفريل عام 2003 فما إن خرج بحلته الطائفية والعرقية، حتى ازداد ايماننا بأن هؤلاء يبغون تدمير وتمزيق وتفتيت العراق، وتوالت بعد ذلك الأحداث، ومن خلال رصدنا ومتابعتنا وتحليلنا للوقائع اليومية تأكد لنا وبما لا يقبل الشك إن المتغير الأهم والأخطر بالنسبة للأمريكيين كان فشلهم في اقتحام الفلوجة مطلع أفريل عام 2004 ومعروفة للجميع تفاصيل تلك المعارك البطولية التي خاضتها فصائل المقاومة ضد الغزاة الأمريكيين والقوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين اتجه برنامج الادارة الأمريكية صوب هدف واحد، وهو توظيف جميع الامكانيات للقضاء على المقاومة في العراق بجميع فصائلها، ولهذا استقدموا السفير نغروبونتي الخبير في اثارة الفتن، ليحل محل الخبير في مكافحة ما يسموه بالارهاب السفير السيء الصيت بول بريمر، الذي اضطر للهروب قبل موعده خلسة خوفا من هجمات المقاومة العراقية الباسلة.
* وهنا يوضح مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين من المقاومة العراقية رؤية الفصائل للعملية السياسية بعد أن وضعنا أمامه سؤالا حول هذه الفصائل وكيفية توحيد الرؤى حول مشروع واحد لفصائل متعددة في المقاومة.
ـ فيقول : ان قناعتنا ومن خلال المتابعة والرصد الدقيقين توصلت الى أن الأمريكيين يعملون باتجاهين لتحقيق هدفهم الرامي الى القضاء على المقاومة العراقية الاتجاه الأول من خلال العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال، والأجهزة الأمنية الحكومية التي تعمل لصالح الاحتلال، والاتجاه الثاني يتمثل في انتاج عملية سياسية على أمل استيعاب أكبر عدد ممكن من الداعمين والمساندين ومن البيئة الحاضنة للمقاومة العراقية ولا نريد الاطالة بذلك فقد فشلت الانتخابات الأولى التي جرت في 30ـ1ـ2005 والتي جاءت بحكومة الجعفري، اذ لم تتمكن من تحقيق هدف الاحتلال في القضاء على المقاومة، بل انها ازدادت وتطورت، وهذا ما أثار دهشة الامريكيين وحنقهم في الوقت ذاته، لانهم ارادوا استخدام الصبغة الطائفية للاجهزة الامنية لتحقيق ذلك الهدف، ويعلم الجميع كيف كانت تخرج عشرات الحافلات ليلا أثناء وقت حظر التجول، لتقتحم الاحياء التي يعتقدون أنها من المناطق الحاضنة للمقاومة، ويعتقلون العشرات يوميا ويتعرض هؤلاء لابشع أنواع التعذيب بما في ذلك ثقب الرؤوس بالمثاقب الكهربائية وغير ذلك. لكن المقاومة تواصلت وازدادت.
* ولكن مالذي حققه الامريكيون من ذلك اذا حصل هذا الارتفاع في حجم المقاومة كما تقولون؟
ـ لقد حققوا نجاحا لابد من الاعتراف به، فقد اقنعوا الذين لم يدخلوا بالانتخابات الاولى، ومن خلال ادواتهم العاملة في مناطق معينة للمشاركة في الانتخابات اللاحقة، وكان للحزب الاسلامي الدور الاكبر في هذا التثقيف (الطائفي المريض) اضافة الى أشخاص ومجاميع اخرى، من بينها قيادات معروفة في الوقف السني، الذي أسسه المحتل الامريكي وقبله البعض الى جانب الوقف الشيعي، ضمن مشروع التقسيم الطائفي للعراق. لكن هذا النجاح ظل محدودا وفي زاوية الذهاب الى صناديق الانتخابات.
* وما هو السيء في ذلك؟
ـ إن الأسوأ، هو ما طرحه الأمريكيون من مشاريع على جميع الكتل السياسية، وهنا نقصد قياداتها فقط، وربما بعض المقربين، اما الغالبية فقد ساروا خلف زعامات وهمية، وتنقص هؤلاء المعرفة والرؤية السياسية التي تستند الى مسألة الفعل ورد الفعل. أما المشاريع فقد تمحورت حول نقطة واحدة، تتمثل في الآلية التي تتبعها هذه الأحزاب والكتل السياسية وهدفها الرئيسي هو القضاء على المقاومة العراقية، واتفق الجميع على ذلك، فهناك من قال ان المناطق الساخنة ستهدأ لانها حصلت على تمثيل في البرلمان، اضافة الى المساهمة والمشاركة في المناصب والوظائف على أوسع نطاق، وتعهد الجميع باستخدام كل الوسائل للقضاء على المقاومة، والبعض قدم مشروعا هو الأخطر في تاريخ العراق.
* ما هو هذا المشروع الأخطر؟
ـ هذا المشروع قدمته قائمة الائتلاف وباركته الاحزاب الكردية وساهم في نقاشاته قيادة التوافق والحوار والجبهة العراقية، وفحواه يتمثل في الحقائق التالية:
1 ـ تردد في بداية العام الحالي حديث واسع عن حوار ايراني ـ أمريكي حول العراق، ولم يتمكن أحد من معرفة ماهية وابعاد هذا الحوار.
2 ـ ان الحوار الذي سبق اعلان نتائج الانتخابات التي جرت في (2005/12/15)، تمحور حول اتفاق الادارة الامريكية مع الكتل السياسية وبمساعدة ايرانية للقضاء على المقاومة العراقية بصورة نهائية وهنا دخل التيار الصدري بقوة في هذا المشروع.
3 ـ أعلن المدعو بيان جبر صولاغ وزير الداخلية في حكومة ابراهيم الجعفري عبر وسائل الاعلام والفضائيات ان لدى الاجهزة الامنية الحكومية قوائم تضم ستة عشر ألف عراقي من الذين اسماهم بالنص بـ(التكفيريين والصداميين والبعثيين)، وقال ان لدينا خطة مع القوات الامريكية للقضاء على هؤلاء جميعا، وأكد ان القوائم تضم الاسماء والصور والعناوين وارقام الهواتف، وهؤلاء من الذين يتواجدون في مدينة بغداد لوحدها.
