khammad
01-08-2004, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قوات إسلامية إلى العراق !!
أعلن بعض عملاء أمريكا في جزيرة العرب أن حكومته تفكر بجدية في إرسال قوات "إسلامية" إلى العراق للحفاظ على أمن واستقرار الشعب العراقي !! فما هو حقيقة هذا الإعلان ، وما هي حقيقة هذه القوات !!
هذا الإعلان يذكرنا بإعلان سفير بلاد هذا المعتوه الذي أعلن في واشنطن بأن حكومته ستضخ كميات أكبر من نفط المسلمين في الأسواق العالمية في حالة ارتفاع سعره لمساندة الرئيس الأمريكي الحالي في الإنتخابات المحلية !!
الفكرة واحدة : الأمريكان - الكفار الصائلين على بلاد المسلمين والمعتدين على حرماتهم - تورّطوا ، فلا بد من مساندتهم ، ولو كان ذلك على حساب الدين والنفس والمال الإسلامي !!
هذه القوات ستعمل تحت إمرة القيادة الأمريكية التي قال قائدها (رامسفيلد) : "لن يعمل أي جندي أمريكي تحت قيادة غير أمريكية ما دمت في منصبي" .. ويراد من هذه القوة "الإسلامية" - كما أعلن أحد المسؤولين الأمريكان – حماية مسؤولي المنظمات الدولية (الأمم المتحدة وغيرها) ..
فلنحاول جمع مغزى هذه التصريحات والأخبار المبعثرة وتنسيقها لتتضح الصورة وتقترب من الأذهان :
1- العراق : قطر إسلامي احتله النصارى واليهود بمساندة بعض الكفار الأصليين من العرب والأكراد وبعض العرب المرتدين من حكام وشعوب المنطقة ..
2- الدولة التي أعلنت العزم على إرسال قواتها إلى العراق هي دولة تابعة لأمريكا : حكامها كفار وشعبها مسلم ..
3- هذا الجيش إذا ذهب إلى العراق فإنه يذهب في حقيقته لمساندة النصارى وتمكينهم في العراق والتخفيف عليهم والعمل كدرع واق في وجة ضربات المجاهدين ..
4- المعلوم والمعروف لدى العالم أن هذه الحكومة لا يمكن أن تعلن مثل هذا الإعلان دون أمر من ولاة أمرها الأمريكان ..
5- إعلان رامسفيد واضح : هذه القوات ستكون تحت إمرة النصارى الأمريكان ..
6- مهمة هذه القوات : حراسة اليهود والنصارى في المنظمات العالمية (وعلى رأسها الأمم المتحدة) كما أعلن ذلك المسؤول الأمريكي ..
بالنظر في المعطيات المذكورة أعلاه يتبين حقيقة هذه القوات التي تنوي هذه الحكومة إرسالها إلى العراق :
حكومة كافرة تريد إرسال جنود "مسلمين" لمساندة دولة كافرة في احتلال دولة مسلمة لهتك عرض المسلمات وقتل المسلمين وسلب خيراتهم وبناء قواعد عسكرية لغزو أقطار إسلامية أخرى ، وهذا كله بأمر الكفار الصائلين أنفسهم ..
المشكلة تكمن في حقيقة هذا الجيش بعد إرساله إلى العراق ، فقد جاء في كتاب الله وعلى لسان رسول الله وأجمع علماء المسلمين على أن متولي الكفار كافر مثلهم ، فمن اشترك في هذا الجيش المزمع إرساله إلى العراق بأي حجة فهو كافر بنص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ..
هذا الجيش لا يمكن تسميته "جيش إسلامي" ، بل هو "جيش ردة" حاله كحال جيوش مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ، حلال قتاله وقتله ، بل العمل عند سلف الأمة من الصحابة البدئ بهذا الجيش قبل الكفار الأصليين ، وهذا ما فعله صديق هذه الأمة رضي الله عنه ووافقه الصحابة على ذلك فكان إجماعاً عملياً من خير قرون هذه الأمة ..