4ـ هنا دخلت الأطراف الرئيسية في هذه العملية ومتمثلة بالدور الإيراني (تقديم المعلومات عن جميع الضباط والأجهزة الأمنية العراقية وكوادر حزب البعث وجميع الذين يناهضون الاحتلال من سنّة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان ومسيحيين وغيرهم، والتي تحتفظ بها الأجهزة الأمنية الإيرانية (اطلاعات) والحرس الثوري منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988) وتقوم كوادرها بالتدريب اللازم، ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بتقديم المعلومات والتدريب ووضع فرق الاغتيالات الخاصة بها لتنفيذ الواجبات المطلوبة، أما الدور الأخطر فقد أوكل إلى مقتدى الصدر، الذي تعهد بالقضاء على جميع هذه الأسماء (علما أنها تضم شيعة وسنّة) وقتلهم من خلال مجاميعه التي حصلت على تدريبات داخل العراق بإشراف مباشر من اطلاعات والحرس الثوري، أما دور المخابرات الأمريكية فقد تمثل بتقديم الدعم والإسناد والمتابعة والإشراف.
* ألا تعتقد أن هذه أنباء قد تكون نظرية ولا تستند إلى واقع ملموس؟
هذا سؤال حيوي ليس لدينا المساحة لذكر كل شيء كما أن اختراقات المقاومة لهؤلاء كانت في الصميم وليس من مصلحتنا الكشف عن المعلومات، لكن أقول لكم وصدقوا ما أقول وليصدق جميع العراقيين والعرب والمسلمين والعالم، لقد تم رسم السيناريو على الشكل الآتي، وحصل هذا قبل التثبت من اسم رئيس الوزراء، إذ كان الصراع يحتدم بين الجعفري وسواه، فبعد أن قدمت جميع الأطراف خططها وولائها لما تريده إدارة الاحتلال تم الاتصال من قبل ضباط المخابرات الأمريكيين بالمرشحين لمنصبي وزير الداخلية والدفاع، واجتمع هؤلاء مع المرشحين لساعات طويلة في عاصمة عربية وفي بغداد، وطلب بعض الوزراء موافقة المقاومة العراقية لشغل المنصب، وهذا سر قد يعلن للمرة الأولى، ولكن لكل مسألة حساباتها وأولوياتها وعلمنا بتفاصيل مادار في تلك اللقاءات والاجتماعات التي انصبت على ضرورة تقديم خطة أمنية وعسكرية واجتماعية متكاملة للقضاء على المقاومة العراقية، وهناك من رفض وانسحب ويسجل التاريخ له ولعائلته شرف الموقف أما الذين تسلموا المناصب، فقد قبلوا صاغرين بكل ذل هم ومن معهم بما طلبه المحتل الأمريكي لتوظيف وتجنيد فرق وألوية وزارة الدفاع (التابعة لجبهة التوافق) وقوات وزارة الداخلية (التابعة للائتلاف الموحد)، لاقتحام المناطق الحاضنة للمقاومة والقضاء عليها.
* إذن ما هو دور التيار الصدري في هذا الأمر، الذي أشرتم إليه مع اتهامات كثيرة؟
لقد تبين أن الصدريين (جماعة مقتدى) قد دخلوا طرفا رئيسيا وفاعلا في البرنامج الأمريكي الهادف إلى القضاء على المقاومة العراقية وتوزعت المهام منذ مطلع عام 2006 على الوجه الآتي، استنادا إلى الحوار الإيراني الأمريكي الذي كثر الحديث عنه حينذاك إذ تقدم إيران جميع المعلومات المتوفرة لديها عن الشخصيات والأفراد العراقيين وتتعهد بالتدريب بمساندة ومساعدة من عناصر فيلق بدر التابع لمجلس عبد عزيز الحكيم وساهم في تقديم المعلومات جميع الذين دخلوا في العملية السياسية، وبدأ السيناريو الذي تمت صياغته بدقة بتفجير قبتي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) في مدينة سامراءفي 22ـ02ـ2006 وقد تم تنفيذ هذا التفجير كل من قوات الاحتلال الأمريكي التي طوقت المكان منذ الساعة السادسة والنصف مساء وشاهد أبناء مدينة سامراء من الساكنين في ذلك الحي مجاميع من الأجهزة الأمنية العراقية يدخلون إلى المرقدين وتم منع الحركة تماما في المنطقة، وانسحبت القوات الأمريكية ومعها المجاميع ذات الملامح العراقية في الساعة السادسة والنصف صباحا وبعد ربع ساعة بالضبط، حصل الانفجار وبعد ساعات خرج جماعة مقتدى من مدينة الثورة بالمئات وأحرقوا بيوت العبادة (المساجد) وقتلوا خطباء الجوامع والمصلين ومارسوا معهم أبشع أنواع التعذيب واختطفوا العشرات من أئمة المساجد ووجدت جثثهم في اليوم التالي وقد ثقبت رؤوسهم وأحرقت أجسادهم وواصلت عصابات مقتدى أفعالها الإجرامية تلك في القتل والاختطاف وحرق المساجد.
* لكن ما دليلكم على اشتراك جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي البارز والذي استقبله القادة العرب في أكثر من بلد على مثل هذه الأعمال الفظيعة والإجرامية؟
لم يصدق الكثيرون بل وأقول لك حتى الكثير من المقاومين أن جماعة مقتدى يمكن أن يظهروا بهذا الحجم من الإجرام والبشاعة لكن سرعان ما أدرك الجميع أن الذين خرجوا ومارسوا جرائمهم البشعة بحق العراقيين هم من جماعة مقتدى لأن هؤلاء جميعا خرجوا من مدينة الثورة (الصدر)، وهذه المدينة مغلقة بالتمام والكمال وواقعة تحت سيطرة ما يسمى بجيش المهدي وهو براء منهم، ولا يمكن أن يحصل حادث أو حديث بداخل «الثورة» دون معرفة جماعة مقتدى إذن كيف يخرج أكثر من ألفي مسلح وبسيارات حديثة من هذه المنطقة ويمارسون هذا الإجرام الخطير ولا يعلم عبد الهادي الدراجي وسلام المالكي وبهاء الأعرجي وسواهم بهذه المجاميع الإجرامية.
إن المسألة لا تحتاج إلى أدلة أو براهين، لقد ارتبط هؤلاء جميعا ببرنامج الاحتلال الأمريكي وبمؤازرة ودعم إيراني مؤكد وواضح هدفه القضاء على جميع الوطنيين في بغداد وتسلم مقتدى قوائم تضم 16 ألف اسم (شخصيات عراقية) تعهد مقتدى بالقضاءعليها وحصلنا على معلومات دقيقة تقول إن الخطة الأمريكية تقضي بمحاولة جر فصائل المقاومة للرد على مدينتي الثورة (الصدر) والشعلة وهما من أكبر المناطق التي تسكنها أغلبية شيعية في بغداد بعد حرق المساجد وقتل العلماء والتمثيل بجثثهم وعند ذاك سيقع عشرات الآلاف من القتلى ومئات الالاف من الجرحى من أهلنا في هذه المناطق، بعد أن خرجت منها عصابات الإجرام التابعة لمقتدى وهنا يتحقق الهدف الأساسي من هذه العملية.
* وهل انتقمت المقاومة من الذي حصل لمساجد أهل السنّة والخطباء والأبرياء الذين تعرضوا للقتل والتعذيب وحرق الأجساد وثقب الرؤوس؟
لقد سارعت قيادات المقاومة إلى تدارس الموضوع في وقت مبكر جدا، وتوصلنا والحمد لله إلى رؤية صائبة ودقيقة رغم أن النفوس كانت محتقنة والأعصاب مشدودة، وأدركنا تماما أن الذي جرى إنما هو الدليل على هزيمة المحتل الأمريكي الذي لجأ إلى توظيف أدوات رخيصة وذليلة لجرجرة فصائل المقاومة إلى حرب طائفية، ولا أخفيك أننا كنا نخشى أن يحصل انفلات من جماعات فردية تقاوم المحتل وتمتلك أسلحة فتاكة وفي الوقت نفسه تعرض أهلهم وذويهم إلى الاختطاف والقتل والتعذيب داخل مدينتي الثورة والشعلة، لكن فصائل المقاومة تحركت بسرعة وعبر قنواتها لتوجيه الجميع وأمرهم بعدم التعرض لأي شخص أو رقعة جغرافية خارج إطار الثوابت الشرعية للمقاومة، والحمد لله تحقق انضباط على أفضل وأحسن وأرقى المستويات إذ يزداد إجرام هذه العصابات وبالمقابل يتماسك المقاومون في عدم الانجرار إلى هذا المنزلق، ولا نخفيكم اننا لم نتصور أن المقاومين والمساندين والمؤازرين والبيئة الحاضنة لهم على هذا المستوى العالي من الوطنية والالتزام وإدراك حجم المؤامرة التي خطط لها المحتل واذنابه في الحكومة وأدواته الإجرامية.
ولم تحصل عملية واحدة من قبل المقاومة العراقية ضد اشخاص أو مناطق جغرافية طائفية أو عرقية، وتمسك الجميع بالثوابت المعروفة في منهج وأساسيات المقاومة العراقية، التي تستهدف المحتل.
* تبدو الصورة ضبابية في هذا الطرح، ما الذي يتحقق لمقتدى الصدر عندما يدفع بمجاميع تصفونها بالاجرامية وهو الذي يعلن موقفا ضد الاحتلال، وتتهمونه بأنه دخل مع الأمريكيين في المشروع الرامي الى القضاء على المقاومة العراقية؟
ـ سأختصر ذلك بالآتي، لقد تسلم المسؤولون عن عمليات الاختطاف والقتل القوائم التي تحدث عنها صولاغ قبل خروجه من الداخلية وتتضمن 16 ألف اسم بهدف القضاء عليهم، وبعد التدريب الدقيق وبإشراف ايراني ومن المخابرات الأمريكية، باشرت عصابات مقتدى أولى نشاطاتها في منطقة الأعظمية، بهدف اجتياحها وقتل أو اعتقال جميع الرجال وفعل ما يستطيعون فعله بالنساء والأطفال، وحصل هذا بعد تفجيرات سامراء، ولكن قيادة المقاومة كانت تعلم بما يحصل ووضعت خططها العسكرية الدقيقة وافشلت تلك الهجمات في شهر مارس 2006، واستمرت المعركة الأولى منذ الساعة الواحدة ليلا حتى التاسعة والنصف صباحا، وهنا لا بد من التأكيد على أن قوات الاحتلال قد هيأت أجهزة وزارتي الدفاع والداخلية لتأمين الغطاء لعصابات مقتدى اثناء اقتحامها المناطق التي توجد فيها اسماء الأشخاص الذين ينتمون الى الـ16 ألف عراقي، على أن تكون القوات الأمريكية على مقربة من المكان،وتتدخل عند الحاجة، وبما لا يثير الريبة، لأن المشروع على درجة عالية من الحساسية والخطورة. أما فائدة مقتدى بصورة شخصية، فقد أوعدوه برئاسة اقليم بغداد، وطالب أن تكون حدود هذا الاقليم من سامراء نزولا، وان يكون اقليم الجنوب من حصة عزيز الحكيم، وهناك تفاصيل لا نودّ الخوض بها.
كماأن عصابات مقتدى وهذامؤكد ويتحدث به الكثيرون في الثورة والشعلة وغيرها، يتقاضون مبلغا قدره عشرة آلاف دولار عن كل شخص يقتل على أيديهم من الأسماء التي وردت في قوائم صولاغ، أما جماعة ما يسمى بإنقاذ الأنبار التي يتزعمها مقتدى آخر اسمه ستار الريشاوي فيتقاضى هؤلا عشرون ألف دولار عن قتل أي شخص من أهلنا الشيعة على طريق بغداد ـ الاردن، أو في مناطق أخرى، بعد أن يوحي أفراد عصاباتهم الذين تم تدريبهم في مقر اللواء الثامن قرب الرمادي بأنهم يمثلون المقاومة، في حين أن فصائل المقاومة تطارد هؤلاء وقتلت منهم المئات، أما قياداتهم فقد تم تدريبهم في قاعدة عين الأسد غرب الرمادي وهناك من ذهبوا الى «اسرائيل»، ونحن نعرف معلومات تفصيلية عن هذه الجماعة الإجرامية التي تعمل بنفس خط مقتدى لإثارة الفتنة الطائفية.
أماالذي حصل من عصابات مقتدى فإنهم لم يتمكنوا من اقتحام مناطق المقاومة رغم غطاء الأجهزة الحكومية وقوات الاحتلال، لهذا لجأوا الى اختظاف الأبرياء، من باعة الخضروات وعمال البناء والمسافرين والكسبة، وحققوا مع هؤلاء واجبروهم على الاعتراف بأسماء أخرى غير اسمائهم وعناوين غير عناوينهم، واعترف هؤلاء تحت التعذيب انهم قاموا بضرب القوات الأمريكية واستهدفوا الاجهزة الأمنية الحكومية وخططوا لكذا وكذا، وبعد ذلك، يذهب جماعة مقتدى بالتسجيلات الى المنسق الحكومي (جماعة المالكي وموفق الربيعي ووفيق السامرائي وجلال الطالباني)، وبالجلوس مع المسؤول الأمريكي، لتسليم التسجيلات، التي تثبت ان مقتدى أوفى بوعده وسار في الطريق الذي رسمه له الأمريكيون للقضاء على المقاومة العراقية. ولكن الواقع يتحدث خلاف ذلك أي أن الأشخاص المختطفين من قبل جماعة مقتدى يذكرون أسماء غير أسماءهم بعد أن يجبروهم على ذلك لتأتي الاعترافات متطابقة مع الأسماء التي وردت في قوائم الـ16 ألف اسم التي تريد قوات الاحتلال القضاء عليهم. وتأكد بعد ذلك للأمريكيين أن مقتدى وإيران وحكومة المالكي فشلوا كما فشلت مخابراتها وأجهزتها في الوصول إلى المقاومة. وان ما نفذته هذه المجاميع قد انقلب ضد الاحتلال اذ ازدادت أعداد الشباب الذين يريدون الانضواء تحت ألوية المقاومة، وازداد اصرار المقاومين على مطاردة الاحتلال وأذنابه النجسة، وبدون استثناء.