إن إعلان المجاهدين في العراق بأنهم سوف يقتلون كل من يُرسل إلى العراق لمساندة الكفار يقصدون به ما تقرر آنفاً : حكومة كافرة تُرسل جيشاً من المرتدين لحماية وتمكين الكافرين ، ولم يقصد المجاهدون أنهم يقتلون المسلمين ..
إن مَثَل هذا كما لو تقرر عند المجاهدين أن فلاناً في العراق كان عيناً (جاسوساً) للنصارى عليهم أو كان يعين الكفار بأي شكل من الأشكال ، فهذا لا شك أنه يُقتل لأنه يشكل خطراً على حياة المسلمين ، فما بالكم بجيش هدفه حماية الكفار من ضربات المجاهدين ويستخدم القوة لتمكين الكافرين ، فهذا لا شك أنه أعظم خطراً على الإسلام والمسلمين من ذلك الشخص .. قال سحنون في المسلم يكتب لأهل الحرب بأخبار المسلمين : "يقتل ولا يستتاب ولا دية لورثته كالمحارب" ..
وقد جاء في القرطبيّ في تفسير قوله تعالى : {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوَّكم أولياء} ما يأتي : من كثر تطلّعه على عورات المسلمين وينبّه عليهم ويعرف عددهم بأخبارهم لم يكن كافراً بذلك ، إذا كان فعله لغرض دنيويّ واعتقاده على ذلك سليم ، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتّخاذ اليد ولم ينو الرّدّة عن الدّين . وإذا قلنا : لا يكون بذلك كافراً فهل يقتل بذلك حدّاً أم لا ؟ اختلف النّاس فيه ، فقال مالك وابن القاسم وأشهب : يجتهد في ذلك الإمام . وقال عبد الملك : إذا كانت عادته ذلك قتل لأنّه جاسوس . وقد قال مالك : يقتل الجاسوس – وهو صحيح – لإضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الأرض ..." (تفسير القرطبي) ..
فهذا الجيش الذي يراد له الذهاب إلى العراق يشكل خطراً أكبر بكثير من هذا الجاسوس ، ففوق كونه جيش ردة بالإجماع ، فهو جيش تفريق للمسلمين حيث أن هؤلاء الحكام الكفار يعلمون بأن المجاهدين لابد وأنهم يقاتلون هذا الجيش ، وإذا حصل هذا فسيعمل الإعلام بعد ذلك على تهييج الرأي العام القومي ضد المجاهدين وستكون قومية كفرية ****ة ، وقد حصل أن هدد مرشح للرئاسة من الصومال بقتل العراقيين في الصومال إن أقدم المجاهدون في العراق على قتل الصومالي المحتجز عندهم !! ولا نشك أن أصل هذا التصريح أمريكي- يهودي ، وستأتي التصاريح تباعاً لتأجيج روح القومية إن تحرك مثل هذا الجيش ال**** ..
وجود مثل هذا الجيش في العراق لا يخدم المسلمين بشيء ، وإنما هو لخدمة النصارى الأمريكان ومن دار في فلكهم من يهود وكفار ومنافقين ، فإذا لم يحارب المجاهدون هذا الجيش فإنه يكون عيناً للكفار على المجاهدين يدلونهم على عوراتهم ويحدون من تحركهم ويسلبونهم تفوقهم على الكفار ، وإن حاربوهم كان في ذلك راحة للأمريكان الذين سيتفرغون لبناء قواعدهم العسكرية التي يخططون للإنطلاق منها لغزو الشام وجزيرة العرب وفارس ، وسيتفرّغ الأمريكان والمنافقين للتركيز بدرجة أكبر على سرقة خيرات العراق ، وسيمكّن اليهود من شراء أراضي العراق وضخ نفطه للتقوي به وما إلى ذلك من فوائد كثيرة عظيمة سيجنيها اليهود والنصارى من مثل هذا الجيش ، وهذه الفوائد غير خافية على من له أدنى نظر ..
إن قول ربنا جل في علاه واضح بيّن ، فقد قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (المائدة : 51) ..
قال الطبري في تفسيره : "فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين ، فهو من أهل دينهم وملتهم ، فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه ، وصار حكمه حكمه " (انتهى)
وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " .... لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا ، ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم ، ووجبت له النار كما وجبت لهم ، فصار منهم أي من أصحابهم" . (انتهى) ..
قال ابن تيمية رحمه الله في اختياراته: "من جمز إلى معسكر التتر ، ولحق بهم ارتد ، وحل ماله ودمه" (انتهى) ، والتتر في زمانه كانوا يدّعون الإسلام ، وكانوا أحسن حالاً من الأمريكان اليوم !!
وقال الشيخ رشيد رضا معلقاً على هذا الكلام: وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم". (انتهى)
قال السعدي في تفسيره : " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ". لأن التولّي التام ، يوجب الانتقال إلى دينهم ، والتولي القليل ، يدعو إلى الكثير ، ثم يتدرج شيئا فشيئا ، حتى يكون العبد منهم .. (انتهى)
فمن تولى الكفار بأي شكل من الأشكال ، وتحت أي مسمى من المسميات فهو كافر مثلهم منتقل إلى دينهم ، والإسلام بريء منه .. فكل من دخل في مثل هذا الجيش كافر حلال الدم ، وهو أولى بالقتل من الكافر الأصلي كما قرر ذلك علماء السلف ..
لقد أحسن المجاهدون يوم أعلنوا على شاشات التلفاز وفي الفضائيات وعلى مرأى ومسمع العالم موقفهم من هذه الجيوش ، وهذا يقطع كل عذر بالجهل أو غيره من هؤلاء ، وأما التعذّر بالإكراه فهو مرفوض شرعاً لأنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ، ومن المعصية معاونة الكفار الصائلين وتمكينهم في بلاد المسلمين ، وقد أجمع العلماء على أن هذا من الردة في الدين ، فلا فرق بين هذا وبين أن يُؤمر إنسان بالسجود لصنم : فيسجد ويعتذر بالأمر !! فهذا غير مقبول أبداً .. بل إن السجود للصنم أهون من الإشتراك في مثل هذا الجيش لأن السجود للصنم يكون ضرره على الفرد وقد يغفر الله له ذلك إن كان مُكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان ، أما الجيش فضرره على المسلمين أجمع ، فلا عبرة بالإعتذار بالإكراه هنا لأن حياة الفرد ليست بأغلى من حياة الأمة ، ولا يجوز لإنسان أن يضر غيره من المسلمين ليسلم هو من الضرر ، فكيف إذا كان الضرر عام على الأمة ..
ينبغي على المسلمين أن يعوا هذا ، وينبغي على كل مسلم أن ينصح من عنده بعدم الإشتراك في مثل هذا الجيش ، وينبغي لمن اشترك له قريب أو صاحب أن يحدد موقفه منه على ضوء ما ذكر الله في كتابه { لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (المجالدة : 22) ، فالإشتراك في مثل هذا الجيش من محادة الله ورسوله ، وهو حرام وردة بإجماع المسلمين ، فينبغي على من أراد الحفاظ على دينه وعقيدته : البراءة ممن يشترك في مثل هذا الجيش إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ..
{ وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (التوبة : 3) ..
فهؤلاء الحكام الذين زعموا أن الحكم بغير ما أنزل الله وموالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وقتل المجاهدين وسجن العلماء العاملين إرضاء للصليبيين وتحقيق لمصالح اليهود الغاصبين ، كل ذلك من مصلحة الإسلام والدين { يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (البقرة : 9) ، هؤلاء يحتقرون عقول الناس ، ويظنون أن أهل الإسلام غفلوا عن حقيقتهم ومكرهم ، هؤلاء قولبهم مريضة ، كما قال مقلّب القلوب { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } (البقرة : 10) ..