* طيب مالذي قدمه الأمريكيون من دعم لمن أراد القضاء على المقاومة كما تصفونها؟
ـ لقد سمعتم بخطة أمن بغداد، باختصار هدف هذه الخطة تقديم جميع التسهيلات لجماعة مقتدى لاقتحام مناطق بعينها، للقضاء على المقاومين، كما أن فرض حظر التجوال الهدف منه الانفراد بتلك المناطق لكن وبعون من الله سبحانه وتعالى أفشلنا جميع خططهم، مع أن التضحيات كبيرة جدا خاصة من الأبرياء الذين تختطفهم تلك العصابات بدعم واسناد مباشر من قبل قوات وزارة الدفاع والداخلية والقوات الأمريكية، وهنا لابد من القول ان لدينا معلومات مؤكدة تقول ان القائمين على تنفيذ هذه المؤامرة ضد العراق تعهدوا لاسيادهم الأمريكيين بتأمين جميع مناطق بغداد في شهر نيسان (أفريل) الماضي، على أن يتجول الأمريكيون والحكوميون بدون حراسات في بغداد، بعد تصفية جميع من يشك أنه ضد الاحتلال وأدواته.
* وكيف تنظرون إلى الأوضاع الآن؟
ـ انهم يتخبطون وقد وصلوا إلى درجة اليأس التام، ونحن ثابتون والحمد لله، الاحتلال والحكومة يضعفون في كل يوم ونحن نزداد قوة ويتوافد الآلاف للانضمام لفصائل المقاومة، ونرى النصر قد أصبح أقرب إلينا من أي وقت مضى، وافشلنا أخطر وأوسع وأبشع المخططات التي أراد أقطابها إثارة الفتنة بين العراقيين، ونقول بأن فصائل المقاومة ترصد أي تحرك ومن أية جهة كانت، وستفشل أي مؤامرة تحاول جر المقاومة وابعادها عن هدفها السامي، ونطمئن أهلنا واخواننا في كل مكان أن النصر لقريب بإذن الله. كما نؤكد بأننا سنفشل جميع المخططات التي تهدف الى إثارة الفتنة بين العراقيين، وسلاحنا في ذلك الوعي العميق لأبناء العراق من أقصى شماله إلى أبعد نقطة في جنوبه العزيز.
* هل من كلمة تودون قولها في آخر اللّقاء؟
ـ نعم ما أريد قوله اننا لا نمارس الفعل العسكري بصورة مجردة، بل ان أي خطة عسكرية تستند إلى رؤية سياسية تعتمد المعايير الدقيقة سواء في توقيت الهجمات أو حجمها، وحتى في نوع الأسلحة التي تستخدم، وان الرؤية السياسية تتكامل لدى فصائل المقاومة، وتتمخض عن كل ذلك نوع وحجم وكم العمليات العسكرية، ونضع في حساباتنا ما نحدثه من رعب لدى قوات العدو الأمريكي ومن معه، اضافة إلى نوعية الخسائر ومكانها وزمانها، وهذا يتحدد من خلال الأراء والأفكار والنقاشات التي يشترك فيها الجهد الاستخباري والعقل العملياتي العسكري وخبراء الحرب النفسية والاعلام، إضافة إلى آراء ووجهات نظر القادة الميدانيين المنتشرين في مختلف أنحاء العراق، ومن خلال كل ذلك يقرر مجلس هيئة الأركان طبيعة العمليات التي يتم تنفيذها بالتوقيتات وفي الأمكنة المقررة، ويتحكم بكل ذلك العقل السياسي الذي يدقق وينظر إلى المسافات البعيدة والقريبة لتقرير ما هو آني وما هو مستقبلي.
عواصم عربية - الشروق
شبكة البصرة
الاحد 15 صفر 1428 / 4 آذار 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
نظرا للتطور السريع للأحداث داخل العراق، وحصول الكثير من التشعب والتداخل ما يفضي إلى ضبابية غير مسبوقة، وعدم وضوح في الرؤية فقد باتت هناك حاجة ماسة لمعرفة رؤية المقاومة العراقية، والكيفية التي تفكر بها قياداتها وكيف تتحرك وما هي الأهداف النهائية التي تبغي الوصول إليها، وهنا نطرح أسئلة دقيقة وحساسة وعبر طرق ملتوية ووسائل اتصال معقدة، لم نعرف بالدقة من هو الذي يتحدث إلينا، لكن الذي نثق به أنه أحد القادة البارزين في المقاومة العراقية، وأجاب على أسئلتنا بوصفه مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين، وفهمنا انه اختصاصي في الصيدلة، لكنه وجد نفسه في قلب المقاومة العراقية.
هذا القائد في المقاومة العراقية يقدم رؤية المقاومة السياسية لما يجري ويكشف تفاصيل المخطط الذي استهدف المقاومة وكيف دخل مقتدى الصدر على خط تنفيذ هذا المخطط.
يقول مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين عن الرؤية والأهداف التي تقود المقاومة ضد المحتلين : «هذه رؤية سياسية عامة فيها تشخيص للواقع وتطوراته وتحاول ايجاد مقاربة موضوعيه لما يحصل في العراق، وهي تلخص رؤية المقاومة للاحتلال الأمريكي، ولا تتجاهل أي رأي أو موقف للقوى الوطنية العراقية، سواء الذين يقفون في المقدمة ومن حملة السلاح، أو الذين يتصدرون الحشود من المقاومين والرافضين للاحتلال، وحتى الذين لا يترددون برمي المحتل وأعوانه بنظرة ازدراء واحتقار، هؤلاء جميعا من المقاومين العراقيين الذين يحملون شرف المساهمة والمشاركة الفاعلة في المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي لبلدهم.