يقولون للمسلمين أمر ويُعلنون في واشنطن أمور أخرى { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } (البقرة : 14) ، فلا ينبغي الإغترار بهم ولا بما عندهم وينبغي الإبتعاد عنهم ما أمكن ، فإن { اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } (البقرة : 15) ..
لقد تبرأ الله من الكفار كما تبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نُعلن براءتنا من كل كافر مرتد يشارك في توطيد أقدام الكفار في بلاد المسلمين تحت أي راية أو عذر أو مسمّى كائناً من كان .. وندعوا المجاهدين أن لا تأخذهم في "جيوش الردّة" رأفة ولا رحمة ، وأن يبدأوا بهم ويجعلوهم عبرة لمن خلفهم ..
يجب أن يتميّز الإيمان من الكفر ، يجب أن يعي الناس معنى الموالاة والمعاداة في الله .. يجب أن نقيس الأمور بمقياس الشرع ونترك مقاييس القومية وغيرها من المقاييس الجاهلية لأهلها ، فنحن مسلمون ليس عندنا مقياس غير المقياس الإلهي ..
لو كان في مثل هذا الجيش إمام الحرم يحمل فوق رأسه مليون مصحف فإنه يُقتل ، وبه يُبدأ ، كذا قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال للمسلمين "لو رأيتموني بينهم [التتر] والمصحف فوق رأسي فاقتلوني" ، فلا يشفع لأحد صلاة ولا صوم ولا عمل ولا ادعاء إسلام وهو في صفوف الكفار المقاتلين للمسلمين ..
كما ينبغي لإخواننا المسلمين في العراق أن يعوا هذه الأحكام الشرعية وأن ينبذوا ما سواها من مفاهيم جاهلية : كالقبلية ، والعرقية ، والقومية، فلا عبرة لهذه المفاهيم الجاهلية التي يجب أن توضع تحت أقدام عقيدة الولاء والبراء الإسلامية ، ولهم في مجاهدي أفغانستان والشيشان عبرة ، فقد أدرك المسلمون هناك هذا الأمر فلم تعد تنطلي عليهم أكاذيب المنافقين والمرتدين "فالكفر ملّة واحدة" .. لقد قتل الإخوة في الشيشان رأس المنافقين في جروزني كما قتل أمير المؤمنين "نجيب" في كابل ، ونحن في انتظار الخبر من بغداد ..
إن العراقي الذي يعاون الأمريكان بأي شكل من أشكال المعاونة : كافر مرتد عن الدين كائناً من كان ، حكمه في الشرع القتل ، ولا يشفع له عرق ولا قرابة ولا وطنية ، فحكم الله بيّن " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ، ومن ابتغى غير حكم الله ورغب عن أمره فقد ظلم نفسه وهو في الآخرة من الخاسرين ..
ختاماً أقول :
الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إقرار تواجد جيش مسلم في العراق ، هو : إذا خرجت جيوش الكفر من أرض الإسلام ، ورأى قادة المسلمين في العراق (من أمراء الجهاد وأهل الحل والعقد ، وليس أذناب الكفار والعملاء) الحاجة لمثل هذا الجيش ، عندها يطلبونه ليخدم مصالح المسلمين ويكون تحت تصرفهم .. أما أن يذهب جيش بأمر من حاكم كافر يأتمر بأمر اليهود والنصارى ليخدم هذا الجيش مصالح الكفار ويكون تحت لواء الصليب ، فهذا الجيش لا يجوز تسميته "قوة إسلامي" بل هو "جيش ردّة" بالإجماع : يجوز قتاله ، بل ينبغي .. وأنا أنصح المجاهدين بأن تكون أول ضربة لمثل هذا الجيش : ضربة موجعة يسمع دويها من خلفهم لتنخلع قلوبهم ، وإياكم وأنصاف الحلول فإنها سُبُل المهالك ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
15 جمادى الآخرة 1425هـ
قوات إسلامية إلى العراق !!
أعلن بعض عملاء أمريكا في جزيرة العرب أن حكومته تفكر بجدية في إرسال قوات "إسلامية" إلى العراق للحفاظ على أمن واستقرار الشعب العراقي !! فما هو حقيقة هذا الإعلان ، وما هي حقيقة هذه القوات !!
هذا الإعلان يذكرنا بإعلان سفير بلاد هذا المعتوه الذي أعلن في واشنطن بأن حكومته ستضخ كميات أكبر من نفط المسلمين في الأسواق العالمية في حالة ارتفاع سعره لمساندة الرئيس الأمريكي الحالي في الإنتخابات المحلية !!
الفكرة واحدة : الأمريكان - الكفار الصائلين على بلاد المسلمين والمعتدين على حرماتهم - تورّطوا ، فلا بد من مساندتهم ، ولو كان ذلك على حساب الدين والنفس والمال الإسلامي !!
هذه القوات ستعمل تحت إمرة القيادة الأمريكية التي قال قائدها (رامسفيلد) : "لن يعمل أي جندي أمريكي تحت قيادة غير أمريكية ما دمت في منصبي" .. ويراد من هذه القوة "الإسلامية" - كما أعلن أحد المسؤولين الأمريكان – حماية مسؤولي المنظمات الدولية (الأمم المتحدة وغيرها) ..
فلنحاول جمع مغزى هذه التصريحات والأخبار المبعثرة وتنسيقها لتتضح الصورة وتقترب من الأذهان :
1- العراق : قطر إسلامي احتله النصارى واليهود بمساندة بعض الكفار الأصليين من العرب والأكراد وبعض العرب المرتدين من حكام وشعوب المنطقة ..
2- الدولة التي أعلنت العزم على إرسال قواتها إلى العراق هي دولة تابعة لأمريكا : حكامها كفار وشعبها مسلم ..
3- هذا الجيش إذا ذهب إلى العراق فإنه يذهب في حقيقته لمساندة النصارى وتمكينهم في العراق والتخفيف عليهم والعمل كدرع واق في وجة ضربات المجاهدين ..
4- المعلوم والمعروف لدى العالم أن هذه الحكومة لا يمكن أن تعلن مثل هذا الإعلان دون أمر من ولاة أمرها الأمريكان ..
5- إعلان رامسفيد واضح : هذه القوات ستكون تحت إمرة النصارى الأمريكان ..
6- مهمة هذه القوات : حراسة اليهود والنصارى في المنظمات العالمية (وعلى رأسها الأمم المتحدة) كما أعلن ذلك المسؤول الأمريكي ..
بالنظر في المعطيات المذكورة أعلاه يتبين حقيقة هذه القوات التي تنوي هذه الحكومة إرسالها إلى العراق :
حكومة كافرة تريد إرسال جنود "مسلمين" لمساندة دولة كافرة في احتلال دولة مسلمة لهتك عرض المسلمات وقتل المسلمين وسلب خيراتهم وبناء قواعد عسكرية لغزو أقطار إسلامية أخرى ، وهذا كله بأمر الكفار الصائلين أنفسهم ..
المشكلة تكمن في حقيقة هذا الجيش بعد إرساله إلى العراق ، فقد جاء في كتاب الله وعلى لسان رسول الله وأجمع علماء المسلمين على أن متولي الكفار كافر مثلهم ، فمن اشترك في هذا الجيش المزمع إرساله إلى العراق بأي حجة فهو كافر بنص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ..
هذا الجيش لا يمكن تسميته "جيش إسلامي" ، بل هو "جيش ردة" حاله كحال جيوش مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ، حلال قتاله وقتله ، بل العمل عند سلف الأمة من الصحابة البدئ بهذا الجيش قبل الكفار الأصليين ، وهذا ما فعله صديق هذه الأمة رضي الله عنه ووافقه الصحابة على ذلك فكان إجماعاً عملياً من خير قرون هذه الأمة ..