* كيف تفهم المقاومة العراقية ما يحصل الآن، خاصة بعد انتخابات 2005 والتي اشتركت فيها جميع الأطراف بما فيها تلك التي تمثل من تنتمي اليهم المقاومة التي توصف بالسنية في العراق؟
ـ سأختصر في بعض النقاط، وأحاول شرح الحقائق في جوانب أخرى خاصة ما أجد انه ضروري وحساس، ويرتبط بالتطورات اليومية في الشارع العراقي، وأول المسائل ان المقاومة ليست سنية كما تفضلتم بسؤالكم، وهذه التسمية أو العنوان، جزء من برنامج تقسيم شجاعة ووطنية واخلاص العراقيين وايمانهم الثابت، وحرصهم الجماعي على ردع الطامعين وقتل المحتلين، لهذا نقول إن المقاومة العراقية تشمل جميع الأطياف والأعمار والمهن والشخصيات، وستكشف وثائق المقاومة الحقائق التي تذهل الجميع وتؤكد ان الأكراد والتركمان والعرب والأطياف الأخرى، مشاركة بفاعلية لا مثيل لها في هذه المقاومة الباسلة، علما أن الثقل الأكبر كان من نصيب مناطق الوسط وغرب العراق، ولهذا ما يسوغه حيث يوجد ثقل القوات الأمريكية الأكبر في هذه المناطق وان الذين يحاولون تكريس مقاومة لجهة أو فئة أو رقعة جغرافية أو طائفية ما، انما يسعون إلى اهانة ماضي وحاضر ومستقبل العراقيين، ونحن نؤكد للجميع، عبر هذا المنبر الاعلامي، إن المقاومة عراقية صميمة وتضم جميع الأطياف والأعراق، وهذا أساس وجوه سر نجاحها وتطورها والحاقها الهزائم المنكرة بقوات الاحتلال الأمريكي.
الآن أعود إلى جوهر سؤالكم حول نتائج الانتخابات التي جرت في 15ـ12ـ2005 والتي يقول الكثيرون ان الجميع قد اشترك بها، وهنا لا بد من توضيح الحقائق كما هي ومن ثم رصد ما حصل للوصول إلى فهم دقيق لما يجري الآن، وأقول ان رؤية المقاومة العراقية استندت منذ البداية الى قناعة تامة وصارمة تقول، ان لا علاج في العراق إلا بطرد المحتل الأمريكي، ولهذا فإن جيش الراشدين، توجه في وقت مبكر جدا الى مقاومة المحتل، ونفذو مقاتلوه الأبطال أول هجوم على دبابات الاحتلال في 17 صفر 1424 هـ الموافق 18 ـ 4 ـ 2003 أي بعد أسبوع من احتلال بغداد وحصل هذا الهجوم البطولي في نفق الشرطة بجانب الكرخ من العاصمة العراقية بعد صلاة الجمعة من ذلك اليوم وحصل اشتباك وقدمنا والحمد لله عددا من الشهداء في ذلك اليوم المبارك.
ومنذ ذلك الحين وهيئة أركان جيش الراشدين وبالتشاور مع الفصائل المقاومة الاخرى، تؤمن بأن السبيل الوحيد لخروج الاحتلال هو طرده بقوة السلاح وبايمان واصرار المقاومين الأفذاذو ولم نتوقف عن قراءة التطورات والوقائع في العراق ورصدنا ما حصل، وتأكد لنا أن نهجنا هو الصحيح والسليم منذ أن تم تشكيل مجلس الحكم الأمريكي في عهد بول بريمر في أفريل عام 2003 فما إن خرج بحلته الطائفية والعرقية، حتى ازداد ايماننا بأن هؤلاء يبغون تدمير وتمزيق وتفتيت العراق، وتوالت بعد ذلك الأحداث، ومن خلال رصدنا ومتابعتنا وتحليلنا للوقائع اليومية تأكد لنا وبما لا يقبل الشك إن المتغير الأهم والأخطر بالنسبة للأمريكيين كان فشلهم في اقتحام الفلوجة مطلع أفريل عام 2004 ومعروفة للجميع تفاصيل تلك المعارك البطولية التي خاضتها فصائل المقاومة ضد الغزاة الأمريكيين والقوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين اتجه برنامج الادارة الأمريكية صوب هدف واحد، وهو توظيف جميع الامكانيات للقضاء على المقاومة في العراق بجميع فصائلها، ولهذا استقدموا السفير نغروبونتي الخبير في اثارة الفتن، ليحل محل الخبير في مكافحة ما يسموه بالارهاب السفير السيء الصيت بول بريمر، الذي اضطر للهروب قبل موعده خلسة خوفا من هجمات المقاومة العراقية الباسلة.
* وهنا يوضح مسؤول المكتب السياسي في جيش الراشدين من المقاومة العراقية رؤية الفصائل للعملية السياسية بعد أن وضعنا أمامه سؤالا حول هذه الفصائل وكيفية توحيد الرؤى حول مشروع واحد لفصائل متعددة في المقاومة.
ـ فيقول : ان قناعتنا ومن خلال المتابعة والرصد الدقيقين توصلت الى أن الأمريكيين يعملون باتجاهين لتحقيق هدفهم الرامي الى القضاء على المقاومة العراقية الاتجاه الأول من خلال العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال، والأجهزة الأمنية الحكومية التي تعمل لصالح الاحتلال، والاتجاه الثاني يتمثل في انتاج عملية سياسية على أمل استيعاب أكبر عدد ممكن من الداعمين والمساندين ومن البيئة الحاضنة للمقاومة العراقية ولا نريد الاطالة بذلك فقد فشلت الانتخابات الأولى التي جرت في 30ـ1ـ2005 والتي جاءت بحكومة الجعفري، اذ لم تتمكن من تحقيق هدف الاحتلال في القضاء على المقاومة، بل انها ازدادت وتطورت، وهذا ما أثار دهشة الامريكيين وحنقهم في الوقت ذاته، لانهم ارادوا استخدام الصبغة الطائفية للاجهزة الامنية لتحقيق ذلك الهدف، ويعلم الجميع كيف كانت تخرج عشرات الحافلات ليلا أثناء وقت حظر التجول، لتقتحم الاحياء التي يعتقدون أنها من المناطق الحاضنة للمقاومة، ويعتقلون العشرات يوميا ويتعرض هؤلاء لابشع أنواع التعذيب بما في ذلك ثقب الرؤوس بالمثاقب الكهربائية وغير ذلك. لكن المقاومة تواصلت وازدادت.
* ولكن مالذي حققه الامريكيون من ذلك اذا حصل هذا الارتفاع في حجم المقاومة كما تقولون؟
ـ لقد حققوا نجاحا لابد من الاعتراف به، فقد اقنعوا الذين لم يدخلوا بالانتخابات الاولى، ومن خلال ادواتهم العاملة في مناطق معينة للمشاركة في الانتخابات اللاحقة، وكان للحزب الاسلامي الدور الاكبر في هذا التثقيف (الطائفي المريض) اضافة الى أشخاص ومجاميع اخرى، من بينها قيادات معروفة في الوقف السني، الذي أسسه المحتل الامريكي وقبله البعض الى جانب الوقف الشيعي، ضمن مشروع التقسيم الطائفي للعراق. لكن هذا النجاح ظل محدودا وفي زاوية الذهاب الى صناديق الانتخابات.