إن إعلان المجاهدين في العراق بأنهم سوف يقتلون كل من يُرسل إلى العراق لمساندة الكفار يقصدون به ما تقرر آنفاً : حكومة كافرة تُرسل جيشاً من المرتدين لحماية وتمكين الكافرين ، ولم يقصد المجاهدون أنهم يقتلون المسلمين ..
إن مَثَل هذا كما لو تقرر عند المجاهدين أن فلاناً في العراق كان عيناً (جاسوساً) للنصارى عليهم أو كان يعين الكفار بأي شكل من الأشكال ، فهذا لا شك أنه يُقتل لأنه يشكل خطراً على حياة المسلمين ، فما بالكم بجيش هدفه حماية الكفار من ضربات المجاهدين ويستخدم القوة لتمكين الكافرين ، فهذا لا شك أنه أعظم خطراً على الإسلام والمسلمين من ذلك الشخص .. قال سحنون في المسلم يكتب لأهل الحرب بأخبار المسلمين : "يقتل ولا يستتاب ولا دية لورثته كالمحارب" ..
وقد جاء في القرطبيّ في تفسير قوله تعالى : {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوَّكم أولياء} ما يأتي : من كثر تطلّعه على عورات المسلمين وينبّه عليهم ويعرف عددهم بأخبارهم لم يكن كافراً بذلك ، إذا كان فعله لغرض دنيويّ واعتقاده على ذلك سليم ، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتّخاذ اليد ولم ينو الرّدّة عن الدّين . وإذا قلنا : لا يكون بذلك كافراً فهل يقتل بذلك حدّاً أم لا ؟ اختلف النّاس فيه ، فقال مالك وابن القاسم وأشهب : يجتهد في ذلك الإمام . وقال عبد الملك : إذا كانت عادته ذلك قتل لأنّه جاسوس . وقد قال مالك : يقتل الجاسوس – وهو صحيح – لإضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الأرض ..." (تفسير القرطبي) ..
فهذا الجيش الذي يراد له الذهاب إلى العراق يشكل خطراً أكبر بكثير من هذا الجاسوس ، ففوق كونه جيش ردة بالإجماع ، فهو جيش تفريق للمسلمين حيث أن هؤلاء الحكام الكفار يعلمون بأن المجاهدين لابد وأنهم يقاتلون هذا الجيش ، وإذا حصل هذا فسيعمل الإعلام بعد ذلك على تهييج الرأي العام القومي ضد المجاهدين وستكون قومية كفرية ****ة ، وقد حصل أن هدد مرشح للرئاسة من الصومال بقتل العراقيين في الصومال إن أقدم المجاهدون في العراق على قتل الصومالي المحتجز عندهم !! ولا نشك أن أصل هذا التصريح أمريكي- يهودي ، وستأتي التصاريح تباعاً لتأجيج روح القومية إن تحرك مثل هذا الجيش ال**** ..
وجود مثل هذا الجيش في العراق لا يخدم المسلمين بشيء ، وإنما هو لخدمة النصارى الأمريكان ومن دار في فلكهم من يهود وكفار ومنافقين ، فإذا لم يحارب المجاهدون هذا الجيش فإنه يكون عيناً للكفار على المجاهدين يدلونهم على عوراتهم ويحدون من تحركهم ويسلبونهم تفوقهم على الكفار ، وإن حاربوهم كان في ذلك راحة للأمريكان الذين سيتفرغون لبناء قواعدهم العسكرية التي يخططون للإنطلاق منها لغزو الشام وجزيرة العرب وفارس ، وسيتفرّغ الأمريكان والمنافقين للتركيز بدرجة أكبر على سرقة خيرات العراق ، وسيمكّن اليهود من شراء أراضي العراق وضخ نفطه للتقوي به وما إلى ذلك من فوائد كثيرة عظيمة سيجنيها اليهود والنصارى من مثل هذا الجيش ، وهذه الفوائد غير خافية على من له أدنى نظر ..
إن قول ربنا جل في علاه واضح بيّن ، فقد قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (المائدة : 51) ..
قال الطبري في تفسيره : "فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين ، فهو من أهل دينهم وملتهم ، فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه ، وصار حكمه حكمه " (انتهى)
وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " .... لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا ، ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم ، ووجبت له النار كما وجبت لهم ، فصار منهم أي من أصحابهم" . (انتهى) ..
قال ابن تيمية رحمه الله في اختياراته: "من جمز إلى معسكر التتر ، ولحق بهم ارتد ، وحل ماله ودمه" (انتهى) ، والتتر في زمانه كانوا يدّعون الإسلام ، وكانوا أحسن حالاً من الأمريكان اليوم !!
وقال الشيخ رشيد رضا معلقاً على هذا الكلام: وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم". (انتهى)
قال السعدي في تفسيره : " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ". لأن التولّي التام ، يوجب الانتقال إلى دينهم ، والتولي القليل ، يدعو إلى الكثير ، ثم يتدرج شيئا فشيئا ، حتى يكون العبد منهم .. (انتهى)
فمن تولى الكفار بأي شكل من الأشكال ، وتحت أي مسمى من المسميات فهو كافر مثلهم منتقل إلى دينهم ، والإسلام بريء منه .. فكل من دخل في مثل هذا الجيش كافر حلال الدم ، وهو أولى بالقتل من الكافر الأصلي كما قرر ذلك علماء السلف ..
لقد أحسن المجاهدون يوم أعلنوا على شاشات التلفاز وفي الفضائيات وعلى مرأى ومسمع العالم موقفهم من هذه الجيوش ، وهذا يقطع كل عذر بالجهل أو غيره من هؤلاء ، وأما التعذّر بالإكراه فهو مرفوض شرعاً لأنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ، ومن المعصية معاونة الكفار الصائلين وتمكينهم في بلاد المسلمين ، وقد أجمع العلماء على أن هذا من الردة في الدين ، فلا فرق بين هذا وبين أن يُؤمر إنسان بالسجود لصنم : فيسجد ويعتذر بالأمر !! فهذا غير مقبول أبداً .. بل إن السجود للصنم أهون من الإشتراك في مثل هذا الجيش لأن السجود للصنم يكون ضرره على الفرد وقد يغفر الله له ذلك إن كان مُكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان ، أما الجيش فضرره على المسلمين أجمع ، فلا عبرة بالإعتذار بالإكراه هنا لأن حياة الفرد ليست بأغلى من حياة الأمة ، ولا يجوز لإنسان أن يضر غيره من المسلمين ليسلم هو من الضرر ، فكيف إذا كان الضرر عام على الأمة ..
ينبغي على المسلمين أن يعوا هذا ، وينبغي على كل مسلم أن ينصح من عنده بعدم الإشتراك في مثل هذا الجيش ، وينبغي لمن اشترك له قريب أو صاحب أن يحدد موقفه منه على ضوء ما ذكر الله في كتابه { لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (المجالدة : 22) ، فالإشتراك في مثل هذا الجيش من محادة الله ورسوله ، وهو حرام وردة بإجماع المسلمين ، فينبغي على من أراد الحفاظ على دينه وعقيدته : البراءة ممن يشترك في مثل هذا الجيش إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ..
{ وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (التوبة : 3) ..
فهؤلاء الحكام الذين زعموا أن الحكم بغير ما أنزل الله وموالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وقتل المجاهدين وسجن العلماء العاملين إرضاء للصليبيين وتحقيق لمصالح اليهود الغاصبين ، كل ذلك من مصلحة الإسلام والدين { يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (البقرة : 9) ، هؤلاء يحتقرون عقول الناس ، ويظنون أن أهل الإسلام غفلوا عن حقيقتهم ومكرهم ، هؤلاء قولبهم مريضة ، كما قال مقلّب القلوب { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } (البقرة : 10) ..