* وما هو السيء في ذلك؟
ـ إن الأسوأ، هو ما طرحه الأمريكيون من مشاريع على جميع الكتل السياسية، وهنا نقصد قياداتها فقط، وربما بعض المقربين، اما الغالبية فقد ساروا خلف زعامات وهمية، وتنقص هؤلاء المعرفة والرؤية السياسية التي تستند الى مسألة الفعل ورد الفعل. أما المشاريع فقد تمحورت حول نقطة واحدة، تتمثل في الآلية التي تتبعها هذه الأحزاب والكتل السياسية وهدفها الرئيسي هو القضاء على المقاومة العراقية، واتفق الجميع على ذلك، فهناك من قال ان المناطق الساخنة ستهدأ لانها حصلت على تمثيل في البرلمان، اضافة الى المساهمة والمشاركة في المناصب والوظائف على أوسع نطاق، وتعهد الجميع باستخدام كل الوسائل للقضاء على المقاومة، والبعض قدم مشروعا هو الأخطر في تاريخ العراق.
* ما هو هذا المشروع الأخطر؟
ـ هذا المشروع قدمته قائمة الائتلاف وباركته الاحزاب الكردية وساهم في نقاشاته قيادة التوافق والحوار والجبهة العراقية، وفحواه يتمثل في الحقائق التالية:
1 ـ تردد في بداية العام الحالي حديث واسع عن حوار ايراني ـ أمريكي حول العراق، ولم يتمكن أحد من معرفة ماهية وابعاد هذا الحوار.
2 ـ ان الحوار الذي سبق اعلان نتائج الانتخابات التي جرت في (2005/12/15)، تمحور حول اتفاق الادارة الامريكية مع الكتل السياسية وبمساعدة ايرانية للقضاء على المقاومة العراقية بصورة نهائية وهنا دخل التيار الصدري بقوة في هذا المشروع.
3 ـ أعلن المدعو بيان جبر صولاغ وزير الداخلية في حكومة ابراهيم الجعفري عبر وسائل الاعلام والفضائيات ان لدى الاجهزة الامنية الحكومية قوائم تضم ستة عشر ألف عراقي من الذين اسماهم بالنص بـ(التكفيريين والصداميين والبعثيين)، وقال ان لدينا خطة مع القوات الامريكية للقضاء على هؤلاء جميعا، وأكد ان القوائم تضم الاسماء والصور والعناوين وارقام الهواتف، وهؤلاء من الذين يتواجدون في مدينة بغداد لوحدها.
4ـ هنا دخلت الأطراف الرئيسية في هذه العملية ومتمثلة بالدور الإيراني (تقديم المعلومات عن جميع الضباط والأجهزة الأمنية العراقية وكوادر حزب البعث وجميع الذين يناهضون الاحتلال من سنّة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان ومسيحيين وغيرهم، والتي تحتفظ بها الأجهزة الأمنية الإيرانية (اطلاعات) والحرس الثوري منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988) وتقوم كوادرها بالتدريب اللازم، ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بتقديم المعلومات والتدريب ووضع فرق الاغتيالات الخاصة بها لتنفيذ الواجبات المطلوبة، أما الدور الأخطر فقد أوكل إلى مقتدى الصدر، الذي تعهد بالقضاء على جميع هذه الأسماء (علما أنها تضم شيعة وسنّة) وقتلهم من خلال مجاميعه التي حصلت على تدريبات داخل العراق بإشراف مباشر من اطلاعات والحرس الثوري، أما دور المخابرات الأمريكية فقد تمثل بتقديم الدعم والإسناد والمتابعة والإشراف.
* ألا تعتقد أن هذه أنباء قد تكون نظرية ولا تستند إلى واقع ملموس؟
هذا سؤال حيوي ليس لدينا المساحة لذكر كل شيء كما أن اختراقات المقاومة لهؤلاء كانت في الصميم وليس من مصلحتنا الكشف عن المعلومات، لكن أقول لكم وصدقوا ما أقول وليصدق جميع العراقيين والعرب والمسلمين والعالم، لقد تم رسم السيناريو على الشكل الآتي، وحصل هذا قبل التثبت من اسم رئيس الوزراء، إذ كان الصراع يحتدم بين الجعفري وسواه، فبعد أن قدمت جميع الأطراف خططها وولائها لما تريده إدارة الاحتلال تم الاتصال من قبل ضباط المخابرات الأمريكيين بالمرشحين لمنصبي وزير الداخلية والدفاع، واجتمع هؤلاء مع المرشحين لساعات طويلة في عاصمة عربية وفي بغداد، وطلب بعض الوزراء موافقة المقاومة العراقية لشغل المنصب، وهذا سر قد يعلن للمرة الأولى، ولكن لكل مسألة حساباتها وأولوياتها وعلمنا بتفاصيل مادار في تلك اللقاءات والاجتماعات التي انصبت على ضرورة تقديم خطة أمنية وعسكرية واجتماعية متكاملة للقضاء على المقاومة العراقية، وهناك من رفض وانسحب ويسجل التاريخ له ولعائلته شرف الموقف أما الذين تسلموا المناصب، فقد قبلوا صاغرين بكل ذل هم ومن معهم بما طلبه المحتل الأمريكي لتوظيف وتجنيد فرق وألوية وزارة الدفاع (التابعة لجبهة التوافق) وقوات وزارة الداخلية (التابعة للائتلاف الموحد)، لاقتحام المناطق الحاضنة للمقاومة والقضاء عليها.
* إذن ما هو دور التيار الصدري في هذا الأمر، الذي أشرتم إليه مع اتهامات كثيرة؟
لقد تبين أن الصدريين (جماعة مقتدى) قد دخلوا طرفا رئيسيا وفاعلا في البرنامج الأمريكي الهادف إلى القضاء على المقاومة العراقية وتوزعت المهام منذ مطلع عام 2006 على الوجه الآتي، استنادا إلى الحوار الإيراني الأمريكي الذي كثر الحديث عنه حينذاك إذ تقدم إيران جميع المعلومات المتوفرة لديها عن الشخصيات والأفراد العراقيين وتتعهد بالتدريب بمساندة ومساعدة من عناصر فيلق بدر التابع لمجلس عبد عزيز الحكيم وساهم في تقديم المعلومات جميع الذين دخلوا في العملية السياسية، وبدأ السيناريو الذي تمت صياغته بدقة بتفجير قبتي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) في مدينة سامراءفي 22ـ02ـ2006 وقد تم تنفيذ هذا التفجير كل من قوات الاحتلال الأمريكي التي طوقت المكان منذ الساعة السادسة والنصف مساء وشاهد أبناء مدينة سامراء من الساكنين في ذلك الحي مجاميع من الأجهزة الأمنية العراقية يدخلون إلى المرقدين وتم منع الحركة تماما في المنطقة، وانسحبت القوات الأمريكية ومعها المجاميع ذات الملامح العراقية في الساعة السادسة والنصف صباحا وبعد ربع ساعة بالضبط، حصل الانفجار وبعد ساعات خرج جماعة مقتدى من مدينة الثورة بالمئات وأحرقوا بيوت العبادة (المساجد) وقتلوا خطباء الجوامع والمصلين ومارسوا معهم أبشع أنواع التعذيب واختطفوا العشرات من أئمة المساجد ووجدت جثثهم في اليوم التالي وقد ثقبت رؤوسهم وأحرقت أجسادهم وواصلت عصابات مقتدى أفعالها الإجرامية تلك في القتل والاختطاف وحرق المساجد.
* لكن ما دليلكم على اشتراك جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي البارز والذي استقبله القادة العرب في أكثر من بلد على مثل هذه الأعمال الفظيعة والإجرامية؟
لم يصدق الكثيرون بل وأقول لك حتى الكثير من المقاومين أن جماعة مقتدى يمكن أن يظهروا بهذا الحجم من الإجرام والبشاعة لكن سرعان ما أدرك الجميع أن الذين خرجوا ومارسوا جرائمهم البشعة بحق العراقيين هم من جماعة مقتدى لأن هؤلاء جميعا خرجوا من مدينة الثورة (الصدر)، وهذه المدينة مغلقة بالتمام والكمال وواقعة تحت سيطرة ما يسمى بجيش المهدي وهو براء منهم، ولا يمكن أن يحصل حادث أو حديث بداخل «الثورة» دون معرفة جماعة مقتدى إذن كيف يخرج أكثر من ألفي مسلح وبسيارات حديثة من هذه المنطقة ويمارسون هذا الإجرام الخطير ولا يعلم عبد الهادي الدراجي وسلام المالكي وبهاء الأعرجي وسواهم بهذه المجاميع الإجرامية.
إن المسألة لا تحتاج إلى أدلة أو براهين، لقد ارتبط هؤلاء جميعا ببرنامج الاحتلال الأمريكي وبمؤازرة ودعم إيراني مؤكد وواضح هدفه القضاء على جميع الوطنيين في بغداد وتسلم مقتدى قوائم تضم 16 ألف اسم (شخصيات عراقية) تعهد مقتدى بالقضاءعليها وحصلنا على معلومات دقيقة تقول إن الخطة الأمريكية تقضي بمحاولة جر فصائل المقاومة للرد على مدينتي الثورة (الصدر) والشعلة وهما من أكبر المناطق التي تسكنها أغلبية شيعية في بغداد بعد حرق المساجد وقتل العلماء والتمثيل بجثثهم وعند ذاك سيقع عشرات الآلاف من القتلى ومئات الالاف من الجرحى من أهلنا في هذه المناطق، بعد أن خرجت منها عصابات الإجرام التابعة لمقتدى وهنا يتحقق الهدف الأساسي من هذه العملية.
* وهل انتقمت المقاومة من الذي حصل لمساجد أهل السنّة والخطباء والأبرياء الذين تعرضوا للقتل والتعذيب وحرق الأجساد وثقب الرؤوس؟
لقد سارعت قيادات المقاومة إلى تدارس الموضوع في وقت مبكر جدا، وتوصلنا والحمد لله إلى رؤية صائبة ودقيقة رغم أن النفوس كانت محتقنة والأعصاب مشدودة، وأدركنا تماما أن الذي جرى إنما هو الدليل على هزيمة المحتل الأمريكي الذي لجأ إلى توظيف أدوات رخيصة وذليلة لجرجرة فصائل المقاومة إلى حرب طائفية، ولا أخفيك أننا كنا نخشى أن يحصل انفلات من جماعات فردية تقاوم المحتل وتمتلك أسلحة فتاكة وفي الوقت نفسه تعرض أهلهم وذويهم إلى الاختطاف والقتل والتعذيب داخل مدينتي الثورة والشعلة، لكن فصائل المقاومة تحركت بسرعة وعبر قنواتها لتوجيه الجميع وأمرهم بعدم التعرض لأي شخص أو رقعة جغرافية خارج إطار الثوابت الشرعية للمقاومة، والحمد لله تحقق انضباط على أفضل وأحسن وأرقى المستويات إذ يزداد إجرام هذه العصابات وبالمقابل يتماسك المقاومون في عدم الانجرار إلى هذا المنزلق، ولا نخفيكم اننا لم نتصور أن المقاومين والمساندين والمؤازرين والبيئة الحاضنة لهم على هذا المستوى العالي من الوطنية والالتزام وإدراك حجم المؤامرة التي خطط لها المحتل واذنابه في الحكومة وأدواته الإجرامية.
ولم تحصل عملية واحدة من قبل المقاومة العراقية ضد اشخاص أو مناطق جغرافية طائفية أو عرقية، وتمسك الجميع بالثوابت المعروفة في منهج وأساسيات المقاومة العراقية، التي تستهدف المحتل.
* تبدو الصورة ضبابية في هذا الطرح، ما الذي يتحقق لمقتدى الصدر عندما يدفع بمجاميع تصفونها بالاجرامية وهو الذي يعلن موقفا ضد الاحتلال، وتتهمونه بأنه دخل مع الأمريكيين في المشروع الرامي الى القضاء على المقاومة العراقية؟
ـ سأختصر ذلك بالآتي، لقد تسلم المسؤولون عن عمليات الاختطاف والقتل القوائم التي تحدث عنها صولاغ قبل خروجه من الداخلية وتتضمن 16 ألف اسم بهدف القضاء عليهم، وبعد التدريب الدقيق وبإشراف ايراني ومن المخابرات الأمريكية، باشرت عصابات مقتدى أولى نشاطاتها في منطقة الأعظمية، بهدف اجتياحها وقتل أو اعتقال جميع الرجال وفعل ما يستطيعون فعله بالنساء والأطفال، وحصل هذا بعد تفجيرات سامراء، ولكن قيادة المقاومة كانت تعلم بما يحصل ووضعت خططها العسكرية الدقيقة وافشلت تلك الهجمات في شهر مارس 2006، واستمرت المعركة الأولى منذ الساعة الواحدة ليلا حتى التاسعة والنصف صباحا، وهنا لا بد من التأكيد على أن قوات الاحتلال قد هيأت أجهزة وزارتي الدفاع والداخلية لتأمين الغطاء لعصابات مقتدى اثناء اقتحامها المناطق التي توجد فيها اسماء الأشخاص الذين ينتمون الى الـ16 ألف عراقي، على أن تكون القوات الأمريكية على مقربة من المكان،وتتدخل عند الحاجة، وبما لا يثير الريبة، لأن المشروع على درجة عالية من الحساسية والخطورة. أما فائدة مقتدى بصورة شخصية، فقد أوعدوه برئاسة اقليم بغداد، وطالب أن تكون حدود هذا الاقليم من سامراء نزولا، وان يكون اقليم الجنوب من حصة عزيز الحكيم، وهناك تفاصيل لا نودّ الخوض بها.