يقولون للمسلمين أمر ويُعلنون في واشنطن أمور أخرى { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } (البقرة : 14) ، فلا ينبغي الإغترار بهم ولا بما عندهم وينبغي الإبتعاد عنهم ما أمكن ، فإن { اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } (البقرة : 15) ..
لقد تبرأ الله من الكفار كما تبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نُعلن براءتنا من كل كافر مرتد يشارك في توطيد أقدام الكفار في بلاد المسلمين تحت أي راية أو عذر أو مسمّى كائناً من كان .. وندعوا المجاهدين أن لا تأخذهم في "جيوش الردّة" رأفة ولا رحمة ، وأن يبدأوا بهم ويجعلوهم عبرة لمن خلفهم ..
يجب أن يتميّز الإيمان من الكفر ، يجب أن يعي الناس معنى الموالاة والمعاداة في الله .. يجب أن نقيس الأمور بمقياس الشرع ونترك مقاييس القومية وغيرها من المقاييس الجاهلية لأهلها ، فنحن مسلمون ليس عندنا مقياس غير المقياس الإلهي ..
لو كان في مثل هذا الجيش إمام الحرم يحمل فوق رأسه مليون مصحف فإنه يُقتل ، وبه يُبدأ ، كذا قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال للمسلمين "لو رأيتموني بينهم [التتر] والمصحف فوق رأسي فاقتلوني" ، فلا يشفع لأحد صلاة ولا صوم ولا عمل ولا ادعاء إسلام وهو في صفوف الكفار المقاتلين للمسلمين ..
كما ينبغي لإخواننا المسلمين في العراق أن يعوا هذه الأحكام الشرعية وأن ينبذوا ما سواها من مفاهيم جاهلية : كالقبلية ، والعرقية ، والقومية، فلا عبرة لهذه المفاهيم الجاهلية التي يجب أن توضع تحت أقدام عقيدة الولاء والبراء الإسلامية ، ولهم في مجاهدي أفغانستان والشيشان عبرة ، فقد أدرك المسلمون هناك هذا الأمر فلم تعد تنطلي عليهم أكاذيب المنافقين والمرتدين "فالكفر ملّة واحدة" .. لقد قتل الإخوة في الشيشان رأس المنافقين في جروزني كما قتل أمير المؤمنين "نجيب" في كابل ، ونحن في انتظار الخبر من بغداد ..
إن العراقي الذي يعاون الأمريكان بأي شكل من أشكال المعاونة : كافر مرتد عن الدين كائناً من كان ، حكمه في الشرع القتل ، ولا يشفع له عرق ولا قرابة ولا وطنية ، فحكم الله بيّن " وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ، ومن ابتغى غير حكم الله ورغب عن أمره فقد ظلم نفسه وهو في الآخرة من الخاسرين ..
ختاماً أقول :
الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إقرار تواجد جيش مسلم في العراق ، هو : إذا خرجت جيوش الكفر من أرض الإسلام ، ورأى قادة المسلمين في العراق (من أمراء الجهاد وأهل الحل والعقد ، وليس أذناب الكفار والعملاء) الحاجة لمثل هذا الجيش ، عندها يطلبونه ليخدم مصالح المسلمين ويكون تحت تصرفهم .. أما أن يذهب جيش بأمر من حاكم كافر يأتمر بأمر اليهود والنصارى ليخدم هذا الجيش مصالح الكفار ويكون تحت لواء الصليب ، فهذا الجيش لا يجوز تسميته "قوة إسلامي" بل هو "جيش ردّة" بالإجماع : يجوز قتاله ، بل ينبغي .. وأنا أنصح المجاهدين بأن تكون أول ضربة لمثل هذا الجيش : ضربة موجعة يسمع دويها من خلفهم لتنخلع قلوبهم ، وإياكم وأنصاف الحلول فإنها سُبُل المهالك ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
15 جمادى الآخرة 1425هـ