كماأن عصابات مقتدى وهذامؤكد ويتحدث به الكثيرون في الثورة والشعلة وغيرها، يتقاضون مبلغا قدره عشرة آلاف دولار عن كل شخص يقتل على أيديهم من الأسماء التي وردت في قوائم صولاغ، أما جماعة ما يسمى بإنقاذ الأنبار التي يتزعمها مقتدى آخر اسمه ستار الريشاوي فيتقاضى هؤلا عشرون ألف دولار عن قتل أي شخص من أهلنا الشيعة على طريق بغداد ـ الاردن، أو في مناطق أخرى، بعد أن يوحي أفراد عصاباتهم الذين تم تدريبهم في مقر اللواء الثامن قرب الرمادي بأنهم يمثلون المقاومة، في حين أن فصائل المقاومة تطارد هؤلاء وقتلت منهم المئات، أما قياداتهم فقد تم تدريبهم في قاعدة عين الأسد غرب الرمادي وهناك من ذهبوا الى «اسرائيل»، ونحن نعرف معلومات تفصيلية عن هذه الجماعة الإجرامية التي تعمل بنفس خط مقتدى لإثارة الفتنة الطائفية.
أماالذي حصل من عصابات مقتدى فإنهم لم يتمكنوا من اقتحام مناطق المقاومة رغم غطاء الأجهزة الحكومية وقوات الاحتلال، لهذا لجأوا الى اختظاف الأبرياء، من باعة الخضروات وعمال البناء والمسافرين والكسبة، وحققوا مع هؤلاء واجبروهم على الاعتراف بأسماء أخرى غير اسمائهم وعناوين غير عناوينهم، واعترف هؤلاء تحت التعذيب انهم قاموا بضرب القوات الأمريكية واستهدفوا الاجهزة الأمنية الحكومية وخططوا لكذا وكذا، وبعد ذلك، يذهب جماعة مقتدى بالتسجيلات الى المنسق الحكومي (جماعة المالكي وموفق الربيعي ووفيق السامرائي وجلال الطالباني)، وبالجلوس مع المسؤول الأمريكي، لتسليم التسجيلات، التي تثبت ان مقتدى أوفى بوعده وسار في الطريق الذي رسمه له الأمريكيون للقضاء على المقاومة العراقية. ولكن الواقع يتحدث خلاف ذلك أي أن الأشخاص المختطفين من قبل جماعة مقتدى يذكرون أسماء غير أسماءهم بعد أن يجبروهم على ذلك لتأتي الاعترافات متطابقة مع الأسماء التي وردت في قوائم الـ16 ألف اسم التي تريد قوات الاحتلال القضاء عليهم. وتأكد بعد ذلك للأمريكيين أن مقتدى وإيران وحكومة المالكي فشلوا كما فشلت مخابراتها وأجهزتها في الوصول إلى المقاومة. وان ما نفذته هذه المجاميع قد انقلب ضد الاحتلال اذ ازدادت أعداد الشباب الذين يريدون الانضواء تحت ألوية المقاومة، وازداد اصرار المقاومين على مطاردة الاحتلال وأذنابه النجسة، وبدون استثناء.
* طيب مالذي قدمه الأمريكيون من دعم لمن أراد القضاء على المقاومة كما تصفونها؟
ـ لقد سمعتم بخطة أمن بغداد، باختصار هدف هذه الخطة تقديم جميع التسهيلات لجماعة مقتدى لاقتحام مناطق بعينها، للقضاء على المقاومين، كما أن فرض حظر التجوال الهدف منه الانفراد بتلك المناطق لكن وبعون من الله سبحانه وتعالى أفشلنا جميع خططهم، مع أن التضحيات كبيرة جدا خاصة من الأبرياء الذين تختطفهم تلك العصابات بدعم واسناد مباشر من قبل قوات وزارة الدفاع والداخلية والقوات الأمريكية، وهنا لابد من القول ان لدينا معلومات مؤكدة تقول ان القائمين على تنفيذ هذه المؤامرة ضد العراق تعهدوا لاسيادهم الأمريكيين بتأمين جميع مناطق بغداد في شهر نيسان (أفريل) الماضي، على أن يتجول الأمريكيون والحكوميون بدون حراسات في بغداد، بعد تصفية جميع من يشك أنه ضد الاحتلال وأدواته.
* وكيف تنظرون إلى الأوضاع الآن؟
ـ انهم يتخبطون وقد وصلوا إلى درجة اليأس التام، ونحن ثابتون والحمد لله، الاحتلال والحكومة يضعفون في كل يوم ونحن نزداد قوة ويتوافد الآلاف للانضمام لفصائل المقاومة، ونرى النصر قد أصبح أقرب إلينا من أي وقت مضى، وافشلنا أخطر وأوسع وأبشع المخططات التي أراد أقطابها إثارة الفتنة بين العراقيين، ونقول بأن فصائل المقاومة ترصد أي تحرك ومن أية جهة كانت، وستفشل أي مؤامرة تحاول جر المقاومة وابعادها عن هدفها السامي، ونطمئن أهلنا واخواننا في كل مكان أن النصر لقريب بإذن الله. كما نؤكد بأننا سنفشل جميع المخططات التي تهدف الى إثارة الفتنة بين العراقيين، وسلاحنا في ذلك الوعي العميق لأبناء العراق من أقصى شماله إلى أبعد نقطة في جنوبه العزيز.
* هل من كلمة تودون قولها في آخر اللّقاء؟
ـ نعم ما أريد قوله اننا لا نمارس الفعل العسكري بصورة مجردة، بل ان أي خطة عسكرية تستند إلى رؤية سياسية تعتمد المعايير الدقيقة سواء في توقيت الهجمات أو حجمها، وحتى في نوع الأسلحة التي تستخدم، وان الرؤية السياسية تتكامل لدى فصائل المقاومة، وتتمخض عن كل ذلك نوع وحجم وكم العمليات العسكرية، ونضع في حساباتنا ما نحدثه من رعب لدى قوات العدو الأمريكي ومن معه، اضافة إلى نوعية الخسائر ومكانها وزمانها، وهذا يتحدد من خلال الأراء والأفكار والنقاشات التي يشترك فيها الجهد الاستخباري والعقل العملياتي العسكري وخبراء الحرب النفسية والاعلام، إضافة إلى آراء ووجهات نظر القادة الميدانيين المنتشرين في مختلف أنحاء العراق، ومن خلال كل ذلك يقرر مجلس هيئة الأركان طبيعة العمليات التي يتم تنفيذها بالتوقيتات وفي الأمكنة المقررة، ويتحكم بكل ذلك العقل السياسي الذي يدقق وينظر إلى المسافات البعيدة والقريبة لتقرير ما هو آني وما هو مستقبلي.
عواصم عربية - الشروق
شبكة البصرة
الاحد 15 صفر 1428 / 4 آذار 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس